فصل: 43- كتاب المناقب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ***


43- كتاب المناقب

1- باب علامات النبوة

3796- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ‏:‏ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَغَيْرِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَصَلْتُ الْحَدِيثَ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ‏:‏ أَوَّلُ رِدَّةٍ فِي الْعَرَبِ رِدَّةُ مُسَيْلِمَةَ بْنِ حَبِيبٍ الْكَذَّابِ صَاحِبِ الْيَمَامَةِ، وَالأَسْوَدِ بْنِ كَعْبٍ الْعَنْسِيِّ باليمن، في عهد رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنِّي رَأَيْتُ فِيَ ذِرَاعَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، فَنَفَخْتُ فِيهِمَا فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَ الْيَمَامَةِ، وَكَذَّابَ صَنْعَاءَ‏.‏

فِيهِ انْقِطَاعٌ‏.‏

3797- وَأنا عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ هُوَ ابْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، قَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يَبْنِيَ الْمَسْجِدَ يُصَلِّي إِلَى خَشَبَةٍ، فَلَمَّا بَنَى الْمَسْجِدَ بُنِيَ لَهُ مِحْرَابٌ، فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ، فَحَنَّتْ تِلْكَ الْخَشَبَةُ حَنِينَ الْبَعِيرِ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ عَلَيْهَا، فَسَكَنَتْ‏.‏

3798- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يزَيْدِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، قَالاَ‏:‏ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خُطْبَةً قَبْلَ وَفَاتِهِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ‏:‏ فَقَالَ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ كَائِنٌ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ ثَلاَثُونَ كَذَّابًا، أَوَّلُهُمْ صَاحِبُ الْيَمَامَةِ، وَصَاحِبُ صَنْعَاءَ‏.‏

3799- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أُعْطِيتُ فَوَاتِحَ الْكَلاَمِ، وَجَوَامِعَهُ، وَخَوَاتِمَهُ، قَالَ‏:‏ فَقُلْنَا‏:‏ عَلِّمْنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ، فَعَلَّمَنَا صلى الله عليه وسلم التَّشَهُّدَ‏.‏

3800- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الصُفَيْرَاءِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ‏:‏ خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَكَانَ لاَ يَأْتِي الْبَرَازَ حَتَّى يَغِيبَ فَلاَ يُرَى، فَنَزَلْنَا بِأَرْضٍ فَلاَةٍ، لَيْسَ فِيهَا شَجَرٌ وَلاَ عَلَمٌ، فَقَالَ لِي‏:‏ يَا جَابِرُ، انْطَلِقْ، اجْعَلْ لِي فِي الْإِدَاوَةِ مَاءً، ثُمَّ انْطَلِقْ بِنَا حَتَّى لاَ نُرَى، قَالَ‏:‏ فَإِذَا هُوَ بِشَجَرَتَيْنِ بَيْنَهُمَا أَذْرُعٌ، فَقَالَ لِي‏:‏ يَا جَابِرُ، انْطَلِقْ إِلَى هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ، فَقُلْ لَهُمَا‏:‏ يَأْمُرُكُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَجْتَمِعَا، حَتَّى أَجْلِسَ خَلْفَكُمَا، فَجَاءَتَا، فَجَلَسَ صلى الله عليه وسلم خَلْفَهُمَا، ثُمَّ رَجَعَتَا إِلَى مَكَانِهِمَا‏.‏

قَالَ‏:‏ وَكُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِفَلاَةٍ، كَأَنَّمَا عَلَى رُؤُوسِنَا الطَّيْرُ تُظِلُّنَا، فَعَرَضَتْ لَنَا امْرَأَةٌ مَعَهَا صَبِيُّ لَهَا، فَقَالَتْ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا الصَّبِيُّ يَأْخُذُهُ الشَّيْطَانُ كُلِّ يَوْمٍ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، قَالَ‏:‏ فَوَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَخَذَ الصَّبِيَّ، فَحَمَلَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُقَدَّمِ الرَّحْلِ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ اخْسَأْ عَدُوَّ اللَّهِ، أَنَا رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ دَفَعَ الصَّبِيَّ إِلَيْهَا، فَلَمَّا قَضَيْنَا مَسِيرَنَا، وَمَرَرْنَا بِذَلِكَ الْمَكَانِ، عَرَضَتْ لَنَا الْمَرْأَةُ وَصَبِيُّهَا، وَمَعَهَا كَبْشَانِ، فَقَالَتْ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، اقْبَلْ مِنِّي هَذَيْنِ، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عَادَ إِلَيْهِ بَعْدُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ خُذُوا أَحَدَهُمَا، وَرُدُّوا الْآخَرَ‏.‏

قَالَ‏:‏ ثُمَّ سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَسِرْنَا، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَنَا، كَأَنَّمَا عَلَى رُؤُوسِنَا الطَّيْرُ تُظِلُّنَا، فَإِذَا جَمَلٌ نَادٌّ، فَجَاءَ حَتَّى خَرَّ بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ سَاجِدًا، فَوَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ لِلنَّاسِ‏:‏ مَنْ صَاحِبُ هَذَا الْجَمَلِ‏؟‏ قَالَ فِتْيَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ‏:‏ هُوَ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ‏:‏ فَمَا شَأْنُهُ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ سَنَيْنَا عَلَيْهِ عِشْرِينَ سَنَةً، فَكَانَ بِهِ شُحَيْمَةٌ، فَأَرَدْنَا أَنْ نَنْحَرَهُ وَنَقْسِمَهُ بَيْنَ غِلْمَانَنَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فَتَبِيعُونِيهِ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ بَلْ هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَمَّا لاَ، فَأَحْسِنُوا إِلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجَلُهُ، قَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَحْنُ أَوْلَى بِالسُّجُودِ لَكَ مِنَ الْبَهَائِمِ، فَقَالَ‏:‏ لَوْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدَ بَشَرٌ لِأَحَدٍ، كَانَ النِّسَاءُ لِأَزْوَاجِهِنَّ، وَرَوَاهُ الدَّارِمِي فِي مُسْنَدِهِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، بِطُولِهِ، وَإِسْمَاعِيلُ سَيِّئُ الْحِفْظِ، وَقَدْ ذَكَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ أَنَّهُ تَفَرَّدَ بِهَذَا الْحَدِيثِ بِطُولِهِ، وَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَةَ مِنْهُ فِي الطَّهَارَةِ‏:‏ كَانَ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ الْبَرَازَ انْطَلَقَ حَتَّى لاَ يَرَاهُ أَحَدٌ حَسْبُ‏.‏

3801- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ حَبَّانَ بْنِ بُحٍّ الصُّدَائِيِّ، صَاحِبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ‏:‏ قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ قَوْمِي كَفَرُوا، فَأُخْبِرْتُ أَنَّهُ جَهَّزَ إِلَيْهِمْ جَيْشًا، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ‏:‏ إِنَّ قَوْمِي عَلَى الْإِسْلاَمِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَكَذَلِكَ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ فَاتَّبَعْتُهُ لَيْلَتِي إِلَى الصَّبَاحِ، فَأَذَّنْتُ بِالصَّلاَةِ لَمَّا أَصْبَحْتُ، وَأَعْطَانِي إِنَاءً تَوَضَّأْتُ فِيهِ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَصَابِعَهُ فِي الْإِنَاءِ، فَانْفَجَرَتْ عُيُونًا، ثُمَّ قَالَ‏:‏ مَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَلْيَتَوَضَّأْ فَتَوَضَّأْتُ، وَصَلَّيْتُ، فَأَمَّرَنِي عَلَيْهِمْ، وَأَعْطَانِي صَدَقَتَهُمْ، فَقَامَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ فُلاَنًا ظَلَمَنِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ خَيْرَ فِي الْإِمْرَةِ لِرَجُلٍ مُسْلِمٍ ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ فَسْأَلُ صَدَقَةً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ الصَّدَقَةَ صُدَاعٌ فِي الرَّأْسِ، وَحَرِيقٌ فِي الْبَطْنِ، وَدَاءٌ فَأَعْطَيْتُهُ صَحِيفَتَيَّ، صَحِيفَةَ إِمْرَتِي، وَصَدَقَتِي، فَقَالَ‏:‏ مَا شَأْنُكَ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ كَيْفَ أَقْبَلُهَا، وَقَدْ سَمِعْتُ مِنْكَ مَا سَمِعْتُ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ هُوَ مَا سَمِعْتَ‏.‏

2- باب جوده وكرمه صلى الله عليه وسلم

3802- قال أبو يعلى‏:‏ حدَّثنا زكريا ‏[‏ح‏]‏‏.‏

وإسحاق، قالا‏:‏ ثنا هُشيم، عن سيار، عن أبي هبيرة الأنصاري، عن جابر رضي الله عنه‏.‏‏.‏‏.‏ فذكر حديث البعير، قال جابر رضي الله عنه‏:‏ فلقيت رجلاً من اليهود فأخبرته بالذي كان، فجعل يتعجب، ويقول‏:‏ أعطاك الثمن، ورد عليك البعير ‏!‏‏.‏

3803- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبَّادَانِيُّ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ نُوحِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ أَخِيهِ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَلاَ أُخْبِرُكُمْ عَنِ الأَجْوَدِ‏؟‏ اللَّهُ الأَجْوَدُ، وَأَنَا أَجْوَدُ وَلَدِ آدَمَ‏.‏

3- باب إنصافه من نفسه صلى الله عليه وسلم

3804- قَالَ عبد‏:‏ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ‏:‏ كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ ضَعِيفًا، وَكَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَرَادَ أَنْ يَلْقَاهُ عَلَى خَلاَءٍ، فَيُبْدِيَ لَهُ حَاجَتَهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُعَسْكِرًا بِالْبَطْحَاءِ، وَكَانَ يَجِيءُ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَطُوفُ بِالْبَيْتِ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَجْهِ الْفَجْرِ رَجَعَ، فَصَلَّى بِأَصْحَابِهِ صَلاَةَ الْغَدَاةِ، قَالَ‏:‏ فَحَبَسَهُ الطَّوَافُ ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى أَصْبَحَ، فَلَمَّا اسْتَوَى صلى الله عليه وسلم عَلَى رَاحِلَتِهِ، عَرَضَ لَهُ الرَّجُلُ، فَأَخَذَ بِخِطَامِ نَاقَتِهِ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، فَقَالَ‏:‏ إِنَّكَ سَتُدْرِكُ حَاجَتَكَ، فَأَبَى، فَلَمَّا خَشِيَ أَنْ يَحْبِسَهُ، خَفْقَهُ بِالسَّوْطِ خَفْقَةً، ثُمَّ مَضَى، فَصَلَّى بِهِمْ صَلاَةَ الْغَدَاةِ، فَلَمَّا انْفَتَلَ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَى الْقَوْمِ، وَكَانَ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ عَرَفُوا أَنَّهُ حَدَثَ أَمْرٌ، فَاجْتَمَعَ الْقَوْمُ حَوْلَهُ، فَقَالَ‏:‏ أَيْنَ الَّذِي خَفَقْتُ آنِفًا‏؟‏ فَأَعَادَهَا‏:‏ إِنْ كَانَ فِي الْقَوْمِ فَلْيَقُمْ، قَالَ‏:‏ فَجَعَلَ الرَّجُلُ، يَقُولُ‏:‏ أَعُوذُ بِاللَّهِ ثُمَّ بِرَسُولِهِ، وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏ ادْنُهْ، ادْنُهْ، حَتَّى دَنَا مِنْهُ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ يَدَيْهِ، وَنَاوَلَهُ السَّوْطَ، فَقَالَ‏:‏ خُذْ لِمَجْلَدِكَ، فَاقْتَصَّ، فَقَالَ‏:‏ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَجْلِدَ نَبِيَّهُ، قَالَ‏:‏ خُذْ بِمَجْلَدِكَ، فَمَا بَأْسٌ عَلَيْكَ، قَالَ‏:‏ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَجْلِدَ نَبِيَّهُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ، إِلاَّ أَنْ تَعْفُوَ قَالَ‏:‏ فَأَلْقَى السَّوْطَ، وَقَالَ‏:‏ قَدْ عَفَوْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَامَ أَبُو ذَرٍّ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَذْكُرُ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ‏؟‏ كُنْتُ أَسُوقُ بِكَ، وَكُنْتَ نَائِمًا، وَكُنْتُ إِذَا أَبْطَأْتُ، وَإِذَا أَخَذْتُ بِخِطَامِهَا، أَعْرَضْتَ، فَخَفَقْتُكَ خَفْقَةً بِالسَّوْطِ، فَقُلْتُ‏:‏ قَدْ أَتَاكَ الْقَوْمُ، فَقُلْتَ‏:‏ لاَ بَأْسَ عَلَيْكَ، خُذْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَاقْتَصَّ، قَالَ‏:‏ قَدْ عَفَوْتُ، قَالَ‏:‏ اقْتَصَّ، فَإِنَّهُ أَحَبُّ إِلَيَّ، فَجَلَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَتَضَوَّرُ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ‏:‏ أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللَّهَ، فَوَاللَّهِ لاَ يَظْلِمُ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنًا، إِلاَّ انْتَقَمَ اللَّهُ لَهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏.‏

