فصل: عثمان بن مظعون:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الاستيعاب في معرفة الأصحاب (نسخة منقحة)



.عثمان بن مظعون:

بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص القرشي الجمحي يكنى أبا السائب. وأمه سخيلة بنت العنبس بن أهبان بن حذافة بن جمح وهي أم السائب وعبد الله. وقال ابن إسحاق: أسلم عثمان بن مظعون بعد ثلاثة عشر رجلًا وهاجر الهجرتين وشهد بدرًا. وقال ابن إسحاق وسالم أبو النضر: كان عثمان بن مظعون أول رجل مات بالمدينة من المهاجرين بعدما رجع من بدر وقال غيرهما: كان أول من تبعه إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم.
وروي من وجوه من حديث عائشة وغيرها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل عثمان بن مظعون بعد ما مات.
توفي سنة اثنتين من الهجرة وقيل بعد اثنين وعشرين شهرًا من مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة. وقيل: إنه مات على رأس ثلاثين شهرًا من الهجرة بعد شهوده بدرًا فلما غسل وكفن قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عينيه فلما دفن قال: «نعم السلف هو لنا عثمان بن مظعونٍ».
ولما توفي إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحق بالسلف الصالح، عثمان بن مظعونٍ».
وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال ذلك حين توفيت زينب ابنته رضي الله عنها قال: «الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعونٍ». وأعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قبره بحجر وكان يزوره.
وقال سعد بن أبي وقاص: رد رسول الله صلى الله عليه وسلم التبتل على عثمان بن مظعون ولو أذن له لاختصينا. وكان عابدًا مجتهدًا من فضلاء الصحابة وقد كان هو وعلي بن أبي طالب وابو ذر رضي الله عنهم هموا أن يختصوا ويتبتلوا فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك. ونزلت فيهم: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا} الآية. [المائدة 96]. وذكر الواقدي عن أبي سبرة عن عاصم بن عبد الله عن عبيد الله بن أبي رافع قال: كان أول من دفن ببقيع الغرقد عثمان بن مظعون فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجرًا عند رأسه وقال: «هذا قبر فرطنا». وقد قيل: إن عثمان بن مظعون توفي بعد مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهرٍ، وهذا إنما يكون بعد مقدمه من غزوة بدرٍ، لأنه لم يختلف في أنه شهدها وكان ممن حرم الخمر في الجاهلية.
وذكر ابن المبارك عن عمر بن سعيد بن أبي حسين عن عبد الرحمن بن سليط قال: كان عثمان بن مظعون أحد من حرم الخمر في الجاهلية وقال: لا أشرب شرابًا يذهب عقلي ويضحك بي من هو أدنى مني، ويحملني على أن أنكح كريمتي. فلما حرمت الخمر أتى وهو بالعوالي. فقيل له: يا عثمان. قد حرمت الخمر. فقال: تبًا لها قد كان بصري فيها ثاقبًا. قال أبو عمر في هذا نظر، لأن تحريم الخمر عند أكثرهم بعد أحد.
قال مصعب الزبيري: أول من دفن بالبقيع عثمان بن مظعون أبو السائب. روت عائشة بنت قدامة بن مظعون عن أبيها، عن أخيه عثمان بن مظعون أنه قال: يا رسول الله، إنه لتشق علينا العزبة في المغازي، أفتأذن لي يا رسول الله في الخصاء فأختصي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا، ولكن عليك يا بن مظعون بالصيام فإنه مجفرةً».
وأخبرنا أحمد بن محمد حدثنا أحمد بن الفضل حدثنا محمد بن جرير حدثنا سفيان بن وكيع قال: حدثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث أن أبا النضر حدثه عن زياد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عثمان بن مظعون حين مات فانكب عليه فرفع رأسه فكأنهم رأوا أثر البكاء في عينه ثم حنى عليه الثانية، ثم رفع رأسه فرأوه يبكي، ثم حنى عليه الثالثة ثم رفع رأسه وله شهيق، فعرفوا أنه يبكي، فبكى القوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مه، إنما هذا من الشيطان»، ثم قال: «استغفروا الله، اذهب عليك أبا السائب، فقد خرجت منها ولم تلبس منها بشيءٍ».
وذكر محمد بن إسحاق السراج، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم بن يحيى البزار قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن يزيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: لما مات عثمان بن مظعون قالت امرأته: هنيئًا لك الجنة عثمان بن مظعون. فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر غضب، وقال: «ما يدريك»؟ قالت: يا رسول الله حارسك وصاحبك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني رسول الله، وما أدري ما يفعل بي». فأشفق الناس على عثمان فلما ماتت زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحقي بسلفنا الخير، عثمان بن مظعونٍ»، فبكى النساء، فجعل عمر رضي الله عنه يسكتهن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مهلًا يا عمر» ثم قال: «إياكن ونعيق الشيطان، فما كان من العين فمن الله تعالى ومن الرحمة، وما كان من اليد واللسان فمن الشيطان».
اختلف الروايات في المرأة قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وما يدريك حين شهدت لعثمان بن مظعون بالجنة»، وقالت له: طبت هنيئًا لك الجنة أبا السائب على ثلاث نسوة فقيل: كانت امرأته أم السائب، وقيل أم العلا الأنصارية، وكان نزل عليها وقيل: كانت أم خارجة بن زيد. ورثته امرأته، فقالت:
يا عين جودي بدمعٍ غير ممنون ** على رزية عثمان بن مظعون

