فصل: 24- باب الآيات التي قبل قيام الساعة كالدابة، وطلوع الشمس من مغربها

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ***


24- باب الآيات التي قبل قيام الساعة كالدابة، وطلوع الشمس من مغربها

4487- قَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ طَلْحَةُ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَنَّ أبَا الطُّفَيْلِ حَدَّثَهُ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أُسَيْدٍ الْغِفَارِيّ أَبِي سَرِيحَةَ، وَأَمَّا جَرِيرٌ، فَقَالَ‏:‏ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَحَدِيثُ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو أَتَمُّهَا وَأَحْسَنُهَا، قَالَ‏:‏ ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الدَّابَّةَ، فَقَالَ‏:‏ لَهَا ثَلاَثُ خَرَجَاتٍ مِنَ الدَّهْرِ‏:‏ فَتَخْرُجُ فِي أَقْصَى الْبَادِيَةِ لاَ يَدْخُلُ ذِكْرُهَا الْقَرْيَةَ يَعْنِي مَكَّةَ ثُمَّ تَكْمُنُ زَمَانًا طَوِيلاً، ثُمَّ تَخْرُجُ خَرْجَةً أُخْرَى دُونَ ذَلِكَ، فَيَعْلُو ذِكْرُهَا فِي الْبَادِيَةِ وَيَدْخُلُ ذِكْرُهَا الْقَرْيَةَ يَعْنِي‏:‏ مَكَّةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ثُمَّ بَيْنَمَا النَّاسُ فِي أَعْظَمِ الْمَسَاجِدِ عَلَى اللَّهِ حُرْمَةً، أَجْرُهَا خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ، لَمْ يَرُعْهُمْ إِلاَّ وَهِيَ تَرْغُو بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، تَنْفُضُ عَنْ رَأْسِهَا التُّرَابَ، فَانْفَضَّ النَّاسُ عَنْهَا شَتَّى وَمَعًا، وَثَبَتْ لَهَا عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَعَرَفُوا أَنَّهُمْ لَنْ يُعِجِزُوا اللَّهَ تَعَالَى، فَبَدَأَتْ بِهِمْ، فَجَلَتْ وُجُوهَهُمْ حَتَّى جَعَلَتْهَا كَأَنَّهَا الْكَوْكَبُ الدُّرِّي، وَوَلَّتْ فِي الأَرْضِ لاَ يُدْرِكُهَا طَالِبٌ، وَلاَ يَنْجُو مِنْهَا هَارِبٌ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَعَوَّذُ مِنْهَا بِالصَّلاَةِ، فَتَأْتِيَهُ مِنْ خَلْفِهِ، فَتَقُولُ‏:‏ الْآنَ يَا فُلاَنُ تُصَلِّي، فَيُقْبِلُ عَلَيْهَا، فَتَسِمُهُ فِي وَجْهِهِ ثُمَّ تَنْطَلِقُ، وَيَشْتَرِكُ النَّاسُ فِي الأَمْوَالِ، وَيَصْطَلِحُونَ فِي الأَمْصَارِ، يُعْرَفُ الْمُؤْمِنُ مِنَ الْكَافِرِ، حَتَّى إِنَّ الْمُؤْمِنَ، لَيَقُولُ‏:‏ يَا كَافِرُ، أَقْضِنِي حَقِّي، وَحَتَّى إِنَّ الْكَافِرَ، يَقُولُ‏:‏ يَا مُؤْمِنُ، أَقْضِنِي حَقِّي‏.‏

أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ الْعَبْقَرِيِّ عَنْ طَلْحَةَ، وَحْدَهُ بِطُولِهِ‏.‏

وَطَلْحَةُ ضَعِيفٌ‏.‏

4488- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ لَيْثٍ هُوَ ابْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ قَالَ‏:‏ أَلاَ أُرِيَكُمُ الْمَكَانَ الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ دَابَّةَ الأَرْضِ تَخْرُجُ مِنْهُ‏؟‏ فَضَرَبَ بِعَصَاهُ الشِّقَّ الَّذِي فِي الصَّفَا، فَقَالَ‏:‏ وَإِنَّهَا ذَاتُ رِيشٍ وَزَغَبٍ، وَإِنَّهُ يَخْرُجُ ثُلُثُهَا حُضْرُ الْفَرَسِ الْجَوَادِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ، وَإِنَّهَا لَتَمُرُّ عَلَيْهِمْ، وَإِنَّهُمْ لَيَفِرُّونَ مِنْهَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، فَتَقُولُ لَهُمْ‏:‏ أَتَرَوْنَ الْمَسَاجِدَ تُنْجِيكُمْ مِنِّي‏؟‏ فَتَخْطِمَهُمْ، فَيُسَاقُونَ فِي الأَسْوَاقِ، وَيَقُولُونَ‏:‏ يَا مُؤْمِنُ يَا كَافِرُ‏.‏

4489- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَلْتَقِيَ الشَّيْخَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ‏:‏ مَتَى وُلِدْتَ‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ يَوْمَ طَلَعَتِ الشَّمْسُ مِنَ الْمَغْرِبِ‏.‏

4490- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ أَبِي إِدَامٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ إِنَّهُ سَيَأْتِي مِثْلُ ثَلاَثِ لَيَالٍ مِنْ لَيَالِيكُمْ هَذِهِ، فَإِذَا عَرَفَهَا الْمُتَهَجِّدُونَ يَقُومُ الرَّجُلُ فَيَقْرَأُ حِزْبَهُ، ثُمَّ يَنَامُ ثُمَّ يَقُومُ فَيَقْرَأُ حِزْبَهُ، ثُمَّ يَنَامُ ثُمَّ يَقُومُ فَيَقْرَأُ حِزْبَهُ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ هَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ، يَقُولُونَ‏:‏ مَا هَذَا‏؟‏ فَيَفْزَعُونَ إِلَى الْمَسَاجِدِ، فَإِذَا هُمْ بِالشَّمْسِ قَدْ طَلَعَتْ مِنْ هَاهُنَا مِنْ مَغْرِبِهَا، فَتَجِيءُ حَتَّى إِذَا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ رَجَعَتْ، فَذَلِكَ‏:‏ ‏{‏لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا‏}‏‏.‏

4491- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لِلْجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، سَبْعَةٌ مُغَلَّقَةٌ، وَبَابٌ مَفْتُوحٌ لِلتَّوْبَةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا‏.‏

25- باب أول من يهلك من الأمم

تقدَّم حديث عمر رضي الله عنه في باب الصيد والذبائح‏:‏ أول شيء يهلك من هذه الأمم الجراد‏.‏

4492- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا عون بن موسى، عن هلال بن خبَّاب قال‏:‏ سألت سعيدًا رضي الله عنه‏:‏ ما علامة هلكة الناس‏؟‏ قال‏:‏ إذا هلك علماؤهم‏.‏

26- باب الأشراط وعلامات الساعة

4493- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ، عَنْ شُفَيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الأَعَاجِمِ، قِيلَ‏:‏ وَمَا قُلُوبُ الأَعَاجِمِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ حُبُّ الدُّنْيَا، سُنَّتُهُمْ سُنَّةُ الأَعْرَابِ، مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ رِزْقٍ جَعَلُوهُ فِي الْحَيَوَانِ، يَرَوْنَ الْجِهَادَ ضِرَارًا، وَالصَّدَقَةَ مَغْرَمًا‏.‏

4493- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنِي الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي ابْنُ هَانِئٍ، حَدَّثَنِي شُفَيٌّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَوْلَهُ بِهَذَا، قُلْتُ‏:‏ هَذَا أَصَحُّ‏.‏

27- باب ذكر ابن صياد والتردد في كونه الدجال

4494- وقَالَ الطَّيَالِسِي حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُطَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَرْجِعَ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي إِلَى أَوْثَانٍ كَانُوا يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ‏.‏

4495- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَعْبُدَ الْعَرَبُ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ آبَاؤُهَا مِئَةً وَخَمْسِينَ عَامًا‏.‏

4496- وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا إِمَامَكُمْ، وَتَجْتَلِدُوا بِأَسْيَافِكُمْ، وَيَرِثَ دُنْيَاكُمْ شِرَارُكُمْ‏.‏

4497- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ حُصَيْنَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ الصَّلْتِ الْبُرْجُمِيِّ، قَالَ‏:‏ خَرَجْنَا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ دَارِهِ وَالْإِمَامُ رَاكِعٌ، فَرَكَعْنَا، ثُمَّ مَشَيْنَا حَتَّى اتَّصَلْنَا بِالصَّفِّ، فَمَرَّ رَجُلٌ، فَقَالَ‏:‏ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ‏:‏ اللَّهُ أَكْبَرُ، صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، فَلَمَّا قَضَيْنَا الصَّلاَةَ، قُلْنَا‏:‏ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، كَأَنَّهُ رَاعَكَ تَسْلِيمُ الرَّجُلِ، قَالَ‏:‏ أَجَلْ، كَانَ يُقَالُ‏:‏ إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُتَّخَذَ الْمَسَاجِدُ طُرُقًا، وَأَنْ يُسَلِّمَ الرَّجُلُ عَلَى الرَّجُلِ بِالْمَعْرِفَةِ، وَأَنْ تَتَّجِرَ الْمَرْأَةُ وَالرَّجُلُ جَمِيعًا، وَأَنْ تَغْلُو النِّسَاءُ وَالْخَيْلُ جَمِيعًا، ثُمَّ تَرْخُصُ، فَلاَ تَغْلُو أَبَدًا‏.‏

- أنا النَّضْرُ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ، مِثْلَهُ‏.‏

- وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، نَحْوَهُ‏.‏

- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، نَحْوَهُ‏.‏

- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ‏:‏ كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَيْنِي وَبَيْنَ مَسْرُوقٍ، فَمَرَّ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ‏:‏ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ، فَضَحِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَسُئِلَ، قَالَ‏:‏ فَذَكَرَهُ نَحْوَهُ‏.‏

-، وَقَالَ أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْخَطَّابِ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُصَيْنٍ، نَحْوَهُ‏.‏

ورَوَاهُ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، بِمَعْنَاهُ مُخْتَصَرًا، وَمِنْ طَرِيقِ طَارِقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ بِمَعْنَاهُ، أَيْضًا‏.‏

4498- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا النَّضر بن شُميل، ثنا ابن عون، عن ابن سيرين، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ ما وعدنا الله ورسوله قد رأينا غير أربع‏:‏ طلوع الشمس من مغربها، ودابة الأرض، والدجال، وخروج يأجوج ومأجوج‏.‏

فيه انقطاع‏.‏

4499- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ النُّجُومُ أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ، وَأَهْلُ بَيْتِي أَمَانٌ لِأُمَّتِي‏.‏

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ‏.‏

4500- أنا الْمُلاَئِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ وَهُوَ ابْنُ جُمَيْعٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْجَهْمِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ‏:‏ أَقْبَلْتُ أَنَا وَزَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ، وَابْنُ رُمَّانَةَ مَوْلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ قَدْ نَصَبْنَا لَهُ أَيْدِيَنَا وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَيْنَا، دَخَلْتُ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَفِيهِ ابْنُ نِيَارٍ، رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنِ ائْتِنِي، فَأَتَاهُ، فَقَالَ‏:‏ رَأَيْتُكُمَا وَابْنَ رُمَّانَةَ بَيْنَكُمَا مُتَّكِئٌ عَلَيْكَ وَعَلَى زَيْدِ بْنِ الحَسَنٍ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَكُونَ الدُّنْيَا عِنْدَ لُكَعِ ابْنِ لُكَعٍ‏.‏

4501- وَقَالَ الْحُمَيْدِي حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ بُقَيْرَةَ امْرَأَةِ الْقَعْقَاعِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ، يَقُولُ‏:‏ يَا هَؤُلاَءِ، إِذَا سَمِعْتُمْ بِجَيْشٍ قَدْ خُسِفَ بِهِ قَرِيبًا، فَقَدْ أَظَلَّتِ السَّاعَةُ‏.‏

4502- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ يَوْمٌ يُمْسُونَ فِيهِ، يَتَسَاءَلُونَ‏:‏ بِمَنْ خُسِفَ اللَّيْلَةَ‏؟‏ كَمَا يَتَسَاءَلُونَ‏:‏ مَنْ بَقِيَ مِنْ آلِ فُلاَنٍ‏؟‏ وَمَنْ بَقِيَ مِنْ آلِ فُلاَنٍ‏؟‏

4503- قَالَ‏:‏ حدثنا ابْنُ الْمُحَبَّرِ، وثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ شَيْخٍ حَدَّثَهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ يَكُونُ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، قِيلَ‏:‏ الْخَسْفُ بِأَرْضٍ فِيهَا الْمُسْلِمُونَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، إِذَا كَانَ أَكْثَرُ عَمَلِهِمُ الْخَبَثَ‏.‏

4504- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَسَافَدُوا فِي الطَّرِيقِ تَسَافُدَ الْحَمِيرِ، قُلْتُ‏:‏ إِنَّ ذَلِكَ لَكَائِنٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، لَيَكُونَنَّ‏.‏

4505- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّ سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، لَيَنْزِلَنَّ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ‏.‏‏.‏‏.‏ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ‏.‏

وَفِيهِ‏:‏ وَلَيُصْلِحَنَّ ذَاتَ الْبَيْنِ، وَلَيُذْهِبَنَّ الشَّحْنَاءَ، وَلَيُقْرِضَنَّ الْمَالَ، ثُمَّ لَئِنْ قَامَ عَلَى قَبْرِي، فَقَالَ‏:‏ يَا مُحَمَّدُ لَأُجِيبَنَّهُ‏.‏

4506- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا رَيْحَانُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَيُدْرِكَنَّ رِجَالٌ مِنْ أُمَّتِي عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ، وَلَيَشْهَدُنَّ قِتَالَ الدَّجَّالِ‏.‏

4507- وقال معاذ بن المثنى راوي مسند مسدد فيما زاد فيه‏:‏ حدَّثنا الحسن بن أبي شعيب، ثنا عثمان بن عبد الرحمن الحراني، ثنا منتصر بن دينار، عن عبد الله بن أبي الهُذيل قال‏:‏ وجه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه نضلة بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه، في ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار، فأغاروا على حلوان فافتتحها، فأصاب غنائم كثيرة وسبيًا كثيرًا، فجاؤوا يسوقون ما معهم وهم بين جبلين، حتى أرهقتهم العصر، فقال لهم نضلة رضي الله عنه‏:‏ اصرفوا إلى سفح الجبل، ففعلوا، ثم قام نضلة رضي الله عنه فنادي بالآذان فقال‏:‏ الله أكبر، الله أكبر‏.‏ فأجابه صوت من الجبل لا يرى معه صورة، كبرت كبيرًا يا نضلة، قال‏:‏ أشهد إن لا إله إلا الله‏.‏ قال‏:‏ أخلصت يا نضلة إخلاصًا‏.‏ قال‏:‏ أشهد أن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏ نبي بعث لا نبي بعده‏.‏ قال‏:‏ حي على الصلاة‏.‏ قال‏:‏ فريضة فرضت، قال‏:‏ حي على الفلاح‏.‏ قال‏:‏ أفلح من أتاها وواظب عليها‏.‏ قال‏:‏ قد قامت الصلاة‏.‏ قال‏:‏ البقاء لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى رؤوسها تقوم الساعة، فلما صلوا قام نضلة رضي الله عنه، فقال‏:‏ أيها الكلام الحسن الطيب الجميل قد سمعنا كلامًا حسنًا، أفمن ملائكة الله أنت، أم طائف، أم ساكن‏؟‏ أبرز لنا فكلمنا، فإنا وفد الله عز وجل، ووفد نبيه صلى الله عليه وسلم‏.‏ قال‏:‏ فبرز له شيخ من شعب من تلك الشعاب أبيض الرأس واللحية، له هامة كأنها رحى، طويل اللحية في طمرين من صوف أبيض، فقال‏:‏ السلام عليكم ورحمة الله، فردّوا عليه السلام، فقال له نضلة‏:‏ من أنت يرحمك الله‏؟‏ قال‏:‏ أَخْبَرَنَا زرنب بن ثرملا وصيّ العبد الصالح عيسى بن مريم، دعا لي بالبقاء إلى نزوله من السماء، فقراري في هذا الجبل‏.‏

فأقرأ على عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله عنه السلام، وقل له‏:‏ أثبت وسدد وقارب، فإن الأمر قد اقترب وإياك يا عمر، إن ظهرت خصال في أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأنت فيهم، فالهرب الهرب‏.‏

فقال نضلة رضي الله عنه‏:‏ يا زرنب ‏!‏ رحمك الله أخبرنا بهذه الخصال، نعرف بها ذهاب دنيانا وإقبال آخرتنا، قال‏:‏ إذا استغنى رجالكم برجالكم، ونساؤكم بنسائكم، وكثر طعامكم فلم يزدد سعركم بذلك إلا غلاء، وكانت خلافتكم في صبيانكم، وكان خطباء منابركم عبيدكم، وركن فقهاؤكم إلى ولاتكم، فأحلوا لهم الحرام، وحرموا عليهم الحلال، وأفتوهم بما يشتهون، واتخذوا القرآن ألحانًا، ومزامير بأصواتهم، وزوقتم مساجدكم وأطلتم منابركم، وحليتم مصاحفكم بالذهب والفضة، وركبت نساؤكم السروج، وكان مستشار أميريكم خصيانكم، وقتل البريء لتوعظ به العامة، وبقي المطر قيظًا، والولد غيظًا، وحرمتم العطاء، وأخذه العبيد والسقاط، وقلّت الصدقة حتى يطوف المسكين من حول إلى حول لا يعطى عشرة دراهم، فإذا كان كذلك نزل بكم الخزي والبلاء‏.‏

ثم ذهبت الصورة فلم تر، فنادوا فلم يجابوا‏.‏

فلما قدم نضلة على سعد رضي الله عنه أخبره بما أفاء الله عليه، وبما كان من شأن زرنب، فكتب سعد إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخبره،‏.‏

فكتب عمر رضي الله عنه‏:‏ لله أبوك سعد ‏!‏ اركب بنفسك حتى تأتي الجبل‏.‏ فركب سعد رضي الله عنه حتى أتى الجبل، فنادى أربعين صباحًا فلم يجابوا، فكتب إلى عمر رضي الله عنه، وانصرفوا‏.‏

هذا موقوف غريب من هذا الوجه، ما رأيت بطوله إلا بهذا الإسناد‏.‏

وقد رواه عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي عن مالك، عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه، فذكره، وليس بطوله، وسمى الأمير نضلة بن معاوية أخرجه الدارقطني في غرائب مالك من طريقه‏.‏

