فصل: الجزء التاسع

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ***


الجزء التاسع

15- باب ما يحل للعامل من أموال الرعية

2129- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا جرير، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان قال‏:‏ إن عتبة بن غزوان قال‏:‏ بُعث إلى عمر بخبيص قد أجيد صنعته، وضعوه في السلال، وعليها اللبود، فلما انتهى إلى عمر رضي الله عنه كشف الرحل عن الخبيص، فقال عمر رضي الله عنه‏:‏ أيشبع المسلمون في رحالهم من هذا‏؟‏ فقال الرسول‏:‏ لا، فقال عمر رضي الله عنه‏:‏ لا أريده، وكتب إلى عتبة رضي الله عنه‏:‏ أما بعد، فإنه ليس من كدك، ولا من كد أمك، فأشبع من قِبلك من المسلمين في رحالهم مما تشبع منه في رحلك‏.‏

2129- قال أبو يعلى‏:‏ حدَّثنا أبو خيثمة، ثنا جرير به‏.‏

2129- وقال الحارث‏:‏ حدَّثنا يزيد، ثنا عاصم، عن أبي عثمان، قال‏:‏ كنت مع عتبة بن فرقد بأذربيجان، فبعت سحيمًا وآخر إلى عمر رضي الله عنه على ثلاث رواحل بسفطين، وجعل فيهما خبيصًا، وجعل عليهما أدمًا، وجعل فوق الأدم لبودًا، فلما قدما المدينة قيل‏:‏ جاء سحيم مولى عتبة، وآخر على ثلاث رواحل، فأذن لهما، فدخلا، فسألهما عمر رضي الله عنه أذهبا أو ورقا‏؟‏، قالا‏:‏ لا، قال‏:‏ فما جئتما به، قالا‏:‏ طعام، قال‏:‏ طعام رجلين على ثلاث رواحل، هاتا ما جئتما به، فجيء به، فكشف اللبود والأدم، فجاء عمر وقال بيده فيه فوجده لينًا، فقال رضي الله عنه‏:‏ أكل المهاجرين يشبع من هذا‏؟‏ قال‏:‏ لا، ولكن هذا شيء اختص به أمير المؤمنين، فقال‏:‏ يا فلان هات الدواة، اكتب‏:‏ من عبد الله أمير المؤمنين إلى عتبة بن فرقد ومن معه من المسلمين، سلام عليكم، أما بعد فإني أحمد إليكم، الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد‏:‏ فإنه ليس من كسبك ولا كسب أبيك ولا كسب أمك يا عتبة بن فرقد‏.‏‏.‏ فذكر الحديث، قال‏:‏ وفي كتاب عمر رضي الله عنه‏:‏ اقطعوا الركب، وأنزو على الخيل نزوًا، قال أبو عثمان‏:‏ فلقد رأيت الشيخ ينزو فيقع على بطنه، وينزو فيقع على بطنه، ثم رأيته بعد ذلك ينزو كما ينزو الغلام‏.‏

2129- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا إبراهيم السامي، ثنا حماد بن سَلَمة، عن عاصم نحوه‏.‏

2130- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ أَهْدَى أَمِيرُ الْقِبْطِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جَارِيَتَيْنِ أُخْتَيْنِ وَبَغْلَةً، فَكَانَ صلى الله عليه وسلم يَرْكَبُ الْبَغْلَةَ بِالْمَدِينَةِ، وَاتَّخَذَ إِحْدَى الْجَارِيَتَيْنِ لِنَفْسِهِ فَوَلَدَتْ لَهُ إِبْرَاهِيمَ، وَوَهَبَ الْأُخْرَى لِحَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ‏.‏

2130- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ بِهِ‏.‏

2131- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ كَانَ رَجُلٌ يُخَالِطُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُقَالُ لَهُ‏:‏ عِيَاضٌ، فَأَهْدَى لَهُ هَدِيَّةً، فَقَالَ‏:‏ أَسْلَمْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ قَالَ‏:‏ إِنَّهُ لاَ يَحِلُّ لَنَا زَبَدُ الْمُشْرِكِينَ يعني رِفْدِهِمْ‏.‏

هَذَا مُرْسَلٌ، وَقَدْ رَوَى عِيَاضُ بْنُ حِمَارٍ نَحْوَ هَذَا، أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ‏.‏

2132- قال مسدّد‏:‏ حدَّثنا يحيى، ثنا أبو حيّان حدثني مجمع قال‏:‏ إن عَلِيًّا رضي الله عنه كان يكنس بيت المال، ثم يصلي فيه رجلان يشهدان أنه لم يحبس فيه المال على المسلمين‏.‏

حديث هدايا العمال حرام كلها في باب الإمام العادل‏.‏

16- باب الحمى

2133- قَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُعَلِّمُ عَلَى حِمَى الْمَدِينَةِ عَلَى أَشْرَافِ ذَاتِ الْجَيْشِ، وَعَلَى أَعْلاَمِ الْمَصْنُوعَةِ، وَعَلَى أَشْرَافِ مَخِيضٍ، وَعَلَى أَشْرَافِ قَنَاةٍ‏.‏

17- باب الترهيب من الظلم وإعانة الظلمة

2134- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللّهُ عنهمُ، قَالاَ‏:‏ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ‏:‏ وَمَنْ تَوَلَّى خُصُومَةَ قَوْمٍ بِمَظْلَمَةٍ، أَوْ أَعَانَهُمْ عَلَيْهِ نَزَلَ بِهِ الْمَلَكُ يُبَشِّرُهُ بِلَعْنَةٍ وَنَارٍ خَالِدًا فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ، وَمَنْ خَفَّ لِسُلْطَانٍ جَائِرٍ فِي حَاجَةٍ فَهُوَ قَرِينُهُ فِي النَّارِ، وَمَنْ دَلَّ سُلْطَانًا عَلَى جَوْرٍ قُرِنَ مَعَ هَامَانَ فِي النَّارِ، وَكَانَ هُوَ وَذَلِكَ السُّلْطَانُ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا، وَمَنْ لَطَمَ خَدَّ مُسْلِمٍ لَطْمَةً بَدَّدَ اللَّهُ تَعَالَى عِظَامَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ يُسَلِّطُ عَلَيْهِ النَّارَ، وَيُبْعَثُ حِينَ يُبْعَثُ مَغْلُولاً حَتَّى يَرِدَ النَّارَ، وَمَنْ تَعَلَّقَ سَوْطًا بَيْنَ يَدِ سُلْطَانٍ جَائِرٍ جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ حَيَّةً طُولُهَا سَبْعُونَ أَلْفَ ذِرَاعٍ فَتُسَلَّطُ عَلَيْهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا، وَمَنْ سَعَى بِأَخِيهِ إِلَى السُّلْطَانِ أَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ كُلَّهُ، فَإِنْ وَصَلَ إِلَيْهِ مَكْرُوهٌ أَوْ أَذًى جَعَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى مَعَ هَامَانَ فِي دَرَجَتِهِ فِي النَّارِ، وَمَنْ تَوَلَّى عِرَافَةَ قَوْمٍ حُبِسَ عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ بِكُلِّ يَوْمٍ أَلْفُ سَنَةٍ، وَحُشِرَ وَيَدُهُ مَغْلُولَةٌ إِلَى عُنُقِهِ، فَإِنْ كَانَ أَقَامَ أَمْرَ اللَّهِ فِيهِمْ أُطْلِقَ، وَإِنْ كَانَ ظَالِمًا هَوَى فِي نَارِ جَهَنَّمَ سَبْعِينَ خَرِيفًا، وَفِيهِ‏:‏ أَلاَّ وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَلَّ ثَنَاؤُهُ لاَ يَظْلِمُ وَلاَ يَجُوزُ عَلَيْهِ الظُّلْمُ، وَهُوَ بِالْمِرْصَادِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى، فَمَنْ أَحْسَنَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا، وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لَلْعَبِيدِ‏.‏

هذا حديث موضوع‏.‏

2135- وقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ الرَّحْبِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللََّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ يقِفَنَّ عِنْدَ رَجُلٍ يُقْتَلُ مَظْلُومًا فَإِنَّ اللَّعْنَةَ تَنْزِلُ عَلَى مَنْ حَضَرَهُ حِينَ لَمْ يَدْفَعُوا عَنْهُ، وَلاَ يَقِفَنَّ عِنْدَ رَجُلٍ يُضْرَبُ مَظْلُومًا فَإِنَّ اللَّعْنَةَ تَنْزِلُ عَلَى مَنْ حَضَرَهُ حِينَ لَمْ يَدْفَعُوا عَنْهُ‏.‏

18- باب الصبر على تأديب الإمام

2136- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا المعتمر بن سليمان، قال‏:‏ سمعت أبي يقول‏:‏ أنبأنا أبو نَضْرَة، عن أبي سعيد مولى أبي أسيد- وهو مالك بن ربيعة – قال‏:‏ إن عثمان بن عفان رضي الله عنه نهى عن العمرة في أشهر الحج، أو عن التمتع بالعمرة إلى الحج، فأهل بها علي مكانه، فنزل عثمان رضي الله عنه عن المنبر، فأخذ شيئًا فمشى به إلى علي رضي الله عنه، فقام طلحة و الزبير رضي الله عنهما فانتزعاه منه، فمشى إلى علي رضي الله عنه فكاد أن ينخس عينه بإصبعه، ويقول له‏:‏ إنك لضال مضل، ولا يرد علي رضي الله عنه عليه شيئًا‏.‏

2137- أخبرنا سليمان بن حرب، قال‏:‏ ثنا سلام بن مسكين، عن عمران بن عبد الله بن طلحة الخزاعي، عن سعيد بن المسيب قال‏:‏ شهدت عَلِيًّا وعثمان رضي الله عنهما كان بينهما نزغ من الشيطان، وما بقي واحد منهما لصاحبه شيئًا، فلو شئت أن أقص عليكم ما كان بينهما لفعلت، ثم لم يبرحا حتى استغفر كل واحد منهما لصاحبه‏.‏

2138- وقال أبو بكر‏:‏ حدَّثنا يونس بن محمد، ثنا طلحة بن عمرو، ثنا عاصم بن كليب، عن أبي الجويرية الجرمي، عن زيد بن خالد الجرمي كنت جالسًا عند عثمان رضي الله عنه إذ جاءه شيخ فلما رآه القوم قالوا أبو ذر فلما رآه عثمان رضي الله عنه قال‏:‏ مرحبًا وأهلاً بأخي، فقال أبو ذر رضي الله عنه مرحبًا وأهلاً بأخي، لعمري لقد غلظت في العزمة، وأيم الله لو أنك عزمت أن أحبو لحبوت ما استطعت أن أحبو‏.‏

2139- حدَّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله قال‏:‏ جاء رجل فقال‏:‏ يا أبا عبد الرحمن ما تقول في رجل حريص على الجهاد، مُؤْديًا، يعزم عليه أمراؤه في أشياء لا يحصيها‏؟‏ فقال‏:‏ والله ما أدري ما أقول لك، إلا أنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلنا لا نؤمر بشيء إلا فعلناه‏.‏

19- باب الحث على الطاعة وأن الدين قد يؤيد بالفاجر

2140- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرِ، وَعَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ مَنْ مَاتَ وَلاَ طَاعَةَ عَلَيْهِ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَمَنْ خَلَعَهَا بَعْدَ عَقْدِهِ إِيَّاهَا قَالَ أَسْوَدُ‏:‏ مِنْ عُنُقِهِ، لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى وَلاَ حُجَّةَ لَهُ، قَالَهَا جَمِيعًا‏.‏

2141- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا عبد الوارث، عن علي بن زيد، حدثني أبو حرب بن أبي الأسود، عن أبيه، عن الأشعري رضي الله عنه قال‏:‏ قد كنا نقرأ‏:‏ ليؤيدن الله تعالى هذا الدين برجال ما لهم في الآخرة من خلاق‏.‏

