فصل: باب ما جاء في الحزن والبكاء:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الزهد والرقائق (نسخة منقحة)



.باب ما جاء في فضل العبادة:

93- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا المبارك بن فضالة، عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رحم الله قوما يحسبهم الناس مرضى، وما هم بمرضى». قال الحسن: «جهدتهم العبادة».
94- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا همام، عن قتادة قال: «كان يقال: ما سهر الليل منافق».
95- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي الضحى، عن مسروق قال: قال لي رجل من أهل مكة: هذا مقام أخيك تميم الداري، لقد رأيته ذات ليلة حتى أصبح، أو كرب أن يصبح، يقرأ آية من كتاب الله ويركع ويسجد ويبكي: {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون}.
96- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا زائدة بن قدامة، عن هشام بن حسان، عن محمد، عن امرأة مسروق قالت: «ما كان مسروق يوجد إلا وساقاه قد انتفختا من طول الصلاة». قالت: «والله إن كنت لأجلس خلفه فأبكي رحمة له».
97- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، أن كعبا سمع قراءة رجل أو دعاءه أو نحو هذا، فتسمع، ثم مضى وهو يقول: «واها للنواحين على أنفسهم قبل يوم القيامة».
98- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا مسعر قال: حدثني معن إن شاء الله، عن عون، عن عبيد الله بن عبد الله قال: «كان عبد الله إذا هدأت العيون قام، فسمعت له دويا كدوي النحل حتى يصبح».
99- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا أيضا، يعني مسعرا، قال: حدثني علي بن الأقمر، عن أبي الأحوص قال: «إن الرجل ليطرق الفسطاط فيسمع فيه كدوي النحل، فما بال هؤلاء يأمنون ما كان أولئك يخافون».
100- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، عن عون بن عبد الله قال: «إن الله تعالى ليدخل خلقا الجنة فيعطيهم حتى يتملوا، وفوقهم الناس في الدرجات العلى، فإذا نظروا إليهم عرفوهم، فيقولون: يا ربنا، إخواننا كنا معهم، فبم فضلتهم علينا؟ فيقول: هيهات هيهات، إنهم كانوا يجوعون حين تشبعون، ويظمئون حين تروون، ويقومون حين تنامون، ويشخصون حين تخفضون».
101- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا إسماعيل بن مسلم العبدي، عن أبي المتوكل الناجي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الدرجة في الجنة فوق الدرجة كما بين السماء والأرض، وإن العبد ليرفع بصره فيلمع له برق يكاد يخطف بصره، فيفزع لذلك فيقول: ما هذا؟ فيقال له: هذا نور أخيك فلان، فيقول: أخي فلان، كنا نعمل في الدنيا جميعا، وقد فضل علي هكذا؟ قال: فيقال له: إنه كان أفضل منك عملا، ثم يجعل في قلبه الرضا حتى يرضى».
102- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سمعت أبا حمزة، رجلا من الأنصار، قال ابن صاعد: يقال له: طلحة، مولى قرظة بن كعب القرظي، وقال لنا ابن صاعد مرة أخرى: سلمة مولى قرظة، يحدث عن رجل من بني عبس، قال ابن صاعد: وهذا الذي لم يسم هو عندي صلة بن زفر العبسي، عن حذيفة بن اليمان، أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل، فلما دخل في الصلاة قال: «الله أكبر ذو الملكوت، والجبروت، والكبرياء، والعظمة»، ثم قرأ البقرة، ثم ركع، فكان ركوعه نحوا من قراءته، فكان يقول: «سبحان ربي العظيم»، ثم رفع رأسه فكان قيامه نحوا من ركوعه، فكان يقول: «لربي الحمد، لربي الحمد»، ثم سجد، فكان سجوده نحوا من قيامه، فكان يقول: «سبحان ربي الأعلى»، ثم رفع رأسه فكان بين السجدتين نحوا من السجود، فكان يقول: «ربي اغفر لي، ربي اغفر لي»، حتى قرأ البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام قال شعبة: لا أدري المائدة، أو الأنعام.
103- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا إسماعيل بن مسلم العبدي، عمن سمع الحسن يقول: فأصبح النبي صلى الله عليه وسلم كأحسن ما يكون وجها، وأروحه، وأطيبه نفسا، وأصبح الآخر وبه من النعاس والكسل ما الله به أعلم.
104- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا أيضا يعني إسماعيل قال: أخبرني يزيد الرقاشي، قال: «كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم مستوية كأنها موزونة».
105- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا أيضا: يعني إسماعيل، عن أبي المتوكل الناجي، «أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قام ذات ليلة بآية من القرآن يكررها على نفسه».
106- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا الأوزاعي قال: حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أن رجلا قال: لأرمقن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة، قال: «فصلى العشاء، ثم اضطجع غير كبير، ثم قام ففرغ من حاجته، ثم أتى مؤخرة الرحل، فأخذ منه السواك فاستن فتوضأ، فوالذي نفسي بيده ما ركع حتى ما درينا ما مضى من الليل أكثر أم ما بقي منه، وحتى ركبني من النوم أمثال الجبال».
107- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا معمر، والأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: كنت أبيت عند حجرة النبي صلى الله عليه وسلم، فكنت أسمعه إذا قام من الليل يقول: «سبحان الله رب العالمين»، الهوي، ثم يقول: «سبحان الله وبحمده»، الهوي، قال الحسين: «الهوي: الطويل».
108- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن زياد بن علاقة قال: سمعت المغيرة بن شعبة يقول: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تفطرت قدماه دما، قالوا: يا رسول الله، قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال: «أفلا أكون عبدا شكورا»، أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين أخبرنا سفيان بإسناده، إلا أنه قال: حتى تورمت قدماه.
109- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن مطرف، عن أبيه قال: «أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل» يعني يبكي.
110- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان، عن سليمان، عن إبراهيم، عن عبيدة السلماني، عن ابن مسعود قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأ علي»، قلت: أقرأ وعليك أنزل؟ قال: «إني أحب أن أسمعه من غيري»، قال: فافتتحت سورة النساء، فلما بلغت: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} فرأيت عينيه تذرفان، فقال لي: «حسبك» أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا موسى بن عبيدة، عن خالد بن يسار قال: لما قرأ ابن أم عبد على النبي صلى الله عليه وسلم بكى، فاشتد بكاؤه، ثم قام مغطيا رأسه حتى دخل بيته.
111- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان، عن أبي فزارة، عن يزيد بن الأصم، قال: لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم متثاوبا في الصلاة.
112- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن رجل، عن طاوس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يسمع القرآن من رجل أشهى منه ممن يخشى الله عز وجل».
113- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا يونس بن يزيد، عن الزهري قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن من أحسن الناس صوتا بالقرآن، الذي إذا سمعته يقرأ، أريت أنه يخشى الله عز وجل».
114- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، عن أبي يسار، عن محمد بن كعب القرظي، قال: كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم حرفا حرفا.
115- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا ليث بن سعد، عن ابن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك، عن أم سلمة، أنها نعتت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا.
116- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي مريم الغساني قال: حدثنا حكيم بن عمير، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من فتح له باب من الخير فلينتهزه، فإنه لا يدري متى يغلق عنه».
117- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا زائدة بن قدامة، عن سليمان، عن خيثمة قال: قال عبد الله بن مسعود: لا ألفين أحدكم جيفة ليله قطرب نهاره.
118- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان، عن سليمان قال: كان عبد الله إذا قام إلى الصلاة كأنه ثوب ملقى.
119- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا المسعودي، عن قتادة، عن أبي مجلز، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، أنه كان إذا قام إلى الصلاة يغض بصره، وصوته، ويده.
120- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا المنهال بن خليفة، عن سلمة بن تمام، عن داود بن أبي صالح قال: من أنصت في صلاته، نصت له، ومن أعرض، أعرض عنه.
121- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان، عن عبد الله بن أبي لبيد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عبد الله بن ضمرة السلولي، عن كعب قال: إذا قام العبد في صلاته فأقبل عليها، أقبل الله عليه، وإذا انفتل، انصرف عنه.

.باب ما جاء في الحزن والبكاء:

122- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا مبارك بن فضالة، عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر».
123- قال: وقال الحسن: والله إن أصبح فيها مؤمن إلا حزينا، وكيف لا يحزن المؤمن وقد حدث عن الله عز وجل، وعن أنه وارد جهنم، ولم يأته أنه صادر عنها، والله ليلقين أمراضا، ومصيبات وأمورا تغيظه، وليظلمن فما ينتصر، يبتغي من ذلك الثواب من الله عز وجل، وما يزال فيها حزينا خائفا حتى يفارقها، فإذا فارقها أفضى إلى الراحة والكرامة.
124- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد: قال عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم: طوبى لمن خزن لسانه، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته.
125- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا مسعر، عن عبد الأعلى التيمي قال: من أوتي من العلم ما لا يبكيه لخليق ألا يكون أوتي علما ينفع، لأن الله تعالى نعت العلماء، فقال: {إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم} إلى قوله: {يخرون للأذقان يبكون}، قال الحسين: وحدثنا سفيان بن عيينة، عن مسعر مثله.
126- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: عن مالك بن مغول، عن رجل، عن الحسن قال: ما عبد الله بمثل طول الحزن.
127- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا مبارك بن فضالة، عن الحسن، أنه قرأ هذه الآية: {أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون}، قال: والله إن كان أكيس القوم في هذا الأمر لمن بكى، فأبكوا هذه القلوب، وابكوا هذه الأعمال، فإن الرجل لتبكي عيناه، وإنه لقاسي القلب.
128- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان قال: إنما الحزن على قدر البصر.
129- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام، عن شعيب الجبائي قال: إذا كمل فجور الإنسان، ملك عينيه، فمتى شاء أن يبكي بكى:.
130- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا المسعودي، عن القاسم بن عبد الرحمن قال: قال رجل لابن مسعود: يا أبا عبد الرحمن، أوصني، قال: ليسعك بيتك، وابك من ذكر خطيئتك، وكف لسانك.
131- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك، عن مسعر، عن أبي عون الثقفي، عن عرفجة قال: قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: من استطاع منكم أن يبكي فليبك، ومن لم يستطع فليتباك.
132- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا مسعر قال: سمعت عونا يقول: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: اجلسوا إلى التوابين؛ فإنهم أرق شيء أفئدة.
133- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا زائدة، عن منصور، عن مجاهد قال: كان يزيد بن شجرة ممن يذكرنا فيبكي، وكان يصدق بكاءه بفعله، وكان يقول: يا أيها الناس، اذكروا نعمة الله عليكم، ما أحسن أثر نعمة الله عليكم، لو ترون ما أرى من بين أحمر وأصفر وأبيض وأسود، وفي الرحال ما فيها، إن الصلاة إذا أقيمت فتحت أبواب السماء، وأبواب الجنة، وأبواب النار، وإذا التقى الصفان فتحت أبواب السماء، وأبواب الجنة، وأبواب النار، وزين الحور العين فاطلعن، فإذا أقبل الرجل بوجهه قلن: اللهم أعنه، اللهم ثبته، وإذا أدبر احتجبن منه، وقلن: اللهم اغفر له، فأنهكوا وجوه القوم فدا لكم أبي وأمي، ولا تخزوا الحور العين، فإذا قتل كان أول نفحة من دمه تحط عنه خطاياه كما يحط الورق عن الشجرة، وتنزل إليه اثنتان فتمسحان عن وجهه التراب، وقلن: قد أنى لك، وقال لهما: لقد أنى لكما، ثم كسي مائة حلة، لو جعل بين أصبعيه لوسعته، ليس من نسج بني آدم، ولكن من نبت الجنة.
134- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: حدثنا ابن المبارك قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن عقبة بن عامر الجهني قال: قلت: يا رسول الله، ما النجاة؟ قال: «أملك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك».
135- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا مالك بن أنس قال: بلغني، أن عيسى ابن مريم صلى الله عليه قال لقومه: لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله تعالى فتقسو قلوبكم، فإن القلب القاسي بعيد من الله، ولكن لا تعلمون، ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب، وانظروا فيها كأنكم عبيد، إنما الناس رجلان مبتلى ومعافى، فارحموا أهل البلاء، واحمدوا الله على العافية.
136- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا مجالد، عن الشعبي قال: ما من خطيب يخطب إلا عرضت عليه خطبته يوم القيامة.
137- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا حماد بن سلمة، عن رجاء أبي المقدام من أهل الرملة، عن نعيم بن عبد الله- كاتب عمر بن عبد العزيز-، أن عمر بن عبد العزيز قال: إنه ليمنعني من كثير من الكلام مخافة المباهاة.
138- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: سمعت رجلا من أهل البصرة، يحدث أنه بلغه، عن الحسن أنه قال: لقد صحبت أقواما إن كان أحدهم لتعرض له الحكمة لو نطق بها نفعته ونفعت أصحابه، فما يمنعه منها إلا مخافة الشهرة، وإن كان أحدهم ليمر فيرى الأذى على الطريق، فما يمنعه أن ينحيه إلا مخافة الشهرة.