ووقع لنا بإسناد آخر فسمي جعونة بن نضلة، والله أعلم‏.‏

وقد شرحت أمره في ترجمة جعونة في حرف الجيم من كتاب في الصحابة رضي الله عنهم‏.‏

4508- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي جَبِيرَةَ، عَنْ مَشْيَخَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، أَنَّهُمْ سَمِعُوهُ يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ بُعِثْتُ فِي نَسَمِ السَّاعَةِ، قَالَ سُفْيَانُ‏:‏ يَعْنِي نَفْسَ السَّاعَةِ‏.‏

4509- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ شُبَيْلِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي جَبِيرَةَ، عَنْ بَعْضِ أَشْيَاخِ الأَنْصَارِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَالَ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ، فَسَبَقْتُهَا فِي نَفْسِ السَّاعَةِ‏.‏

4510- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الْجُلاَسِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبَأٍ السَّبَئِي‏:‏ وَيْلَكَ واللَّهِ مَا أَفْضَى إِلَيَّ بِشَيْءٍ كَتَمَهُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ، وَاللَّهِ سَمِعْتُهُ، يَقُولُ‏:‏ إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ ثَلاَثِينَ، وَإِنَّكَ لَأَحَدُهُمْ‏.‏

4510- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، بِهَذَا‏.‏

4510- وحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ، بِهِ‏.‏

4511- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبِي عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ سَبْعُونَ كَذَّابًا‏.‏

4512- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ بِشْرٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَكُونُ قَبْلَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ نَيِّفٌ وَسَبْعُونَ دَجَّالاً‏.‏

4513- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا عبد الرزاق، عن مَعْمَر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال‏:‏ لقيت ابن صياد يومًا، ومعه رجل من اليهود، فإذا عينه قد طفئت، وكانت خارجة مثل عين الجمل، فلما رأيتها قلت‏:‏ ابن صياد، أنشذك الله متى طفئت عينك‏؟‏ فمسحها، وقال‏:‏ لا أدري والرحمن، فقلت‏:‏ كذبت، لا تدري وهي في رأسك، فزعم لي اليهودي أني ضربت بيدي على صدره ولا أعلم أني فعلت ذلك، فقلت‏:‏ اخسأ فلن تعدو قدرك‏.‏ قال‏:‏ أجل، لا أعدو قدري‏.‏ قال‏:‏ وذكر شيئًا لا أحفظه‏.‏ قال‏:‏ فذكرتُ ذلك لحفصة رضي الله عنها، فقالت‏:‏ اجتنب هذا الرجل فإنا نتحدث إن الدجال يخرج عند غضبة يغضبها‏.‏ قلت‏:‏ أخرج مسلم حديث نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه، عن حفصة رضي الله عنها، قالت‏:‏ إن الدجال يخرج عند غضبة يغضبها‏.‏

ولم يخرج أول القصة المذكورة هنا بهذا السياق‏.‏

4514- وقال أحمد بن منيع‏:‏ حدَّثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن عبد الملك بن عُمير، عن أبي سلمة، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت‏:‏ ابن صياد ولدته أمه مسرورًا، أعور، مختونًا‏.‏

4515- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبَّادُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ لَمَّا سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِابْنِ صَيَّادٍ، قَامَ إِلَيْهِ فِي بَعْضِ أَصْحَابِهِ، فَقَالَتْ أُمُّهُ‏:‏ هُوَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، قَالَتْ‏:‏ وَلَدْتُهُ أَعْوَرَ، مَخْتُونًا، فَدَعَا بِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ‏؟‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ، قَالَ‏:‏ قَدْ خَبَأْتُ لَكَ شيئا فَمَا هُوَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ دُخٌّ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ اخْسَأْ، فَقَالَ‏:‏ انْظُرْ مَا تَرَى‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَرَى إِعْصَارًا وِعَرْشًا عَلَى الْمَاءِ، فَقَالَ‏:‏ لُبِسَ عَلَيْهِ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ أَلاَ أَقْتُلُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ، إِنْ يَكُنْ هُوَ الدَّجَّالُ لاَ تُسَلَّطُ عَلَى قَتْلِهِ، وَإِنْ لا يَكُنِ الدَّجَّالُ فَلاَ يَحِلُّ قَتْلُهُ‏.‏

4516- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو لِحُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا‏:‏ أَلاَ تُحَدِّثُنَا بِمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قَالَ‏:‏ بَلَى، سَمِعْتُهُ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ إِنَّ مَعَ الدَّجَّالِ إِذَا خَرَجَ مَاءٌ وَنَارٌ، فَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ مَاءٌ، فَنَارٌ تُحْرِقُ، وَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ نَارٌ، فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْيَقَعْ فِي الَّذِي يَرَى أَنَّهُ نَارٌ، فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ، فَقَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ وَأَنَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ، قُلْتُ‏:‏ حَدِيثُ حُذَيْفَةَ عِنْدَهُمْ‏.‏

4517- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بَكِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَكُونُ أَمَامَ الدَّجَّالِ سِنُونَ خَوَادِعَ، يَكْثُرُ فِيهَا الْمَطَرُ، وَيَقِلُّ فِيهَا النَّبْتُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ، وَتنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ، قِيلَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَنْ لاَ يُؤْبَهُ لَهُ‏.‏

رَوَاهُ الْبَزَّارُ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، بِهِ، وَقَالَ فِي إِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ‏:‏ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ‏؟‏ قَالَ الْمَرْءُ التَّافِهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ‏.‏

4518- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى- هو القطان- عن وائل بن داود، حدثني عبد الله بن صَبيح، أو صُبيح مولى بني ليث، قال‏:‏ سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول‏:‏ الدجال إذا خرج يخرج من نحو المشرق، فتكثر جنوده، ومسالحه فلا يخلص إليه إلا من قال‏:‏ أَخْبَرَنَا وافد، فيجيء رجل فيقول‏:‏ أَخْبَرَنَا وافد‏.‏ فإذا رآه الدجال قال‏:‏ ابن آدم، ألستَ تعلم أني ربك‏؟‏ قال‏:‏ لا، أنت عدو الله الدجال‏.‏ قال‏:‏ فإني قاتلك‏.‏ قال‏:‏ وإن قتلتني‏.‏ قال‏:‏ فيأخذ المنشار، فيضعه بين ثنته، فيشقه شقتين، ثم يقول لمن حوله‏:‏ كيف ترون إذا أنا أحييته‏؟‏ قالوا‏:‏ فذاك حين نستيقن أنك ربنا‏.‏ قال‏:‏ فيحييه‏.‏ قال‏:‏ فيقول له‏:‏ ابن آدم، زعمت أني لست ربك‏.‏ قال‏:‏ ما كنت قط أشد بصيرة مني فيك الآن‏.‏ قال‏:‏ إني ذابحك‏.‏ قال‏:‏ وإن ذبحتني‏.‏ قال‏:‏ فيريد ذبحه فلا يستطيع ذبحه، فيقول من تحته‏:‏ إن كنت صادقًا فلتذبحني‏.‏ فعند ذلك يرتاب فيه جنوده، وينزل عليه ابن مريم عليه السلام، فإذا رآه ووجد ريحه ذاب كما يذوب الرصاص‏.‏

4519- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عُمير، عن العريان بن الهيثم، عن أبيه قال‏:‏ دخلت على يزيد بن معاوية‏.‏‏.‏‏.‏ فذكر قصة، فقال عبد الله بن عمرو‏:‏ أبأرضكم أرضًا يقال لها‏:‏ كوثى ذات سباخ ونخل‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ فإن الدجال يخرج منها‏.‏

4520- حدَّثنا يحيى، ثنا فطر، حدثني أبو الطفيل قال‏:‏ سمعت من بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حديثًا في الدجال، ما سمعت منه حديثًا أشرف منه، إنه يجيء على حمار، يأتي الرجل على صورة من أهل بيته، فيقول‏:‏ يا فلان إني أدعوك إلى الحق، إن أمري حق‏.‏

4521- وَقَالَ مُسَدَّدٌ أَيْضًا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أُحَذِّرُكُمُ الدَّجَّالَ‏.‏‏.‏‏.‏ الْحَدِيثَ‏.‏

خَالَفَهُ مُحَاضِرٌ، فَقَالَ‏:‏ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَالأَوَّلُ أَصَحُّ مَعَ إِرْسَالِهِ‏.‏

4522- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ‏:‏ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي قِصَّةِ الدَّجَّالِ، وَهُوَ عِنْدَ ابْنِ مَاجَةَ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَزَادَ هِشَامٌ فِيهِ بِسَنَدِهِ‏:‏ فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَلْيَتْفُلْ فِي وَجْهِهِ‏.‏

4523- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ‏:‏ إِنَّهُ سَأَلَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ الدَّجَّالِ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ إِنَّ كُلَّ نَبِيٍّ قَدْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ الدَّجَّالَ، أَلاَ وَإِنَّهُ قَدْ أَكَلَ الطَّعَامَ، أَلاَ إِنِّي عَاهِدٌ إِلَيْكُمْ فِيهِ عَهْدًا لَمْ يَعْهَدْهُ نَبِيٌّ إِلَى أُمَّتِهِ، أَلاَ وَإِنَّ عَيْنَهُ الْيُمْنَى مَمْسُوحَةٌ كَأَنَّهَا نُخَاعَةٌ فِي جَانِبِ حَائِطٍ، أَلاَ وَإِنَّ عَيْنَهُ الْيُسْرَى كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ، مَعَهُ مِثْلُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَالنَّارُ رَوْضَةٌ خَضْرَاءُ، وَالْجَنَّةُ غَبْرَاءُ ذَاتُ دُخَانٍ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَجُلاَنِ يُنْذِرَانِ أَهْلَ الْقُرَى، كُلَّمَا دَخَلاَ قَرْيَةً أَنْذَرَ أَهْلَهَا، فَإِذَا خَرَجَا مِنْهُ دَخَلَ أَوَّلُ أَصْحَابِ الدَّجَّالِ، فَيَدْخُلُ الْقُرَى كُلَّهَا غَيْرَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ، حُرِّمَتَا عَلَيْهِ، وَالْمُؤْمِنُونَ مُتَفَرِّقُونَ فِي الأَرْضِ، فَيَجْمَعُهُمُ اللَّهُ تَعَالَى، فَيَقُولُ رَجُلٌ مِنْهُمْ‏:‏ وَاللَّهِ لَأَنْطَلِقَنَّ فَلَأَنْظُرَنَّ هَذَا الَّذِي أَنْذَرَنَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَقُولُ لَهُ أَصْحَابُهُ‏:‏ إِنَّا لاَ نَدَعُكَ تَأْتِيهِ، وَلَوْ عَلِمْنَا أَنَّهُ لاَ يَفْتِنُكَ لَخَلَّيْنَا سَبِيلَكَ، وَلَكِنَّا نَخَافُ أَنْ يَفْتِنَكَ فَتَتَّبِعَهُ، فَيَأْبَى إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُ، فَيَنْطَلِقُ حَتَّى إِذَا أَتَى أَدْنَى مَسْلَحَةٍ مِنْ مَسَالِحِهِ أَخَذُوهُ، فَسَأَلُوهُ‏:‏ مَا شَأْنُهُ‏؟‏ وَأَيْنَ يُرِيدُ‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ أُرِيدُ الدَّجَّالَ الْكَذَّابَ، فَيَقُولُونَ‏:‏ أَنْتَ تَقُولُ ذَلِكَ‏؟‏ فَيَكْتُبُونَ إِلَيْهِ‏:‏ إِنَّا أَخَذْنَا رَجُلاً يَقُولُ كَذَا وَكَذَا، فَنَقْتُلُهُ، أَمْ نَبْعَثُ بِهِ إِلَيْكَ‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ أَرْسِلُوا بِهِ إِلَيَّ، فَانْطَلَقُوا بِهِ إِلَيْهِ، فَلَمَّا رَآهُ عَرَفَهُ بِنَعْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ‏:‏ أَنْتَ الدَّجَّالُ الْكَذَّابُ الَّذِي أَنْذَرَنَا مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ الدَّجَّالُ‏:‏ أَنْتَ تَقُولُ ذَلِكَ‏؟‏ لَتُطِيعَنِّي فِيمَا آمُرُكَ بِهِ، أَوْ لَأَشُقَّنَّكَ شَقَّتَيْنِ، فَيُنَادِي الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ فِي النَّاسِ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَذَا الْمَسِيحُ الْكَذَّابُ، فَيَأْمُرُ بِهِ فَمَدَّ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ أَمَرَ بِحَدِيدَةٍ، فَوُضِعَتْ عَلَى عَجَبِ ذَنَبِهِ، فَشَقَّهُ شَقَّتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ الدَّجَّالُ لِأَوْلِيَائِهِ‏:‏ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَحْيَيْتُ لَكُمْ هَذَا، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَبُّكُمْ‏؟‏ فَيَقُولُونَ‏:‏ نَعَمْ، فَيَأْخُذُ عَصًا فَيَضْرِبُ بِهَا إِحْدَى شِقَّيْهِ أَوِ الصَّعِيدِ، فَاسْتَوَى قَائِمًا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَوْلِيَاؤُهُ صَدَّقُوهُ، وَأَحَبُّوهُ وَأَيْقَنُوا بِذَلِكَ أَنَّهُ رَبُّهُمْ وَاتَّبَعُوهُ، فَيَقُولُ الدَّجَّالُ لِلْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ‏:‏ أَلاَ تُؤْمِنُ بِي‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ أَنَا الْآنَ أَشَدُّ بَصِيرَةً فِيكَ مِنِّي، ثُمَّ نَادَى فِي النَّاسِ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَذَا الْمَسِيحُ الْكَذَّابُ، مَنْ أَطَاعَهُ فَهُوَ فِي النَّارِ، وَمَنْ عَصَاهُ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ، فَقَالَ الدَّجَّالُ‏:‏ لَتُطِيعَنِّي أَوْ لَأَذْبَحَنَّكَ، فَقَالَ‏:‏ وَاللَّهِ لاَ أُطِيعُكَ أَبَدًا، إِنَّكَ لَأَنْتَ الْكَذَّابُ، فَأَمَرَ بِهِ، فَأُضْجِعَ وَأَمَرَ بِذَبْحِهِ فَلاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، لاَ يُسَلَّطُ عَلَيْهِ إِلاَّ مَرَّةً وَاحِدَةً، فَأَخَذَ بِيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، فَأُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَهِيَ غَيْرُ ذَاتِ دُخَانٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ذَلِكَ الرَّجُلُ أَقْرَبُ أُمَّتِي مِنِّي، وَأَرْفَعُهُمْ دَرَجَةً، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قُلْتُ‏:‏ فَكَيْفَ يَهْلِكُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ اللَّهُ أَعْلَمُ، قُلْتُ‏:‏ إِنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ هُوَ يُهْلِكُهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ اللَّهُ أَعْلَمُ، غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى مُهْلِكُهُ وَمَنْ مَعَهُ، قُلْتُ‏:‏ فَمَاذَا يَكُونُ بَعْدَهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنَّ النَّاسَ يَغْرِسُونَ بَعْدَهُ الْغُرُوسَ، وَيَتَّخِذُونَ مِنْ بَعْدِهِ الأَمْوَالَ، قُلْتُ‏:‏ سُبْحَانَ اللَّهِ أَبْعَدَ الدَّجَّالِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، فَيَمْكُثُونَ فِي الأَرْضِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثُوا، ثُمَّ يُفْتَحُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، فَيَهْلِكُونَ مَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ تَعَلَّقَ بِحِصْنٍ، فَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَقَالُوا‏:‏ إِنَّمَا بَقِيَ مَنْ فِي الْحُصُونِ وَمَنْ فِي السَّمَاءِ فَيَرْمُونَ بِسِهَامِهِمْ، فَخَرَّتْ عَلَيْهِمْ مُتَغَيِّرَةً دَمًا، فَقَالُوا‏:‏ قَدِ اسْتَرَحْتُمْ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ، وَبَقِيَ مَنْ فِي الْحُصُونِ، فَحَاصَرُوهُمْ حَتَّى اشْتَدَّ عَلَيْهِمُ الْحَصَرُ وَالْبَلاَءُ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَرْسَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ نَغَفًا فِي أَعْنَاقِهِمْ، فَقَصَمَتْ أَعْنَاقَهُمْ، فَمَالَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ مَوْتَى، فَقَالَ رَجُلٌ‏:‏ قَتَلَهُمُ رَبُّ الْكَعْبَةِ، قَالَ‏:‏ إِنَّمَا يَفْعَلُونَ هَذَا مُخَادَعَةً، فَنَخْرُجُ إِلَيْهِمْ، فَيُهْلِكُونَا، كَمَا أَهْلَكُوا إِخْوَانَنَا، فَقَالَ‏:‏ افْتَحُوا لِيَ الْبَابَ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ‏:‏ لاَ نَفْتَحُ، فَقَالَ‏:‏ دَلُّونِي بِحَبْلٍ، فَلَمَّا نَزَلَ وَجَدَهُمْ مَوْتَى، فَخَرَجَ النَّاسُ مِنْ حُصُونِهِمْ، فَحَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ مَوَاشِيَهُمْ جَعَلَهَا اللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ حَيَاةً يَقْتَضِمُونَهَا، مَا يَجِدُونَ غَيْرَهَا، قَالَ‏:‏ وَحَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنَّ النَّاسَ يَغْرِسُونَ بَعْدَهُمُ الْغُرُوسَ، وَيَتَّخِذُونَ الأَمْوَالَ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ فسُبْحَانَ اللَّهِ أَبَعْدَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ فِي تِجَارَاتِهِمْ إِذْ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ‏:‏ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ، فَفَزِعَ أَهْلُ الأَرْضِ حِينَ سَمِعُوا الدَّعْوَةَ، وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، ثُمَّ أَقْبَلُوا عَلَى تِجَارَتِهِمْ وَأَسْوَاقِهِمْ وَصِنَاعَتِهِمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نُودُوا مَرَّةً أُخْرَى‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ، فَانْطَلَقُوا نَحْوَ الدَّعْوَةِ الَّتِي سَمِعُوا، وَجَعَلَ الرَّجُلُ يَفِرُّ مِنْ غَنَمِهِ وَسِلْعِهِ قِبَلَ الدَّعْوَةِ، إِذْ لَقُوا اللَّهَ، وَذُهِلُوا فِي مَوَاشِيهِمْ، وَعِنْدَ ذَلِكَ عُطِّلَتِ الْعِشَارُ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ يَسْعَوْنَ قِبَلَ الدَّعْوَةِ، إِذْ لَقُوا اللَّهَ تَعَالَى فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ، وَنُفِخَ فِي الصُّورِ، فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ، إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ، فَمَكَثُوا مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ مَرَّةً أُخْرَى، فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ، ثُمَّ تَجِيءُ جَهَنَّمُ لَهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ، ثُمَّ يُنَادَى، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَقَدْ أَخْرَجَ أَصْحَابُ السُّنَنِ مِنْهُ قِصَّةَ الشَّفَاعَةِ، وَقِصَّةَ بَعْثِ النَّارِ، وَغَيْرَ ذَلِكَ، وَفِي سِيَاقِ هَذَا بَعْضُ مُخَالَفَةٍ وَمَا فِي الصَّحِيحِ أَصَحُّ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ‏.‏