فيه حديث رافع بن خديج رضي الله عنه في مسح بطنه فما اشتكاه بعد‏.‏

وحديث أنس رضي الله عنه في باب الخطبة، من كتاب النكاح‏.‏

4- باب بركة دعائه صلى الله عليه وسلم

3805- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ بَنِي سَلاَمَانَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ‏:‏ إِنَّ خَالَهَا حَبِيبَ بْنَ فُوَيْكٍ حَدَّثَهَا، أَنَّ أَبَاهُ خَرَجَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَعَيْنَاهُ مُبْيَضَّتَانِ، لاَ يُبْصِرُ بِهِمَا شَيْئًا، فَسَأَلَهُ‏:‏ مَا أَصَابَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ كُنْتُ أَمْرُنُ جَمَلاً لِي فَوَضَعْتُ رِجْلِي عَلَى بَيْضَةِ حَيَّةٍ، فَأُصِبْتُ، فَنَفَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي عَيْنَيْهِ، فَأَبْصَرَ، قَالَ‏:‏ فَرَأَيْتُهُ يُدْخِلُ الْخَيْطَ فِي الْإِبْرَةِ، وَإِنَّهُ لاَبْنُ ثَمَانِينَ، وَإِنَّ عَيْنَيْهِ لَمُبْيَضَّتَانِ‏.‏

3806- وَقَالَ عَبْدُ‏:‏ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ الْحَفَرِيُّ، عَنْ بَدْرِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْوَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَائِشَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ غَدَاةٍ، فَقَالَ‏:‏ رَأَيْتُ قَبْلَ صَلاَةِ الْفَجْرِ كَأَنَّمَا أُعْطِيتُ الْمَقَالِيدَ وَالْمَوَازِينَ، فَأَمَّا الْمَقَالِيدُ فَهَذِهِ الْمَفَاتِيحُ، وَأَمَّا الْمَوَازِينُ فَهِيَ الَّتِي يُوزَنُ بِهَا، فَوُضِعْتُ فِي إِحْدَى الْكِفَّتَيْنِ، وَوُضِعَتْ أُمَّتِي فِي الْأُخْرَى، فَوُزِنْتُ فَرَجَحْتُهُمْ، ثُمَّ جِيءَ بِأَبِي بَكْرٍ، فَوُزِنَ فَوَزَنَهُمْ، ثُمَّ جِيءَ بِعُمَرَ، فَوُزِنَ فَوَزَنَهُمْ، ثُمَّ فجِيءَ بِعُثْمَانَ، فَوُزِنَ فَوَزَنَهُمْ، ثُمَّ اسْتَيْقَظْتُ، فَرُفِعَتْ‏.‏

3807- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَذْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ‏:‏ أُصِيبَتْ عَيْنُ أَبِي ذَرٍّ يَوْمَ أُحُدٍ، فَبَزَقَ فِيهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَتْ أَصَحَّ عَيْنَيْهِ‏.‏

3808- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أنا خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ، أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ حَدَّثَهُ، قَالَ‏:‏ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حِجَّتِهِ الَّتِي حَجَّهَا، فَلَمَّا هَبَطْنَا بَطْنَ الرَّوْحَاءِ، عَارَضَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم امْرَأَةٌ لَهَا صَبِيٌّ لَهَا، فَسَلَّمَتْ عَلَيْهِ، فَوَقَفَ لَهَا، فَقَالَتْ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا ابْنِي فُلاَنٌ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا زَالَ فِي خَنْقٍ وَاحِدٍ مُنْذُ وَلَدْتُهُ إِلَى السَّاعَةِ، أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا، فَأَكْسَعَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَسَطَ يَدَهُ، فَجَعَلَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرَّحْلِ، ثُمَّ تَفَلَ فِي فِيهِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ اخْرُجْ عَدُوَّ اللَّهِ، فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ ثُمَّ نَاوَلَهَا إِيَّاهُ، فَقَالَ‏:‏ خُذِيهِ، فَلَنْ تَرَيْ مَعَهُ شَيْئًا يَرِيبُكِ بَعْدَ الْيَوْمِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ أُسَامَةُ‏:‏ وَقَضَيْنَا حِجَّتَنَا، ثُمَّ انْصَرَفْنَا، فَلَمَّا نَزَلْنَا بِالرَّوْحَاءِ، فَإِذَا تِلْكَ الْمَرْأَةُ أُمُّ الصَّبِيِّ، فَجَاءَتْ، وَمَعَهَا شَاةٌ مَصْلِيَّةٌ، فَقَالَتْ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا أُمُّ الصَّبِيِّ الَّذِي أَتَيْتُكَ بِهِ، قَالَتْ‏:‏ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا رَأَيْتُ مِنْهُ شَيْئًا يَرِيبُنِي إِلَى هَذِهِ السَّاعَةِ قَالَ أُسَامَةُ‏:‏ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا أُسَيْمُ، قَالَ الزُّهْرِيُّ‏:‏ وَهَكَذَا كَانَ يَدْعُوهُ بِهِ تَحَشُّمَةً، نَاوِلْنِي ذِرَاعَهَا، قَالَ‏:‏ فَامْتَلَخْتُ الذِّرَاعَ، فَنَاوَلْتُهَ إِيَّاهَا، صلى الله عليه وسلم، فَأَكَلَهَا صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ‏:‏ يَا أُسَيْمُ، نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ فَامْتَلَخْتُ الذِّرَاعَ، فَنَاوَلْتُهَ إِيَّاهَا، فَأَكَلَهَا صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ‏:‏ يَا أُسَيْمُ، نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ قَدْ قُلْتَ‏:‏ نَاوِلْنِي، فَنَاوَلْتُكَهَا، فَأَكَلْتَهَا، ثُمَّ قُلْتَ‏:‏ نَاوِلْنِي، فَنَاوَلْتُكَهَا فَأَكَلْتَهَا، ثُمَّ قُلْتَ‏:‏ نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ، وَإِنَّمَا لِلشَّاةِ ذِرَاعَانِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَهْوَيْتَ إِلَيْهَا مَا زِلْتَ تَجِدُ فِيهَا ذِرَاعًا مَا قُلْتُ لَكَ ثُمَّ قَالَ‏:‏ يَا أُسَيْمُ، قُمْ، فَاخْرُجْ، فَانْظُرْ هَلْ تَرَى مَكَانًا يُوَارِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فَخَرَجْتُ، فَمَشَيْتُ حَتَّى حَسِرْتُ، وَمَا قَطَعْتُ النَّاسَ، وَمَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَرَى أَنَّهُ يُوَارِي أَحَدًا، وَقَدْ مَلَأَ النَّاسُ مَا بَيْنَ السَّدَّيْنِ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ‏:‏ فَهَلْ رَأَيْتَ شَجَرًا، أَوْ رَجْمًا‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ بَلَى، قَدْ رَأَيْتُ نَخَلاَتٍ صِغَارًا، إِلَى جَانِبِهِنَّ رَجْمٌ مِنْ حِجَارَةٍ، فَقَالَ لِي‏:‏ يَا أُسَيْمُ، اذْهَبْ إِلَى النَّخَلاَتِ، فَقُلْ لَهُنَّ‏:‏ يَأْمُرُكُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَلْحَقَ بَعْضُكُنَّ بِبَعْضٍ، حَتَّى تَكُنَّ سُتْرَةً لِمَخْرَجِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقُلْ ذَلِكَ لِلرَّجْمِ فَأَتَيْتُ النَّخَلاَتِ، فَقُلْتُ لَهُنَّ الَّذِي أَمَرَنِي بِهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ تَفَاقُرَهُنَّ بِعُرُوقِهِنَّ وَتُرَابِهِنَّ، حَتَّى لَصَقَ بَعْضُهُنَّ بِبَعْضٍ، فَكُنَّ كَأَنَّهُنَّ نَخْلَةٌ وَاحِدَةٌ، وَقُلْتُ ذَلِكَ لِلْحِجَارَةِ، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى تَفَاقُرِهِنَّ حَجَرًا حَجَرًا حَتَّى عَلاَ بَعْضُهُنَّ بَعْضًا، فَكُنَّ كَأَنَّهُنَّ جِدَارٌ، فَأَتَيْتُهُ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ‏:‏ صلى الله عليه وسلم خُذِ الْإِدَاوَةَ، فَأَخَذْتُهَا، ثُمَّ انْطَلَقْنَا نَمْشِي، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنْهُنَّ سَبَقْتُهُ صلى الله عليه وسلم، فَوَضَعْتُ الْإِدَاوَةِ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ إِلَيْهِ، فَانْصَرَفَ حَتَّى قَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ وَهُوَ يَحْمِلُ الْإِدَاوَةَ، فَأَخَذْتُهَا مِنْهُ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ رَجَعْنَا، فَلَمَّا دَخَلَ صلى الله عليه وسلم الْخِبَاءَ، قَالَ لِي صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا أُسَيْمُ، انْطَلِقْ إِلَى النَّخَلاَتِ، فَقُلْ لَهُنَّ‏:‏ يَأْمُرُكُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَرْجِعَ كُلُّ نَخْلَةٍ إِلَى مَكَانِهَا، وَقُلْ ذَلِكَ لِلْحِجَارَةِ، فَأَتَيْتُ النَّخَلاَتِ، فَقُلْتُ لَهُنَّ، قَالَ‏:‏ فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى تَفَاقُرِهِنَّ وَتُرَابِهِنَّ، حَتَّى عَادَتْ كُلُّ نَخْلَةٍ إِلَى مَكَانِهَا، وَقُلْتُ ذَلِكَ لِلْحِجَارَةِ، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى تَفَاقُرِهِنَّ حَجَرًا حَجَرًا، حَتَّى عَادَ كُلُّ حَجَرٍ إِلَى مَكَانِهِ، فَأَتَيْتُهُ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ، هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ ضَعِيفٌ، وَلَكِنْ لِحَدِيثِهِ شَاهِدٌ مِنْ طَرِيقِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ‏.‏

