فصل: (سورة الزمر: الآيات 69- 70):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الزمر: آية 68]:

{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ (68)} فإن قلت: أُخْرى ما محلها من الإعراب؟ قلت: يحتمل الرفع والنصب: أما الرفع فعلى قوله {فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ} وأما النصب فعلى قراءة من قرأ {نَفْخَةٌ واحِدَةٌ} والمعنى: ونفخ في الصور نفخة واحدة، ثم نفخ فيه أخرى. وإنما حذفت لدلالة أخرى عليها، ولكونها معلومة بذكرها في غير مكان. وقرئ: {قياما ينظرون} يقلبون أبصارهم في الجهات نظر المبهوت إذا فاجأه خطب. وقيل: ينظرون ما ذا يفعل بهم. ويجوز أن يكون القيام بمعنى الوقوف والجمود في مكان لتحيرهم.

.[سورة الزمر: الآيات 69- 70]:

{وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَوُضِعَ الْكِتابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ (70)} قد استعار اللّه عز وجل النور للحق والقرآن والبرهان في مواضع من التنزيل، وهذا من ذاك. والمعنى {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ} بما يقيمه فيها من الحق والعدل، ويبسطه من القسط في الحساب ووزن الحسنات والسيئات، وينادى عليه بأنه مستعار إضافته إلى اسمه، لأنه هو الحق العدل. وإضافة اسمه إلى الأرض، لأنه يزينها حيث ينشر فيها عدله، وينصب فيها موازين قسطه، ويحكم بالحق بين أهلها، ولا ترى أزين للبقاع من العدل، ولا أعمر لها منه. وفي هذه الإضافة أن ربها وخالقها هو الذي يعدل فيها، وإنما يجوز فيها غير ربها، ثم ما عطف على إشراق الأرض من وضع الكتاب والمجيء بالنبيين والشهداء والقضاء بالحق وهو النور المذكور. وترى الناس يقولون للملك العادل: أشرقت الآفاق بعدلك، وأضاءت الدنيا بقسطك، كما تقول: أظلمت البلاد بجور فلان. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «الظلم ظلمات يوم القيامة» وكما فتح الآية بإثبات العدل، ختمها بنفي الظلم. وقرئ: {وأشرقت} على البناء للمفعول، من شرقت بالضوء تشرق: إذا امتلأت به واغتصت. وأشرقها اللّه، كما تقول: ملأ الأرض عدلا وطبقها عدلا.
و{الْكِتابُ} صحائف الأعمال، ولكنه اكتفى باسم الجنس، وقيل: اللوح المحفوظ الشُّهَداءِ الذين يشهدون للأمم وعليهم من الحفظة والأخيار. وقيل: المستشهدون في سبيل اللّه.

.[سورة الزمر: الآيات 71- 72]:

{وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا بَلى وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72)}.
الزمر: الأفواج المتفرقة بعضها في أثر بعض، وقد تزمروا: قال:
حتّي احزألّت زمر بعد زمر

وقيل في زمر الذين اتقوا: هي الطبقات المختلفة: الشهداء، والزهاد، والعلماء، والقرّاء وغيرهم وقرئ: {نذر منكم} فإن قلت: لم أضيف إليهم اليوم؟ قلت: أرادوا لقاء وقتكم هذا، وهو وقت دخولهم النار لا يوم القيامة. وقد جاء استعمال اليوم والأيام مستفيضا في أوقات الشدّة قالُوا بَلى أتونا وتلوا علينا، ولكن وجبت علينا كلمة اللّه لأملأنّ جهنم، لسوء أعمالنا، كما قالوا: {غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين} فذكروا عملهم الموجب لكلمة العذاب وهو الكفر والضلال. واللام في المتكبرين للجنس، لأنّ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ فاعل بئس، وبئس فاعلها: اسم معرف بلام الجنس. أو مضاف إلى مثله، والمخصوص بالذم محذوف، تقديره: فبئس مثوى المتكبرين جهنم.

.[سورة الزمر: الآيات 73- 74]:

{وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ (73) وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (74)} حَتَّى هي التي تحكى بعدها الجمل والجملة المحكية بعدها هي الشرطية، إلا أنّ جزاءها محذوف، وإنما حذف لأنه صفة ثواب أهل الجنة، فدل بحذفه على أنه شيء لا يحيط به الوصف، وحق موقعه ما بعد خالدين. وقيل: حتى إذا جاؤها، جاؤها وفتحت أبوابها، أي مع فتح أبوابها.
وقيل: أبواب جهنم لا تفتح إلا عند دخول أهلها فيها. وأما أبواب الجنة فمتقدّم فتحها، بدليل قوله {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ} فلذلك جيء بالواو، كأنه قيل: حتى إذا جاؤها وقد فتحت أبوابها. فإن قلت: كيف عبر عن الذهاب بالفريقين جميعا بلفظ السوق؟ قلت: المراد بسوق أهل النار: طردهم إليها بالهوان والعنف، كما يفعل بالأسارى والخارجين على السلطان إذا سيقوا إلى حبس أو قتل. والمراد بسوق أهل الجنة: سوق مراكبهم، لأنه لا يذهب بهم إلا راكبين، وحثها إسراعا بهم إلى دار الكرامة والرضوان، كما يفعل بمن يشرف ويكرّم من الوافدين على بعض الملوك، فشتان ما بين السوقين طِبْتُمْ من دنس المعاصي، وطهرتم من خبث الخطايا {فَادْخُلُوها} جعل دخول الجنة مسببا عن الطيب والطهارة، فما هي إلا دار الطيبين ومثوى الطاهرين، لأنها دار طهرها اللّه من كل دنس، وطيبها من كل قذر، فلا يدخلها إلا مناسب لها موصوف بصفتها، فما أبعد أحوالنا من تلك المناسبة، وما أضعف سعينا في اكتساب تلك الصفة، إلا أن يهب لنا الوهاب الكريم توبة نصوحا، تنقى أنفسنا من درن الذنوب، وتميط وضر هذه القلوب خالِدِينَ مقدرين الخلود الْأَرْضَ عبارة عن المكان الذي أقاموا فيه واتخذوه مقرا ومتبوّأ، وقد أورثوها: أي ملكوها وجعلوا ملوكها، وأطلق تصرفهم فيها كما يشاؤن، تشبيها بحال الوارث وتصرفه فيما يرثه واتساعه فيه، وذهابه في إنفاقه طولا وعرضا. فإن قلت: ما معنى قوله حَيْثُ نَشاءُ وهل يتبوأ أحدهم مكان غيره؟ قلت: يكون لكل واحد منهم جنة لا توصف سعة وزيادة على الحاجة، فيتبوأ من جنته حيث يشاء ولا يحتاج إلى جنة غيره.

.[سورة الزمر: آية 75]:

{وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (75)}.
{حَافِّينَ} محدقين من حوله {يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} يقولون: سبحان اللّه والحمد للّه، متلذذين لا متعبدين. فإن قلت: إلام يرجع الضمير في قوله {بَيْنَهُمْ}؟ قلت: يجوز أن يرجع إلى العباد كلهم، وأن إدخال بعضهم النار وبعضهم الجنة لا يكون إلا قضاء بينهم بالحق والعدل، وأن يرجع إلى الملائكة، على أن ثوابهم- وإن كانوا معصومين جميعا- لا يكون على سنن واحد، ولكن يفاضل بين مراتبهم على حسب تفاضلهم في أعمالهم، فهو القضاء بينهم بالحق. فإن قلت: قوله {وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ} من القائل ذلك؟ قلت: المقضى بينهم إما جميع العباد وإما الملائكة، كأنه قيل: وقضى بينهم بالحق، وقالوا الحمد للّه على قضائه بيننا بالحق، وإنزال كل منا منزلته التي هي حقه.
عن عائشة رضى اللّه عنها: أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقرأ كل ليلة بنى إسرائيل والزمر. اهـ.