4524- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ الدَّجَّالُ قَدْ أَكَلَ وَمَشَى فِي الأَسْوَاقِ‏.‏

4525- وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُطَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَمْ يُسَلَّطْ عَلَى قَتْلِ الدَّجَّالِ إِلاَّ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‏.‏

4526- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا جرير، أنا المغيرة، أنا الشَّعبي، عن فاطمة بنت قيس في قصة الدجال قالت‏:‏ وإنه فيكم أيتها الأمة‏.‏

4526- أنا معاذ بن هشام، حدَّثنا أبي، عن قتادة، عن الشَّعبي، عن فاطمة في قصة تميم الداري مع الدجال، وفي أوله‏:‏ حدثني تميم بحديث فرحت به، فأردت أن أحدثكموه فتفرحوا به كما فرح به نبيكم‏.‏

- وفيه‏:‏ أَخْبَرَنَا أبو أسامة، ثنا المجالد، عن الشَّعبي، عن فاطمة بالحديث‏.‏

وفيه‏:‏ إن تميمًا أتاني وأخبرني خبرًا، منعني القيلولة من الفرح وقرة العين‏.‏

- وفيه‏:‏ قال الشَّعبي‏:‏ فلقيت المحرر بن أبي هريرة، فقال‏:‏ حدثني أبي به‏.‏

وزاد‏:‏ فخبط النبي صلى الله عليه وسلم بيده نحو المشرق قريب من عشرين مرة‏.‏

- أنا أبو أسامة، قال‏:‏ حدثني من سمع الشَّعبي‏.‏

زاد فيه‏:‏ إنه سألهم هل بنى الناس بالآجر بعد‏؟‏ وفيه‏:‏ أنه ضرب قدمه باطن قدمه، وفيه‏:‏ أنه قال‏:‏ إنه مِنْ قِبَل العراق‏.‏

28- باب يأجوج مأجوج

4527- حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَذَكَرَ حَدِيثًا مَرْفُوعًا، قَالَ‏:‏ ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا أَنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِنْ وَلَدِ آدَمَ، وَأَنَّهُمْ لَوْ أُرْسِلُوا عَلَى النَّاسِ لَأَفْسَدُوا مَعَايشَهُمْ، وَلَنْ يَمُوتَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ تَرَكَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ أَلْفًا فَصَاعِدًا، وَإِنَّ مِنْ وَرَائِهِمْ ثَلاَثَ أُمَمٍ‏:‏ تَاوِيلَ، وَتَارِيسَ، وَمنسِكَ‏.‏

4528- وَقَالَ أَبُو يَعْلي حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ يَحْفِرُونَ كُلَّ يَوْمٍ‏.‏

4529- حَدَّثَنَا غَسَّانُ وهُوَ ابْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى مُؤْمِنٍ، حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ تَعَالَى رِيحًا، فَتَهُبُّ فَلاَ يَبْقَى مُؤْمِنٌ إِلاَّ مَاتَ‏.‏

4530- قال أبو يعلى‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أُرَاهُ عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ رِيحًا حَمْرَاءَ مِنَ الْيَمَنِ، فَيَكْفِتُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا كُلَّ نَفْسٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَمَا يُنْكِرُهَا النَّاسُ مِنْ قِلَّةِ مَنْ يَمُوتُ فِيهَا، مَاتَ شَيْخٌ فِي بَنِي فُلاَنٍ، مَاتَتْ عَجُوزٌ فِي بَنِي فُلاَنٍ، وَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى، فَيُرْفَعُ إِلَى السَّمَاءِ، فَمَا يَبْقَى عَلَى الأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ، وَتُلْقِي الأَرْضُ أَفْلاَذَ كَبِدِهَا مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، فَلاَ يُنْتَفَعُ بِهَا بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَيَمُرُّ بِهَا الرَّجُلُ، فَيَضْرِبُهَا بِرِجْلَيْهِ، فَيَقُولُ‏:‏ فِي هَذِهِ كَانَ يُقْتَلُ مَنْ قَبْلَنَا، وَأَصْبَحَتِ الْيَوْمَ لاَ يُنْتَفَعُ بِهَا‏.‏

29- باب فتنة القبر وعذاب القبر

4531- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ يَا عُمَرُ، كَيْفَ بِكَ إِذَا أَنْتَ مِتَّ، فَقَاسُوا لَكَ ثَلاَثَةَ أَذْرُعٍ وَشِبْرًا، فِي ذِرَاعٍ وَشِبْرٍ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْكَ فَغَسَّلُوكَ وَكَفَّنُوكَ وَحَنَّطُوكَ، ثُمَّ احْتَمَلُوكَ حَتَّى يَضَعُوكَ فِيهِ، ثُمَّ هِيلُوا عَلَيْكَ التُّرَابَ، فَإِذَا انْصَرَفُوا عَنْكَ أَتَاكَ فَتَّانَا الْقَبْرِ‏:‏ مُنْكَرٌ، وَنَكِيرٌ، أَصْوَاتُهُمَا كَالرَّعْدِ الْقَاصِفِ، وَأَبْصَارُهُمَا مِثْلُ الْبَرْقِ الْخَاطِفِ، فَتَلْتَلاَكَ وَثَرْثَرَاكَ، وَهَوَّلاَكَ، فَكَيْفَ بِكَ عِنْدَ ذَلِكَ يَا عُمَرُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَعِيَ عَقْلِي‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ نَعَمْ، قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ إِذًا أَكْفِيكَهُمَا‏.‏

رِجَالُهُ ثِقَاتٌ مَعَ إِرْسَالِهِ‏.‏

4532- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى صَبِيٍّ، أَوْ صَبِيَّةٍ، فَقَالَ‏:‏ لَوْ نَجَا أَحَدٌ مِنْ ضَمَّةِ الْقَبْرِ لَنَجَا هَذَا الصَّبِيُّ‏.‏

إِسْنَادُ صَحِيحٌ‏.‏

4533- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا بشر بن المفضل، ثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبي حازم، عن النعمان بن أبي عياش، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال‏:‏ إن المعيشة الضنك التي قال الله تعالى هو عذاب القبر‏.‏

4534- قال‏:‏ وحدَّثنا عبد العزيز، ثنا عبد الله الداناج قال‏:‏ شهدت أنس بن مالك وقال له رجل‏:‏ يا أبا حمزة، إن قومًا يكذبون بالشفاعة‏.‏ قال رضي الله عنه‏:‏ لا تجالسوهم‏.‏ فقال له رجل‏:‏ إن قومًا يكذبون بعذاب القبر‏.‏ قال رضي الله عنه‏:‏ لا تجالسوهم‏.‏

4535- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ أَبِي عُمَارَةَ، حَدَّثَنَا زِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ رَأَيْتُ كَيْفَ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ‏.‏

4536- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمَّازٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، وَكَانَ قَدْ لَقِيَ بِضْعَةَ عَشَرَ صَحَابِيًّا، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَغَيْرِهِ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَالُوا‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ عَذَابُ الْقَبْرِ حَقٌّ، فَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِهِ عُذِّبَ‏.‏

4536- حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏

4537- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ وَلَيْسَ بِالزَّهْرَانِيِّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ مَالِكٍ الطَّائِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ الأَزْدِيِّ، عَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ الثُّمَالِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَقُولُ الْقَبْرُ لِلْمَيِّتِ حِينَ يُوضَعُ فِيهِ‏:‏ وَيْحَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا غَرَّكَ بِي‏؟‏ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنِّي بَيْتُ الْفِتْنَةِ، وَبَيْتُ الظُّلْمَةِ‏؟‏ مَا غَرَّكَ بِي إِذْ كُنْتَ تَمُرُ بِي فَدَّادًا، فَإِنْ كَانَ مُصْلِحًا أَجَابَ عَنْهُ مُجِيبُ الْقَبْرِ‏:‏ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَيَقُولُ الْقَبْرُ‏:‏ إِذًا أَعُودُ عَلَيْهِ خَضِرًا، وَتَصْعَدُ رُوحُهُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَائِذٍ‏:‏ يَا أَبَا الْحَجَّاجِ، وَمَا الْفَدَّادُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الَّذِي يُقَدِّمُ رِجْلاً وَيُؤَخِّرُ أُخْرَى، كَمِشْيَتِكَ يَا ابْنَ أَخِي أَحْيَانًا، قَالَ‏:‏ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ يَلْبَسُ وَيَتَهَيَّأُ‏.‏

4538- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ أَبَا السَّمْحِ أَخْبَرَهُ، عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ الْمُؤْمِنُ فِي قَبْرِهِ فِي رَوْضَةٍ، وَيُرْحَبُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعِونَ ذِرَاعًا، وَيُنَوَّرُ لَهُ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، أَتَدْرُونَ فِيمَ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ‏:‏ ‏{‏فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى‏}‏، قَالُوا‏:‏ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ‏:‏ عَذَابُ الْكَافِرِ فِي قَبْرِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهُ لَيُسَلَّطُ عَلَيْهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ تِنِّينًا، أَتَدْرُونَ مَا التِّنِّينُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ حَيَّةً، لِكُلِّ حَيَّةٍ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ، يَنْفُخُونَ فِي جِسْمِهِ، وَيَلْسَعُونَهُ، وَيَخْدِشُونَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ‏.‏

30- باب صفة البعث

4539- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ السَّكَنِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ‏:‏ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هَذَا الْحَدِيثَ، فَقَالَ‏:‏ إِذَا حُشِرَ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَامُوا أَرْبَعِينَ، عَلَى رُؤُوسِهِمُ الشَّمْسُ، شَاخِصَةً أَبْصَارُهُمْ إِلَى السَّمَاءِ، يَنْتَظِرُونَ الْفَصْلَ كُلُّ بَرٍّ مِنْهُمْ وَفَاجِرٍ، لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْهُمْ بَشَرٌ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ‏:‏ أَلَيْسَ عَدْلاً مِنْ رَبِّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَصَوَّرَكُمْ، وَرَزَقَكُمْ، ثُمَّ عَبَدْتُمْ غَيْرَهُ، أَنْ يُوَلِّيَ كُلَّ قَوْمٍ مَا تَوَلَّوْا‏؟‏ فَيَقُولُونَ‏:‏ بَلَى، فَيُنَادِي بِذَلِكَ مَلَكٌ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ يَمْثُلُ كُلِّ قَوْمٍ آلِهَتُهُمُ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَهَا، فَيَتَّبِعُونَهَا، حَتَّى تُورِدَهُمُ النَّارَ، فَيَبْقَى الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُنَافِقُونَ، فَيَخِرُّ الْمُؤْمِنُونَ سُجَّدًا، وَتُدْمَجُ أَصْلاَبُ الْمُنَافِقِينَ، فَتَكُونُ عَظْمًا وَاحِدًا، كَأَنَّهَا صَيَاصِي الْبَقَرِ، وَيَخِرُّونَ عَلَى أَقْفِيَتِهِمْ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمُ‏:‏ ارْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ إِلَى نُورِكُمْ بِقَدْرِ أَعْمَالِكُمْ، فَيَرْفَعُ الرَّجُلُ رَأْسَهُ، وَنُورُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ الْجَبَلِ، وَيَرْفَعُ الرَّجُلُ رَأْسَهُ، وَنُورُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ الْقَصْرِ، وَيَرْفَعُ الرَّجُلُ رَأْسَهُ وَنُورَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلَ الْبَيْتِ، حَتَّى ذَكَرَ مِثْلَ الشَّجَرَةِ، فَيَمْضُونَ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ وَكَالرِّيحِ، وَكَحُضْرِ الْفَرَسِ، وَكَاشْتِدَادِ الرَّجِلِ، حَتَّى يَبْقَى آخِرُ النَّاسِ نُورُهُ عَلَى إِبْهَامِ رِجْلِهِ مِثْلُ السِّرَاجِ، فَأَحْيَانًا يُضِيءَ لَهُ، وَأَحْيَانًا يَخْفَى عَلَيْهِ فَتَشْعَبُ مِنْهُ النَّارُ، فَلاَ يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَخْرُجَ، فَيَقُولُ‏:‏ مَا يَدْرِي مَا نَجَا مِنْهُ غَيْرِي، وَلاَ أَصَابَ أَحَدٌ مِثْلَ مَا أَصَبْتُ، إِنَّمَا أَصَابَنِي حَرُّهَا وَنَجَوْتُ مِنْهَا، قَالَ‏:‏ فَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ في الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ‏:‏ يَا رَبِّ، أَدْخِلْنِي هَذَا الْبَابَ، فَيَقُولُ‏:‏ عَبْدِي لَعَلِّي إِنْ أَدْخَلْتُكَ تَسْأَلْنِي غَيْرَهُ، قَالَ‏:‏ فَيُدْخِلُهُ، فَبَيْنَمَا هُوَ يعْجَبٌ بِمَا هُوَ فِيهِ، إِذْ فُتِحَ لَهُ بَابٌ آخَرُ، فَيُسْتَحْقَرُ فِي عَيْنِهِ الَّذِي هُوَ فِيهِ، فَيَقُولُ‏:‏ يَا رَبِّ، أَدْخِلْنِي هَذَا، فَيَقُولُ‏:‏ أَوَلَمْ تَزْعُمْ أَنَّكَ لاَ تَسْأَلْنِي غَيْرَهُ‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ وَعِزَّتِكَ وَجَلاَلِكَ، لَئِنْ أَدْخَلْتَنِيهِ لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ، قَالَ‏:‏ فَيُدْخِلُهُ حَتَّى يُدْخِلَهُ أَرْبَعَةَ أَبْوَابٍ، كُلُّهَا يَسْأَلُهَا، ثُمَّ يَسْتَقْبِلُهُ رَجُلٌ مِثْلُ النُّورِ، فَإِذَا رَآهُ هَوَى، فَسَجَدَ لَهُ، فَيَقُولُ‏:‏ مَا شَأْنُكَ‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ أَلَسْتَ بِرَبِّي‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ إِنَّمَا أَنَا قَهْرَمَانٌ، لَكَ فِي الْجَنَّةِ أَلْفُ قَهْرَمَانٍ، عَلَى أَلْفِ قَصْرٍ، بَيْنَ كُلِّ قَصْرَيْنِ مَسِيرَةُ أَلْفِ سَنَةٍ، يُرَى أَقْصَاهَا كَمَا يَرَى أَدْنَاهَا، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ، فِيهَا سَبْعُونَ بَابًا، فِي كُلِّ بَابٍ مِنْهَا أَزْوَاجٌ وَسُرُرٌ وَمَنَاصِفُ، فَيَقْعُدُ مَعَ زَوْجَتِهِ، فَتُنَاوِلُهُ الْكَأْسَ، فَتَقُولُ‏:‏ لَأَنْتَ مُنْذُ نَاوَلْتُكَ الْكَأْسَ أَحْسَنُ مِنْكَ قَبْلَ ذَلِكَ بِسَبْعِينَ ضِعْفًا، عَلَيْهَا سَبْعُونَ حُلَّةً، أَلْوَانُهَا شَتَّى، يُرَى مُخُّ سَاقِهَا، وَيَلْبَسُ الرَّجُلُ ثِيَابَهُ عَلَى كَبِدِهَا، وَكَبِدُهَا مِرْآتُهُ‏.‏

هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مُتَّصِلٌ، رِجَالُهُ ثِقَاتٌ‏.‏

4540- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدثني يحيى، عن شُعبة، عن سلمة، عن أبي الزعراء، عن عبد الله رضي الله عنه قال‏:‏ الصور كهيئة القرن ينفخ فيه‏.‏

صحيح موقوف‏.‏

4541- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا محمد بن أبي بكر، ثنا عبد الرحمن بن أبي الصهباء، ثنا أبو غالب قال‏:‏ سمعت العلاء بن زياد قال لأنس‏:‏ كيف يبعث الناس يوم القيامة‏؟‏ قال رضي الله عنه‏:‏ يبعثون والسماء تطش عليهم‏.‏

4542- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَقِيلٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ الرَّهَاوِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو يَحْيَى الْكُلاَعِيُّ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي يَجُوزُ الصِّرَاطَ، رَجُلٌ يَتَلَوَّى عَلَى الصِّرَاطِ كَالْغُلاَمِ حِينَ يُقَرِّبُهُ أَبُوهُ، تَزِلُّ يَدُهُ مَرَّةً فَتُصِيبُهَا النَّارُ، وَتَزِلُّ رِجْلُهُ مَرَّةً، فَتُصِيبُهَا النَّارُ، قَالَ‏:‏ فَيقُولُ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ‏:‏ أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثَكَ اللَّهُ مِنْ مَقَامِكَ هَذَا فَمَشَيْتَ سَوِيًّا، أَتُخْبِرُنَا بِكُلِّ عَمَلٍ عَمِلْتَهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَيَقُولُ‏:‏ إِي وَعِزَّتِهِ لاَ أَكْتُمُ مِنْ عَمَلِي شَيْئًا، قَالَ‏:‏ فَيَقُولُونَ لَهُ‏:‏ قُمْ فَامْشِ سَوِيًّا، فَيَقُومُ، فَيَمْشِي حَتَّى يُجَاوِزَ الصِّرَاطَ، فَيَقُولُونَ لَهُ‏:‏ أَخْبِرْنَا بِعَمَلِكَ الَّذِي عَمِلْتَ، فَيَقُولُ فِي نَفْسِهِ‏:‏ إِنْ أَخْبَرْتُهُمْ بِمَا عَمِلْتُ رُدُّونِي إِلَى مَكَانِي، فَيَقُولُ‏:‏ لاَ وَعِزَّتِهِ، مَا أَذْنَبْتُ ذَنْبًا قَطُّ، قَالَ‏:‏ فَيَقُولُونَ لَهُ‏:‏ لَنَا عَلَيْكَ بَيِّنَةٌ، قَالَ‏:‏ فَيَلْتَفِتُ يَمِينًا وَشِمَالاً، هَلْ يَرَى مِنَ الْآدَمِيِّينَ مِمَّنْ كَانَ شَهِدَ فِي الدُّنْيَا أَحَدًا، فَلاَ يَرَى أَحَدًا، فَيَقُولُ‏:‏ هَاتُوا بَيِّنَتَكُمْ، فَيَخْتِمُ اللَّهُ عَلَى فِيهِ، وَتَنْطِقُ يَدَاهُ وَرِجْلاَهُ وَفَخِذَاهُ بِعَمَلِهِ، فَيَقُولُ‏:‏ إِي وَعِزَّتِكَ لَقَدْ عَمِلْتُهَا، فَإِنَّ عِنْدِي الْعَظَائِمُ الْمُوبِقَاتُ، قَالَ‏:‏ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ‏:‏ اذْهَبْ فَقَدْ غَفَرْتُهَا لَكَ‏.‏