3809- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ الْحَارِثِ الصُّدَائِيَّ، صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يُحَدِّثُ قَالَ‏:‏ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَايَعْتُهُ عَلَى الْإِسْلاَمِ، فَأُخْبِرْتُ أَنَّهُ بَعَثَ جَيْشًا إِلَى قَوْمِي، فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ارْدُدِ الْجَيْشَ، وَأَنَا لَكَ بِإِسْلاَمِ قَوْمِي وَطَاعَتِهِمْ، فَقَالَ لِي‏:‏ اذْهَبْ، فَارْدُدْهُمْ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ رَاحِلَتِي قَدْ كَلَّتْ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا أَخَا صُدَاءٍ، إِنَّكَ لَمُطَاعٌ فِي قَوْمِكَ، فَقُلْتُ‏:‏ بَلِ اللَّهُ هَدَاهُمْ بِكَ لِلْإِسْلاَمِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَفَلاَ أُؤَمِّرُكَ عَلَيْهِمْ‏؟‏ فَقُلْتُ‏:‏ بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كِتَابًا لِي، فَأَمَّرَنِي، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مُرْ لِي بِشَيْءٍ مِنْ صَدَقَاتِهِمْ، فَكَتَبَ لِي صلى الله عليه وسلم كِتَابًا آخَرَ، قَالَ الصُّدَائِيُّ‏:‏ وَكَانَ ذَلِكَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَنَزَلَ صلى الله عليه وسلم مَنْزِلاً، فَأَتَاهُ أَهْلُ الْمَنْزِلِ يَشْكُونَ عَامِلَهُمْ، وَيَقُولُونَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخَذَنَا بِشَيْءٍ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَفَعَلَ ذَلِكَ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ نَعَمْ، فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَصْحَابِهِ، وَأَنَا فِيهِمْ، فَقَالَ‏:‏ لاَ خَيْرَ فِي الْإِمَارَةِ لِرَجُلٍ مُؤْمِنٍ قَالَ الصُّدَائِيُّ‏:‏ فَدَخَلَ قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم فِي نَفْسِي، ثُمَّ أَتَاهُ صلى الله عليه وسلم آخَرُ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطِنِي، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ سَأَلَ النَّاسَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، فَصُدَاعٌ فِي الرَّأْسِ، وَدَاءٌ فِي الْبَطْنِ، فَقَالَ الرَّجُلُ‏:‏ أَعْطِنِي مِنَ الصَّدَقَاتِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلا لَمْ يَرْضَ فِيهَا بِحُكْمِ نَبِيٍّ وَلاَ غَيْرِهِ، حَتَّى حَكَمَ فِيهَا بِنَفْسِهِ، فَجَزَّأَهَا، فَإِنْ كُنْتَ مِنْ تِلْكَ الأَجْزَاءِ أَعْطَيْتُكَ، أَوْ أَعْطَيْنَاكَ بِحَقَّكَ، قَالَ الصُّدَائِيُّ‏:‏ فَدَخَلَ ذَلِكَ فِي نَفْسِي، أَنِّي سَأَلْتُهُ وَأَنَا غَنِيٌّ ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَارَ بِنَا مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، فَلَزِمْتُهُ، وَكُنْتُ قَوِيًّا، وَكَانَ أَصْحَابُهُ يَنْقَطِعُونَ عَنْهُ وَيَسْتَأْخِرُونَ، حَتَّى لَمْ يَبْقَ مَعَهُ أَحَدٌ غَيْرِي، فَلَمَّا كَانَ أَوَانُ أَذَانِ الصُّبْحِ أَمَرَنِي صلى الله عليه وسلم، فَأَذَّنْتُ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ‏:‏ أُقِيمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ فَيَنْظُرُ إِلَى نَاحِيَةِ الْمَشْرِقِ إِلَى الْفَجْرِ، فَيَقُولُ‏:‏ لاَ، حَتَّى إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ، نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَبَرَّزَ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيَّ، وَقَدْ تَلاَحَقَ أَصْحَابُهُ، فَقَالَ‏:‏ هَلْ مِنْ مَاءٍ يَا أَخَا صُدَاءٍ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ لاَ، إِلاَّ شَيْءٌ قَلِيلٌ لاَ يَكْفِيكَ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ اجْعَلْهُ فِي إِنَاءٍ، ثُمَّ ائْتِنِي بِهِ فَفَعَلْتُ، فَوَضَعَ كَفَّهُ صلى الله عليه وسلم فِي الْإِنَاءِ، فَرَأَيْتُ بَيْنَ كُلِّ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِهِ عَيْنًا تَفُورُ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَخَا صُدَاءٍ، لَوْلاَ أَنِّي أَسْتَحِي مِنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ لَسُقِينَا وَأَسْقَيْنَا، فَنَادِ فِي أَصْحَابِي‏:‏ مَنْ كَانَ لَهُ حَاجَةٌ فيَ الْمَاءِ فَنَادَيْتُ، فَأَخَذَ مَنْ أَرَادَ مِنْهُمْ، ثُمَّ قَامَ صلى الله عليه وسلم إِلَى الصَّلاَةِ، فَأَرَادَ بِلاَلٌ أَنْ يُقِيمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ أَخَا صُدَاءٍ أَذَّنَ، فَهُوَ يُقِيمُ، قَالَ الصُّدَائِيُّ‏:‏ فَأَقَمْتُ الصَّلاَةَ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاَةَ أَتَيْتُهُ بِالْكِتَابَيْنِ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْفِنِي مِنْ هَذَيْنِ الْكِتَابَيْنِ، قَالَ‏:‏ وَمَا بَدَا لَكَ‏؟‏ فَقُلْتُ‏:‏ سَمِعْتُكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ تَقُولُ‏:‏ لاَ خَيْرَ فِي الْإِمَارَةِ لِرَجُلٍ مُؤْمِنٍ، وَأَنَا أُومِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَسَمِعْتُكَ تَقُولُ لِلسَّائِلِ‏:‏ مَنْ سَأَلَ النَّاسَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، فَهُوَ صُدَاعٌ فِي الرَّأْسِ، وَدَاءٌ فِي الْبَطْنِ، وَقَدْ سَأَلْتُكَ وَأَنَا غَنِيٌّ، قَالَ‏:‏ فَهُوَ ذَاكَ، فَإِنْ شِئْتَ فَاقْبَلْ، وَإِنْ شِئْتَ فَدَعْ، فَقُلْتُ‏:‏ بَلْ أَدَعُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فَدُلَّنِي عَلَى رَجُلٍ أُؤَمِّرُهُ عَلَيْكُمْ، فَدَلَلْتُهُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْوَفْدِ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَيْهِ، فَأَمَّرَهُ عَلَيْنَا، ثُمَّ قُلْتُ‏:‏ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّ لَنَا بِئْرًا، إِذَا كَانَ الشِّتَاءُ وَسِعَنَا مَاؤُهَا، وَاجْتَمَعْنَا عَلَيْهَا، وَإِذَا كَانَ الصَّيْفُ قَلَّ مَاؤُهَا، فَتَفَرَّقْنَا عَلَى مِيَاهٍ حَوْلَنَا، وَقَدْ أَسْلَمْنَا، وَكُلُّ مَنْ حَوْلَنَا عَدُوٌّ لَنَا، فَادْعُ اللَّهَ تَعَالَى لَنَا فِي بِئْرِنَا أَنْ يَسَعَنَا مَاؤُهَا، فَنَجْتَمِعَ عَلَيْهَا، وَلاَ نَتَفَرَّقَ، فَدَعَا بِسِتِّ حَصَيَاتٍ، فَتَرَكَهُنَّ فِي يَدِهِ، وَدَعَا فِيهِنَّ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ اذْهَبُوا بِهَذِهِ الْحَصَيَاتِ، فَإِذَا أَتَيْتُمُ الْبِئْرَ، فَأَلْقُوهَا وَاحِدَةً وَاحِدَةَ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى قَالَ الصُّدَائِيُّ‏:‏ فَفَعَلْنَا، قَالَ‏:‏ فَمَا اسْتَطَعْنَا بَعْدُ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى قَعْرِهَا أَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، بَعْضَهُ مُفَرَّقًا‏.‏

3810- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَاللَّفْظُ لِيَحْيَى، قَالاَ‏:‏ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ فِيمَا دَعَا لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ اللَّهُمَّ آتِهِ مَالاً وَوَلَدًا، فَمَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَصَابَ مِنْ لِينِ الْعَيْشِ أَفْضَلَ مِمَّا أَصَبْتُ، وَلَقَدْ دَفَنْتُ بِكَفَّيَّ هَاتَيْنِ مِنْ وَلَدِي أَكْثَرَ مِنْ مِائَةٍ، لاَ أَقُولُ لَكُمْ‏:‏ فِيهِ وَلَدُ وَلَدٍ، وَلاَ سَقْطٌ‏.‏

هَذَا الْحَدِيثُ مُخَرَّجٌ عِنْدَهُمْ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ‏.‏

3811- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ‏:‏ ذَكَرَ أَبِي، وَلاَ أُرَانِي إِلاَّ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ‏:‏ بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي السُّوقِ، إِذِ امْرَأَةٌ قَدْ أَخَذَتْ بِعَنَانِ دَابَّتِهِ، وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ، فَقَالَتْ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ زَوْجِي لاَ يَقْرَبُنِي، فَفَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَمَنْ زَوْجُهَا‏؟‏ فَدَعَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ مَا لَكَ وَلَهَا‏؟‏ جَاءَتْ تَشْكُو مِنْكَ جَفَاءً، تَشْكُو مِنْكَ أَنَّكَ لاَ تَقْرَبُهَا، قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي أَكْرَمَكَ، إِنَّ عَهْدِي بِهَا لهَذِهِ اللَّيْلَةَ، فَبَكَتِ الْمَرْأَةُ، وَقَالَتْ‏:‏ كَذَبَ، فَفَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَإِنَّهُ مِنْ أَبْغَضِ خَلَقِ اللَّهِ إِلَيَّ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَخَذَ بِرَأْسِهِ وَرَأْسِهَا، وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا، وَقَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ أَدْنِ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ، قَالَ جَابِرٌ‏:‏ فَلَبِثْنَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ نَلْبَثَ، ثُمَّ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالسُّوقِ، فَإِذَا بِامْرَأَةٍ تَحْمِلُ أُدُمًا، فَلَمَّا رَأَتْهُ طَرَحَتِ الْأُدُمَ، وَأَقْبَلَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْهُ إِلاَّ أَنْتَ‏.‏

3812- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ ابْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ يَعْنِي‏:‏ ابْنَ أَبِي مُزَرِّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ‏:‏ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْجُوعَ، فَخَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ أُمَّ سُلَيْمٍ، وَهِيَ أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، كَانَتْ تَحْتَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، إِنِّي عَرَفْتُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْجُوعَ، فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ‏؟‏ فَقَالَتْ‏:‏ عِنْدِي شَيْءٌ، وَأَشَارَتْ بِكَفِّهَا، فَقُلْتُ لَهَا‏:‏ اصْنَعِي وَأَنْعِمِي، فَأَرْسَلْتُ أَنَسًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ‏:‏ سَارِّهِ فِي أُذُنِهِ، وَادْعُهُ، فَلَمَّا أَقْبَلَ أَنَسٌ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَرْسَلَكَ أَبُوكَ يَدْعُونَا يَا بُنَيَّ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ‏:‏ اذْهَبُوا بِاسْمِ اللَّهِ، قَالَ‏:‏ فَأَدْبَرَ أَنَسٌ يَشْتَدُّ حَتَّى أَتَى أَبَا طَلْحَةَ، فَقَالَ‏:‏ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ قَدْ أَتَاكَ فِي النَّاسِ، قَالَ‏:‏ فَخَرَجْتُ أَنَا وَهُوَ حَتَّى لَقِينَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ الْبَابِ عَلَى مُسْتَرَاحِ الدَّرَجَةِ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَاذَا صَنَعْتَ بِنَا‏؟‏ إِنَّمَا عَرَفْتُ فِي وَجْهِكَ الْجُوعَ، فَصَنَعْنَا لَكَ شَيْئًا تَأْكُلُهُ قَالَ‏:‏ ادْخُلْ، وَأَبْشِرْ، قَالَ‏:‏ فَأَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَمَعَهَا فِي الصَّحْفَةِ بِيَدِهِ، ثُمَّ أَصْلَحَهَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ هَلْ مِنْ‏؟‏ كَأَنَّهُ يَعْنِي الْأُدْمَ، قَالَ‏:‏ فَأَتَوْهُ صلى الله عليه وسلم بِعُكَّةٍ فِيهَا شَيْءٌ، أَوْ لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ، فَقَالَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، فَأَسْلَتَ مِنْهَا السَّمْنُ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ أَدْخِلْ عَلَيَّ عَشَرَةً عَشَرَةً، فَأَكَلُوا كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلْفَضْلِ الَّذِي فَضَلَ‏:‏ كُلُوا أَنْتُمْ وَعِيَالُكُمْ، فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا‏.‏

وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ‏.‏

3813- حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْبَرْجَمِيُّ، عَنْ أَبِي ظِلاَلٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ‏:‏ كَانَتْ لِي شَاةٌ، فَجَمَعْتُ مِنْ سَمْنِهَا فِي عُكَّةٍ، فَمَلَأْتُ الْعُكَّةَ، ثُمَّ بَعَثْتُ بِهَا مَعَ رَبِيبَةَ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَبِيبَةُ، أَبْلِغِي هَذِهِ الْعُكَّةَ رَسُولَ اللَّهِ يَأْتَدِمْ بِهَا فَانْطَلَقَتْ بِهَا رَبِيبَةُ، حَتَّى أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا سَمْنٌ بَعَثَتْ بِهِ إِلَيْكَ أُمُّ سُلَيْمٍ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فَرِّغُوا لَهَا عُكَّتَهَا، فَفُرِّغَتِ الْعُكَّةُ، فَدُفِعَتْ إِلَيْهَا، فَانْطَلَقَتْ، فَجَاءَتْ أُمَّ سُلَيْمٍ، فَرَأَتِ الْعُكَّةَ مُمْتَلِئَةً تَقْطُرُ، فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ‏:‏ يَا رَبِيبَةُ، أَلَيْسَ أَمَرْتُكِ أَنْ تَنْطَلِقِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، بِهَا‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ قَدْ فَعَلْتُ، فَإِنْ لَمْ تُصَدِّقِينِي فَانْطَلِقِي، فَسَلِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَانْطَلَقَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ، وَمَعَهَا رَبِيبَةُ، فَقَالَتْ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَعَثْتُ إِلَيْكَ مَعَهَا بِعُكَّةٍ فِيهَا سَمْنٌ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ قَدْ فَعَلَتْ، قَدْ جَاءَتْ بِهَا، فَقَالَتْ‏:‏ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ، إِنَّهَا لَمُمْتَلِئَةٌ تَقْطُرُ سَمْنًا‏؟‏ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَتَعْجَبِينَ إنْ كَانَ اللَّهُ أَطْعَمَكِ كَمَا أَطْعَمْتِ نَبِيَّهُ‏؟‏ كُلِي، وَأَطْعِمِي، قَالَتْ‏:‏ فَجِئْتُ الْبَيْتَ، فَقَسَمْتُ فِي قَعْبٍ لَنَا كَذَا وَكَذَا، وَتَرَكْتُهَا، فِيهَا مَا ائْتَدَمْنَا بِهِ شَهْرًا أَوْ شَهْرَيْنِ‏.‏

5- باب شهادة الشجرة بنبوته صلى الله عليه وسلم وطاعتها

3814- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ‏:‏ هَلْ لَكَ فِي خَيْرٍ‏؟‏ تَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَمَنْ يَشْهَدُ لَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ هَذِهِ الشَّجَرَةُ، فَدَعَاهَا وَهِيَ عَلَى شَاطِئِ الْوَادِي، فَجَاءَتْ تَجِدُّ السَّيْرَ حَتَّى قَامَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَاسْتَشْهَدَهَا، فَشَهِدَتْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى مَكَانِهَا، فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ‏:‏ آتِي قَوْمِي، فَإِنْ تَابَعُونِي أَتَيْتُكَ بِهِمْ، وَإِلاَّ رَجَعْتُ إِلَيْكَ، فَأَكُونُ مَعَكَ‏.‏

وَقَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُعْفِيُّ، قَالاَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ بِهِ‏.‏

وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ‏.‏

3815- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ بِالْحَجُونِ، وَهُوَ كَئِيبٌ حَزِينٌ، فَقَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ أَرِنِي الْيَوْمَ آيَةً، لاَ أُبَالِي مَنْ كَذَّبَنِي بَعْدَهَا مِنْ قَوْمِي، فَقِيلَ لَهُ‏:‏ نَادِ شَجَرَةً، فَنَادَى صلى الله عليه وسلم شَجَرَةً مِنْ قِبَلِ عَقَبَةِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَجَاءَتْ تَشُقُّ الأَرْضَ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَيْهِ، فَسَلَّمَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَمَرَهَا فَذَهَبَتْ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ‏:‏ مَا أُبَالِي مَنْ كَذَّبَنِي بَعْدَهَا مِنْ قَوْمِي وَقَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ بِهِ قَالَ‏:‏ وَثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ‏:‏ كَانَ بِالْحَجُونِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ الْمُشْرِكُونَ، فَقَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ أَرِنِي آيَةً، فَقَالَ‏:‏ ادْعُ شَجَرَةً، فَدَعَا صلى الله عليه وسلم شَجَرَةً، وَقَالَ فِيهِ‏:‏ ثُمَّ أَمَرَهَا صلى الله عليه وسلم، فَرَجَعَتْ إِلَى مَنْبَتِهَا، قَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ لاَ نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ عُمَرَ إِلاَّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ‏.‏

وَحَدِيثُ أُسَامَةَ فِي الْبَابِ الَّذِي قَبْلَهُ‏.‏

6- باب إطلاع الله تعالى إياه صلى الله عليه وسلم على ما يتكلم به أعداؤه وغيرهم في غيبته

3816- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي الرِّجَالِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ أَبُو سُفْيَانَ جَالِسًا فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَعْضِ بُيُوتِهِ مُلْتَحِفًا فِي ثَوْبٍ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ، وَهُوَ فِي مَكَانِهِ‏:‏ لَيْتَ شِعْرِي بِأَيِّ شَيْءٍ غَلَبْتَنِي‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى ضَرَبَ ظَهْرَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ غَلَبْتُكَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ‏:‏ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ‏.‏

7- باب إعلامه صلى الله عليه وسلم بالخلفاء بعده

3817- قَالَ الْحَارِثُ، وَأَبُو يَعْلَى جَمِيعًا‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا حَشْرَجُ بْنُ نُبَاتَةَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ لَمَّا بَنَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ وَضَعَ حَجَرًا، ثُمَّ قَالَ‏:‏ لِيَضَعْ أَبُو بَكْرٍ حَجَرَهُ، ثُمَّ لِيَضَعْ عُمَرُ حَجَرَهُ إِلَى جَنْبِ حَجَرِ أَبِي بَكْرٍ ثُمَّ قَالَ‏:‏ لِيَضَعْ عُثْمَانُ حَجَرَهُ إِلَى جَنْبِ حَجَرِ عُمَرَ ثُمَّ قَالَ‏:‏ هَؤُلاَءِ الْخُلَفَاءُ مِنْ بَعْدِي‏.‏

3818- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْعَوَّامِ، عَنْ جَدَّتَهُ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ لَمَّا أَسَّسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ جَاءَ بِحَجَرٍ فَوَضَعَهُ، وَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ بِحَجَرٍ فَوَضَعَهُ، وَجَاءَ عُمَرُ بِحَجَرٍ فَوَضَعَهُ، وَجَاءَ عُثْمَانُ بِحَجَرٍ فَوَضَعَهُ، قَالَتْ‏:‏ فَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ‏:‏ هَذَا أَمْرُ الْخِلاَفَةِ مِنْ بَعْدِي‏.‏

3819- حَدَّثَنَا أَبُو بَهْزٍ الصَّقْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ بِنْتِ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَ إِلَى بُسْتَانٍ، فَجَاءَ آتٍ، فَدَقَّ الْبَابَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا أَنَسُ، قُمْ فَافْتَحْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، وَبَشِّرْهُ بِالْخِلاَفَةِ مِنْ بَعْدِي، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُعْلِمُهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَعْلِمْهُ، فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ، قُلْتُ‏:‏ أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، وَأَبْشِرْ بِالْخِلاَفَةِ مِنْ بَعْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ جَاءَ آتٍ، فَدَقَّ الْبَابَ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَنَسُ، فَذَكَرَ بِمِثْلِهِ سَوَاءً، فَإِذَا عُمَرُ، فَقُلْتُ لَهُ‏:‏ أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، وَبِالْخِلاَفَةِ مِنْ بَعْدِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ جَاءَ آتٍ، فَدَقَّ الْبَابَ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَنَسُ، قُمْ فَافْتَحْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ الْجَنَّةِ، وَبَشِّرْهُ بِالْخِلاَفَةِ مِنْ بَعْدِ عُمَرَ، وَأَنَّهُ مَقْتُولٌ، قَالَ‏:‏ فَخَرَجْتُ، فَإِذَا عُثْمَانُ، فَقُلْتُ لَهُ‏:‏ أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، وَبِالْخِلاَفَةِ مِنْ بَعْدِ عُمَرَ، وَأَنَّكَ مَقْتُولٌ، فَدَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا تَغَنَّيْتُ، وَلاَ تَمَنَّيْتُ، وَلاَ مَسَسْتُ فَرْجِي مُنْذُ بَايَعْتُكَ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ هُوَ ذَاكَ يَا عُثْمَانُ، هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ، قَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فِي تَارِيخِهِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ أَبِي الْمُسَاوِرِ، وَأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ بَكْرِ بْنِ الْمُخْتَارِ، وَبَكْرٌ، وَعَبْدُ الأَعْلَى‏:‏ وَاهِيَانِ، وَالصَّقْرِ أَوْهَى مِنْهُمَا، فَلَعَلَّهُ تَحَمَّلَهُ عَنْ بَكْرٍ، أَوْ عَبْدِ الأَعْلَى، فَقَلَبَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ لِيَرُوجَ، وَلَوْ كَانَ هَذَا وَقَعَ، مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ لِلأَنْصَارِ‏:‏ قَدْ رَضِيتُ لَكُمْ أَحَدَ الرَّجُلَيْنِ‏:‏ عُمَرَ، أَوْ أَبَا عُبَيْدَةَ، وَلَمَا قَالَ عُمَرُ‏:‏ الأَمْرُ شُورَى فِي سِتَّةٍ‏.‏

8- باب حسن شمائله ووفاء عهده

حديث طارق بن عبد الله رضي الله عنه، تقدم في البيوع‏.‏

9- باب معرفته صلى الله عليه وسلم بكلام البهائم

3820- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ، أَوْ مُزَيْنَةَ، قَالَ‏:‏ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْفَجْرَ، فَرَأَى قَرِيبًا مِنْ مِائَةِ ذِئْبٍ قَدْ أَقْعَيْنَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ هَؤُلاَءِ وُفُودُ الذِّئَابِ، تَسْأَلُكُمْ أَنْ تَرْضَخُوا مِنْ فُضُولِ طَعَامِكُمْ، وَتَأْمَنُونَ عَلَى مَا سِوَى ذَلِكَ، فَشَكَوْا إِلَيْهِ صلى الله عليه وسلم الْحَاجَةَ، قَالَ‏:‏ فَأْذَنُوهُنَّ، قَالَ‏:‏ فَأْذَنُوهُنْ، وَلَهُنَّ عُوَاءٌ‏.‏

وَتَقَدَّمَ فِي الذَّبَائِحِ حَدِيثٌ فِي الذِّئَابِ‏.‏

10- باب طهارة دمه وبوله صلى الله عليه وسلم

3821- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا هُنَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، يُحَدِّثُ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَحْتَجِمُ، فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ‏:‏ يَا عَبْدَ اللَّهِ، اذْهَبْ بِهَذَا الدَّمِ، فَادفنهُ حَيْثُ لاَ يَرَاكَ أَحَدٌ، فَلَمَّا بَرَزَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، عَمَدَ إِلَى الدَّمِ فَشَرِبَهُ، فَلَمَّا رَجَعَ، قَالَ‏:‏ يَا عَبْدَ اللَّهِ، مَا صَنَعْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ جَعَلْتُهُ فِي أَخْفَى مَكَانٍ عَلِمْتُ أَنُّهُ يَخْفَى عَنِ النَّاسِ، قَالَ‏:‏ لَعَلَّكَ شَرِبْتَهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ قَالَ‏:‏ وَلِمَ شَرِبْتَ الدَّمَ‏؟‏ وَيْلٌ لِلنَّاسِ مِنْكَ، وَوَيْلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ قَالَ أَبُو سَلَمَةَ‏:‏ فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبَا عَاصِمٍ، فَقَالَ‏:‏ كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْقُوَّةَ الَّتِي بِهِ مِنْ ذَلِكَ الدَّمِ‏.‏

وَقَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ بِهِ‏.‏

3822- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ ح وَقَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، هُوَ ابنُ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنِي بُرَيَّهُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَفِينَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي سَفِينَةَ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ، ثُمَّ قَالَ لِي‏:‏ خُذْ هَذَا الدَّمَ، وَادْفِنْهُ مِنَ الدَّوَابِّ وَالنَّاسِ فَذَهَبْتُ فَبَغِيتُ لَهُ، ثُمَّ جِئْتُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَا صَنَعْتَ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ شَرِبْتُهُ، فَتَبَسَّمَ‏.‏

3823- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا سِلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ، قَالَتْ‏:‏ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَخَّارَةٌ يَبُولُ فِيهَا، فَكَانَ إِذَا أَصْبَحَ يَقُولُ‏:‏ يَا أُمَّ أَيْمَنَ، صُبِّي مَا فِي الْفَخَّارَةِ، فَقُمْتُ لَيْلَةً وَأَنَا عَطْشَى، فَشَرِبْتُ مَا فِيهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا أُمَّ أَيْمَنَ، صُبِّي مَا فِي الْفَخَّارَةِ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قُمْتُ وَأَنَا عَطْشَى، فَشَرِبْتُ مَا فِيهَا، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّكِ لَنْ تَشْتَكِي بَطْنَكِ بَعْدَ يَوْمِكِ هَذَا أَبَدًا‏.‏

11- باب بركته حيًا وميتًا

3824- قَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَبِيبَةَ، حَدَّثَنَا جَسْرُ بْنُ فَرْقَدٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ حَيَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ، تُحَدِّثُونَ وَيُحَدِّثُ لَكُمْ، وَمَوْتِي خَيْرٌ لَكُمْ، تُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ، فَمَا كَانَ مِنْ حَسَنَةٍ حَمِدْتُ اللَّهَ عَلَيْهَا، وَمَا كَانَ مِنْ شَيْءٍ اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ لَكُمْ‏.‏

حَدِيثُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فِي شَعْرِ نَاصِيَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فِي مَنَاقِبِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ‏.‏

12- باب حياته في قبره

في حديث أبي هريرة عند أبي يعلى في ذكر عيسى‏:‏ ولئن قام على قبري فقال‏:‏ يا محمد لأجيبنه‏.‏ يأتي في أشراط الساعة‏.‏

13- باب تواضعه صلى الله عليه وسلم وإنصافه

3825- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ‏:‏ إِنْ كَانَ الرَّجُلُ مِنَ الْعَوَالِي، يَدْعُو رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَطْرَ اللَّيْلِ عَلَى خُبْزِ الشَّعِيرِ، فَيُجِيبُهُ‏.‏

3826- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ عَائِشَةَ أَنْ تُهَيِّئَ مِنْ أَمْرِ أُسَامَةَ شَيْئًا، إِمَّا مُخَاطًا أَوْ غَيْرَهُ، فَكَأَنَّهَا كَرِهَتْهُ، فَانْتَزَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهَا، يَتَوَلَّى ذَلِكَ مِنْهُ‏.‏

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ، أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ الْبَهِيِّ عَنْهَا، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حَبَّانَ‏.‏

3827- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ نَابِلٍ مَوْلاَةُ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهَا، قَالَ‏:‏ كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدَ ثَفْرُوقَةً فِيهَا تَمْرٌ، فَأَخَذَ تَمْرَةً، وَأَعْطَانِي تَمْرَةً‏.‏

3828- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنِ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ‏:‏ مَا أَخْرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رُكْبَتَيْهِ بَيْنَ يَدَيْ جَلِيسٍ لَهُ قَطُّ، وَلاَ نَاوَلَ يَدَهُ أَحَدًا قَطُّ فَتَرَكَهَا حَتَّى يَكُونَ هُوَ يَدَعُهَا، وَمَا جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَدٌ قَطُّ فَقَامَ حَتَّى يَقُومَ‏.‏

3829- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ لُطْفًا بِالنَّاسِ، وَاللَّهِ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَمْتَنِعُ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ مِنْ عَبْدٍ وَلاَ أَمَةٍ وَلاَ صَبِيٍّ أَنْ يَأْتِيَهُ بِالْمَاءِ، فَيَغْسِلَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ، وَمَا سَأَلَ سَائِلٌ قَطُّ أَذِنَهُ إِلاَّ أَصْغَى إِلَيْهِ، وَلاَ يَنْصَرِفُ عَنْهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَنْصَرِفُ، وَمَا تَنَاوَلَ آدَمِيٌّ يَدَهُ قَطُّ إِلاَّ آتَاهُ إِيَّاهَا، فَلَمْ يَدَعْهَا مِنْهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَدَعُهَا مِنْهُ‏.‏

