فصل: الجزء الخامس عشر

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ***


الجزء الخامس عشر

29- باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه

3904- قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ ذَكَرَ رَجُلاَنِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا‏:‏ قُتِلَ شَهِيدًا فَتَعَلَّقَهُ الْآخَرُ، فَأَتَى بِهِ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ‏:‏ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قُتِلَ شَهِيدًا فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ أَقُلْتَ ذَلِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، أَمَا تَذْكُرُ يَوْمَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَأَنْتَ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَانِي، وَسَأَلْتُ أَبَا بَكْرٍ فَأَعْطَانِي، وَسَأَلْتُ عُمَرَ فَأَعْطَانِي، وَسَأَلْتُ عُثْمَانَ فَأَعْطَانِي، وَسَأَلْتُكَ فَمَنَعْتَنِي، فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ يُبَارِكَ لِي، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ وَمَا لَكَ لاَ يُبَارَكُ لَكَ وَقَدْ أَعْطَاكَ نَبِيٌّ، وَصِدِّيقٌ، وَشَهِيدَانِ‏؟‏ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ دَعُوهُ‏.‏

3905- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَجُلاً بِالْكُوفَةِ شَهِدَ أَنَّ عُثْمَانَ قُتِلَ شَهِيدًا، فَأَخَذَتْهُ الزَّبَانِيَةُ فَرَفَعُوهُ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَالُوا‏:‏ لَوْلاَ أَنْ تَنْهَانَا أَوْ نَهَيْتَنَا أَلاَ نَقْتُلَ أَحَدًا قَتَلْنَاهُ، يَزْعُمُ أَنَّهُ يَشْهَدُ أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ شَهِيدٌ، فَقَالَ الرَّجُلُ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ وَأَنْتَ تَشْهَدُ، أَوَ تَذْكُرُ أَنِّي أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَانِي، وَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَعْطَانِي‏.‏‏.‏‏.‏ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ‏.‏

3906- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ‏:‏ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيُّ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا ثَوْرٍ الْفَهْمِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُدَيْسٍ الْبَلَوِيِّ، وَكَانَ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ ذَكَرَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَوَقَعَ فِيهِ، قَالَ أَبُو ثَوْرٍ‏:‏ فَدَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ مَحْصُورٌ، فَقُلْتُ‏:‏ إِنَّ ابْنَ عُدَيْسٍ قَالَ كَذَا وَكَذَا، فقال عثمان رضي الله عنه وَمِنْ أَيْنَ وَقَدِ اخْتَبَأْتُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَشْرًا‏:‏ إِنِّي لَرَابِعُ أَرْبَعَةٍ فِي الْإِسْلاَمِ، وَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ابْنَتَهُ ثُمَّ ابْنَتَهُ، وَبَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِي فَمَا مَسَسْتُ بِهَا ذَكَرِي، وَلاَ تَغَنَّيْتُ، وَلاَ تَمَنَّيْتُ، وَلاَ شَرِبْتُ خَمْرًا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلاَ إِسْلاَمٍ، الْحَدِيثَ قُلْتُ‏:‏ عِنْدَ بَعْضِهِمْ بَعْضُهُ‏.‏

3907- وقال أحمد بن منيع‏:‏ حدَّثنا حماد بن خالد، ثنا الزبير عمن حدثه قال‏:‏ إن كان عثمان رضي الله عنه ليصوم النهار، ويقوم الليل إلا هجعة من أوله‏.‏

3908- حدَّثنا النَّضر بن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبد الله بن عُكيم قال‏:‏ كان عثمان إذا سمع الأذان قال‏:‏ مرحبًا بالقائلين عدلاً وبالصلاة مرحبًا وأهلاً‏.‏

3909- حدَّثنا يزيد بن هارون، أنا محمد بن عمرو، عن محمد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن عثمان قال‏:‏ رأيت عثمان رضي الله عنه ذات ليلة عند المقام، قد تقدم فقرأ القرآن في ركعة، ثم انصرف‏.‏

3910- حدَّثنا يزيد بن هارون، ثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي ليلى قال‏:‏ أشرف علينا عثمان يوم الدار، فقال‏:‏ يا أيها الناس لا تقتلوني، فإنكم إن قتلتموني كنتم هكذا‏.‏ وشبك بين أصابعه رضي الله عنه‏.‏

3911- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ هُوَ ابْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عَطَاءٍ الْكَيْخَارَانِيِّ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتٍ فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيُّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لِيَنْهَضْ كُلُّ رَجُلٍ إِلَى كُفْئِهِ، وَنَهَضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَاعْتَنَقَهُ وَقَالَ‏:‏ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ‏.‏

رَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ وَصَحَّحَهُ، وَذَهَلَ عَنْ ضِعْفِ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ فَإِنَّهُ مَتْرُوكٌ‏.‏

3912- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ وَعَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَرَاءَهُ، اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَدَخَلَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَدَخَلَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَدَخَلَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ سَعْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَدَخَلَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَدَخَلَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَحَدَّثُ كَاشِفًا عَنْ رُكْبَتِهِ فَمَدَّ رُكْبَتَهُ، وَقَالَ لاِمْرَأَتِهِ‏:‏ اسْتَأْخِرِي عَنِّي، فَتَحَدَّثُوا سَاعَةً، ثُمَّ خَرَجُوا، قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَخَلَ عَلَيْكَ أَصْحَابُكَ فَلَمْ تُصْلِحْ ثَوْبَكَ عَلَى رُكْبَتِكَ، وَلَمْ تُؤَخِّرْنِي عَنْكَ حَتَّى دَخَلَ عُثْمَانُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ يَا عَائِشَةُ، أَلاَ أَسْتَحْيِي مِنْ رَجُلٍ يَسْتَحِي مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ‏؟‏ وَلَوْ دَخَلَ وَأَنْتِ قَرِيبٌ مِنِّي لَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ وَلَمْ يَتَحَدَّثْ حَتَّى يَخْرُجَ‏.‏

3913- حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ‏:‏ لَقِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ، فَقَالَ لَهُ الْوَلِيدُ‏:‏ مَا لِي أَرَاكَ قَدْ جَفَوْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ أَبْلِغْهُ عَنِّي أَنِّي لَمْ أَفِرَّ يَوْمَ عَيْنَيْنِ، قَالَ عَاصِمٌ‏:‏ هُوَ يَوْمُ أُحُدٌ، وَلَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْ بَدْرٍ، وَلَمْ أَتْرُكْ سُنَّةَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَانْطَلَقَ يُخْبِرُ ذَاكَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ أَمَّا قَوْلُهُ يَوْمَ عَيْنَيْنِ فَكَيْفَ يُعَيِّرُنِي بِذَنْبٍ قَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا‏}‏ الآيَةَ، وَأَمَّا قَوْلُهُ‏:‏ إِنِّي تَخَلَّفْتُ يَوْمَ بَدْرٍ، كُنْتُ أُمَرِّضُ رُقْيَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى مَاتَتْ، وَقَدْ ضُرِبَ لِي بِسَهْمٍ، وَمَنْ ضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِسَهْمٍ فَقَدْ شَهِدَ، وَأَمَّا قَوْلُهُ‏:‏ إِنِّي أَتْرُكَ سُنَّةَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَإِنِّي لاَ أُطِيقُهَا أَنَا وَلاَ هُوَ، فَأَتَيْتُهُ فَحَدَّثْتُهُ بِذَلِكَ‏.‏

وَقَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سَلاَمٌ أَبُو الْمُنْذِرِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ‏:‏ رَفَعَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَوْتَهُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ لِأَيِّ شَيْءٍ رَفَعْتَ صَوْتَكَ وَقَدْ شَهِدْتُ بَدْرًا وَلَمْ تَشْهَدْ، وَبَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ تُبَايِعْ، وَفَرَرْتَ يَوْمَ أُحُدٍ وَلَمْ أَفِرَّ‏؟‏ قَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ أَمَا قَوْلُكَ‏:‏ إِنَّكَ شَهِدْتَ بَدْرًا وَلَمْ أَشْهَدْ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَلَّفَنِي عَلَى بِنْتِهِ، وَضَرَبَ لِي بِسَهْمٍ، وَأَعْطَانِي أَجْرِي، وَأَمَّا قَوْلُكَ‏:‏ بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ أُبَايِعْ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَنِي إِلَى نَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَقَدْ عَمِلْتَ ذَلِكَ، فَلَمَّا احْتَبَسْتُ ضَرَبَ صلى الله عليه وسلم بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَقَالَ‏:‏ هَذِهِ لِعُثْمَانَ وَشِمَالُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَيْرٌ مِنْ يَمِينِي وَأَمَّا قَوْلُكَ‏:‏ فَرَرْتَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَلَمْ أَفِرَّ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ‏:‏ ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ‏}‏ الْآيَةَ فَلِمَ تُعَيِّرُنِي بِذَنْبٍ قَدْ عَفَا اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ‏؟‏ قَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ لاَ نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ إِلاَّ سَلاَّمٌ‏.‏

3915- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا محمد بن أبي بكر، حدَّثنا يوسف بن يزيد، حدَّثنا إبراهيم بن عمر بن أبَان، قال‏:‏ حدثني ابن شهاب، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أنه شهد ذلك حين أعطى عثمان بن عفان رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جهز به جيش العسرة فجاء رضي الله عنه بسبعمائة أوقية ذهب‏.‏

3916- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا بَشَّارُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يَقُولُ‏:‏ أَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِأَهْلِهِ إِلَى الْحَبَشَةِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَاحْتُبِسَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَبَرُهُ فَجَعَلَ يَخْرُجُ يَتَوَكَّفُ الأَخْبَارَ، فَقَدِمَتِ امْرَأَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَتْ لَهُ‏:‏ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، قَدْ رَأَيْتُ خَتَنَكَ مُتَوَجِّهًا فِي سَفَرِهِ، وَامْرَأَتُهُ عَلَى حِمَارٍ مِنْ هَذِهِ الدِّبَابَةِ، وَهُوَ يَسُوقُ بِهَا يَمْشِي خَلْفَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ صَحِبَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى، إِنَّ عُثْمَانَ لَأَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِأَهْلِهِ بَعْدَ لُوطٍ عَلَيْهِ السَّلامُ‏.‏

3917- حَدَّثَنَا أَبُو وَائِلٍ خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ بَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ إِذْ أَتَانِي جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، فَاحْتَمَلَنِي عَلَى جَنَاحِهِ الأَيْمَنِ فَأَدْخَلَنِي جَنَّةَ عَدْنٍ، فَبَيْنَا أَنَا فِيهَا إِذْ رَقَبْتُ بِعَيْنَيَّ تُفَّاحَةً، فَانْفَلَقَتِ التُّفَّاحَةُ نِصْفَيْنِ فَخَرَجَتْ مِنْهَا جَارِيَةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَمْ أَرَ أَحْسَنَ مِنْهَا حُسْنًا وَلاَ أَكْمَلَ مِنْهَا جَمَالاً، تُسَبِّحُ اللَّهَ بِتَسْبِيحٍ لَمْ يَسْمَعِ الأَوَّلُونَ وَالْآخَرُونَ بِمِثْلِهِ، قُلْتُ‏:‏ مَا أَنْتِ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ أَنَا الْحَوْرَاءُ خَلَقَنِي رَبِّي جَلَّ جَلاَلُهُ مِنْ نُورِ عَرْشِهِ قُلْتُ‏:‏ لِمَنْ أَنْتِ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ أَنَا لِلأَمِينِ الأَمْعَرِ الْخَلِيفَةِ الْمَظْلُومِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏.‏

30- باب فضائل علي رضي الله عنه

وتقدم منه في آخر فضل عمر رضي الله عنه‏.‏

3918- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمَّارٍ، قَالَ‏:‏ نَزَلَ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَلَى مَسْرُوقٍ، فَحَدَّثَ عَنْ صَفِيَّةَ، أَنَّهَا قَالَتْ‏:‏ قُمْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ لَهُ‏:‏ لَيْسَ مِنْ أَزْوَاجِكَ أَحَدٌ إِلاَّ لَهَا قَرَابَةٌ وَعَشِيرَةٌ فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي‏؟‏ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ أُوصِي بِكِ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏.‏

3919- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ هُوَ أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ ثَعْلَبَةَ بْنَ يَزِيدَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ‏:‏ وَاللَّهِ إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ سَيِغْدِرُونَكَ مِنْ بَعْدِي‏.‏

3920- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الأَوْدِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ سَتَغْدِرُ بِكَ مِنْ بَعْدِي، رَوَاهُ الْبَزَّارُ وَابْنُ مَاجَةْ مَاجَةْ‏.‏

حَدَّثَنَا حَبِيبٌ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ يَزِيدَ الْحِمَّانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ وَاللَّهِ إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ إِلَيَّ‏:‏ إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ سَتَغْدِرُ بِي‏.‏

3922- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ جَبْرٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ انْصَرَفَ إِلَى الطَّائِفِ فَحَاصَرَهَا تِسْعَةَ عَشَرَ أَوْ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ فَلَمْ يَفْتَحْهَا، ثُمَّ أَوْغَلَ رَوْحَةً أَوْ غُدْوَةً فَنَزَلَ ثُمَّ هَجَرَ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي فَرَطُكُمْ، وَأُوصِيكُمْ بِعِتْرَتِي خَيْرًا، وَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْحَوْضُ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتقِيمُنَّ الصَّلاَةَ، وَلَيُؤْتُونَّ الزَّكَاةَ، أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ رَجُلاً مِنِّي أَوْ كَنَفْسِي فَلْيَضْرِبَنَّ أَعْنَاقَ مُقَاتِلِيهِمْ وَلْيَسْبِيَنَّ ذَرَارِيَهُمْ قَالَ‏:‏ فَرَأَى النَّاسُ أَنَّهُ أَبُو بَكْرٍ أَوْ عُمَرُ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا فَأَخَذَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَدَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ‏:‏ هَذَا‏.‏

3922- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهَذَا‏.‏

3923- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى أَيْضًا‏:‏ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، غَيْرَ أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي‏.‏

صَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ‏.‏

3924- وقال أحمد بن منيع‏:‏ حدَّثنا أبو قطن، ثنا شُعبة، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن علقمة، عن عبد الله رضي الله عنه قال‏:‏ كنا نتحدث أن من أقضى أهل المدينة ابن أبي طالب رضي الله عنه‏.‏

وقال البزار‏:‏ حدثنا محمد بن أحمد بن الجُنيد، ثنا يحيى بن محمد بن السَّكن، حدثنا شعبة به‏.‏

وصححه الحاكم‏.‏

3925- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ حَنَشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ عُلَيْمٍ الْكِنْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَوَّلُكُمْ وَارِدًا عَلَى الْحَوْضِ أَوَّلُكُمْ إِسْلاَمًا، عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ‏.‏

3926- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا أبو خيثمة، ثنا عبد الصمد، ثنا شُعبة، ثنا فُضيل، عن أبي حَرِيز، عن الشَّعبي، عن علي رضي الله عنه قال‏:‏ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رجعت من جنازة قولاً ما أحب أن لي به الدنيا جميعًا‏.‏

3927- حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا الصَّبَّاحُ بْنُ مُحَارِبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آخَى بَيْنَ النَّاسِ وَتَرَكَنِي، فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، آخَيْتَ بَيْنَ أَصْحَابِكَ وَتَرَكْتَنِي‏؟‏ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ تَرَنِي تَرَكْتُكَ‏؟‏ إِنَّمَا تَرَكْتُكَ لِنَفْسِي، أَنْتَ أَخِي وَأَنَا أَخُوكَ قَالَ‏:‏ فَإِنْ حَاجَّكَ أَحَدٌ فَقُلْ‏:‏ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَأَخُو رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، لاَ يَدَّعِيهَا أَحَدٌ بَعْدَكَ إِلاَّ كَذَّابٌ‏.‏

3928- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ الْخُرَاسَانِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَوْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، الشَّكُّ مِنْ حَمَّادٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ يَا عَلِيُّ، خُذِ الْبَابَ، فَلاَ يَدْخُلَنْ عَلَيَّ أَحَدٌ، فَإِنَّ عِنْدِي زَوْرًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ اسْتَأْذَنُوا رَبَّهُمْ أَنْ يَزُورُونِي فَأَخَذَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْبَابَ، وَجَاءَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَاسْتَأْذَنَ، فَقَالَ‏:‏ يَا عَلِيُّ، اسْتَأْذِنْ لِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ لَيْسَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْنٌ، فَرَجَعَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَظَنَّ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ سَخْطَةٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَصْبِرْ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ رَجَعَ، فَقَالَ‏:‏ اسْتَأْذِنْ لِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَقَالَ‏:‏ لَيْسَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِذْنٌ فَقَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ وَلِمَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لِأَنَّ زَوْرًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ عِنْدَهُ واسْتَأْذَنُوا رَبَّهُمْ أَنْ يَزُورُوهُ قَالَ‏:‏ وَكَمْ هُمْ يَا عَلِيُّ‏؟‏ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ ثَلاَثُ مِائَةٍ وَسِتُّونَ مَلَكًا، ثُمَّ أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِفَتْحِ الْبَابِ فَذَكَرَ ذَلِكَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ أَخْبَرَنِي أَنَّ زَوْرًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ اسْتَأْذَنُوا رَبَّهُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يَزُورُوكَ، وَأَخْبَرَنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّ عِدَّتَهُمْ ثَلاَثُ مِائَةٍ وَسِتُّونَ مَلَكًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ أَنْتَ أَخْبَرْتَ بِالزَّوْرِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فَأَخْبَرْتَهُ بِعِدَّتِهِمْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فَكَمْ هُمْ يَا عَلِيُّ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ثَلاَثُ مِائَةٍ وَسِتُّونَ مَلَكًا قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَكَيْفَ عَلِمْتَ ذَلِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ ثَلاَثَ مِائَةٍ وَسِتِّينَ نَغَمَةً فَعَلَمْتُ أَنَّهُمْ ثَلاَثُ مِائَةٍ وَسِتُّونَ مَلَكًا، فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى صَدْرِهِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ يَا عَلِيُّ، زَادَكَ اللَّهُ إِيمَانًا وَعِلْمًا‏.‏

3929- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَرِيَّةٍ، وَاسْتَعْمَلَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمَّا جِئْنَاهُ قَالَ‏:‏ كَيْفَ رَأَيْتُمْ صَاحِبَكُمْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَإِمَّا شَكَوْتُهُ وَإِمَّا شَكَاهُ غَيْرِي، فَرَفَعْتُ رَأْسِي وَكُنْتُ رَجُلاً مِكْبَابًا، فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَدِ احْمَرَّ وَجْهُهُ، وَهُوَ يَقُولُ‏:‏ مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ‏.‏

3930- حَدَّثَنَا مُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ كُنَّا بِالْجُحْفَةِ بِغَدِيرِ خُمٍّ، إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخَذَ يَدَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ‏:‏ مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ‏.‏

3931- حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ الأَوْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ دَخَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ الْمَسْجِدَ فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ، فَقَامَ إِلَيْهِ شَابٌّ، فَقَالَ‏:‏ أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ‏؟‏ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ اللَّهُمَّ، نَعَمْ‏.‏

3931- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، بِهَذَا‏.‏

وَقَالَ وَالْبَزَّارُ‏:‏ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ شُبْرُمَةَ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ دَاوُدَ، وَإِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِمَا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِهِ‏.‏

- وَقَالَ‏:‏ وَوَجَدْتُ فِي كِتَابِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مِسْكِينٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ إِدْرِيسَ الأَوْدِيِّ، بِهِ‏.‏

3932- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، وَعَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ، قَالاَ‏:‏ لَمَّا أُهْدِيَتْ فَاطِمَةُ إِلَى عَلِيٍّ‏.‏‏.‏‏.‏ الْحَدِيثَ‏.‏

وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ النِّكَاحِ، وَفِيهِ‏:‏ فَقَالَ يَا فَاطِمَةُ، إِنِّي لَمْ آلُ أَنْ أُنْكِحَكِ أَحَبَّ أَهْلِي إِلَيَّ‏.‏

3933- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ عُمَيْرَةَ أَبُو قُتَيْبَةَ الْقَيْسِيُّ، حَدَّثَنِي مَيْمُونٌ الْكُرْدِيُّ أَبُو بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آخِذٌ بِيَدِي وَنَحْنُ نَمْشِي فِي بَعْضِ سِكَكِ الْمَدِينَةِ إِذْ أَتَيْنَا عَلَى حَدِيقَةٍ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَحْسَنَهَا مِنْ حَدِيقَةٍ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ لَكَ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْهَا حَتَّى مَرَرْنَا بِسَبْعِ حَدَائِقَ، كُلُّ ذَلِكَ أَقُولُ‏:‏ مَا أَحْسَنَهَا وَيَقُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ لَكَ فِي الْجَنَّةُ أَحْسَنُ مِنْهَا فَلَمَّا خَلاَ لِيَ الطَّرِيقُ اعْتَنَقَنِي ثُمَّ أَجْهَشَ بَاكِيًا، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يُبْكِيكَ‏؟‏ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ ضَغَائِنُ فِي صُدُورِ أَقْوَامٍ لاَ يُبْدُونَهَا إِلاَّ مِنْ بَعْدِي قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فِي سَلاَمَةٍ مِنْ دِينِي‏؟‏ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ فِي سَلاَمَةٍ مِنْ دِينِكَ، وَقَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، قَالاَ‏:‏ حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ بِهِ، لاَ يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلاَّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَلاَ جَاءَ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، غَيْرُ هَذَا‏.‏

3934- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ الْجَمَلِيِّ، قَالَ‏:‏ لَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ أُهْدِيَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ تُحْدِثْ شَيْئًا حَتَّى آتِيَكَ قَالَ‏:‏ فَلَمْ يَلْبَثْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنِ اتَّبَعَهُمَا فَقَامَ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْبَابِ فَاسْتَأْذَنَ، فَدَخَلَ فَإِذَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُعْتَزِلٌ عَنْهَا، فَقَالَ‏:‏ إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ شِهَابُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَدَعَا صلى الله عليه وسلم بِمَاءٍ فَمَضْمَضَ، ثُمَّ أَعَادَهُ فِي الْإِنَاءِ، ثُمَّ نَضَحَ بِهِ صَدْرَهَا وَصَدْرَهُ وَسَمَّتَ عَلَيْهِمَا، ثُمَّ خَرَجَ صلى الله عليه وسلم مِنْ عِنْدِهِمَا‏.‏

3935- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا قَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَجَلٌ مَشْوِيٌّ بِخُبْزَةٍ وَظَبَابَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ يَأْكُلُ مَعِي مِنْ هَذَا الطَّعَامِ فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا‏:‏ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ أَبِي، وَقَالَتْ حَفْصَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا‏:‏ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ أَبِي، قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، قَالَ‏:‏ فَسَمِعْتُ حَرَكَةً بِالْبَابِ فَخَرَجْتُ، فَإِذَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقُلْتُ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى حَاجَةٍ فَانْصَرَفَ، ثُمَّ سَمِعْتُ حَرَكَةً بِالْبَابِ فَخَرَجْتُ فَإِذَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَذَلِكَ، فَسَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَوْتَهُ، فَقَالَ‏:‏ انْظُرْ مَنْ هَذَا‏؟‏ فَخَرَجْتُ فَإِذَا هُوَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ وَالِي، اللَّهُمَّ وَالِي‏.‏

وَقَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَلْمَانَ الْكَحَّالُ الأَزْرَقُ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَطْيَارٌ، فَقَسَمَهَا صلى الله عليه وسلم بَيْنَ نِسَائِهِ، فَأَصَابَ كُلَّ امْرَأَةٍ‏.‏‏.‏‏.‏ الْحَدِيثَ‏.‏

3936- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَرْقَمَ، عَنْ مَطِيرِ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ سَفِينَةَ، صَاحِبِ زَادِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ أَهْدَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَيْرَيْنِ بَيْنَ رَغِيفَيْنِ، وَكَانَ فِي الْمَسْجِدِ، وَلَمْ يَكُنْ فِي الْبَيْتِ غَيْرِي، وَغَيْرُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَدَعَا بِالْغَدَاءِ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ أَهْدَتْ لَكَ امْرَأَةٌ هَدِيَّةً، فَقَدَّمْتُ إِلَيْهِ الطَّيْرَيْنِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ أَحْسَبُهُ قَالَ‏:‏ إِلَيْكَ وَإِلَى رَسُولِكَ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فَجَاءَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَضَرَبَ الْبَابَ ضَرْبًا خَفِيفًا، فَقُلْتُ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَبُو الْحَسَنِ، ثُمَّ ضَرَبَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ عَلِيٌّ، قَالَ‏:‏ افْتَحْ لَهُ فَفَتَحْتُ فَأَكَلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الطَّيْرَيْنِ حَتَّى فَنِيَا‏.‏

3937- حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ شَرُوسٍ الصَّنْعَانِيُّ، عَنِ ابْنِ مِينَا، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ‏:‏ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم الْتَزَمَ عَلِيًّا، وَقَبَّلَهُ وَهُوَ يَقُولُ‏:‏ بِأَبِي الْوَحِيدُ الشَّهِيدُ، بِأَبِي الْوَحِيدُ الشَّهِيدُ‏.‏

3938- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ‏:‏ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ، عَنْ قَنَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ مَعَ رَجُلَيْنِ فَتَذَاكَرْنَا عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَتَنَاوَلْنَا مِنْهُ، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُغْضَبًا يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ الْغَضَبُ، فَقُلْتُ‏:‏ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ مَا لَكُمْ وَلِي، مَنْ آذَى عَلِيًّا فَقَدْ آذَانِي يَقُولُهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، قَالَ‏:‏ فَكُنْتُ أُوتَى مِنْ بَعْدُ، فَيُقَالُ‏:‏ إِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُعَرِّضُ بِكَ، يَقُولُ‏:‏ اتَّقُوا فِتْنَةَ الْأُخَيْنِسِ، فَأَقُولُ‏:‏ هَلْ سَمَّانِي‏؟‏ فَيَقُولُونَ‏:‏ لاَ فَأَقُولُ‏:‏ إِنَّ خَنَسَ النَّاسِ لَكَثِيرٌ، معَاذَ اللَّهِ أَنْ أُؤْذِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ مَا سَمِعْتُ مِنْهُ مَا سَمِعْتُ‏.‏

وَقَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، بِهِ‏.‏

وَقَالَ‏:‏ لاَ نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ سَعْدٍ، إِلاَّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ‏.‏

3938- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، بِهِ‏.‏

3939- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ، قَالَ‏:‏ أَتَيْتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ‏:‏ ذُكِرَ لِي أَنَّكُمْ تَسُبُّونَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قَدْ فَعَلْنَا قَالَ‏:‏ فَلَعَلَّكَ قَدْ سَبَبْتَهُ‏؟‏ قَالَ، قُلْتُ‏:‏ مَعَاذَ اللَّهِ قَالَ، لاَ تَسُبَّهُ، فَلَوْ وُضِعَ الْمِنْشَارُ عَلَى مِفْرَقِي عَلَى أَنْ أَسُبَّ عَلِيًّا مَا سَبَبْتُهُ أَبَدًا بَعْدَ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا سَمِعْتُ‏.‏

3940- وقال أحمد بن منيع‏:‏ حدَّثنا علي بن هاشم، ثنا ابن أبي ليلى، عن أخيه عيسى، عن أبيه عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال‏:‏ سمعت عَلِيًّا رضي الله عنه‏.‏

يقول‏:‏ هلك فيّ رجلان‏:‏ محب مفرط، ومبغض مفتري‏.‏

3940- حدَّثنا عباد بن العوام، ثنا هلال بن خبَّاب، عن عون بن أبي جُحيفة، عن أبيه قال‏:‏ سمعت عَلِيًّا رضي الله عنه يقول على المنبر وأشار بأصبعه السبابة والوسطى‏:‏ هلك في رجلان‏:‏ محب غال ومبغض قال‏.‏

3940- وعن عباد، عن هلال، عن زادان قال‏:‏ سمعته يحدث عن علي رضي الله عنه مثله‏.‏

إلا أنه لم يذكر الأصبعين‏.‏

3941- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ قَنَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَا لِي وَلَكُمْ، مَنْ آذَى عَلِيًّا فَقَدْ آذَانِي‏.‏

3942- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصُّهْبَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ، قَالَ‏:‏ طَلَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَوَجَدَنِي فِي جَدْوَلٍ نَائِمًا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ قُمْ، مَا أَلأَمَ النَّاسَ يُسَمُّونَكَ أَبَا تُرَابٍ قَالَ‏:‏ فَرَآنِي صلى الله عليه وسلم كَأَنِّي وَجَدْتُ فِي نَفْسِي مِنْ ذَاكَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ قُمْ وَاللَّهِ لَأُرْضِيَنَّكَ، أَنْتَ أَخِي، وَأَبُو وَلَدَيَّ، تُقَاتِلُ عَنْ سُنَّتِي، وَتُبْرِئُ ذِمَّتِي، مَنْ مَاتَ فِي عَهْدِي فَهُوَ أَسِيرُ اللَّهِ، وَمَنْ مَاتَ فِي عَهْدِكَ فَقَدْ قَضَى نَحْبَهُ، وَمَنْ مَاتَ يُحِبُّكَ بَعْدَ مَوْتِكَ خَتَمَ اللَّهُ لَهُ بِالأَمْنِ وَالْإِيمَانِ، مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ أَوْ غَرَبَتْ، وَمَنْ مَاتَ يُبْغِضُكَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَحُوسِبَ بِمَا عَمِلَ فِي الْإِسْلاَمِ‏.‏

3943- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَضَرَ الشَّجَرَةَ بِخُمٍّ، ثُمَّ خَرَجَ آخِذًا بِيَدِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ‏:‏ أَلَسْتُمْ تَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَبُّكُمْ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ بَلَى، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ أَلَسْتُمْ تَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أَوْلَى بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ، وَأَنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أَوْلِيَاؤُكُمْ‏؟‏ فَقَالُوا‏:‏ بَلَى قَالَ‏:‏ فَمَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مَوْلاَهُ، فَإِنَّ هَذَا مَوْلاَهُ، وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا‏:‏ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، سَبَبُهُ بِيَدِهِ، وَسَبَبُهُ بِأَيْدِيكُمْ، وَأَهْلُ بَيْتِي‏.‏

هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، وَحَدِيثُ غَدِيرِ خُمٍّ قَدْ أَخْرَجَهُ النِّسَائِيُّ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، وَعَلِيٍّ، وَجَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَفِي هَذَا زِيَادَةٌ لَيْسَتْ هُنَاكَ، وَأَصْلُ الْحَدِيثِ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ أَيْضًا‏.‏

3944- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الْمَدَائِنِيُّ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَرْيَمَ، وبَعْضُ جُلَسَائِهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ بِيَدِهِ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ، فَقَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيُّ مَوْلاَهُ، قَالَ‏:‏ فَزَادَ النَّاسُ بَعْدُ‏:‏ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ‏.‏

وَحَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقَدَّمَ فِي الطَّهَارَةِ‏.‏

3945- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غُزَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ عِنْدَ بَيْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ بَلَى قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ فَإِنَّ خِيَارَكُمُ الْمُوفُونَ الْمُطَيَّبُونَ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْخَفِيَّ التَّقِيَّ قَالَ‏:‏ وَمَرَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الْحَقُّ مَعَ ذَا، الْحَقُّ مَعَ ذَا‏.‏

وَحَدِيثُهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قِصَّةِ بِنْتِ حَمْزَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا تَقَدَّمَ فِي الْحَضَانَةِ‏.‏

3946- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى، عن شُعبة، عن قتادة، عن جُرَي بن كُلَيب قال‏:‏ رأيت عَلِيًّا رضي الله عنه يأمر بشيء، و عثمان رضي الله عنه ينهى عنه، فقلت لعلي‏:‏ إن بينكما لشرًا‏.‏ قال رضي الله عنه‏:‏ ما بيننا إلا خير، ولكن خيرنا أتبعنا لهذا الدين‏.‏

3947- حدَّثنا عبد الوارث، عن أبي عمرو بن العلاء، عن أبيه قال‏:‏ خطب علي فقال‏:‏ يا أيها الناس، والله الذي لا إله إلا هو ما رزيت من مالكم قليلاً ولا كثيرًا إلا هذه، وأخرج رضي الله عنه قارورة من كم قميصه فيها طيب فقال‏:‏ أهداها إلي دهقان‏.‏

3948- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنَيْ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ مُضْطَجِعُونَ فِي الْمَسْجِدِ فَضَرَبَنَا بِعَسِيبٍ كَانَ بِيَدِهِ رَطْبٍ، فَقَالَ‏:‏ تَرْقُدُونَ فِي الْمَسْجِدِ‏؟‏ إِنَّهُ لاَ يُرْقَدُ فِي الْمَسْجِدِ فَانْجَفَلْنَا وَانْجَفَلَ مَعَنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ تَعَالَ يَا عَلِيُّ، إِنَّهُ يَحِلُّ لَكَ فِي الْمَسْجِدِ مَا يَحِلُّ لِي، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّكَ لَتَذُودُ عَنْ حَوْضِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ عَنِ الْمَاءِ بِعَصًا لَكَ مِنْ عَوْسَجٍ، وَلَكَأَنِّي أَنْظُرُ إلى مَقَامِكَ مِنْ حَوْضِي‏.‏

31- باب فضائل فاطمة صلى الله وسلم على أبيها وعليها رضي الله عنها وفضل ابنيها رضي الله عنهما

3949- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ النَّهْدِيِّ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ، ثُمَّ خَرَجَ فَاتَّبَعْتُهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ مَلَكٌ عَرَضَ لِي فَاسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ، ويبَشِّرَنِي أَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا شَبَابُ أَهْلِ الْجَنَّةِ‏.‏

3950- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ الْعَبْسِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ خَيْرَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ‏:‏ خَطَبَنِي عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ‏:‏ إِنَّ أَسْمَاءَ مُتَزَوِّجَةٌ عَلِيًّا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَا كَانَ لَهَا أَنْ تُؤْذِيَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ‏.‏

3951- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَنِيمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَخْرَمِيُّ، عَنْ أُمِّ بَكْرٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ تُقَطَّعُ الأَسْبَابُ وَالأَنْسَابُ وَالأَصْهَارُ إِلاَّ صِهْرِي، فَاطِمَةُ شُجْنَةٌ مِنِّي، يَقْبِضُنِي مَا قَبَضَهَا، وَيَبْسُطُنِي مَا بَسَطَهَا‏.‏

3952- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَرَادَ أَنْ يَخْطُبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ، فَقَالَ النَّاسُ‏:‏ أَتَرَوْنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَجِدُ مِنْ ذَلِكَ‏؟‏ فَقَالَ نَاسٌ‏:‏ وَمَا ذَلِكَ‏؟‏ إِنَّمَا هِيَ امْرَأَةٌ مِنَ النِّسَاءِ، وَقَالَ نَاسٌ‏:‏ لَيَجِدَنَّ مِنْ هَذَا، يَتَزَوَّجُ ابْنَةَ عَدُوِّ اللَّهِ عَلَى ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ أَمَّا بَعْدُ، فَمَا بَالُ أَقْوَامٍ يَزْعُمُونَ أَنِّي لاَ أَجِدُ لِفَاطِمَةَ، وَإِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي‏؟‏ إِنَّهُ لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَتَزَوَّجَ ابْنَةَ عَدُوِّ اللَّهِ عَلَى ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ‏.‏

هَذَا مُرْسَلٌ، وَأَصْلُ الْحَدِيثِ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ الْمِسْوَرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ حَدَّثَ بِهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ فَانْقَلَبَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، وَهُو سَيِّئُ الْحِفْظِ‏.‏

3953- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ هُوَ ابْنُ عَائِشَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ خَدِيجَةُ خَيْرُ نِسَاءِ عَالَمِهَا، وَمَرْيَمُ خَيْرُ نِسَاءِ عَالَمِهَا، وَفَاطِمَةُ خَيْرُ نِسَاءِ عَالَمِهَا، هَذَا مُرْسَلٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ طَرِيقِ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِلَفْظِ‏:‏ خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا فَاطِمَةُ، وَهَذَا الْمُرْسَلُ يُفَسِّرُ هَذَا الْمُتَّصِلَ، وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْفِتَنِ فِي ذِكْرِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَشْيَاءُ كَثِيرَةٌ وَحَدِيثُ أَبِي الْحَمْرَاءِ فِي ذِكْرِ أَهْلِ الْبَيْتِ وَفَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ تَقَدَّمَ فِي تَفْسِيرِ الأَحْزَابِ‏.‏

3954- وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ‏:‏ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي فَاخِتَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ زَارَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَبَاتَ عِنْدَنَا، وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ نَائِمَانِ، فَاسْتَسْقَى الْحَسَنُ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى قِرْبَةٍ فَجَعَلَ يَعْتَصِرُهَا فِي الْقَدَحِ، ثُمَّ جَاءَ صلى الله عليه وسلم يَسْقِيهِ، فَتَنَاوَلَ الْحُسَيْنُ يَشْرَبُ فَمَنَعَهُ، وَبَدَأَ بِالْحَسَنِ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ‏:‏ كَأَنَّهُ أَحَبُّهُمَا إِلَيْكَ‏:‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ، وَلَكِنَّهُ اسْتَسْقَى أَوَّلَ مَرَّةٍ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنِّي وَإِيَّاكَ وَهَذَانِ وَأَحْسَبُهُ قَالَ‏:‏ وَهَذَا الرَّاقِدُ، يَعْنِي عَلِيًّا، يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ‏.‏

3954- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي فَاخِتَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرَهُ‏.‏

3955- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ هُوَ ابْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرٍو هُوَ ابْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ جَعْدَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِفَاطِمَةَ‏:‏ إِنَّهُ كَانَ يُعْرَضُ عَلَيَّ الْقُرْآنُ فِي كُلِّ عَامٍ زائدَةً، وَإِنَّهُ عُرِضَ عَلَيَّ الْعَامَ مَرَّتَيْنٍ، وَإِنِّي مَيِّتٌ فَبَكَتْ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لُحُوقًا بِي‏.‏

هَذَا مُرْسَلٌ وَقَدْ وُصِلَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ‏.‏

3956- وقال ابن أبي عمر‏:‏ حدَّثنا سفيان، عن زكريا، عن الشَّعبي، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها قالت‏:‏ أرسلني النبي صلى الله عليه وسلم إلى فاطمة رضي الله عنها فجاءت تمشي مشية أبيها، فحدثها فبكت، فسئلت رضي الله عنها فقالت‏:‏ لا أخبر بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدًا‏.‏

هذا إسناد صحيح، وقد أخرجوا من طريق الشَّعبي، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها نحوه مطولاً، لكن ليس فيه الإرسال فيحتمل أن تكون امرأة أخرى‏.‏

3957- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا أمية بن بسطام، ثنا يزيد بن زُريع، ثنا روح بن القاسم، عن عمرو بن دينار، قال‏:‏ قالت عائشة رضي الله عنها ما رأيت أحدًا قط أصدق من فاطمة غير أبيها صلى الله عليه وسلم، وكان بينهما شيء فقالت‏:‏ يا رسول الله سلها فإنها لا تكذب‏.‏

3958- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقَامَ أَيَّامًا لَمْ يَطْعَمْ طَعَامًا حَتَّى شَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَطَافَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي مَنَازِلِ أَزْوَاجِهِ، فَلَمْ يُصِبْ عِنْدَ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ شَيْئًا، فَأَتَى فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَ‏:‏ يَا بُنَيَّةُ، هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ آكُلُهُ فَإِنِّي جَائِعٌ‏؟‏ فَقَالَتْ‏:‏ لاَ وَاللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بَعَثَتْ جَارَةٌ لَهَا بِرَغِيفَيْنِ وَقِطْعَةِ لَحْمٍ، فَأَخَذَتْهُ مِنْهَا، فَوَضَعَتْهُ فِي جَفْنَةٍ لَهَا، وَغَطَّتْ عَلَيْهَا، وَقَالَتْ‏:‏ وَاللَّهِ لَأُوثِرَنَّ بِهَذَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى نَفْسِي وَمَنْ عِنْدِي، وَكَانُوا جَمِيعًا مُحْتَاجِينَ إِلَى شِبْعَةِ طَعَامٍ، فَبَعَثَتْ حَسَنًا أَوْ حُسَيْنًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَجَعَ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ لَهُ‏:‏ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، قَدْ أَتَى اللَّهُ بِشَيْءٍ فَخَبَّأْتُهُ لَكَ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ هَلُمَّيِ بِهِ فَأَتَتْهُ بِهِ فَكَشَفْ عَنِ الْجَفْنَةِ فَإِذَا هِيَ مَمْلُوءَةٌ خُبْزًا وَلَحْمًا، فَلَمَّا نَظَرَتْ إِلَيْهَا بُهِتَتْ وَعَرَفَتْ أَنَّهَا بَرَكَةٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَحَمِدَتِ اللَّهَ تَعَالَى، وَصَلَّتْ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَقَدَّمَتْهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَآهُ حَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى، وَقَالَ‏:‏ مِنْ أَيْنَ لَكِ هَذَا يَا بُنَيَّةُ‏؟‏ فَقَالَتْ‏:‏ يَا أَبَتِ، هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ فَحَمِدَ اللَّهَ، وَقَالَ‏:‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَكِ يَا بُنَيَّةُ شَبِيهَةً لِسَيِّدَةِ نِسَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَإِنَّهَا كَانَتْ إِذَا رَزَقَهَا اللَّهُ شَيْئًا فَسُئِلَتْ عَنْهُ، قَالَتْ‏:‏ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثُمَّ أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلِيٌّ، وَفَاطِمَةُ، وَحَسَنٌ، وَحُسَيْنٌ، وَجَمِيعُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَهْلُ بَيْتِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ جَمِيعًا، حَتَّى شَبِعُوا، وَبَقِيَتِ الْجَفْنَةُ كَمَا هِيَ، قَالَتْ‏:‏ فَأَوْسَعْتُ بِبَقِيَّتِهَا عَلَى جَمِيعِ جِيرَانِي، وَجَعَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِيهَا بَرَكَةً وَخَيْرًا كَثِيرًا‏.‏

3959- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ السَّدُوسِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ فَاطِمَةَ حَصَّنَتْ فَرْجَهَا فَحَرَّمَ اللَّهُ ذُرِّيَّتَهَا عَلَى النَّارِ، قَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ لاَ نَعْلَمُ رَوَاهُ هَكَذَا إِلاَّ عَمْرٌو، وَهُوَ كُوفِيُّ ضَعِيفٌ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ مُرْسَلاً‏.‏

3960- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ السَّلاَمِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ يُحَنَّسَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ‏.‏

3960- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا‏.‏

3961- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ هُوَ الْقَوَارِيرِي، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ عِلْبَاءِ بْنِ أَحْمَرَ، قَالَ‏:‏ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَطَبْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ابْنَتَهُ فَاطِمَةَ، فَبَاعَ عَلِيٌّ دِرْعًا لَهُ وَبَعْضَ مَا بَاعَ مِنْ مَتَاعِهِ، فَبَلَغَ أَرْبَعَمِائَةِ دِرْهَمٍ وَثَمَانِينَ دِرْهَمًا، وَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَجْعَلَ ثُلُثَيْهِ فِي الطِّيبِ، وَثُلُثًا فِي الثِّيَابِ، وَمَجَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي جَرَّةٍ مِنْ مَاءٍ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَغْتَسِلُوا بِهِ، وَأَمَرَهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَلاَ تَسْبِقَهُ بِرَضَاعِ وَلَدِهَا، قَالْ‏:‏ فَسَبَقْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِرَضَاعِ الْحُسَيْنِ، قَالَ‏:‏ وَأَمَّا الْحَسَنُ فَإِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَضَعَ فِي فِيهِ شَيْئًا لاَ أَدْرِي مَا هُوَ، كَانَ أَعْلَمَ الرَّجُلَيْنِ‏.‏

3962- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سَعْدٍ الْجُعْفِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُهُ‏.‏

3963- وقال أحمد بن منيع‏:‏ حدَّثنا أبو نصر، ثنا حماد، عن عمَّار، قال‏:‏ إن أم سلمة رضي الله عنها قالت‏:‏ سمعت الجن تنوح على الحسين رضي الله عنه‏.‏

3963- وقال عبد بن حميد‏:‏ حدثنا الحسن بن موسى، ثنا حماد به‏.‏

3964- وقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيّ‏:‏ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَطِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ‏:‏ مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّ هَذَيْنِ‏.‏

أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَةَ بِمَعْنَاهُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏.‏

3965- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ‏.‏

رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ‏.‏

3966- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ الْمُعَلِّمُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ‏:‏ اصْطَرَعَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ رضي الله عنهما عند رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏ هِيَ حَسَنُ فَقَالَتْ لَهُ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَأَنَّهُ، يَعْنِي‏:‏ الْحَسَنَ، أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنَ الْحُسَيْنِ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ جِبْرِيلَ يُعِينُ الْحُسَيْنَ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أُعِينَ الْحَسَنَ‏.‏

هَذَا مُرْسَلٌ‏.‏

3967- حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ بَصُرَ عَيْنِي وَسَمِعَ أُذُنِيَ، مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ أَخَذَ بِيَدِ حَسَنٍ أَوْ حُسَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَأَكْثَرُ ظَنِّي أَنَّهُ حُسَيْنٌ وَوَضَعَ قَدَمَيْهِ عَلَى قَدَمَيْهِ‏.‏‏.‏‏.‏ الْحَدِيثَ‏.‏

3968- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ يَعْنِي الأَشْقَرَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ عَلَى عَاتِقَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ‏:‏ نِعْمَ الْفَرَسُ تَحْتَكُمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَنِعْمَ الْفَارِسَانِ هُمَا‏.‏

3969- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ شَيْبَةَ بْنِ نَعَامَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، عَنْ فَاطِمَةَ الْكُبْرَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَالَتْ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لِكُلِّ بَنِي أُمٍّ عَصَبَةٌ يَنْتَمُونَ إِلَيْهِ إِلاَّ وَلَدَ فَاطِمَةَ فَأَنَا وَلِيُّهُمَا وَأَنَا عَصَبَتُهُمَا‏.‏

