فصل: باب عمرو

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الاستيعاب في معرفة الأصحاب **


  باب عمرو

عمرو بن أبي أثاثة بن عبد العزى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب‏.‏

كان من مهاجرة الحبشة وأمه النابغة بنت حرملة‏.‏

فهو أخو عمرو بن العاص لأمه‏.‏

عمرو بن الأحوص بن جعفر بن كلاب الجشمي الكلابي‏.‏

اختلف في نسبه هو والد سليمان بن عمرو‏.‏

وروى عنه ابنه سليمان بن عمرو بن الأحوص حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع وفي رمي الجمار أيضاً يقال‏:‏ إنه شهد حجة الوداع مع أمه وامرأته وحديثه في الخطبة عن النبي صلى الله عليه وسلم صحيح‏.‏

عمرو بن أحيحة بن الجلاح الأنصاري‏.‏

ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه فيمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة‏.‏

قال‏:‏ وسمع من خزيمة بن ثابت‏.‏

روى عنه عبد الله بن علي بن السائب وهذا لا أدري ما هو لأن عمرو بن أحيحة هو أخو عبد المطلب بن هاشم لأمه وذلك أن هاشم بن عبد مناف كانت تحته سلمى بنت زيد من بني عدي بن النجار فمات عنها فخلف عليها بعده أحيحة بن الجلاح فولدت له عمرو بن أحيحة فهو أخو عبد المطلب لأمه‏.‏

هذا قول أهل النسب والخبر وإليهم يرجع في مثل هذا ومحال أن يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن خزيمة بن ثابت من كان في السن والزمن اللذين وصفت‏.‏

وعساه أن يكون حفيداً لعمرو بن أحيحة يسمى عمراً فنسب إلى جده‏.‏

وإلا فما ذكره ابن أبي حاتم وهم لا شك فيه وبالله التوفيق‏.‏

عمرو بن أخطب أبو زيد الأنصاري‏.‏

هو مشهور بكنيته يقال‏:‏ إنه من بني الحارث بن الخزرج غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوات ومسح رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسه ودعا له بالجمال فيقال‏:‏ إنه بلغ مائة سنة ونيفاً وما في رأسه ولحيته إلا نبذ من شعر أبيض‏.‏

هو جد عزرة بن ثابت‏.‏

روى عنه أنس بن سيرين وأبو الخليل وعلباء بن أحمر وتميم بن حويص وابو نهيك وسعيد بن قطن‏.‏

عمرو بن أراكة الثقفي سمع النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن المثلة ويأمر بالصدقة يعد في البصريين‏.‏

عمرو بن أمية بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي‏.‏

هاجر إلى أرض الحبشة ومات بها‏.‏

عمرو بن أمية بن خويلد بن عبد الله بن إياس بن عبيد بن ناشرة بن كعب بن جدي بن ضمرة الضمري من بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن علي بن كنانة يكنى أبا أمية‏.‏

وروى الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال‏:‏ حدثني أبو قلابة الجرمي قال‏:‏ حدثني أبو المهاجر قال‏:‏ حدثني أبو أمية عمرو بن أمية الضمري‏.‏

عمرو بن الأهتم التميمي المقري أبو ربعي‏.‏

والأهتم أبوه واسمه سنان ابن خالد بن سمي‏.‏

ويقال‏:‏ إنه سنان بن سمي بن سنان بن خالد بن منقر بن عبيد بن الحارث وهو مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم‏.‏

ويقال‏:‏ إن قيس بن عاصم ضربه بقوس فهتم فمه فسمي بالأهتم‏.‏

وقال خليفة بن خياط بعد أن نسبه النسب الذي ذكرناه‏:‏ كان أبوه الأهتم وهو سنان بن خالد من بني منقر مهتوماً من سنه‏.‏

قال‏:‏ وقال أبو اليقظان‏:‏ أم عمرو بن الأهتم بنت فدكي بن أعبد بن الأهتم ويكنى عمرو بن الأهتم أبا ربعي‏.‏

قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وافداً في وجوه قومه من بني تميم فأسلم وذلك في سنة تسعٍ من الهجرة وكان فيمن قدم معه الزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم ففخر الزبرقان فقال‏:‏ يا رسول الله أنا سيد تميم والمطاع فيهم والمجاب فيهم آخذ لهم بحقوقهم وأمنعهم من الظلم وهذا يعلم ذلك يعني عمرو بن الأهتم‏.‏

فقال عمرو‏:‏ إنه لشديد العارضة مانع لجانبه مطاع في أدانيه‏.‏

فقال الزبرقان‏:‏ لقد كذب يا رسول الله وما منعه من أن يتكلم إلا الحسد‏.‏

فقال عمرو‏:‏ أنا احسدك فوالله إنك لئيم الخال حديث المال أحمق الولد مبغض في العشيرة فوالله ما كذبت في الأولى ولقد صدقت في الثانية فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ إن من البيان لسحراً ‏"‏‏.‏

وروي أن قدومه على النبي صلى الله عليه وسلم كان وفي وفد تميم سبعون أو ثمانون رجلاً فيهم الأقرع بن حابس والزبرقان بن بدر وعطارد بن حاجب وقيس بن عاصم وعمرو بن الأهتم وهم الذين نادوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرات وخبرهم طويل‏.‏

ثم أسلم القوم وبقوا بالمدينة مدةً يتعلمون القرآن والدين ثم أرادوا الخروج إلى قومهم فأعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم وكساهم وقال‏:‏ ‏"‏ أما بقي منكم أحد ‏"‏ وكان عمرو بن الأهتم في ركابهم‏.‏

فقال قيس بن عاصم وهو من رهط عمرو وقد كان مشاحناً له‏:‏ لم يبق منا أحد إلا غلام حدث في ركابنا وأزرى به فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما أعطاهم فبلغ عمراً ما قال قيس فقال له عمرو‏:‏ ظللت مفترش العلياء تشتمني عند النبي فلم تصدق ولم تصب إن تبغضونا فإن الروم أصلكم والروم لا تملك البغضاء للعرب فإن سؤددنا عود وسؤددكم مؤخر عند أصل العجب والذنب وكان خطيباً جميلاً يدعى المكحل لجماله بليغاً شاعراً محسناً يقال‏:‏ إن شعره كان حللاً منتشرة وكان شريفاً في قومه وهو القائل‏:‏ ذريني فإن البخل يا أم هيثم لصالح أخلاق الرجال سروق وفيها يقول‏:‏ وقد ذكرنا الأبيات بتمامها في كتاب بهجة المجالس وذكرنا خبره مع الزبرقان بألفاظٍ مختلفة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتاب التمهيد‏.‏

من ولده خالد بن صفوان بن عبد الله بن عمرو بن الأهتم‏.‏

عمرو بن أوس بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس‏.‏

شهد أحداً والخندق وما بعد ذلك من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل يوم جسر أبي عبيد شهيداً‏.‏

عمرو بن أبي أويس بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حذيفة بن نصر بن مالك بن حسل القرشي العامري‏.‏

قتل يوم اليمامة شهيداً‏.‏

بن جشم قال ابن إسحاق‏:‏ وهو رجل من اليمن حليف للأنصار شهد بدراً وأحداً‏.‏

وقال ابن هشام‏:‏ عمرو بن إياس هذا يقال إنه أخو ربيع بن إياس وورقة بن إياس‏.‏

عمرو بن إياس الأنصاري من بني سالم بن عوف قتل يوم أحدٍ شهيداً لم يذكره ابن إسحاق‏.‏

عمرو بن بلال الأنصاري يقال عمرو بن عمير وقد ذكرنا الاختلاف فيه ليس له غير هذا الحديث الذي ذكرنا‏.‏

شهد عمرو بن بلال صفين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه‏.‏

قال ابن الكلبي‏:‏ وكان من المهاجرين‏.‏

عمرو بن تغلب العبدي من عبد القيس ويقال‏:‏ إنه من النمر بن قاسط يعد في أهل البصرة‏.‏

روى حدثنا أحمد حدثنا مسلمة حدثنا جعفر بن محمد بن الحسن الأصبهاني حدثنا يونس بن حبيب حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا المبارك بن فضالة عن الحسن عن عمرو بن تغلب قال‏:‏ لقد قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمةً ما أحب أن لي بها حمر النعم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء فأعطى قوماً ومنع قوماً وقال‏:‏ ‏"‏ إنا لنعطي قوماً نخشى هلعهم وجزعهم وأكل قوماً إلى ما جعل الله في قلوبهم من الإيمان ومنهم عمرو بن تغلب ‏"‏‏.‏

وذكر البخاري عن أبي النعمان محمد بن الفضل عن جرير بن حازم عن الحسن قال‏:‏ حدثنا عمرو بن تغلب قال‏:‏ أتي النبي صلى الله عليه وسلم بمال فأعطى قوماً ومنع آخرين فبلغه أنهم عتبوا فقال‏:‏ ‏"‏ إني لأعطي الرجل وأمنع الرجل والذي أدع أحب إلي من الذي أعطي أعطي أقواماً لما في قلوبهم من الجزع والهلع وأكل أقواماً إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغناء والخير ومنهم عمرو بن تغلب ‏"‏‏.‏

