سورة البقرة / الآية رقم 87 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوَهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ القِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ العَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ العَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ البَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ القُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُـكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ

البقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَقَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ (87) وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً ما يُؤْمِنُونَ (88) وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ (89) بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ فَباؤُ بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ (90) وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا نُؤْمِنُ بِما أُنْزِلَ عَلَيْنا وَيَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91)} [البقرة: 2/ 87- 91].
الآيات تذكير لبني إسرائيل بإعطاء موسى الكتاب (التوراة) وأن اللّه أتبعه بالرسل من بعده، وهم يوشع، وداود، وسليمان، وعزير، وإلياس، واليسع ويونس وزكريا ويحيى وعيسى عليهم السّلام، وكانوا كلهم يحكمون بشريعة موسى عليه السّلام. إلا أن اللّه آتى عيسى عليه السّلام الإنجيل، مخالفا التوراة في بعض الأحكام، وأيّده اللّه بالمعجزات الباهرات كإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص بإذن اللّه، كما أيّده بروح القدس جبريل عليه السّلام. أفكلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم، ولا تميل إلى الخير دائما، كفروا به واستكبروا عليه تجبّرا وبغيا، فمنهم من كذبوه كعيسى ومحمد عليهما السّلام، ومنهم من قتلوه كزكريا ويحيى عليهما السّلام، فلا يستغرب ترك إيمانهم بدعوة محمد صلّى اللّه عليه وسلم.
ومن قبائحهم أو مثالبهم: قولهم للنّبي صلّى اللّه عليه وسلم: قلوبنا مغطاة بأغشية، فلا تعي ما تقول، ولا تفقه ما تتكلم به، فيردّ اللّه عليهم: لستم كذلك، فقلوبكم خلقت مستعدة بالفطرة للإقرار بالحق، لكن اللّه أبعدهم عن رحمته، بسبب كفرهم بالأنبياء وعصيانهم التوراة، وقليلا جدّا اتجاههم للإيمان، أو أنهم لم يؤمنوا أصلا.
ولما جاءهم كتاب من عند اللّه وهو القرآن الذي أنزل على محمد صلّى اللّه عليه وسلم، مصدق لما معهم من التوراة، وكانوا من قبل ذلك يستنصرون ببعثة نبي آخر الزمان، لما جاءهم كفروا برسالته حسدا للعرب، وجحدوا ما كانوا يقولون به، وتبشّر به توراتهم، فالطرد والإبعاد أو اللعنة من اللّه على كل كافر من اليهود وأمثالهم، لكفرهم بدعوة الإسلام. قال ابن عباس: كانت يهود خيبر تقاتل غطفان، فكلما التقوا، هزمت يهود خيبر، فعاذت اليهود بهذا الدعاء: (اللهم إنا نسألك بحق محمد النّبي الأمّي الذي وعدتنا أن تخرجه لنا في آخر الزمان، إلا نصرتنا عليهم) فكانوا إذا التقوا دعوا بهذا الدعاء، فهزموا غطفان، فلما بعث النّبي صلّى اللّه عليه وسلم، كفروا به، فأنزل اللّه تعالى: {وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا} أي بك يا محمد، إلى قوله: {فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ}.
بئسما باعوا به أنفسهم باختيارهم الكفر على الإيمان، وبذل أنفسهم فيه، وجحودهم برسالة النّبي محمد صلّى اللّه عليه وسلم حسدا للعرب، وكراهة أن ينزل اللّه الوحي من فضله على من يختاره من عباده، فرجعوا متلبّسين بغضب من اللّه جديد، لكفرهم بهذا النّبي، بعد كفرهم بموسى عليه السلام، وبمن جاء بعده من الأنبياء، وللكافرين جميعا عذاب فيه إهانة وإذلال في الدنيا والآخرة.
وإذا قال النّبي صلّى اللّه عليه وسلم وأصحابه ليهود المدينة: آمنوا بالقرآن الذي أنزله اللّه، قالوا: إنما نؤمن بالذي أنزل علينا في التوراة، ونكفر بما سواه، وهو القرآن الذي جاء مصدقا لها، وهو الحق الذي لا شك فيه، فيرد اللّه عليهم: إن القرآن مصدق للتوراة، وكلاهما من عند اللّه، فكيف تكفرون ببعض الكتاب وتؤمنون ببعض؟ بل إنكم لم تؤمنوا بالتوراة التي فيها تحريم القتل، وقد قتلتم الأنبياء بغير حق، فلم قتلتموهم إن كنتم بالتوراة مؤمنين؟!
عبادة العجل عند اليهود وحبّ الحياة وعداوة الملائكة والرّسل:
تمكّن الكفر والطغيان، والمادية الطاغية، وحبّ الحياة، وعداوة جبريل والملائكة والرّسل من قلوب اليهود، فهم أعداء الدين الإلهي كله، وأعداء الرّسل جميعا، وأحرص الناس على الحياة الدنيوية، وتراهم لا يهمهم إلا أهواؤهم وعنصريتهم ومزاعمهم أنهم أولياء اللّه ومحبوبوه، والناجون في الآخرة، وأنهم الشعب المختار لله تعالى، فكذب اللّه جميع ادّعاءاتهم، بل إنهم وقعوا في الوثنية والشرك، وعبدوا العجل، كما تقرر الآيات التالية:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال