سورة الأعراف / الآية رقم 45 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَنَادَى أَصْحَابُ الجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقاًّ فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقاًّ قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُم بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الجَنَّةِ أَن سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُم قَالُوا مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ المَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الكَافِرِينَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ

الأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعراف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنا ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً وَهُمْ بِالْآخِرَةِ كافِرُونَ (45) وَبَيْنَهُما حِجابٌ وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ وَنادَوْا أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوها وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) وَإِذا صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ تِلْقاءَ أَصْحابِ النَّارِ قالُوا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47)} [الأعراف: 7/ 44- 47].
هذا إخبار من اللّه عزّ وجلّ عما يكون بين فريقي المؤمنين والكافرين في الآخرة، وخبر اللّه صدق واقع لا محالة، عبّر عن معان مستقبليّة بصيغة ماضية، لإفادة تحقق وقوعه، واستقرار حدوثه، حتى لكأنه أصبح حديثا يتناقله الناس عن الماضي، وهذا النداء من أهل الجنة لأهل النار تقريع وتوبيخ وزيادة في الكرب. ويحصل النداء بعد استقرار الفريقين في الجنة والنار.
والنداء الصادر من أهل الجنة لأهل النار يحصل بصفة جماعية أو فردية، ومضمون النّداء: أن أصحاب الجنة يقولون لأهل النار: قد وجدنا ما وعدنا ربّنا على ألسنة الرّسل من النعيم والتكريم حقّا، فهل وجدتم ما وعدكم ربّكم من الخزي والنكال حقّا؟ فقالوا: نعم، فنادى مناد أو مؤذّن بين الفريقين: أن لعنة اللّه على الظالمين، أي إن اللعنة وهي الطرد من رحمة اللّه مستقرة على الظالمين أنفسهم بعدم الإيمان.
وهذا المنادي أو المؤذن إما مالك خازن النار أو ملك آخر غيره.
وأوصاف هؤلاء الظالمين: هي أنهم الذين يمنعون الناس عن اتّباع سبيل اللّه وشرعه وما جاءت به الأنبياء، ويطلبون أن تكون السبيل معوجة غير مستقيمة، حتى لا يتبعها أحد.
ومن أوصاف الظالمين: أنهم بلقاء اللّه في الدار الآخرة كافرون، أي جاحدون مكذّبون بذلك، لا يصدّقونه ولا يؤمنون به، فلهذا لا يبالون بما يأتون من منكر القول والعمل.
وبين فريقي الجنة والنار حجاب حاجز مانع من وصول أهل النار، وهو السّور الذي وصفه اللّه تعالى بقوله: {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ} [الحديد: 57/ 13]. وأعالي السّور: هي الأعراف، وأهل الأعراف على أعالي ذلك السّور رجال يرون أهل الجنّة وأهل النّار، ويعرفون كلّا منهم بعلامتهم من بياض وجوه المؤمنين وسواد وجوه الكافرين. وأهل الأعراف: هم قوم استوت حسناتهم وسيّئاتهم، فلم يتأهّلوا للجنّة، ولم يستحقّوا النّار، وقفوا هناك على السّور حتى يقضي اللّه فيهم.
ونادى أصحاب الأعراف أهل الجنة قائلين لهم: سلام عليكم، والحال أنهم لم يدخلوا الجنة، ولكنهم يطمعون في دخولها، لما بدا لهم من يسر الحساب، ولاعتمادهم على سعة فضل اللّه ورحمته.
والناس جميعا في ذلك الموقف بين الخوف والرجاء. روى أبو نعيم الأصفهاني عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه أنه قال: لو نادى مناد: يا أهل الموقف، ادخلوا النار إلا رجلا واحدا، لرجوت أن أكون ذلك الرجل، ولو نادى: ادخلوا الجنّة إلا رجلا واحدا، لخشيت أن أكون ذلك الرجل.
وتكميلا للمشهد أخبر اللّه تعالى عن أهل الأعراف: أنه إذا حولت أبصارهم نحو أهل النار من غير قصد، فرأوا وجوههم مسودّة، وأعينهم مزرقّة، قالوا متضرّعين إلى اللّه تعالى: ربّنا لا تجعلنا مع هؤلاء القوم الظّالمين أنفسهم.
وهكذا ترى الفارق واضحا في نظرات أهل الأعراف، فهم إن نظروا إلى أهل الجنة سلّموا عليهم، وتاقت نفوسهم إلى اللقاء بهم، وإن نظروا إلى أهل النار، استغاثوا وتضرّعوا ألا يكونوا معهم. وهذا توقّع طبيعي.
حوار آخر بين أهل الأعراف وأهل النّار:
في الآخرة ألوان متعددة من الحوار بين أهل الجنة وأهل النار، وبين أهل الأعراف وأهل النار، الغرض منها كما أخبر القرآن الكريم تبيان الحق لأهل الاستقامة، ومعرفة الباطل لأهل الضّلالة، وكل ذلك أخبر عنه القرآن المجيد سلفا في عالم الدنيا ليحتاط الإنسان ويكون على بيّنة من أمره. قال اللّه تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال