فصل: (سورة الليل: الآيات 5- 7)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الزمخشري:

سورة الليل:
مكية.
وآياتها 21.
نزلت بعد الأعلى.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[سورة الليل: الآيات 1- 4]

{وَاللَّيْلِ إِذا يغشى (1) وَالنَّهارِ إِذا تجلى (2) وَما خَلَقَ الذَّكَرَ والأنثى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لشتى (4)}.
المغشى: إما الشمس من قوله: {وَاللَّيْلِ إِذا يغشاها} وإما النهار من قوله: {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ} وإما كل شيء يواريه بظلامه من قوله: {إِذا وَقَبَ}. {تجلى} ظهر بزوال ظلمة الليل. أو تبين وتكشف بطلوع الشمس {وَما خَلَقَ} والقادر العظيم القدرة الذي قدر على خلق {الذكر والأنثى} من ماء واحد. وقيل: هما آدم عليه السلام وحواء. وفي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم: {والذكر والأنثى}.
وقرأ ابن مسعود: {والذي خلق الذكر والأنثى}.
وعن الكسائي: {وما خلق الذكر والأنثى} بالجر على أنه بدل من محل {ما خَلَقَ} بمعنى: وما خلقه اللّه، أى: ومخلوق اللّه الذكر والأنثى. وجاز إضمار اسم اللّه لأنه معلوم لانفراده بالخلق. إذ لا خالق سواه.
وقيل: إنّ اللّه لم يخلق خلقا من ذوى الأرواح ليس بذكر ولا أنثى. والخنثى، وإن أشكل أمره عندنا فهو عند اللّه غير مشكل، معلوم بالذكورة أو الأنوثة، فلو حلف بالطلاق أنه لم يلق يومه ذكرا ولا أنثى، ولقد لقى خنثى مشكلا: كان حانثا، لأنه في الحقيقة إمّا ذكرا أو أنثى، وإن كان مشكلا عندنا لشتى جمع شتيت، أى: إنّ مساعيكم أشتات مختلفة، وبيان اختلافها فيما فصل على أثره.

.[سورة الليل: الآيات 5- 7]

{فَأَمَّا مَنْ أَعْطى واتقى (5) وَصَدَّقَ بالحسنى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لليسرى (7)}.
أَعْطى يعنى حقوق ماله {واتقى} اللّه فلم يعصه {وَصَدَّقَ بالحسنى} بالخصلة الحسنى: وهي الإيمان. أو بالملة الحسنى: وهي ملة الإسلام، أو بالمثوبة الحسنى: وهي الجنة فَسَنُيَسِّرُهُ لليسرى فسنهيؤه لها من يسر الفرس للركوب إذا أسرجها وألجمها. ومنه قوله عليه السلام: «كل ميسر لما خلق له» والمعنى: فسنلطف به ونوفقه حتى تكون الطاعة أيسر الأمور عليه وأهونها، من قوله: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ}.

.[سورة الليل: الآيات 8- 11]

{وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ واستغنى (8) وَكَذَّبَ بالحسنى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ للعسرى (10) وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تردى (11)}.
{واستغنى} وزهد فيما عند اللّه كأنه مستغن عنه فلم يتقه. أو استغنى بشهوات الدنيا عن نعيم الجنة، لأنه في مقابلة {واتقى}. {فَسَنُيَسِّرُهُ للعسرى} فسنخذله ونمنعه الألطاف، حتى تكون الطاعة أعسر شيء عليه وأشدّه، من قوله: {يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ} أو سمى طريقة الخير باليسرى، لأنّ عاقبتها اليسر، وطريقة الشر العسرى، لأن عاقبتها العسر. أو أراد بهما طريقى الجنة والنار، أى: فسنهديهما في الآخرة للطريقين.
وقيل: نزلتا في أبى بكر رضى اللّه عنه، وفي أبى سفيان بن حرب {وَما يُغْنِي عَنْهُ} استفهام في معنى الإنكار، أو نفى {تردى} تفعل من الردى وهو الهلاك، يريد: الموت. أو تردى في الحفرة إذا قبر.
أو تردى في قعر جهنم.

.[سورة الليل: الآيات 12- 13]

{إِنَّ عَلَيْنا للهدى (12) وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ والأولى (13)}.
{إِنَّ عَلَيْنا للهدى} إن الإرشاد إلى الحق واجب علينا بنصب الدلائل وبيان الشرائع {وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ والأولى} أي ثواب الدّارين للمهتدى، كقوله: {وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ}.