2142- قَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْعَوَّامِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ الصَّلاَةُ إِلَى الصَّلاَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ‏:‏ الإِشْرَاكِ بِاللَّهِ، وَتَرْكِ السُّنَّةِ، وَنَكْثِ الصَّفْقَةِ، قَالُوا‏:‏ قَدْ عَرَفْنَا الْإِشْرَاكَ بِاللَّهِ، فَمَا تَرْكُ السُّنَّةِ وَنَكْثُ الصَّفْقَةِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ تَرْكُ السُّنَّةِ‏:‏ الْخُرُوجُ مِنَ الطَّاعَةِ، وَنَكْثُ الصَّفْقَةِ‏:‏ أَنْ يُبَايِعَ رَجُلاً ثُمَّ يَخْرُجَ عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ يُقَاتِلَهُ‏.‏

2143- وَقَالَ عَبد‏:‏ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَا قَالَتْ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُوصِي بَعْضَ أَهْلِهِ، قَالَ‏:‏ وَلاَ تُنَازِعِ الأَمْرَ أَهْلَهُ، وَإِنْ رَأَيْتَ أَنَّهُ الْحَقُّ‏.‏

2143- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجَوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِهِ‏.‏

2143- وَقَالَ عَبْدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا عُمَرُ، حَدَّثَنَا غَيْرُ سَعِيدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ‏:‏ أَنَّ الْمُوصَى بِهَذِهِ الْوَصِيَّةِ ثَوْبَانُ‏.‏

2144- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا بَقيَّة، حدثني أرطاة بن المنذر، عمن حدثه، عن أم سلمة أنها قالت لمن عندها‏:‏ كيف أنتم إذا داعيان‏:‏ داع إلى كتاب الله، وداع إلى سلطان الله، فقالوا‏:‏ نجيب الداعي إلى كتاب الله، قالت‏:‏ بل أجيبوا الداعي إلى سلطان الله، فإن كتاب الله مع سلطانه‏.‏

2145- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ بْنَ وَائِلٍ، يَقُولُ‏:‏ إنَّ سَلَمَةَ بْنَ يَزِيدَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ أَرَأَيْتَ إِذَا قَامَ عَلَيْنَا أَئِمَّةٌ يَسْأَلُونَنَا حَقَّهُمْ وَيَمْنَعُوننَا حَقَّنَا‏؟‏ فَسَكَتَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا، فَحَدَّثَ بِهِ الأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ‏.‏

2146- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا حفص بن غياث، عن العلاء بن خالد، عن شقيق قال‏:‏ قال عبد الله‏.‏

إنكم قد ابتليتم بذا السلطان، وابتلي بكم، فإن عدل كان له الأجر، وكان عليكم الشكر، وإن جار كان عليه الوزر، وعليكم الصبر‏.‏

صحيح موقوف‏.‏

2147- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا بَقيَّة بن الوليد، ثنا ثابت بن العجلان، حدثني من سمع نميلة وكان من أصحاب النبي إن أم سلمة كتبت إلى أهل العراق‏:‏ إن الله بريء وبرىء رسوله ممن شايع وفارق الجماعة، فلا تشايعوا ولا تفارقوا، والسلام عليكم ورحمة الله‏.‏

‏[‏إسناد ضعيف‏:‏ جهالة الراوي عن نميلة / موقوف‏]‏‏.‏

20- باب تولية الأمير العامل إذا كان عارفًا بالحرب على من هو أفضل منه

2148- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ لَمَّا مَنَعَ عَمْرٌو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ النَّاسَ أَنْ يُوقِدُوا نَارًا‏:‏ أَمَا تَرَى مَا يَصْنَعُ هَذَا بِالنَّاسِ، يَمْنَعُهُمْ مَنَافِعَهُمْ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ‏:‏ دَعْهُ فَإِنَّمَا وَلاَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا لَعَلِمِهِ بِالْحَرْبِ‏.‏

هَذَا مُنْقَطِعٌ‏.‏

2149- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَّرَ بَعْدَ غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلاَسِلِ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ وَهُوَ غُلاَمٌ، فَأُسِرَ فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ نَاسٌ كَثِيرٌ مِنَ الْعَرَبِ وَسُبُوا، فَانْتَدَبَ فِي بَعْثِ أُسَامَةَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يَمْضِيَ ذَلِكَ الْجَيْشُ، فَأَنْفَذَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أُسَامَةُ لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ حِينَ بُويِعَ لَهُ، وَلَمْ يَرُحْ أُسَامَةُ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ حَتَّى بُويِعَ لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَجَّهَنِي لِمَا وَجَّهَنِي لَهُ، وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تَرْتَدَّ الْعَرَبُ، فَإِنْ شِئْتَ كُنْتُ قَرِيبًا حَتَّى تَنْظُرَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ‏:‏ لاَ أَرُدُّ أَمْرًا أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَكِنْ إِنْ شِئْتَ أَنْ تَأْذَنَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ فَافْعَلْ، فَأَذِنَ لَهُ فَانْطَلَقَ أُسَامَةُ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ حَتَّى أَتَى الْمَكَانَ الَّذِي أَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَتْهُمُ الضَّبَابَةُ حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ لاَ يَكَادُ يُبْصِرُ صَاحِبَهُ، قَالَ‏:‏ فَوَجَدُوا رَجُلاً مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الْبِلاَدِ فَأَخَذُوهُ، فَدَلَّهُمْ عَلَى الطَّرِيقِ حَيْثُ أَرَادُوا، فَأَغَارُوا عَلَى الْمَكَانِ الَّذِي أُمِرُوا، فَسَمِعَ بِذَلِكَ النَّاسُ فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ لِبَعْضٍ‏:‏ أَيَزْعُمُونَ أَنَّ الْعَرَبَ قَدِ اخْتَلَفَتْ وَخُيُولُهُمْ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا، فَرَدَّ اللَّهُ تَعَالَى بِذَلِكَ عَنِ الْمُسْلِمِينَ، فَكَانَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ يُدْعَى بِالْإِمَارَةِ حَتَّى مَاتَ، يَقُولُونَ‏:‏ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَنْزِعْهُ حَتَّى مَاتَ، قَالَ الزُّهْرِيُّ‏:‏ وَلَمَّا بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ لِقِتَالِ أَهْلِ الرِّدَّةِ قَالَ‏:‏ تَثَبَّتُوا فَأَيُّ مَحِلَّةٍ سَمِعْتُمْ فِيهَا الأَذَانَ فَكُفُّوا فَإِنَّ الأَذَانَ شِعَارُ الْإِيمَانِ، قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ‏:‏ كَانَ أَهْلُ الرِّدَّةِ يَأْتُونَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ يَقُولُونَ‏:‏ أَعْطِنَا سِلاَحًا نُقَاتِلْهُمْ، فَيُعْطِيهِمُ السِّلاَحَ، فَيُقَاتِلُونَهُ، فَقَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ الَسْلَمِيُّ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ‏:‏ أَتَأْخُذُونَ سِلاَحَهُ لِقِتَالِهِ فِي ذَلِكُمْ عِنْدَ الْإِلَهِ آثَامٌ‏.‏

21- باب فضل الإمام العادل وذم الجائر

2150- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرِ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ أَفْضَلُ عِبَادِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِمَامٌ عَادِلٌ رَفِيقٌ، وَإِنَّ شَرَّ عِبَادِ اللَّهِ تَعَالَى عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِمَامٌ جَائِرٌ خَرِقٌ‏.‏

2151- أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا فَلَمْ يَعْدِلْ بَيْنَهُمْ فَعَلَيْهِ بَهْلَةُ اللَّهِ وَبَهْلَةُ اللَّهِ‏:‏ لَعْنَةُ اللَّهِ‏.‏

2152- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلاَّمٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ لَعَدْلُ الْعَامِلِ فِي رَعِيَّتِهِ يَوْمًا وَاحِدًا أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ الْعَابِدِ فِي أَهْلِهِ مِائَةَ عَامٍ، أَوْ خَمْسِينَ عَامًا الشَّاكُّ هُشَيْمٌ‏.‏

2153- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ ضِرَارٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ مَا أَنَا بِالْمُثْنِي عَلَى وَالٍ، قُلْتُ‏:‏ وَلِمَ ذَلِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ يُؤْتَى بِالْوُلاَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَادِلِهِمْ وجَائِرِهِمْ حَتَّى يَقِفُوا عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ فِيكُمْ طَلَبِي، فَلاَ يَبْقَى جَائِرٌ فِي حُكْمِهِ مُرْتَشٍ فِي قَضَائِهِ مُمَكِّنٌ سَمْعَهُ أَحَدَ الْخَصْمَيْنِ، إِلاَّ هَوَى فِي النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا‏.‏

وَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ هَدَايَا الْعُمَّالِ حَرَامٌ كُلُّهَا‏.‏

وَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَيُّمَا رَجُلٍ اسْتَعْمَلَ رَجُلاً عَلَى عَشَرَةِ أَنْفُسٍ، عَلِمَ أَنَّ فِي الْعَشَرَةِ أَفْضَلَ مِمَّنِ اسْتَعْمَلَ، فَقَدْ غَشَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَغَشَّ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ، وَيُؤْتَى بِالَّذِي ضَرْبَ فَوْقَ الْحَدِّ، فَيَقُولُ‏:‏ عَبْدِي لِمَ ضَرَبْتَ فَوْقَ مَا أَمَرْتُكَ‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ غَضِبْتُ، فَيَقُولُ‏:‏ أَكَانَ غَضَبُكَ أَنْ يَكُونَ أَشَدَّ مِنْ غَضَبِي‏؟‏ يُؤْتَى بِالَّذِي قَصَّرَ، فَيَقُولُ‏:‏ عَبْدِي لِمَ قَصَّرْتَ‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ رَحِمْتُهُ، فَيَقُولُ‏:‏ أَكَانَتْ رَحْمَتُكَ أنَ تَكُونَ أَشَدَّ مِنْ رَحْمَتِي‏؟‏ فَيُؤْمَرُ بِهِمَا جَمِيعًا إِلَى النَّارِ‏.‏

2156- وَقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنِ اسْتَعْمَلَ رَجُلاً عَلَى عِصَابَةٍ وَفِي تِلْكَ الْعِصَابَةِ مَنْ هُوَ أَرْضَى لِلَّهِ مِنْهُ، فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وَخَانَ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم وَخَانَ جَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ‏.‏

أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ‏.‏

2157- وَقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْمُعَلَّى، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لاَ تَنَالُهُمَا شَفَاعَتِي، وَلَنْ تَنَالَهُمَا شَفَاعَتِي، أَوْ لَنْ أَشْفَعَ لَهُمَا‏:‏ أَمِيرٌ ظَلُومٌ غَشُومٌ عَسُوفٌ، وَكُلُّ غَالٍ مَارِقٍ‏.‏

2158- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا مَنِيعٌ، قَالَ‏:‏ إِنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ حَدَّثَهُ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ رَجُلاَنِ مِنْ أُمَّتِي لاَ تَنَالُهُمَا شَفَاعَتِي‏:‏ إِمَامٌ ظَلُومٌ عَسُوفٌ غَشُومٌ، وَآخَرُ غَالٍ فِي الدِّينِ مَارِقٌ فيهُ‏.‏

2158- حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا الأَغْلَبُ بْنُ تَمِيمٍ، حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، مِثْلَهُ، وَلَمْ يَقُلْ يَقُلْ عَسُوفٌ‏.‏

2159- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ الْمَالِكِيِّ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَا عَدَلَ وَالٍ اتَّجَرَ فِي رَعِيَّتِهِ‏.‏

