كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتي إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين} (الأنعام: 44- 45).
وبنبذ الإيمان بالله، وصلت المجتمعات الغربية الي مستوي متدن من التحلل الأخلاقي، والانهيار الاجتماعي، ومجافاة الفطرة التي فطر الله الخلق عليها، في وقت ملكت فيه من أسباب الغلبة المادية ما يمكن أن يعينها علي الاستعلاء في الأرض، والتجبر علي الخلق، ونشر المظالم بغير مراعاة لرب أو مخافة من حساب، مما يمكن أن يهدد البشرية بالفناء...!!
ولاتزال المعارف الإنسانية بصفة عامة، والعلمية منها بصفة خاصة، تكتب الي يومنا هذا، من منطلقات مادية صرفة، لا تؤمن إلا بالمدرك المحسوس، وتتنكر لكل ما هو فوق ذلك، فدارت بالمجتمعات الإنسانية في متاهات من الضياع، ضلت وأضلت، علي الرغم من الكم الهائل من المعلومات التي تحتويها، وروعة التقنيات التي أنجزتها.
وكان ضلال الحضارة المادية المعاصرة أبلغ ما يكون في القضايا التي لايمكن اخضاعها لإدراك الإنسان المباشر، من مثل قضايا الخلق والإفناء والبعث (خلق الكون، خلق الحياة، خلق الإنسان، ثم إفناء كل ذلك وإعادة خلقه من جديد)، وهي من القضايا التي إذا خاض فيها الإنسان بغير هداية ربانية فإنه يضل ضلالا بعيدا، وصدق الله العظيم إذ يقول في الرد علي هؤلاء الظالمين من الكافرين والمشركين والمتشككين من الجن والإنس:
{ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا} (الكهف: 51).
وعلي الرغم من تأكيد القرآن الكريم أن أحدا من الجن والإنس، لم يشهد خلق السماوات والأرض، ولا خلق نفسه، فإنه يؤكد ضرورة التفكر في خلق السماوات والأرض، وخلق الحياة لأن ذلك من أعظم الدلائل علي طلاقة القدرة الإلهية، وكمال الصنعة الربانية، وعلي كل من حتمية الآخرة وضرورة البعث والحساب والجنة والنار، وذلك لأن الخالق سبحانه وتعالى قد ترك لنا في صخور الأرض وفي صفحة السماء ما يمكن أن يعين الإنسان علي فهم قضيتي الخلق والبعث، بالرغم من محدودية قدراته الذهنية والحسية، واتساع الكون وضخامة أبعاده وتعقيد بنائه، وكذلك تعقيد بناء الجسد الإنساني وبناء خلاياه، وهي صورة رائعة لتسخير الكون للإنسان، وجعله في متناول إدراكه وحسه.
خلق السماوات والأرض في القرآن الكريم:
من قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة، لخص لنا ربنا تبارك وتعالى في صياغة كلية شاملة عملية خلق السماوات والأرض، وإفنائهما وإعادة خلقهما من جديد، في خمس آيات من القرآن الكريم علي النحو التالي:
(1) {والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون} (الذاريات: 47).
(2) {أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون} (الأنبياء: 30).
(3) {ثم استوي الي السماء وهي دخان فقال لها وللأرض إئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين} (فصلت: 11).
(4) {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين} (الأنبياء: 104).
(5) {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار} (إبراهيم: 48).
وهذه الآيات الكريمات تشير الي أن الكون الذي نحيا فيه يتسع باستمرار، وإذا عدنا بهذا الاتساع الي الوراء مع الزمن فلابد أن يتكدس علي هيئة جرم واحد (مرحلة الرتق)، وهذا الجرم الابتدائي انفجر بأمر من الله (مرحلة الفتق)، فتحول الي غلالة من الدخان (مرحلة الدخان)، خلقت منه الأرض والسماوات (مرحلة الإتيان)، وأن الكون منذ لحظة انفجاره في توسع مستمر، وأن هذا التوسع سوف يتوقف في المستقبل الذي لا يعلمه إلا الله، بأمر منه تعالى، فيبدأ الكون في الانطواء علي ذاته، والتكدس في جرم واحد كهيئة الجرم الابتدائي الأول، الذي بدأ منه خلق السماوات والأرض، فتتكرر عملية الانفجار والتحول الي الدخان الذي تخلق منه أرض غير أرضنا الحالية، وسماوات غير السماوات التي تظللنا في الحياة الدنيا، وهنا تنتهي رحلة الحياة الدنيا وتبدأ رحلة الآخرة، ومراحل الرتق والفتق والدخان، والاتيان بالسماوات والأرض، وتوسع السماء ثم طيها تعطينا كليات مراحل الخلق والإفناء والبعث دون الدخول في التفاصيل.