قال عمرو‏:‏ فما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم‏.‏

وروى حماد بن سلمة قال‏:‏ حدثنا ثابت ويونس وحميد عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ جاءنا الليلة شيء فآثرنا به قوماً خشينا هلعهم وجزعهم ووكلنا قوماً إلى ما جعل الله في قلوبهم من الإيمان منهم عمرو بن تغلب ‏"‏‏.‏

وكان عمرو بن تغلب يقول‏:‏ ما يسرني أنبأنا أحمد بن عمر حدثنا علي بن محمد بن بندار حدثنا أحمد بن إبراهيم ابن شاذان حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري حدثنا أبو يعلى زكريا بن يحيى بن خلاد حدثنا الأصمعي حدثنا الصعق بن حزن عن قتادة قال‏:‏ هاجر من بكر بن وائل أربعة‏:‏ رجلان من بني سدوس‏:‏ الأسود بن عبد الله من أهل اليمامة وبشير بن الخصاصية وعمرو بن تغلب من النمر بن قاسط وفرات بن حيان من بني عجل‏.‏

عمرو بن ثابت بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري‏.‏

استشهد يوم أحد وكان ابن أخت حذيفة بن اليمان أمه ليا بنت اليمان‏.‏

وهو الذي قيل إنه دخل الجنة ولم يصل لله سجدة فيما ذكره الطبري‏.‏

وفيه نظر‏.‏

عمرو بن ثبي قال سيف بن عمر عن رجاله‏:‏ هو أول من أشار على النعمان بن مقرن حين استشار أهل الرأي في مناجزة أهل نهاوند وكان عمرو بن ثبي من أكبر عمرو بن ثعلبة الجهني حديثه عند الوضاح بن سلمة الجهني عن أبيه عن عمرو بن ثعلبة الجهني أنه حين أسلم مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه ودعا له بالبركة‏.‏

عمرو بن ثعلبة بن وهب بن عدي بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار أبو حكيم أو حكيمة الأنصاري هو مشهور بكنيته شهد بدراً وأحداً‏.‏

عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي من بني جشم بن الخزرج‏.‏

شهد العقبة ثم شهد بدراً وقتل يوم أحد شهيداً ودفن هو وعبد الله بن عمرو بن حرام في قبرٍ واحدٍ وكانا صهرين وكان عمرو بن الجموح أعرج فقيل له يوم أحد‏:‏ والله ما عليك من حرج لأنك أعرج فأخذ سلاحه وولى وقال‏:‏ والله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة‏.‏

فلما ولى أقبل على القبلة وقال‏:‏ اللهم ارزقني الشهادة ولا تردني إلى أهلي خائباً فلما قتل يوم أحد جاءت زوجته هند بنت عمرو بن حرام فحملته وحملت أخاها عبد الله بن عمرو بن حرام على بعير ودفنا جميعاً في قبرٍ واحدٍ ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ والذي نفسي بيده إن منكم لمن لو أقسم على الله لأبره منهم عمرو بن الجموح‏.‏

ولقد رأيته يطأ في الجنة بعرجته ‏"‏‏.‏

وقيل‏:‏ إن عمرو بن الجموح وابنه خلاد بن عمرو بن الجموح حملا جميعاً على المشركين حين انكشف المسلمون فقتلا جميعاً‏.‏

وذكره الغلابي عن العباس بن بكار عن أبي بكر الهذلي عن الزهري والشعبي‏.‏

قال الغلابي‏:‏ وأخبرناه أيضاً ابن عائشة عن أبيه قالوا‏:‏ قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من الأنصار فقال‏:‏ ‏"‏ من سيدكم ‏"‏ فقالوا‏:‏ الجد بن قيس على بخلٍ فيه‏.‏

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ وأي داءٍ أدوى من البخل بل سيدكم الجعد الأبيض عمرو بن الجموح ‏"‏ وقال شاعر الأنصار في ذلك‏:‏ وقال رسول الله والحق قوله لمن قال منا‏:‏ من تسمون سيدا فقالوا له‏:‏ جد بن قيسٍ على التي نبخله فيها وإن كان أسودا فتى ما تخطى خطوةً لدنيةٍ ولا مد في يومٍ إلى سوءةٍ يدا فسود عمرو بن الجموح لجوده وحق لعمرو بالندى أن يسودا إذا جاءه السؤال أذهب ماله وقال‏:‏ خذوه إنه عائد غدا فلو كنت يا جد بن قيسٍ على التي على مثلها عمرو لكنت مسودا هكذا ذكره الغلابي وكذلك ذكره أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي القاضي بالبصرة عن عبيد الله بن عمرو بن محمد بن حفص التيمي المعروف بابن عائشة عن بشر بن المفضل عن ابن شبرمة عن الشعبي إلا أنه ذكر الشعر عن ابن عائشة لبعض الأنصار ولم يذكره في إسناده عن الشعبي‏.‏

وقد روى حاتم بن إسماعيل عن عبد الرحمن بن عطاء عن عبد الملك بن جابر بن عتيك عن جابر بن عبد الله قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ من سيدكم يا بني سلمة ‏"‏ قالوا‏:‏ الجد بن قيس على بخلٍ فيه‏.‏

فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ وأي داءٍ أدوى من البخل بل سيدكم الأبيض الجعد عمرو بن الجموح ‏"‏‏.‏

وذكره الكديمي عن أبي بكر بن أبي الأسود عن حميد بن الأسود عن حجاج الصواف عن أبي الزبير عن جابر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ يا بني عمرو بن سلمة من سيدكم ‏"‏ فذكر مثله سواء‏.‏

وأما ابن إسحاق ومعمر فذكرا عن الزهري هذه القصة لبشر بن البراء بن معرور على ما ذكرناه في باب بشر بن البراء بن معرور‏.‏

وذكر أبو العباس محمد بن إسحاق السراج قال‏:‏ حدثنا إبراهيم بن حاتم الهروي حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن حجاج عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبني سلمة‏:‏ ‏"‏ من سيدكم يا بني سلمة ‏"‏ قالوا‏:‏ جد بن قيس على أنا نبخله‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏ فأي داءٍ أدوى من البخل بل سيدكم عمرو بن الجموح ‏"‏‏.‏

وكان على أصنامهم في الجاهلية وكان يولم على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تزوج‏.‏

عمرو بن الحارث ويقال‏:‏ عامر بن الحارث بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر القرشي الفهري كان قديم الإسلام بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية في قول ابن إسحاق والواقدي ولم يذكره ابن عقبة ولا أبو معشر فيمن هاجر إلى أرض الحبشة وذكره ابن عقبة في البدريين‏.‏

عمرو بن الحارث بن أبي ضرار بن عائذ بن مالك بن خزيمة وهو المصطلق بن سعد بن كعب بن عمرو وهو خزاعة المصطلقي الخزاعي أخو جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن عائذ زوج النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة وأبو إسحاق السبيعي‏.‏

حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير حدثنا علي بن الجعد‏.‏

وحدثنا أحمد بن قاسم حدثنا قاسم حدثنا الحارث ابن أبي أسامة حدثنا الحسن بن موسى قال‏:‏ أنبأنا زهير عن أبي إسحاق عن عمرو بن الحارث ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخي امرأته قال‏:‏ تالله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته ديناراً ولا درهماً ولا عبداً ولا أمةً ولا شيئاً إلا بغلته البيضاء وسلاحه وأرضاً تركها صدقة‏.‏

عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي يكنى أبا سعيد رأى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه مسح برأسه ودعا له بالبركة وخط له بالمدينة داراً بقوس‏.‏

وقيل‏:‏ قبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن اثنتي عشرة سنة‏.‏

نزل الكوفة وابتنى بها داراً وسكنها‏.‏

وولده بها وزعموا أنه أول قرشي اتخذ بالكوفة داراً وكان له فيها قدر وشرف وكان قد ولي إمارة الكوفة‏.‏

ومات بها سنة خمس وثمانين وهو أخو سعيد بن حريث‏.‏

من حديث عمرو بن حريث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رآه يصلي في نعلين مخصوفتين‏.‏

بن لوذان الخزرجي البخاري من بني مالك بن النجار‏.‏

من ينسبه في بني مالك بن النجار يقول‏:‏ عمرو بن حزم بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري‏:‏ ومنهم من ينسبه في بني مالك بن جشم بن الخزرج‏.‏

ومنهم من ينسبه في بني ثعلبة بن زيد بن مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك‏.‏

أمه من بني ساعدة يكنى أبا الضحاك لم يشهد بدراً فيما يقولون‏.‏

أول مشاهده الخندق واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل نجران وهم بنو الحارث بن كعب وهو ابن سبع عشرة سنة ليفقههم في الدين ويعلم القرآن ويأخذ صدقاتهم وذلك سنة عشر بعد أن بعث إليهم خالد بن الوليد فأسلموا وكتب له كتاباً فيه الفرائض والسنن والصدقات والديات‏.‏

ومات بالمدينة سنة إحدى وخمسين‏.‏

وقيل‏:‏ سنة ثلاث وخمسين‏.‏

وقد قيل‏:‏ إن عمرو بن حزم توفي في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالمدينة‏.‏