2160- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَفَعَهُ، أَنّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ لاَ يَسْتَرْعِي اللَّهُ تَعَالَى عَبْدًا رَعِيَّةً قَلَّتْ أَوْ كَثُرَتْ إِلاَّ سَأَلَهُ عَنْهَا أَقَامَتْ فِيهِمْ إِمْرَتُهُ أَوْ ضَاعَتْ، حَتَّى يَسْأَلَهُ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ خَاصَّةً‏.‏

22- باب النهي عن الطاعة في غير المعروف

2161- قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلاَلٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنِ الأَعْشَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُكْمِلٍ، عَنْ أَزْهَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ‏:‏ أَقْبَلَ عُبَادَةُ حَاجًّا مِنَ الشَّامِ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَأَتَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، فَقَالَ‏:‏ أَلاَ أُخْبِرُكَ بِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قَالَ‏:‏ بَلَى، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يَأْمُرُونَكُمْ بِمَا تَعْرِفُونَ، وَيَعْمَلُونَ بمَا تُنْكِرُونَ، فَلَيْسَ لِأُولَئِكَ عَلَيْهِمْ طَاعَةٌ‏.‏

2162- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَرْبٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ زُنَيْبٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، حَدَّثَهُ، أَنَّ مُعَاذًا رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ لاَ يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِكَ، وَلاَ يَأْخُذُونَ بِأَمْرِكَ، فَمَا تَأْمُرُنَا فِيهِمْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ طَاعَةَ لِمَنْ لَمْ يُطِعِ اللَّهَ‏.‏

23- باب العرافة

2163- قَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ الْعِرَافَةُ أَوَّلُهَا مَلاَمَةٌ، وَآخِرُهَا نَدَامَةٌ، وَالْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قُلْتُ‏:‏ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، إِلاَّ مَنِ اتَّقَى اللَّهَ مِنْهُمْ، قَالَ‏:‏ إِنَّمَا أُحَدِّثُكَ كَمَا سَمِعْتُ‏.‏

2163- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، بِهِ‏.‏

2164- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى، عن أبي الأشهب، عن ضابىء بن بشار، عن عمه صعصة بن مالك، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ العريف يفتح له كل عام باب من جهنم، أو من النار‏.‏

2165- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا إسماعيل، ثنا الجُرَيْري، عن خالد بن علاق قلت لأبي هريرة رضي الله عنه، فقال‏:‏ لا تكن عريفًا، ولا شرطيًا، قلت‏:‏ لم‏؟‏ قال‏:‏ يدينوك ولا ينسونك‏.‏

2166- حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ شَبِيبًا، يَقُولُ‏:‏ حَدَّثَنِي مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ تَكُنْ عَرِيفًا وَلاَ شُرَطِيًّا‏.‏

2167- وقال الحميدي‏:‏ حدَّثنا سفيان، ثنا صالح بن صالح- وكان خيرًا من ابنيه-، عن الشَّعبي قال‏:‏ قالوا‏:‏ الرجل يعرفه علينا‏؟‏ فقال‏:‏ إنما عريفكم الأهيس، الأكيس، الذئب الأطلس، الملك المجلس، الذي إذا قيل‏:‏ ها انتهس، وإذا قيل له‏:‏ هات خنس‏.‏

2168- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ، هُوَ ابْنُ سُحَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ، فَقَالَ‏:‏ طُوبَى لَهُ إِنْ لَمْ يَكُنْ عَرِيفًا‏.‏

2169- حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِ حَدَّثَنَا عُبَيْسُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ عَرِيفٍ، وَالْعَرِيفُ فِي النَّارِ قَالَ‏:‏ وَيُؤْتَى بِالشُّرَطِيِّ فَيُقَالُ لَهُ‏:‏ ضَعْ سَوْطَكَ وَادْخُلِ النَّارَ‏.‏

2170- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ رَقَبَةَ بْنِ مَصْقَلَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالاَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ سُفَهَاءُ، يُقَدِّمُونَ شِرَارَ النَّاسِ، وَيُؤَخِّرُونَ خِيَارَهُمْ، وَيُؤَخِّرُونَ الصَّلاَةَ عَنْ مَوَاقِيتِهَا، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلاَ يَكُونَنَّ عَرِيفًا، وَلاَ شُرَطِيًّا، وَلاَ جَابِيًا، وَلاَ خَايِنًا‏.‏

