فصل: ذكر ما قيل في الفيوم وخلجانها وضياعها

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الخِطط المقريزية المسمى بـ «المواعظ والاعتبار بذكر الخِطط والآثار» **


 ذكر ما قيل في الفيوم وخلجانها وضياعها

قال اليعقوبيّ‏:‏ كان يقال في متقدّم الأيام مصر والفيوم لجلالة الفيوم وكثرة عمارتها وبها القمح الموصوف وبها يعمل الخيش‏.‏

وحكى المسعوديّ‏:‏ أنّ معنى الفيوم ألف يوم‏.‏

قال القضاعيّ‏:‏ الفيوم وهي مدينة دبرها يوسف النبيّ عليه السلام بالوحي وكانت ثلثمائة وستين ضيعة تمير كل ضيعة منها مصر يومًا واحدًا فكانت تمير مصر السنة وكانت تُروى من إثني عشر ذراعًا ولا يستبحر ما زاد على ذلك فإن يوسف عليه السلام اتخذ لهم مجرى وقال ابن رضوان‏:‏ الفيوم يخزن فيه ماء النيل ويزرع عليه مرّات في السنة حتى إنك ترى هذا الماء إذا خلى يغير لون النيل وطعمه وأكثر ما تحسن هذه الحالة في البحيرة التي تكون في أيام القيظ سفط ونهيا وصاعدًا إلى ما يلي الفيوم وهذه حالة تزيد في رداءة أهل المدينة يعني مصر ولا سيما إذا هبت ريح الجنوب فإن الفيوم في جنوب مدينة مصر على مسافة بعيدة من أرضها‏.‏

وقال القاضي السعيد أبو الحسن عليّ بن القاضي المؤتمن بقية الدولة أبي عمرو عثمان بن يوسف القرشيّ المخزومي في كتاب المنهاج في علم الخراج‏:‏ وهذه الأعمال من أحسن الأشياء تدبيرًا وأوسعها أرضًا وأجودها قطرًا وإنما غلب على بعضها الخراب لخلوّها من أهلها واستيلاء الرمل على كثير من أرضها وقد وقفت على دستور عمله أبو إسحاق إبراهيم بن جعفر بن الحسن بن إسحاق لذكر خلجان الأعمال المدثورة وما عليها من الضياع وقد أوردته ههنا وإن كان منه ما قد دثر ومنه ما تغيرت أسماؤه ومنه ما جهلت مواضعه بالدثور ولكن أوردته ليعلم منه حال العامر الآن ويستقصي به من له رغبة في عمارة ما يقذر عليه من الغامر وفي إيراده مصلحة ليعلم شرب كل موضع ونسخته‏.‏

دستور‏:‏ على ما أوضحه الكشف من حال الخلج الأمهات بمدينة الفيوم وما لها من المواضع وشرب كل ضيعة منها ورسمها في السد والفتح والتعديل والتحرير وزمان ذلك عمل في جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة تبتدئ بعون الله وحسن توفيقه بذكر حال البحر الأعظم الذي منه هذه الخلج فنذكر مادّته التي صلاحه بصلاحها‏.‏

خليج الفيوم الأعظم‏:‏ يصل الماء إلى هذا الخليج من البحر الصغير المعروف بالنهي في الحجر اليوسفيّ وفوقه هذا البحر عند الجبل المعروف‏:‏ بكرسيّ الساحرة من أعمال الأشمونين ومنه شرب بعض الضياع الأشمونية والقيسية والأهناسية وعلى جانبيه ضياع كثيرة شربها منه وشرب كروم ما له كروم منها‏.‏

قال الحجر اليوسفي‏:‏ والحجر اليوسفيّ جدار مبني بالطوب والجير المعروف عند المتقدّمين بالصاروج وهو الجير والزيت وبناؤه من جهة الشمال إلى الجنوب ويتصل من نهايته من الجنوب بجدار بناؤه مثل بنائه على استقامة من الغرب إلى الشرق ويحصره ميلان منه في نهايته وطوله مائتا ذراع بذراع العمل ويتصل بهذا الجدار على طول ثمانين ذراعًا منه من جهة الغرب نهاية الجدار الأعظم من الجنوب‏.‏