3970- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْجُدُ فَيَجِئَ الْحَسَنُ أَوِ الْحُسَيْنُ فَيَرْكَبُ عَلَى ظَهْرَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَيُطِيلُ السُّجُودَ، فَيُقَالُ‏:‏ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَطَلْتَ السُّجُودَ‏؟‏ فَيَقُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ ارْتَحَلَنِي ابْنِي فَكَرِهْتُ أَنْ أَعْجَلَهُ‏.‏

3971- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ نا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى الْجُهَنِيُّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَرْبَدَ النَّخَعِيِّ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ‏:‏ دَخَلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْبَيْتَ وَأَنَا جَالِسَةٌ عِنْدَ الْبَابِ، فَاطَّلَعْتُ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُقَلِّبُ شَيْئًا بِكَفِّهِ، وَالصَّبِيُّ نَائِمٌ عَلَى بَطْنِهِ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْتُكَ تُقَلِّبُ شَيْئًا بِكَفِّكَ وَالصَّبِيُّ نَائِمٌ عَلَى بَطْنِكَ وَدُمُوعُكَ تَسِيلُ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي بِالتُّرْبَةِ الَّتِي يُقْتَلُ فِيهَا، وَأَخْبَرَنِي أَنَّ أُمَّتَكَ يَقْتُلُونَهُ‏.‏

3971- وَقَالَ أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ يُصْلِحُ اللَّهُ بِهِ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، قُلْتُ‏:‏ هُوَ فِي صَحِيحِ البخاري مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَ‏.‏

32- باب فضل أهل البيت صلوات الله عليهم

3972- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ النُّجُومُ أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ، وَأَهْلُ بَيْتِي أَمَانٌ لِأُمَّتِي‏.‏

3972- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ بِهِ‏.‏

3972- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهِ‏.‏

3973- حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُفَضَّلٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَنَشٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ آخِذٌ بِحَلَقَةِ الْبَابِ، وَهُوَ يَقُولُ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنْي، وَمَنْ أَنْكَرَ أَنْكَرَ، أنا أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏ إِنَّمَا مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي فِيكُمْ مَثَلُ سَفِينَةِ نُوحٍ، مَنْ دَخَلَهَا نَجَا، وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا هَلَكَ‏.‏

3973- حدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ هِلاَلٍ، أَخْبَرَنِي أَسْلَمُ الْمَكِّيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو الطُّفَيْلِ، أَنَّهُ رَأَى أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَائِمًا عَلَى الْبَابِ وَهُوَ يُنَادِي‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، تَعْرِفُونِي‏؟‏ مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي، وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْنِي فَأَنَا جُنْدُبٌ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأنا أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏ إِنَّ مَثَلَ أَهْلِ بَيْتِي فِيكُمْ مِثْلُ سَفِينَةِ نُوحٍ، مَنْ رَكِبَهَا نَجَا، وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ، وَإِنَّ مَثَلَ أَهْلِ بَيْتِي فِيكُمْ مَثَلُ بَابِ حِطَّةٍ‏.‏

وَأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ حَنَشٍ‏.‏

3974- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أُثَالِ بْنِ قُرَّةَ، عَنِ ابْنِ حَوْشَبٍ الْحَنَفِيِّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ، قَالَتْ‏:‏ جَاءَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهَا الْهَيْبَةُ مُتَوَرِّكَةً الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ، فِي يَدِهَا بُرْمَةٌ لِلْحَسَنِ، فِيهَا سَخِينٌ حَتَّى أَتَتْ بِهَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قُدَّامَهُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ أَيْنَ أَبُو حَسَنٍ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ فِي الْبَيْتِ، فَدَعَاهُ فَجَلَسُوا جَمِيعًا يَأْكُلُونَ، قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ‏:‏ وَمَا سَامَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَمَا أَكَلَ طَعَامًا قَطُّ وَأَنَا عِنْدَهُ إِلاَّ سَامَنِيهِ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ، تَعْنِي‏:‏ دَعَانِي إِلَيْهِ، فَلَمَّا فَرَغَ لَفَّهُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِثَوْبِهِ‏.‏

أَخْرَجَهُ مُخْتَصَرًا‏.‏

3975- وقال الحارث‏:‏ حدَّثنا خلف بن الوليد، ثنا الأشجعي، عن سفيان قال‏:‏ وبلغني أن علي بن الحسين جاءه قوم فأثنوا عليه، فقال‏:‏ ويحكم ما أكذبكم، وأجرأكم على الله تعالى، نحن قوم من صالحي قومنا، وحسبنا أن نكون من صالحي قومنا‏.‏

33- باب فضل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

3976- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا عبد الرزاق، ثنا مَعْمَر، عن الزهري، عن حُمَيد بن عبد الرحمن، عن أمه أم كلثوم بنت عُقبة رضي الله عنها، وكانت من المهاجرات الأول قالت‏:‏ غُشِي على عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه غَشْيَة حتى ظنوا أنه فاضت نفسه، فخرجت أم كلثوم رضي الله عنها إلى المسجد تستعين بما أمرت به من الصبر والصلاة، فلما أفاق قال‏:‏ أغشي علي‏.‏ قالوا‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ صدقتم، إنه جاءني ملكان فقالا‏:‏ انطلق نحاكمك إلى العزيز الأمين‏.‏ فقال ملك آخر‏:‏ أَرْجِعناه فإن هذا ممن كتب له السعادة، وهم في بطون أمهاتهم، وسيُمتَّع به بنوه ما شاء الله تعالى، فعاش بعد ذلك شهرًا، ثم مات رضي الله عنه‏.‏

وقال أبو أسامة‏:‏ قال‏:‏ رجلان ملكان كانوا يأتون في صورة الرجال، قال الله عز وجل‏:‏ ‏{‏وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 9‏]‏ أي‏:‏ في صورة رجل‏.‏

3977- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا أَبُو الْمُعَلَّى الْجَزَرِيُّ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، قَالَ لِأَصْحَابِ الشُّورَى‏:‏ هَلْ لَكُمْ أَنْ أَخْتَارَ لَكُمْ وَأَنْقَضَي مِنْهَا‏؟‏ فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ نَعَمْ أَنَا أَوَّلُ مَنْ رَضِيَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏ أَنْتَ أَمِينٌ فِي أَهْلِ السَّمَاوَاتِ أَمِينٌ فِي أَهْلِ الأَرْضِ‏.‏

وَحَدِيثُ‏:‏ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْبَسَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَقَدَّمَ فِي اللِّبَاسِ‏.‏

3978- وَقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ‏:‏ قَرَأَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيِّنُ الصَّوْتِ، لَيِّنُ الْقِرَاءَةِ فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ إِلاَّ فَاضَتْ عَيْنُهُ غَيْرَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنْ لَمْ يَكُنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَاضَتْ عَيْنُهُ فَقَدْ فَاضَ قَلْبُهُ‏.‏

3979- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، حَدَّثَنَا نَفَرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، أَنَّهُمْ كَانُوا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَمْ يَمُتْ نَبِيٌّ قَطُّ حَتَّى يَؤُمَّهُ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِهِ يَعْنِي‏:‏ فِي قِصَّةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏.‏

34- فضل الزُبير رضي الله عنه

3980- قال أحمد بن منيع‏:‏ حدَّثنا يزيد بن هارون، أنا ابن أبي عَروبة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رجلاً يقول‏:‏ يا ابن حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ فقال له ابن عمر رضي الله عنهما‏:‏ إن كنت من آل الزبير وإلا فلا‏.‏

رواه البزار‏:‏ حدثنا أحمد بن سنان، ثنا يزيد بهذا‏.‏

وقال‏:‏ ما رواه عن أيوب إلا سعيد ولا عنه إلا يزيد‏.‏

3981- قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ هُوَ أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ عُرْوَةَ فِيمَا أَحْسِبُ ابْنَةَ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنْ أَبِيهَا، عَنْ جَدِّهَا الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ‏:‏ دَعَا لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلِوَلَدِي، وَلِوَلَدِ وَلَدِي‏:‏ فَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ لِأُخْتٍ لِي كَانَتْ أَسَنَّ مِنِّي‏:‏ إِنَّكِ مِمَّنْ أَصَابَتْهُ دَعْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏.‏

35- باب فضل طلحة رضي الله عنه

3982- قال ابن أبي عمر‏:‏ حدَّثنا سعيد بن سالم القدَّاح، عن عثمان بن ساج، عن رجل قد سماه ذهب عني اسمه أنه دخل مع موسى بن طلحة على علي بن أبي طالب، فأدناه حتى أجلسه معه على الفراش، ثم أخذ بذراع موسى فغمزها، ثم قال‏:‏ هون عليك يا ابن أخي، فوالله إني لأرجو أن يجعلني الله عز وجل وأباك – يعني طلحة – ممن نزع الله ما في صدورهم من غِل إخوأنًا على سررٍ مُتقابلين‏.‏

3983- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ‏:‏ وَاللَّهِ إِنِّي لَفِي بَيْتِي ذَاتَ يَوْمٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ فِي الْفِنَاءِ، وَالسِّتْرُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، إِذْ أَقْبَلَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ قَدْ قَضَى نَحْبَهُ فَلْيَنْظُرْ إِلَى طَلْحَةَ‏.‏

3984- وقال الطيالسي‏:‏ حدَّثنا أبو بكر الهُذَلي، ثنا أبو المليح، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ ذكر طلحة رضي الله عنه عند عمر رضي الله عنه فقال‏:‏ ذاك رجل فيه بأوٌ منذ أصيب يده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

36- باب فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

3985- وقال الطيالسي‏:‏ حدَّثنا عيسى بن عبد الرحمن، أنا إبراهيم بن محمد بن سعد، عن أبيه، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال‏:‏ ما من موتة أموتها أحب إلي من أن أقتل مظلومًا‏.‏

3986- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا شَيْخٌ لَنَا، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَتْ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ اتَّقُوا دَعْوَةَ سَعْدٍ‏.‏

37- باب فضل الأصهار والأختان رضي الله عنهم

3987- قَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ يُوسُفَ الضَّبِّيُّ، وَصِيُّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَوْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لاَ أَتَزَوَّجَ إِلَى أَحَدٍ مِنْ أُمَّتِي، وَلاَ أُزَوِّجُ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي، إِلاَّ كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ فَأَعْطَانِي ذَلِكَ‏.‏

3988- حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا جَرْوَلُ بْنُ جَندلٍ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْزُوقٍ أَوِ ابْنِ رِزْقٍ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ عَزِيمَةٌ مِنْ رَبِّي وَعَهْدٌ عَهْدِهِ إِلَيَّ أَنْ لاَ أَتَزَوَّجَ إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ، وَلاَ أُزَوِّجُ شَيْئًا مِنْ بَنَاتِي، إِلاَّ كَانُوا رُفَقَائِي فِي الْجَنَّةِ‏.‏

3989- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ لَمَّا تَزَوَّجَ عُمَرُ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ‏:‏ أَلاَ تُهَنُّونِي، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏ كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غَيْرَ سَبَبِي وَنَسَبِي‏.‏

هَذَا مُنْقَطِعٌ‏.‏

3989- قَالَ‏:‏ وَأنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُرْوَةَ الْجُعْفِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ‏:‏ خَرَجَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ، فَقَالَ‏:‏ أَلاَ تُهَنُّونِي‏؟‏ قَالُوا‏:‏ وَمَا ذَاكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ تَزَوَّجْتُ أُمَّ كُلْثُومٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلِفَاطِمَةَ، وَلِعَلِيٍّ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فَذَكَرَهُ، قَالَ‏:‏ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ‏.‏