24- باب عهد الإمام إلى عماله كيف يسيرون في أهل الإسلام والكفر

2171- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا أَبِي الْمُحَبَّرِ بْنِ قَحْذَمٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَاهِلِيِّ، عَنْ بَعْضِ وَلَدِ الْجَارُودِ، عَنِ الْجَارُودِ، أَنَّهُ أَخَذَ هَذِهِ النُّسْخَةَ مِنْ نُسْخَةِ عَهْدِ الْعَلاَءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ الَّذِي كَتَبَهُ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، حِينَ بَعَثَهُ عَلَى الْبَحْرَيْنِ‏:‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الْقُرَشِيِّ الْهَاشِمِيِّ، رَسُولِ اللَّهِ وَنَبِيِّهِ إِلَى خَلْقِهِ كَافَّةً، لِلْعَلاَءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، عَهْدًا عَهِدَهُ إِلَيْكُمْ، اتَّقُوا اللَّهَ أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنِّي قَدْ بَعَثْتُ عَلَيْكُمُ الْعَلاَءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ وَأَمَّرْتُهُ أَنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ وَحْدَهُ، لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَ يُلِينَ لَكُمُ الْجَنَاحَ، وَيُحْسِنَ فِيكُمُ السِّيرَةَ بِالْحَقِّ، وَيْحَكُمَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ مَنْ لَقِيَ مِنَ النَّاسِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ مِنَ الْعَدْلِ، وَأَمَرْتُكُمْ بِطَاعَتِهِ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ وَقَسَمَ نِقِسْطٍ، وَاسْتُرْحِمَ فَرَحِمَ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا، وَأَحْسِنُوا مُؤَازَرَتَهُ وَمُعَاوَنَتَهُ، فَإِنَّ لِي عَلَيْكُمْ مِنَ الْحَقِّ طَاعَةً وَحَقًّا عَظِيمًا، لاَ تَقْدُرُونَ كُلَّ قَدْرِهِ، وَلاَ يَبْلُغُ الْقَوْلُ كُنْهَ حَقِّ عَظَمَةِ اللَّهِ وَحَقِّ رَسُولِهِ، كَمَا أَنَّ لِلَّهَ وَلِرَسُولِهِ عَلَى النَّاسِ عَامَّةً، وَعَلَيْكُمْ خَاصَّةً حَقًّا وَاجِبًا فِطَاعَتِهِ، وَالْوَفَاءِ بِعَهْدِهِ، كَذَلِكَ لِلْمُسْلِمِينَ عَلَى وُلاَتِهِمْ حَقًّا وَاجِبًا وَطَاعَةً فَرَضَ اللَّهِ تَعَالَى عَمَّنِ اعْتَصَمَ بِالطَّاعَةِ، وَعَظَّمَ حَقَّ أَهْلِهَا وَحَقَّ وُلاَتِهَا، فَإِنَّ فِي الطَّاعَةِ دَرْكًا لِكُلِّ خَيْرٍ يُبْتَغَى، وَنَجَاةً مِنْ كُلِّ شَرٍّ يُتَّقَى، وَأَنَا أُشْهِدُ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى مَنْ وَلَّيْتُهُ شَيْئًا مِنْ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ قَلِيلاَ أَوْ كَثِيرًا فَلَمْ يَعْدِلْ فِيهِمْ، أَنْ لاَ طَاعَةَ لَهُ، وَهُوَ خَلِيعٌ مِمَّا وَلَّيْتُهُ، وَقَدْ بَرِئَتْ ذِمَّةُ الَّذِينَ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَيْمَانُهُمْ وَعَهْدُهُمْ، وَلْيَسْتَخِيرُوا اللَّهَ تَعَالَى عِنْدَ ذَلِكَ، ثُمَّ لِيَسْتَعْمِلُوا عَلَيْهِمْ أَفْضَلَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ، أَلاَ وَإِنْ أَصَابَتِ الْعَلاَءَ مِنْ مُصِيبَةٍ، فَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ سَيْفُ اللَّهِ فِيهِمْ خَلَفٌ لِلْعَلاَءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا مَا عَرَفْتُمْ أَنَّهُ عَلَى الْحَقِّ، حَتَّى يُخَالِفَ الْحَقَّ إِلَى غَيْرِهِ، فَسِيرُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ وَعَوْنِهِ وَنَصْرِهِ وَعَافِيَتِهِ وَرُشْدِهِ وَتَوْفِيقِهِ، فَمَنْ لَقِيتُمْ مِنَ النَّاسِ فَادْعُوهُمْ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ الْمُنَزَّلِ وَسُنَنِهِ، وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، وَإِحْلاَلِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُمْ فِي كِتَابِهِ، وَتَحْرِيمِ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِي كِتَابِهِ، وَأَنْ يَخْلَعُوا الأَنْدَادَ وَيَبْرَؤُوا مِنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ، وَيَكْفُرُوا بِعِبَادَةِ الطَّاغُوتِ وَاللاَتِ وَالْعُزَّى، وَأَنْ يَتْرُكُوا عِبَادَةَ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ، وعُزَيْرِ بْنِ حروهَ، وَالْمَلاَئِكَةِ، وَالشَّمْسِ، وَالْقَمَرِ، وَالنِّيرَانِ، وَكُلِّ شَيْءٍ يُتَّخَذُ ضِدًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَى، وَأَنْ يَتَوَلُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَأَنْ يَتَبَرَّؤُوا مِمَّنْ بَرِئَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْهُ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ وَأَقَرُّوا بِهِ، دَخَلُوا فِي الْوَلاَيَةِ فَبَيِّنُوا بهمُ عِنْدَ ذَلِكَ مَا فِي كِتَابِ اللَّهِ الَّذِي تَدْعُونَهُمْ إِلَيْهِ، فَإِنَّهُ كِتَابُ اللَّهِ الْمُنَزَّلُ مَعَ الرُّوحِ الأَمِينِ عَلَى صَفْوَتِهِ مِنَ الْعَالَمِينَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَرَسُولِهِ وَنَبِيِّهِ وَحَبِيبِهِ، أَرْسَلَهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ عَامَّةً، الأَبْيَضِ مِنْهُمْ وَالأَسْوَدِ، وَالْإِنْسِ وَالْجِنِّ، كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ نَبَأُ كُلِّ شَيْءٍ كَانَ قَبْلَكُمْ، وَمَا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ، لِيَكُونَ حَاجِزًا بَيْنَ النَّاسِ، يَحْجِزُ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ بَعْضَهُمْ عَنْ بَعْضٍ، وَفِيهِ إِعْرَاضُ بَعْضِهِمْ عَنْ بَعْضٍ، وَهُوَ كِتَابُ اللَّهِ مُهَيْمِنًا عَلَى الْكُتُبِ، مُصَدِّقًا لِمَا فِيهَا مِنَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ، يُخْبِرُكُمْ فِيهِ اللَّهُ بِمَا كَانَ قَبْلَكُمْ مِمَّا فَاتَكُمْ دَرْكُهُ فِي آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ، الَّذِينَ أَتَتْهُمْ رُسُلُ اللَّهِ وَأَنْبِيَاؤُهُ، كَيْفَ كَانَ جَوَابُهُمْ، وَبِمَا أَرْسَلَهُمْ، وَكَيْفَ كَانَ تَصْدِيقُهُمْ بِآيَاتِ اللَّهِ تَعَالَى أَوْ تَكْذِيبُهُمْ بِهِمَا، وَأَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ بِشَأْنِهِمْ وَعَمَلِهِمْ، وَعَمَلِ مَنْ هَلَكَ مِنْهُمْ بِدِينِهِ، لِتَجْتَنِبُوا ذَلِكَ، وَأَنْ لاَ تَعْمَلُوا مِثْلَهُ، لِئَلاَّ يَحِقَّ عَلَيْكُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ عِقَابِهِ وَسَخَطِهِ وَنِقْمَتِهِ، مِثْلُ الَّذِي حَلَّ عَلَيْهِمْ مِنْ سُوءِ أَعْمَالِهِمْ، لِتَهَاوُنِهِمْ بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَخْبَرَكُمْ فِي كِتَابِهِ بِأَعْمَالِ مَنْ مَضَى مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ لِتَعْمَلُوا بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ، بَيَّنَ لَكُمْ فِي كِتَابِهِ هَذَا شَأْنَ ذَلِكَ كُلِّهِ، رَحْمَةً مِنْهُ بِكُمْ، وَشَفَقَةً مِنْ رَبِّكُمْ عَلَيْكُمْ، وَهُوَ هُدًى مِنَ الضَّلاَلَةِ، وَتِبْيَانٌ مِنَ الْعَمَى، وَإِقَالَةٌ مِنَ الْعَثْرَةِ، وَنَجَاةٌ مِنَ الْفِتْنَةِ، وَنُورٌ مِنَ الظُّلْمَةِ، وَشِفَاءٌ عِنْدَ الأَحْدَاثِ، وَعِصْمَةٌ مِنَ التَّهْلُكَةِ، وَرُشْدٌ مِنَ الْغِوَايَةِ، وَبَيَانٌ مِنَ اللُّبْسِ، وَفَيْصَلُ مَا بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فِيهِ كَمَالُ دِينِكُمْ، فَإِذَا عَرَضْتُمْ هَذَا عَلَيْهِمْ، فَأَقَرُّوا لَكُمْ بِهِ، فَاسْتَكْمِلُوا الْوَلاَيَةَ، فَاعْرِضُوا عَلَيْهِمْ عِنْدَ ذَلِكَ الْإِسْلاَمَ، وَهُوَ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَحَجُّ الْبَيْتِ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ، وَالْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ، وَالطُّهُورُ قَبْلَ الصَّلاَةِ، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الْمُسْلِمِ، وَحُسْنُ الصُّحْبَةِ، حَتَّى لِلْوَالِدَيْنِ الْمُشْرِكَيْنِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَدْ أَسْلَمُوا، فَادْعُوهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى الْإِيمَانِ، وَانْصِبُوا لَهُمْ شَرَائِعَهُ، وَمَعَالِمَهُ، وَالْإِيمَانُ بِشَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ الْحَقُّ، وَأَنَّ مَا سِوَاهُ الْبَاطِلُ، وَالْإِيمَانُ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَالْإِيمَانُ بِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَمَا خَلْفَهُ مِنَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ، وَالْبَعْثِ وَالْحِسَابِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَالْمَوْتِ وَالْحَيَاةِ، وَالْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ كَافَّةً، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ وَأَقَرُّوا بِهِ فَهُمْ مُسْلِمُونَ مُؤْمِنُونَ، ثُمَّ دُلُّوهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى الْإِحْسَانِ، وَعَلِّمُوهُمْ أَنَّ الْإِحْسَانَ أَنْ يُحْسِنُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى فِي أَدَاءِ الأَمَانَةِ، وَعَهْدِهِ الَّذِي عَهِدَهُ إِلَى رُسُلِهِ، وَعَهْدِ رُسُلِهِ إِلَى خَلْقِهِ وَأَئِمَّةِ الْمُؤْمِنِينَ، وَالتَّسْلِيمِ وَسَلاَمَةِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ غَائِلَةِ لِسَانٍ أَوْ يَدٍ، وَأَنْ يَبْتَغِيَ لِبَقِيَّةِ الْمُسْلِمِينَ كَمَا يَبْتَغِي لِنَفْسِهِ، وَالتَّصْدِيقِ لِمَوَاعِيدِ الرَّبِّ وَلِقَائِهِ وَمُعَايَنَتِهِ، وَالْوَدَاعِ مِنَ الدُّنْيَا فِي كُلِّ سَاعَةٍ، وَالْمُحَاسَبَةِ لِلنَّفْسِ عِنْدَ اسْتِيفَاءِ كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَتَزَوُّدٍ مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَالتَّعَاهُدِ لِمَا فَرَضَ اللَّهُ تَأْدِيَتَهُ إِلَيْهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلاَنِيَةِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ، فَهُمْ مُسْلِمُونَ مُؤْمِنُونَ مُحْسِنُونَ، ثُمَّ انْعَتُوا لَهُمُ الْكَبَائِرَ وَدُلُّوهُمْ عَلَيْهِمْ، وَخَوِّفُوهُمْ مِنَ الْهَلَكَةِ فِي الْكَبَائِرِ، فَإِنَّ الْكَبَائِرَ هِيَ الْمُوبِقَاتُ، وَأُولاَهُنَّ الشِّرْكُ بِاللَّهِ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ، وَالسِّحْرُ، وَمَا لِلسَّاحِرِ مِنْ خَلاقٍ، وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ لَعَنَهُمُ اللَّهُ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ، فَقَدْ بَاؤُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ، وَالْغُلُولُ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلاَ يُقْبَلُ مِنْهُمْ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الْمُؤْمِنَةِ فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا، وَأَكْلُ الرِّبَا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، فَإِنِ انْتَهَوْا عَنِ الْكَبَائِرِ فَهُمْ مُسْلِمُونَ مُؤْمِنُونَ مُحْسِنُونَ مُتَّقُونَ، فَادْعُوهُمْ بِمِثْلِ ذَلِكَ إِلَى الْعِبَادَةِ، وَالْعِبَادَةُ‏:‏ الصِّيَامُ، وَالْقِيَامُ، وَالْخُشُوعُ، وَالْخُضُوعُ، وَالرُّكُوعُ، وَالسُّجُودُ، وَالْإِنَابَةُ، وَالْيَقِينُ، وَالْإِخْبَاتُ، وَالتَّهْلِيلُ، وَالتَّسْبِيحُ، وَالتَّحْمِيدُ، وَالتَّكْبِيرُ، وَالصَّدَقَةُ بَعْدَ الزَّكَاةِ، وَالتَّوَاضُعُ، وَالسُّكُونُ، وَالْمُوَاسَاةُ، وَالدُّعَاءُ، وَالتَّضَرُّعُ، وَالْإِقْرَارُ بِالْمِلْكِ، وَالْعَبُّوديَةِ، وَالاِسْتِقْلاَلُ بِمَا كَثُرَ مِنَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَهُمْ مُؤْمِنُونَ مُسْلِمُونَ مُحْسِنُونَ مُتَّقُونَ عَابِدُونَ، وَقَدِ اسْتَكْمَلُوا الْعِبَادَةَ، فَادْعُوهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ إِلَى الْجِهَادِ وَبَيِّنُوهُ لَهُمْ، وَرَغِّبُوهُمْ فِيمَا رَغَّبَهُمُ اللَّهُ فِيهِ مِنْ فَضِيلَةِ الْجِهَادِ وَثَوَابِهِ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنِ انْتُدِبُوا فَبَايِعُوهُمْ وَادْعُوهُمْ حَتَّى تُبَايِعُوهُمْ إِلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، عَلَيْكُمْ عَهْدُ اللَّهِ وَذِمَّتُهُ، سَبْعُ كَفَالاَتٍ، يَعْنِي‏:‏ اللَّهُ كَفِيلٌ عَلَى الْوَفَاءِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، لاَ تَنْكُثُونَ أَيْدِيَكُمْ مِنْ بَيْعَةٍ، وَلاَ تَنْقُضُونَ أَمْرَ وَالٍ مِنْ وُلاَةِ الْمُسْلِمِينِ، فَإِذَا أَقَرُّوا بِهَذَا فَبَايِعُوهُمْ، وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ لَهُمْ، فَإِذَا خَرَجُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ غَضَبًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَنَصْرًا لِدِينِهِ، فَمَنْ لَقُوا مِنَ النَّاسِ، فَلْيَدْعُوهُمْ إِلَى مَا دُعُوا إِلَيْهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ بِإِجَابَتِهِ، ثُمَّ إِسْلاَمِهِ وَإِيمَانِهِ، وَإِحْسَانِهِ، وَتَقْوَاهُ، وَعِبَادَتِهِ، وَجِهَادِهِ، فَمَنِ اتَّبَعَهُمْ فَهُوَ الْمُسْتَحَثُّ الْمُسْتَكْثِرُ الْمُسْلِمُ الْمُؤْمِنُ الْمُحْسِنُ الْمُتَّقِي الْعَابِدُ الْمُجَاهِدُ، لَهُ مَا لَكُمْ وَعَلَيْهِ مَا عَلَيْكُمْ، وَمَنْ أَبَى هَذَا عَلَيْكُمْ فَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى يَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ وَإِلَى دِينِهِ، وَمَنْ عَاهَدْتُمْ وَأَعْطَيْتُمُوهُ ذِمَّةَ اللَّهِ فَفُوا لَهُ بِهَا، وَمَنْ أَسْلَمَ وَأَعْطَاكُمُ الرِّضَا فَهُوَ مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مِنْهُ، وَمَنْ قَاتَلَكُمْ عَلَى هَذَا بَعْدَ مَا سَمَعَّتُمُوهُ لَهُ، فَقَاتِلُوهُ، وَمَنْ صَالَ بِكُمْ فَحَارِبُوهُ، وَمَنْ كَايَدَكُمْ فَكَايِدُوهُ، وَمَنْ جَمَعَ لَكُمْ فَاجْمِعُوا لَهُ، وَمَنْ غَالَكُمْ فَغِيلُوهُ، أَوْ خَادَعَكُمْ فَاخْدَعُوهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَعْتَدُوا، أَوْ مَاكَرَكُمْ فَامْكُرُوا بِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَعْتَدُوا سِرًّا وَعَلاَنِيَةً، فَإِنَّهُ مَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَكُمْ يَرَاكُمْ وَيَرَى أَعْمَالَكُمْ، وَيَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ كُلَّهُ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا عَلَى حَذَرٍ فَإِنَّمَا هَذِهِ أَمَانَةٌ أَمَّنَنِي رَبِّي عَلَيْهَا، أُبَلِّغُهَا عِبَادَهُ عُذْرًا مِنْهُ إِلَيْهِمْ، وَحُجَّةً مِنْهُ احْتَجَّ بِهَا عَلَى مَنْ بَلَغَهُ هَذَا الْكِتَابُ مِنَ الْخَلْقِ جَمِيعًا، فَمَنْ عَمِلَ بِمَا فِيهِ نَجَا، وَمَنِ اتَّبَعَ بمَا فِيهِ اهْتَدَى، وَمَنْ خَاصَمَ بِهِ أَفْلَحَ، وَمَنْ قَاتَلَ بِهِ نُصِرَ، وَمَنْ تَرَكَهُ ضَلَّ، حَتَّى يُرَاجِعَهُ فَتَعَلَّمُوا مَا فِيهِ، وَاسْمَعُوا آذَانَكُمْ، وَأَوْعُوهُ أَجْوَافَكُمْ، وَاسْتَحْفِظُوهُ قُلُوبَكُمْ، فَإِنَّهُ نُورُ الأَبْصَارِ، وَرَبِيعُ الْقُلُوبِ، وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ، وَكَفَى بِهَذَا آمِرًا وَمُعْتَبَرًا، وَزَاجِرًا وَعِظَةً، وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهَذَا هُوَ الْخَيْرُ الَّذِي لاَ شَرَّ فِيهِ، كِتَابُ مُحَمَّدِ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَنَبِيِّهِ لِلْعَلاَءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ حَيْثُ بَعَثَهُ إِلَى الْبَحْرَيْنِ يَدْعُو إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، يَأْمُرُهُ أَنْ يَدْعُوَ إِلَى مَا فِيهِ مِنْ حَلاَلٍ، وَيَنْهَى عَنْ مَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ، وَيَدُلَّ عَلَى مَا فِيهِ مِنْ رَشَدٍ، وَيَنْهَى عَمَّا فِيهِ مِنْ غِيٍّ، كِتَابٌ ائْتَمَنَ عَلَيْهِ نَبِيُّ اللَّهِ الْعَلاَءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ، وَخَلِيفَتَهُ سَيْفَ اللَّهِ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَقَدْ أَعْذَرَ إِلَيْهِمَا فِي الْوَصِيَّةِ بِمَا فِي هَذَا الْكِتَابِ وَإِلَى مَنْ مَعَهُمَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَلَمْ يَجْعَلْ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ عُذْرًا فِي إِضَاعَةِ شَيْءٍ مِنْهُ، لاَ الْوُلاَةِ وَلاَ الْمُتَوَلَّى عَلَيْهِمْ، فَمَنْ بَلَغَهُ هَذَا الْكِتَابُ مِنَ الْخَلْقِ جَمِيعًا فَلاَ عُذْرَ لَهُ وَلاَ حُجَّةَ، وَلاَ يُعُذْرُ بِجَهَالَةِ شَيْءٍ مِمَّا فِي هَذَا الْكِتَابِ، كُتِبَ هَذَا الْكِتَابُ لِثَلاَثٍ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ لِأَرْبَعِ سِنِينَ مَضَتْ مِنْ مُهَاجَرِ نَبِيِّ اللَّهِ إِلاَّ شَهْرَيْنِ، شَهِدَ الْكِتَابَ يَوْمَ كَتَبَهُ ابْنُ أَبِي سُفْيَانَ يُمِلُّهُ عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ، الْمُخْتَارُ بْنُ قَيْسٍ الْقُرَشِيُّ، وَأَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ، وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ الْعَبْسِيُّ، وَقُصَيُّ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْحِمْيَرِيُّ، وَشَبِيبُ بْنُ أَبِي مِرْثَدٍ الْغَسَّانِيُّ، وَالْمُسْتَنِيرُ بْنُ أَبِي صَعْصَعَةَ الْخُزَاعِيُّ، وَعَوَانَةُ بْنُ شَمَّاخٍ الْجُهَنِيُّ، وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ، وَسَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ الأَنْصَارِيُّ، وَزَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَالنُّقَبَاءُ وَرَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَرَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ، وَأَرْبَعَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ حَتَّى دَفَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْعَلاَءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ وَسَيْفِ اللَّهِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ‏.‏