4543- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَيْضًا‏:‏ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولاً الْجَنَّةَ، رَجُلٌ كَانَ يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُزَحْزِحَهُ عَنِ النَّارِ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، كَانَ بَيْنَ ذَلِكَ، فَقَالَ‏:‏ أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ بَابِ الْجَنَّةِ، فَقِيلَ‏:‏ يَا ابْنَ آدَمَ أَلَمْ تَسْأَلْ أَنْ تُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ يَا رَبِّ وَمَنْ مِثْلُكَ‏؟‏ فَأَدْنِنِي مِنْ بَابِ الْجَنَّةِ، فَيُدْنَى مِنْهَا، فَيَنْظُرُ إِلَى شَجَرَةٍ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَبِّ ادْنِنِي مِنْهَا، أَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا، وَآكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا، فَقَالَ جلا وعلا‏:‏ يَا ابْنَ آدَمَ أَلَمْ تَقُلْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ يَا رَبِّ وَمَنْ مِثْلُكَ‏؟‏ فَأَدْنِنِي مِنْهَا، فَرَأَى أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَبِّ أَدْنِنِي مِنْهَا، فَقَالَ جَلَّ جَلالُهُ‏:‏ يَا ابْنَ آدَمَ، أَلَمْ تَقُلْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ يَا رَبِّ وَمَنْ مِثْلُكَ‏؟‏ فَأَدْنِنِي، فَقِيلَ لَهُ‏:‏ اعْدُ، فَلَكَ مَا بَلَغَتْهُ قَدَمَاكَ وَرَأَتْهُ عَيْنَاكَ، قَالَ‏:‏ فَيَعْدُو، حَتَّى إِذَا بَلَّحَ يَعْنِي أَعْيَا، قَالَ‏:‏ يَا رَبِّ هَذَا لِي وَهَذَا‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ لَكَ مِثْلَهُ وَأَضْعَافَهُ، فَيَقُولُ‏:‏ قَدْ رَضِيَ عَنِّي رَبِّيْ، فَلَوْ أَذِنَ لِي فِي كِسْوَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وِطْعَامِهِمْ لَأَوْسَعْتُهُمْ‏.‏

4544- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُمَيْرٍ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ‏:‏ جَلَسْنَا إِلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ يَبْلُغُ الْعَرَقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ النَّاسِ، قَالَ أَحَدُهُمَا‏:‏ إِلَى شَحْمَةِ أُذُنِهِ، وَقَالَ الْآخَرُ‏:‏ إِلَى أَنْ يُلْجِمَهُ الْعَرَقُ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا‏:‏ هَكَذَا، وَوَصَفَ أَبُو عَاصِمٍ، فَأَمَرَّ إِصْبِعَهُ مِنْ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى فِيهِ، هَذَا وَذَاكَ سَوَى رَوَاهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي عَاصِمٍ، وَقَالَ فِيهِ‏:‏ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بِإِصْبِعِهِ تَحْتَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ، وَقَالَ‏:‏ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ‏.‏

4545- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الصِّرَاطُ كَحَدِّ السَّيْفِ، دَحْضٌ، مَزِلَّةٌ، ذَا حَسَكٍ وَكَلاَلِيبَ‏.‏

4546- وَقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنِ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لِيَدْعُو الْعَبْدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُذَكِّرُهُ آلاَءَهُ وَنِعَمَهُ، حَتَّى يَقُولَ فِيمَا يَقُولُ‏:‏ سَأَلْتَنِي يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، أَنْ أُزَوِّجَكَ فُلاَنَةَ، يسَمَّيْهَا فَتَزَوَّجْتَهَا‏.‏

4547- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ إِنَّ الْكَافِرَ لَيُلْجِمُهُ الْعَرَقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ‏:‏ أَرِحْنِي وَلَوْ إِلَى النَّارِ‏.‏

4548- حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بَكِيرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ إِنَّ الْكَافِرَ لَيُحَاسَبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُلْجِمَهُ الْعَرَقُ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَقُولُ‏:‏ أَرِحْنِي وَلَوْ إِلَى النَّارِ‏.‏

4549- حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ سُرَيْجٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عِيسَى، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ‏:‏ إِنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ الْعَارُ وَالتَّخْزِيَةُ تَبْلُغُ مِنَ ابْنِ آدَمَ فِي الْقِيَامَةِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَا يَتَمَنَّى الْمَرْءُ أَنْ يُؤْمَرَ بِهِ إِلَى النَّارِ‏.‏

4550- وَقَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ عِيسَى، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ الْعَرَقَ لَيَلْزَمُ الْمَرْءَ فِي الْمَوْقِفِ، حَتَّى يَقُولَ‏:‏ يَا رَبِّ إِرْسَالُكَ بِي إِلَى النَّارِ أَهْوَنُ عَلَيَّ مِمَّا أَجِدُ، وَهُوَ يَعْلَمُ مَا فِيهَا مِنْ شِدَّةِ الْعَذَابِ‏.‏

وَقَالَ‏:‏ لاَ نَعْلَمُهُ يُرْوَى إِلاَّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ‏.‏

4551- وَقَالَ عبد‏:‏ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ‏:‏ إِنَّ أَبَا هَارُونَ الْغِطْرِيفِ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا الْشْعَثِاءِ حَدَّثَهُ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ حَدَّثَهُ‏:‏ أَنَّ الرُّوحَ الأَمِينَ عَلَيْهِ السَّلامُ حَدَّثَهُ‏:‏ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَضَى لَيُؤْتَى بِعَمَلِ الْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَسَنَاتِهِ وَسَيِّئَاتِهِ، فَيَقُصُّ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ، فَإِذَا بَقِيَتْ لَهُ حَسَنَةٌ وَاحِدَةٌ، وَسَّعَ اللَّهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ مَا شَاءَ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ‏:‏ قَالَ أَبِي‏:‏ فَقُلْتُ لِأَبِي سَلَمَةَ يَزْدَادُ، فَإِنْ ذَهَبَتِ الْحَسَنَةُ فَلَمْ يَبْقَ شَيْءٌ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ ‏{‏أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ‏}‏‏.‏

4552- وَقَالَ عبد‏:‏ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَأْتِي مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَالسَّيْلِ، فَتَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ‏:‏ لَمَّا جَاءَ مَعَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مِنْ أُمَّتِهِ أَكْثَرُ مِمَّا جَاءَ مَعَ عَامَّةِ الأَنْبِيَاءِ‏.‏

ضَعِيفٌ‏.‏

4553- وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا دُرُسْتُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، رَفَعَهُ، قَالَ‏:‏ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ثَوْرَانِ عَقِيرَانِ فِي النَّارِ‏.‏

4553- وَقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا دُرُسْتٌ، بِهِ، وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا دُرُسْتٌ، بِهِ‏.‏

4554- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ مُطِيعٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْكَوْثَرِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يُحْشَرُ النَّاسُ حُفَاةً، عُرَاةً، غُرَلاً، فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا‏:‏ وَالنِّسَاءُ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، فَقَالَتْ‏:‏ وَاسَوْأتَاهُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ عَجِبْتِ يَا ابْنَةَ أَبِي بَكْرٍ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ عَجِبْتُ مِنْ حَدِيثِكَ، يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، قَالَ‏:‏ فَضَرَبَ صلى الله عليه وسلم عَلَى مَنْكِبِهَا، وَقَالَ‏:‏ يَا بِنْتَ أَبِي قُحَافَةَ، قَدْ شُغِلَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّظَرِ، وَتَسْمُو أَبْصَارُهُمْ إِلَى فَوْقِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، لاَ يَأْكُلُونَ، وَلاَ يَشْرَبُونَ، شَاخِصِينَ بِأَبْصَارِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ الْعَرَقُ قَدَمَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ سَاقَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ بَطْنَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ مِنْ طُولِ الْوُقُوفِ، ثُمَّ يَرْحَمُ اللَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ الْعِبَادَ، فَيَأْمُرُ الْمَلاَئِكَةَ الْمُقَرَّبِينَ، فَيَحْمِلُونَ عَرْشَهُ مِنَ السَّمَاوَاتِ إِلَى أرْضِ بَيْضَاءَ، لَمْ يُسْفَكْ عَلَيْهَا دَمٌ، وَلَمْ يُعْمَلْ فِيهَا خَطِيئَةٌ، كَأَنَّهَا الْفِضَّةُ الْبَيْضَاءُ، ثُمَّ تَقُومُ الْمَلاَئِكَةُ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ، وَذَلِكَ أَوَّلُ يَوْمٍ نَظَرَتْ فِيهِ عَيْنٌ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ يَأْمُرُ مُنَادِيًا، فَيُنَادِي بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ الثَّقَلاَنُ‏:‏ الْجِنُّ، وَالْإِنْسُ‏:‏ أَيْنَ فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ‏؟‏ فَيَشْرَئِبُّ لِذَلِكَ، وَيَخْرُجُ مِنَ الْمَوْقِفِ، فَيُعَرِّفُهُ اللَّهُ تَعَالَى النَّاسَ، ثُمَّ يُقَالُ‏:‏ تَخْرُجُ مَعَهُ حَسَنَاتُهُ، فَيُعَرِّفُ اللَّهُ تَعَالَى أَهْلَ الْمَوْقِفِ تِلْكَ الْحَسَنَاتِ، فَإِذَا وَقَفَ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعَالَمِينِ، قِيلَ‏:‏ أَيْنَ أَصْحَابُ الْمَظَالِمِ‏؟‏ فَيَجِيئُونَ رَجُلاً رَجُلاً، فَيُقَالُ‏:‏ أَظَلَمْتَ فُلاَنًا بِكَذَا وَكَذَا‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ نَعَمْ، يَا رَبِّ، فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، فَتُؤْخَذُ حَسَنَاتُهُ، فَتُدْفَعُ إِلَى مَنْ ظَلَمَهُ يَوْمَ لاَ دِرْهَمٌ وَلاَ دِينَارٌ، إِلاَّ أَخْذٌ مِنَ الْحَسَنَاتِ، وَرَدٌّ مِنَ السَّيِّئَاتِ، فَلاَ يَزَالُ أَصْحَابُ الْمَظَالِمِ يَسْتَوْفُونَ مِنْ حَسَنَاتِهِ حَتَّى لاَ يَبْقَى لَهُ حَسَنَةٌ، ثُمَّ يَقُومُ مَنْ بَقِيَ مِمَّنْ لَمْ يَأْخُذْ شَيْئًا، فَيَقُولُونَ‏:‏ مَا بَالُ غَيْرِنَا، اسْتَوْفَى وَبَقِينَا‏؟‏ فَيُقَالُ لَهُمْ‏:‏ لاَ تَعْجَلُوا، فَيُؤْخَذُ مِنْ سَيِّئَاتِهِمْ، فَتُرَدُّ عَلَيْهِ، حَتَّى لاَ يَبْقَى أَحَدٌ ظُلِمَ بِمَظْلَمَةٍ، فَيُعَرِّفُ اللَّهُ تَعَالَى أَهْلَ الْمَوْقِفِ أَجْمَعِينَ ذَلِكَ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ حَسَنَاتِهِ، قِيلَ‏:‏ ارْجِعْ إِلَى أُمِّكَ الْهَاوِيَةِ، لاَ ظُلْمَ الْيَوْمَ، إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ، فَلاَ يَبْقَى يَوْمَئِذٍ مَلَكٌ وَلاَ نَبِيُّ مُرْسَلٌ وَلاَ صِدِّيقٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَلاَ بَشَرٌ، إِلاَّ ظَنَّ بِمَا رَأَى مِنْ شِدَّةِ الْعَذَابِ أَنَّهُ لاَ يَنْجُو إِلاَّ مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ‏.‏

4555-- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا أبو معاوية‏.‏

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ إِذَا جَمَعَ اللَّهُ أَهْلَ الأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، جَاءَ مُنَادٍ يُنَادِي بِصَوْتٍ يُسْمِعُ جَمِيعَ الْخَلاَئِقِ‏:‏ سَيَعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ الْيَوْمَ مَنْ أَوْلَى بِالْكَرَمِ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُنَادِي‏:‏ لِيَقُمِ الَّذِينَ كَانَتْ‏:‏ ‏{‏تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ‏}‏، فَيَقُومُونَ وَهُمْ قَلِيلٌ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُنَادِي‏:‏ أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا‏:‏ ‏{‏لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ‏}‏، فَيَقُومُونَ، وَهُمْ قَلِيلٌ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُنَادِي‏:‏ لِيَقُمِ الَّذِينَ كَانُوا يَحْمَدُونَ اللَّهَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ، فَيَقُومُونَ وَهُمْ قَلِيلٌ، ثُمَّ يُحَاسَبُ سَائِرُ النَّاسِ‏.‏

هذا لفظ علي بن مسهر، وقدم أبو معاوية الثالث، ثم الثاني، ثم الأول‏.‏

4556- حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ أَبُو السَّمْحِ، أَنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ تَأْكُلُ الأَرْضُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الْإِنْسَانِ إِلاَّ عَجْبَ ذَنَبِهِ، قِيلَ‏:‏ وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مِثْلُ حَبَّةِ الْخَرْدَلِ، مِنْهُ يَنْبُتُونَ‏.‏

أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ‏:‏ إِنَّ دَرَّاجًا حَدَّثَهُ بِهِ، وَسَمِعْنَاهُ بِعُلُوٍّ فِي الْبَعْثِ لاِبْنِ أَبِي دَاوُدَ‏.‏

4557- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مُدَّتِ الأَرْضُ مَدَّ الأَدِيمِ فِي سَعَتِهَا كَذَا وَكَذَا، وَجَمِيعُ الْخَلاَئِقِ بِصَعِيدٍ وَاحِدٍ جِنِّهِمْ وِإِنْسِهِمْ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ قُيضَتْ هَذِهِ السَّمَاءُ الدُّنْيَا عَنْ أَهْلِهَا، فَيُنْثَرُونَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، فَلَأَهْلُ السَّمَاءِ وَحْدَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ جَمِيعِ أَهْلِ الأَرْضِ، وِجِنِّهِمْ وَإِنْسِهِمْ بِالضِّعْفِ، فَإِذَا نُثِرُوا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، فَزِعَ إِلَيْهِمْ أَهْلُ الأَرْضِ، وَقَالُوا‏:‏ فِيكُمْ رَبُّنَا‏؟‏ فَيَفْزَعُونَ مِنْ قَوْلِهِمْ، يَقُولُونَ‏:‏ سُبْحَانَ رَبِّنَا لَيْسَ هُوَ فِينَا، وَهُوَ آتٍ، ثُمَّ يُقْبَضُ أَهْلُ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، فَلَأَهْلُ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ وَحْدَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَمِنْ جَمِيعِ أَهْلِ الأَرْضِ بِالضِّعْفِ، فَإِذَا نُثِرُوا عَلَى أَهْلِ وَجْهِ الأَرْضِ فَزِعَ إِلَيْهِمْ أَهْلُ الأَرْضِ، وَقَالُوا‏:‏ فِيكُمْ رَبُّنَا‏؟‏ فَيَفْزَعُونَ مِنْ قَوْلِهِمْ، وَيَقُولُونَ‏:‏ سُبْحَانَ رَبِّنَا لَيْسَ فِينَا، وَهُوَ آتٍ، ثُمَّ تُفَاضُ السَّمَوَاتِ كُلُّهَا، فَتُضَعَّفُ كُلُّ سَمَاءٍ عَلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَحْتَهَا وَجَمِيعِ أَهْلِ الأَرْضِ، كُلَّمَا نُثِرُوا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، فَزِعَ إِلَيْهِمْ أَهْلُ الأَرْضِ، وَيَقُولُونَ لَهُمْ مِثْلَ ذَلِكَ، وَيَرْجِعُونَ إِلَيْهِمْ لَهُمْ مِثْلُ ذَلِكَ، ثُمَّ تَقَاضَّ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ السَّابِعَةِ، فَلَأَهْلُ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ أَكْثَرُ أَهْلاً مِنَ السَّمَاوَاتِ السِّتِّ، وَمِنْ جَمِيعِ أَهْلِ الأَرْضِ بِالضِّعْفِ، فَيَجِيءُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِيهِمْ، وَالْأُمَمُ جُثًا صُفُوفًا، فَيُنَادِي مُنَادٍ‏:‏ سَتَعْلَمُونَ الْيَوْمَ مَنْ أَصْحَابُ الْكَرَمِ، لِيَقُمِ الْحَمَّادُونَ رَبَّهُمْ عَلَى كُلِّ حَالٍ، فَيَسْرَحُونَ إِلَى الْجَنَّةِ، ثُمَّ يُنَادِي ثَانِيَةً‏:‏ سَيَعْلَمُونَ الْيَوْمَ مَنْ أَصْحَابُ الْكَرَمِ، لِيَقُمِ الَّذِينَ‏:‏ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ، فَيَقُومُونَ فَيَسْرَحُونَ إِلَى الْجَنَّةِ، ثُمَّ يُنَادِي ثَالِثَةً‏:‏ لِيَقُمِ الَّذِينَ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ، فَيَقُومُونَ فَيَسْرَحُونَ إِلَى الْجَنَّةِ، فَإِذَا أُخِذَ مِنْ هَؤُلاَءِ ثَلاَثَةٌ، خَرَجَ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ، فَأَشْرَفَ عَلَى الْخَلاَئِقِ، لَهُ عَيْنَانِ تُبْصِرَانِ، وَلِسَانٌ فَصِيحٌ، فَيَقُولُ‏:‏ إِنِّي وُكِّلْتُ بِثَلاَثَةٍ، إِنِّي وُكِّلْتُ بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، فَيَلْتَقِطُهُمْ مِنَ الصُّفُوفِ لَقْطَ الطَّيْرِ حَبَّ السُّمْسُمِ، فَيَجْلِسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ، ثُمَّ يَخْرُجُ ثَانِيَةً، فَيَقُولُ‏:‏ إِنِّي وُكِّلْتُ بِمَنْ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ، قَالَ‏:‏ فَيَلْتَقِطُهُمْ مِنَ الصُّفُوفِ لَقْطَ الطَّيْرِ حَبَّ السُّمْسُمِ، فَيَجْلِسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ، ثُمَّ يَخْرُجُ ثَالِثَةً، أَحْسِبُهُ قَالَ‏:‏ فَيَقُولُ‏:‏ إِنِّي وُكِّلْتُ بِأَصْحَابِ التَّصَاوِيرِ، فَيَلْتَقِطُهُمْ مِنَ الصُّفُوفِ لَقْطَ الطَّيْرِ حَبَّ السُّمْسُمِ، فَيَجْلِسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ فَإِذَا أَخَذَ مِنْ هَؤُلاَءِ ثَلاَثَةً، وَمِنْ هَؤُلاَءِ ثَلاَثَةً، نُشِرَتِ الصُّحُفُ وَوُضِعَتِ الْمَوَازِينُ، وَدُعِيَ الْخَلاَئِقُ لِلْحِسَابِ‏.‏