.قال ابن الجوزي:

قوله تعالى: {قُلْ يا عباديَ الذين أَسْرَفوا على أنفُسهم} في سبب نزولها أربعة أقوال:
أحدها: أن ناسًا من المشركين كانوا قد قَتَلُوا فأكثَروا، وزَنَوْا فأكثَروا، ثم أتَوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إِنّ الذي تدعو إِليه لَحَسَنٌ، لو تُخْبِرُنا أنّ لِما عَمِلْنا كفّارةً، فنزلت هذه الآية.
رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس.
والثاني: أنها نزلت في عَيّاش بن أبي ربيعة والوليد بن الوليد ونَفَرٍ من المسلمين كانوا قد أسلموا، ثم عُذِّبوا فافتُتِنوا، فكان أصحاب رسول الله يقولون: لا يَقْبَلُ اللهُ مِنْ هؤلاء صَرْفًا ولا عَدْلًا، قومُ تركوا دينهم بعذاب عُذِّبوه! فنزلت هذه الآية، فكتبها عمر إلى عَيّاش والوليد وأولئك النَّفَر، فأسلموا وهاجروا؛ وهذا قول ابن عمر.
والثالث: أنها نزلتْ في وحشي، وهذا القول ذكرناه مشروحاٍ في آخر [الفرقان: 68] عن ابن عباس.
والرابع: أنَّ أهل مكَّةَ قالوا: يزعُم محمدٌ أنَّ مَنْ عَبَدَ الأوثانَ وقَتَلَ النَّفْسَ التي حرَّم اللهُ لم يُغْفَر له، فكيف نُهاجِر ونُسْلِم وقد فَعَلْنا ذلك؟! فنزلت هذه الآية؛ وهذا مرويُّ عن ابن عباس أيضًا.
ومعنى {أَسْرَفوا على أنفسهم} ارتكَبوا الكبائر، والقنوط بمعنى اليأس.
{وأَنيبوا} بمعنى ارجِعوا إِلى الله من الشِّرك والذًّنوب، {وأسلِموا له} أي: أخِلصوا له التوحيد.
و{تُنْصَرون} بمعنى تُمْنَعون.
{واتَّبِعوا أحسن ما أُنزل إِليكم} قد بيَّنّاه في قوله: {يأخُذوا بأحسنها} [الأعراف: 145].
قوله تعالى: {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ} قال المبرِّد: المعنى: بادِروا قَبْلَ أن تقول نَفْسٌ، وحَذَرًا من أن تقول نَفْسٌ.
وقال الزجاج: خوف أن تصيروا إلى حال تقولون فيها هذا القول.
ومعنى {يا حسرتا} يا ندامتا ويا حزنا.
والتحسُّر: الاغتمام على ما فات.
والألِف في {يا حسرتا} هي ياء المتكلم، والمعنى: يا حسرتي على الإِضافة.
قال الفراء: والعرب تحوِّل الياء إلى الألِف في كل كلام معناه الاستغاثة ويخرج على لفظ الدُّعاء، وربما أدخلت العربُ الهاء بعد هذه الألف، فيَخْفِضونها مَرَّةً، ويرفعونها أخرى.
وقرأ الحسن، وأبو العالية، وأبو عمران، وأبو الجوزاء: {يا حسرتي} بكسر التاء، على الإِضافة إِلى النَّفْس.
وقرأ معاذ القارىء، وأبو جعفر: {يا حسرتايَ} بألف بعد التاء وياء مفتوحة.
قال الزجاج: وزعم الفراء أنه يجوز يا حسرتاهَ على كذا بفتح الهاء، ويا حسرتاهُِ بالضم والكسر، والنحويّون أجمعون لا يُجيزون أن تُثْبَتَ هذه الهاءُ مع الوصل.
قوله تعالى: {في جَنْبِ الله} فيه خمسة أقوال:
أحدها: في طاعة الله تعالى، قاله الحسن.
والثاني: في حق الله، قاله سعيد بن جبير.
والثالث: في أمْر الله، قاله مجاهد، والزجاج.