24- كتاب القضاء والشهادات

تقدم كثير منه في كتاب الخلافة والأمارة‏.‏

1- باب ما يخشى على مَنْ قضى بغير حق

2172- قَالَ إِسْحَاقُ أَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو السَّكْسَكِيُّ، حَدَّثَنِي شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَمُرَيْحُ بْنُ مَسْرُوقٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ إِنَّ الْقَاضِيَ لِيَنْزِلُ فِي مَنْزِلَتِهِ فِي جَهَنَّمَ أَبْعَدَ مِنْ عَدَنٍ‏.‏

2172- قَالَ عَبْدُ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، لَكِنْ قَالَ‏:‏ عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَلَمْ يَذْكُرْ مُرَيْحَ بْنَ مَسْرُوقٍ‏.‏

2172- وَكَذَا أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بَقِيَّةَ، بِهِ‏.‏

2173- وَقَالَ عَبد حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ‏:‏ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ لاِبْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا‏:‏ اقْضِ بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَ لاَ أَقْضِي بَيْنَ رَجُلَيْنِ، وَلاَ أَؤُمُّهُمَا، قَالَ‏:‏ فَإِنَّ أَبَاكَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ كَانَ يَقْضِي، قَالَ‏:‏ كَانَ أَبِي يَقْضِي، فَإِنْ أَشْكَلَ عَلَيْهِ شَيْءٌ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَإِنْ أَشْكَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَأَلَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ، وَأَنَا لاَ أَجِدُ مَنْ أَسْأَلُهُ، وَإِنِّي لَسْتُ مِثْلَ أَبِي، وَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ الْقُضَاةَ ثَلاَثَةٌ‏:‏ رَجُلٌ خَافَ فَمَالَ بِهِ هَوَى فَهُوَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ تَكَلَّفَ الْقَضَاءَ فَقَضَى بِجَهْلٍ فَهُوَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ اجْتَهَدَ فَأَصَابَ فَذَاكَ يَنْجُو كَفَافًا لاَ لَهُ وَلاَ عَلَيْهِ، وَهَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏ مَنْ عَاذَ بِاللَّهِ فَقَدْ عَاذَ بِمَعَاذٍ، قَالَ‏:‏ بَلَى، قَالَ‏:‏ فَإِنِّي أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ أَنْ تَجْعَلَنِي قَاضِيًا، فَأَعْفَاهُ، وَقَالَ‏:‏ لاَ تُخْبِرَنَّ أَحَدًا‏.‏

2173- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا شيبَانُ، وَأُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، فرقهما، وهذا لفظ أمية، قَالاَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُعَتْمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ أَبِي جَمِيلَةَ، يتُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ لاِبْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا‏:‏ اذْهَبْ فَكُنْ قَاضِيًا، قَالَ‏:‏ أَوَتُعْفِينِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ اذْهَبْ فَاقْضِ بَيْنَ النَّاسِ، قَالَ‏:‏ أَوَتُعْفِينِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ عَزَمْتُ عَلَيْكَ إِلاَّ ذَهَبْتَ فَقَضَيْتَ، قَالَ‏:‏ لاَ تَعْجَلْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ مَنْ عَاذَ بِاللَّهِ فَقَدْ عَاذَ بِمَعَاذٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ إِنِّي أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ قَاضِيًا، قَالَ‏:‏ وَمَا يَمْنَعُكَ، وَقَدْ كَانَ أَبُوكَ قَاضِيًا‏؟‏ قَالَ‏:‏ لأِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ مَنْ كَانَ قَاضِيًا يَقَضَى بِجَوْرٍ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَمَنْ كَانَ قَاضِيًا يَقْضِي بِجَهْلٍ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَمَنْ كَانَ قَاضِيًا عَالِمًا فَقَضَى بِحَقٍّ أَوْ بِعَدْلٍ سَأَلَ أَنْ يَنْفَلِتَ كَفَافًا قُلْتُ‏:‏ أَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ بَعْضَهُ، وَقَالَ‏:‏ إِنَّ فِيهِ انْقِطَاعًا‏.‏

2174- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا بَعْضُ الْمَشْيَخَةِ، عَنْ نُفَيْعٍ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى مَعَ الْقَاضِي مَا لَمْ يَتَعَمَّدْ حَيْفًا أَوْ لَمْ يَحِفْ عَمْدًا، وَيُوَفِّقُهُ لِلْحَقِّ مَا لَمْ يُرِدْ غَيْرَهُ‏.‏

2175- وَقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا فِطْرُ، عَنِ الذَّيَّالِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مخيمرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ وَلِيَ عَلَى النَّاسِ فَاحْتَجَبَ عَنْهُمْ عِنْدَ فَقْرِهِمْ وَحَاجَتِهِمْ، احْتَجَبَ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قُلْتُ‏:‏ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ طَرِيقِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ الأَزْدِيِّ أَنَّهُ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ قَالَ التِّرْمِذِيُّ‏:‏ إِنَّ أَبَا مَرْيَمَ هَذَا الأَزْدِيَّ اسْمُهُ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ‏.‏

2176- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مِرْدَاسٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِذَا ابْتُلِيَ أَحَدُكُمْ بِالْقَضَاءِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فَلاَ يَقْضِي وَهُوَ غَضْبَانُ، وَلْيُسَوِّ بَيْنَهُمْ فِي الْمَجْلِسِ وَالنَّظَرِ وَالْإِشَارَةِ، وَلاَ يَرْفَعْ صَوْتَهُ عَلَى أَحَدِ الْخَصْمَيْنِ فَوْقَ الْآخَرِ‏.‏

2177- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا هُشيم، عن أبي إسحاق، عن أبي حَرِيز، عن شريح أنه كان إذا غضب أو جاع قام فلم يقض بين أحد‏.‏

2178- وقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ يَقْضِي الْقَاضِي إِلاَّ وَهُوَ شَبْعَانُ رَيَّانُ‏.‏

2179- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا حَمَّاد بن زيد، عن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ إن القضاء ليس بحساب تحسبه، ولكن مسحة تمر على القلب‏.‏

2180- وقال ابن أبي عمر‏:‏ حدَّثنا سفيان، عن عُبيد الله بن أبي يزيد قال‏:‏ كان ابن عباس رضي الله عنهما إذا سئل عن شيء فإن كان في كتاب الله تعالى قال به، وإن لم يكن في كتاب الله عز وجل وكان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر به، وإن لم يكن في كتاب الله ولا في قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما أخذ به، فإن لم يكن عنهما اجتهد رأيه‏.‏

2- باب الزجر عن إكرام أحد الخصمين، وعن المخاصمة بغير حق

2181- قَالَ إِسْحَاقُ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ فَنَزَلَ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، فَأَضَافَهُ، فَقَالَ‏:‏ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُخَاصِمَ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ‏:‏ تَحَوَّلْ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا أَنْ نُضَيَّفَ الْخَصْمَ إِلاَّ وَمَعَهُ خَصْمُهُ‏.‏

2182- وقال الحارث‏:‏ حدَّثنا محمد بن عمر، ثنا محمد بن نعيم، عن أبيه قال‏:‏ شهدت أبا هريرة رضي الله عنه يقضي، فجاء الحارث بن الحكم فجلس على وسادته التي يتكئ عليها، قال‏:‏ فظن أبو هريرة أنه جاء لحاجة غير الحكم، قال‏:‏ فجاء رجل فجلس بين يدي أبي هريرة رضي الله عنه، فقال له‏:‏ مالك‏؟‏ قال‏:‏ استأدى عليّ الحارث، فقال له أبو هريرة‏:‏ قم فاجلس مع خصمك فإنها سنة أبي القاسم‏.‏

2183- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ مَنْ شَدَّ عَلَى غفَلَةٍ مُخَاصِمُ بِغَيْرِ عِلْمٍ بِخُصُومَتِهِ، لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللَّهِ تَعَالَى حَتَّى يَنْزِعَ‏.‏

3- باب كراهية الأجر على الحكم

2184- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا سفيان بن عيينة، عن عبد العزيز بن رُفَيع، عن موسى بن طريف، عن أبيه قال‏:‏ إن عَلِيًّا رضي الله عنه قسم قسمًا فدعا رجلاً يحسب بين الناس، فقالوا‏:‏ أعطه، قال‏:‏ إن شاء، وهو سحت‏.‏

4- باب ذم الرشوة

2185- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيع حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَعْنٍ الْمُجَاشِعِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ الطَّلْحيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي فِي النَّارِ‏.‏

2186- قَالَ‏:‏ وَثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ‏:‏ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ‏.‏

2186- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَنِيعٍ‏.‏

وَقَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ لاَ نَعْلَمُهُ عَنْ عَائِشَةَ، إِلاَّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَتَفَرَّدَ بِهِ إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى وَهُوَ لَيِّنٌ‏.‏

2187- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا عبد الله بن داود، عن فطر، عن منصور بن المعتمر، عن سالم، عن مسروق قال‏:‏ إن رجلاً سأل عبد الله عن السحت‏؟‏ قال‏:‏ الرشا، قال‏:‏ فالجور في الحكم‏؟‏ قال‏:‏ ذاك الكفر‏.‏

2187- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا محمد، ثنا عثمان بن عمر، ثنا فطر بهذا‏.‏