وروى عن عمرو بن حزم ابنه محمد‏.‏

وروى عنه أيضاً النضر بن عبد الله السلمي وزياد بن نعيم الحضرمي‏.‏

عمرو بن الحكم القضاعي ثم القيني بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عاملاً على بني القين‏.‏

لا أعرفه بغير ذلك فلما ارتد بعض عمال قضاعة كان عمرو بن الحكم وامرؤ القيس بن الأصبع ممن ثبت على دينه‏.‏

عمرو بن الحمق بن الكاهن بن حبيب الخزاعي من خزاعة عند أكثرهم‏.‏

ومنهم من ينسبه فيقول‏:‏ هو عمرو بن الحمق والحمق هو سعد بن كعب هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد الحديبية‏.‏

وقيل‏:‏ بل أسلم عام حجة الوداع والأول أصح‏.‏

صحب النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ عنه أحاديث وسكن الشام ثم انتقل إلى الكوفة فسكنها‏.‏

وروى عنه جبير بن نفير ورفاعة بن شداد وغيرهما‏.‏

وكان ممن سار إلى عثمان‏.‏

وهو أحد الأربعة الذين دخلوا عليه الدار فيما ذكروا ثم صار من شيعة علي رضي الله عنه وشهد معه مشاهده كلها‏:‏ الجمل والنهروان وصفين وأعان حجر بن عدي ثم هرب في زمن زياد إلى الموصل ودخل غاراً فنهشته حية فقتلته فبعث إلى الغار في طلبه فوجد ميتاً فأخذ عامل الموصل رأسه وحمله إلى زياد فبعث به زياد إلى معاوية وكان أول رأس حمل في الإسلام من بلد إلى بلد‏.‏

وكانت وفاة عمرو بن الحمق الخزاعي سنة خمسين‏.‏

وقيل‏:‏ بل قتله عبد الرحمن بن عثمان الثقفي عم عبد الرحمن بن أم الحكم سنة خمسين‏.‏

عمرو بن خارجة بن المنتفق الأسدي حليف أبي سفيان بن حرب‏.‏

سكن الشام‏.‏

وروى عنه عبد الرحمن بن غنم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول في خطبته‏:‏ ‏"‏ إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارثٍ والولد للفراش وللعاهر الحجر ‏"‏‏.‏

وروى عنه شهر بن حوشب‏.‏

عمرو بن أبي خزاعة ليس بالمعروف‏.‏

روى عنه مكحول في صحبته نظر‏.‏

عمرو بن خلف بن عمير بن جدعان القرشي التيمي‏.‏

هو المهاجر بن قنفذ بن عمير‏.‏

والمهاجر اسمه عمرو‏.‏

وقنفذ اسمه خلف غلب على كل واحدٍ منهما لقبه‏.‏

وقد ذكرت المهاجر في باب الميم بما يغني عن ذكره ها هنا لأنه لا يعرف إلا بالمهاجر‏.‏

عمرو بن رافع المزني قال‏:‏ رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم النحر بعد الظهر على عمرو بن رئاب بن مهشم بن سعيد بن سهم القرشي السهمي يقال له ايضاً عمير‏.‏

كان من مهاجرة الحبشة وقتل بعين التمر مع خالد بن الوليد‏.‏

عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرىء القيس الأنصاري‏:‏‏.‏

ذكره ابن عقبة في البدريين‏.‏

عمرو بن سالم بن كلثوم الخزاعي حجازي روى حديثه المكيون حيث خرج مستنصراً من مكة إلى المدينة حتى أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

فأنشأ يقول‏:‏ يا رب إني ناشد محمدا حلف أبيه وأبينا الأتلدا إن قريشاً أخلفتك الموعدا ونقضوا ميثاقك المؤكدا وزعموا أن لست تدعو أحداً وهم أذل وأقل عددا قد جعلوا لي بكداء رصدا فادع عباد الله يأتوا مددا إن سيم خسفاً وجهه تربدا في فيلقٍ كالبحر يجري مزبدا قد قتلونا بالصعيد هجدا نتلو القرآن ركعاً وسجداً ووالداً كنا وكنت الولدا ثمت أسلمنا ولم ننزع يدا فانصر رسول الله نصراً أبدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ لا نصرني الله إن لم أنصر بني كعبٍ ‏"‏‏.‏

عمرو بن سراقة بن المعتمر بن أنس بن أداة بن رزاح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي القرشي العدوي‏.‏

شهد بدراً وأحداً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي في خلافة عثمان هو وأخوه عبد الله بن سراقة‏.‏

عمرو بن أبي سرح بن ربيعة بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك القرشي الفهري يكنى أبا سعيد كان من مهاجرة الحبشة هو وأخوه وهب بن أبي سرح وشهدا جميعاً بدراً هكذا قال موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق‏:‏ عمرو بن أبي سرح وكذلك قال هشام بن محمد وقال الواقدي وأبو معشر‏:‏ هو معمر بن أبي سرح وقالا‏:‏ شهد بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات بالمدينة سنة ثلاثين في خلافة عثمان رضي الله عنهما ذكره الطبري رحمه الله‏.‏

عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي‏.‏

كان ممن هاجر الهجرتين جميعاً هو وأخوه خالد بن سعيد بن العاص إلى أرض الحبشة ثم إلى المدينة وقدما معاً على النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وكان إسلام خالد بن سعيد قبل إسلام أخيه عمرو بيسير وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع امرأته فاطمة بنت صفوان الكنانية‏.‏

وقال الواقدي‏:‏ حدثني جعفر بن عمر بن خالد عن إبراهيم بن عقبة عن أم خالد بنت خالد بن سعيد قالت‏:‏ قدم علينا عمي عمرو بن سعيد أرض الحبشة بعد مقدم أبي بيسير فلم يزل هنالك حتى حمل في السفينتين مع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقدموا عليه وهو بخيبر سنة سبع من الهجرة فشهد عمرو مع النبي صلى الله عليه وسلم الفتح وحنيناً والطائف وتبوك فلما خرج المسلمون إلى الشام كان فيمن خرج فقتل يوم أجنادين شهيداً‏.‏

وذكر الطحاوي عن علي بن معبد عن إبراهيم بن محمد القرشي عن عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي عن جده قال‏:‏ قدم عمرو بن سعيد مع أخيه على النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى حلقة في يده فقال‏:‏ ‏"‏ ما هذه الحلقة في يدك ‏"‏ قال‏:‏ هذه حلقة صنعتها يا رسول الله قال‏:‏ ‏"‏ فما نقشها ‏"‏ قال‏:‏ ‏"‏ محمد رسول الله ‏"‏ قال‏:‏ ‏"‏ أرنيه ‏"‏‏.‏

فتختمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهى أن ينقش أحد عليه ومات وهو في يده ثم أخذه أبو بكر بعد ذلك فكان في يده ثم أخذه عمر فكان في يده ثم أخذه عثمان فكان في يده عامة خلافته حتى سقط منه في بئر أريس‏.‏

واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن سعيد على قرى عربية منها تبوك وخيبر وفدك‏.‏

وقتل عمرو بن سعيد مع أخيه أبان بن سعيد بأجنادين سنة ثلاث عشرة هكذا قال الواقدي وأكثر أهل السير‏.‏

وقال ابن إسحاق‏:‏ قتل عمرو بن سعيد بن العاص يوم اليرموك ولم يتابع ابن إسحاق على ذلك والأكثر على أنه قتل بأجنادين‏.‏

وقد قيل‏:‏ إنه قتل يوم مرج الصفر وكانت أجنادين ومرج الصفر في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة‏.‏

عمرو بن سفيان بن عبد شمس بن سعد بن قائف بن الأوقص السلمي هو أبو الأعور السلمي غلبت عليه كنيته‏.‏

كان مع معاوية بصفين وعليه كان مدار حروب معاوية يومئذ‏.‏

قال ابن أبي حاتم‏:‏ أبو الأعور عمرو بن سفيان أدرك الجاهلية ليست له صحبة وحديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل‏:‏ ‏"‏ إنما أخاف على أمتي شحا مطاعاً وهوى متبعاً وإماماً ضالاً ‏"‏‏.‏

وكان من أصحاب معاوية‏.‏

كذا ذكره ابن أبي حاتم لم يجعل له صحبة وهو الصواب وذكره هناك كثير‏.‏

روى عنه عمرو البكالي‏.‏

من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ إنما أخاف على أمتي شحاً مطاعاً وهوى متبعاً وإماماً ضالاً ‏"‏‏.‏

وسيأتي ذكره في الكنى‏.‏

عمرو بن سفيان المحاربي عمرو بن سلمة بن قيس الجرمي‏.‏

يكنى أبا بريد أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم وكان يؤم قومه على النبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان أقرأهم للقرآن وكان أخذه عن قومه وعمن كان يمر به من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

وقد قيل‏:‏ إنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبيه ولم يختلف في قدوم أبيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

نزل عمرو بن سلمة البصرة‏.‏

وروى عنه أبو قلابة وعاصم الأحول ومسعر بن حبيب الجرمي وأبو الزبير المكي وأيوب السختياني‏.‏

