فصل: سورة النصر:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم




.سورة النصر:

.فصول مهمة تتعلق بالسورة الكريمة:

.فصل في فضل السورة الكريمة:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
فضل السّورة:
فيه أَحاديث واهية:
منها حديث أُبي: «مَنْ قرأها فكأَنَّما شهِد مع محمّد فتح مكَّة».
وحديث على: «يا علي مَنْ قرأها أَنجاه الله من شِدّة يوم القيامة، وله بكلّ آية قرأها ثوابُ المستغفرين بالأَسحار، يا علي مَنْ قرأها كان في الدّنيا في حِرْز الله، وكان آمنًا في الآخرة من العذاب، وإِذا جاءَه مَلك الموت قال الله تعالى له: أَقرئ عبدي مني السلام، وقل له: عليك السلام، وله بكلّ آية قرأها مثلُ ثواب مَن أَحسن إِلى ما ملكت يمينه». اهـ.

.فصل في مقصود السورة الكريمة:

.قال البقاعي:

سورة النصر وتسمى التوديع، مقصودها الإعلام بتمام الدين اللازم عن مدلول اسمها النصر، اللازم عنه موت النبي صلى الله عليه وسلم، اللازم عنه العلم بأنه ما برز إلى عالم الكون والفساد إلا لإعلاء كلمة الله تعالى وإدحاض كلمة الشيطان- لعنة الله تعالى عليه- اللازم عنه أنه صلى الله عليه وسلم خلاصة الوجود، وأعظم عبد للولي الودود، وعلى ذلك أيضا دل اسمها التوديع وحال نزولها وهو أيام التشريق من سنة حجة الوداع. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

.بصيرة في: {إذا جاء نصر الله والفتح}:

السّورة مدنيّة.
وآياتها ثلاث.
وكلماتها ستّ وعشرون.
وحروفها أَربع وسبعون.
فواصل آياتها على الحاءِ والأَلف.
وليس في القرآن آية على الحاءِ غير الفتح.
سُمّيت سورة النَّصر؛ لقوله: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ}، وسورة التَّوديع، لما فيه من بيان نعى المصطفى صلى الله عليه وسلم.

.معظم مقصود السّورة:

بيان نعيه، وذكر تمام نُصرة أَهل الإِسلام، ورغبة الخلق في الإِقوال على دِين الهدى، وبيان وظيفة التسبيح والاستغفار، والأَمر بالتّوبة في آخر الحال بقوله: {وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}.
السّورة محكمة.
وجواب إِذا مضمر تقديره: إِذا جاءَ نصر الله إِيّاك، على من ناواك، حضر أَجلك.
وكان صلى الله عليه وسلم يقول: لمّا نزلت هذه السّورة: «نعى الله- تعالى- إِلىّ نفسي». اهـ.

.فصل في التعريف بالسورة الكريمة:

.قال ابن عاشور:

