الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
ويجوز أن يكون: يسألون غيرهم- من المشركين- أن يسخروا من النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلّم. كما تقول: استعتبته: سألته العتبي.واستوهبته: سألته الهبة. واستعفيته سألته العفو.{احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ} أي أشكالهم. تقول العرب: زوجت إبلي، إذا قرنت واحدا بآخر.ويقال: قرناؤهم من الشياطين.{كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ} أي تخدعوننا وتفتنوننا عن طاعة اللّه. وقد بينت هذا في كتاب المشكل.{لا فِيها غَوْلٌ} أي لا تغتال عقولهم، فتذهب بها. يقال: الخمر غول للحلم، والحرب غول للنفوس. وغالني غولا. والغول البعد. {وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ} أي لا تذهب خمرهم وتنقطع، ولا تذهب عقولهم. يقال: نزف الرجل، إذا ذهب عقله، وإذا نفد شرابه.وتقرأ: {يُنْزَفُونَ} من أنزف الرجل: إذا حان منه النزف، أو وقع النزف. كما يقال: أقطف الكرم، إذا حان قطافه، وأحصد الزرع إذا حان حصاده.{قاصِراتُ الطَّرْفِ} أي قصرن أبصارهن على الأزواج ولم يطمعن إلى غيرهم، وأصل القصر: الحبس. عِينٌ نجل العيون، أي واسعاتها. جمع عيناء.{كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ} العرب تشبه النساء ببيض النعام. قال امرؤ القيس: و{المكنون} المصون. يقال: كننت الشيء، إذا صنته، وأكننته أخفيته.{إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ} أي صاحب.{أَإِنَّا لَمَدِينُونَ} أي مجزيون بأعمالنا. يقال: دنته بما صنع، أي جزيته.{سَواءِ الْجَحِيمِ} وسطها.{إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ} أي لتهلكني. يقال: أرديت فلانا، أي أهلكته. والردي: الموت والهلاك.{لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ} أي من المحضرين في النار.{أَذلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا} أي رزقا. ومنه إقامة الأنزال.وإنزال الجنود. أرزاقها.{إِنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ} أي عذابا.{طَلْعُها} أي حملها. سمي طلعا لطلوعه في كل سنة.{ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْها لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ} أي خلطا من الماء الحار يشربونه عليها.{إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آباءَهُمْ ضالِّينَ} أي: وجدوهم كذلك.{فَهُمْ عَلى آثارِهِمْ يُهْرَعُونَ} أي يسرعون والإهراع:الإسراع وفيه شبية بالرّعدة.{وَتَرَكْنا عَلَيْهِ} أي أبقينا عليه ذكرا حسنا فِي الْآخِرِينَ أي في الباقين من الأمم.{فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ} فَقالَ: إِنِّي سَقِيمٌ مفسر في كتاب تأويل المشكل.{فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا} أي مال عليهم يضربهم بِالْيَمِينِ والرواغ منه.{فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ} أي: يسرعون إليه في المشي. يقال: زفت النعامة.{فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ} أي في النار. و{الجحيم} الجمر. قال عاصم بن ثابت:وضالة مثل الجحيم الموقد أراد: سهاما مثل الجمر. ويقال: رأيت جحمة النار أي تلهبها، وللنار جاحم أي توقد وتلهب.{فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ} أي بلغ أن ينصرف معه ويعينه، قالَ: يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ أي سأذبحك.ولم يرد- فيما يرى أهل النظر- أنه ذبحه في المنام. ولكنه امر في المنام بذبحه فقال: إني أرى في المنام أني سأذبحك.ومثل هذا: رجل رأى في المنام انه يؤذن- والأذان دليل الحج- فقال:إني رأيت في المنام أني أحج، أي سأحج.وقوله: يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ. دليل على أنه امر بذلك في المنام.{فَلَمَّا أَسْلَما} أي استسلما لأمر اللّه. وسلما مثله {وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} أي صرعه على جبينه، فصار أحد جبينيه على الأرض. وهما جبينان والجبهة بينهما. وهي: ما أصاب الأرض في السجود.{وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ} قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا أي حققت الرؤيا أي صدقت الأمر في الرؤيا وعملت به.{إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ} أي الاختبار العظيم.{وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} أي بكبش. والذبح: اسم ما ذبح.والذبح بنصب الذال: مصدر ذبحت.{أَتَدْعُونَ بَعْلًا} أي ربا. يقال: أنا بعل هذه الناقة، أي ربها. وبعل الدار، أي مالكها.ويقال: بعل صنم كان لهم.{إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} أي السفينة المملوءة.{فَساهَمَ} أي فقارع، فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ أي من المقروعين. يقال: أدحض اللّه حجته فدحضت، أي أزالها فزالت. وأصل الدحض: الزلق.وقال ابن عيينة: {فَساهَمَ} أي قامر. فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ أي المقمورين.{وَهُوَ مُلِيمٌ} أي مذنب. يقال: ألام الرجل، إذا أذنب ذنبا يلام عليه.{فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ} يقال: من المصلين.{فَنَبَذْناهُ ألقيناه بِالْعَراءِ} وهي: الأرض التي لا يتواري فيها بشجر ولا غيره. وكأنه من عرى الشيء.واليقطين: الشجر الذي لا يقوم على ساق. مثل القرع والحنظل والبطيخ. وهو: يفعيل.{وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} أي ويزيدون. و أو معنى الواو. على ما بينت في تأويل المشكل.{فَاسْتَفْتِهِمْ} أي سلهم.{أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ} أي حجة بينة.{وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا} يقول: جعلوا الملائكة بنات اللّه، وجعلوهم من الجن.{وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ} يريد: الذين جعلوهم بنات اللّه، لَمُحْضَرُونَ النار. إِلَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ.{ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ} أي بمضلين.{إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ} أي من قضي عليه أن يصلي الجحيم.{وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ} هذا قول الملائكة.{وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ} أي المصلون.{وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ} يعني: أهل مكة.{فَكَفَرُوا بِهِ} بمحمد صلى اللّه عليه وعلى آله. أي كذبوا بأنه مبعوث. اهـ.
|