ولفظه‏:‏ كنت جالسًا عند عبد الله فقال له رجل‏:‏ ما السحت‏؟‏ قال‏:‏ الرشا، قال‏:‏ فالجور في الحكم‏؟‏ قال‏:‏ ذلك الكفر، ثم قرأ‏:‏ ‏{‏وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 44‏]‏‏.‏

تابعه شعبة عن منصورًا أخرجه الحاكم‏.‏

5- باب القضاء بالبينة واليمين مع الشاهد

2188- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الْبَيِّنَةُ عَلَى الْمُدَّعِي، وَاليمينُ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ‏.‏

2189- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، وَقَالَ إِسْحَاقُ أَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالاَ‏:‏ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الصَّوَّافُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَضَى‏:‏ إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلطَّالِبِ بَيِّنَةٌ فَعَلَى الْمَطْلُوبِ الْيَمِينُ، لَفْظُ إِسْحَاقَ وَقَالَ الْآخَرُ‏:‏ مَنْ طَلَبَ طَلِبَةً بِغَيْرِ شُهَودَ، فَالْمَطْلُوبُ هُوَ أَوْلَى بِالْيَمِينِ‏.‏

2189- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ وَحَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْحَجَّاجِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، مِثْلَهُ‏.‏

2190- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا يحيى بن أيوب، ثنا ابن عُلَيَّة، ثنا أيوب، عن محمد بن سيرين قال كان شريح يقول‏:‏ شاهدان ذوا عدل أنكما تفرقتما عن تراض بعد البيع أو تخاير، وإلا يمينه بالله ما تفرقتما عن تراض بعد البيع أو تخاير‏.‏

6- باب اليمين مع الشاهد

2191- وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ قَالَ أَبِي‏:‏ وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ قَضَى بِهِ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ‏:‏ يَقُولُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ لِلْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ‏.‏

2191- وَقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ لِلْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، فَذَكَرَهُ وأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، عَنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَابِرٍ، وَأَشَارَ إِلَى حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ‏.‏

2192- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى، عن ابن عجلان، حدثني أبو الزناد قال‏:‏ كنت مع عبد الحميد بالكوفة فكان يقضي باليمين مع الشاهد، فأنكر عليه ذلك ناس من أهل الكوفة، فكتب به إلى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، فكتب‏:‏ أن اقضي باليمين مع الشاهد، فقام شيخ من كبرائهم فقال‏:‏ شهدت شريحًا يقضي باليمين مع الشاهد في هذا المسجد‏.‏

7- باب من لا تقبل شهادته وترد

2193- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ الْكُوبَةُ حَرَامٌ، وَالدُّفُّ حَرَامٌ، وَالْمَعَازِفُ حَرَامٌ، وَالْمَزَامِيرُ حَرَامٌ‏.‏

2194- وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ آلِ سَهْلِ بْنِ حَنِيفٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ عَمَّارٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ دَيُّوثٌ‏.‏

2195- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ‏:‏ أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى حَينَ انْتَهَى إِلَى الثَّنِيَّةِ، فَقَالَ‏:‏ لاَ تَجُوزُ شَهَادَةُ خَصْمٍ، وَلاَ ظَنِينٍ، وَالْيَمِينُ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ‏.‏

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ‏.‏

2196- حدَّثنا سفيان، عن عمرو بن دينار قال‏:‏ كتب عبد الله بن أبي مليكة إلى ابن عباس رضي الله عنهما يسأله عن شهادة الصبيان فقال‏:‏ لا تجوز لأن الله عز وجل يقول‏:‏ ‏{‏مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 282‏]‏ وعن زنج نحروا حمارًا‏؟‏‏:‏ إن ضمن سيدهم فلا قطع عليهم‏.‏

2197- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ شَهَادَةُ الصَّبِيِّ عَلَى الصَّبِيِّ، وَشَهَادَةُ الْعَبْدِ عَلَى الْعَبْدِ جَائِزَةٌ‏.‏

2198- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ تَرِثُ مِلَّةٌ مِلَّةً، وَلاَ تَجُوزُ شَهَادَةُ مِلَّةٍ عَلَى مِلَّةِ إِلاَّ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّ شَهَادَتَهُمْ تَجُوزُ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ‏.‏

2199- حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ شَيْبَةَ، قَالَ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَدَّ شَهَادَةَ رَجُلٍ فِي كَذْبَةٍ‏.‏

2200- حدَّثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عُمير، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال‏:‏ إياكم وهذه الكعبات المسمومة التي تزجر زجرًا، فإنما هي من الميسر‏.‏

2200- وقال أحمد بن منيع‏:‏ حدَّثنا علي بن هاشم، عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص مثله‏.‏

2201- وقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْجُعَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ هُوَ الْخَطْمِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ، يَسْأَلُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ‏:‏ مَا سَمِعْتَ أَبَاكَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ مَثَلُ الَّذِي يَلْعَبُ بِالنَّرْدِ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي مَثَلُ الَّذِي يَتَوَضَّأُ بِالْقَيْحِ وَدَمِ الْخِنْزِيرِ يَقُولُ‏:‏ لاَ تُقْبَلُ صَلاَتُهُ‏.‏

8- باب كراهية تحمل الشهادة فيما يكره فعله

2202- وقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ وَلَدٌ لَهُ، فَقَالَ لَهُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَشْهَدَ بِصَدَقَةٍ أَتَصَدَّقُ بِهَا عَلَى ابْنِي هَذَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَلَكَ وَلَدٌ غَيْرُهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فَأَعْطَيْتَهُ مِثْلَ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فَلاَ أَشْهَدُ‏.‏

9- باب الزجر عن شهادة الزور وعن كتمان شهادة الحق

2203- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم، قَالاَ‏:‏ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ‏:‏ وَمَنْ رَجَعَ عَنْ شَهَادَةٍ أَوْ كَتَمَهَا، أَطْعَمَهُ اللَّهُ لَحْمَهُ عَلَى رُؤُوسِ الْخَلاَئِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُدْخِلَهُ النَّارَ وَهُوَ يَلُوكُ لِسَانَهُ، وَمَنْ شَهِدَ شَهَادَةَ الزُورٍ عَلَى مُسْلِمٍ أَوْ كَافِرٍ، عُلِّقَ بِلِسَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ صُيِّرَ مَعَ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ تَحَلَّمَ مَا لَمْ يَحْلُمْ كَانَ كَمَنْ شَهِدَ الزُّورَ‏.‏‏.‏‏.‏ الْحَدِيثَ‏.‏

هَذَا الْحَدِيثُ مَوْضُوعٌ‏.‏

2204- وقال الحارث أيضًا‏:‏ حدَّثنا عُبيد الله، ثنا المعتمر، عن أبيه، عن حنش، عن عِكْرِمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ من شهد شهادة استباح بها مال امرئ مسلم أو سفك بها دمه فقد استوجب النار‏.‏

2204- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا الحسن، ثنا المعتمر بهذا‏.‏

2204- وحدَّثنا عُبيد الله بن عمر هو القواريري، عن مُعْتَمِر مثله‏.‏

2205- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى، عن سفيان، حدثني عاصم بن عُبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال‏:‏ رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه أقام شاهد زور عشية في أزار ينكت نفسه ثم خلى سبيله‏.‏

وحديث محارب بن دثار رضي الله عنه يأتي إن شاء الله في المواعظ‏.‏

25- كتاب اللباس والزينة

1- باب لعن الواصلة والمستوصلة

2206- قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، وَمَكْحُولٌ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَعْنِي يَوْمَ خَيْبَرَ، الْوَاصِلَةَ وَالْمَوْصُولَةَ، وَالْوَاشِمَةَ وَالْمَوْشُومَةَ‏.‏

2- باب الأمر بتنظيف البيوت

2207- قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسَيَّبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ إِلْيَاسَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَيمَ، جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ، فَنَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ، وَلاَ تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ الَّتِي تَجْمَعُ الأَكْبَاءَ فِي دُورِهَا‏.‏

فِيهِ خَالِدٌ، ضَعِيفٌ‏.‏

3- باب الندب إلى العمامة

2208- قَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا الأَشْعَثُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ عَمَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ بِعِمَامَةٍ سَدَلَهَا خَلْفِي، ثُمَّ قَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أيدَّنِي يَوْمَ بَدْرٍ وَحُنَيْنٍ بِمَلاَئِكَةٍ يَعْتَمُّونَ هَذِهِ الْعِمَامَةَ، وَقَالَ‏:‏ إِنَّ الْعِمَامَةَ حَاجِزَةٌ بَيْنَ الْكُفْرِ وَالْإِيمَانِ‏.‏‏.‏‏.‏ الْحَدِيثَ‏.‏

2208- وَقَالَ، أَبُو بَكْرِ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، جَمِيعًا، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، يَقُولُ‏:‏ عَمِّنِي، فَذَكَرَهُ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ فَسَدَلَ طَرَفَيْهَا عَلَى مَنْكِبِي، وَقَالَ‏:‏ حَاجِزَةٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ‏.‏

4- باب الزجر عن لبس الثوب وجره من الخيلاء إلا لضرورة

2209- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث، ثنا همّام بن يحيى، عن قتادة، عن عُقبة بن وسَّاج قال‏:‏ كان أبو لبابة جالسًا مع كعب رضي الله عنه فقال أبو لبابة‏:‏ بئس الثوب ثوب الخيلاء فقال كعب رضي الله عنه‏:‏ أسمعته من النبي صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ لا، قال‏:‏ إني لا أرد عليك علمك، إني لأجد في كتاب الله‏:‏ من لبس ثوب خيلاء لم ينظر الله إليه حتى يضعه، وإن كان كبر، فقال أبو لبابة رضي الله عنه‏:‏ بئس القلب قلب السمين، فقال كعب رضي الله عنه‏:‏ أسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏، فقال‏:‏ لا، قال كعب رضي الله عنه‏:‏ إني لا أرد عليك علمك، إني أجد في كتاب الله تعالى‏:‏ مثل السمين وقلب المهزول كمثل شاة سمينة وشاة مهزول أصابها المطر، فخلص إلى قلب المهزولة، ولم يخلص إلى قلب السمينة، فقال أبو لبابة رضي الله عنه‏:‏ من يعبد الله كفاه الله عز وجل المؤنة، فقال كعب رضي الله عنه‏:‏ أسمعته من النبي صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فقال‏:‏ لا، فقال‏:‏ إني لا أرد عليك علمك، وإني لأجد في كتاب الله تعالى‏:‏ ما من عبد يعبد الله عز وجل إلاّ ضمن الله تعالى السماء والأرض برزقه حتى يموت، أو ما عاش‏.‏

2210- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ زِيَادَ النُّمَيْرِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ بَيْنَمَا رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ خَرَجَ فِي بُرْدَيْنِ، فَاخْتَالَ فِيهِمَا، فَأَمَرَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الأَرْضَ فَأَخَذَتْهُ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ‏.‏

2211- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ يَنْظُرُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى الَّذِي يَجُرُّ إِزَارَهُ‏.‏

2212- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالاَ‏:‏ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ‏:‏ وَمَنْ لَبِسَ ثَوْبًا فَاخْتَالَ فِيهِ، خُسِفَ بِهِ مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ، فَيُجَلْجِلَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ، لِأَنَّ قَارُونَ لَبِسَ حُلَّةً، فَاخْتَالَ، فَخُسِفَ بِهِ، فَهُوَ يَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ‏.‏

2213- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، جميعا حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ أَنَّهُ سَمِعَ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، وَمَشَى فِي زُقَاقِ أَبِي لَهَبٍ، يَقُولُ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَقْبَلَ رَجُلٌ يَمْشِي فِي بُرْدَيْنِ لَهُ، قَدْ أَسْبَلَ إِزَارَهُ، يَنْظُرُ فِي عِطْفَيْهِ، وَهُوَ يَتَبَخْتَرُ إِذْ خَسَفَ بِهِ الأَرْضَ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ‏.‏