هَذَا مَوْقُوفٌ، إِسْنَادُهُ حَسَنٌ‏.‏

4558- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، قَالَ‏:‏ قَالَ أَبُو عَاصِمٍ الْحَبَطِيُّ، وَكَانَ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ حَرَمٍ وَسَالِمٍ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِمَلَكِ الْمَوْتِ‏:‏ انْطَلِقْ إِلَى وَلِيِّي، فَأْتِنِي بِهِ، فَإِنِّي قَدْ جَرَّبْتُهُ بِالسَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ، فَوَجَدْتُهُ حَيْثُ أُحِبُّ، ائْتِنِي بِهِ فَلَأُرِيحَنَّهُ، قَالَ‏:‏ فَيَنْطَلِقُ إِلَيْهِ مَلَكُ الْمَوْتِ، وَمَعَهُ خَمْسُمِئَةٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مَعَهُمْ أَكْفَانٌ وَحَنُوطٌ مِنَ الْجَنَّةِ، وَمَعَهُمْ ضَبَائِرُ الرَّيْحَانِ، أَصْلُ الرَّيْحَانَةِ وَاحِدٌ، وَفِي رَأْسِهَا عِشْرُونَ لَوْنًا، لِكُلِّ لَوْنٍ مِنْهَا رِيحٌ سِوَى رِيحِ صَاحِبِهِ، مَعَهُمُ الْحَرِيرُ الأَبْيَضُ فِيهِ الْمِسْكُ الأَذْفَرُ، قَالَ‏:‏ فَيَجْلِسُ مَلَكُ الْمَوْتِ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَتَحُفُّهُ الْمَلاَئِكَةُ، وَيَضَعُ كُلُّ مِنْهُمْ يَدَهُ عَلَى عُضْو مِنْ أَعْضَائِهِ، وَيُبْسَطُ ذَلِكَ الْحَرِيرُ الأَبْيَضُ وَالْمِسْكُ الأَذْفَرُ، مِنْ تَحْتِ ذَقْنِهِ، وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ، فإِنَّ نَفْسَهُ لَتُعَلَّلُ عِنْدَ ذَلِكَ بِطَرَفِ الْجَنَّةِ، مَرَّةً بِأَزْوَاجِهَا، وَمَرَّةً بِكِسْوَتِهَا، وَمَرَّةً بِثِمَارِهَا، كَمَا يُعَلِّلُ الصَّبِيَّ أَهْلُهُ إِذَا بَكَى، وَإِنَّ أَزْوَاجَهُ لَيَنْهَسْنَهُ عِنْدَ ذَلِكَ انْتِهَاسًا، وَقَالَ‏:‏ وَتَبْرُزُ الرُّوحُ، قَالَ الْبُرْسَانِيُّ‏:‏ يُرِيدُ الْخُرُوجَ سُرْعَةً، لِمَا يَرَى مِمَّا يُحِبُّ، قَالَ‏:‏ وَيَقُولُ مَلَكُ الْمَوْتِ‏:‏ اخْرُجِي أَيَّتُهَا الرُّوحُ الطَّيِّبَةُ إِلَى سِدْرٍ مَخْضُودٍ، وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ، وَظِلٍّ مَمْدُودٍ، وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ، قَالَ‏:‏ وَمَلَكُ الْمَوْتِ أَشَدُّ بِهِ لُطْفًا مِنَ الْوَالِدَةِ بِوَلَدِهَا، يَعْرِفُ أَنَّ ذَلِكَ الرُّوحَ حَبِيبٌ إِلَى رَبِّهِ، فَهُوَ يَلْتَمِسُ لُطْفَهُ تَحَبُّبًا لِرَبِّهِ، وَرِضَا لِلرَّبِّ عَنْهُ، فَتُسَلُّ رُوحُهُ كَمَا تُسَلُّ الشَّعَرَةُ مِنَ الْعَجِينِ، قَالَ‏:‏ وَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى‏:‏ ‏{‏الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ‏}‏، وَقَالَ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ‏}‏، قَالَ‏:‏ رَوْحٌ مِنْ جَهْدِ الْمَوْتِ، وَرَيْحَانٌ يُتَلَقَّى بِهِ، وَجَنَّةُ نَعِيمٍ تُقَابِلُهُ قَالَ‏:‏ فَإِذَا قَبَضَ مَلَكُ الْمَوْتِ رُوحَهُ، قَالَ الرُّوحُ لِلْجَسَدِ‏:‏ جَزَاكَ اللَّهُ عَنِّي خَيْرًا، فَقَدْ كُنْتَ سَرِيعًا بِي إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى، بَطِيئًا بِي عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَدْ نَجَيْتَ فأَنْجَيْتَ، قَالَ‏:‏ وَيَقُولُ الْجَسَدُ لِلرُّوحِ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ‏:‏ وَتَبْكِي عَلَيْهِ بِقَاعُ الأَرْضِ الَّتِي كَانَ يُطِيعُ اللَّهُ فِيهَا، وَكُلُّ بَابٍ مِنَ السَّمَاءِ يَصْعَدُ مِنْهُ عَمَلُهُ، ويَنْزِلُ مِنْهُ رِزْقُهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، قَالَ‏:‏ فَإِذَا قَبَضَ مَلَكُ الْمَوْتِ رُوحَهُ أَقَامَ الْخَمْسُمِائَةِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ عِنْدَ جَسَدِهِ، فَلاَ يُقَلِّبُهُ بَنُو آدَمَ لِشِقٍّ إِلاَّ قَلَّبَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ قَبْلَهُمْ، وَعَلَتْهُ بِأَكْفَانٍ قَبْلَ أَكْفَانِ بَنِي آدَمَ، وَحَنُوطٍ قَبْلَ حَنُوطِ بَنِي آدَمَ، وَيَقُومُ مِنْ بَابِ بَيْتِهِ إِلَى بَابِ قَبْرِهِ صَفَّانِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، يَسْتَقْبِلُونَهُ بِالاِسْتِغْفَارِ، قَالَ‏:‏ فَيَصِيحُ عِنْدَ ذَلِكَ إِبْلِيسُ صَيْحَةً يَتَصَدَّعُ مِنْهَا عِظَامُ بَعْضِ جَسَدِهِ، وَيَقُولُ لِجُنُودِهِ‏:‏ الْوَيْلُ لَكُمْ كَيْفَ خَلَصَ هَذَا الْعَبْدُ مِنْكُمْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَيَقُولُونَ‏:‏ هَذَا الْعَبْدُ كَانَ مَعْصُومًا، قَالَ‏:‏ فَإِذَا صَعِدَ الْمَلاَئِكَةُ بِرُوحِهِ إِلَى السَّمَاءِ اسْتَقْبَلَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ فِي سَبْعِينَ أَلْفًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، كُلٌّ يَأْتِيهِ بِبِشَارَةٍ مِنْ رَبِّهِ سِوَى بِشَارَةِ صَاحِبِهِ، قَالَ‏:‏ فَإِذَا انْتَهَى مَلَكُ الْمَوْتِ بِرُوحِهِ إِلَى الْعَرْشِ، خَرَّ الرُّوحُ سَاجِدًا، فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِمَلَكِ الْمَوْتِ‏:‏ انْطَلِقْ بِرُوحِ عَبْدِي هَذَا، فَضَعْهُ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ، وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ، وَظِلٍّ مَمْدُودٍ، وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ، قَالَ‏:‏ فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ جَاءَتْهُ الصَّلاَةُ، فَكَانَتْ عَنْ يَمِينِهِ، وَجَاءَهُ الصِّيَامُ فَكَانَ عَنْ يَسَارِهِ، وَجَاءَهُ الْقُرْآنُ وَالذِّكْرُ، فَكَانَ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَجَاءَهُ مَشْيُهُ إِلَى الصَّلاَةِ، فَكَانَ عِنْدَ رِجْلِهِ، وَجَاءَهُ الصَّبْرُ فَكَانَ فِي نَاحِيَةِ الْقَبْرِ، قَالَ‏:‏ فَيَبْعَثُ إِلَيْهِ تَعَالَى عَذَابًا مِنَ الْعَذَابِ، فَيَأْتِيهِ عَنْ يَمِينِهِ، فَتَقُولُ الصَّلاَةُ‏:‏ وَرَاءَكَ، وَاللَّهِ مَا زَالَ دَائِبًا عُمْرَهُ كُلَّهُ، وَإِنَّمَا اسْتَرَاحَ الْآنَ، حِينَ وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، قَالَ‏:‏ فَيَأْتِيهِ عَنْ يَسَارِهِ، فَيَقُولُ الصِّيَامُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَأْتِيهِ مِنْ عِنْدِ رَأْسِهِ، فَيَقُولُ الْقُرْآنُ وَالذِّكْرُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَأْتِيهِ مِنْ عِنْدِ رِجْلَهِ، فَيَقُولُ مَشْيُهُ إِلَى الصَّلاَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ‏:‏ فَلاَ يَأْتِيهِ الْعَذَابُ مِنْ نَاحِيَةٍ يَلْتَمِسُ هَلْ يَجِدُ مَسَاغًا إِلاَّ وَجَدَ وَلِيَّ اللَّهِ تَعَالَى قَدْ أَحَدَّ حِسَّهُ، قَالَ‏:‏ فَيَنْدَفِعُ الْعَذَابُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَيَخْرُجُ، وَيَقُولُ الصَّبْرُ لِسَائِرِ الأَعْمَالِ‏:‏ أَمَّا أَنَا لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أُبَاشِرَ أَنَا بِنَفْسِي إِلاَّ أَنِّي نَظَرْتُ مَا عِنْدَكُمْ، فَإِنْ عَجَزْتُمْ كُنْتُ أَنَا صَاحِبُهُ، فَأَمَّا إِذَا أَجْزَأْتُمْ عَنْهُ، فَأَنَا لَهُ ذُخْرٌ عِنْدَ الصِّرَاطِ وَالْمِيزَانِ، قَالَ‏:‏ وَيَبْعَثُ اللَّهُ تَعَالَى مَلَكَيْنِ، أَبْصَارُهُمَا كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ، وَأَصْوَاتُهُمَا كَالرَّعْدِ الْقَاصِفِ، وَأَنْيَابُهُمَا كَالصَّيَاصِي، وَأَنْفَاسُهُمَا كَاللَّهَبِ، يَطَآنِ فِي أَشْعَارِهِمَا، بَيْنَ مَنْكِبِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَسِيرَةُ كَذَا وَكَذَا، قَدْ نُزِعَتْ مِنْهُمَا الرَّأْفَةُ وَالرَّحْمَةُ، يُقَالَ لَهُمَا‏:‏ مُنْكَرٌ، وَنَكِيرٌ، فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِطْرَقَةٌ، لَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهَا رَبِيعَةُ وَمُضَرُ لَمْ يُقِلُّوهَا، قَالَ‏:‏ فَيَقُولاَنِ لَهُ‏:‏ اجْلِسْ، قَالَ‏:‏ فَيَسْتَوِي جَالِسًا، وَتَقَعُ أَكْفَانُهُ فِي حِقْوَيْهِ، قَالَ‏:‏ فَيَقُولاَنِ لَهُ‏:‏ مَنْ رَبُّكَ‏؟‏ وَمَا دِينُكَ‏؟‏ وَمَا نَبِيُّكَ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يُطِيقُ الْكَلاَمَ عِنْدَ ذَلِكَ، وَأَنْتَ تَصِفُ مِنَ الْمَلَكَيْنِ مَا تَصِفُ‏؟‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏{‏يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ‏}‏، قَالَ‏:‏ فَيَقُولُ‏:‏ اللَّهُ رَبِّي وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَدِينِيَ الْإِسْلاَمُ الَّذِي دَانَتْ بِهِ الْمَلاَئِكَةُ، وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، قَالَ‏:‏ فَيَقُولاَنِ لَهُ‏:‏ صَدَقْتَ، قَالَ‏:‏ فَيَدْفَعَانِ الْقَبْرَ فَيُوَسِّعَانِهِ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، وَمِنْ خَلْفِهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، وَعَنْ يَمِينِهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، وَعَنْ شِمَالِهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، وَمِنْ عِنْدِ رَأْسِهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، قَالَ‏:‏ فَيُوَسِّعَانِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعٍ، قَالَ الْبُرْسَانِيُّ‏:‏ وَأَحْسِبُهُ قَالَ‏:‏ وَأَرْبَعِينَ تُحَاطُ بِهِ، ثُمَّ يَقُولاَنِ لَهُ‏:‏ انْظُرْ فَوْقَكَ، قَالَ‏:‏ فَيَنْظُرُ فَوْقَهُ، فَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ إِلَى الْجَنَّةِ، فَيَقُولاَنِ لَهُ‏:‏ يَا وَلِيَّ اللَّهِ هَذَا مَنْزِلُكَ إِذْ أَطَعْتَ اللَّهَ تَعَالَى، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهُ يَصِلُ إِلَى قَلْبِهِ عِنْدَ ذَلِكَ فَرْحَةٌ لاَ تَرْتَدُّ أَبَدًا، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ‏:‏ انْظُرْ تَحْتَكَ، فَيَنْظُرُ تَحْتَهُ، فَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ إِلَى النَّارِ، فَيَقُولاَنِ لَهُ‏:‏ يَا وَلِيَّ اللَّهِ هَذَا مَنْزِلُكَ لَوْ عَصَيْتَ اللَّهِ، فَنَجَوْتَ آخِرَهَا عَلَيْكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّهُ لَيَصِلُ إِلَى قَلْبِهِ عِنْدَ ذَلِكَ فَرْحَةٌ لاَ تَرْتَدُّ أَبَدًا، قَالَ‏:‏ وَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا‏:‏ يُفْتَحُ لَهُ سَبْعَةٌ وَسَبْعُونَ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ، يَأْتِيهِ رِيحُهَا، وَبَرْدُهَا، حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى‏.‏