38- باب ما اشترك فيه جماعة من الصحابة رضي الله عنهم

3990- قال أحمد بن منيع‏:‏ حدَّثنا حجَّاج بن محمد، ثنا ابن جُريج، ثنا أبو حرب بن أبي الأسود، وعن ابن جُريج، عن رجل، عن زاذان قالا‏:‏ بينا الناس ذات يوم عند علي رضي الله عنه إذ وافقوا منه طيب نفس، فقالوا‏:‏ حدثنا عن أصحابك يا أمير المؤمنين‏.‏ قال رضي الله عنه‏:‏ كل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أصحابي، فأيهم تريدون‏؟‏ قالوا‏:‏ النفر الذي رأيناك تلطفهم بذكرك والصلاة عليهم دون القوم‏.‏ قال رضي الله عنه‏:‏ أيهم‏؟‏ قالوا‏:‏ عبد الله بن مسعود‏؟‏ قال‏:‏ علم السنّة وقرأ القرآن، وكفى به علمًا‏.‏ ثم ختم به عنده فلم يدروا على ما أراد بقوله كفى به علمًا‏.‏ كفى بعبد الله أم كفى بالقرآن‏؟‏ قالوا‏:‏ فحذيفة‏؟‏ قال رضي الله عنه‏:‏ عَلِم أو عُلِّم أسماء المنافقين، وسأل عن المعضلات حتى عَقِل عنها، فإن سألتموه عنها تجدونه بها عالمًا‏.‏ قالوا‏:‏ فأبو ذر‏؟‏ قال رضي الله عنه‏:‏ وعاء ملئ علمًا، وكان رضي الله عنه شحيحًا حريصًا، شحيحًا على دينه، حريصًا على العلم، وكان يكثر السؤال فيعطى ويمنع، أما إنه قد ملئ له في وعائه حتى امتلأ‏.‏ قالوا‏:‏ فسلمان رضي الله عنه‏؟‏ قال رضي الله عنه‏:‏ امرؤ منا وإلينا أهل البيت، من لكم بمثل لقمان الحكيم، علم العلم الأول وأدرك العلم الآخر، وقرأ الكتاب الأول، والكتاب الآخر، وكان رضي الله عنه بحرًا لا ينزف‏.‏ قالوا‏:‏ فعمار بن ياسر رضي الله عنه‏؟‏ قال رضي الله عنه‏:‏ ذاك امرؤ خلط الله تعالى الإيمان بلحمه ودمه وعظمه وشعره وبشره لا يفارق الحق ساعة، حيث زال زال معه، لا ينبغي للنار أن تأكل منه شيئًا‏.‏ قالوا‏:‏ فحدثنا عنك يا أمير المؤمنين‏؟‏ قال رضي الله عنه‏:‏ مهلاً نهى الله عن التزكية‏.‏ قال‏:‏ فقال قائل‏:‏ فإن الله تعالى يقول‏:‏ ‏{‏وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ‏}‏ ‏[‏الضحى‏:‏ 11‏]‏ قال رضي الله عنه‏:‏ فإني أحدثكم بنعمة ربي تبارك وتعالى، كنت إذا سألت أعطيت وإذا سكت ابتُديتُ، وبين الجوارح مني ملئ علمًا جمًا‏.‏

3991- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا محمد بن عبد الله الرُّزِّي، ثنا عبد الوهاب بن عطاء، أنا سعيد، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ افتخر الحيان من الأنصار الأوس والخزرج، فقال الأوس‏:‏ منّا غسيل الملائكة حنظلة الراهب، ومنّا من اهتز له عرش الرحمن سعد بن معاذ، ومنّا من حمته الدبر عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، ومنا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت رضي الله عنهم‏.‏

وقال الخزرج‏:‏ منا أربعة جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجمعه غيرهم زيد بن ثابت، وأبو زيد، وأُبي بن كعب، ومعاذ بن جبل رضي الله عنهم‏.‏

رواه البزار من طريق عبد الوهاب بن عطاء‏.‏

وأصله في البخاري‏.‏

3992- وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى فِي زِيَادَاتِ مُسْنَدِ مُسَدَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَمَرَ بِالشُّورَى دَخَلَتْ عَلَيْهِ حَفْصَةُ، فَقَالَتْ‏:‏ يَا أَبَة، إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّ هَؤُلاَءِ السِّتَّةَ لَيْسُوا بِرضًا، فَقَالَ‏:‏ أَسْنِدُونِي، فَأَسْنَدُوهُ، قَالَ‏:‏ مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ‏؟‏ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏ يَا عَلِيُّ، يَدَكُ فِي يَدِي، تَدْخُلُ مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَيْثُ أَدْخُلُ‏.‏

مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ‏؟‏ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏ يَوْمَ يَمُوتُ عُثْمَانُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَلاَئِكَةُ السَّمَاءِ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِعُثْمَانَ خَاصَّةً أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً‏؟‏ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ لِعُثْمَانَ خَاصَّةً‏.‏

مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ‏؟‏ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لَيْلَةً وَقَدْ سَقَطَ رَحْلُهُ، فَقَالَ‏:‏ مَنْ يُسَوِّي لِي رَحْلِي وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ، فَبَدَرَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَسَوَّاهُ لَهُ حَتَّى رَكِبَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا طَلْحَةُ، هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكَ السَّلاَمُ وَيَقُولُ‏:‏ أَنَا مَعَكَ فِي أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ حَتَّى أُنْجِيَكَ مِنْهَا‏.‏

مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ‏؟‏ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ نَامَ فَجَلَسَ الزُّبَيْرُ يَذُبُّ عَنْ وَجْهِهِ حَتَّى اسْتَيْقَظَ، فَقَالَ لَهُ‏:‏ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، لَمْ تَزَلْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لَمْ أَزَلْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِيكَ السَّلاَمَ وَيَقُولُ‏:‏ أَنَا مَعَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى أَذُبَّ عَنْ وَجْهِكَ شَرَرَ النَّارِ‏.‏

مَا عَسَى أَنْ تَقُولُوا فِي سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ‏؟‏ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ وَقَدْ أَوْتَرَ قَوْسَهُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مَرَّةً، يَدْفَعُهَا إِلَيْهِ وَيَقُولُ‏:‏ ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي‏.‏

ومَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ‏؟‏ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ فِي مَنْزِلِ فَاطِمَةَ، وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ يَبْكِيَانِ جُوعًا وَيَتَضَوَّرَانِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ يَصِلُنَا بِشَيْءٍ‏؟‏ فَطَلَعَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ بِصَحْفَةٍ فِيهَا حَيْسَةٌ وَرَغِيفَانِ بَيْنَهُمَا إِهَالَةٌ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ كَفَاكَ اللَّهُ أَمْرَ دُنْيَاكَ، وَأَمَّا أَمْرُ آخِرَتِكَ فَأَنَا لَهَا ضَامِنٌ‏.‏

3993- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ أَتَى جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مِنْ أَصْحَابِكَ ثَلاَثَةً فَأَحِبَّهُمْ‏:‏ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبُو ذَرٍّ، وَالْمِقْدَادُ، قَالَ‏:‏ وَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ، فَقَالَ‏:‏ يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ الْجَنَّةَ لَتَشْتَاقُ إِلَى ثَلاَثَةٍ مِنْ أَصْحَابِكَ وَعِنْدَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، فَرَجَا أَنْ يَكُونَ لِبَعْضِ الأَنْصَارِ، قَالَ‏:‏ فَأَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْهُمْ فَهَابَهُ، فَخَرَجَ فَلَقِيَ أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنِّي كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آنِفًا فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ فَقَالَ‏:‏ إِنَّ الْجَنَّةَ لَتَشْتَاقُ إِلَى ثَلاَثَةٍ مِنْ أَصْحَابِكَ فَرَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ لِبَعْضِ الأَنْصَارِ، فَهِبْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَهَلْ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ فَتَسْأَلَهُ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ إِنِّي أَخَافُ أَنْ أَسْأَلَهُ فَلاَ أَكُونُ مِنْهُمْ، فَيَشْمَتُ بِي قَوْمِي، ثُمَّ لَقِيَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ قَوْلِهِ لِأَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ قَوْلِ أَبِي بَكْرٍ، فَلَقِيَ عَلِيًّا، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ‏:‏ نَعَمْ، أَنَا أَسْأَلُهُ فَإِنْ كُنْتُ مِنْهُمْ فَأَحْمَدُ اللَّهَ، وَإِنْ لَمْ أَكُنْ مِنْهُمْ، يَعْنِي‏:‏ فَلاَ يضَرَ، فَدَخَلَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ‏:‏ إِنَّ أَنَسًا حَدَّثَنِي أَنَّهُ كَانَ عِنْدَكَ آنِفًا وَإِنَّ جِبْرِيلَ أَتَاكَ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ الْجَنَّةَ لَتَشْتَاقُ إِلَى ثَلاَثَةٍ مِنْ أَصْحَابِكَ، فَمَنْ هُمْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ أَنْتَ مِنْهُمْ يَا عَلِيُّ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، وَسَيَشْهَدُ مَعَكَ مَشَاهِدَ بَيِّنٌ فَضْلُهَا، عَظِيمٌ خَيْرُهَا، وَسَلْمَانُ وَهُوَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ، وَهُوَ نَاصِحٌ فَاتَّخِذْهُ لِنَفْسِكَ، وَقَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَالِكٍ الْقُشَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، فَذَكَرَهُ وَقَالَ‏:‏ النَّضْرُ، وَسَعْدٌ لم يكونا قوبين، وما رَوَاهُ إِلاَّ جَعْفَرٌ‏.‏

3994- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ‏:‏ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ يَجْتَمِعُ حُبُّ هَؤُلاَءِ الأَرْبَعَةِ إِلاَّ فِي قَلْبِ مُؤْمِنٍ‏:‏ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيُّ‏.‏

هَذَا مُنْقَطِعٌ‏.‏

3995- وقال الحارث‏:‏ حدَّثنا المقرئ، حدَّثنا عمر بن عُبيد الله، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ كنا معشر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن متوافرون نقول‏:‏ أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نسكت‏.‏

3996- حدَّثنا يزيد، ثنا سفيان بن حسين، عن يعلى بن مسلم، عن مجاهد قال‏:‏ قرأ عمر رضي الله عنه على المنبر‏:‏ ‏{‏جَنَّاتِ عَدْن‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏ 72‏]‏ فقال‏:‏ لا يدخلها إلا نبي، هنيئًا لك يا صاحب القبر، وأشار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو صديق، هنيئًا لك يا أبا بكر، أو شهيد، وأنى لعمر بالشهادة، وإن الذي أخرجني من منزلي بالحثمة لقادر على أن يسوقها إليَّ‏.‏

3997- حدَّثنا محمد بن عبد الله بن كُنَاسة، ثنا الأعمش، عن حبيب عن أبي البَخْتَري، قال‏:‏ ذكرنا عنده أبا بكر وعمر وعليًا رضي الله عنهم، فقال‏:‏ نعم الرأي، وإني لأجد لعلي في قلبي من الليطة مالا أجد لهما‏.‏

3998- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ زَاذَانَ، عَنْ رُكَيْنٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَالَ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ أَبُو بَكْرٍ أَرْأَفُ أُمَّتِي وَأَرْحَمُهَا، وَعُمَرُ أَجْرَأُ أُمَّتِي وَأَعْدَلُهَا، وَعُثْمَانُ أَحْيَى أُمَّتِي وَأَكْرَمُهَا، وَعَلِيٌّ أَلَبُّ أُمَّتِي وَأَشْجَعُهَا، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ أَبَرُّ أُمَّتِي وَآمَنُهَا، وَأَبُو ذَرٍّ أَزْهَدُ أُمَّتِي وَأَصْدَقُهَا، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ أَعْذَرُ أُمَّتِي وَأَتْقَاهَا، وَمُعَاوِيَةُ أَحْلَمُ أُمَّتِي وَأَجْوَدُهَا‏.‏