3829-، وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الأَذْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، بِهِ‏.‏

صَحَّحَهُ ابْنُ حَبَّانَ‏.‏

3830- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا جُبَارَةُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يعْمُرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَجُلاً نَادَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ثَلاَثًا، كُلَّ ذَلِكَ يَرُدُّ عَلَيْهِ‏:‏ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ‏.‏

3831- وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي فَهْمٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِهَدِيَّةٍ، فَنَظَرَ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يَضَعُهَا فِيهِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ضَعْهَا بِالْحَضِيضِ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ، آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ، وَأَشْرَبُ كَمَا يَشْرَبُ الْعَبْدُ‏.‏‏.‏‏.‏ الْحَدِيثَ‏.‏

3832- وقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَحِيمًا بِالْعِيَالِ‏.‏

14- باب طيب عرقه صلى الله عليه وسلم

3833- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ سَيْحَانَ، حَدَّثَنَا حَلْبَسُ بْنُ غَالِبٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي زَوَّجْتُ ابْنَتِي، وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ تُعِينَنِي بِشَيْءٍ، قَالَ‏:‏ مَا عِنْدِي شَيْءٌ، وَلَكِنْ إِذَا كَانَ غَدَاةَ غَدٍ فَأْتِنِي بِقَارُورَةٍ وَاسِعَةِ الرَّأْسِ، وَعُودِ شَجَرَةٍ، وَآيَةُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ أَنْ تَدُقَّ نَاحِيَةَ الْبَابِ، قَالَ‏:‏ فَأَتَاهُ بِقَارُورَةٍ وَاسِعَةِ الرَّأْسِ، وَعُودِ شَجَرَةٍ، فَجَعَلَ يَسْلُتُ الْعَرَقَ مِنْ ذِرَاعَيْهِ حَتَّى امْتَلَأَتِ الْقَارُورَةُ، فَقَالَ‏:‏ خُذْهَا، وَمُرْ بِنْتَكَ أَنْ تَغْمِسَ هَذَا الْعُودَ فِي الْقَارُورَةِ، وَتَطَّيَّبَ بِهِ، فَقَالَ‏:‏ فَكَانَتْ إِذَا تَطَيَّبَتْ بِهِ شَمَّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ رَائِحَةَ ذَلِكَ الطِّيبِ، فَسُمُّوا بُيُوتَ الْمُطَيَّبِينَ‏.‏

3834- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا مَرَّ فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ وُجِدَ مِنْهُ رَائِحَةُ الْمِسْكِ، فَيُقَالُ‏:‏ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏.‏

أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ‏.‏

15- باب حلمه صلى الله عليه وسلم

3835- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ الصَّقْعَبِ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، يَرُدُّهُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَعْرَابِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَعَلْيِهِ جُبَّةٌ مِنْ سِيجَانٍ مُزَرَّرَةٌ بِالذَّهَبِ، فَقَامَ عَلَى رَأْسِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا يَرْفَعُ كُلَّ رَاعِ ابْنِ رَاعٍ، وَيَضَعُ كُلَّ فَارِسِ ابْنِ فَارِسٍ، قَالَ‏:‏ فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَجَامِعِ جُبَّتِهِ، وَقَالَ‏:‏ اجْلِسْ، فَإِنِّي أَرَى عَلَيْكَ ثِيَابَ مَنْ لاَ عَقْلَ لَهُ، مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا قَبْلِي إِلاَّ وَقَدْ رَعَى، قَالَ‏:‏ قِيلَ‏:‏ وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، عَلَى الْقَرَارِيطِ، وَأَنْصَافِ الْقَرَارِيطِ‏.‏

ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ نُوحًا عَلَيْهِ السَّلامُ، قَالَ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ لاِبْنِهِ‏:‏ إِنِّي مُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ، الْحَدِيثَ‏.‏

وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي بَابِ ذَمِّ الْكِبْرِ مِنْ كِتَابِ الأَدَبِ‏.‏

أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الصَّقْعَبِ بْنِ زُهَيْرِ، عْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، زَادَ فِيهِ عَطَاءً‏.‏

3836- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ مَا قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِشَيْءٍ يَكْرَهُهُ‏:‏ مَا أَقْبَحَ مَا صَنَعْتَ، وَلاَ لِشَيْءٍ يُعْجِبُهُ‏:‏ مَا أَحْسَنَ مَا صَنَعْتَ‏.‏

غَرِيبٌ بِهَذَا اللَّفْظِ‏.‏

16- باب إخباره صلى الله عليه وسلم بأن فارس تنقرض وأن الروم تبقى فكان كذلك

3837- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فَارِسُ نَطْحَةٌ أَوْ نَطْحَتَانِ، ثُمَّ لاَ فَارِسَ بَعْدَ هَذَا أَبَدًا، وَالرُّومُ ذَاتُ الْقُرُونِ، كُلَّمَا هَلَكَ قَرْنٌ خَلْفَهُ قَرْنٌ، أَهْلُ صَبْرٍ، وَأَهْلُ بَحْرٍ، لِآخِرِ الدَّهْرِ، هُمْ أَصْحَابُكُمْ، مَا دَامَ فِي الْعَيْشِ خَيْرٌ‏.‏

17- باب بركة يده صلى الله عليه وسلم ومسحه على وجوه الرجال والنساء وامتناعه صلى الله عليه وسلم من لمس المرأة الأجنبية

3838- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، امْسَحْ وَجْهِي، وَادْعُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لِي، قَالَ‏:‏ فَمَسَحَ صلى الله عليه وسلم وَجْهَهَا، وَدَعَا اللَّهَ تَعَالَى لَهَا، قَالَتْ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَفِّلْ يَدَكَ، فَسَفَّلَ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ عَلَى صَدْرِهَا، فَقَالَتْ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَفِّلْ يَدَكَ فَأَبَى، وَبَاعَدَهَا‏.‏

3839- وَقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حَنْظَلَةَ السَّدُوسِيِّ، قَالَ‏:‏ إِنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لِيَمْسَحَ وَجْهَهَا، فَمَسَحَهُ صلى الله عليه وسلم وَدَعَا لَهَا، فَقَالَتْ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، طَأْطِئْ يَدَكَ بَعْدَمَا قَدْ وَضَعَهَا عَلَى صَدْرِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِلَيْكِ عَنِّي، كَذَا فِيهِ، لَيْسَ فِيهِ أَنَسٌ‏.‏

3839- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَمَسَحَ وَجْهَهَا، وَكُنَّ يَأْتِينَهُ، فَيَمْسَحُ وُجُوهَهُنَّ، وَيَدْعُو لَهُنَّ، فَقَالَتْ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، طَأْطِئْ يَدَكَ، قَالَ‏:‏ فَدَفَعَهَا، وَقَالَ‏:‏ إِلَيْكِ عَنِّي‏.‏

18- باب قوته صلى الله عليه وسلم على الجماع

3840- قَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ أُعْطِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلاً فِي الْجِمَاعِ‏.‏

3841- وَعَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبَانٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ‏:‏ أُعْطِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قُوَّةَ بِضْعٍ وَأَرْبَعِينَ رَجُلاً، كُلُّ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ‏.‏

19- باب‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏

3842- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ قَدَّمْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَمْرًا، فَجَثَى عَلَى رُكْبَتَيْهِ، فَأَخَذَ قَبْضَةً، فَقَالَ‏:‏ اذْهَبْ بِهَذَا إِلَى فُلاَنَةَ، وَأَخَذَ قَبْضَةً، فَقَالَ‏:‏ اذْهَبْ بِهَذَا إِلَى فُلاَنَةَ، حَتَّى قَسَمَ بَيْنَ نِسَائِهِ قَبْضَةً قَبْضَةً، ثُمَّ أَخَذَ قَبْضَةً يَأْكُلُ مِنْهَا، وَيُلْقِي النَّوَى بِشِمَالِهِ، فَمَرَّتْ بِهِ دَاجِنَةٌ، فَنَاوَلَهَا إِيَّاهُ، فَأَكَلْتُهُ‏.‏

3843- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ، قَالَتْ‏:‏ بَعَثَتْنِي عَمَّتِي إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجِئْتُهُ وَعِنْدَهُ حِلْيَةٌ أَهْدَاهَا لَهُ صَاحِبُ الْبَحْرَيْنِ، فَأَخَذَ مِنْ تِلْكَ الْحِلْيَةِ مِلْءَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ يَا بُنَيَّةُ، هَذَا لَكِ‏.‏

3844- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بَكِيرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، بِهَذَا السَّنَدِ، كَانَ يُعْجِبُهُ صلى الله عليه وسلم الْقِثَّاءُ، وَكَانَ يُحِبُّ الْقِثَّاءَ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ، مُخْتَصَرًا‏.‏

20- باب صفته صلى الله عليه وسلم

3845- قَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ‏:‏ مَا رَأَيْتُ بَطْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلاَّ ذَكَرْتُ الْقَرَاطِيسَ الْمَثْنِيَّةَ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ‏.‏

21- باب سعة علم النبي صلى الله عليه وسلم

3846- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، هُوَ ابْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي يَعْلَى هُوَ مُنْذِرٌ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ‏:‏ لَقَدْ تَرَكَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا تَقَلَّبَ طَيْرٌ بِجَنَاحَيْهِ فِي السَّمَاءِ إِلاَّ ذَكَرْنَا مِنْهُ عِلْمًا‏.‏

رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، إِلاَّ أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ، وَاخْتُلِفَ عَلَى فِطْرٍ‏.‏

3846- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏.‏‏.‏‏.‏ بِهَذَا‏.‏

3847- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْكَلاَمِ، وَخَوَاتِيمَهُ، قُلْنَا‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَعَلَّمَنَا‏.‏

3848- َثنا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرَ حِكَايَةً طَوِيلَةً فِيهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي قَدْ أُوتِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ وَخَوَاتِمَهُ، وَاخْتُصِرَ لِيَ الْكَلاَمُ اخْتِصَارًا‏.‏

22- باب ما اختص به صلى الله عليه وسلم على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

3849- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ مَا أَمَّنَ اللَّهُ تَعَالَى أَحَدًا مِنْ خَلْقِهِ إِلاَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ ‏{‏لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ‏}‏، وَقَالَ لِلْمَلاَئِكَةِ‏:‏ ‏{‏وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ‏}‏‏.‏

فِي إِسْنَادِهِ نَظَرٌ‏.‏

3850- وَقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ طَارِقٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَمَعَهُ شَيْطَانٌ، قَالُوا‏:‏ وَمَعَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَمَعِيَ، إِلاَّ أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، وَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُدْخِلُهُ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ، قَالُوا‏:‏ وَلاَ أَنْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَلاَ أَنَا، إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ بِرَحْمَتِهِ‏.‏

3850-، وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ هُوَ ابْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا جَدِّي هُوَ الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، إِلَى قَوْلِهِ‏:‏ فَأَسْلَمَ، وَهَكَذَا أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ عَنْ بِشْرِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، وَقَالَ‏:‏ مَا رَوَى شَرِيكٌ، إِلاَّ هَذَا الْحَدِيثَ وَآخَرَ يَعْنِي‏:‏ الَّذِي ذَكَرَهُ مُسَدَّدٌ‏.‏

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ‏.‏

3851- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَمٍ، أَنَّهُ سَمِعَهُ، يَقُولُ‏:‏ إِنَّ أَكْرَمَ خَلْقِ اللَّهِ عَلَيْهِ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم، وَإِنَّ الْجَنَّةَ فِي السَّمَاءِ، وَإِنَّ النَّارَ فِي الأَرْضِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْخَلاَئِقَ أُمَّةً أُمَّةً، وَنَبِيًّا نَبِيًّا، حَتَّى يَكُونَ أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ آخِرَ الْأُمَمِ مَرْكَزًا، ثُمَّ يُوضَعُ جِسْرُ جَهَنَّمَ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ‏:‏ أَيْنَ أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ‏؟‏ فَيَقُومُ، وَتَتْبَعُهُ أُمَّتُهُ بَرُّهَا وَفَاجِرُهَا‏.‏

هَذَا مَوْقُوفٌ‏.‏

3852- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا شَيْخٌ، مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنَا سَابِقُ الْعَرَبِ‏.‏

إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ‏.‏

3853- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ يَسَافٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عُقبَةَ، عنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْتَ سَيِّدُ الْعَرَبِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلاَ فَخْرَ، آدَمُ تَحْتَ لِوَائِي وَلاَ فَخْرَ‏.‏

وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ أَيْضًا‏.‏

3854- وَقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي يَعْلَى هُوَ مُنْذِرٌ الثَّوْرِيُّ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، قَالَ‏:‏ لاَ يُفَضَّلُ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَحَدٌ، وَلاَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ خَلِيلِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَحَدٌ‏.‏