- وَهَذَا الإِسْنَادِ إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِمَلَكِ الْمَوْتِ‏:‏ انْطَلِقْ إِلَى عَدُوِّي فَأْتِنِي بِهِ، فَإِنِّي قَدْ بَسَطْتُ لَهُ فِي رِزْقِي وَسَرْبَلْتُهُ نِعْمَتِي فَأَبَى إِلاَّ مَعْصِيَتِي، فَأْتِنِي بِهِ لِأَنْتَقِمَ مِنْهُ، قَالَ‏:‏ فَيَنْطَلِقُ إِلَيْهِ مَلَكُ الْمَوْتِ فِي أَكْرَهِ صُورَةٍ رَآهَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ قَطُّ، لَهُ اثْنَا عَشَرَ عَيْنًا، وَمَعَهُ سَفُّودٌ مِنْ حَدِيدٍ كَثِيرُ الشَّوْكِ، وَمَعَهُ خَمْسُمِائَةٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، مَعَهُمْ نُحَاسٌ وَجَمْرٌ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ، وَمَعَهُمْ سِيَاطٌ مِنْ نَارٍ، لِينُهَا لِينُ السِّيَاطِ وَهِيَ نَارٌ تَأَجَّجُ، قَالَ‏:‏ فَيَضْرِبُهُ مَلَكُ الْمَوْتِ بِذَلِكَ السَّفُّودِ ضَرْبَةً تَغِيبُ أَصْلُ كُلِّ شَوْكَةٍ مِنْ ذَلِكَ السَّفُّودِ فِي أَصْلِ كُلِّ شَعْرَةٍ وَعِرْقٍ وَظُفْرٍ، ثُمَّ يَلْوِيهِ لَيًّا شَدِيدًا، فَيَنْزِعُ رُوحَهُ مِنْ أَظْفَارِ قَدَمَيْهِ، فَيُلْقِيهَا فِي عَقِبَيْهِ، قَالَ‏:‏ فَيُسْكَرُ عَدُوُّ اللَّهِ عِنْدَ ذَلِكَ سَكْرَةً، فَيُرَوِّحُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَنْهُ، فَتَضْرِبُ الْمَلاَئِكَةُ وَجْهَهُ وَدُبُرَهُ بِتِلْكَ السِّيَاطِ، ثُمَّ تنْثُرُهُ الْمَلاَئِكَةُ نَثْرَةً، فَتُنْزَعُ رُوحُهُ مِنْ عَقِبَيْهِ، فَيُلْقِيهَا فِي رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ يُسْكَرُ عَدُوُّ اللَّهِ سَكْرَةً عِنْدَ ذَلِكَ، فَيُرَفِّهُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ فَتَضْرِبُ الْمَلاَئِكَةُ وَجْهَهُ وَدُبُرَهُ بِتِلْكَ السِّيَاطِ، فَيَنْثُرُهُ مَلَكُ الْمَوْتِ نَثْرَةً، فَتُنْتَزَعُ رُوحُهُ مِنْ رُكْبَتَيْهِ، فَيُلْقِيهَا فِي حِقْوَيْهِ، قَالَ‏:‏ فَيُسْكَرُ عَدُوُّ اللَّهِ عِنْدَ ذَلِكَ سَكْرَةً، فَيُرَفِّهُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَنْهُ، فَتَضْرِبُ الْمَلاَئِكَةُ وَجْهَهُ وَدُبُرَهُ بِتِلْكَ السِّيَاطِ، قَالَ‏:‏ فَكَذَلِكَ إِلَى صَدْرِهِ إِلَى حَلْقِهِ، فَتَبْسُطُ الْمَلاَئِكَةُ النُّحَاسَ وَجَمْرَ جَهَنَّمَ تَحْتَ ذَقْنِهِ، وَيَقُولُ مَلَكُ الْمَوْتِ‏:‏ اخْرُجِي أَيَّتُهَا الرُّوحُ اللَّعِينَةُ الْمَلْعُونَةُ إِلَى سَمُومٍ جَهَنَّمَ، وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ، لاَ بَارِدٍ، وَلاَ كَرِيمٍ، قَالَ‏:‏ فَإِذَا قَبَضَ مَلَكُ الْمَوْتِ رُوحَهُ، قَالَ الرُّوحُ لِلْجَسَدِ‏:‏ جَزَاكَ اللَّهُ عَنِّي شَرًّا، قَدْ كُنْتَ بَطِيئًا بِي عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى، سَرِيعًا بِي إِلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَقَدْ هَلَكْتَ وَأُهْلَكْتَ، قَالَ‏:‏ وَيَقُولُ الْجَسَدُ لِلرُّوحِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَتَلْعَنُهُ بِقَاعُ الأَرْضِ الَّتِي كَانَ يَعْصِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهَا، قَالَ‏:‏ وَيَنْطَلِقُ جُنُودُ إِبْلِيسَ يُبَشِّرُونَهُ بِأَنَّهُمْ قَدْ أَوْرَدُوا عَبْدًا مِنْ وَلَدِ آدَمَ النَّارَ، فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ ضُيِّقَ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ أَضْلاَعُهُ، وَتَدْخُلُ الْيُمْنَى فِي الْيُسْرَى، وَتَدْخُلُ الْيُسْرَى فِي الْيُمْنَى، فَيَبْعَثُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ أَفَاعِيَ كَأَعْنَاقِ الْإِبِلِ، يَأْخُذُونَهُ بِأَرْنَبَتِهِ، وَإِبْهَامَيْ قَدَمَيْهِ، فَتَقْرِضُهُ حَتَّى يَلْتَقِينَ فِي وَسَطِهِ، وَيَبْعَثُ اللَّهُ تَعَالَى مَلَكَيْنِ أَبْصَارُهُمَا كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ، وَأَصْوَاتُهُمَا كَالرَّعْدِ الْقَاصِفِ، وَأَنْيَابُهُمَا كَالصَّيَاصِي، وَأَنْفَاسُهُمَا كَاللَّهَبِ، يَطَآنِ فِي شُعُورِهِمَا، بَيْنَ مَنْكِبَيْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَسِيرَةَ كَذَا وَكَذَا، قَدْ نُزِعَتْ مِنْهُمَا الرَّأْفَةُ وَالرَّحْمَةُ، يُقَالَ لَهُمَا‏:‏ مُنْكَرٌ، وَنَكِيرٌ، فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِطْرَقَةٌ، لَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهَا رَبِيعَةُ وَمُضَرٌ لَمْ يُقِلُّوهَا، قَالَ‏:‏ فَيَقُولاَنِ لَهُ‏:‏ اجْلِسْ، قَالَ‏:‏ فَيَجْلِسُ، فَيَسْتَوِي جَالِسًا، وَتَقَعُ أَكْفَانُهُ إِلَى حِقْوَيْهِ، قَالَ‏:‏ فَيَقُولاَنِ لَهُ‏:‏ مَنْ رَبُّكَ‏؟‏ وَمَا دِينُكَ‏؟‏ وَمَنْ نَبِيُّكَ‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ لاَ أَدْرِي، فَيَقُولاَنِ لَهُ‏:‏ لاَ دَرَيْتَ وَلاَ تَلَيْتَ، قَالَ‏:‏ فَيَضْرِبَانِهِ ضَرْبَةً يَطِيرُ شَرَارُهَا فِي قَبْرِهِ، ثُمَّ يَعُودَانِ، فَيَقُولاَنِ لَهُ‏:‏ انْظُرْ فَوْقَكَ، فَيَنْظُرُ فَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ مِنَ الْجَنَّةِ، فَيَقُولاَنِ‏:‏ يَا عَدُوَّ اللَّهِ هَذَا مَنْزِلُكَ لَوْ كُنْتَ أَطَعْتَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّهُ لَيَصِلُ إِلَى قَلْبِهِ عِنْدَ ذَلِكَ حَسْرَةٌ لاَ يَزِيدُ أَبَدًا، قَالَ‏:‏ فَيَقُولاَنِ لَهُ‏:‏ انْظُرْ تَحْتَكَ، فَيَنْظُرُ، فَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ إِلَى النَّارِ، فَيَقُولاَنِ‏:‏ عَدُوَّ اللَّهِ هَذَا مَنْزِلُكَ إِذْ عَصَيْتَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّهُ لَيَصِلُ إِلَى قَلْبِهِ عِنْدَ ذَلِكَ حَسْرَةٌ لاَ تَزِيدُ أَبَدًا، قَالَ‏:‏ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا‏:‏ وَيُفْتَحُ لَهُ سَبْعَةٌ وَسَبْعُونَ بَابًا إِلَى النَّارِ، يَأْتِيهِ حَرُّهَا وَسَمُومُهَا، حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَيْهَا، هَذَا حَدِيثٌ عَجِيبُ السِّيَاقِ، وَهُوَ شَاهِدٌ لِكَثِيرٍ مِمَّا ثَبَتَ فِي حَدِيثِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الطَّوِيلِ الْمَشْهُورِ، وَلَكِنَّ هَذَا الْإِسْنَادَ غَرِيبٌ، لاَ نَعْرِفُ أَحَدًا رَوَى عَنْ أَنَسٍ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَيَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ سَيِّئُ الْحِفْظِ جِدًّا، كَثِيرُ الْمَنَاكِيرِ، كَانَ لاَ يَضْبُطُ الْإِسْنَادَ، فَيُلْزِقُ بِأَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كُلَّ شَيْءٍ يَسْمَعُهُ مِنْ غَيْرِهِ، وَدُونَهُ أَيْضًا مَنْ هُوَ مِثْلَهُ، أَوْ أَشَدَّ ضَعْفًا‏.‏

وَقَدْ تَقَدَّمَ حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الأَشْرَاطِ‏.‏

4559- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ هُوَ ابْنُ بَكِيرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو الْعُتْوَارِيِّ، وَكَانَ يَتِيمًا لِأَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ إِذَا جَمَعَ اللَّهُ تَعَالَى النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَقْبَلَتِ النَّارُ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَخَزَنَتُهَا يَكُفُّونَهَا، وَهِيَ تَقُولُ‏:‏ وَعِزَّةُ رَبِّي لَتخَلِّيَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ أَزْوَاجِي أَوْ لَأَغْشَيَنَّ النَّاسَ عَنَقًا وَاحِدًا، فَيَقُولُونَ‏:‏ وَمَنْ أَزْوَاجُكِ‏؟‏ فَتَقُولُ‏:‏ كُلُّ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ، فَتُخْرِجُ لِسَانَهَا، فَتَلْتَقِطُهُمْ بِهَا مِنْ بَيْنَ ظَهْرَانَيِ النَّاسِ، فَتَقْذِفُهُمْ فِيهَا، ثُمَّ تَسْتَأْخِرُ، ثُمَّ تُقْبِلُ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَخَزَنَتُهَا يَكُفُّونَهَا، وَهِيَ تَقُولُ‏:‏ وَعِزَّةِ رَبِّي، لَيُخَلَّيَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ أَزْوَاجِي أَوْ لَأَغْشَيَنَّ النَّاسَ عَنَقًا وَاحِدًا، فَيَقُولُونَ‏:‏ وَمَنْ أَزْوَاجُكِ‏؟‏ فَتَقُولُ‏:‏ كُلُّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ، فَتَلْتَقِطُهُمْ بِلِسَانِهَا فَتَقْذِفُهُمْ فِي جَوْفِهَا، ثُمَّ تَسْتَأْخِرُ، وَيَقْضِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَيْنَ الْعِبَادِ‏.‏

4560- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ، يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يُخْرِجُ اللَّهُ تَعَالَى قَوْمًا مِنَ النَّارِ بَعْدَ مَا امْتُحِشُوا فِيهَا، وَصَارُوا فَحْمًا، فَيُلْقَوْنَ فِي نَهْرٍ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ، يُسَمَّى نَهْرُ الْحَيَاةِ فَيَنْبُتُونَ فِيهَا كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، أَوْ كَمَا تَنْبُتُ الثَّعَارِيرُ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، فَيُقَالَ‏:‏ هَؤُلاَءِ عُتَقَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ النَّارِ، وقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يَرَى بِرَأْيِ الْخَوَارِجِ، يُقَالُ لَهُ‏:‏ هَارُونَ أَبُو مُوسَى، أَوْ أَبُو مُوسَى بْنُ هَارُونَ‏:‏ مَا هَذَا الَّذِي تُحُدِّثَ بِهِ أَبُو عَاصِمٍ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ إِلَيْكَ عَنِّي يَا عِلْجُ فَلَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ أَكْثَرِ مِنْ ثَلاَثِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ أُحَدِّثْ بِهِ، صَحِيحٌ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏.‏

31- باب الشفاعة، وفيه أحاديث من البعث

4561- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ لَيَخْرُجَنَّ مِنَ النَّارِ قَوْمٌ مُنْتِنُونَ، قَدْ مَحَشَتْهُمُ النَّارُ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ الشَّافِعِينَ، يُسَمَّوْنَ فِيهَا الْجَهَنَّمِيُّونَ‏.‏

حَسَنٌ صَحِيحٌ‏.‏

4562- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمَّازٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، وَكَانَ قَدْ لَقِيَ بِضْعَةَ عَشَرَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، وَغَيْرِهِ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَالُوا‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَقٌّ، فَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِهَا، لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِهَا‏.‏

4563- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ أَكْرَمَ خَلِيقَةِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ، أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم، وَإِنَّ الْجَنَّةَ فِي السَّمَاءِ، وَإِنَّ النَّارَ فِي الأَرْضِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بَعَثَ اللَّهُ الْخَلِيقَةَ أُمَّةً أُمَّةً، وَنَبِيًّا نَبِيًّا حَتَّى يَكُونَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم آخِرَ الْخَلاَئِقِ مَرْكَزًا، ثُمَّ يُوضَعُ جِسْرٌ عَلَى جَهَنَّمَ، ثُمَّ يُنَادِي‏:‏ أَيْنَ مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ، فَيَقُومُ صلى الله عليه وسلم وَتَتْبَعُهُ أُمَّتُهُ بَرُّهَا وَفَاجِرُهَا‏.‏

4564- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ هُوَ ابْنُ بَكِيرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ يُعَرِّفُنِي اللَّهُ نَفْسَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَسْجُدُ سَجْدَةً يَرْضَى بِهَا عَنِّي، ثُمَّ أَمْدَحُهُ مِدْحَةً يَرْضَى بِهَا عَنِّي، ثُمَّ يُؤْذَنُ لِي بِالْكَلاَمِ، ثُمَّ تَمُرُّ أُمَّتِي عَلَى الصِّرَاطِ، وَهُوَ مَضْرُوبٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ، فَيَمُرُّونَ أَسْرَعَ مِنَ الطَّرْفِ وَالسَّهْمِ، ثُمَّ أَسْرَعَ مِنْ أَجْوَدِ الْخَيْلِ حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ مِنْهَا حَبْوًا، وَهِيَ الأَعْمَالُ، وَجَهَنَّمُ تَسْأَلُ الْمَزِيدَ حَتَّى يَضَعَ الْجَبَّارُ قَدَمَهُ فِيهَا، فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَتَقُولُ‏:‏ قَطْ، قَطْ، وَأَنَا عَلَى الْحَوْضِ، قِيلَ‏:‏ وَمَا الْحَوْضُ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ شَرَابَهُ أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ، وَآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ النُّجُومِ، لاَ يَشْرَبُ مِنْهُ إِنْسَانٌ فَيَظْمَأَ أَبَدًا، وَلاَ يُصْرَفُ فَيُرْوَى أَبَدًا‏.‏

4565- حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ قَوْمٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَدْ غَرِقُوا فِي النَّارِ، بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَشَفَاعَةِ الشَّافِعِينَ‏.‏

4566- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَالْحَارِثُ جَمِيعًا حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَتْ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ قَدْ رَأَيْتُ مَا تَلْقَى أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي، فَأَخَّرْتُ شَفَاعَتِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ‏.‏

4566- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَنَسِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، بِهِ‏.‏

4566- حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ‏.‏

4567- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ َضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، ثُمَّ أَذْهَبُ إِلَى أَهْلِ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ، فَيُبْعَثُونَ مَعِي، ثُمَّ أَنْتَظِرُ أَهْلَ مَكَّةَ حَتَّى يَأْتُونِي، فَأُبْعَثُ بَيْنَ أَهْلِ الْحَرَمَيْنِ‏.‏

4568- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَسْمَعُ الصَّيْحَةَ فَأَخْرُجُ إِلَى الْبَقِيعِ، فَأُحْشَرُ مَعَهُمْ‏.‏

4569- حدَّثنا محمد بن عمر، ثنا إسحاق بن حازم، عن الحسن بن سعد، عن مجاهد قال‏:‏ تمطر السماء حتى تنشق الأرض عن الموتى، فيخرجون‏.‏

4570- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ يُؤْتَى بِابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُوقَفُ بَيْنَ كَفَّتَيِ الْمِيزَانِ، وَيُوَكَّلُ بِهِ مَلَكٌ، فَإِنْ ثَقُلَ مِيزَانُهُ نَادَى الْمَلَكُ بِصَوْتٍ يُسْمِعُ الْخَلاَئِقَ‏:‏ سَعِدَ فُلاَنٌ سَعَادَةً لاَ يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا، وَإِنْ خَفَّ مِيزَانُهُ، نَادَى الْمَلَكُ بِصَوْتٍ يُسْمِعُ الْخَلاَئِقَ‏:‏ شَقِيَ فُلاَنٌ شَقَاوَةً لاَ يَسْعَدُ بَعْدَهَا أَبَدًا‏.‏

رَوَاهُ الْبَزَّارُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي الْحَارِثِ، عَنْ دَاوُدَ‏.‏

- وَقَالَ‏:‏ لاَ نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ ثَابِتٍ إِلاَّ صَالِحٌ، وَلاَ عَنْ جَعْفَرٍ إِلاَّ صَالِحٌ‏.‏

4571- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ سَيَسْأَلُهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حِجَابٌ وَلاَ تُرْجُمَانٌ، رَوَاهُ الْبَزَّارُ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ الْمُفْلِسْ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَشَارَ إِلَى تَفَرُّدِهِ بِهِ‏.‏

4572- وَقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ يُجْمَعُ النَّاسُ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ، فَأَوَّلُ مَدْعُوٍّ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، فَيَقُولُ‏:‏ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، وَالْمَهْدِيُّ مَنْ هَدَيْتَ، عَبْدُكَ بَيْنَ يَدَيْكَ، أَنَا مِنْكَ وَإِلَيْكَ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَى مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، سُبْحَانَكَ رَبَّ الْبَيْتِ، فَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا‏.‏

4573- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، حُفَاةً عُرَاةً كَمَا خُلِقُوا أَوَّلَ مَرَّةٍ، يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي، وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ‏.‏

4573- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ شُعْبَةَ‏.‏

4573- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، بِهِ، وَقَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، بِهِ‏.‏

وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ‏.‏

4574- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ يَزِيدُ الأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ الثَّقَفِيِّ، قَالَ‏:‏ انْطَلَقْتُ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ، فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَقَمْنَا بِالْبَابِ وَمَا فِي النَّاسِ أَبْغَضُ إِلَيْنَا مِنْ رَجُلٍ نَلِجُ عَلَيْهِ، فَمَا خَرَجْنَا وَفِي النَّاسِ مِنْ رَجُلٍ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ رَجُلٍ تَدْخُلُ عَلَيْهِ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنَّا‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلاَ سَأَلْتَ رَبَّكَ مُلْكًا كَمُلْكِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ‏؟‏ فَضَحِكَ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ‏:‏ لَعَلَّ لِصَاحِبِكُمْ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى أَفْضَلُ مِنْ مُلْكِ سُلَيْمَانَ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلاَّ أَعْطَاهُ دَعْوَةً، فَمِنْهُمْ مَنِ اتَّخَذَ بِهَا دُنْيَا، فَأُعْطِيَهَا، وَمِنْهُمْ مَنْ دَعَا بِهَا عَلَى قَوْمِهِ، إِذْ عَصَوْهُ فَأُهْلِكُوا بِهَا، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَعْطَانِي دَعْوَةً، فَاخْتَبَأْتُهَا شَفَاعَةً عِنْدَ رَبِّي لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏.‏

4574- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَبَّاسِ الشِّبَامِيُّ، حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، نَحْوَهُ‏.‏

4574- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، فَذَكَرَهُ‏.‏

وَقَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَذَكَرَهُ، وَقَالَ‏:‏ لاَ نَعْلَمُ لاِبْنِ أَبِي عَقِيلٍ إِلاَّ هَذَا‏.‏

4575- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ يَأْتُونَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم، فَيَقُولُونَ لَهُ‏:‏ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَنْتَ الَّذِي فَتَحَ اللَّهُ بِكَ وَخَتَمَ بِكَ، وَغَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ، وَمَا تَأَخَّرَ، جِئْتَ فِي هَذَا الْيَوْمِ آمِنًا، وَتَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ، فَقُمْ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا، فَيَقُولُ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنَا صَاحِبُكُمْ، فَيَخْرُجُ فَيَحُوشُ النَّاسَ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَيَأْخُذُ بِحَلْقَةٍ فِي الْبَابِ مِنْ ذَهَبٍ، فَيَقْرَعُ الْبَابَ، فَيُقَالُ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ فَيُقَالُ‏:‏ مُحَمَّدٌ، فَيُفْتَحُ لَهُ حَتَّى يَقُومَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَسْتَأْذِنُ فِي السُّجُودِ، فَيُؤْذَنُ لَهُ، فَيُنَادَى‏:‏ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَادْعُ تُجَبْ، قَالَ‏:‏ فَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنَ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّمْجِيدِ، مَا لَمْ يُفْتَحْ لِأَحَدٍ مِنَ الْخَلاَئِقِ، فَيُنَادَى‏:‏ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، سَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَادْعُ تُجَبْ، فَيَرْفَعُ رَأْسَهُ، فَيَقُولُ‏:‏ رَبِّ أُمَّتِي، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا، قَالَ سَلْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ فَيَشْفَعُ فِي كُلِّ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ حِنْطَةٍ مِنْ إِيمَانٍ، أَوْ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ، أَوْ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ، فَذَلِكَ هُوَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ‏.‏

صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ‏.‏

4576- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا شُجَاعٌ الْبَلْخِيُّ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمَّازٍ، عَنِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ أَزَالُ أَشْفَعُ لِأُمَّتِي، حَتَّى يُقَالَ‏:‏ يَا مُحَمَّدُ أَخْرِجْ مِنَ النَّارِ مَنْ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ شَعِيرَةٍ، إِلَى أَنْ قَالَ‏:‏ فَيُقَالُ‏:‏ يَا مُحَمَّدُ أَخْرِجْ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِقْدَارُ جَنَاحِ بَعُوضَةٍ مِنْ إِيمَانٍ‏.‏

4577- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَقْرَعُ بَابَ الْجَنَّةِ، فَيُفْتَحُ بَابٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَحَلْقَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، فَيَسْتَقْبِلُنِي النُّورُ الأَكْبَرُ فَأَخِرُّ سَاجِدًا، فَأُلْقِي مِنَ الثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا لَمْ يُلْقِ أَحَدٌ قَبْلِي، فَيُقَالُ‏:‏ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَقُلْ تُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ‏:‏ أُمَّتِي، فَيُقَالُ‏:‏ لَكَ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ، إِلَى أَنْ قَالَ‏:‏ خَرْدَلَةً، إِلَى أَنْ قَالَ‏:‏ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ‏.‏