على امرئ كان في رضوان خالقه ** طوبى له من فقيد الشخص مدفون

طاب البقيع له سكنى وغرقده ** وأشرقت أرضه من بعد تفتين

وأورث القلب حزنًا لا انقطاع له ** حتى الممات وما ترقى له شوني

.عثمان بن معاذ:

التيمي القرشي، أو معاذ بن عثمان كذا روى حديثه ابن عيينة عن حميد بن قيس عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن رجل من قومه من بني تيم يقال له معاذ بن عثمان أو عثمان بن معاذ أه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ارموا الجمار بمثل حصى الخذف».

.باب عدي:

.عدي بن حاتم بن عبد الله:

الطائي، مهاجري، يكنى أبا طريف، وينسبونه عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طي بن أدد بن زيد بن كهلان إلا أنهم يختلفون في بعض الأسماء إلى طي. قدم عدي على النبي صلى الله عليه وسلم في شعبان من سنة سبع.
قال الواقدي: قدم عدي بن حاتم على النبي صلى الله عليه وسلم في شعبان سنة عشر وخبره في قدومه على النبي صلى الله عليه وسلم خبر عجيب في حديث حسن صحيح من رواية قتادة عن ابن سيرين ثم قدم على أبي بكر الصديق بصدقات قومه في حين الردة ومنع قومه في طائفة معهم من الردة بثبوته على الإسلام وحسن رأيه وكان سيدًا شريفًا في قومه خطيبًا حاضر الجواب. فاضلًا كريمًا. روى عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه قال: ما دخل وقت صلاةٍ قط إلا وأنا أشتاق إليها.
وأخبرنا خلف بن قاسم حدثنا محمد بن عبد الله بن زكريا النيسابوري، حدثنا أبو العلاء محمد بن أحمد بن جعفر الكوفي، حدثنا عبيد بن جناد الحلبي حدثنا عطاء بن مسلم عن الأعمش عن خيثمة بن عبد الرحمن عن عدي بن حاتم قال: ما دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قط إلا وسع لي أو تحرك لي وقد دخلت عليه يومًا في بيته وقد امتلأ من أصحابه فوسع لي حتى جلست إلى جنبه.
وأتاه الشاعر سالم بن دارة الغطفاني، واسم أبيه دارة مسافع فقال له: قد مدحتك يا أبا طريف؟ فقال له عدي: أمسك عليك يا أخي حتى أخبرك بمالي فتمدحني على حسبه، لي ألف ضائنة وألفا درهم وثلاثة أعبد وفرسي هذه حبيس في سبيل الله عز وجل، فقل، فقال شعرًا:
تحن قلوصي في معدٍّ وإنما ** تلاقي الربيع في ديار بني ثعل