3854- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، مِثْلَهُ‏.‏

23- باب شهادة أهل الكتاب بصدقه صلى الله عليه وسلم

3855- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنِ الْفَلَتَانِ بْنِ عَاصِمٍ الْجَرْمِيِّ، قَالَ‏:‏ كُنَّا قُعُودًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ، فَشَخَصَ بَصَرُهُ صلى الله عليه وسلم إِلَى رَجُلٍ يَمْشِي فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ‏:‏ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلاَ يُنَازِعُهُ الْكَلاَمَ إِلاَّ قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، قَالَ‏:‏ أَتَقْرَأُ التَّوْرَاةَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ وَالْإِنْجِيلَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ وَالْقُرْآنَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَشَاءُ لَقَرَأْتُهُ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ نَاشَدَهُ‏:‏ هَلْ تَجِدُنِي نَبِيًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ سَأُحَدِّثُكَ، نَجِدُ مِثْلَكَ، وَهَيْئَتَكَ، وَمِثْلَ مَخْرَجِكَ، وَكُنَّا نَرْجُو أَنْ تَكُونَ فِينَا، فَلَمَّا خَرَجْتَ تَخَوَّفْنَا أَنْ تَكُونَ أَنْتَ هُوَ، فَنَظَرْنَا، فَإِذَا لَيْسَ أَنْتَ هُوَ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَأَنَا هُوَ، وَإِنَّهُمْ لَأُمَّتِي، وَإِنَّهُمْ لَأَكْثَرُ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفًا، وَسَبْعِينَ أَلْفًا‏.‏

3856- وقال ابن أبي عمر‏:‏ حدَّثنا بِشْر بن السَّرِي، ثنا مهدي بن ميمون، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن بشر بن شغاف، عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال‏:‏ لمّا كان حين فتحت نهاوند أصاب المسلمون سبايا من اليهود، فأقبل رأس الجالوت فتلقى سبايا اليهود‏.‏ فأصاب رجل من المسلمين جارية وضيئة صبيحة، فقال لي‏:‏ هل لك أن تمشي معي إلى هذا الأنسان على أن يثمن لي في هذه الجارية‏؟‏ فأنطلقت معه فدخلنا على شيخ مستكبر له ترجمان، فقال لرجل معه‏:‏ سل هذه الجارية هل وقع عليها هذا العربي‏؟‏ قال‏:‏ ورأيت أنه غار حين رأى حسنها، فراطنها بلسانه، ففهمت الذي قال، فقلت له‏:‏ لقد أثمت بما تجد في كتباك بسؤالك هذه الجارية عما وراء ثيابها‏.‏ فقال لي‏:‏ كذبت، وما يدريك ما في كتابي‏؟‏ قال‏:‏ قلت‏:‏ أَخْبَرَنَا أعلم بكتابك منك‏.‏ قال‏:‏ أنت أعلم بكتابي مني‏؟‏ قلت‏:‏ نعم، أنا علم بكتابك منك‏.‏ قال‏:‏ من هذا‏؟‏ قالوا‏:‏ عبد الله بن سلام‏.‏ قال‏:‏ فانصرفت من عنده ذلك اليوم، فأرسل لي رسولاً لتأتيني بعزمة‏.‏ وبعثت إلي بدابة، قال‏:‏ فانطلقت إليه احتسابًا رجاء أن يسلم فحبسني عنده ثلاثة أيام أقرأ عليه التوراة ويبكي‏.‏ فقلت له‏:‏ إنه والله لهو النبي صلى الله عليه وسلم الذي تجدونه في كتابكم‏.‏ فقال لي‏:‏ فكيف أصنع باليهود‏؟‏ قال‏:‏ قلت إن اليهود لن يغنوا عنك من الله شيئًا‏.‏ فأبى أن يسلم، وغلب عليه الشقاء‏.‏

صحيح موقوف‏.‏

24- باب اعتراف القدماء بأعلام نبوته صلى الله عليه وسلم

3857- قال الحارث‏:‏ حدَّثنا سعيد بن عامر، عن حبيب بن الشهيد، عن عِكْرِمة بن خالد قال‏:‏ إن ناسًا من قريش ركبوا البحر عند مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، فألقتهم الريح على جزيرة من جزائر البحر، فإذا فيها رجل فقال‏:‏ من أنتم‏؟‏ قالوا‏:‏ نحن ناس من قريش‏.‏ قال‏:‏ وما قريش‏؟‏ قالوا‏:‏ أهل الحرم، وأهل كذا‏.‏ فلما عرف، قال‏:‏ نحن أهلها لا أنتم‏.‏ فإذا هو رجل من جرهم‏.‏ قال‏:‏ أتدرون لأي شيء سمي أجياد‏؟‏ كانت خيولنا جيادًا عطفت عليه‏.‏ قال‏:‏ فقالوا إنه خرج فينا رجل يزعم أنه نبي، وذكروا له أمره، فقال‏:‏ اتبعوه، فلولا حالي التي أنا عليها لحقت معكم به‏.‏

25- باب نفع شفاعته

3858- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ رَأَى عُمَرُ امْرَأَةً فِي زِيِّهَا، فَقَالَ لَهَا‏:‏ أَتَرَيْنَ قَرَابَتَكِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا‏؟‏ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ إِنَّهُ يَنْفَعُ شَفَاعَتِي، قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ فَأَخْبَرَنِي خَلاَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ تِلْكَ الْمَرْأَةَ أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ، وَأَنَّهُ قَالَ لَهَا‏:‏ إِنَّهُ يَنْفَعُ شَفَاعَتِي وَجًا وَحَكَمَ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ‏:‏ وَهُمْ قَبِيلَتَانِ‏:‏ جَاهٌ قَبِيلَةٌ مِنْ خَوْلاَنَ، وَحَكَمُ بْنُ سَعْدٍ مِنْ مَذْحِجٍ‏.‏

26- باب فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه

3859- قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أُنَيْسِ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ‏:‏ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، وَنَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ، وَهُوَ عَاصِبٌ رَأْسَهُ بِخِرْقَةٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَأَهْوَى قِبَلَ الْمِنْبَرِ، فَاتَّبَعْنَاهُ، فَقَالَ‏:‏ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لَقَائِمٌ عَلَى الْحَوْضِ السَّاعَةَ‏.‏‏.‏‏.‏ الْحَدِيثَ‏.‏

وَفِيهِ‏:‏ فَضِيلَةُ أَبِي بَكْرٍ، وَفِي آخِرِهِ‏:‏ ثُمَّ هَبَطَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَا قَامَ حَتَّى السَّاعَةِ‏.‏

3860- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أنا عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ، فَحَضَرَتِ الصَّلاَةُ، فَقَالَ بِلاَلٌ لِأَبِي بَكْرٍ‏:‏ قَدْ حَضَرَتِ الصَّلاَةُ، وَلَيْسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَاهِدًا، فَهَلْ لَكَ أَنْ أُؤَذِّنَ وَأُقِيمَ، وَتُصَلِّيَ بِالنَّاسِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِنْ شِئْتَ، فَأَذَّنَ بِلاَلٌ وَأَقَامَ، وَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ وَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ بَعْدَمَا فَرَغَ، فَقَالَ‏:‏ أَصَلَّيْتُمْ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ نَعَمْ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ صَلَّى بِكُمْ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ أَبُو بَكْرٍ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَحْسَنْتُمْ، لاَ يَنْبَغِي لِقَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَؤُمَّهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُ‏.‏

3861- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ الْوَرَّاقُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَكْرَهُ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُخَطَّأَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الأَرْضِ‏.‏

3862- حدَّثنا يحيى الحِمَّاني، ثنا حُصَين بن عمر، ثنا مخارق، عن طارق، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال‏:‏ لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ‏}‏ ‏[‏الحجرات‏:‏ 3‏]‏ قال أبو بكر رضي الله عنه‏:‏ أقسمت أن لا أكلم النبي صلى الله عليه وسلم إلا كأخي السرار‏.‏

3863- حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ أَبُو هُرْمُزَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْغَزْوِ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَرَابَةٌ مِنْ قِبَلِ النِّسَاءِ، وَهُوَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ، فَدَخَلَ فَسَلَّمَ، فَقَالَ‏:‏ مَرْحَبًا بِرَجُلٍ سَلِمَ وَغَنِمَ، هَاتِ حَاجَتَكَ، فَقَالَ‏:‏ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ هَذِهِ خَلْفِي وَهِيَ عَائِشَةُ، قَالَ‏:‏ لَمْ أَعْنِكَ مِنَ النِّسَاءِ، أَعْنِيكَ مِنَ الرِّجَالِ، قَالَ‏:‏ أَبُوهَا‏.‏

نَافِعٌ مَتْرُوكٌ‏.‏

3864- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَا نَفَعَنَا مَالُ أَحَدٍ مَا نَفَعَنَا مَالُ أَبِي بَكْرٍ‏.‏

3864- حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، نَحْوَهُ، وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ‏.‏

3865- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو عُثْمَانَ هُوَ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْكِلاَبِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الْمَلِكِ هُوَ عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ‏:‏ كَانَ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مُعَاتَبَةٌ، فَاعْتَذَرَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى عُمَرَ، فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ رَاحَ إِلَيْهِ عُمَرُ، فَجَلَسَ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ تَحَوَّلَ، فَجَلَسَ إِلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ قَامَ فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ أَرَى إِعْرَاضَكَ عَنِّي، وَلاَ أَرَى ذَلِكَ إِلاَّ لِشَيْءٍ بَلَغَكَ عَنِّي، فَمَا خَبَرَ جَثْوِي وَأَنْتَ مُعْرِضٌ عَنِّي، وَاللَّهِ مَا أُبَالِي أَلاَّ أَعِيشَ فِي الدُّنْيَا سَاعَةً وَأَنْتَ مُعْرِضٌ عَنِّي، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنْتَ الَّذِي اعْتَذَرَ إِلَيْكَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَقْبَلْ مِنْهُ‏؟‏ إِنِّي جِئْتُكُمْ جَمِيعًا، فَقُلْتُمْ‏:‏ كَذَبْتَ، وَقَالَ صَاحِبِي‏:‏ صَدَقْتَ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ هَلْ أَنْتُمْ تَارِكِيَّ وَصَاحِبِي‏؟‏ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ، وَلَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ فِي الْبُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه‏.‏

3866- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغِفَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَمَا مَرَرْتُ بِسَمَاءٍ إِلاَّ وَجَدْتُ فِيهَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ مِنْ خَلْفِي‏.‏

3867- وَقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ، الْحَدِيثَ وَفِيهِ‏:‏ يَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَلَيْسَ ثَمَّةَ أَبُو بَكْرٍ وَلاَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَبَيْنَمَا رَجُلٌ فِي غَنَمِهِ إِذْ جَاءَهُ الذِّئْبُ، فَأَخَذَ شَاةً الْحَدِيثَ، وَفِيهِ وَيَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، مِثْلَهُ، وَبَيْنَمَا رَجُلٌ رَاكِبٌ بَقَرَةً الْحَدِيثَ، وَفِيهِ يَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَلَيْسَ ثَمَّ أَبُو بَكْرٍ وَلاَ عُمَرُ، قَالَ‏:‏ وَبَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ قَدْ أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ خَسَفَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ، الْحَدِيثَ، وَفِيهِ‏:‏ يَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَلَيْسَ ثَمَّةَ أَبُو بَكْرٍ وَلاَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا‏.‏

هَذَا الْحَدِيثُ أَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ، وَغَيْرِهِ مُتَفَرِّقًا، وَلَمْ يَذْكُرُوا الشَّهَادَةَ إِلاَّ فِي قِصَّةِ الْبَقَرَةِ حَسْبُ‏.‏

3868- وقال أحمد بن منيع‏:‏ حدَّثنا يزيد بن هارون، عن إسماعيل، عن قيس قال‏:‏ رأيت أبا بكر رضي الله عنه، رجلاً خفيف اللحم، أبيض‏.‏

3869- حدَّثنا الحسن بن موسى، حدَّثنا ابن لَهِيْعَة، عن أبي النَّضر، قال‏:‏ سمعت أبا سلمة يذكر عن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث قال‏:‏ إن عائشة رضي الله عنه ذكرت أن أبا بكر رضي الله عنه كان يخضب بالحناء‏.‏

3870- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ‏:‏ بَيْنَا عَائِشَةُ بِنْتُ طَلْحَةَ تَقُولُ لِأُمِّهَا أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ‏:‏ أَبِي خَيْرٌ مِنْ أَبِيكِ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ‏:‏ أَلاَ أَقْضِي بَيْنَكُمَا‏؟‏ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ يَا أَبَا بَكْرٍ، أَنْتَ عَتِيقُ اللَّهِ مِنَ النَّارِ، قَالَتْ‏:‏ فَمِنْ يَوْمِئِذٍ سُمِّيَ عَتِيقًا، وَدَخَلَ طَلْحَةُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ أَنْتَ يَا طَلْحَةُ مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ، إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى فِيهِ ضَعْفٌ، وَإِنْ كَانَ مُوسَى سَمِعَهُ مِنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، أَوْ مِنْ أُمِّ كُلْثُومٍ، وَإِلاَّ فَهُوَ مُنْقَطِعٌ أَيْضًا، وَذِكْرُ طَلْحَةَ فِيهِ أَخْرَجُوهُ مِنْ غَيْرِ هَذِهِ الطَّرِيقِ، وَقَدْ رَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ‏.‏