سورة النصر:
سميت هذه السورة في كلام السلف (سورةَ إذا جاء نصر الله والفتحُ). روى البخاري: «أن عائشة قالت: لما نزلت سورة إذا جاء نصر الله والفتح...» الحديثَ.
وسميت في المصاحف وفي معظم التفاسير (سورة النصر) لذكر نصر الله فيها، فسميت بالنصر المعهود عهدًا ذكريًا.
وهي معنونة في (جامع الترمذي) (سورة الفتح) لوقوع هذا اللفظ فيها فيكون هذا الاسم مشتركًا بينها وبين سورة: {إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا}.
وعن ابن مسعود أنها تسمى سورة التوديع في الإِتقان لما فيها من الإِيماء إلى وَداعه صلى الله عليه وسلم. اهـ. يعني من الإِشارة إلى اقتراب لحاقه بالرفيق الأعلى كما سيأتي عن عائشة.
وهي مدنية بالاتفاق.
واختلف في وقت نزولها فقيل: نزلت منصرَف النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر (أي في سنة سبع)، ويؤيده ما رواه الطبري والطبراني عن ابن عباس: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة نزلت {إذا جاء نصر الله والفتح} قال رسول الله: «الله أكبر جَاء نصر الله والفتحُ وجاء نصرُ أهل اليمن» فقال رجل: يا رسول الله وما أهل اليمن؟ قال: «قوم رقيقة قلوبهم، لينة طباعهم، الإِيمانُ يمانٍ والفقهُ يَمانٍ والحكمةُ يمانية» اهـ.
ومجيء أهل اليمن أول مرة هو مجيء وفد الأشعريين عام غزوة خيبر.
ولم يختلف أهل التأويل أن المراد بالفتح في الآية هو فتح مكة، وعليه فالفتح مستقبل ودخول الناس في الدين أفواجًا مستقبل أيضًا وهو الأليق باستعمال (إذا) ويحمل قول النبي: جاء نصر الله والفتح على أنه استعمال الماضي في معنى المضارع لتحقق وقوعه أو لأن النصر في خيبر كان بادرةً لفتح مكة.
وعن قتادة: نزلت قبل وفاة رسول الله بسنتين.
وقال الواحدي عن ابن عباس: نزلت مُنصرفَه من حُنين، فيكون الفتح قد مضى ودخول الناس في الدين أفواجًا مستقبلًا، وهو في سنة الوفود سنة تسع، وعليه تكون (إذا) مستعملة في مجرد التوقيت دون تعيين.
وروى البزار والبيهقي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن ابن عمر أنها نزلت أواسط أيام التشريق (أي عامَ حجة الوداع). وضعفه ابن رجب بأن فيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف.
وقال أحمد بن حنبل: لا تحل الرواية عنه وإن صحت هذه الرواية كان الفتح ودخول الناس في الدين أفواجًا قد مَضيا.
وعن ابن عمر أن رسول الله عاش بعد نزولها نحوًا من ثلاثة أشهر وعليه تكون (إذا) مستعملة للزمن الماضي لأن الفتح ودخول الناس في الدين قد وقَعا.
وقد تظافرت الأخبار رواية وتأويلًا أن هذه السورة تشتمل على إيماء إلى اقتراب أجل رسول الله وليس في ذلك ما يرجح أحد الأقوال في وقت نزولها إذ لا خلاف في أن هذا الإِيماء يشير إلى توقيت بمجيء النصر والفتح ودخول الناس في الدين أفواجًا فإذا حصل ذلك حان الأجل الشريف.
وفي حديث ابن عباس في صحيح البخاري: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له قال: {إذا جاء نصر الله والفتح} (النصر: 1) وذلك علامة أجَلِك: {فسبح بحمد ربك واستغفره} (النصر: 3).
وفي هذا ما يُؤَوِّل ما في بعض الأخبار من إشارة إلى اقتراب ذلك الأجل مثل ما في حديث ابن عباس عند البيهقي في (دلائل النبوة) والدّارمي وابن مردويه: لما نزلت: {إذا جاء نصر الله والفتح} دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة وقال: «إنه قد نُعيَتْ إلى نفْسي فبكتْ...» الخ، فإن قوله: (لَما نزلت) مُدرج من الراوي، وإنما هو إعلام لها في مرضه كما جاء في حديث الوفاة في (الصحيحين) فهذا جمع بين ما يَلُوح منه تعارض في هذا الشأن.
وعدها جابر بن زيد السورة المائة والثلاث في ترتيب نزول السور، وقال: نزلت بعد سورة الحشر وقبل سورة النور. وهذا جار على رواية أنها نزلت عقب غزوة خيبر.
وعن ابن عباس أنها آخر سورة نزلت من القرآن فتكون على قوله السورة المائة وأربع عشرة نزلت بعد سورة براءة ولم تنزل بعدها سورة أخرى.
وعدد آياتها ثلاث وهي مساوية لسورة الكوثر في عدد الآيات إلا أنها أطول من سورة الكوثر عدَّةَ كلمات، وأقصرُ من سورة العصر. وهاته الثلاث متساوية في عدد الآيات. وفي حديث ابن أبي شيبة عن أبي إسحاق السبعي في حديث: طعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فصلى عبد الرحمن بن عوف صلاة خفيفة بأقصر سورتين في القرآن: {إنا أعطيناك الكوثر} (الكوثر: 1) و{إذا جاء نصر الله والفتح} (النصر: 1).
أغراضها:
والغَرض منها الوعد بنصر كامل من عند الله أو بفتح مكة، والبشارة بدخول خلائق كثيرة في الإسلام بفتح وبدونه إن كان نزولها عند منصرف النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر كما قال ابن عباس في أحد قوليه.
والإِيماءُ إلى أنه حين يقع ذلك فقد اقترب انتقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الآخرة.
ووعدُه بأن الله غفر له مغفرة تامة لا مؤاخذة عليه بعدها في شيء مما يختلج في نفسه الخوف أن يكون منه تقصير يقتضيه تحديد القوة الإنسانية الحدَّ الذي لا يفي بما تطلبه همَّتُه المَلَكية بحيث يكون قد ساوَى الحد الملَكي الذي وصفه الله تعالى في الملائكة بقوله: {يسبحون الليل والنهار لا يفترون} (الأنبياء: 20). اهـ.