وفائدة بناء الجدار الأعظم ردّ الماء إذا انتهى إلى حدود اثنتي عشرة ذراعًا إلى مدينة الفيوم وطول ما يتصل منه الجدار الذي من جهة الغرب إلى الشرق ثم يتصل بالميل ثم ينخفض من حدود هذا الميل إلى ميل مثله يقابله من جهة الشمال خمسون ذراعًا وبعدما بين هذين الميلين وهو المنخفض مائة ذراع وعشرة أذرع ومقدار المنخفض منه أربعة أذرع وهذا المنخفض هو الذي يسدّ بجسر من حشيش يُسمى لبشًا وعرض ما يجري عليه الماء وهو موضع اللبش وما قابله إلى جهة الشرق أربعون ذراعًا وعليه مسك اللبش الثاني ويتصل بهذا الميل إلى جهة الشمال ما طوله ثلثمائة واثنان وسبعون ذراعًا ثم يتصل به على نهاية هذا الطول جدار يمرّ على استقامته إلى الحجر مبنيّ بالحجر طوله على استقامته إلى جهة الشرق مائة ذراع ثم ينخفض أيضًا من حيث يتصل بهذا الجدار ما طوله عشرون ذراعًا وقدر المنخفض منه ذراعان‏.‏

وهذا المنخفض أيضًا يسدّ بجسر حشيش يسمى‏:‏ اللكبد وطول بقية الجدار إلى نهايته من جهة الشمال مائة وستة وثلاثون ذراعًا وقبالة هذا بطوله منه مُبلط وفيه قناطر مبنية بالحجر كانت قديمًا تردّ الماء إلى اليوم من الخليج القديم الذي عنده السدود اليوم وكان عليها أبواب وعدّتها عشر قناطر قديمة فيكون جميع ذرع الجدار الأعظم من نهايته سبعمائة واثنين وسبعين ذراعًا بذراع العمل دون الجدار المعترض من الغرب إلى الشرق ويمرّ هذا الجدار الأعظم من كلتا جهتيه جميعًا حتى يتصل بالجبل فتوجد آثاره في القيظ مرورًا على غير استقامة وعرضه مختلف وكلما انتهى إلى سطحه قلّ عرضه وعرض أعلاه مع الظاهر من أسفله جميعًا ستة عشر ذراعًا وفيه منافس يخرج منه الماء وهي برابخ زجاج ملوّثة بشبه المينا وأزرق وسليمانيّ‏.‏

وهو من العجائب الحسنة في عظم البناء وإتقانه لأنه من الأبنية اللاحقة بمنارة الإسكندرية وبناء الأهرام فمن معجزته أن النيل يمرّ عليه من عهد يوسف عليه السلام إلى هذه الغاية وما تغير عن مستقرّه ويدخل الماء من هذا البحر في هذا الزمان إلى مدينة الفيوم من خليجها الأعظم ما بين أرض الضيعتين المعروفتين بدمونة واللاهون ومنه شرب هاتين الضيعتين وغيرهما سيحًا ومنه شرب كرومها بالدواليب على أعناق البقر وإن قصر النيل عن الصعود إلى سوادها سُقيت منه على أعناق البقر وزرعت وينتهي في الخليج الأعظم إلى خليج يعرف بخليج الأواسي وليس عليه رسم في سدّ ولا فتح ولا تعديل وينتهي إلى الضيعة المعروفة ببياض فيملأ بركها وغيرها من البرك وللبرك مقاسم يصل إلى كل مقسم منها لغايته ومقدار شرب ما عليه وينتهي إلى الضيعة المعروفة بالأوسية الكبرى فمنه شربها من مقسمين لها وبرسمها باب ومنه يشرب نخلها وشجرها وعلى هذا الحدّ طاحونة تعمل بالماء‏.‏