3999- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ هُوَ ابْنُ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَرْأَفُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي الْإِسْلاَمِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَفْضَلهُمْ عَلِيُّ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلاَلِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَقْرَؤُهُمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ‏.‏

4000- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَكَتَبْتُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الرَّبِيعِ قَالاَ‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا النَّضْرُ أَبُو عُمَرَ الْخَزَّازُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى حِرَاءٍ فَتَزَلْزَلَ الْجَبَلُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ اثْبُتْ حِرَاءُ، فَمَا عَلَيْكَ إِلاَّ نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ وَعَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَسَعْدٌ، وَسَعِيدٌ رضي الله عنهم‏.‏

39- باب فضل عمار بن ياسر رضي الله عنه

تقدم في الباب قبله غير حديث فيه‏.‏

4001- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ‏:‏ قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَاتَلَتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْجِنَّ وَالْإِنْسَ، قِيلَ‏:‏ وَكَيْفَ قَاتَلَتَ الْجِنَّ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَزَلْنَا مَنْزِلاً فَأَخَذْتُ قِرْبَتِي وَدَلْوِي لِأَسْتَقِيَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّهُ سَيَأْتِيكَ عَلَى الْمَاءِ آتٍ يَمْنَعُكُ فَلَمَّا كُنْتُ عَلَى الْبِئْرِ أَتَانِي رَجُلٌ أَسْوَدُ كَأَنَّهُ مَرْسٌ فَقَالَ‏:‏ إِنَّكَ لاَ تَسْتَقِي الْيَوْمَ مِنْهَا ذَنُوبًا، فَأَخَذَنِي وَأَخَذْتُهُ فَصَرَعْتُهُ‏؟‏ ثمّ أَخَذْتُ حَجَرًا فَكَسَرْتُ أنْفَهُ وَوَجْهَهُ، ثُمَّ مَلَأْتُ قِرْبَتِي فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ هَلْ أَتَاكَ عَلَى الْمَاءِ أَحَدٌ‏؟‏ فَقُلْتُ‏:‏ رَجُلٌ أَسْوَدُ، فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي صَنَعْتُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ ذَاكَ الشَّيْطَانُ‏.‏

هَذَا إِسْنَادٌ مُنْقَطِعٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ‏.‏

حَدِيثُ عَلِيٍّ فِي بَابِ مَا اشْتَرَكَ فِيهِ جَمَاعَةٌ وَحَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي تَرْجَمَتِهِ وَالأَحَادِيثُ الْوَارِدَةُ فِي تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، تَأْتِي فِي وَقْعَةِ صِفِّينَ، وَكَذَا صِفَةُ قَتْلِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏.‏

4002- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْبَطْحَاءِ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَمَرَّ بِعَمَّارٍ وَبِأُمّ عَمَّارٍ يُعَذَّبَانِ، فَقَالَ‏:‏ صَبْرًا آلَ يَاسِرٍ، فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى الْجَنَّةِ‏.‏

4003- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا أحمد بن المقدام، ثنا عبد الله بن جعفر، حدثني العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبني المسجد، فإذا نقل الناس حجرًا نقل عمار رضي الله عنه حجرين، فإذا نقلوا لبنة نقل لبنتين‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏

40- باب فضل أبي موسى رضي الله عنه

4004- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنَا مُحْتَسِبٌ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَعَدَ أَبُو مُوسَى فِي بَيْتِهِ، وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ، فَأَنْشَأَ يَقْرَأُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلاَ أُعَجِّبُكَ مِنْ أَبِي مُوسَى‏؟‏ قَعَدَ فِي بَيْتٍ وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ وَأَنْشَأَ يَقْرَأُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ‏؟‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَتَسْتَطِيعُ أَنْ تُقْعِدَنِي مِنْ حَيْثُ لاَ يَرَانِي مِنْهُمْ أحدٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ فَأَقْعَدَهُ الرَّجُلُ حَيْثُ لاَ يَرَاهُ مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَسَمِعَ صلى الله عليه وسلم قِرَاءَةَ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّهُ يَقْرَأُ عَلَى مِزْمَارٍ مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ‏.‏

4005- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، فَرَّقَهُمَا قَالاَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ قَنَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّهْمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَبَا مُوسَى يَقْرَأُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ كَأَنَّ صَوْتَ هَذَا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ‏.‏

41- ذكر خالد بن الوليد رضي الله عنه

4006- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ قَالَ‏:‏ هَبَطْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ ثَنِيَّةِ هَرْشَى، فَانْقَطَعَ شِسْعُ نَعْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَنَاوَلْتُهُ شِسْعِي، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهُ، وَجَلَسَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ لِيُصْلِحَ نَعْلَهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِي‏:‏ انْظُرْ مَنْ تَرَى‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ هَذَا فُلاَنٌ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ بِئْسَ عَبْدُ اللَّهِ فُلاَنٌ ثُمَّ قَالَ لِي‏:‏ انْظُرْ مَنْ تَرَى‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ هَذَا فُلاَنٌ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ بِئْسَ عَبْدُ اللَّهِ فُلاَنٌ قَالَ‏:‏ ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِي‏:‏ انْظُرْ مَنْ تَرَى‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ هَذَا فُلاَنٌ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ نِعْمَ عَبْدُ اللَّهِ فُلاَنٌ وَالَّذِي قَالَ صلى الله عليه وسلم لَهُ‏:‏ نِعْمَ عَبْدُ اللَّهِ فُلاَنٌ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَأَمَّا الْآخَرَانِ لاَ أُخْبِرُ بِهِمَا أَحَدًا‏.‏

أَبُو مَعْشَرٍ ضَعِيفٌ‏.‏

4007- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ هُوَ ابْنُ أَبِي حَازِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ أُخْبِرْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ لاَ تَسُبُّوا خَالِدًا، فَإِنَّهُ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ، سَلَّهُ اللَّهُ عَلَى الْكُفَّارِ‏.‏

صَحِيحُ الْإِسْنَادِ‏.‏

4008- لَكِنْ رَوَاهُ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، فَقَالَ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، فَذَكَرَهُ فِي حَدِيثٍ أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ الْخَرَّازِ، عَنْهُ، وَأَوَّلُهُ‏:‏ شَكَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ‏:‏ يَا خَالِدُ، لِمَ تُؤْذِي رَجُلاً مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، لَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا لَمْ تُدْرِكْ عَمَلَهُ فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَقَعُونَ فِيَّ فَأَرُدُّ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ لاَ تُؤْذُوا خَالِدًا، فَإِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ، صَبَّهُ اللَّهُ عَلَى الْكُفَّارِ‏.‏

4009- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا سُريج، ثنا يحيى بن زكريا، حدثني إسماعيل، عن قيس، قال خالد بن الوليد رضي الله عنه‏:‏ لقد منعني كثيرًا من القراءة الجهاد في سبيل الله تعالى‏.‏

صحيح‏.‏

4010- وبه قال خالد رضي الله عنه‏:‏ ما ليلة يُهدى إلى بيتي فيها عروس أنا لها محب، أو أبشر فيها بغلام، بأحب إلي من ليلة شديدة الجليد في سرية من المجاهدين أُصبِّح بها العدو‏.‏

4011- حدَّثنا سُريج، ثنا يحيى بن زكريا، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي السَّفر قال‏:‏ نزل خالد بن الوليد رضي الله عنه على المَرَازِبة فقالوا له‏:‏ احذر السم لا تسقيكه الأعاجم‏.‏ فقال رضي الله عنه‏:‏ إيتوني به‏.‏ فأتي به، فأخذه بيده ثم اقتحمه، وقال‏:‏ بسم الله‏.‏ فلم يضره شيئًا‏.‏

4012- حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ أَبُو الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ‏:‏ اعْتَمَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي عُمْرَةٍ اعْتَمَرَهَا فَحَلَقَ شَعْرَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَسَبَقْتُ إِلَى النَّاصِيَةِ فَأَخَذْتُهَا فَاتَّخَذْتُ قَلَنْسُوَةً فَجَعَلْتُهَا فِي مُقَدَّمِ الْقَلَنْسُوَةِ، فَمَا وُجِّهْتُ فِي وَجْهٍ إِلاَّ فُتِحَ لِي‏.‏

42- باب فضل سلمان رضي الله عنه

4013- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا قَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ آخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَصْحَابِهِ، بَيْنَ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَسَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَبَيْنَ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ وَالصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ‏.‏

4014- وقال أحمد بن منيع‏:‏ حدَّثنا داود، ثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن أشياخه قالوا‏:‏ دخل سعد على سلمان يعوده، فبكى سلمان، فقال له سعد‏:‏ ما يبكيك يا عبد الله، توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض، وترد عليه الحوض، وتلقى أصحابك‏.‏

وحديث علي رضي الله عنه تقدم في باب ما اشترك فيه جماعة‏.‏

43- باب فضل زيد بن صوحان رضي الله عنه

4015- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْهُذَيْلِ بْنِ بِلاَلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْعُودٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ يَسْبِقُهُ بَعْضُ أَعْضَائِهِ إِلَى الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ‏.‏

44- باب فضل حسان رضي الله عنه

4016- قال أبو يعلى‏:‏ حدَّثنا محمد بن بكار، ثنا حُدَيْج بن معاوية، ثنا أبو إسحاق، عن سعيد بن جبير قال‏:‏ جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما فقال‏:‏ قد جاء حسان اللعين‏.‏ فقال ابن عباس‏:‏ ما هو بلعين لقد جاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسانه ونفسه‏.‏

4017- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ أَنْشَدَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَبْيَاتًا، فَقَالَ‏:‏ شَهِدْتُ بِإِذْنِ اللَّهِ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الَّذِي فَوْقَ السَّمَاوَاتِ مِنْ عَلِ وَأَنَّ أَبَا يَحْيَى وَيَحْيَى كِلاَهُمَا لَهُ عَمَلٌ فِي دِينِهِ مُتَقَبَّلُ وَأَنَّ أَخَا الأَحْقَافِ إِذْ قَامَ فِيهِمْ يَقُولُ بِذَاتِ اللَّهِ فِيهِمْ وَيَعْدِلُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَأَنَا‏.‏

45- باب فضل صفوان بن المعطل رضي الله عنه

4018- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، أَنْبَأَنِي الْحَسَنُ، عَنْ صَاحِبٍ زَادَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ‏:‏ كَانَ يُسَمَّى سَفِينَةَ‏:‏ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي سَفَرٍ، وَرَاحِلَتُهُ بِهَا زَادُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ فَقَالَ‏:‏ إِنِّي قَدْ جُعْتُ قَالَ‏:‏ مَا أَنَا بِمُعْطِيكَ حَتَّى يَأْمُرَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَيَنْزِلُ النَّاسُ فَتَأْكُلَ قَالَ‏:‏ فَقَالَ هَكَذَا بِالسَّيْفِ وَكَشَفَ عُرْقُوبَ الرَّاحِلَةَ، قَالَ‏:‏ وَكَانَ إِذَا حَزَبَهُمْ أَمْرٌ قَالُوا‏:‏ احْبِسْ أَوَّلَ احْبِسْ أَوَّلَ فَسَمِعُوا فَوَقَفُوا، وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَأَى مَا صَنَعَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ بِالرَّاحِلَةِ، قَالَ لَهُ‏:‏ اخْرُجْ، وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَسِيرُوا فَجَعَلَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ يَتْبَعُهُمْ حَتَّى نَزَلُوا، فَجَعَلَ يَأْتِيَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ وَيَقُولُ‏:‏ إِلَى أَيْنَ أَخْرَجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِلَى النَّارِ أَخْرَجَنِي‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا زَالَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ يَتَجَوَّبُ رِحَالَنَا مُنْذُ اللَّيْلَةَ، وَيَقُولُ‏:‏ إِلَى أَيْنَ أَخْرَجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِلَى النَّارِ أَخْرَجَنِي‏؟‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ صَفْوَانَ بْنَ الْمُعَطَّلِ خَبِيثُ اللِّسَانِ، طَيِّبُ الْقَلْبِ‏.‏