وأبغي الليالي من عدي بن حاتم ** حسامًا كلون الملح سل من الخلل

أبوك جواد ما يشق غباره ** وأنت جواد ليس تعذر بالعلل

فإن تتقوا شرًا فمثلكم اتقى ** وإن تفعلوا خيرًا فمثلكم فعل

وحديث الشعبي أن عدي بن حاتم قال لعمر بن الخطاب إذ قدم عليه: ما أظنك تعرفني. فقال: كيف لا أعرفك؟ وأول صدقة بيضت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة طي أعرفك آمنت إذ كفروا، وأقبلت إذ أدبروا، ووفيت إذ غدروا.
ثم نزل عدي بن حاتم رضي الله عنه الكوفة وسكنها وشهد مع علي رضي الله عنه الجمل وفقئت عينه يومئذ، ثم شهد أيضًا مع علي رضي الله عنه صفين والنهروان.
ومات بالكوفة سنة سبع وستين في أيام المختار. وقيل: مات سنة ثمان وستين. وقيل: بل مات عدي بن حاتم سنة تسع وستين وهو ابن مائة وعشرين سنة.
روى عنه جماعة من البصريين والكوفيين منهم: همام بن الحارث وعامر الشعبي وتميم بن طرفة وعبد الله بن معقل بن مقرن والسري بن قطري وأبو إسحاق الهمداني وخيثمة بن عبد الرحمن.

.عدي بن ربيعة:

أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، من مسلمة الفتح، وأظنه عدي بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف ابن عم أبي العاص بن الربيع.

.عدي بن الزغباء:

ويقال ابن أبي الزغباء واسم أبي الزغباء سنان بن سبيع بن ثعلبة بن ربيعة الجهني، من جهينة حليف لبني النجار من الأنصار وقال موسى بن عقبة: عدي بن الزغباء حليف لبني مالك بن النجار من جهينة شهد بدرًا وأحدًا والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتوفي في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: وهو الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عينًا مع بسيس بن عمرو الجهني يتجسسان له عير أبي سفيان بن حرب في قصة بدر.

.عدي بن زيد الأنصاري:

ذكره البزار في المقلين من الصحابة وروى حديثه فقال: عن عدي بن زيد. وكانت له صحبة وقال: حمى رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ناحية من المدينة بريدًا في بريد.

.عدي بن عميرة الحضرمي:

ويقال الكندي، كوفي. روى عنه قيس بن حازم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من استعملناه على عملنا فكتمنا مخيطًا فما فوقه فهو غلول يأتي به يوم القيامة». روى عنه أخوه العرس بن عميرة.

.عدي بن فروة:

يقال: هو عدي بن عميرة بن فروة بن زرارة بن الأرقم من كنده أبو فروة أصله من الكوفة وبها كان سكناه وانتقل إلى حران. قيل: هو الأول وهو عند أكثرهم غير الأول كذلك قال أبو حاتم وغيره. وهذا هو والد عدي بن عدي الفقيه الكندي صاحب عمر بن عبد العزيز فيما قال البخاري، وخالفه غيره فجعله ابن الأول.
وقال أحمد بن زهير: ليس هو من ولد هذا ولا هذا وجعل إياه رجلًا ثالثًا روى عن هذا رجل يقال له العرس، وروى رجاء بن حيوة عن عدي بن عدي بن عميرة بن فروة عن أبيه قال الواقدي: توفي عدي بن عميرة بن زرارة بالكوفة سنة أربعين، أظنه الأول، والله أعلم.