3870- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ‏:‏ وَاللَّهِ إِنِّي لَفِي بَيْتِي ذَاتَ يَوْمٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْفِنَاءِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، وَالسِّتْرُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى عَتِيقِ اللَّهِ مِنَ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، وَإِنَّ اسْمَهُ الَّذِي سَمَّاهُ أَهْلُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، فَغَلَبَ عَلَيْهِ اسْمُ عَتِيقٍ‏.‏

رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ عَاتِكَةَ، مُخْتَصَرًا بِلَفْظِ‏:‏ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ أَنْتَ عَتِيقُ اللَّهِ مِنَ النَّارِ فَسُمِّيَ مِنْ يَوْمِئِذٍ عَتِيقًا‏.‏

3871- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ سمعت جرير بن عبد الحميد، يقول‏:‏ إن لم أفضل أبا بكر وعمر على علي رضي الله عنهم أكون قد كَذّبتُ عَلِيًّا، وإني إلى تصديق علي رضي الله عنه أحوج مني إلى تكذيبه‏.‏

3872- قال أحمد بن منيع‏:‏ حدَّثنا أبو أحمد، ثنا مِسْعَر، عن أبي عون، عن رجل من بني أسد قال‏:‏ رأيت أبا بكر رضي الله عنه في غزوة ذات السلاسل، ولحيته كأنها لهب العرفج‏.‏

3873- حدَّثنا ابن أبي زائدة، ثنا نافع بن عمر، عن ابن أبي مُلَيْكة قال‏:‏ قلت لأبي بكر رضي الله عنه‏:‏ يا خليفة الله‏.‏ قال رضي الله عنه‏:‏ أَخْبَرَنَا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرضى بذلك‏.‏

3874- وقال أبو بكر‏:‏ حدَّثنا وكيع، ثنا إسماعيل ابن أبي خالد، عن قيس ابن أبي حازم قال‏:‏ رأيت عمر بن الخطاب بيده عسيب نخل، وهو يقول‏:‏ اسمعوا لخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

صحيح موقوف‏.‏

3875- وقال معاذ بن المثنى في زيادات مسدد‏:‏ حدَّثنا أبو مكيس الخادم، ثنا ضَمرة بن ربيعة، عن عبد الله بن شوذب، عن سَلمة بن كُهَيل، عن هزيل بن شُرَحْبيل، قال عمر بن الخطاب لو وزن إيمان أبي بكر رضي الله عنه بإيمان أهل الأرض لرجح بهم‏.‏

3876- حدَّثنا أبو مكيس، ثنا سفيان، عن مالك بن مغول البجلي قال‏:‏ قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وددت أني شعرة في صدر أبي بكر رضي الله عنه‏.‏ قلت‏:‏ للأول شاهد مرفوع من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عند ابن عدي، في ترجمة عبد الله بن عبد العزيز ابن أبي رواد‏.‏

3877- وَقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ آلِ أَبِي هَيَّاجٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ مِنْبَرِي هَذَا عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ‏.‏

إِنَّ رَجُلاً خَيَّرَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَيْنَ أَنْ يَعِيشَ فِي الدُّنْيَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَعِيشَ، وَبَيْنَ لِقَاءِ رَبِّهِ فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، الْحَدِيثَ مِثْلُ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ‏:‏ وَفِيهِ وَلَكِنْ وُدٌّ، وَإِخَاءُ، إِيمَانٍ‏.‏

3878- حدَّثنا أمية بن خالد بن الأسود، عن ثابت، عن سُمَيّة، عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ قال لي أبو بكر رضي الله عنه‏:‏ ما عندنا من المال غير قدح ولقحة، فإذا أنا مت فابعثي بهما إلى عمر رضي الله عنه، فلما مات بعثت بهما إلى عمر رضي الله عنه، فقال‏:‏ يرحم الله أبا بكر، لقد أتعب من بعده‏.‏

وحديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما فيما لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنه من المشركين بمكة، يأتي إن شاء الله تعالى في السيرة النبوية‏.‏

3879- وقال أبو بكر‏:‏ حدَّثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن، ثنا أبي، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ لقد ضربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة حتى غشي عليه، قال‏:‏ فقال أبو بكر رضي الله عنه‏:‏ فجعل ينادي ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله‏.‏ قالوا‏:‏ من هذا‏؟‏ قال‏:‏ ابن أبي قحافة‏.‏

3879- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا محمد بن عبد الله بن نُمير، ثنا ابن أبي عبيدة به وفي آخره‏:‏ المجنون‏.‏

صحيح، أخرجه الحاكم من طريق ابن نمير به، واختاره الضياء‏.‏

وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما في البخاري‏.‏

3880- وقال ابن أبي عمر‏:‏ حدَّثنا الدَرَاورْدِي، ثنا عبد الواحد ابن أبي عون، عن موسى بن مناح، قال‏:‏ كان القاسم بن محمد رجلاً صدوقًا صموتًا، فلما استخلف عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قال‏:‏ اليوم تنطق العذراء من خدرها، سمعت عمتي عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها، تقول‏:‏ لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب قاطبة، واشرأب القوم، وعاد أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كأنهم معزى طيرت في حش، فوالله ما اختلفوا في لفظة إلا طار أبي فنائها‏.‏

ثم ذكرت عمر رضي الله عنه فقالت‏:‏ ومن رأى عمر رضي الله عنه علم أنه خلق غناء للإسلام، ثم قالت رضي الله عنها‏:‏ كان رضي الله عنه والله أحوذيًا، نسيج وحده، قد أعد للأمور أقرانها، ما رأيت مثل خلقه رضي الله عنه‏.‏ حتى تعد سبع خصال لا أحفظها‏.‏

3880- وقال الحارث‏:‏ حدَّثنا يحيى ابن أبي بُكير، ثنا عبد العزيز بن عبد الله، عن عبد الواحد بن أبي عون، عن القاسم قال‏:‏ قالت عائشة رضي الله عنها، توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالله لو نزل بالجبال الراسيات ما نزل بأبي‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ فذكره‏.‏

3880- ورواه أيضًا عن أحمد بن يونس، وإسحاق بن بشير، كلاهما عن عبد العزيز‏.‏

وقد تبين برواية ابن أبي عمر تقصير عبد العزيز‏.‏

27- باب فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه

3881- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى، عن جعفر بن محمد أنه ذكر أبا بكر رضي الله عنه فأثنى عليه، وقال‏:‏ ولدني مرتين‏.‏

3882- حدَّثنا يحيى، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال‏:‏ كسر بعير من المال، فنحره عمر رضي الله عنه، فدعا عليه ناسًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له العباس رضي الله عنه‏:‏ لو صنعت هذا كل يوم تحدثنا عندك‏؟‏ قال رضي الله عنه‏:‏ لا أعود لمثلها، إنه مضى لي صاحبان سلكا طريقًا، فإني إن عملت بغير عملهما سلك بي غير طريقهما‏.‏

3883- حدَّثنا حماد، عن مجالد، عن الشَّعبي قال‏:‏ إن عَلِيًّا رضي الله عنه قال‏:‏ كنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا نشك أن السكينة تنطق على لسان عمر رضي الله عنه‏.‏

3883- وقال أحمد بن منيع‏:‏ حدَّثنا عباد بن عباد، عن مجالد به نحوه‏.‏

3884- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ هُوَ ابْنُ بُرْقَانَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ جَاءَ، فَجَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ أَلَمْ تَرَ إِلَى خَتَنَتِكَ خَطَبَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَبَتَهُ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ مَا مَنَعَهَا مِنْ عُمَرَ‏؟‏ مَا بِالْمَدِينَةِ رَجُلٌ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ نَبِيًّا، أَفْضَلُ مِنْ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ لِلَّذِي حَدَّثَنِي‏:‏ أَكَانَ بِالْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ أَبُو بَكْرٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ أَدْرِي‏.‏

3885- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا عبد الله بن داود، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد قال‏:‏ أتى أهل نجران عَلِيًّا رضي الله عنه فقالوا‏:‏ نسألك خطك بيدك، وشفاعتك بلسانك أن تردنا‏.‏ قال‏:‏ كان عمر رضي الله عنه رشيد الأمر، فلو طعن عليه يومًا لطعن عليه يومئذٍ‏.‏

3886- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْعِجْلِيِّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا عَمَّارُ، أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ آنِفًا، فَقُلْتُ‏:‏ يَا جِبْرِيلُ، حَدِّثْنِي بفضائلَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ‏:‏ يَا مُحَمَّدُ، لَوْ حَدَّثْتُكَ بِفَضَائِلِ عُمَرَ مِثْلَ مَا لَبِثَ نُوحٌ فِي قَوْمِهِ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَامًا، مَا نَفِدَتْ فَضَائِلُ عُمَرَ، وَإِنَّ عُمَرَ لَحَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا‏.‏

3887- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى، عن أشعث، عن الحسن قال‏:‏ إن كان أحد لا يعرف الكذب فعمر رضي الله عنه‏.‏

3888- حدَّثنا إسماعيل بن إبراهيم، ثنا يونس، عن الحسن، قال‏:‏ قال عمر رضي الله عنه لو مات جمل في عملي ضياعًا خشيت إن يسألني الله تبارك وتعالى عنه‏.‏

3889- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا عبد الرزاق، أنا مَعْمَر، عن الزهري، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر، عن أسماء بنت عميس قالت‏:‏ دخل رجل من المهاجرين على أبي بكر وهو يشتكي في مرضه، فقال له‏:‏ استخلفت علينا عمر، وقد عتا علينا، ولا سلطان له، فكيف لو ملكنا، كان أعتى وأعتى، فكيف تقول لله إذا لقيته‏؟‏ فقال أبو بكر‏:‏ اجلسوني‏.‏ فاجلسوه، فقال‏:‏ أبالله تُعَرِّفوني‏؟‏ قال‏:‏ أقول إذا لقيته استخلفت عليهم خير أهلك‏.‏

رجاله ثقات‏.‏

3890- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا عبد الأعلى أبو همّام، ثنا داود ابن أبي هند، عن سعيد بن المسيب قال‏:‏ ما أعلم أحدًا من الناس كان أعلم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمر بن الخطاب رضي الله عنه‏.‏

3891- وقال ابن أبي عمر والحميدي‏:‏ حدَّثنا سفيان، ثنا عاصم بن كليب أخبرني أبي، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال قال عمر رضي الله عنه وددت أني خرجت منها – يعني الإمارة – كفافًا لا علي ولا لي‏.‏‏.‏‏.‏ الحديث، وسيأتي إن شاء الله تعالى بطوله في كتاب الخلافة‏.‏

3892- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا سليمان بن حرب، ثنا حَمَّاد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن عبيد بن حنين، عن الحسين بن علي رضي الله عنهما قال‏:‏ صعدت إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقلت‏:‏ انزل عن منبر أبي، واذهب إلى منبر أبيك، قال رضي الله عنه‏:‏ إن أبي لم يكن له منبر‏.‏ قال رضي الله عنه‏:‏ ثم أخذني رضي الله عنه بين يديه، فجعلت أقلب حصى في يدي، فلما نزل ذهب بي إلى منزله فقال‏:‏ من أمرك بهذا‏؟‏ فقلت‏:‏ ما أمرني بهذا أحد‏.‏ قال‏:‏ جعلت تغشانا، جعلت تأتينا‏.‏ قال‏:‏ فأتيته يومًا وهو خالٍ بمعاوية رضي الله عنه، وجاء ابن عمر رضي الله عنه فرجع، فلما رأيته رجع رجعت فلقيني بعد فقال‏:‏ لم أرك تأتينا‏؟‏ فقلت‏:‏ قد جئت وكنت خاليًا بمعاوية رضي الله عنه، وجاء ابن عمر رضي الله عنه فرجع، فلما رأيته رجع رجعت، فقال عمر رضي الله عنه‏:‏ أنت أحق بالإذن من عبد الله بن عمر، إنما أنبت في رؤوسنا ما ترى الله عز وجل وأنتم، ووضع يده رضي الله عنه على رأسه‏.‏

3893- أخبرنا عيسى بن يونس، ثنا مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه إنه كان يقول‏:‏ اللهم لا تجعل قتلي بيد رجل صلى لك سجدة‏.‏

3894- وقال أبو بكر‏:‏ حدَّثنا ابن إدريس، عن أبي الأشهب، عن رجل من مزينة قال‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى على عمر رضي الله عنه ثوبًا غسيلاً، فقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ أجديد ثوبك هذا أم غسيل‏؟‏ قال رضي الله عنه‏:‏ غسيل يا رسول الله‏.‏ قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ البس جديدًا، وعش حميدًا، وتوف شهيدًا، ويعطيك الله تعالى قرة عين في الدنيا والآخرة‏.‏

هذا مرسل أو منقطع، وقد روي موصولاً من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، أخرجه أحمد وغيره دون آخره‏.‏