ثم ينتهي إلى ثلاثة مقاسم آخرها الضيعة المعروفة بمرطينة منها مقسم لها ومقسم لقبالات عدّة والمقسم الثالث يسقي أحد أحياء النخل وبهذا الحيّ أسواق وبساتين قد خربت وجميز دائر به وكان بها بيوت في أقنية النخل ثم ينتهي إلى حيّ ثانِ على ضفة الأوّل ثم ينتهي إلى الضيعة المعروفة بالجوبة فيملأ بركها وينتهي إلى ثلاثة مقاسم في صف وفوقها خليج معطل ويشرب من هذه المقاسم عدّة ضياع ثم ينتهي الماء من هذا الخليج إلى البطس وهو نهايته وعلى الخليج الأعظم بعد هذا أباليز شربها منه من أفواه لها سيحًا فإذا نضب ماء النيل نصب على أفواهها برسم صيد السمك شباك‏.‏ثم ينتهي الخليج الأعظم على يمنة من يريد الفيوم إلى خليج يعرف‏:‏ بخليج سمسطوس‏.‏

منه شرب سمسطوس وغيرها وأباليز كثيرة تجاوز الصحراء من المشرق منه ومن قبليه وهي ما بين هذا الخليج وخليج الأواسي‏.‏

ثم ينتهي الخليج الأعظم أيضًا إلى‏:‏ خليج ذهالة‏.‏

ومنه شرب عدّة ضياع وعليه يزرع الأرز وغيره‏.‏

ثم ينتهي الخليج الأعظم إلى ثلاث خلج ثم ينتهي إلى خليج بينطاوة‏.‏

وبهذا الخليج ثلاثة أبواب قديمة يوسفية سعة كل باب منها ذراعان بذراع العمل ويمرّ فيه الماء وينتهي أيضًا إلى بابين يوسفيين ورسم هذا الخليج أن يسدّ هو وسائر المطاطية على استقبال عشر تخلو من هاتور إلى سلخه ويفتح على استقبال كهيك إلى عشر تبقى منه ثم يسدّ إلى عشر تخلو من طوبة ثم يفتح ليلة الغيطاس إلى سلخ طوبة ثم يُسدّ على استقبال أمشير إلى عشرة تبقى منه ثم يفتح لعشر تبقى منه إلى عشر تخلو من برمهات ثم يفتح إلى عشر تخلو من برمودة ثم يعدل في موضعه وقد خرب ما على بحريه من الضياع ويشرب منه عدة ضياع ولهذا الخليج مغيض معمول تحت الجبل بقبو يخرج منه الماء في زمان تكاثره‏.‏

ثم ينتهي الخليج الأعظم إلى‏:‏ خليج دله‏.‏

وهو من المطاطية وحكمه في السدّ والفتح والتعديل والتحسين كما تقدّم وهو على يسرة من يريد المدينة وله بابان يُوسفيان مبنيان بالحجر سعة كل منهما ذراعان وربع ومنه شرب عدّة ضياع أمّهات وغيرها وفي وسطه مفيض لزمان الاستبحار يفتح فيفيض الماء إلى البركة العظمى وفي أقصى هذه البركة أيضًا مفيض له أبواب يقال‏:‏ إنها كانت من حديد فإذا زادت فتحت الأبواب فيمضي الماء إلى الغرب وقيل‏:‏ إنه يمرّ إلى سنترية وكان على هذين الخليجين بساتين وكروم كثيرة تشرب على أعناق البقر‏.‏

وينتهي الخليج الأعظم إلى خليج المجنونة‏.‏

سُميَ بذلك لعظم ما يصير إليه من الماء وحكمه في السدّ وغيره على ما ذكر ومنه شُرب ضياع كثيرة وبه تدار طواحين وإليه تصير مصالات مياه الضياع القبلية وإلى بركة في أقصى مدينة الفيوم تجاور الجبل المعروف بأبي قطران ويلقي ثم ينتهي الخليج الأعظم إلى‏:‏ خليج تلاله‏.‏