.[سورة الليل: الآيات 14- 21]

{فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تلظى (14) لا يَصْلاها إِلاَّ الأشقى (15) الَّذِي كَذَّبَ وتولى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الأتقى (17) الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يتزكى (18) وَما لِأحد عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تجزى (19) إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأعلى (20) وَلَسَوْفَ يرضى (21)}.
وقرأ أبو الزبير: {تتلظى}.
فإن قلت: كيف قال: {لا يَصْلاها إِلَّا الأشقى}...... {وَسَيُجَنَّبُهَا الأتقى} وقد علم أن كل شقىّ يصلاها، وكل تقىّ يجنبها، لا يختص بالصلى أشقى الأشقياء، ولا بالنجاة على أن الزمخشري إنما ضيق عليه الخناق في هذه الآية حتى التزم ورود السؤال المذكور، التفاته إلى قاعدته الفاسدة وحذره أن تنقض، ويأبى اللّه إلا نقضها ورفضها، وإذا نزلت الآية على قواعد أهل السنة وضع لك ما قلته، فنقول: المصلى في اللغة أن يحفروا حفيرا فيجمعوا فيه جمرا كثيرا، ثم يعمدوا إلى شاة فيدسوها وسطه بين أطباقه، فأما ما يشوى فوق الجمر أو على المقلى أو على التنور فليس بمصلى، وهذا التفسير بعينه نص عليه الزمخشري ونقطة عن أهل اللغة في سورة الغاشية أيضا، وأنا وقفت عليه في كتبهم، فإذا عرفت معنى التصلية لغة وأنها أشد أنواع الإحراق بالنار، وفي علمك أن الناس عند أهل السنة ثلاثة أصناف: مؤمن صالح فائز، ومؤمن عاص، وكافر، وأن المؤمن الفائز يمر على النار فيطفئ نوره لهبها ولا يؤلم بمسها البتة، وإنما يردها تحلة القسم، والعاصي إن شاء اللّه تعذيبه ومجازاته فإنما يعذب على وجه النار في الطبقة الأولى باتفاق، حتى أن منهم من تبلغ النار إلى كعبه: وأشدهم من تبلغ النار إلى موضع سجوده فيحسه، ولا يعذب أحد من المؤمنين بين أطباقها ألبتة بوعد اللّه تعالى، والكافر هو المعذب بين أطباقها: تبين لك أن النار لا يصلاها أي يعذب بين أطباقها- كما علمت تفسيره في اللغة- إلا الكافر: وهو {الأشقى}، لأن المؤمن العاصي لا يبلغ مبلغه في الشقاء، وأن المؤمن الفائز وهو {الأتقى} بالنسبة إلى المؤمن العاصي بجنب النار بالكلية، لأن وروده تحلة القسم لا يصل إليه مسها ولا ألمها، وأن المؤمن العاصي الذي ليس بـ: {الأتقى} ولا بـ: {الأشقى} لا يصلاها ولا يجنبها بالكلية، لأن وروده تحلة القسم بل يعذب فيها لا بالصلى، فهذا أحسن ما حملت الآية عليه، لكن إنما ينزل على جادة السنة. وأما الزمخشري فينحرف عنها، فلا جرم أنه في عهدة الجواب يفكر ويقدر. واللّه أعلم.
أتقى الأتقياء، وإن زعمت أنه نكر النار فأراد نارا بعينها مخصوصة بـ: {الأشقى}، فما تصنع بقوله: {وَسَيُجَنَّبُهَا الأتقى} فقد علم أن أفسق المسلمين يجنب تلك النار المخصوصة، لا {الأتقى} منهم خاصة؟
قلت: الآية واردة في الموازنة بين حالتي عظيم من المشركين وعظيم من المؤمنين، فأريد أن يبالغ في صفتيهما المتناقضتين فقيل: {الأشقى}، وجعل مختصا بالصلى، كأن النار لم تخلق إلا له.
وقيل: {الأتقى}، وجعل مختصا بالنجاة، كأن الجنة لم تخلق إلا له.
وقيل: هما أبو جهل أو أمية بن خلف، وأبو بكر رضى اللّه عنه {يتزكى} من الزكاء. أى: يطلب أن يكون عند اللّه زاكيا، لا يريد به رياء ولا سمعة. أو يتفعل من الزكاة.
فإن قلت: ما محل {يتزكى}؟
قلت: هو على وجهين: إن جعلته بدلا من {يُؤْتِي} فلا محل له لأنه داخل في حكم الصلة، والصلات لا محل لها وإن جعلته حالا من الضمير في {يُؤْتِي فمحله} النصب {ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ} مستثنى من غير جنسه وهو النعمة أى: ما لأحد عنده نعمة إلا ابتغاء وجه ربه، كقولك: ما في الدار أحد إلا حمارا وقرأ يحيى بن وثاب، {إلا ابتغاء وجه ربه} بالرفع: على لغة من يقول: ما في الدار أحد إلا حمار وأنشد في اللغتين قول بشر بن أبى حازم:
أضحت خلاء قفارا لا أنيس بها ** إلا الجآذر والظّلمان تختلف