عمرو بن سمرة مذكور في الصحابة أظنه الذي قطعت يده في السرقة إذ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطعها فقال‏:‏ الحمد لله الذي طهرني عنك‏.‏

سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلة الرحم‏:‏ ‏"‏ صلة الرحم مثراة في المال محبة في الأهل منسأة في الأجل ‏"‏‏.‏

عمرو بن شأس بن عبيد بن ثعلبة من بني دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي‏.‏

له صحبة ورواية‏.‏

هو ممن شهد الحديبية وممن اشتهر بالبأس والنجدة‏.‏

وكان شاعراً مطبوعاً‏.‏

يعد في أهل الحجاز‏.‏

ومن نسبه يقول‏:‏ هو عمرو بن شأس بن عبيد بن ثعلبة بن رويبة بن مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة‏.‏

قد قيل التميمي من بني مجاشع بن دارم وإنه كان في الوفد الذين قدموا من بني تميم على رسول الله صلى الله عليه وسلم والأول أصح وأكثر وأشعاره في امرأته أم حسان وابنه عرار بن عمرو مشهورة حسان ومن قوله فيها وفي عرار ابنه وكانت تؤذيه وتظلمه‏:‏ فإن كنت مني أو تريدين صحبتي فكوني له كالسمن ربت به الأدم ويروي‏:‏ فكوني له كالسمن ربت له الأدم وهو شعر مجود عجيب وفيه يقول‏:‏ وإن عراراً إن يكن غير واضحٍ فإني أحب الجون ذا المنكب العمم ويروى عرار بالفتح وعرار بالكسر‏.‏

والعرار بالفتح‏:‏ شجر والعرار بالكسر صياح الظليم وكان عرار ابنه أسود من أمةٍ سوداء وكانت امرأته أم حسان السعدية تعيره به وتؤذي عراراً وتشتمه فلما أعياه أمرها ولم يقدر على إصلاحها في شأن عرار طلقها ثم تبعتها نفسه وله فيها أشعار كثيرة‏.‏

وعرار هذا هو الذي وجهه الحجاج برأس عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث إلى عبد الملك وكتب معه بالفتح كتاباً فجعل عبد الملك يقرأ كتاب الحجاج فكلما شك في شيءٍ سأل عنه عراراً فأخبره فعجب عبد الملك من بيانه وفصاحته مع سواده فتمثل‏:‏ وإن عراراً إن يكن غير واضحٍ فإني أحب الجون ذا المنكب العمم فضحك عرار فقال عبد الملك‏:‏ ما لك تضحك فقال‏:‏ أتعرف عراراً يا أمير المؤمنين الذي قيل فيه هذا الشعر قال‏:‏ لا‏.‏

قال‏:‏ فأنا هو‏.‏

فضحك عبد الملك ثم قال‏:‏ حظ وافق كلمة وأحسن جائزته ووجهه‏.‏

هكذا ذكر بعض أهل الأخبار أن هذا الخبر كان في حين بعث الحجاج برأس ابن الأشعث إلى عبد الملك‏.‏

وقد أخبرنا أبو القاسم قراءةً مني عليه حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن الورد حدثنا أبو حميد المصري حدثنا أبو محمد بن القاسم بن خلاد حدثنا خلف بن القاسم العتبي عن أبيه قال‏:‏ كتب الحجاج كتاباً إلى عبد الملك بن مروان يصف له فيه أهل العراق وما ألفاهم عليه من الاختلاف وما يكره منهم وعرفه ما يحتاجون إليه من التقويم والتأديب ويستأذنه أن يودع قلوبهم من الرهبة وما يخفون به إلى الطاعة‏.‏

ودعا رجلاً من أصحابه كان يأنس به فقال له‏:‏ انطلق بهذا الكتاب إلى أمير المؤمنين ولا يصلن من يدك إلا إلى يده فإذا قبضه فتكلم عليه‏.‏

ففعل الرجل ذلك وجعل عبد الملك كلما شك في شيء استفهمه فوجده أبلغ من الكتاب فقال عبد الملك‏:‏ وإن عراراً إن يكن غير واضحٍ فإني أحب الجون ذا المنكب العمم فقال له الرجل‏:‏ يا أمير المؤمنين أتدري من يخاطبك قال‏:‏ لا‏.‏

فقال‏:‏ أنا والله عرار وهذا الشعر لأبي وذلك أن أمي ماتت وأنا مرضع فتزوج أبي امرأة فكانت تسيء ولايتي فقال أبي‏:‏ فإن كنت مني أو تريدين صحبتي فكوني له كالسمن ربت له الأدم أرادت عراراً بالهوان ومن يرد عراراً لعمري بالهوان لقد ظلم وإن عراراً إن يكن غير واضحٍ فإني أحب الجون ذا المنطق العمم وعمرو بن شأس هو القائل‏:‏ إذا نحن أدلجنا وأنت أمامنا كفى لمطايانا بوجهك هاديا أليس تريد العيس خفة أذرعٍ وإن كن حسرى أن تكون أماميا وكان ابن سيرين يحفظ هذا الشعر وينشد منه الأبيات وهو شعر حسن يفتخر فيه بخندف على قيس‏.‏

قال أبو عمرو الشيباني‏:‏ جهد عمرو بن شأس أن يصلح بين امرأته فلم يمكنه ذاك فطلقها ثم ندم ولام نفسه فقال‏:‏ تذكر ذكرى أم حسان فاقشعر على دبرٍ لما تبين ما ائتمر تذكرتها وهناً وقد حال دونها رعان وقيعان بها الماء والشجر فكنت كذات البو لما تذكرت لها ربعاً حنت لمعهده سحر و ذكر الشعر‏.‏

ومن حديث عمرو بن شأس‏:‏ حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا أبي حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن ابن إسحاق عن أبان بن صالح عن الفضل بن معقل بن سنان عن عبد الله بن نيار عن عمرو بن شاس‏.‏

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ قد آذيتني ‏"‏‏.‏

فقلت‏:‏ ما أحب أن أوذيك‏.‏

فقال‏:‏ ‏"‏ من آذى علياً فقد آذاني ‏"‏‏.‏

قال أحمد بن زهير‏:‏ وأخبرناه موسى بن إسماعيل حدثنا مسعود بن سعد حدثنا محمد بن إسحاق عن الفضل بن معقل بن سنان عن عبد الله بن نيار عن عمرو بن شاس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله‏.‏

عمرو بن شرحبيل له صحبة لا أقف على نسبه وليس هو عمرو بن شرحبيل الهمداني أبو ميسرة صاحب ابن مسعود‏.‏

عمرو بن شعبة الثقفي ذكر في الصحابة ولا أعرف له خبراً‏.‏

قال البخاري‏:‏ له صحبة‏.‏

عمرو بن الطفيل بن عمرو بن طريف الدوسي أسلم أبوه ثم أسلم بعد وشهد عمرو بن الطفيل مع أبيه اليمامة فقطعت يده يومئذ وقتل باليرموك شهيداً‏.‏

عمرو بن طلق بن زيد بن أمية بن سنان بن كعب بن غنم بن سواد الأنصاري السلمي شهد بدراً في قول أكثرهم ولم يذكره موسى بن عقبة في البدريين‏.‏

عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي القرشي السهمي يكنى أبا عبد الله ويقال أبو محمد‏.‏

وأما النابغة بنت حرملة سبية من بني جلان بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار‏.‏

وأخوه لأمه عمرو بن أثاثة العدوي كان من مهاجرة الحبشة وعقبة بن نافع بن عبد قيس بن لقيط من بني الحارث بن فهر وزينب بنت عفيف بن أبي العاص أم هؤلاء وأم عمرو واحدة وهي بنت حرملة سبية من عنزة وذكروا أنه جعل لرجل ألف درهم على أن يسأل عمرو بن العاص عن أمه وهو على المنبر فسأله فقال‏:‏ أمي سلمى بنت حرملة تلقب النابغة من بني عنزة ثم أحد بني جلان أصابتها رماح العرب فبيعت بعكاظ فاشتراها الفاكه بن المغيرة ثم اشتراها منه عبد الله بن جدعان ثم صارت إلى العاص بن وائل فولدت له فأنجبت فإن كان جعل لك شيء فخذه‏.‏

قيل‏:‏ إن عمرو بن العاص أسلم سنة ثمان قبل الفتح‏.‏

وقيل‏:‏ بل أسلم بين الحديبية وخيبر ولا يصح والصحيح ما ذكره الواقدي وغيره أن إسلامه كان سنة ثمان وقدم هو وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة لمدينة مسلمين فلما دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونظر إليهم قال‏:‏ ‏"‏ قد رمتكم مكة بأفلاذ كبدها ‏"‏‏.‏

وكان قدومهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرين بين الحديبية وخيبر‏.‏

وذكر الواقدي قال‏:‏ وفي سنة ثمان قدم عمرو بن العاص مسلماً على رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أسلم عند النجاشي وقدم معه عثمان بن طلحة وخالد بن الوليد قدموا المدينة في صفر سنة ثمانٍ من الهجرة‏.‏