هَكَذَا رَوَاهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَخَالَفَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِي، فَرَوَاهُ عَنْ رِشْدِينَ بْنِ كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا‏.‏

2213- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ، عَنِ ابْنِ كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ كُنْتُ أَقُودُهُ فِي زُقَاقِ أَبِي لَهَبٍ، وَقَالَ‏:‏ يَا كُرَيْبُ بَلَغْنَا مَكَانَ كَذَا كَذَا‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ أَنْتَ الْآنَ عِنْدَهُ، فَقَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ بَيْنَا أَنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الْمَوْضِعِ إِذْ قَالَ‏:‏ أَقْبَلَ رَجُلٌ يَتَبَخْتَرُ فِي بُرْدَيْنِ وَيَنْظُرُ إِلَى عِطْفَيْهِ، قَدْ أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ إِذْ خَسَفَ بِهِ الأَرْضَ فِي هَذَا الْمَوْطِنِ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ‏.‏

2214- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْعَلاَءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ابْنِ هَاشِمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِي آخِرِهِ‏:‏ وَإِيَّاكَ وَجَرَّ الْإِزَارِ، فَإِنَّ جَرَّ الْإِزَارِ مِنَ الْمَخِيلَةِ قُلْتُ‏:‏ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا فِي الصَّحِيحِ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ‏.‏

2215- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل قال‏:‏ إن عبد الله رضي الله عنه رأى رجلاً يجر إزاره فقال‏:‏ أرفع إزارك، قال‏:‏ إني حمش الساقين‏.‏

2216- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ح‏.‏

وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، كِلاَهُمَا عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ عَنْ سَعِيدٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبْصَرَ رَجُلاً يَجُرُّ إِزَارَهُ، فَقَالَ لَهُ‏:‏ ارْفَعْ إِزَارَكَ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرَ، قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ بِسَاقِي حُمُوشَةَ، قَالَ‏:‏ ذَلِكَ أَقْبَحُ مِمَّا بِسَاقِكَ‏.‏

2217- وقال عبد الله بن أحمد في زيادات الزهد‏:‏ حدَّثنا علي بن مسلم، نا سيار، ثنا يزيد بن زُريع، نا عمر مولى سلام بن أبي مطيع قال‏:‏ سمعت بكر بن عبد الله المزني في مسجد البصرة قال‏:‏ كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يلبسون لا يطعنون على الذين لا يلبسون، والذين لا يلبسون لا يطعنون على الذين يلبسون‏.‏

5- باب استحباب إظهار النعمة إذا لم يكن سرف ولا مخيلة

2218- وَقَالَ الْحَارِثُ حدَثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَسْلَمَ الْمِنْقَرِيِّ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، قَالَ‏:‏ رَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً سَيِّئَ الْهَيْئَةِ، فَقَالَ‏:‏ أَلَكَ مَالٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، مِنْ أَنْوَاعِ الْمَالِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فَلْيُرَ أَثَرُهُ عَلَيْكَ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ النِّعْمَةِ عَلَى عَبْدِهِ، وَيَكْرَهُ الْبُؤْسَ وَالتَّبَاؤُسَ‏.‏

2219- َالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ‏.‏

6- باب استحباب ترك التنعم والترفه

2220- قَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ، يُقَالُ لَهُ‏:‏ ابْنُ الأدرَعِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ تَمَعْدَدُوا، وَاخْشَوْشِنُوا، وَانْتَضِلُوا، وَامْشُوا حُفَاةً‏.‏

2221- وَقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا خَالِدٌ، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ الأَعْوَرُ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَمِيصٌ قُطْنٌ قَصِيرُ الطُّولِ، قَصِيرُ الْكُمَّيْنِ‏.‏

2221- وَقَالَ عَبْدُ‏:‏ حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلاَلٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ بِهِ‏.‏

2221- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ مُسْلِمٍ بِهِ‏.‏

2222- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا عبد الله، عن زيد أبي أسامة، عن سعيد قال‏:‏ اشترى علي بن أبي طالب رضي الله عنه قميصين سنبلانيين انبجانيين بسبعة دراهم، فكسى قنبر أحدهما، فلما أراد أن يلبس إذا إزاره مرقوع رقعه من أدم‏.‏

7- باب النهي عن تستير الجدر

2223- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا بشر- هو ابن المفضل-، ثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله قال‏:‏ أعرست في عهد أبي، فآذن الناس، فكان أبو أيوب في من آذن، وقد ستروا بنجاد أخضر، فأقبل أبو أيوب فدخل وأبي قائم، فاطلع فرأى البيت مسترًا بنجاد أخضر، فقال‏:‏ يا عبد الله أتسترون الجدر‏؟‏ فقال أبي واستحيا‏:‏ يا أبا أيوب غلبنا النساء، فقال‏:‏ من خشيت أن يغلبه النساء فلم أخشى أن يغلبنك، ثم قال‏:‏ والله لا أطعم لك طعامًا، ولا أدخل لكم بيتًا، ثم خرج‏.‏

2224- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ‏:‏ دُعِيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ إِلَى طَعَامٍ، فَلَمَّا جَاءَ رَأَى الْبَيْتَ مُنَجَّدًا، فَقَعَدَ خَارِجًا وَبَكَى، فَقِيلَ لَهُ‏:‏ وَمَا يُبْكِيكَ‏؟‏ فقَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ‏:‏ فَرَأَى رَجُلاً ذَاتَ يَوْمٍ وَقَدْ رَقَعَ بُرْدَةً لَهُ بِقِطْعَةِ فَرْوٍ، فَاسْتَقْبَلَ مَطْلَعَ الشَّمْسِ وَقَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ، وَصَفَ حَمَّادٌ بِيَدَيْهِ بِبَاطِنِ الْكَفَّيْنِ وَمَدَّ يَدَيْهِ،‏:‏ تَطَالَعَتْ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا، أَيْ‏:‏ أَقْبَلَتْ، حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ يَقَعُ عَلَيْنَا، وَيَغْدُوا أَحَدُكُمْ فِي حُلَّةٍ، وَيَرُوحُ فِي أُخْرَى، وَتَسْتُرُونَ بُيُوتَكُمْ كَمَا تَسْتُرُونَ الْكَعْبَةُ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ‏:‏ كَيْفَ لاَ أَبْكِي وَقَدْ رَأَيْتُكُمْ تَسْتُرُونَ بُيُوتَكُمْ كَمَا تَسْتُرُونَ الْكَعْبَةَ‏.‏

8- باب نهي المرأة أن تلبس ما يصف عظمها

2225- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حُلَّةٌ وَثَوْبٌ شَامِيٌّ، فَكَسَانِي الْحُلَّةَ، وَكَسَى أُسَامَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ الثَّوْبَ، فَرُحْتُ فِي حُلَّتِي، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم لِأُسَامَةَ‏:‏ مَا صَنَعْتَ بِثَوْبِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ كَسَوْتُهُ امْرَأَتِي، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فَمُرْهَا تَلْبِسُ تَحْتَهُ ثَوْبًا شَفِيفًا، لاَ يَصِفُ حَجْمَ عِظَامِهَا لِلرِّجَالِ‏.‏

رَوَاهُ زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ أُسَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ‏.‏

9- باب النقش للمرأة تخضب يدها

2226- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنِي عِيسَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدَّتِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا، وَهِيَ تَخْتَضِبُ، فَقَالَ‏:‏ هَلاَّ يَا أُمَّ فُلاَنٍ هَكَذَا، عَلَى ظَهْرِ كَفِّهِ، يَعْنِي النَّقْشَ‏.‏

10- باب كراهية الخلوق وإباحته للمتزوج

2227- قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا حَبِيبَةَ، يُحَدِّثُ عَنِ الرَّجُلِ الَّذِي أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ، قَالَ‏:‏ سَأَلْتُهُ وَأَنَا مُخَلَّقٌ، فَقَالَ لِي‏:‏ اذْهَبْ فَاغْتَسِلْ، فَذَهَبْتُ، فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ رَجَعْتُ، فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ ثَلاَثًا، قَالَ‏:‏ فَذَهَبْتُ فَوَقَعْتُ فِي بِئْرٍ، وَأَخَذْتُ نَشْفَةً، يَعْنِي حَجَرًا، فَجَعَلْتُ أَبْتَغِي، يَعْنِي الْوُضُوءَ، ثُمَّ اغْتَسَلْتُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ هَاتِ حَاجَتَكَ قُلْتُ‏:‏ رَوَى أَبُو دَاوُدَ مَعْنَاهُ مِنْ حَدِيثِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ‏.‏

2228- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ثَلاَثَةٌ لاَ تَقْرَبُهُمُ الْمَلاَئِكَةُ‏:‏ الْمُتَخَلِّقُ، وَالسَّكْرَانُ، وَالْجُنُبُ‏.‏

2229- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ ظَبْيَانَ، أِنَّهُ سَمِعَ رَجُلاً مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، يَقُولُ‏:‏ ذَهَبْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى يَهُودِ بَنِي قَيْنُقَاعٍ، فَأَبْصَرَ رَجُلاً مُتَخَلِّقًا فَقَبَضَ يَدَهُ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَعَلَّهُ عَرُوسٌ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَإِنْ، اذْهَبْ فَاغْسِلْهُ، ثُمَّ أَنْهِكْهُ، ثُمَّ اغْسِلْهُ، ثُمَّ انْهِكْهُ ثُمَّ اغْسِلْهُ ثُمَّ انْهَكْهُ‏.‏

2230- وقال الحارث‏:‏ حدَّثنا داود بن رُشَيد، ثنا أبو حَيْوة‏:‏ شريح بن يزيد الحضرمي، عن عمران بن بشر الحضرمي قال‏:‏ رأيت عبد الله بن بسر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه وعليه عمامة صفراء، ورداء أصفر‏.‏

2231- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ مَصْبُوغَانِ بِالزَّعْفَرَانِ‏:‏ رِدَاءٌ، وَعِمَامَةٌ‏.‏

2232- وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا حُرَيْثٌ، عَنْ مُدْرِكِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ إِنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ لِيُبَايِعَهُ، فَرَأَى يَدَهُ مُخَلَّقَةً، فَكَفَّ يَدَهُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ‏:‏ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، إِنَّمَا كَفَّ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ عَنْكَ أَنَّهَا مُخَلَّقَةٌ، فَغَسَلَ يَدَهُ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَبَايَعَهُ‏.‏

2232- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ بِهِ‏.‏

11- باب المعصفر للصبيان وغيرهم

2233- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى، عن ابن جُريج، عن عطاء وابن أبي مُلَيْكة قال‏:‏ كنا ندخل على عائشة رضي الله عنها ونحن غلمان، وعلينا ثياب معصفرة‏.‏

2234- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ، عَنْ زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ أنَّ شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَعَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ مُعَصْفَرَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَوْ كَانَ هَذَا تَحْتَ قِدْرِ أَهْلِكَ، كَانَ خَيْرًا لَكَ، فَذَهَبَ الْفَتَى فَغَدَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ مَا صَنَعْتَ بِثَوْبِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ صَنَعْتُ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَا بِذَلِكَ أَمَرْتُكَ، فَهَلاَّ أَلْقَيْتَهُ عَلَى بَعْضِ نِسَائِكَ‏.‏

12- باب الوشم

2235- قال أحمد بن منيع‏:‏ حدَّثنا هُشيم، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال‏:‏ دخلت على أبي بكر رضي الله عنه وهو مريض، فرأيت أسماء بنت عميس رضي الله عنها تذب عنه، وهي موشومة اليدين، أي‏:‏ منقوشتهما بالحناء‏.‏

13- باب النهي عن الجلوس على جلود السباع

2236- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يُفْرَشَ مُسُوكُ السِّبَاعِ، الْمُسُوكُ‏:‏ جَمْعُ مَسْكٍ، بِفَتْحِ الْمِيمِ‏:‏ الْجُلُودُ‏.‏