3895- وقال ابن أبي عمر‏:‏ حدَّثنا أيوب بن واصل، ثنا ابن عون، عن عمير بن إسحاق، عن رجل، عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال‏:‏ بعث إلي عمر رضي الله عنه فأتيته، فلما بلغت الباب سمعت نحيبه، فقلت‏:‏ اعتُري أمير المؤمنين‏.‏ فدخلت فأخذت بمنكبه، وقلت‏:‏ لا بأس، لا بأس يا أمير المؤمنين‏.‏ قال‏:‏ بل أشد البأس‏.‏ فأخذ بيدي فأدخلني الباب، فإذا حقائب بعضها فوق بعض، فقال‏:‏ الآن هان آل الخطاب على الله تعالى، إن الله عز وجل لو شاء لجعل هذا إلى صاحبيَّ – يعني‏:‏ النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله عنه – فسنَّا لي فيه سنة اقتدي بها‏.‏

فقلت‏:‏ اجلس بنا نفكر، اجلس بنا نفكر‏.‏ فجعلنا لأمهات المؤمنين رضي الله عنهن أربعة آلاف أربعة آلاف، وجعلنا للمهاجرين أربعة آلاف أربعة آلاف، ولسائر الناس ألفين ألفين‏.‏

3896- وقال أحمد بن منيع والحارث جميعًا‏:‏ حدَّثنا يزيد بن هارون، ثنا حريز بن عثمان، عن حبيب بن عبيد الرحبي، عن المقدام بن معدي كرب قال‏:‏ لما أصيب عمر رضي الله عنه دخلت عليه حفصة رضي الله عنها، فقالت‏:‏ يا صاحب رسول الله، ويا صهر رسول الله، ويا أمير المؤمنين‏.‏

فقال عمر لابن عمر رضي الله عنهما‏:‏ أجلسني يا عبد الله، أجلسني، فلا صبر لي على ما أسمع‏.‏

فأسنده إلى صدره رضي الله عنه فقال لها‏:‏ إني أحرّج عليك لما لي عليك من الحق ألا تندبيني بعد مجلسك هذا، وأما عينيك فلم أملكهما، إنه ليس من ميت يندب بما ليس فيه إلا الملائكة تلعنه‏.‏

3897- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى بن سعيد، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال‏:‏ لما صدر عمر رضي الله عنه من منى أناخ بالأبطح، ثم كوم كومة من البطحاء، ثم ألقى نفسه عليه، فلزق بثوبه، واستلقى، ومد يده إلى السماء، فقال‏:‏ اللهم ضعفت قوتي، وكبرت سني، وانتشرت رعيتي، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط‏.‏

ثم قدم رضي الله عنه المدينة فخطب فقال‏:‏ يا أيها الناس إني قد سننت لكم السنن، وفرضت لكم الفرائض، وتركتكم على واضحة- وصفق يحيى بيديه- إلا أن تضلوا بالناس يمينًا وشمالاً‏.‏‏.‏‏.‏ وذكر الحديث‏.‏ قال سعيد‏:‏ فما انسلخ ذو الحجة حتى قتل عمر رضي الله عنه‏.‏

3898- وقال الحارث‏:‏ حدَّثنا يحيى بن أبي بُكير، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون قال‏:‏ شهدت عمر بن الخطاب رضي الله عنه غداة طعن، فكنت في الصف الثاني، وما يمنعني أن أكون في الصف الأول إلا هيبته، كان رضي الله عنه يستقبل الصف إذا أقيمت الصلاة، فإن رأى أنسانًا متقدمًا أو متأخرًا أصابه بالدّرّة، فذلك الذي منعني أن أكون في الصف الأول، فكنت في الصف الثاني، فجاء عمر رضي الله عنه يريد الصلاة فعرض له أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة، فناجاه عمر رضي الله عنه غير بعيد ثم تركه، ثم ناجاه ثم تركه، ثم ناجاه ثم تركه، ثم طعنه‏.‏ فرأيت عمر رضي الله عنه قائلاً بيده هكذا، يقول‏:‏ دونكم الكلب فقد قتلني‏.‏ فماج الناس، فقال قائل‏:‏ الصلاة عباد الله، قد طلعت الشمس، فصلى بهم عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه بأقصر سورتين في القرآن‏:‏ إذا جاء نصر الله، وأنا أعطيناك الكوثر‏.‏ قال‏:‏ فاحتمل عمر رضي الله عنه، فقال‏:‏ يا عبد الله ناولني الكتف، فلو أراد الله تعالى أن يمضي ما فيها أمضاه، قال عبد الله رضي الله عنه‏:‏ أَخْبَرَنَا أكفيك أمحوها‏.‏ فقال‏:‏ لا والله لا يمحوها أحد غيري‏.‏ فمحاها عمر رضي الله عنه بيده، وكان فيها فريضة الجد‏.‏

ثم قال رضي الله عنه‏:‏ ادعوا لي عَلِيًّا وعثمان رضي الله عنهما، وطلحة والزبير، وعبد الرحمن بن عوف وسعدًا يرضى الله عنهم‏.‏ قال‏:‏ فدعوا، فلم يكلم رضي الله عنه أحدًا من القوم إلا عَلِيًّا وعثمان رضي الله عنهما، قال‏:‏ يا علي إن هؤلاء القوم لعلهم أن يعرفوا لك قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أعطاك الله تعالى من الفقه والعلم، فإن ولوك هذا الأمر فاتق الله فيه‏.‏

ثم قال رضي الله عنه‏:‏ يا عثمان لعل هؤلاء القوم أن يعرفوا لك صهرك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرفك، فإن ولوك هذا الأمر فاتق الله، ولا تحملن على بني أبي معيط على رقاب الناس‏.‏

ثم قال رضي الله عنه‏:‏ يا صهيب، صل بالناس ثلاثًا، وأدخل هؤلاء في بيت، فإذا أجمعوا على رجل، فمن خالفهم فليضربوا رأسه‏.‏

فلما خرجوا قال رضي الله عنه‏:‏ إن ولوا الأجلح سلك بهم الطريق‏.‏

فقال له عبد الله بن عمر رضي الله عنهما‏:‏ فما يمنعك‏؟‏ قال رضي الله عنه‏:‏ أكره أن أحملها حيًا وميتًا‏.‏

هذا حديث صحيح، أخرجه البخاري بأتم من هذا السياق، وقد توخيت ما زاد عليه‏.‏

28- باب ذكر قتل عمر رضي الله عنه

3899- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ ثنا قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب لما قتل عمر قالت أم أيمن‏:‏ اليوم وهى الإسلام‏.‏

ذكره عن قبيصة بن عُقبة، عن سفيان، عن قيس‏.‏

3900- قال ابن أبي عمر‏:‏ حدَّثنا ثمامة بن عبيدة العبدي، عن أبي الزبير، عن جابر رضي الله عنه قال‏:‏ لما طعن عمر رضي الله عنه دخلنا عليه، وهو يقول‏:‏ لا تعجلوا إلى هذا الرجل، فإن أعش رأيت فيه رأيي، وإن أمت فهو إليكم، قالوا‏:‏ يا أمير المؤمنين إنه والله قد قتل وقطع‏.‏ قال رضي الله عنه‏:‏ أَخْبَرَنَا لله وإنا إليه راجعون‏.‏ ثم قال رضي الله عنه‏:‏ ويحكم من هو‏؟‏ قالوا‏:‏ أبو لؤلؤة‏.‏ قال رضي الله عنه‏:‏ الله أكبر‏.‏

ثم نظر إلى ابنه عبد الله فقال‏:‏ أي بني، أي والد كنت لك‏؟‏ قال‏:‏ خير والد، قال رضي الله عنه‏:‏ فأقسم عليك لما احتملتني حتى تلصق خدي بالأرض، حتى أموت كما يموت العبد‏.‏

فقال عبد الله رضي الله عنه‏:‏ والله إن ذلك ليشتد علي يا أبتاه‏.‏ قال‏:‏ ثم قال‏:‏ قم فلا تراجعني‏.‏ قال‏:‏ فقام فاحتمله حتى ألصق خده بالأرض‏.‏ ثم قال رضي الله عنه‏:‏ يا عبد الله أقسمت عليك بحق الله تعالى، وحق عمر إذا مت فدفنتني لما لم تغسل رأسك حتى تبيع من رباع آل عمر بثمانين ألفًا فتضعها في بيت مال المسلمين‏.‏

فقال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه – وكان عند رأسه-‏:‏ يا أمير المؤمنين وما قدر هذه الثمانين ألفًا، قد أضررت بعيالك، أو بآل عمر‏.‏ قال رضي الله عنه‏:‏ إليك عني يا ابن عوف‏.‏ فنظر إلى عبد الله رضي الله عنه فقال‏:‏ يا بني، واثنين وثلاثين ألفًا أنفقتها في اثنتي عشرة حجة حججتها في ولايتي ونوائب كانت تنوبني في الرسل تأتيني من قبل الأمصار‏.‏

فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه‏:‏ يا أمير المؤمنين أبشر، وأحسن الظن بالله تعالى، فإنه ليس أحد منا، من المهاجرين إلا وقد أخذ مثل الذي أخذت من الفيء الذي قد جعله الله تعالى لنا، وقد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض، وقد كانت لك معه صلى الله عليه وسلم سوابق‏.‏

فقال رضي الله عنه‏:‏ يا ابن عوف، ودَّ عمر أنه لو خرج منها كما دخل فيها، إني أود أن ألقى الله تعالى فلا تطلبوني بقليل ولا كثير‏.‏

ثمامة تكلم فيه علي بن المديني وغيره‏.‏ وسياق قصة عمر رضي الله عنه في الصحيحين ليس فيها غالب هذا المذكور هنا‏.‏

3901- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا قطن بن نسير الغبري، ثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت البُنَانِي، عن أبي رافع رضي الله عنه قال‏:‏ كان أبو لؤلؤة عبدًا للمغيرة بن شعبة فكان يصنع الرحا، وكان المغيرة بن شعبة يستغله كل يوم أربعة دراهم، فلقي أبو لؤلؤة عمر رضي الله عنه، فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين، إن المغيرة قد أثقل عليّ غلتي، فكلمه يخفف عني‏.‏ فقال له عمر رضي الله عنه‏:‏ أتق الله تعالى، وأحسن إلى مولاك‏.‏ ومن نية عمر رضي الله عنه أن يلقى المغيرة فيكلمه فيخفف عنه، فغضب العبد، وقال‏:‏ وسع الناس عدله كلهم غيري، فاضمر على قتله فاصطنع خنجرًا له رأسان، وشحذه وسمّه، ثم أتى به الهرمزان، فقال‏:‏ كيف ترى هذا‏؟‏ فقال‏:‏ أرى أنك لا تضرب به أحدًا إلا قتلته‏.‏

فتحين أبو لؤلؤة فجاء في صلاة الغداة، حتى قام وراء عمر رضي الله عنه، وكان عمر رضي الله عنه إذا أقيمت الصلاة فتلكم يقول‏:‏ أقيموا صفوفكم، فذهب يقول كما كان يقول، فلما كبر وجأه أبو لؤلؤة في كتفه، ووجأه في خاصرته فسقط عمر رضي الله عنه، وطعن بخنجره ثلاثة عشر رجلاً فهلك منهم سبع، وجرح منهم ستة، وحمل عمر رضي الله عنه فذهب به إلى منزله‏.‏

وماج الناس حتى كادت الشمس أن تطلع، فنادى عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه‏:‏ يا أيها الناس الصلاة الصلاة‏.‏ ففزعوا إلى الصلاة، فتقدم عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه فصلى بهم بأقصر سورتين في القرآن، فلما قضى صلاته توجهوا إلى عمر رضي الله عنه، فدعا بشراب لينظر ما قدر جرحه، فأتى بنبيذ فشربه، فخرج من جرحه، فلم يدر أنبيذ هو أم دم، فدعا رضي الله عنه بلبن فشربه، فخرج من جرحه، فقالوا‏:‏ لا بأس عليك يا أمير المؤمنين‏.‏ فقال رضي الله عنه‏:‏ إن يكن القتل بأسًا فقد قتلت‏.‏

فجعل الناس يثنون عليه، فقال‏:‏ على ما تقولون‏؟‏ وددت إن خرجت منها كفافًا، وإن صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمت لي‏.‏

فتكلم ابن عباس رضي الله عنهما فقال‏:‏ لا والله لا تخرج منها كفافًا‏.‏‏.‏‏.‏ فذكر الحديث‏.‏ قال‏:‏ وكان عمر رضي الله عنه يستريح إلى كلام ابن عباس رضي الله عنه، فقال‏:‏ كرر، فكرر عليه‏.‏ فقال رضي الله عنه‏:‏ على ما تقول‏؟‏ لو إن لي طلاع الأرض لافتديت به من هول المطلع‏.‏

أخرجه ابن حبان عن أبي يعلى بطوله، وأصله في الصحيح بقليل من هذا السياق، ومعظمه ليس فيه‏.‏

3902- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى، عن سفيان، عن عاصم بن عُبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأخذ تبنة، وقال‏:‏ وددت أني هذه، وودت أن أمي لم تلدني، ووددت أني كنت نسيًا منسيًا‏.‏

3903- وبه إلى عاصم، عن أبَان بن عثمان، عن أبيه قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول‏:‏ ويل لي وويل لأمي إن لم يغفر الله لي‏.‏ ثلاث مرات، فقضى ما بينهما كلام‏.‏