وقيل‏:‏ إنه لم يأت من أرض الحبشة إلا معتقداً للإسلام وذلك أن النجاشي كان قال‏:‏ يا عمرو كيف يعزب عنك أمر ابن عمك فوالله إنه لرسول الله حقاً‏.‏

قال‏:‏ أنت تقول ذلك قال‏:‏ إي والله فأطعني‏.‏

فخرج من عنده مهاجراً إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم قبل عام خيبر‏.‏

والصحيح أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة ثمانٍ قبل الفتح بستة أشهر هو وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة وكان هم بالإقبال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حين انصرافه من الحبشة ثم لم يعزم له إلى الوقت الذي ذكرنا‏.‏

والله اعلم‏.‏

وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على سريةٍ نحو الشام وقال له‏:‏ يا عمرو إني أريد أن أبعثك في جيشٍ يسلمك الله ويغنمك وأرغب لك من المال رغبة صالحة‏.‏

فبعثه إلى أخوال أبيه العاص بن وائل من بلي يدعوهم إلى الإسلام ويستنفرهم إلى الجهاد فشخص عمرو إلى ذلك الوجه فكان قدومه إلى المدينة في صفر سنة ثمانٍ ووجهه رسول الله صلى الله عليه وسلم في جمادى الآخرة سنة ثمانٍ فيما ذكره الواقدي وغيره إلى السلاسل من بلاد قضاعة في ثلاثمائة‏.‏

وكانت أم والد عمرو من بلي فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض بلي وعذرة يستألفهم بذلك ويدعوهم إلى الإسلام فسار حتى إذا كان على ماء بأرض جذام يقال له السلاسل وبذلك سميت تلك الغزوة ذات السلاسل فخاف فكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من تلك الغزوة يستمده فأمده بجيشٍ من مائتي فارس من المهاجرين والأنصار أهل الشرف فيهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وأمر عليهم أبا عبيدة فلما قدموا على عمرو قال‏:‏ أنا أميركم وإنما أنتم مددي‏.‏

وقال أبو عبيدة‏:‏ بل أنت أمير من معك وأنا أمير من معي فأبى عمرو فقال له أبو عبيدة‏:‏ يا عمرو إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي‏:‏ ‏"‏ إذا قدمت على عمروٍ فتطاوعا ولا تختلفا فإن خالفتني أطعتك ‏"‏‏.‏

قال عمرو‏:‏ فإني أخالفك فسلم له أبو عبيدة وصلى خلفه في الجيش كله وكانوا خمسمائة‏.‏

وولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص على عمان فلم يزل عليها حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمل لعمر وعثمان ومعاوية وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد ولاه بعد موت يزيد بن أبي سفيان فلسطين والأردن وولى معاوية دمشق وبعلبك والبلقاء وولى سعيد بن عامر بن خذيم حمص ثم جمع الشام كلها لمعاوية وكتب إلى عمرو ابن العاص فسار إلى مصر فافتتحها فلم يزل عليها والياً حتى مات عمر فأقره عثمان عليها أربع سنين أو نحوها ثم عزله عنها وولاها عبد الله بن سعد العامري‏.‏

حدثنا خلف بن قاسم حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا الدولابي حدثنا أبو بكر الوجيهي عن أبيه عن صالح بن الوجيه قال‏:‏ وفي سنة خمس وعشرين انتقضت الإسكندرية فافتتحها عمرو بن العاص فقتل المقاتلة وسبى الذرية فأمر عثمان برد السبي الذين سبوا من القرى إلى مواضعهم للعهد الذي كان لهم ولم يصح عنده نقضهم وعزل عمرو بن العاص وولى عبد الله بن سعد ابن أبي سرح العامري وكان ذلك بدء الشر بين عمرو وعثمان‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ فاعتزل عمرو في ناحية فلسطين وكان يأتي المدينة أحياناً ويطعن في خلال ذلك على عثمان فلما قتل عثمان سار إلى معاوية باستجلاب معاوية له وشهد صفين معه وكان منه بصفين وفي التحكيم ما هو عند أهل العلم بأيام الناس معلوم ثم ولاه مصر فلم يزل عليها إلى أن مات بها أميراً عليها وذلك في يوم الفطر سنة ثلاث وأربعين‏.‏

وقيل سنة اثنتين وأربعين وقيل سنة ثمان وأربعين وقيل سنة إحدى وخمسين‏.‏

والأول أصح‏.‏

وكان له يوم مات تسعون سنة ودفن بالمقطم من ناحية الفتح وصلى عليه ابنه عبد الله ثم رجع فصلى بالناس صلاة العيد وولي مكانه ثم عزله معاوية وولى أخاه عتبة بن أبي سفيان فمات عتبة بعد سنة أو نحوها فولى مسلمة بن مخلد‏.‏

وكان عمرو بن العاص من فرسان قريش وأبطالهم في الجاهلية مذكوراً بذلك فيهم وكان شاعراً حسن الشعر حفظ عنه الكثير في مشاهد شتى‏.‏

ومن شعره في أبياتٍ له يخاطب عمارة بن الوليد بن المغيرة عند النجاشي‏:‏ إذا المرء لم يترك طعاماً يحبه ولم ينه قلباً غاوياً حيث يمما قضى وطراً منه وغادر سبةً إذا ذكرت أمثالها تملأ الفما وكان عمرو بن العاص أحد الدهاة في أمور الدنيا المقدمين في الرأي والمكر والدهاء وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا استضعف رجلاً في رأيه وعقله قال‏:‏ أشهد أن خالقك وخالق عمرو واحد يريد خالق الأضداد‏.‏

ولما حضرته الوفاة قال‏:‏ اللهم إنك أمرتني فلم أأتمر وزجرتني فلم أنزجر ووضع يده في موضع الغل وقال‏:‏ اللهم لا قوي فأنتصر ولا بريء فأعتذر ولا مستكبر بل مستغفر لا إله إلا أنت‏.‏

فلم يزل يرددها حتى مات‏.‏

حدثنا خلف بن القاسم حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا الطحاوي حدثنا المزني قال‏:‏ سمعت الشافعي يقول‏:‏ دخل ابن عباس على عمرو بن العاص في مرضه فسلم عليه وقال‏:‏ كيف أصبحت يا أبا عبد الله قال‏:‏ أصلحت من دنياي قليلاً وأفسدت من ديني كثيراً فلو كان الذي أصلحت هو الذي أفسدت والذي أفسدت هو الذي أصلحت لفزت ولو كان ينفعني أن أطلب طلبت ولو كان ينجيني أن أهرب هربت فصرت كالمنجنيق بين السماء والأرض لا أرقى بيدين ولا أهبط برجلين فعظني بعظةٍ أنتفع بها يا بن أخي‏.‏

فقال له ابن عباس‏:‏ هيهات يا أبا عبد الله صار ابن أخيك أخاك ولا تشاء أن أبكى إلا بكيت كيف يؤمن برحيل من هو مقيم فقال عمرو‏:‏ على حينها من حين ابن بضع وثمانين سنة تقنطني من رحمة ربي اللهم إن ابن عباس يقنطني من رحمتك فخذ مني حتى ترضى‏.‏

قال ابن عباس‏:‏ هيهات يا أبا عبد الله أخذت جديداً وتعطى خلقاً فقال عمرو‏:‏ ما لي ولك يا بن عباس ما أرسل كلمة إلا أرسلت نقيضها‏.‏

أخبرنا عبد الله بن محمد بن أسد قال‏:‏ حدثنا محمد بن مسرور العسال بالقيروان قال‏:‏ حدثنا أحمد بن معتب قال‏:‏ حدثنا الحسين بن الحسن المروزي قال‏:‏ حدثنا ابن المبارك قال‏:‏ حدثنا ابن لهيعة قال‏:‏ حدثنا يزيد بن أبي حبيب أن عبد الرحمن بن شماسة قال‏:‏ لما حضرت عمرو ابن العاص الوفاة بكى‏.‏

فقال له ابنه عبد الله‏:‏ لم تبكي أجزعاً من الموت قال‏:‏ لا والله ولكن لما بعده‏.‏

فقال له‏:‏ قد كنت على خير فجعل يذكره صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتوحه الشام فقال له عمرو‏:‏ تركت أفضل من ذلك شهادة أن لا إله إلا الله إني كنت على ثلاثة أطباق ليس منها طبق إلا عرفت نفسي فيه وكنت أول شيء كافراً فكنت أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو مت يومئذ وجبت لي النار‏.‏

فلما بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت أشد الناس حياء منه فما ملئت عيني من رسول الله صلى الله عليه وسلم حياءً منه فلو مت يومئذ قال الناس‏:‏ هنيئاً لعمرو‏.‏

أسلم وكان على خيرٍ ومات على خير أحواله فترجى له الجنة ثم تلبست بعد ذلك بالسلطان وأشياء فلا أدري أعلى أم لي فإذا مت فلا تبكين على باكية ولا يتبعني مادح ولا نار وشدوا علي إزاري فإني مخاصم وشنوا علي التراب شناً فإن جنبي الأيمن ليس بأحق بالتراب من جنبي الأيسر ولا تجعلن في قبري خشبة ولا حجراً وإذا واريتموني فاقعدوا عندي قدر نحر جزور وتقطيعها بينكم أستانس بكم‏.‏