4578- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، قَالَ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ تُمَدُّ الأَرْضُ مَدَّ الأَدِيمِ، لِعَظَمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَلاَ يَكُونُ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي آدَمَ فِيهَا إِلاَّ مَوْضِعَ قَدَمَيْهِ، ثُمَّ أُدْعَى أَوَّلَ النَّاسِ فَأَخِرُّ سَاجِدًا، ثُمَّ يُؤْذَنُ لِي فَأَقُولُ‏:‏ يَا رَبِّ، أَخْبَرَنِي هَذَا، وَجِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ، وَاللَّهِ مَا رَآهُ قَطُّ قَبْلَهَا، أَنَّكَ أَرْسَلْتَهُ إِلَيَّ، وَجِبْرِيلُ سَاكِتٌ لاَ يَتَكَلَّمُ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ صَدَقَ، ثُمَّ يُؤْذَنُ لِي فِي الشَّفَاعَةِ، فَأَقُولُ‏:‏ أَيْ رَبِّ، عِبَادُكَ عَبَدُوكَ فِي أَطْرَافِ الأَرْضِ، وَذَلِكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ‏.‏

صَحَّحَهُ الْحَاكِمُ‏.‏

32- باب أول من يكسى يوم القيامة

4579- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ ابْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ أَوَّلُ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ قُبْطِيَّتَيْنِ، ثُمَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ‏.‏

4579- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، بِهَذَا، وَهُوَ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ مِنْ مُسْنَدِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ‏.‏

33- باب المظالم

4580- قَالَ عبد‏:‏ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو هَارُونَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ لاَ يَظْلِمُ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنًا إِلاَّ انْتَقَمَ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏.‏

4581- وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ، عَنْ يَزِيدَ هُوَ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الظُّلْمُ ثَلاَثَةٌ‏:‏ فَظُلْمٌ لاَ يَتْرُكُهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَظُلْمٌ يُغْفَرُ، وَظُلْمٌ لاَ يُغْفَرُ، فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لاَ يُغْفَرُ، فَالشِّرْكُ لاَ يَغْفِرُهُ اللَّهُ، وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي يُغْفَرُ، فَظُلْمُ الْعَبْدِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَّا الَّذِي يُتْرَكُ، فَيَقُصُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ‏.‏

4582- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا معتمر، عن خالد، عن أبي عثمان قال‏:‏ يجيء الرجل يوم القيامة من الحسنات أمثال الجبال الرواسي، فما يزال الرجل يطلبه بمظلمة، ويأخذ من حسناته حتى ما تبقى له حسنة، وحتى يرجع إليه من سيئاته‏.‏

34- باب شفاعة المؤمنين

4583- وقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو ظِلاَلِ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن ْرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ سَلَكَ رَجُلاَنِ مَفَازَةً، أَحَدُهُمَا عَابِدٌ، وَالْآخَرُ بِهِ رَهَقٌ، فَعَطِشَ الْعَابِدُ حَتَّى سَقَطَ، فَجَعَلَ صَاحِبُهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَهُوَ صَرِيعٌ، فَقَالَ‏:‏ وَاللَّهِ، لَئِنْ مَاتَ هَذَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ عَطَشًا وَمَعِيَ مَاءٌ لاَ أُصِبْتُ مِنَ اللَّهِ خَيْرًا، وَإِنْ سَقَيْتُهُ مَائِي لَأَمُوتَنَّ، فَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَعَزَمَ وَرَشَّ عَلَيْهِ مِنْ مَائِهِ وَسَقَاهُ مِنْ فَضْلِهِ، فَقَامَ حَتَّى قَطَعَ الْمَفَازَةَ، قَالَ‏:‏ فَيُوقَفُ الَّذِي بِهِ رَهَقٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِلْحِسَابِ، فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ، فَتَسُوقُهُ الْمَلاَئِكَةُ، فَيَرَى الْعَابِدَ، فَيَقُولُ‏:‏ يَا فُلاَنُ أَمَا تَعْرِفُنِي‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ مَنْ أَنْتَ‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ أَنَا فُلاَنٌ الَّذِي آثَرْتُكَ عَلَى نَفْسِي يَوْمَ الْمَفَازَةِ، قَالَ‏:‏ فَيَقُولُ‏:‏ بَلَى أَعْرِفُكَ، فَيقُولُ للْمَلاَئِكَةُ‏:‏ قِفُوا، فَيُوقَفُ وَيَجِيءُ حَتَّى يَقِفَ وَيَدْعُوَ رَبَّهُ، فَيَقُولُ‏:‏ يَا رَبِّ، قَدْ تَعْرِفُ يَدَهُ عِنْدِي، وَكَيْفَ آثَرَنِي عَلَى نَفْسِهِ، يَا رَبِّ، هَبْهُ لِي، فَيَقُولُ جلا وعلا‏:‏ هُوَ لَكَ، قَالَ‏:‏ فَيَجِيءُ فَيَأْخُذُ بِيَدِهِ، فَيُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ، قَالَ جَعْفَرٌ‏:‏ قُلْتُ لَهُ‏:‏ حَدَّثَكَ أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ‏.‏

4584- وَقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ تَخْرُجُ صُفُوفُ أَهْلِ النَّارِ، فَيَمُرُّ الرَّجُلُ بِالرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ‏:‏ يَا فُلاَنُ أَمَا تَعْرِفُنِي‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ وَمَنْ أَنْتَ‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ أَنَا الَّذِي اسْتَوْهَبْتَنِي وَضُوءًا فَوَهَبْتُ لَكَ، فَيَشْفَعُ لَهُ، فَيُشَفَّعُ فِيهِ، وَيَمُرُّ الرَّجُلُ بِالرَّجُلِ، فَيَقُولُ‏:‏ يَا فُلاَنُ أَمَا تَعْرِفُنِي‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ وَمَنْ أَنْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَمَا بَعَثْتَنِي فِي حَاجَةِ كَذَا وَكَذَا فَقَضَيْتُهَا لَكَ، فَيَشْفَعُ لَهُ، فَيُشَفَّعُ فِيهِ‏.‏

فِيهِ الرَّقَاشِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ‏.‏

4584- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، بِهِ‏.‏

يُوسُفُ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ‏.‏

4585- حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي سَارَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَيُشْرِفُ عَلَى الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَيُنَادِي مَنْ فِي النَّارِ‏:‏ يَا فُلاَنُ أَمَا تَعْرِفُنِي‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، وَاللَّهِ مَا أَعْرِفُكَ، مَنْ أَنْتَ وَيْحَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَنَا الَّذِي مَرَرْتَ بِي فِي الدُّنْيَا، فَاسْتَسْقَيْتَنِي شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ فَسَقَيْتُكَ، فَاشْفَعْ لِي بِهَا عِنْدَ رَبِّكَ، قَالَ‏:‏ فَدَخَلَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى اللَّهِ فِي ذِوَرِهِ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَبِّ إِنِّي أَشْرَفْتُ عَلَى أَهْلِ النَّارِ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَنَادَى‏:‏ يَا فُلاَنُ أَمَا أَتَعْرِفُنِي‏؟‏ فَقُلْتُ‏:‏ وَاللَّهِ مَا أَعْرِفُكَ، وَمَنْ أَنْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَنَا الَّذِي مَرَرْتَ بِي فِي الدُّنْيَا، فَاسْتَسْقَيْتَنِي فَسَقَيْتُكَ، فَاشْفَعْ لِي بِهَا عِنْدَ رَبِّكَ، فَيَقُولُ‏:‏ يَا رَبِّ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ‏:‏ فَيُشَفِّعُهُ اللَّهُ فِيهِ وَيُخْرِجُهُ مِنَ النَّارِ‏.‏

4586- حدَّثنا إسحاق بن إسرائيل، ثنا رَوْح بن المسيب، ثنا يزيد الرَّقَاشي، عن أنس رضي الله عنه فذكره‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏

وزاد قال‏:‏ وقال‏:‏ وتصديق هذا في القرآن ‏{‏إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 31‏]‏ الآية، فهؤلاء الذين يجتنبون الكبائر، وهؤلاء الذين يقعون فيها، ثبتت لهم شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏

4587- وَقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ‏.‏

4588- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا خَلَفٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُطَرِّفِ الْمُغِيرَةُ الشَّامِيُّ، عَنِ الْعَرْزَمِيَّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْخَلاَئِقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَادَى مُنَادٍ‏:‏ أَيْنَ أَهْلُ الْفَضْلِ‏؟‏ فَيَقُومُ نَاسٌ وَهُمْ يَسِيرٌ، فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى الْجَنَّةِ سِرَاعًا، فَتَلَقَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ، فَيَقُولُونَ‏:‏ إِنَّا رَأَيْنَاكُمْ سِرَاعًا إِلَى الْجَنَّةِ، فَمَنْ أَنْتُمْ‏؟‏ فَيَقُولُونَ‏:‏ نَحْنُ أَهْلُ الْفَضْلِ، فَيَقُولُونَ‏:‏ وَمَا فَضْلُكُمْ‏؟‏ فَيَقُولُونَ‏:‏ كُنَّا إِذْ ظُلِمْنَا صَبَرْنَا، وَإِذَا أُسِيءَ إِلَيْنَا عَفَوْنَا، وَإِذَا جُهِلَ عَلَيْنَا حَلُمْنَا، فَيُقَالُ لَهُمُ‏:‏ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ، فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ‏:‏ أَيْنَ أَهْلُ الصَّبْرِ‏؟‏ فَيَتَقَدَّمُ نَاسٌ وَهُمْ يَسِيرٌ، فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى الْجَنَّةِ سِرَاعًا، قَالَ‏:‏ فَتَلَقَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ، فَيَقُولُونَ‏:‏ إِنَّا نَرَاكُمْ سِرَاعًا إِلَى الْجَنَّةِ، فَمَنْ أَنْتُمْ‏؟‏ فَيَقُولُونَ‏:‏ نَحْنُ أَهْلُ الصَّبْرِ، فَيَقُولُونَ‏:‏ وَمَا صَبْرُكُمْ‏؟‏ فَيَقُولُونَ‏:‏ كُنَّا نَصْبِرُ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَكُنَّا نَصْبِرُ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَيُقَالُ لَهُمُ‏:‏ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ‏:‏ أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ تَعَالَى‏؟‏ أَوْ قَالَ‏:‏ فِي ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، شَكَّ أَبُو مُحَمَّدٍ فَيَقُومُ نَاسٌ وَهُمْ يَسِيرٌ، فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى الْجَنَّةِ سِرَاعًا، فَتَلَقَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ، فَيَقُولُونَ‏:‏ رَأَيْنَاكُمْ سِرَاعًا إِلَى الْجَنَّةِ، فَمَنْ أَنْتُمْ‏؟‏ فَيَقُولُونَ‏:‏ نَحْنُ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَوْ فِي ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَقُولُونَ‏:‏ وَمَا كَانَ تَحَابُّكُمْ‏؟‏ فَيَقُولُونَ‏:‏ كُنَّا نَتَحَابُّ فِي اللَّهِ، وَنَتَزَاوَرُ فِي اللَّهِ تَعَالَى، وَنَتَعَاطَفُ فِي اللَّهِ تَعَالَى، وَنَتَنَاوَلُ فِي اللَّهِ تَعَالَى، فَيُقَالُ لَهُمُ‏:‏ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ، فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ثُمَّ يَضَعُ اللَّهُ الْمَوَازِينَ لِلْحِسَابِ، بَعْدَمَا يَدْخُلُ هَؤُلاَءِ الْجَنَّةَ‏.‏

ضَعِيفٌ‏.‏

35- باب معرفة أول ما يخاطب الله تعالى به المؤمنين

4589- قَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنْ شِئْتُمْ أَنْبَأْتُكُمْ بِأَوَّلِ مَا يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَبِأَوَّلِ مَا يَقُولُونَ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏:‏ أَحْبَبْتُمْ لِقَائِي‏؟‏ فَيَقُولُونَ‏:‏ نَعَمْ، يَا رَبَّنَا، فَيَقُولُ‏:‏ لِمَ‏؟‏ فَيَقُولُونَ‏:‏ رَجَوْنَا عَفْوَكَ وَمَغْفِرَتَكَ، فَيَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى‏:‏ قَدْ أَوْجَبْتُ لَكُمْ رَحْمَتِي‏.‏

36- باب العفو عن المظالم

4590- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ شَيْبَةَ الْحَبَطِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ، إِذْ رَأَيْنَاهُ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ ثَنَايَاهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ‏:‏ مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي‏؟‏ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ رَجُلاَنِ جَثَيَا مِنْ أُمَّتِي بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعِزَّةِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَقَالَ أَحَدُهُمَا‏:‏ يَا رَبِّ، خُذْ لِي مَظْلَمَتِي مِنْ أَخِي، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ أَعْطِ أَخَاكَ مَظْلَمَتَهُ، قَالَ‏:‏ يَا رَبِّ، لَمْ يَبْقَ مِنْ حَسَنَاتِي شَيْءٌ، قَالَ‏:‏ رَبِّ، فَلْيَحْمِلْ عَنِّي مِنْ أَوْزَارِي، قَالَ‏:‏ وَفَاضَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْبُكَاءِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ إِنَّ ذَلِكَ لَيَوْمٌ عَظِيمٌ، يَحْتَاجُ النَّاسُ فِيهِ إِلَى أَنْ يُحْمَلَ عَنْهُمْ مِنْ أَوْزَارِهِمْ، فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلطَّالِبِ‏:‏ ارْفَعْ بَصَرَكَ فَانْظُرْ فِي الْجِنَانِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ‏:‏ أَيْ رَبِّ، أَرَى مَدَائِنَ مِنْ فِضَّةٍ، وَقُصُورًا مِنْ ذَهَبٍ، مُكَلَّلَةً بِاللُّؤْلُؤِ لِأَيِّ نَبِيٍّ هَذَا‏؟‏ لِأَيِّ صِدِّيقٍ هَذَا‏؟‏ لِأَيِّ شَهِيدٍ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ هَذَا لِمَنْ أَعْطَى الثَّمَنَ، قَالَ‏:‏ يَا رَبِّ وَمَنْ يَمْلِكُ ذَلِكَ‏؟‏ قَالَ جَلَّ وَعَلاَ‏:‏ أَنْتَ تَمْلِكُهُ، قَالَ‏:‏ بِمَاذَا يَا رَبِّ‏؟‏ قَالَ‏:‏ تَعْفُو عَنْ أَخِيكَ، قَالَ‏:‏ يَا رَبِّ، فَإِنِّي قَدْ عَفَوْتُ عَنْهُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى‏:‏ خُذْ بِيَدِ أَخِيكَ، فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ‏:‏ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ يُصْلِحُ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏.‏

ضَعِيفٌ جِدًّا‏.‏

4591- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، حَدَّثَنَا كَوْثَرُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَالَ‏:‏ بَلَغَنَا أَنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ‏:‏ أَيْنَ أَهْلُ الْعَفْوِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَيُكَافِئُهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِمَا كَانَ مِنْ عَفْوِهِمِ عَنِ النَّاسِ‏.‏

4592- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ سَدُوسٍ صَاحِبِ السَّابِرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِذَا الْتَقَى الْخَلاَئِقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَدَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، نَادَى مُنَادٍ يُسْمِعُ الْخَلاَئِقَ‏:‏ يَا أَهْلَ الْجَمْعِ، تَتَارَكُوا الْمَظَالِمَ وَثَوَابُكُمْ عَلَيَّ‏.‏

4592- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ، نَحْوَهُ‏.‏

37- باب صفة النار وأهلها أعاذنا الله منها

4593- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ عَلَى النَّارِ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الأَغْنِيَاءَ وَالنِّسَاءَ، وَرَأَيْتُ فِيهَا ثَلاَثَةً يُعَذَّبُونَ‏:‏ امْرَأَةً مِنْ حِمْيَرِ طُوَالَةَ، رَبَطَتْ هِرَّةً لَهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا وَلَمْ تَسْقِهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ، فَهِيَ تَنْهَشُ قُبُلَهَا وَدُبُرَهَا، وَرَأَيْتُ فِيهَا أَخَا بَنِي دَعْدَعٍ الَّذِي كَانَ يَسْرِقُ الْحَاجَّ بِمِحْجَنِهِ، فَإِذَا فُطِنَ لَهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّمَا تَعَلَّقَ بِمِحْجَنِي، وَالَّذِي سَرَقَ بَدَنَتَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏.‏

هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ‏.‏

4594- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حُدِّثْتُ عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَوْ أَنَّ حَجَرًا قُذِفَ بِهِ مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ لَهَوَى سَبْعِينَ خَرِيفًا قَبْلَ أَنْ يَسْتَقِرَّ فِي قَعْرِهَا‏.‏

4594- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ‏.‏

وَقَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالاَ‏:‏ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ‏.‏

- وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ جَرِيرٍ، بِهِ‏.‏

4595- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَبِيبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي، وَحْشِيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ لَوْ كَانَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ مِئَةُ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ، وَفِيهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَتَنَفَّسَ، فَأَصَابَ نَفَسُهُ، لاَحْتَرَقَ الْمَسْجِدُ بِمَنْ فِيهِ‏.‏

رَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ‏.‏

4596- حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بَكِيرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو الْعُتْوَارِيِّ، وَكَانَ يَتِيمًا فِي حِجْرِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ إِذَا جَمَعَ اللَّهُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَقْبَلَتِ النَّارُ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَخَزَنَتُهَا يَكُفُّونَهَا‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ الْحَدِيثَ‏.‏

وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْبَعْثِ‏.‏

4597- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا دَوِيًّا، فَقَالَ‏:‏ يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ أُلْقِيَ حَجَرٌ مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا، الْآنَ اسْتَقَرَّ فِي قَعْرِهَا‏.‏

4598- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَوْ أَنَّ حَجَرًا كَسَبْعِ خَلِفَاتٍ بِشُحُومِهِنَّ وَأَوْلاَدِهِنَّ أُلْقِيَ فِي جَهَنَّمَ، لَهَوَى سَبْعِينَ عَامًا لاَ يَبْلُغُ قَعْرَهَا‏.‏