14- باب تحريم الحرير على الرجال، وإباحته للنساء، وجواز بيعه لمن يجوز له لبسه

2237- قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ، وَكَانَ جَارًا لِي خَتَمَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ خَرَجَتْ خَيْلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَمِعَ بِهَا أُكَيْدِرُ دُومَةَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ إِنَّ أُكَيْدِرَ أَخْرَجَ قُبَاءً مَنْسُوجًا بِالذَّهَبِ مِمَّا كَانَ كِسْرَى يَكْسُوهُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ارْجِعْ بِقُبَاكَ، فَلَيْسَ أَحَدٌ يَلْبَسُ هَذَا فِي الدُّنْيَا إِلاَّ حُرِمَهُ فِي الْآخِرَةِ فَرَجَعَ بِهِ، فَلَمَّا أَتَى مَنْزِلَهُ وَجَدَ فِي نَفْسِهِ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِ هَدِيَّتُهُ، فَرَجَعَ فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ يَشُقُّ عَلَيْنَا أَنْ يُرَدَّ هَدِيَّتُنَا، فَاقْبَلْ مِنِّي هَدِيَّتِي، فَقَالَ لَهُ‏:‏ انْطَلِقْ، فَادْفَعْهُ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ وَقَدْ كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ سَمِعَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيهِ، فَبَكَى وَدَمِعَتْ عَيْنَاهُ، وَظَنَّ أَنْ قَدْ لَحِقَهُ شَقَاءٌ، فَانْطَلَقَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ أَحَدَثَ فِيَّ شَيْءٌ‏؟‏ قُلْتُ فِي هَذَا الْقُبَاءِ مَا سَمِعْتُ، ثُمَّ بَعَثْتَ بِهِ إِلَيَّ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ عَلَى فِيهِ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَا بَعَثْتُ بِهِ إِلَيْكَ لِتَلْبَسَهُ، وَلَكِنْ تَبِيعُهُ فَتَسْتَعِينَ بِثَمَنِهِ‏.‏

2238- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَبِي فَاخِتَةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَتْنِي أُمُّ هَانِئٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُهْدِيَ لَهُ حُلَّةُ حَرِيرِ سِيَرَاءُ، فَبَعَثَ بِهَا إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، فَرَاحَ وَهِيَ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ‏:‏ إِنِّي لاَ أَرْضَى لَكَ إِلاَّ مَا أَرْضَى لِنَفْسِي، إِنِّي لَمْ أَكْسُكَهَا لِتَلْبَسَهَا، إِنِّي كَسَوْتُهَا لِتَجْعَلَهَا خُمُرًا بَيْنَ الْفَوَاطِمِ‏.‏

2238- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا جرير عن برد بن أبي زياد‏.‏

كذا في الأصل، ولفظهما متقارب، والصواب يزيد، بفتح التحتانية بعدها زاي، فِي إِسْنَادِهِ ضَعْفٌ وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ نَفْسِهِ‏.‏

2239- وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، أَخْبَرَتْنِي أُمُّ الْمُغِيرَةِ مَوْلاَةُ الأَنْصَارِ، قَالَتْ‏:‏ سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنِ الْحَرِيرِ، يلْبَسُهُ النِّسَاءُ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ كُنَّا نُكْسَى عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثِيَابًا يُقَالُ لَهَا السِّيَرَاءُ‏.‏

2240- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى، عن الفضيل بن غزوان، عن المهاجر بن شماس، عن عمه قال‏.‏

كنت عند ابن مسعود رضي الله عنه فجاء ابنان عليهما قميصان من حرير، فشقه عنهما، وقال‏:‏ إنما هذا للنساء، وليس للرجال‏.‏

2241- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ‏:‏ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، أَنَا ثَابِتُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، أَخْبَرَتْنِي أُنَيْسَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، عَنْ أَبِيهَا رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ الذَّهَبُ وَالْحَرِيرُ حَلالٌ لِإِنَاثِ أُمَّتِي، حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِهَا‏.‏

2242- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا حَمَّاد بن زيد، عن المهاجر، عن أبي العالية أن سعد بن مالك دخل على ابن عامر رضي الله عنه وهو متكئ على فراش من سندس فقال‏:‏ لأن أجلس على جمر الغضا أحبّ إليّ من أن أجلس على هذا‏.‏

15- باب إباحة لبس الحرير لعذر، والإشارة إلى كراهيته للصبيان

2243- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى، عن محمد بن عمرو، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال‏:‏ دخل عبد الرحمن بن عوف ومعه محمد ابنه وعليه قميص من حرير، فقام عمر رضي الله عنه فأخذ بجيبه فشقه، فقال عبد الرحمن‏:‏ غفر الله لك لقد أفزعت الصبي فأطرت قلبه، قال‏:‏ تكسوهم الحرير‏؟‏ ‏!‏ قال‏:‏ فإني ألبس الحرير، قال‏:‏ فإنهم مثلك‏؟‏ ‏!‏‏.‏

2244- حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ دَخَلَ ابْنُ عَوْفٍ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ وَعَلَيْهِ قَمِيصُ حَرِيرٍ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ‏:‏ ذُكِرَ لِي أَنَّ مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الْآخِرَةِ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ‏:‏ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْبَسَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ‏.‏

2245- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ عَنْ أَبِي جَنَابٍ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ‏:‏ شَكَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَثْرَةَ الْقَمْلِ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَلْبَسَ قَمِيصًا مِنْ حَرِيرٍ‏؟‏ فَأَذِنَ لَهُ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، وَقَامَ عُمَرُ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، أَتَاهُ بِابْنِهِ، أَبِي سَلَمَةَ، وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ مِنْ حَرِيرٍ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ‏:‏ مَا هَذَا‏؟‏ ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ فِي جَيبِ الْقَمِيصِ فَشَقَّهُ إِلَى أَسْفَلِهِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ‏:‏ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ أَحَلَّهُ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِنَّمَا أَحَلَّهُ لَكَ لِأَنَّكَ شَكَوْتَ الْقَمْلَ، فَأَمَّا غَيْرُكَ فَلاَ‏.‏

16- باب فضل البياض على غيره ولبس سائر الألوان

2246- قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خِرَاشٍ، حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَلْبَسُ قَلَنْسُوَةً بَيْضَاءَ‏.‏

2247- حدَّثنا عبدان، ثنا أبو سِنان قال‏:‏ رأيت الحسن أبيض الرأس واللحية، عليه كمة بيضاء مضربة‏.‏

وحديث جابر رضي الله عنه في الباب تقدم في التجمل للجمعة‏.‏

17- باب موضع الإزار

2248- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى، عن موسى بن ثروان، عن أبي المتوكل قال‏:‏ إنه رأى ابن عمر رضي الله عنهما وإزاره إلى نصف ساقه، وقميصه فوق ذلك، ورداؤه فوق القميص‏.‏

2249- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ إِنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، كَانَ إِزَارُهُ إِلَى نِصْفِ سَاقَيْهِ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ‏:‏ هَكَذَا أَزْرَةُ صَاحِبِنَا، يَعْنِي‏:‏ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم‏.‏

2250- حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَّمِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ إِذَا كَانَ إِزَارُكَ وَاسِعًا فَتَوَشَّحْ بِهِ، وَإِذَا كَانَ ضَيِّقًا فَاتَّزِرْ بِهِ‏.‏

إِسْحَاقُ مَتْرُوكٌ‏.‏

18- باب ذيول النساء

2251- قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَقَامَ بَعْضَ نِسَائِهِ، وَشَبَّرَ مِنْ ذَيْلَهَا شِبْرًا أَوْ شِبْرَيْنِ، وَقَالَ‏:‏ لاَ تَزِدْنَ عَلَى هَذَا‏.‏

19- باب حلية الذهب

2252- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى، عن شُعبة، عن منصور، عن أبي حازم، عن عروة، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال‏:‏ أهلكهن الأحمران الذهب والزعفران‏.‏

2253- حدَّثنا المعتمر، قال‏:‏ سمعت أبي يقول‏:‏ سمعت محمد بن سيرين يقول‏:‏ نهت عائشة رضي الله عنها عن الذهب وآنية الفضة، فلم يزالوا بها حتى رخصت في الذهب‏.‏

2254- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ نُبَيْطِ بْنِ جَابِرٍ، قَالَتْ‏:‏ أَوْصَى أَبُو أُمَامَةَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأُمِّي وَخَالَتِي، فَأَتَاهُ حُلِيٌّ فِيهِ ذَهَبٌ وَلُؤْلُؤٌ يُقَالُ لَهُ‏:‏ الرِّعَاثُ، فَحَلاَّهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ تِلْكَ الرِّعَاثِ، فَأَدْرَكْتُ ذَلِكَ الْحُلِيَّ عِنْدَ أَهْلِي‏.‏

20- باب حف الشارب وتوفير اللحية

2255- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ‏:‏ أَتَى رَجُلٌ مِنَ الْعَجَمِ الْمَسْجِدَ، وَقَدْ وَفَّرَ شَارِبَهُ، وَجَزَّ لِحْيَتَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي بِهَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَنِي أَنْ أُوَفِّرَ لِحْيَتِي، وَأُحْفِيَ شَارِبِي‏.‏

21- باب كراهة نتف الشيب

2256- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا هُشيم، عن منصور، عن إبراهيم وعن يونس، عن الحسن، وعن شيخ، عن الشَّعبي قال‏:‏ إنهم كانوا يكرهون نتف الشيب‏.‏

22- باب خضاب شعر اللحية

2257- قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا الْمُقْرِي، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّهُ رَأَى شَعْرًا مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَصْبُوغًا بِالْحِنَّاءِ، قَالَ‏:‏ كُنَّا نُخَضخِضُهُ بِالْمَاءِ، وَنَشْرَبُ ذَلِكَ الْمَاءَ‏.‏

2257- وَبِهِ إِلَى حَيْوَةَ، أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّهُ رَأَى شَعْرًا مِنْ شَعْرِ رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَصْبُوغًا بِالْحِنَّاءِ، وَلَيْسَ بشَدِيدَ الْحُمْرَةِ، قَالَ‏:‏ وَكلُنَّا نَغْسِلُهُ بِالْمَاءِ‏.‏

2258- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعِجْلِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي سَارَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إنَّ رَجُلاً دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَلَسْتَ مُسْلِمًا‏؟‏ قَالَ‏:‏ بَلَى، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فَاخْتَضِبْ‏.‏

2259- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ دِعَامَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ اخْتَضِبُوا بِالْحِنَّاءِ، فَإِنَّهُ طِيبَ الرِّيحِ يُسْكِنُ الدَّوْخَةَ، قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ لاَ أَدْرِي شَرِيكًا هَذَا هُوَ ابْنُ أَبِي نَمِرٍ أَمْ لاَ‏؟‏ وَقَدْ رَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقهِ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، بِلَفْظِ فَإِنَّهُ يَزِيدُ فِي شَبَابَكُمْ، وَنِكَاحَكُمْ‏.‏

2260- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ مُؤَدِّبُ الْمَهْدِيِّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ غَيَّرَ الْبَيَاضَ سَوَادًا لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏.‏

مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَزْرَمِيُّ ضَعِيفٌ جِدًّا‏.‏

2261- وقَالَ الطَّيَالِسِيُّ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَلِيلِ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، يَذْكُرُ حَدِيثَ الشَّيْبُ نُورٌ، وَزَادَ‏:‏ إِلاَّ مَنْ خَضَبَهَا أَوْ نَتَفَهَا، فَقُلْتُ لِشَهْرٍ‏:‏ إِنَّهُمْ يُصَفِّرُونَ وَيَخْضِبُونَ بِالْحِنَّاءِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَجَلْ، كَأَنَّهُ يَعْنِي‏:‏ السَّوَادَ‏.‏