وروى أبو هريرة وعمارة بن حزم جميعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏ ابنا العاص مؤمنان‏:‏ عمرو وهشام ‏"‏‏.‏

لا أعرفه أكثر من أنه روى قال‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل كتف شاة ثم قام فتمضمض وصلى ولم يتوضأ‏.‏

فيه نظر ضعف البخاري إسناده‏.‏

عمرو بن عبد الله الضبابي ذكره ابن إسحاق في الوفد الذي قدموا في سنة عشر مع خالد ابن الوليد على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا مع بني الحارث بن كعب وذكره الواقدي‏.‏

عمرو بن عبد الله القاري ويقال عمرو بن القاري‏.‏

وهو من القارة قال خليفة‏:‏ هو من بني غالب بن أثيع بن الهون بن خزيمة بن مدركة ثم من بني القارة بن الديش‏.‏

وقال الزبير‏:‏ قال أبو عبيدة‏:‏ أثيع بن الهون هو القارة ولم يختلفوا في أثيع أن الثاء قبل الياء وعمر وهو جد عبيد الله بن عياض حديثه عند عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبيد الله بن عياض عن أبيه عن جده عمرو بن القاري أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على سعد بن مالك يعوده وهو مريض وذلك بعد ما رجع من الجعرانة وقسم الغنائم وطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة فقال سعد‏:‏ يا رسول الله إن لي مالاً كثيراً ويرثني كلالة أفأتصدق بمالي كله قال‏:‏ ‏"‏ لا ‏"‏‏.‏

قال‏:‏ فبثلثيه قال‏:‏ ‏"‏ لا ‏"‏ قال‏:‏ فبثلثه قال‏:‏ ‏"‏ نعم وذلك كثير ‏"‏‏.‏

وعن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبيد الله بن عياض عن أبيه عن جده عمرو بن القاري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ إن مات سعد بمكة فادفنه ها هنا ‏"‏ وأشار نحو طريق المدينة‏.‏

وذكر حديث الوصية أن ذلك كان عام الفتح كما قال ابن عيينة‏.‏

عمرو بن عبد الله عمرو بن عبد نهم الأسلمي هو الذي دل على رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطريق يوم الحديبية‏.‏

فيه نظر‏.‏

عمرو بن عبسة بن عامر بن خالد السلمي يكنى أبا نجيح ويقال أبو شعيب وينسبونه عمرو بن عبسة بن عامر بن خالد بن غاضرة بن عتاب بن امرىء القيس بن بهثة بن سليم أسلم قديماً في أول الإسلام وروينا عنه من وجوه أنه قال‏:‏ ألقي في روعي أن عبادة الأوثان باطل فسمعني رجل وأنا أتكلم بذلك فقال‏:‏ يا عمرو إن بمكة رجلاً يقول كما تقول‏.‏

قال‏:‏ فأقبلت إلى مكة أول ما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مستخف فقيل لي‏:‏ إنك لا تقدر عليه إلا بالليل حين يطوف فنمت بين يدي الكعبة فما شعرت إلا بصوته يهلل فخرجت إليه فقلت‏:‏ من أنت فقال‏:‏ ‏"‏ أنا نبي الله ‏"‏ فقلت‏:‏ وما نبي الله فقال‏:‏ ‏"‏ رسول الله ‏"‏‏.‏

فقلت‏:‏ بم أرسلك قال‏:‏ ‏"‏ أن تعبد الله وحده لا تشرك به شيئاً وتكسر الأوثان وتحقن الدماء ‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ ومن معك على هذا قال‏:‏ ‏"‏ حر وعبد ‏"‏ يعني أبا بكر وبلالاً‏.‏

فقلت‏:‏ أبسط يدك أبايعك فبايعته على الإسلام‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏ فلقد رأيتني وأنا ربع الإسلام ‏"‏‏.‏

قال وقلت‏:‏ أقيم معك يا رسول الله قال‏:‏ ‏"‏ لا ولكن الحق بقومك فإذا سمعت أني قد خرجت فاتبعني ‏"‏ قال‏:‏ فلحقت بقومي فمكثت دهراً منتظراً خبره حتى أتت رفقة من يثرب فسألتهم عن الخبر فقالوا‏:‏ خرج محمد من مكة إلى المدينة قال‏:‏ فارتحلت حتى أتيته‏.‏

فقلت‏:‏ أتعرفني‏.‏

قال‏:‏ نعم ‏"‏ أنت الرجل الذي أتيتنا بمكة ‏"‏‏.‏

وذكر الخبر طويلاً‏.‏

يعد عمرو بن عبسة في الشاميين‏.‏

روى عنه أبو أمامة الباهلي وروى عنه كبار التابعين بالشام أنبأنا محمد بن خليفة وخلف بن قاسم قالا‏:‏ حدثنا محمد بن الحسين حدثنا جعفر بن محمد الفريابي حدثنا إبراهيم بن العلاء الزبيدي الحمصي حدثنا إسماعيل بن عياش عن يحيى بن أبي عمرو السيباني عن أبي سلام الحبشي وعمرو بن عبد الله الشيباني أنهما سمعا أبا أمامة الباهلي يحدث عن عمرو بن عبسة قال‏:‏ رغبت عن آلهة قومي في الجاهلية‏.‏

فرأيت أنها آلهة باطلة يعبدون الحجارة والحجارة لا تضر ولا تنفع‏.‏

قال‏:‏ فلقيت رجلاً من أهل الكتاب فسألته عن أفضل الدين فقال‏:‏ يخرج رجل من مكة يرغب عن آلهة قومه ويدعو إلى غيرها وهو يأتي بأفضل الدين فإذا سمعت به فاتبعه فلم يكن لي هم إلا مكة أسأل هل حدث فيها أمر فيقولون‏:‏ لا‏.‏

فأنصرف إلى أهلي وأهلي من الطريق غير بعيد فأعترض الركبان خارجين من مكة فأسألهم هل حدث فيها حدث فيقولون‏:‏ لا‏.‏

فإني لقاعد على الطريق يوماً إذ مر بي راكب فقلت‏:‏ من أين فقال‏:‏ من مكة قلت‏:‏ هل فيها من خبر قال‏:‏ نعم رجل رغب عن آلهة قومه ثم دعا إلى غيرها‏.‏

قلت‏:‏ صاحبي الذي أريده فشددت راحلتي وجئت مكة ونزلت منزلي الذي كنت أنزل فيه فسألت عنه فوجدته مستخفياً ووجدت قريشاً إلباً عليه فتلطفت حتى دخلت عليه فسلمت ثم قلت‏:‏ من أنت قال‏:‏ ‏"‏ نبي ‏"‏ قلت‏:‏ وما النبي قال‏:‏ ‏"‏ رسول الله ‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ ومن أرسلك قال‏:‏ ‏"‏ الله ‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ بم أرسلك قال‏:‏ ‏"‏ أن توصل الأرحام وتحقن الدماء وتؤمن السبل وتكسر الأوثان وتعبد الله وحده ولا تشرك به شيئاً ‏"‏ فقلت‏:‏ نعم ما أرسلت به أشهدك أني قد آمنت بك وصدقتك‏.‏

أمكث معك أم تأمرني أن آتي أهلي قال‏:‏ ‏"‏ قد رأيت كراهية الناس بما جئت به فامكث في أهلك فإذا سمعت أبي قد خرجت مخرجاً فاتبعني ‏"‏ فلما سمعت به أنه خرج إلى المدينة مررت حتى قدمت عليه فقلت‏:‏ يا نبي الله هل تعرفني قال‏:‏ ‏"‏ نعم أنت السلمي الذي جئتني بمكة فعلت لي كذا وقلت كذا ‏"‏ وذكر تمام الخبر‏.‏

عمرو بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي أمه هند امرأة من بني ليث بن بكر وكان من مهاجرة الحبشة‏.‏

قتل بالقادسية مع سعد بن أبي وقاص في خلافة عمر بن الخطاب‏.‏

وليس له عقب‏.‏

عمرو بن أبي عمرو بن شداد الفهري من بني الحارث بن فهر بن مالك ثم من بني ضبة يكنى أبا شداد شهد بدراً ومات سنة ست وثلاثين‏.‏

قال الواقدي في تسمية من شهد بدراً‏:‏ من بني الحارث بن فهر ثم من بني ضبة عمرو بن أبي عمرو شهدها وهو ابن اثنتين وثلاثين سنة ومات سنة ست وثلاثين يكنى أبا شداد‏.‏

عمرو بن عمير مختلف فيه فيقال عمرو بن عمير كما ذكرنا ويقال عامر بن عمير‏.‏

ويقال عمارة بن عمير‏.‏

ويقال عمرو بن بلال‏.‏

ويقال عمرو الأنصاري وهذا الاختلاف كله في حديث واحد قال‏:‏ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏ وجدت ربي ماجداً كريماً أعطاني مع كل رجلٍ من السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب أعطاني مع كل واحد منهم سبعين ألفاً فقلت‏:‏ يا رب أمتي لا تسع هذا‏.‏

فقال‏:‏ أكملهم لك من الأعراب ‏"‏ وهو عمرو بن عنمة بن عدي بن نابي من بني سلمة الأنصاري السلمي الخزرجي‏.‏