46- باب فضل خزيمة بن ثابت رضي الله عنه

4019- قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ‏:‏ حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو فَرْوَةَ الْجُهَنِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّهُ مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَقَدِ اشْتَرَى فَرَسًا مِنْ أَعْرَابِيٍّ فَجَحَدَهُ الأَعْرَابِيُّ الْبَيْعَ، فَقَالَ‏:‏ لَمْ أَبِعْكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ قَدْ بِعْتَنِي، فَمَرَّ عَلَيْهِمْ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ فَسَمِعَ قَوْلَهُمَا، فَقَالَ‏:‏ أَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ بِعْتَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَمَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ وَلَمْ تَشْهَدْنَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ قَدْ شَهِدْنَا عَلَى مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ، فَأَجَازَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَهَادَتَهُ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ حَتَّى مَاتَ خُزَيْمَةَ رضي الله عنه‏.‏

4019- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زُرَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اشْتَرَى فَرَسًا مِنْ سَوَاءِ بْنِ قَيْسٍ الْمُحَارِبِيِّ، فَجَحَدَهُ، فَشَهِدَ لَهُ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَا حَمَلَكَ عَلَى الشَّهَادَةِ وَلَمْ تَكُنْ مَعَنَا حَاضِرًا‏؟‏ فَقَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ صَدَّقْتُكَ بِمَا جِئْتَ بِهِ وَعَلِمْتُ أَنَّكَ لاَ تَقُولُ إِلاَّ حَقًّا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ شَهِدَ لَهُ خُزَيْمَةُ أَوْ عَلَيْهِ فَهُوَ حَسْبُهُ‏.‏

4019- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا‏.‏

4020- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اشْتَرَى مِنْ أَعْرَابِيٍّ فَرَسًا، فَجَحَدَهُ الأَعْرَابِيُّ، فَجَاءَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَعْرَابِيُّ، أَتَجْحَدُ‏؟‏ أَنَا أَشْهَدُ عَلَيْكَ أَنَّكَ بِعْتَهُ، فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ‏:‏ إِنْ شَهِدَ عَلَيَّ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ فَأَعْطِنِي الثَّمَنَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا خُزَيْمَةُ، إِنَّا لَمْ نُشْهِدْكَ، فَكَيْفَ تَشْهَدُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَنَا أَصَدِّقُكَ عَلَى خَبَرِ السَّمَاءِ، أَلاَ أُصَدِّقُكَ عَلَى ذَا الأَعْرَابِيِّ‏؟‏ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَهَادَتَهُ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ، فَلَمْ يَكُنْ فِي الْإِسْلاَمِ رَجُلٌ تَجُوزُ شَهَادَتُهُ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ غَيْرَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه‏.‏

47- باب فضل أبي هريرة رضي الله عنه

4021- قال أحمد في الزهد‏:‏ حدَّثنا ابن عُلَيَّة، عن خالد الحَذاء، عن عِكْرِمة قال‏:‏ قال أبو هريرة رضي الله عنه‏:‏ إني لأستغفر الله عز وجل وأتوب إليه كل يوم اثني عشر ألف مرة، وذلك على قدر ديته، أو قال‏:‏ ديتي‏.‏

48- باب فضل زيد بن عمرو بن نفيل وورقة رحمهما الله

4022- قَالَ الطَّيَالِسِيُّ‏:‏ حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ نُفَيْلِ بْنِ هِشَامِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ الْعَدَوِيِّ، عَدَوِيُّ قُرَيْشٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ‏:‏ إِنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو وَوَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلٍ خَرَجَا يَلْتَمِسَانِ الدِّينَ حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى رَاهِبٍ بِالْمَوْصِلِ، فَقَالَ لِزَيْدِ بْنِ عَمْرٍو‏:‏ مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ يَا صَاحِبَ الْبَعِيرِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مِنْ بَنِيَّةِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ‏:‏ فَمَا تَلْتَمِسُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَلْتَمِسُ الدِّينَ قَالَ‏:‏ ارْجِعْ، فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَظْهَرَ الَّذِي تَطْلُبُ فِي أَرْضِكَ، فَأَمَّا وَرَقَةُ فَتَنَصَّرَ، وَأَمَّا أَنَا فَعُرِضَتْ عَلَيَّ النَّصْرَانِيَّةُ، فَلَمْ تُوَافِقْنِي، فَرَجَعَ وَهُوَ يَقُولُ‏:‏ لَبَّيْكَ حَقًّا حَقًّا تعَبُّدًا وَرِقًّا الْبِرَّ أَبْغِي لاَ الْخَالَ وَهَلْ تَرَى مَهْجَرًا كَمَنْ قَالَ آمَنْتُ بِمَا آمَنَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ ثُمَّ يَقُولُ‏:‏ أَبْغِي لَكَ اللَّهُمَّ عَانٍ رَاغِمٌ مَهْمَا تُجَشِّمْنِي فَإِنِّي جَاشِمٌ ثُمَّ يَخِرُّ فَيَسْجُدُ قَالَ‏:‏ وَجَاءَ ابْنُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبِي كَانَ كَمَا رَأَيْتَ وَكَمَا بَلَغَكَ، أَفَأَسْتَغْفِرُ لَهُ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ نَعَمْ، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ وَأَتَى زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَهُمَا يَأْكُلاَنِ مِنْ سُفْرَةٍ لَهُمَا، فَدَعَوَاهُ لِطَعَامِهِمَا، فَقَالَ زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّا لاَ نَأْكُلُ مَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ‏.‏

4023- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَ‏:‏ سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ بَيْنِي وَبَيْنَ عِيسَى وَسُئِلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَنْ وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ‏:‏ أَبْصَرْتُهُ فِي بُطْنَانِ الْجَنَّةِ عَلَيْهِ سُنْدُسٌ‏.‏

إِسْمَاعِيلُ هُوَ ابْنُ مُجَالِدٍ وَقَدْ تَابَعَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ، وَتَفَرَّدَ بِهِ مُجَالِدٌ وَفِيهِ ضِعْفٌ‏.‏

4024- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ، أَمْلاَهُ عَلَيْنَا مِنْ كِتَابِهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا حَارًّا مِنْ أَيَّامِ مَكَّةَ، وَهُوَ مُرْدِفِي إِلَى نُصُبٍ مِنَ الأَنْصَابِ، وَقَدْ ذَبَحْنَا لَهُ شَاةً فَأَنْضَجْنَاهَا، قَالَ‏:‏ فَلَقِيَهُ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، فَحَيَّا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ تَحِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا زَيْدُ، مَا لِي أَرَى قَوْمَكَ قَدْ شَنِفُوا لَكَ قَالَ‏:‏ وَاللَّهِ يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ ذَلِكَ لِغَيْرِ نَائِلَةٍ لِي مِنْهُمُ، وَلَكِنِّي خَرَجْتُ أَبْتَغِي هَذَا الدِّينَ حَتَّى أَقْدَمَ عَلَى أَحْبَارِ فَدَكَ، فَوَجَدْتُهُمْ يَعْبُدُونَ اللَّهَ وَيُشْرِكُونَ بِهِ، فَقُلْتُ‏:‏ مَا هَذَا بِالدِّينِ الَّذِي أَبْتَغِي، فَقَالَ شَيْخٌ مِنْهُمْ‏:‏ إِنَّكَ لَتَسْأَلُ عَنْ دِينٍ مَا نَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا يَعْبُدُ اللَّهَ بِهِ إِلاَّ شَيْخًا بِالْحِيرَةِ فَخَرَجْتُ حَتَّى أَقْدُمَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ‏:‏ مِمَّنْ أَنْتَ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ اللَّهِ وَمِنْ أَهْلِ الشَّوْكِ وَالْقَرَظِ فَقَالَ‏:‏ إِنَّ الَّذِي تَطْلُبُ قَدْ ظَهَرَ بِبِلاَدِكَ، قَدْ بُعِثَ نَبِيٌّ، قَدْ طَلَعَ نَجْمُهُ، وَجَمِيعُ مَنْ رَأَيْتُهُمْ فِي ضَلاَلٍ، فَلَمْ أُحِسَّ بِشَيْءٍ بَعْدُ يَا مُحَمَّدُ قَالَ‏:‏ فَقَرَّبَ إِلَيْهِ السُّفْرَةَ، فَقَالَ‏:‏ مَا هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ شَاةٌ ذَبَحْنَاهَا لِنُصُبٍ مِنَ الأَنْصَابِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ مَا كُنْتُ لَآكُلَ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهُ عَلَيْهِ، قَالَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ‏:‏ فَأَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْبَيْتَ فَطَافَ بِهِ، وَأَنَا مَعَهُ، وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَكَانَ عِنْدَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ صَنَمَانِ مِنْ نُحَاسٍ أَحَدُهُمَا يُقَالُ لَهُ‏:‏ يَسَافٌ وَالْآخَرُ يُقَالُ لَهُ‏:‏ نَائِلَةُ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ إِذَا طَافُوا تَمَسَّحُوا بِهِمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ تَمَسَّحْنهُمَا، فَإِنَّهُمَا رِجْسٌ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي‏:‏ لَأَمَسَّحنَّهُمَا حَتَّى أَنْظُرَ مَا يَقُولُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَمَسَّحْتُهُمَا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ يَا زَيْدُ، أَلَمْ تُنْهَ‏؟‏ وَمَاتَ زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو، وَأُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِزَيْدٍ‏:‏ إِنَّهُ يُبْعَثُ أُمَّةً وَحْدَهُ‏.‏

49- باب فضل أبي طلحة رضي الله عنه

4025- قَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَوْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ صَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ فِي الْجَيْشِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ رَجُلٍ‏.‏

4026- حدَّثنا يزيد بن هارون، ثنا حماد بن سَلَمة، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ إن أبا طلحة رضي الله عنه قرأ سورة براءة فأتى على هذه الآية‏:‏ ‏{‏انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏ 41‏]‏ فقال‏:‏ ألا أرى ربي يستنفرني شابًا وشيخًا‏؟‏ جهزوني‏.‏

فقال له بنوه‏:‏ قد غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قُبض، ومع أبي بكر رضي الله عنه حتى مات، ومع عمر رضي الله عنه، فنحن نغزو عنك‏.‏ قال‏:‏ جهزوني‏.‏ فجهزوه، فركب البحر حتى مات فلم يجدوا له جزيرة يدفنوه فيها إلا بعد سبعة أيام فلم يتغير‏.‏

4026- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا عبد الرحمن بن سلام، ثنا حماد به‏.‏

صححه ابن حبان‏.‏

تقدم له حديث في الجنائز، وحديث في المغازي حكمه في بني قريظة‏.‏

50- باب فضل سعد بن معاذ رضي الله عنه

4027- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِحُبِّ اللَّهِ لِقَاءَ سَعْدٍ فَقَالَ‏:‏ إِنَّمَا يَعْنِي‏:‏ السَّرِيرَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ‏}‏ قَالَ‏:‏ تَفَسَّحَتْ أَعْوَادُهُ قَالَ‏:‏ وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْرَهُ فَاحْتُبِسَ، فَلَمَّا خَرَجَ قِيلَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا حَبَسَكَ‏؟‏ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ‏:‏ ضُمَّ سَعْدٌ فِي الْقَبْرِ ضَمَّةً، فَدَعَوْتُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَكْشِفَ عَنْهُ وَقَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ بِهِ، وَقَالَ‏:‏ هَذَا الْحَدِيثَ بِهَذَا التَّفْسِيرِ لاَ نَعْلَمُهُ إِلاَّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏.‏