وقول القائل:
وبلدة ليس بها أنيس ** إلّا اليعافير وإلّا العيس

ويجوز أن يكون {ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ} مفعولا له على المعنى، لأنّ معنى الكلام: لا يؤتى ماله إلا ابتغاء وجه ربه، لا لمكافأة نعمة {وَلَسَوْفَ يرضى} موعد بالثواب الذي يرضيه ويقرّ عينه.
عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة والليل، أعطاه اللّه حتى يرضى، وعافاه من العسر ويسر له اليسر». اهـ.

.قال الماوردي:

قوله تعالى: {واللّيلِ إذا يغشى} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: إذا أظلم، قاله مجاهد.
الثاني: غطى وستر، قاله ابن جبير.
الثالث: إذا غشى الخلائق فعّمهم وملأهم، قاله قتادة، وهذا قَسَم.
{والنّهارِ إذا تجلى} فيه وجهان:
أحدهما: إذا أضاء، قاله مجاهد.
الثاني: إذا ظهر، وهو مقتضى قول ابن جبير.
ويحتمل ثالثاً: إذا أظهر ما فيه من الخلق، وهذا قسم ثانٍ.
{وما خَلَقَ الذّكّرّ والأنثى} قال الحسن: معناه والذي خلق الذكر والأنثى فيكون هذا قسماً بنفسه تعالى.
ويحتمل ثانياً: وهو أشبه من قول الحسن أن يكون معناه وما خلق من الذكر والأنثى، فتكون (من) مضمرة المعنى محذوفة اللفظ، وميزهم بخلقهم من ذكر وأنثى عن الملائكة الذين لم يخلقوا من ذكر وأنثى، ويكون القسم بأهل طاعته من أوليائه وأنبيائه، ويكون قسمه بهم تكرمة لهم وتشريفاً.
وفي المراد بـ: {الذكر والأنثى} قولان:
أحدهما: آدم وحواء، حكاه ابن عيسى.
الثاني: من كل ذكر وأنثى.
فإن حمل على قول الحسن فكل ذكر وأنثى من آدمي وبهيمة، لأن الله خلق جميعهم.
وإن حمل على التخريج الذي ذكرت أنه أظهر، فكل ذكر وأنثى من الآدميين دون البهائم لاختصاصهم بولاية الله وطاعته، وهذا قسم ثالث:
{إنّ سَعْيَكم لشتى} أي مختلف، وفيه وجهان:
أحدهما: لمختلف الجزاء، فمنكم مثاب بالجنة، ومنكم معاقب بالنار.
الثاني: لمختلف الأفعال، منكم مؤمن وكافر، وبر وفاجر، ومطيع وعاص.
ويحتمل ثالثاً: لمختلف الأخلاق، فمنكم راحم وقاس، وحليم وطائش، وجواد وبخيل، وعلى هذا وقع القسم.
وروى ابن مسعود أن هذه الآية نزلت في أبي بكر رضي الله عنه، وفي أمية وأبّي ابني خلف حين عذّبا بلالاً على إسلامه، فاشتراه أبو بكر، ووفي ثمنه بردةً وعشر أوراقٍ، وأعتقه للَّه تعالى، فنزل ذلك فيه.
{فأمّا من أَعْطَى واتقى} قال ابن مسعود يعني أبا بكر.
وفي قوله: {أعطى} ثلاثة أوجه:
أحدها: من بذل ماله، قاله ابن عباس.
الثاني: اتقى محارم الله التي نهى عنها، قال قتادة.
الثالث: اتقى البخل، قاله مجاهد.
{وصَدَّق بالحسنى} فيه سبعة تأويلات:
أحدها: بتوحيد الله، وهو قول لا إله إلا الله، قاله الضحاك.
الثاني: بموعود الله، قاله قتادة.
الثالث: بالجنة، قاله مجاهد.
الرابع: بالثواب، قاله خصيف.
الخامس: بالصلاة والزكاة والصوم، قاله زيد بن أسلم.
السادس: بما أنعم الله عليه، قاله عطاء.