شهد بيعة العقبة مع أخيه ثعلبة بن عنمة وهو أحد البكائين الذين نزلت فيهم‏:‏ ‏"‏ ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم‏.‏

‏"‏ التوبة 92‏.‏

الآية‏.‏

عمرو بن عوف الأنصاري حليف لبني عامر بن لؤي شهد بدراً‏.‏

ويقال له عمير‏.‏

وقال ابن إسحاق‏:‏ هو مولى سهيل بن عمرو العامري‏.‏

سكن المدينة لا عقب له‏.‏

روى عنه المسور بن مخرمة حديثاً واحداً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ الجزية من مجوس البحرين‏.‏

عمرو بن عوف المزني وهو عمرو بن عوف بن زيد بن مليحة‏.‏

ويقال ملحة بن عمرو بن بكر بن أفرك بن عثمان بن عمرو بن أد ابن طابخة بن إلياس بن مضر وكل من كان من ولد عمرو بن أد بن طابخة فهم ينسبون إلى أمهم مزينة بنت كلب بن وبرة‏.‏

كان عمرو بن عوف المزني قديم الإسلام يقال‏:‏ إنه قدم مع النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ويقال‏:‏ إن أول مشاهده الخندق وكان أحد البكائين الذين قال الله تعالى فيهم‏:‏ ‏"‏ تولوا وأعينهم تفيض من الدمع ‏"‏ المائدة 92‏.‏

الآية‏.‏

له منزل بالمدينة ولا يعرف حي من العرب لهم مجالس بالمدينة غير مزينة‏.‏

وذكر البخاري عن إسماعيل بن أبي أويس عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده قال‏:‏ كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة فصلى نحو بيت المقدس سبعة عشر شهراً‏.‏

سكن المدينة ومات بها في آخر خلافة معاوية رضي الله عنهما ويكنى أبا عبد الله حكاه الواقدي‏.‏

مخرج حديثه عن ولده هم ضعفاء عند أهل الحديث وهو جد كثير بن عبد الله بن عمرو بن غزية بن عمرو بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري المازني شهد العقبة ثم شهد بدراً وهو والد الحجاج بن عمرو بن غزية وإخوته وهم‏:‏ الحارث وعبد الرحمن وزيد وسعيد وأكبرهم الحارث‏.‏

وله صحبة واختلف في صحبة الحجاج ولم تصح لغيرهما من ولده صحبة‏.‏

والله أعلم‏.‏

عمرو بن غيلان الثقفي حديثه عند أهل الشام ليس بالقوي يكنى أبا عبد الله وأبوه غيلان بن سلمة له صحبة سيأتي ذكره في بابه وابنه عبد الله بن عمرو بن غيلان من كبار رجال معاوية قد ولاه البصرة بعد موت زياد حين عزل عنها سمرة فأقام أميرها ستة أشهر ثم عزله وولاها عبيد الله بن زياد فلم يزل واليها عمرو بن الفغواء بن عبيد بن عمرو بن مازن الخزعي أخو علقمة بن الفغواء‏.‏

روى عنه ابنه عبد الله بن عمرو وحديثه عند ابن إسحاق‏.‏

حدثنا سعيد بن نصر ويعيش بن سعيد وعبد الوارث بن سفيان قالوا‏:‏ حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا يحيى بن معين حدثنا نوح بن يزيد حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق عن عيسى بن معمر عن عبد الله بن عمرو بن الفغواء عن أبيه قال‏:‏ دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أراد أن يبعثني بمال إلى أبي سفيان يقسمه في قريش بمكة بعد الفتح قال‏:‏ ‏"‏ التمس صاحباً ‏"‏ قال‏:‏ فجاءني عمرو بن أمية الضمري فقال‏:‏ بلغني أنك تريد الخروج وأنك تلتمس صاحباً‏.‏

قلت‏:‏ أجل‏.‏

قال‏:‏ فأنا لك صاحب‏.‏

قال‏:‏ فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت‏:‏ وجدت صاحباً‏.‏

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي‏:‏ ‏"‏ إذا وجدت صاحباً فآذني ‏"‏‏.‏

قال‏:‏ فقال‏:‏ ‏"‏ من ‏"‏ قلت‏:‏ عمرو بن أمية الضمري‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏ يقال‏:‏ إذا هبطت بلاد قومه فاحذره فإنه قد قال القائل‏:‏ أخوك البكري ولا تأمنه ‏"‏‏.‏

عمرو بن قيس بن زائدة بن الأصم والأصم هو جندب بن هرم بن رواحة بن حجر بن عبد ابن معيص بن عامر بن لؤي القرشي العامري‏.‏

هو ابن أم مكتوم المؤذن وأمه أم مكتوم واسمها عاتكة بنت عبد الله بن عنكثة بن عامر بن مخزوم‏.‏

واختلف في اسم ابن أم مكتوم فقيل عبد الله على ما ذكرناه في العبادلة‏.‏

وقيل‏:‏ عمرو وهو الأكثر عند أهل الحديث وكذلك قال الزبير ومصعب قالوا‏:‏ وهو ابن خال خديجة بنت خويلد أخي أمها وكان ممن قدم المدينة مع مصعب بن عمير قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

وقال الواقدي‏:‏ قدمها بعد بدر بيسير واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة ثلاث عشرة مرة في غزواته‏.‏

في غزوة الأبواء وبواط وذي العشيرة وخروجه إلى ناحية جهينة في طلب كرز بن جابر وفي غزوة السويق وغطفان وأحد وحمراء الأسد ونجران وذات الرقاع واستخلفه حين سار إلى بدر ثم رد أبا لبابة واستخلفه عليها واستخلف عمرو بن أم مكتوم أيضاً في خروجه إلى حجة الوداع وشهد ابن أم مكتوم فتح القادسية وكان معه اللواء يومئذ وقتل شهيداً بالقادسية‏.‏

وقال الواقدي‏:‏ رجع ابن أم مكتوم من القادسية إلى المدينة فمات ولم يسمع له بذكر بعد عمر قال أبو عمر‏:‏ ذكر ذلك جماعة من أهل السير والعلم بالنسب والخبر‏.‏

وأما رواية قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف ابن أم مكتوم على المدينة مرتين فلم يبلغه ما بلغ غيره والله أعلم‏.‏

عمرو بن قيس بن زيد بن سواد بن مالك بن غنم الأنصاري النجاري شهد بدراً في قول أبي معشر ومحمد بن عمر الواقدي وعبد الله بن محمد بن عمارة ولا خلاف في أنه قتل يوم أحد شهيداً هو وابنه قيس بن عمرو يقال‏:‏ إنه قتله نوفل بن معاوية الديلي واختلف في شهود ابنه قيس بن عمرو بدراً كالاختلاف في أبيه وقالوا‏:‏ جميعاً شهد أحداً وقتل يومئذ‏.‏

عمرو بن قيس بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار‏.‏

قتل يوم أحد عمرو بن كعب اليامي بطن من همدان‏.‏

يقال‏:‏ إنه جد طلحة بن مصرف‏.‏

وقال بعض أصحاب الحديث‏:‏ إن جد طلحة بن مصرف صخر بن عمرو‏.‏

وقال غيره‏:‏ كعب بن عمرو فالله أعلم‏.‏

عمرو بن مالك بن قيس بن بجيد الرواسي‏.‏

كوفي‏.‏

وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع أبيه مالك بن قيس فأسلما‏.‏

وقال قوم‏:‏ إن الصحبة لأبيه مالك بن قيس بن بجيد بن رواس‏.‏

واسم رواس الحارث بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة‏.‏

عمرو بن محصن بن حرثان بن قيس بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة أخو عكاشة بن محصن شهد أحداً‏.‏

بن مالك الجهني‏.‏

أحد بني غطفان بن قيس بن جهينة‏.‏

ويقال‏:‏ الجهني‏.‏

ويقال‏:‏ الأسدي‏.‏

ويقال‏:‏ الأزدي‏.‏

والأكثر الجهني‏.‏

وهذا الأصح إن شاء الله تعالى‏.‏

يكنى أبا مريم‏.‏

أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وقال‏:‏ آمنت بكل ما جئت به من حلال وحرام وإن أرغم ذلك كثيراً من الأقوام‏.‏

في حديث طويل ذكره‏.‏

كان إسلامه قديماً وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر المشاهد‏.‏

ومات في خلافة معاوية‏.‏

ومن حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ أيما والٍ أو قاضٍ أغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلة والمسكنة أغلق الله أبواب السماء دون حاجته وخلته ومسكنته ‏"‏‏.‏

وله حديث في أعلام النبوة‏.‏

روى عنه جماعة منهم القاسم بن مخيمرة وعيسى بن طلحة‏.‏

عمرو بن مرة روى الحديث الذي جرى فيه ذكر صفوان ابن أمية‏.‏

ويقال‏:‏ ابن المسيح بن كعب بن طريف بن عصر الثعلي الطائي من بني ثعل بن عمرو بن غوث بن طيئ قال الطبري‏:‏ عاش عمرو بن المسبح مائة وخمسين سنة ثم أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ووفد إليه وأسلم قال‏:‏ وكان أرمى العرب وله يقول امرؤ القيس‏:‏ رب رامٍ من بني ثعلٍ مخرجٍ كفيه من قتره عمرو بن مطرف أو مطرف بن علقمة بن عمرو بن ثقف الأنصاري قتل يوم أحدٍ شهيداً‏.‏

عمرو بن معاذ بن النعمان الأنصاري الأشهلي من بني عبد الأشهل شهد مع أخيه سعد بن معاذ بدراً وقتل يوم أحد شهيداً لا عقب له قتله ضرار بن الخطاب وكان له يوم قتل اثنان وثلاثون سنةً‏.‏

بن زيد بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الضبيعي شهد بدراً‏.‏

ويقال فيه عمير بن معبد والأكثر يقولون عمرو بن معبد‏.‏

كذلك ذكره ابن إسحاق وغيره‏.‏

عمرو بن معد يكرب الزبيدي‏.‏

يكنى أبا ثور قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد زبيد فأسلم وذلك في سنة تسع‏.‏

وقال الواقدي‏:‏ في سنة عشر‏.‏

وقد روى عن ابن إسحاق بعض أهل المغازي مثل ذلك‏.‏

وذكر الطبري عن ابن حميد عن سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله ابن أبي بكر‏:‏ قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن معد يكرب في وفد زبيد فأسلم وذكر له خبراً طويلاً مع قيس بن المكشوح‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ أقام بالمدينة برهة ثم شهد عامة الفتوح بالعراق وشهد مع أبي عبيد بن مسعود ثم شهد مع سعد وقتل يوم القادسية‏.‏

وقيل‏:‏ بل مات عطشاً يومئذ وكان فارس العرب مشهوراً بالشجاعة يقال في نسبه‏:‏ عمرو بن معد يكرب بن عبد الله بن عمرو بن عاصم بن عمرو ابن زبيد الأصغر وهو منبه بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن منبه بن زبيد الأكبر بن الحارث بن صعب بن سعد العشيرة بن مذجح بن أدد ابن زيد بن كهلان بن سبأ‏.‏

وقيل‏:‏ بل مات عمرو بن معد يكرب سنة إحدى وعشرين بعد أن شهد وقعة نهاوند مع النعمان بن مقرن وشهد فتحها وقاتل يومئذ حتى كان الفتح وأثبتته الجراحات يومئذٍ فحمل فمات بقرية من قرى نهاوند يقال لها روذة فقال بعض شعرائهم‏:‏ لقد غادر الركبان يوم تحملوا بروذة شخصاً لا جباناً ولا غمرا فقل لزبيدٍ بل لمذحج كلها رزئتم أبا ثورٍ قريعكم عمرا من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التلبية‏:‏ ‏"‏ لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك‏.‏

‏"‏ في حديث طويل ذكره‏.‏

قال شرحبيل بن القعقاع‏:‏ سمعت عمرو بن معد يكرب يقول‏:‏ لقد رأيتنا من قريب ونحن إذا حججنا في الجاهلية نقول‏:‏ تعدو بها مضمرات شزرا يقطعن خبتاً وجبالاً وعرا قد تركوا الأوثان خلواً صفرا فنحن والحمد لله نقول اليوم كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

فذكره‏.‏

أنبأنا خلف بن قاسم حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا محمد بن رمضان بن شاكر حدثنا محمد ابن عبد الله بن الحكم حدثنا الشافعي قال‏:‏ وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وخالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنهما إلى اليمن وقال‏:‏ إذا اجتمعتما فعلى أمير وإن افترقتما فكل واحد منكما أمير فاجتمعا وبلغ عمرو بن معد يكرب مكانهما فأقبل في جماعةٍ من قومه فلما دنا منهما قال‏:‏ دعوني حتى آتي هؤلاء القوم فإني لم أسم لأحد قط إلا هابني فلما دنا منهما نادى‏:‏ أنا أبو ثور أنا عمرو بن معد يكرب فابتدراه علي وخالد وكلاهما يقول لصاحبه‏:‏ خلني وإياه ويفديه بأبيه وأمه‏.‏

فقال عمرو إذ سمع قولهما‏:‏ العرب تفزع مني وأراني لهؤلاء جزراً فانصرف عنهما‏.‏

وكان عمرو بن معد يكرب شاعراً محسناً ومما يستحسن من شعره قوله‏:‏ إذا لم تستطع شيئاً فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع وشعره هذا من مذهبات القصائد أوله‏:‏ ومما يستجاد أيضاً من شعره قوله‏:‏ أعاذل عدتي بدني ورمحي وكل مقلصٍ سلس القياد أعاذل إنما أفتى شبابي إجابتي الصريخ إلى المنادي مع الأبطال حتى سل جسمي وأقرح عاتقي حمل النجاد ويبقى بعد حلم القوم حلمي ويفنى قبل زاد القوم زادي وفيها يقول‏:‏ تمنى أن يلاقيني قبيس وددت فأينما مني ودادي فمن ذا عاذري من ذي سفاهٍ يرود بنفس شر المراد أريد حياته ويريد قتلي عذيرك من خليلك من مراد في أبيات له كثيرة من هذه‏.‏

وتروى هذه الأبيات لابن دريد بن الصمة أيضاً وهي لعمرو بن معد يكرب أكثر وأشهر‏.‏

والله أعلم‏.‏

أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن يونس حدثنا بقي حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا ابن عيينة عن عبد الملك بن عمير قال‏:‏ كتب عمر إلى النعمان بن مقرن استشر واستعن في حربك بطليحة وعمرو بن معد يكرب ولا تولهما عمرو بن ميمون الأودي أبو عبد الله أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وصدق إليه وكان مسلماً في حياته وعلى عهده صلى الله عليه وسلم‏.‏

قال عمرو بن ميمون‏:‏ قدم علينا معاذ الشام فلزمته فما فارقته حتى دفنته ثم صحبت ابن مسعود‏.‏

وهو معدود في كبار التابعين من الكوفيين وهو الذي رأى الرجم في الجاهلية من القردة إن صح ذلك لأن رواته مجهولون‏.‏

وقد ذكر البخاري عن نعيم عن هشيم عن حصين عن عمرو بن ميمون الأودي مختصراً قال‏:‏ رأيت في الجاهلية قردة زنت فرجموها يعني القردة فرجمتها معهم‏.‏

ورواه عباد بن العوام عن حصين كما رواه هشيم مختصراً وأما القصة بطولها فإنها تدور على عبد الملك بن مسلم عن عيسى بن حطان وليسا ممن يحتج بهما وهذا عند جماعة أهل العلم منكر إضافة الزنا إلى غير مكلف وإقامة الحدود في البهائم ولو صح لكانوا من الجن لأن العبادات في الجن والإنس دون غيرهما وقد كان الرجم في التوراة‏.‏

وروي أن عمرو بن ميمون حج ستين ما بين حج وعمرة عمرو بن النعمان بن مقرن بن عائذ المزني‏.‏

له صحبة‏.‏

وكان أبوه من جلة الصحابة رضي الله عنهم‏.‏

عمرو بن نعيمان روى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى‏.‏

عمرو بن يثربي ضمري كان يسكن خبت الجميش من سيف البحر أسلم عام الفتح وصحب النبي صلى الله عليه وسلم واستقضاه عثمان رضي الله عنهما على البصرة‏.‏

عمرو بن يعلى الثقفي روى عنه عمرو بن دينار له صحبة‏.‏

عمرو البكالي له صحبة ورواية هو من بني بكال بن دعمي بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن كهلان هكذا نسبه خليفة في الصحابة يكنى أبا عثمان‏.‏

روى عنه أبو تميمة الهجيمي ومعدان بن طلحة اليعمري يعد في أهل البصرة وقد عده قوم في أهل الشام‏.‏

حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا عبد الرحمن بن المبارك حدثنا حماد بن زيد حدثنا الجريري عن أبي تميمة الهجيمي قال‏:‏ سمعت عمراً البكالي وكان من أفضل من بقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

وروى البخاري قال‏:‏ حدثنا أبو النعمان قال‏:‏ حدثنا حماد بن زيد عن سعيد الجريري عن أبي تميمة قال‏:‏ قدمت الشام فإذا الناس على رجل‏.‏

قلت‏:‏ من هذا قالوا‏:‏ أفقه من بقي من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم هذا عمرو البكالي وأصابعه مقطوعة‏.‏

قلت‏:‏ ما ليده قالوا‏:‏ قطعت يده يوم اليرموك‏.‏

رضي الله عنه‏.‏

عمرو الثمالي روى عنه شهر بن حوشب قال‏:‏ بعث معي رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدي تطوع وقال‏:‏ إن عطب منها شيء فانحره ثم اصبغ نعله في دمه ثم اضرب به على صفحته وخل بين الناس وبينه‏.‏

عمرو العجلاني روى عنه ابنه عبد الرحمن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن نستقبل القبلة بغائط أو بول‏.‏

عمرو مولى خباب روى عنه حديث واحد بإسناد غير مستقيم‏.‏

عمرو أبو مالك الأشعري هو مشهور بكنيته‏.‏

روى عنه عطاء ابن يسار وغيره قد ذكرناه في الكنى‏.‏