وله بابان يوسفيان متينان مبنيان بالحجر سعة كل منهما ذراعان وثلثا ذراع وليس فيه رسم سدّ ولا فتح ولا تعديل ولا تحييز إلا في تقصير النيل فإنه يُحيز بحشيش ومنه شُرب طوائف المدينة وعدّة أراض وضياع وفيه فوهة خليج البطش الذي إليه مفاضل المياه وفيه أبواب تُسدّ حتى يصعد الماء إلى أراضٍ مرتفعة بقدر معلوم وإذا حدث بالسدّ حدثٌ يفسده كانت النفقة عليه من الضياع التي تشرب منه بقدر استحقاقها‏.‏

ثم ينتهي الخليج الأعظم إلى خلجان من جانبيه في قبليه وبحريه ثم ينتهي إلى‏:‏ خليج سموه‏.‏

وهو على يمنة من يريد مدينة الفيوم وهو من المطأطئة وله بابان يوسفيان سعة كل منهما ذراعان ونصف وحكمه حكم ما تقدّم ومنه شرب طوائف كثيرة وعدّة ضياع وينتهي إلى أربعة مقاسم بأبواب وإلى خلجان تسقي ضياعًا كثيرة فيها‏.‏

خليج تبدود‏:‏ فيه عين حلوة فإذا سدّ هذا الخليج سقى منها أراضي ما جاورها وظهرت هذه العين لما عدم الماء وحفر هذا الموضع ليعمل بئرًا فظهرت منه هذه العين فاكتفى بها ثم ينتهي الخليج الأعظم إلى خلجان بها شافروانات ومقاسم قديمة يوسفية وبها أبواب يوسفية بها رسوم في السدّ والفتح يشرب منها ضياع كثيرة ورسم الترع أن يسدّ جميعها على استقبال عشرة أيام تخلو من هاتور إلى سلخه وتفتح على استقبال كيهك مدّة عشرين يومًا وتسدّ لعشر تبقى منه إلى الغطاس وتفتح يوم الغطاس إلى سلخ طوبة وتسدّ على استقبال أمشير عشرين يومًا ثم تفتح لعشر تبقى منه إلى عشرين مِن بَرمهات وتفتح عشرة أيام تخلو من برمودة ثم تعدّل فيهتم بعمارتها ولهم في التعديل قسم تُعطى منه كل ناحية شربها بالعدل بقوانين معروفة عندهم وقد اختصرت أسماء الضياع التي ذكرها لخراب أكثرها الآن والله أعلم‏.‏

ذكر فتح الفيوم ومبلغ خراجها وما فيها من المرافق قال ابن عبد الحكم‏:‏ فلما تمّ الفتح للمسلمين بعث عمرو بن العاص جرائد الخيل إلى القرى التي حولها فأقامت الفيوم سنة لا يعلم المسلمون بمكانها حتى أتاهم رجل فذكرها لهم فأرسل عمرو معه ربيعة بن حبيش بن عرفطة الصدفيّ فلما سلكوا في المجابة لم يروا شيئًا فهمُّوا بالانصراف فقالوا‏:‏ لا تعجلوا سيروا فإن كان قد كذب فما أقدركم على ما أردتم فلم يسيروا إلا قليلًا حتى طلع لهم سواد الفيوم فهجموا عليها فلم يكن عندهم قتال وألقوا بأيديهم‏.‏

قال‏:‏ ويقال‏:‏ بل خرج مالك بن ناعمة الصدفيّ وهو صاحب الأشقر على فرسه ينفض المجابة ولا علم له بما خلفها من الفيوم فلما رأى سوادها رجع إلى عمرو فأخبره بذلك‏.‏