السابع: بالخلف من عطائه، قاله الحسن، ومعاني أكثرها متقاربة.
{فَسَنُيَسِّرُهُ لليسرى} فيه تأويلان:
أحدهما: للخير، قاله ابن عباس.
الثاني: للجنة، قاله زيد بن أسلم.
ويحتمل ثالثاً: فسنيسر له أسباب الخير والصلاح حتى يسهل عليه فعلها.
{وأمّا مَنْ بَخِلَ واستغنى} قال ابن مسعود: يعني بذلك أُمية وأبيّاً ابني خلف. وفي قوله: {بخل} وجهان:
أحدهما: بخل بماله الذي لا يبقى، قاله ابن عباس والحسن.
الثاني: بخل بحق الله تعالى، قاله قتادة.
{واستغنى} فيه وجهان:
أحدهما: بماله، قاله الحسن.
الثاني: عن ربه، قاله ابن عباس.
{وكَذَّبَ بالحسنى} فيه التأويلات السبعة.
{فَسنُيَسِّرُهُ للعسرى} فيه وجهان:
أحدهما: للشر من الله تعالى، قاله ابن عباس.
الثاني: للنار، قاله ابن مسعود.
ويحتمل ثالثاً: فسنعسر عليه أسباب الخير والصلاح حتى يصعب عليه فعلها فعند نزول هاتين الآيتين يروي قتادة عن خليد عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من يوم طلعت فيه شمسه إلا وملكان يناديان: اللهم أعط منفقاً خلفاً وأعط ممسكاً تلفاً»، ثم قرأ {فأما من أعطى واتقى}. الآية والتي بعدها.
{وما يُغْنِي عنه ماله إذا تردى} فيه وجهان:
أحدهما: إذا تردى في النار، قاله أبو صالح وزيد بن أسلم.
الثاني: إذا مات فتردى في قبره، قاله مجاهد وقتادة.
ويحتمل ثالثاً: إذا تردى في ضلاله وهوى في معاصيه.
{إنّ علينا للهدى} فيه وجهان:
أحدهما: أن نبيّن سبل الهدى والضلالة قاله يحيى بن سلام.
الثاني: بيان الحلال والحرام، قاله قتادة.
ويحتمل ثالثاً: علينا ثواب هداه الذي هدينا.
{وإنَّ لنا لَلآخِرةَ والأولى} فيه وجهان:
أحدهما: ثواب الدنيا والآخرة، قاله الكلبي والفراء.
الثاني: ملك الدنيا وملك الآخرة، قاله مقاتل.
ويحتمل ثالثاً: الله المُجازي في الدنيا والآخرة.
{فأنذَرْتُكم ناراً تلظى} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: معناه تتغيظ، قاله الكلبي.
الثاني: تشتعل، قاله مقاتل.
الثالث: تتوهج، قاله مجاهد، وأنشد لعلّي رضي الله عنه:
كأن الملح خالطه إذا ما ** تلظى كالعقيقة في الظلال

{لا يَصلاها إلا الأشقى} أي الشقّي.
{والذي كذّب وتولى} فيه وجهان:
أحدهما: كذّب بكتاب الله وتولى عن طاعة الله، قاله قتادة.
الثاني: كذّب الرسولَ وتولى عن طاعته.
{وما لأحد عِنْدَهُ مِنْ نِعْمةٍ تجزى إلا ابتغاءَ وجهِ ربِّه الأعلى} فيه وجهان:
أحدهما: وما لأحد عند الله تعالى من نعمة يجازيه بها إلا أن يفعلها ابتغاء وجه ربه فيستحق عليها الجزاء والثواب، قاله قتادة.
الثاني: وما لبلال عند أبي بكر حين اشتراه فأعتقه من الرق وخلّصه من العذاب نعمةٌ سلفت جازاه عليها بذلك إلا ابتغاء وجه ربه وعتقه، قاله ابن عباس وابن مسعود {ولَسوفَ يرضى} يحتمل وجهين:
أحدهما: يرضى بما أعطيه لسعته.
الثاني: يرضى بما أعطيه لقناعته، لأن من قنع بغير عطاء كان أطوع لله. اهـ.