وهذه الحقائق القرآنية لم يستطع الإنسان إدراك شيء منها إلا في أواخر القرن العشرين، مما يؤكد سبق القرآن الكريم للمعارف الإنسانية بأكثر من أربعة عشر قرنا، وهذا وحده مما يشهد للقرآن بأنه لايمكن إلا أن يكون كلام الله الخالق، كما يشهد لخاتم الأنبياء والمرسلين (صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين)، بأنه كان موصولا بالوحي، معلما من قبل خالق السماوات والأرض، حيث إنه لم يكن لأحد علم بهذه الحقائق الكونية في زمن الوحي، ولا لقرون متطاولة من بعد نزوله، وتشهد هذه الآيات الخمس بدقة الإشارات الكونية الواردة في كتاب الله، وشمولها، وكمالها، وصياغتها صياغة معجزة يفهم منها أهل كل عصر معني من المعاني يتناسب مع المستوي العلمي للعصر، وتظل هذه المعاني تتسع باستمرار مع توسع دائرة المعرفة الإنسانية في تكامل لا يعرف التضاد، وهو من أبلغ صور الإعجاز العلمي في كتاب الله.
بدايات تعرف الإنسان علي ظاهرة توسع الكون:
إلى مطلع العقد الثاني من القرن العشرين، ظل علماء الفلك ينادون بثبات الكون وعدم تغيره، في محاولة يائسة لنفي الخلق والتنكر للخالق سبحانه وتعالى حتي ثبت عكس ذلك بتطبيق ظاهرة دوبلر علي حركة المجرات الخارجة عن مجرتنا، ففي النصف الأول من القرن التاسع عشر، كان العالم النمساوي دوبلر C.Doppler قد لاحظ أنه عند مرور قطار سريع يطلق صفارته فإن الراصد للقطار يسمع صوتا متصلا ذا طبقة صوتية ثابتة، ولكن هذه الطبقة الصوتية ترتفع كلما اقترب القطار من الراصد، وتهبط كلما ابتعد عنه، وفسر دوبلر السبب في ذلك بأن صفارة القطار تطلق عددا من الموجات الصوتية المتلاحقة في الهواء، وأن هذه الموجات تتضاغط تضاغطا شديدا كلما اقترب مصدر الصوت، فترتفع بذلك طبقة الصوت، وعلي النقيض من ذلك، فإنه كلما ابتعد مصدر الصوت تمددت تلك الموجات الصوتية حتي تصل الي سمع الراصد، فتنخفض بذلك طبقة الصوت.
كذلك لاحظ دوبلر أن تلك الظاهرة تنطبق أيضا علي الموجات الضوئية، فعندما يصل الي عين الراصد ضوء منبعث من مصدر متحرك بسرعة كافية، يحدث تغير في تردد ذلك الضوء، فإذا كان المصدر يتحرك مقتربا من الراصد فإن الموجات الضوئية تتضاغط وينزاح الضوء المدرك نحو التردد العالي (أي نحو الطيف الأزرق)، وتعرف هذه الظاهرة باسم الزحزحة الزرقاء، وإذا كان المصدر يتحرك مبتعدا عن الراصد، فإن الموجات الضوئية تتمدد وينزاح الضوء المدرك نحو التردد المنخفض (أي نحو الطرف الأحمر من الطيف)، وتعرف هذه الظاهرة باسم الزحزحة الحمراء، وقد اتضحت أهمية تلك الظاهرة عندما بدأ الفلكيون في استخدام أسلوب التحليل الطيفي للضوء القادم من النجوم الخارجة عن مجرتنا في دراسة تلك الأجرام السماوية البعيدة جدا عنا.
ففي سنة 1914 م أدرك الفلكي الأمريكي سلايفر Slipher أنه بتطبيق ظاهرة دوبلر علي الضوء القادم الينا من النجوم، في عدد من المجرات البعيدة عنا، ثبت له أن معظم المجرات التي قام برصدها تتباعد عنا وعن بعضها البعض بسرعات كبيرة، وبدأ الفلكيون في مناقشة دلالة ذلك، وهل يمكن أن يشير الي تمدد الكون المدرك بمعني تباعد مجراته عنا وعن بعضها البعض بسرعات كبيرة؟
وبحلول سنة 1925، تمكن هذا الفلكي نفسه Slipher من إثبات أن أربعين مجرة قام برصدها تتحرك فعلا في معظمها بسرعات فائقة متباعدة عن مجرتنا (سكة التبانة)، وعن بعضها البعض.