قال‏:‏ ويقال بل بعث عمرو بن العاص قيس بن الحارث إلى الصعيد فسار حتى أتى القيس فنزل بها وبه سُميت القيس فراث على عمرو خبره فقال ربيعة بن حُبيش‏:‏ كفيت فركب فرسه فأجاز عليه البحر وكانت أنثى فأتاه بالخبر ويقال‏:‏ إنه أجاز من ناحية الشرقية حتى انتهى إلى الفيوم وكان يقال لفرسه‏:‏ الأعمى والله أعلم‏.‏

وقال ابن الكنديّ في كتاب فضائل مصر‏:‏ ومنها كورة الفيوم وهي ثلثمائة وستون قرية دبرت على عدد أيام السنة لا تنقص عن الريّ فإن قصر النيل في سنة من السنين مَارَ بلد مصر كل يوم قرية وليس في الدنيا ما بُني بالوحي غير هذه الكورة ولا بالدنيا بلد أنفس منه ولا أخصب ولا أكثر خيرًا ولا أغزر أنهارًا ولو قايسنا بأنهار الفيوم أنهار البصرة ودمشق لكان لنا بذلك الفضل ولقد عدّ جماعة من أهل العقل والمعرفة مرافق الفيوم وخيرها فإذا هي لا تحصى فتركوا ذلك وعدّوا ما فيها من المباح مما ليس عليه ملك لأحد من مسلم ولا معاهد يستعين به القويّ والضعيف فإذا هو فوق السبعين صنفًا‏.‏

وقال ابن زولاق في كتاب الدلائل على أمراء مصر للكنديّ‏:‏ وعقدت لكافور الإخشيديّ الفيوم في هذه السنة يعني سنة ست وقال القاضي الفاضل‏:‏ في كتاب متجددات الحوادث ومن خطه نَقلتُ أنَّ الفيوم بلغت في سنة خمس وثمانين وخمسمائة مبلغ مائة ألف واثنين وخمسين ألف دينار وسبعمائة وثلاثة دنانير‏.‏

وقال البكريّ‏:‏ والفيوم معروف هنالك يغلّ في كل يوم الذي مثقال ذهبًا‏.‏

مدينة النحريرية كانت أرضًا مقطعة لعشرة من أجناد الحلقة من جملتهم شمس الدين سنقرّ السعديّ فأخذ قطعة من أراضي زراعتها وجعلها اصطبلًا لدوابه وخيله فشكاه شركاؤه إلى السلطان الملك المنصور قلاون فسأله عن ذلك فقال‏:‏ أريد أن أجعله جامعًا تقام فيه الخطبة فأذن له السلطان في ذلك فابتدأ عمارته في أخريات سنة ثلاث وثمانين وستمائة حتى كمل في سنة خمس وثمانين فعمل له السلطان منبرًا وأقيمت به الجمعة واستمرّت إلى يومنا هذا‏.‏

وأنشأ السعديّ حوانيت حول الجامع فلم تزل بيده حتى مات وورثها ابناه‏:‏ عز الدين خليل وركن الدين عُمر فباعاها بعد مدّة للأمير‏:‏ شيخو العمريّ فجعلها مما وقفه على الخانكاه والجامع اللذين أنشأهما بخط صليبة جامع ابن طولون خارج القاهرة فعمرت هذه الأرض بعمارة الجامع وسكنها الناس فصارت مدينة من مدائن أراضي مصر بحيث بلغت أنوال القزازين فيها وترقى سنقر السعديّ في الخدم حتى صار من الأمراء وولي نقيب المماليك السلطانية وأنشأ المدرسة السعدية خارج القاهرة قريبًا من حدرة البقر فيما بين قلعة الجبل وبركة الفيل في سنة خمس عشرة وسبعمائة وبنى أيضًا رباطًا للنساء وكان شديد الرغبة في العمائر محبًا للزراعة تم الجزء الأول ويليه الجزء الثاني وأوله‏:‏ ‏"‏ ذكر تاريخ الخليقة ‏"‏