.قال الصابوني:

سورة النصر:
مدنية.
وآياتها ثلاث.
بين يدي السورة:
* سورة النصر مدنية، هي تتحدث عن (فتح مكة) الذي عز به المسلمون، وإنتشر الإسلام في الجزيرة العربية، وتقلمت أظافر الشرك والضلال، وبهذا الفتح المبين، دخل الناس في دين الله، وإرتفعت راية الإسلام، وإضمحلت ملة الأصنام، وكان الإخبار بفتح مكة قبل وقوعه، من أظهر الدلائل على صدق نبوته، عليه أفضل الصلاة والسلام. اهـ.

.قال أبو عمرو الداني:

سورة النصر 110:
مدنية وقد ذكر نظيرتها في جميع العدد.
وكلمها تسع عشرة كلمة.
وحروفها سبعة وسبعون حرفا كحروف المسد.
وهي ثلاث آيات في جميع العدد ليس فيها اختلاف.

.ورءوس الآي:

{والفتح}.
1- {أفواجا}.
2- {توابا}. اهـ.

.فصل في معاني السورة كاملة:

.قال المراغي:

سورة النصر:
النصر: العون يقال نصره على عدوه ينصره نصرا: أي أعانه، ونصر الغيث الأرض: إذا أعان على إظهار نباتها ومنع من قحطها، قال شاعرهم:
إذا دخل الشهر الحرام فجاوزى ** بلاد تميم وانصرى أرض عامر

والفتح: الفصل بينه وبين أعدائه وإعزاز دينه وإظهار كلمته، والأفواج:
وأحدهم فوج وهو الجماعة والطائفة، واستغفره: أي اسأله أن يغفر لك ذنوبك ولقومك الذين اتبعوك، توّابا: أي كثير القبول لتوبة عباده. اهـ.

.قال الفراء:

سورة النصر:
{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا}
قوله: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ...}.
يعنى: فتح مكة {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا...}.
يقول: ورأيت الأحياء يسلم الحى بأسره، وقيل ذلك إنما يسلم الرجل بعد الرجل.
{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}
وقوله عز وجلّ: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ...}.
يقول: فصلّ. وذكروا أنه قال صلى الله عليه وسلم حين نزلت هذه السورة: نُعيَتْ إِلىَّ نفسى. اهـ.

.قال الأخفش:

سورة النصر:
{وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا}
قال: {يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} وأحدهم: الفَوْجُ.
{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}
وقال: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} يقول: (يَكُونُ تسبيحُك بالحَمْد) لأن (التَسْبيح) هو ذكر، فقال: يكون ذكرك بالحمد على ما أعطيتك من فتح مكة وغيره. ويقول الرجل: (قَضَيْتُ سُبْحتي من الذكر). اهـ.

.قال الغزنوي:

سورة النصر:
2 {أَفْواجً} ا: زمرا، أمّة بعد أمّة.
3 {وَاسْتَغْفِرْه} ُ: في ترك بعض ما لزمك من شكر نعمة الفتح. اهـ.