والرابع: في ذِكْر الله، قاله عكرمة، والضحاك.
والخامس: في قٌرْب الله؛ روي عن الفراء أنه قال: الجَنْب: القُرْب، أي: في قُرْب الله وجِواره؛ يقال: فلان يعيش في جَنْبِ فلان، أي: في قُرْبه وجواره؛ فعلى هذا يكون المعنى: على ما فرَّطْتُ في طلب قُرْب الله تعالى، وهو الجنة.
قوله تعالى: {وإِنْ كنتُ لَمِن السّاخِرِينَ} أي: وما كنتُ إِلاّ من المستهزِئين بالقرآن وبالمؤمنين في الدُّنيا.
{أوْ تقولَ لو أنَّ الله هداني} أي: أرشَدني إِلى دينه {لكنتُ من المُتَّقِينَ} الشِّرك؛ فيقال لهذا القائل: {بلى قد جاءتك آياتي} قال الزجاج: و{بلى} جواب النفي، وليس في الكلام لفظ النفي، غير أن معنى {لو أن الله هداني} ما هُديتُ، فقيل: {بلى قد جاءتك آياتي}.
وروى ابن أبي سريج عن الكسائي {جاءتكِ} {فكذَّبْتِ} {واسْتَكْبَرْتِ} {وكُنْتِ} بكسر التاء فيهنّ، مخاطَبة للنفْس ومعنى {اسْتَكْبَرْتَ} تكبَّرتَ عن الإِيمان بها.
قوله تعالى: {ويومَ القيامة تَرَى الذين كَذَبوا على الله} فزعموا أن له ولدًا وشريكًا {وُجُوهُهم مُسْوَدَّةٌ}.
وقال الحسن: هم الذين يقولون: إن شئنا فَعَلْنا، وإِن شئنا لم نَفْعَل، وباقي الآية قد ذكرناه آنفا [الزمر: 32].
قوله تعالى: {ويُنَجِّي اللهُ الذين اتَّقَوا بمفازتهم} وقرأ حمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم: {بمفازاتهم} قال الفراء: وهو كما قد تقول: قد تبيَّن أمرُ القوم وأمورهم، وارتفع الصوت والأصوات، والمعنى واحد.
وفيها للمفسرين ثلاثة أقوال:
أحدها: بفضائلهم، قاله السدي.
والثاني: بأعمالهم، قاله ابن السائب، ومقاتل.
والثالث: بفوزهم من النار.
قال المبرِّد: المَفازة: مَفْعَلة من الفوز، وإن جُمع فحسن، كقولك: السعادة والسعادات، والمعنى: ينجيهم الله بفوزهم أي: بنجاتهم من النار وفوزهم بالجنة.
قوله تعالى: {له مَقاليدُ السموات والأرض} قال ابن قتيبة: أي: مفاتيحُها وخزائنُها، لأن مالِكَ المفاتيح مالِك الخزائن، واحدها إِقليد، وجُمع على غير واحد، كما قالوا: مَذاكير جمع ذَكَر، ويقال: هو فارسيّ معرَّب.
وقرأت على شيخنا أبي منصور اللغوي: الإِقليد: المفتاح، فارسي معرَّب، قال الراجز:
لَمْ يُؤْذِها الدِّيكُ بصوتِ تَغْرِيدْ ** ولَمْ تُعالِجْ غَلَقًا باقْليدْ

والمِقْلِيدُ: لغةٌ في الإِقْلِيدِ، والجمع: مَقَالِيد.
وللمفسرين في المقاليد قولان:
أحدهما: المفاتيح، قاله ابن عباس.
والثاني: الخزائن، قاله الضحاك.
وقال الزجاج: تفسيره: أن كل شيء في السموات والأرض، فهو خالقه وفاتح بابه.
قال المفسرون: مفاتيح السموات: المطر، ومفاتيح الأرض: النبات.
قوله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللهِ تأمُرونِّي أَعْبُدُ} قرأ نافع، وابن عامر: {تأمُرُونِي أعْبُدُ} مخفَّفةً، غير أن نافعًا فتح الياء، ولم يفتحها ابن عامر.