وفي سنة 1929 م تمكن الفلكي الأمريكي الشهير إدوين هبل Edwin Hubble من الوصول الي الاستنتاج الفلكي الدقيق الذي مؤداه: أن سرعة تباعد المجرات عنا تتناسب تناسبا طرديا مع بعدها عنا، والذي عرف من بعد باسم قانون هبل Hubble sLaw وبتطبيق هذا القانون تمكن هبل من قياس أبعاد العديد من المجرات، وسرعة تباعدها عنا، وذلك بمشاركة من مساعده ملتون هيوماسون Milton Humason الذي كان يعمل معه في مرصد جبل ولسون بولاية كاليفورنيا، وذلك في بحث نشراه معا في سنة 1934 م.
وقد أشار تباعد المجرات عنا وعن بعضها البعض، الي حقيقة توسع الكون المدرك، التي أثارت جدلا واسعا بين علماء الفلك، الذين انقسموا فيها بين مؤيد ومعارض حتي ثبتت ثبوتا قاطعا بالعديد من المعادلات الرياضية والقراءات الفلكية في صفحة السماء.
ففي سنة 1917 م أطلق ألبرت أينشتاين A.Einstein نظريته عن النسبية العامة لشرح طبيعة الجاذبية، وأشارت النظرية الي أن الكون الذي نحيا فيه غير ثابت، فهو إما أن يتمدد أو ينكمش وفقا لعدد من القوانين المحددة له، وجاء ذلك علي عكس ما كان أينشتاين وجميع معاصريه من الفلكيين وعلماء الفيزياء النظرية يعتقدون، انطلاقا من محاولاتهم اليائسة لمعارضة الخلق، وقد أصاب أينشتاين الذعر عندما اكتشف أن معادلاته تنبيء، رغم أنفه، بأن الكون في حالة تمدد مستمر، ولذلك عمد الي إدخال معامل من عنده أطلق عليه اسم الثابت الكوني، ليلغي حقيقة تمدد الكون من أجل الادعاء بثباته واستقراره، ثم عاد ليعترف بأن تصرفه هذا كان أكبر خطأ علمي اقترفه في حياته.
وقد قام العالم الهولندي وليام دي سيتر Williamde Sitter بنشر بحث في نفس السنة (1917 م) استنتج فيه تمدد الكون انطلاقا من النظرية النسبية ذاتها.
ومنذ ذلك التاريخ بدأ الاعتقاد في تمدد الكون يلقي القبول من أعداد كبيرة من العلماء، فقد أجبرت ملاحظات كل من سلايفر (1914 م)، ودي سيتر (1917 م)، وهبل ومساعده هيوماسون (1934 م) جميع الفلكيين الممارسين، وعددا من المشتغلين بالفيزياء النظرية، وفي مقدمتهم ألبرت أينشتاين، ومجموعة البحث العلمي بجامعة كمبردج، والمكونة من كل من هيرمان بوندي Herman Bondi وتوماس جولد Thomas Gold وفريد هويل Fred Hoyle والتي ظلت الي مشارف الخمسينيات من القرن العشرين تنادي بثبات الكون، أملي الاعتراف بحقيقة توسع الكون المدرك.
وسبحان الله الخالق الذي أنزل في محكم كتابه قبل أكثر من ألف وأربعمائة من السنين قوله الحق:
{والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون} (الذاريات: 47).
وتشير هذه الآية الكريمة إلى عدد من الحقائق الكونية التي لم تكن معروفة لأحد من الخلق، وقت تنزل القرآن الكريم، ولا لقرون متطاولة من بعد تنزله، منها:
أولا: أن السماء بناء محكم التشييد، دقيق التماسك والترابط، وليست فراغا كما كان يعتقد الي عهد قريب، وقد ثبت علميا أن المسافات بين أجرام السماء مليئة بغلالة رقيقة جدا من الغازات التي يغلب عليها غاز الإيدروجين، وينتشر في هذه الغلالة الغازية بعض الجسيمات المتناهية في الصغر من المواد الصلبة، علي هيئة غبار دقيق الحبيبات، يغلب علي تركيبه ذرات من الكالسيوم، والصوديوم، والبوتاسيوم، والتيتانيوم، والحديد، بالإضافة الي جزيئات من بخار الماء، والأمونيا، والفورمالدهايد، وغيرها من المركبات الكيميائية.
وبالإضافة الي المادة التي تملأ المسافات بين النجوم، فإن المجالات المغناطيسية تنتشر بين كل أجرام السماء لتربط بينها في بناء محكم التشييد، متماسك الأطراف، وهذه حقيقة لم يدركها العلماء إلا في القرن العشرين، بل في العقود المتأخرة منه.
وعلي الرغم من رقة كثافة المادة في المسافات بين النجوم، والتي تصل الي ذرة واحدة من الغاز في كل سنتيمتر مكعب تقريبا من المسافات البينية للنجوم، والي أقل من ذلك بالنسبة للمواد الصلبة (الغبار الكوني)، إذا ما قورن بحوالي مليون مليون مليون جزئ (1810) في كل سنتيمتر مكعب من الهواء عند سطح الأرض، فإن كمية المادة في المسافات بين النجوم تبلغ قدرا مذهلا للغاية، فهي تقدر في مجرتنا (سكة التبانة) وحدها بعشرة بلايين ضعف ما في شمسنا من مادة، مما يمثل حوالي 5
من مجموع كتلة تلك المجرة.
ثانيا: إن في الإشارة القرآنية الكريمة والسماء بنيناها بأيد أي بقوة وحكمة واقتدار، تلميحا الي ضخامة الكون المذهلة، وإحكام صنعه، وانضباط حركاته، ودقة كل أمر من أموره، وثبات سننه، وتماسك أجزائه، وحفظه من التصدع أو الانهيار، فالسماء لغة هي كل ما علاك فأظلك، ومضمونا هي كل ما حول الأرض من أجرام ومادة وطاقة السماء، التي لايدرك العلم إلا جزءا يسيرا منها، ويحصي العلماء أن بالجزء المدرك من السماء الدنيا مائتي بليون من المجرات، بعضها أكبر كثيرا من مجرتنا (درب اللبانة أو سكة التبانة)، وبعضها أصغر قليلا منها، وتتراوح أعداد النجوم في المجرات بين المليون والعشرة ملايين الملايين، وتمر هذه النجوم في مراحل من النمو مختلفة (الميلاد، الطفولة، الشباب، الكهولة، الشيخوخة ثم الوفاة)، وكما أن لأقرب النجوم إلينا (وهي شمسنا) توابع من الكواكب والكويكبات، والأقمار، وغيرها فإن القياس يقتضي أن للنجوم الأخري توابع قد اكتشف عدد منها بالفعل، ويبقي الكثير مما لم يتم اكتشافه بعد.
ثالثا: تشير هذه الآية الكريمة الي أن الكون الشاسع الاتساع، الدقيق البناء، المحكم الحركة، والمنضبط في كل أمر من أموره، والثابت في سننه وقوانينه، قد خلقه الله تعالى بعلمه وحكمته وقدرته، وهو (سبحانه) الذي يحفظه من الزوال والانهيار، وهو القادر علي كل شيء. والجزء المدرك لنا من هذا الكون شاسع الاتساع بصورة لايكاد عقل الإنسان إدراكها (إذ المسافات فيه تقدر ببلايين السنين الضوئية)، وهو مستمر في الاتساع اليوم والي ما شاء الله، والتعبير القرآني وإنا لموسعون يشير الي تلك السعة المذهلة، كما يشير الي حقيقة توسع هذا الكون باستمرار الي ما شاء الله، وهي حقيقة لم يدركها الإنسان إلا في العقود الثلاثة الأولي من القرن العشرين، حين ثبت لعلماء كل من الفيزياء النظرية والفلك أن المجرات تتباعد عنا وعن بعضها البعض بسرعات تتزايد بتزايد بعدها عن مجرتنا، وتقترب أحيانا من سرعة الضوء (المقدرة بحوالي ثلاثمائة ألف كيلومتر في الثانية).
والمجرات من حولنا تتراجع متباعدة عنا، وقد أدرك العلماء تلك الحقيقة من ظاهرة انزياح الموجات الطيفية للضوء الصادر عن نجوم المجرات الخارجة عنا في اتجاه الطيف الأحمر (الزحزحة الي الطيف الأحمر، أو حتي دون الطيف الأحمر أحيانا)، وقد أمكن قياس سرعة تحرك تلك المجرات في تراجعها عنا من خلال قياس خطوط الطيف لعدد من النجوم في تلك المجرات، وثبت أنها تتراوح بين 60،000 كيلومتر في الثانية، و272،000 كيلومتر في الثانية.
وقد وجد العلماء أن مقدار الحيود في أطياف النجوم الي الطيف الأحمر (أو حتي دون الأحمر في بعض الأحيان)، يعبر عن سرعة ابتعاد تلك النجوم عنا، وأن هذه السرعة ذاتها يمكن استخدامها مقياسا لأبعاد تلك النجوم عنا.
رابعا: تشير ظاهرة توسع الكون الي تخلق كل من المادة والطاقة، لتملآ المساحات الناتجة عن هذا التوسع، وذلك لأن كوننا تنتشر المادة فيه بكثافات متفاوتة، ولكنها متصلة بغير انقطاع، فلايوجد فيه مكان بلا زمان، كما لايوجد فيه مكان وزمان بغير مادة وطاقة، ولا يستطيع العلم حتي يومنا هذا، أن يحدد مصدر كل من المادة والطاقة اللتين تملآن المساحات الناتجة عن تمدد الكون، بتلك السرعات المذهلة، ولا تأويل لها إلا الخلق من العدم.