سورة الأعراف / الآية رقم 42 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِن لاَّ تَعْلَمُونَ وَقَالَتْ أُولاهُمْ لأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُوا العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمِّ الخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي المُجْرِمِينَ لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُوا الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ

الأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعراف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (42) وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43)} [الأعراف: 7/ 42- 43].
جرت سنة القرآن الجمع بين الوعد والوعيد، فبعد أن ذكر اللّه تعالى وعيد الكافرين والعصاة، أتبعه بوعد المؤمنين الطائعين، وهذه الآية وعد وإخبار قاطع بأن جميع المؤمنين هم أصحاب الجنة، ولهم الخلد فيها.
والموعودون: هم الذين صدقوا بالله ورسله، وعملوا الصالحات، بامتثال الأوامر واجتناب النواهي، فهم أهل الجنة دون سواهم، وهم المخلّدون فيها أبدا، وتجري الأنهار من تحت غرفهم وبساتينهم النضرة.
وجاء قوله تعالى: {لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها} جملة اعتراضية، للتنبيه على أن الجنة مع عظم مكانها، يسهل الوصول إليها، فقاعدتها الإيمان الصحيح، وطريقها العمل الصالح المؤدي إلى الجنة، وهو أمر سهل هيّن على النفوس، لا مشقة فيه ولا حرج، ولا زيادة فيه على مقدور الإنسان، ومعنى الوسع: ما يقدر الإنسان عليه في حال السعة والسهولة، لا في حال الضيق والشدة.
ومن نعم اللّه تعالى التي أخبر بها على أهل الجنة: صفاء نفوسهم، وسلامة صدورهم، ينقّي اللّه قلوب ساكني الجنة من الغل والحقد، حتى لا يكدّرهم مكدّر، ولا يؤلمهم ألم، ولا يحزنهم فزع، ولا يحدث بينهم شرّ، وذلك أن صاحب الغل أو الحقد متعذّب به، ولا عذاب في الجنة، وورد في الحديث الذي ذكره القرطبي: «الغلّ على باب الجنّة كمبارك الإبل، وقد نزعه اللّه تبارك وتعالى من قلوب المؤمنين».
وذكر قتادة أن عليّا رضي اللّه عنه قال: إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير رضي اللّه عنهم من الذين قال اللّه فيهم: {وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ}.
ويقول المؤمنون قولتين في الجنّة شاكرين نعمة اللّه وفضله: القولة الأولى: الحمد لله الذي هدانا في الدنيا للإيمان الصحيح والعمل الصالح، الذي كان جزاؤه هذا النّعيم. وما كان من شأننا وتفكيرنا أن نهتدي إليه بأنفسنا، لولا هداية اللّه وتوفيقه إيانا لاتّباع رسله.
والقولة الثانية: لقد جاءت رسل اللّه ربّنا بالحقّ الثابت والكلام الصادق، وهذا مصداق وعد اللّه على لسان رسله.
وتناديهم الملائكة قائلين لهم: سلام عليكم طبتم، فادخلوها خالدين، هذه الجنة التي أورثكم اللّه إياها جزاء أعمالكم الصالحة.
وإذا كان القانون العام بمقتضى العدل الإلهي هو أن دخول الإنسان الجنة بعمله، فإن العمل قليل بجانب فضل اللّه، لذا احتجاج الإنسان إلى أن يكون دخول الجنة بمجرد رحمة اللّه تعالى، جاء في الحديث الصحيح: «لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول اللّه؟! قال: ولا أنا إلا أن يتغمّدني اللّه بفضله ورحمته».
وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما منكم من أحد إلا وله منزلان: منزل في الجنة، ومنزل في النار، فإذا مات فدخل النار، ورث أهل الجنة منزله، فذلك قوله تعالى: {أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ} [المؤمنون: 23/ 10]».
حوار أهل الجنّة والنار:
الحوار أو المناظرة بين أهل الجنة وأهل النار أمر ثابت واقع، يدل على وجود الحرية وحقّ الدفاع عن وجهات النظر في ساحات المحاكمة التي يكون قاضيها ربّ العالمين. والإخبار عن هذا الحوار في القرآن الكريم دليل آخر على صدق توقّعات المؤمنين وهزيمة الكافرين في الدار الآخرة، قال اللّه تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال