فصل: إعراب الآية رقم (182):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن



.إعراب الآية رقم (182):

{ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (182)}.
الإعراب:
(ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع رفع مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب الباء حرف جر (ما) حرف مصدريّ، (قدّمت) فعل ماض... والتاء للتأنيث (أيدي) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و(كم) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (ما قدّمت أيديكم) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذلك والباء سببيّة.
الواو عاطفة (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (اللّه) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (ليس) فعل ماض ناقص جامد، واسمه ضمير مستتر تقديره هو الباء حرف جرّ زائد (ظلّام) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليس اللام زائدة للتقوية، (العبيد) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به لصيغة المبالغة ظلّام.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه ليس بظلّام...) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل ما قدّمت...
جملة: (ذلك بما قدّمت أيديكم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (قدّمت أيديكم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) أو الاسميّ.
وجملة: (ليس بظلّام...) في محلّ رفع خبر أنّ.
الصرف:
(ظلّام) من صيغ المبالغة مشتقّ من ظلم يظلم باب ضرب، وزنه فعّال بتشديد العين، والظاهر أنه اسم منسوب إلى الظلم كحدّاد، ونجار، حتى لا يلزم في الآية نفي الكثرة وحدها دون الظلم من غير كثرة وهذا فاسد.
البلاغة:
1- (بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ) أي بسبب أعمالكم التي قدمتموها كقتل الأنبياء.
والمراد من الأيدي الأنفس والتعبير بها عنها من قبيل التعبير عن الكل بالجزء.
وقيل المراد بالأيدي السيئات وهذا من قبيل المجاز المرسل والعلاقة هي السببية لأن اليد هي السبب فيما يقترفه الإنسان من أعمال.
الفوائد:
- قوله: (لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) حرف الجرّ على ثلاثة أقسام: أصلي وزائد وشبيه بالزائد.
أ- الأصلي ما يحتاج إلى متعلّق، ولا يستغنى عنه معنى ولا إعرابا نحو: (كتبت بالقلم).
ب- الزائد هو ما يستغنى عنه إعرابا ولا يحتاج إلى متعلّق ولا يستغنى عنه معنى فقد جيء به لتوكيد مضمون الكلام، نحو: (ما جاءنا من أحد) و(ليس سعيد بمسافر).
وهي أربعة أحرف (من والباء والكاف واللام).
ج- الشبيه بالزائد: وهو ما لا يمكن الاستغناء عنه لفظا ولا معنى غير أنه لا يحتاج إلى متعلّق وهو خمسة أحرف (ربّ وخلا وعدا وحاشا ولعلّ) لأنه شبيه بالزائد لعدم حاجته إلى تعليق، ويشبه الأصلي لعدم الاستغناء عن لفظه ومعناه، ومن شاء الاستزادة في التعرف على مواطن الزيادة لهذه الحروف فعليه مراجعة بابها في مظانه من مطولات النحاة.

.إعراب الآية رقم (183):

{الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّناتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (183)}.
الإعراب:
(الذين) موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للموصول في الآية (181) أو بدل منه، (قالوا) فعل ماض وفاعله (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (عهد) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إلى) حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (عهد)، (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (نؤمن) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (لرسول) جارّ ومجرور متعلّق ب (نؤمن).
والمصدر المؤوّل (ألّا نؤمن...) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره في، متعلّق ب (عهد)، أي عهد إلينا في عدم الإيمان...
(حتّى) حرف غاية وجرّ (يأتي) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد حتّى و(نا) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بقربان) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأتينا).
والمصدر المؤوّل (أن يأتينا...) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (نؤمن).
(تأكل) مضارع مرفوع والهاء ضمير مفعول به (النار) فاعل مرفوع... (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (قد) حرف تحقيق (جاء) فعل ماض و(كم) ضمير مفعول به (رسل) فاعل مرفوع (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاء) والياء ضمير مضاف إليه (بالبيّنات) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاء)، الواو عاطفة الباء حرف جرّ و(الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (جاء) وهو معطوف على البيّنات بإعادة الجارّ (قلتم) فعل ماض مبنيّ على السكون و(تم) ضمير فاعل الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر اللام حرف جرّ و(ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (قتلتموهم)، (قتلتم) مثل قلتم والواو زائدة لإشباع الضمّة في الميم و(هم) ضمير مفعول به (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص واسمه، (صادقين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: (قالوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (إنّ اللّه عهد) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (عهد إلينا) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (لا نؤمن) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الأول.
وجملة: (يأتينا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
وجملة: (تأكله النار) في محلّ جرّ نعت لقربان.
وجملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (قد جاءكم) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (قلتم) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (قتلتموهم) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنتم صادقين فلم قتلتموهم وجملة: (كنتم صادقين) لا محلّ لها استئنافيّة- أو تفسيرية- وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
الصرف:
(قربان)، اسم لكلّ ما يتقرّب به إلى اللّه، وزنه فعلان بضمّ الفاء.
الفوائد:
1- قوله: (تَأْكُلُهُ النَّارُ) أعرب النحاة (آل) للعهد وهذا يقودنا إلى استعراض ما قاله النحاة وعلماء اللغة بشأن هذا الحرف (ال) ورغم أن أقوال العلماء بهذا الشأن كثيرة ومشتتة فسوف نقدم للقارىء موجزا مقتضبا وملما بجوانب هذا اللفظ لما فيه من فائدة للطّلعة وكل رائد علم.
فال التعريفية: تأتي جنسية، وزائدة، وعهدية، وهذه الثلاثة تصلح أن تكون علامة للاسم وإليك بيانها:
1- ال الجنسية: وهي ثلاثة أنواع أ- التي تذكر لبيان الحقيقة والماهية وهي التي لا تنوب عنها كلمة (كل) نحو: (الكلمة قول مفرد) ب- التي تأتي لاستغراق الجنس حقيقة وتشمل أفراده نحو: (وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً) وهي التي يحل محلها كلمة (كل) فيمكن أن نقول: وخلق كل إنسان ضعيفا ويكون الكلام صحيحا.
ج- التي تكون لاستغراق الجنس مجازا وللمبالغة: نحو: (أنت الرجل علما وأدبا).
3- ال الزائدة: نوعان: لازمة، وغير لازمة.
أ- اللازمة ثلاثة أقسام:
أ- التي لازمت علما منذ وضعه في النقل مثل: (اللّات، والعزّى) أو في الارتجال مثل: (السموأل).
ب- التي في اسم للزمن الحاضر وهو (الآن).
ج- التي في الأسماء الموصولة مثل: (الذي والتي وفروعهما) من التثنية والجمع وهي زائدة في الثلاثة لأنه لا يجتمع على الكلمة الواحدة تعريفان.
أما غير اللازمة، وهي العارضة، فهي نوعان:
أ- واقعة في الشعر للضرورة أو في النثر شذوذا ففي الشعر كقول الرّماح بن ميادة:
رأيت الوليد بن اليزيد مباركا ** شديدا بأعباء الخلافة كاهله

وأما شذوذها في النثر كقولك: (ادخلوا الأول فالأول).
ب- التي تذكر في أول العلم مشيرة إلى أصله: مثل: (الحارث) و(القاسم) و(الحسن والحسين) و(النعمان) وهي سماعية فلا يقاس عليها.
3- ال العهدية وهي ثلاثة أنواع:
أ- للعهد الذكري: وهي التي يتقدم للاسم المعرّف بها ذكر نحو: (كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولًا فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ).
ب- للعهد العلمي: ويسمى أيضا العهد الذهني، وهي التي يتقدم للاسم المعرّف بها علم نحو: (إِذْ هُما فِي الْغارِ).
ج- للعهد الحضوري، وهي التي يكون الاسم المعرف بها حاضرا نحو: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) ومنه صفة اسم الإشارة نحو: (إن هذا الرجل نبيل) وصفة (أي) في النداء نحو: (يا أيها الإنسان).
4- ال الموصولة: وهي اسم في صورة حرف وهي تدخل على أسماء الفاعلين والمفعولين.
5- ال النائبة عن الإضافة: نحو: (وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى) اي عن هواها.
6- كتابة (ال التعريف) إذا دخلت على الأسماء التي أولها لام.
أ- إذا دخلت ال التعريف على اسم أوله لام كتب بلامين نحو: اللحم اللبن، اللجين.
ب- الأسماء الموصولة سائرها تكتب بلام واحدة لكثرة استعمالها. إلّا مثنّى الذي (اللّذين) فتكتب بلامين فتأمّل.

.إعراب الآية رقم (184):

{فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جاؤُ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ (184)}.
الإعراب:
الفاء عاطفة (إن) حرف شرط جازم (كذّبوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم... والواو فاعل والكاف ضمير مفعول به الفاء رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (كذّب) فعل ماض مبنيّ للمجهول (رسل) نائب فاعل (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لرسل والكاف مضاف إليه (جاؤوا) مثل كذّبوا لا محلّ له (بالبينّات) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاؤوا)، الواو عاطفة في الموضعين (الزبر، الكتاب) اسمان معطوفان بحرفي العطف على البيّنات مجروران مثله (المنير) نعت للكتاب مجرور.
جملة: (كذبوك) لا محلّ لها معطوفة على جملة قل في الآية السابقة، وجواب الشرط محذوف تقديره فاصبر كما صبر رسل من قبلك أو فتسلّ.
وجملة: (قد كذّب رسل) لا محلّ لها تعليل للمقدّر لأن الفعل ماض لفظا ومعنى.
وجملة: (جاؤوا...) لا محلّ لها رفع نعت لرسل.
الصرف:
(زبر)، جمع زبور، وأصله من الزبر أي الزجر، وسمي الكتاب الذي فيه الحكمة زبورا لأنه يزبر أي يزجرّ عن الباطل ويدعو إلى الحقّ.. وفي المختار: الزبر الزجرّ والانتهار وبابه نصر، والزبر أيضا الكتابة وبابه ضرب، وزبور وزنه فعول بفتح الفاء، والزبر فعل بضمّتين.
(المنير)، اسم فاعل من أنار الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين وفيه إعلال بالتسكين.

.إعراب الآية رقم (185):

{كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ (185)}.
الإعراب:
(كل) مبتدأ مرفوع (نفس) مضاف إليه مجرور (ذائقة) خبر مرفوع و(الموت) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (إنّما) كافّة ومكفوفة (توفّون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب فاعل (أجور) مفعول به منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (توفّون)، (القيامة) مضاف إليه مجرور الفاء عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (زحزح) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (عن النار) جارّ ومجرور متعلّق ب (زحزح)، الواو عاطفة (أدخل) مثل زحزح (الجنّة) مفعول به منصوب على السعة الفاء رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (فاز) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. الواو استئنافيّة (ما) نافية مهملة (الحياة) مبتدأ مرفوع (الدنيا) نعت للحياة مرفوع مثله وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (إلّا) أداة حصر (متاع) خبر الحياة مرفوع (الغرور) مضاف إليه مجرور.
جملة: (كلّ نفس ذائقة.) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (توفّون أجوركم) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (من زحزح (الاسميّة) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (زحزح...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (أدخل...) في محلّ رفع معطوفة على جملة زحزح.
وجملة: (قد فاز) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (الحياة... متاع) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(ذائقة)، مؤنث ذائق، وهو اسم فاعل من ذاق يذوق باب نصر، وقلب حرف العلّة همزة لمجيئه بعد ألف فاعل اطّرادا، والأصل ذاوق.
(توفّون)، فيه إعلال بالحذف، أصله توفّاون، بسكون الواو الثانية اجتمع ساكنان فحذفت الألف تخلّصا من ذلك وبقيت الفاء مفتوحة دلالة على الحرف المحذوف، وزنه تفعّون بضمّ التاء وفتح العين المشدّدة.
(فاز)، فيه إعلال بالقلب أصله فوز تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا وزنه فعل بفتحتين.
البلاغة:
- (إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ) تشبيه بليغ فقد شبه سبحانه وتعالى الدنيا بالمتاع الذي يدلس به على المستام ويغرر به حتى يشتريه ثمّ يتبين له فساده ورداءته. والشيطان هو المدلس الغرور. وهذا لمن آثرها على الآخرة فأما من طلب الآخرة بها فإنها متاع بلاغ.
الفوائد:
1- قوله تعالى: (وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ).
تعرّضنا فيما سبق ل (ما) إذا اتصلت بها (إنّ أو إحدى أخواتها)، وأنها تعرب كافة ومكفوفة وعودة منا إليها نذكر هذه الفائدة.
إذا كانت (ما) المتصلة بهذه الأحرف اسما موصولا أو حرفا مصدريا فلا تكفّها عن العمل بل تبقى ناصبة للاسم رافعة للخبر كقوله تعالى: (ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ) ما هنا اسم موصول في محلّ نصب اسمها وجملة (ينفد) في محلّ رفع خبرها. أما قولك: إنّ ما تستقيم حسن ف ما هنا مصدرية تؤول مع الفعل بمصدر وهذا المصدر في محلّ نصب اسم إن وحسن خبرها في إن استقامتك حسنة.
ولعلك لاحظت أن (ما) تكتب منفصلة عن (إنّ) إذا كانت اسما موصولا أو مصدرية.
وقد اجتمعت ما المصدرية وما الكافة في قول امرئ القيس:
فلو أن أسعى لأدنى معيشة ** كفاني ولم أطلب قليل من المال

فلو أن ما أسعى لمجد مؤثل ** وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي

فما في البيت الأول مصدرية والتقدير (لو أنّ سعيي) وهي في البيت الثاني زائدة كافة اي لكني أسعى لمجد مؤثّل، فتأمّل فإنّ فيه لمتاعا لذوي الاختصاص.