4599- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ‏:‏ كُنَّا يَوْمًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَأَيْنَاهُ كَئِيبًا، فَقَالَ بَعْضُنَا‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَا لَنَا نَرَاكَ كَئِيبًا‏؟‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ سَمِعْتُ هَدَّةً لَمْ أَسْمَعْ مِثْلَهَا، فَأَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا، فَقَالَ‏:‏ هَذَا صَخْرٌ قُذِفَ بِهِ فِي النَّارِ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا، فَالْيَوْمَ اسْتَقَرَّ قَرَارُهُ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ وَالَّذِي ذَهَبَ بِنَفْسِ مُحَمَّدٍ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم، مَا رَأَيْنَاهُ ضَاحِكًا بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ حَتَّى وَارَيْنَاهُ صلى الله عليه وسلم التُّرَابَ‏.‏

4600- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي زِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَتْ‏:‏ رَبِّ، أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَجَعَلَ لَهَا نَفْسَيْنِ‏:‏ نَفْسٌ فِي الشِّتَاءِ، وَنَفْسٌ فِي الصَّيْفِ، فَشِدَّةُ مَا تَجِدُونَهُ مِنَ الْحَرِّ مِنْ حَرِّهَا، وَشِدَّةُ مَا تَجِدُونَهُ مِنَ الْبَرْدِ مِنْ زَمْهَرِيرِهَا‏.‏

4601- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ابْكُوا فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا، فَإِنَّ أَهْلَ النَّارِ يَبْكُونَ فِي النَّارِ حَتَّى تَسِيلَ دُمُوعُهُمْ فِي خُدُودِهِمْ، كَأَنَّهَا جَدَاوِلُ، حَتَّى تَنْقَطِعَ الدُّمُوعُ، فَيَسِيلُ، يَعْنِي‏:‏ الدَّمَ، فَيقْرَحُ الْعَيْنُ‏.‏

38- باب صفة الجنة وأهلها

4601- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا عبد الرزاق، ثنا الثوري ومَعْمَر، يزيد كل منهما على صاحبه، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي رضي الله عنه في قوله تعالى ‏{‏وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا‏}‏ ‏[‏الزمر‏:‏ 73‏]‏ وجدوا عند باب الجنة شجرة- قال معمر- يخرج من ساقها- وقال الثوري- من أصلها عينان فعمدوا إلى إحداهما، فكانما أمروا بها- قال معمر- فاغتسلوا بها،- وقال الثوري- فتوضؤوا منها – فلا تشعث رؤوسهم بعد ذلك أبدًا، ولا تغير جلودهم بعد ذلك أبدًا، كأنما ادهنوا بالدهان، وجرت عليهم نضرة النعيم، ثم عمدوا إلى الأخرى فشربوا منها، فطهرت أجوافهم فلا يبقى في بطونهم قذى ولا اذى ولا سوءًا إلا خرج، وتتلقاهم الملائكة على باب الجنة‏:‏ ‏{‏سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ‏}‏ ‏[‏الزمر‏:‏ 73‏]‏ وتتلقاهم الولدان كاللؤلؤ المكنون، كاللؤلؤ المنثور، يخبرونهم بما أعد الله لهم، يطيفون بهم كما يطيف ولدان أهل الدنيا بالحميم يجيء من الغيبة، يقولون‏:‏ أبش أعد الله لك كذا وكذا، وأعد لك كذا وكذا، يذهب الغلام منهم إلى الزوجة من أزواجه فيقول‏:‏ قد جاء فلان باسمه الذي يدعى به في الدنيا، فيستخفها الفرح، حتى تقوم على أسكفة بابها فتقول‏:‏ أنت رأيته‏؟‏ قال‏:‏ فيجيء فينظر إلى تأسيس بنيانه على جندل اللؤلؤ بين أخضر وأصفر وأحمر من كل لون، ثم يجلس فإذا زرابي مبثوثة، ونمارق مصفوفة، وأكواب موضوعة، ثم يرفع رأسه، فينظر إلى سقف بنائه، فلولا أن الله تعالى- قال معمر- قدر ذلك له- وقال الثوري- سخر ذلك له، لألم أن يذهب ببصره، إنما هو مثل البرق، فيقول ‏{‏الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 43‏]‏ الآية‏.‏

- أخبرنا يحيى بن آدم، ثنا زهير، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي رضي الله عنه أنه ذكر النار فعظم أمرها، ثم قال‏:‏ يساق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرًا‏.‏‏.‏‏.‏ فذكر نحوه‏.‏ قال‏:‏ فإذا جندل اللؤلؤ فوق صرح أحمر وأخضر واصفر، قال‏:‏ ثم نظروا إلى تلك النعمة واتكؤوا عليها ‏{‏وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 43‏]‏‏.‏

- أخبرنا يحيى، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق بهذا الإسناد نحوه‏.‏

ثم يتكئ على أريكة من أرائكه، ثم يقول‏:‏ الحمد لله‏.‏

- قال يحيى‏:‏ حدَّثنا حمزة الزيات، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي رضي الله عنه قال‏:‏ إنه ذكر النار، فذكر منها ما شاء الله أن يذكر، ثم قال‏:‏ في عمد ممدودة، ثم قال ‏{‏وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا‏}‏ ‏[‏الزمر 73‏]‏ فذكر نحو حديث زهير‏.‏

هذا حديث صحيح، وحكمه حكم المرفوع، إذ لا مجال للرأي في مثل هذه الأمور‏.‏

وقد رواه البغوي في الجعديات عن علي بن الجعد، عن زهير بتمامه‏.‏

ورواه أبو نعيم في صفة الجنة عن ابن فارس، عن محمد بن عاصم، عن أبي يحيى الحماني، عن حمزة الزيات بتمامه‏.‏

4602- وَقَالَ عَبْدٌ، وَالْحَارِثُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُخَارِقٌ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ جَاءَ نَاسٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا‏:‏ يَا مُحَمَّدُ، أَفِي الْجَنَّةِ فَاكِهَةٌ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ نَعَمْ، فِيهَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ، قَالُوا‏:‏ فَيَأْكُلُونَ كَمَا يَأْكُلُونَ فِي الدُّنْيَا‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ نَعَمْ، وَأَضْعَافُ ذَلِكَ، قَالُوا‏:‏ فَيَقْضُونَ الْحَوَائِجَ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ، وَلَكِنْ يَعْرَقُونَ ثُمَّ يَرْشَحُونَ، فَيُذْهِبُ اللَّهُ تَعَالَى مَا فِي بُطُونِهِمْ مِنْ أَذًى‏.‏

4603- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ الْإِفْرِيقِيُّ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ أَبِي رَاشِدِ بْنِ مُسْلِمٍ الْكِنَانِيُّ، مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ سُئِلَ‏:‏ هَلْ يَمَسُّ أَهْلُ الْجَنَّةِ أَزْوَاجَهُمْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، بِذَكَرٍ لاَ يَمَلُّ، وَفَرْجٍ لاَ يُحْفَى، وَشَهْوَةٍ لاَ تَنْقَطِعُ‏.‏

وَقَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، بِهِ‏.‏

4604- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلاَلٍ الْخَوْلاَنِيُّ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنِ الْهَيْثَمِ الطَّائِيِّ، وَسُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، قَالاَ‏:‏ إِنََّّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنِ الْبُضْعِ فِي الْجَنَّةِ، فَقَالَ‏:‏ نَعَمْ، مَقِيلٌ شَهِيٌّ، وَذَكَرٌ لاَ يَمَلُّ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَّكِئُ فِيهَا الْمُتَّكَأَ مِقْدَارَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، لاَ يَتَحَوَّلُ عَنْهُ، وَلاَ يَمَلُّهُ، يَأْتِيهِ فِيهِ مَا اشْتَهَتْ نَفْسُهُ وَقَرَّتْ عَيْنُهُ‏.‏

4605- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ هَلْ يُجَامِعُ أَهْلُ الْجَنَّةِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، دَحْمًا دَحْمًا، وَلَكِنْ لاَ مَنِيَّ وَلاَ مَنِيَّةَ‏.‏

4606- حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي الْحَوَارِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ قِيلَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنُفْضِي إِلَى نِسَائِنَا فِي الْجَنَّةِ كَمَا نُفْضِي إِلَيْهِنَّ فِي الدُّنْيَا‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ الرَّجُلَ لَيُفْضِي الْغَدَاةَ الْوَاحِدَةَ إِلَى مِئَةِ عَذْرَاءَ‏.‏

4607- حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ ثِيَابُنَا فِي الْجَنَّةِ نَنْسُجُهَا بِأَيْدِينَا‏؟‏ فَضَحِكَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ‏:‏ لِمَ تَضْحَكُونَ مِنْ جَاهِلٍ يَسْأَلُ عَالِمًا‏؟‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ صَدَقْتَ يَا أَعْرَابِيُّ، وَلَكِنَّهَا ثَمَرَاتٌ‏.‏

4608- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حِذْيَمٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ أَخْرَجَتْ يَدَهَا، لَوَجَدَ رِيحَهَا كُلُّ ذِي رُوحٍ، فَأَنَا أَدَعُهُنَّ لَكَ، بِالْحَرِيِّ أَنْ أَدَعَكَ لَهُنَّ‏.‏

4609- حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ فُلاَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ بَعْضِ وَلَدِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ إِنَّ الْحُورَ الْعَيْنَ لَيَتَغَنَّيْنَ فِي الْجَنَّةِ، يَقُلْنَ‏:‏ نَحْنُ خَيِّرَاتٌ حِسَانٌ خُبِّئْنَا لِأَزْوَاجٍ كِرَامٍ‏.‏

4610- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا معتمر، قال‏:‏ سمعت أبي يقول‏:‏ سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول‏:‏ يقول أهل الجنة‏:‏ انطلقوا بنا إلى السوق، فينطلقون إلى منابر من كثبان من مسك – أو جبال من مسك – فإذا رجعوا إلى أزواجهم يقول أزواجهم‏:‏ أَخْبَرَنَا لنجد منكم ريحًا ما وجدناها حين – أو حتى – خرجتم من عندنا‏.‏ قال‏:‏ ويقول هؤلاء‏:‏ أَخْبَرَنَا لنجد منكم ريحًا ما وجدناها حين – أو حتى – خرجنا من عندكم، أو كما قال‏.‏

4611- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْجَنَّةِ كَيْفَ هِيَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَحْيَا لاَ يَمُوتُ، وَيَنْعَمُ حَتَّى لاَ يَبْأَسُ، لاَ تَبْلَى ثِيَابُهُ، وَلاَ يَفْنَى شَبَابُهُ، قِيلَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ بِنَاؤُهَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، وَلَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، مِلاَطُهَا مِسْكٌ أَذْفَرُ، وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ، وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ‏.‏

4612- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى، عن سفيان وشُعبة، عن سليمان بن عبد الله بن مُرّة، عن مسروق قال‏:‏ جنات عدن بطنان الجنة‏.‏ قلت‏:‏ ما بطنان الجنة‏؟‏ قال سليمان‏:‏ وسطها‏.‏

4613- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَعُمُدًا مِنْ يَاقُوتٍ، عَلَيْهَا غُرَفٌ مِنْ زَبَرْجَدٍ، لَهَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ تُضِيءُ كَمَا يُضِيءُ الْكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ، قِيلَ‏:‏ مَنْ يَسْكُنُهَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ، وَالْمُتَجَالِسُونَ فِي اللَّهِ، وَالْمُتَبَاذِلُونَ فِي اللَّهِ‏.‏

4613- وَقَالَ عَبْدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ بِهِ‏.‏

ضَعِيفٌ‏.‏

4614- وقال الحارث‏:‏ حدَّثنا سعيد بن شُرَحْبيل، عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، قال‏:‏ قال كعب‏:‏ نهر النيل نهر العسل في الجنة، ونهر دجلة نهر اللبن في الجنة، ونهر الفرات نهر الخمر في الجنة، ونهر سيحان نهر الماء في الجنة‏.‏ قال‏:‏ فأطفأ الله تعالى نورهن ليصيرهن في الجنة‏.‏

4615- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ، فَذَهَبْتُ أَتَنَاوَلُ مِنْهَا قِطْفًا أُرِيَكُمُوهُ، فَحِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَقَالَ رَجُلٌ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِثْلُ مَا فِي الْجَنَّةِ مِنَ الْعِنَبِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ كَأَعْظَمِ دَلْوٍ فَرَّتْ أُمُّكَ قَطُّ‏.‏

4616- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّكَ لَتَنْظُرُ إِلَى الطَّيْرِ فِي الْجَنَّةِ فَتَشْتَهِيهِ، فَيَخِرُّ بَيْنَ يَدَيْكَ مَشْوِيًّا، وَقَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا خَلَفٌ بِهَذَا، وَقَالَ‏:‏ لاَ نَعْلَمُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ، وَحُمَيْدٌ هُوَ ابْنُ عَطَاءٍ كُوفِيٌّ ضَعِيفٌ، قُلْتُ‏:‏ سَمِعْنَاهُ بِعُلُوٍّ فِي جُزْءِ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ‏.‏

4617- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء‏.‏

4618- حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ جَابِرًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ‏:‏ لَمَّا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ أُعْطِيكُمْ خَيْرًا مِنْ هَذَا‏؟‏ قَالُوا‏:‏ رَبَّنَا، مَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى‏:‏ رِضَائِي‏.‏

4619- وَقَالَ عبد حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ النِّيلِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَسْفَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ بَلَى، قَالَ‏:‏ رَجُلٌ يَدْخُلُ مِنْ بَابِ الْجَنَّةِ، فَيَتَلَقَّاهُ غِلْمَانُهُ، فَيَقُولُونَ‏:‏ مَرْحَبًا بِكَ يَا سَيِّدَنَا، قَدْ آنَ لَكَ أَنْ تَئُوبَ، قَالَ‏:‏ فَتُمَدُّ لَهُ الزَّرَابِيُّ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ يَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ، فَيَرَى الْجِنَانَ، فَيَقُولُ‏:‏ لِمَنْ مَا هَاهُنَا‏؟‏ فَيُقَالُ‏:‏ لَكَ، حَتَّى إِذَا انْتَهَى رُفِعَتْ لَهُ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ أَوْ زُمُرُّدَةٌ خَضْرَاءُ لَهَا سَبْعُونَ شِعْبًا، فِي كُلِّ شِعْبٍ سَبْعُونَ غُرْفَةً، فِي كُلِّ غُرْفَةٍ سَبْعُونَ بَابًا، فَيُقَالُ لَهُ‏:‏ اقْرَأْ وَارْقَ، قَالَ‏:‏ فَيَرْتَقِي، حَتَّى إِذَا انْتَهَى إِلَى سَرِيرِ مُلْكِهِ، اتَّكَأَ عَلَيْهِ، سَعَتُهُ مِيلٌ فِي مِيلٍ، وَلَهُ عَنْهُ فُضُولٌ، فَيَسْعَى إِلَيْهِ بِسَبْعِينَ أَلْفِ صَحَفةٍ مِنْ ذَهَبٍ، لَيْسَ فِيهَا صَحَفةٌ مِنْ لَوْنِ صَاحِبَتِهَا، فَيَجِدُ لَذَّةً آخِرَهَا كَمَا يَجِدُ لَذَّةَ أَوَّلِهَا، ثُمَّ يُسْعَى إِلَيْهِ بِأَلْوَانِ الأَشْرِبَةِ، فَيَشْرَبُ مِنْهَا مَا يشْتَهِي، ثُمَّ يَقُولُ الْغِلْمَانُ‏:‏ ذَرُوهُ وَأَزْوَاجَهُ قَالَ أَبُو شِهَابٍ‏:‏ أَحْسَبُ، قَالَ‏:‏ فَيَتَجَافَى عَنْهُ الْغِلْمَانُ، فَإِذَا الْحَوْرَاءُ قَاعِدَةٌ عَلَى سَرِيرِ مُلْكِهَا، فَيَرَى مُخَّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ وَالدَّمِ، فَيَقُولُ لَهَا‏:‏ مَنْ أَنْتِ‏؟‏ فَتَقُولُ‏:‏ أَنَا مِنَ الْحُورِ الْعِينِ اللاَّتِي خُبِّئْنَ لَكَ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا أَرْبَعِينَ سَنَةً، لاَ يَرْفَعُ بَصَرَهُ عَنْهَا، ثُمَّ يَرْفَعُ بَصَرَهُ إِلَى الْغُرَفِ فَوْقَهُ، فَإِذَا أُخْرَى أَجْمَلُ مِنْهَا، فَتَقُولُ لَهُ‏:‏ أَمَا آنَ أَنْ يَكُونَ لَنَا مِنْكَ نَصِيبٌ‏؟‏ فَيَرْتَقِي إِلَيْهَا، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا أَرْبَعِينَ سَنَةً لاَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ عَنْهَا، حَتَّى إِذَا بَلَغَ النَّعِيمُ مِنْهُمْ كُلَّ مَبْلَغٍ، وَظَنُّوا أَلاَّ أَفْضَلَ مِنْهُمْ، تَجَلَّى لَهُمُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَنَظَرُوا إِلَى وَجْهِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، فَنَسُوا كُلَّ نُعَيْمٍ عَايَنُوهُ حِينَ نَظَرُوا إِلَى وَجْهِ الرَّحْمَنِ، فَيَقُولُ‏:‏ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، هَلِّلُونِي، فَيَتَجَاوَبُونَ بِالتَّهْلِيلِ، فَيَقُولُ‏:‏ يَا دَاوُدُ مَجِّدْنِي كَمَا كُنْتَ تُمَجِّدُنِي فِي الدُّنْيَا، فَيُمَجِّدُ دَاوُدُ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ‏:‏ قُلْتُ لِأَبِي شِهَابٍ‏:‏ حَدِيثُ خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ فِي ذِكْرِ الْجَنَّةِ مَرْفُوعٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ‏.‏

4620- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ فِي زِيَادَاتِ مُسْنَدِ أَبِي يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الْوَاسِطِيِّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ وُضِعَتْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ حَوْلَ الْعَرْشِ، وَمَنَابِرُ مِنْ زَبَرْجَدٍ وَيَاقُوتٍ، فَتَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ الْمُوَكَّلُونَ بِهَا‏:‏ رَبِّ، لِمَنْ وَضَعْتَ هَذِهِ الْمَنَابِرَ‏؟‏ فَيُلْقِي عَلَى أَفْوَاهِهِمْ‏:‏ لِلْغُرَبَاءِ، فَيَقُولُونَ‏:‏ يَا رَبِّ، وَمَنِ الْغُرَبَاءُ‏؟‏ فَيُلْقِي عَلَى أَفْوَاهِهِمْ‏:‏ قَوْمٌ تَحَابُّوا فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَرَوْهُ، فَبَيْنَمَا كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، أَعْلَمُ بِمَجْلِسِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِمَجْلِسِهِ فِي قُبَّتِهِ عِنْدَ زَوْجَتِهِ فِي دَارِ الدُّنْيَا، وَدُنُوُّهُمْ مِنَ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى قَدْرِ دَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا تَتَامَّ الْقَوْمُ، فَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ عَبِيدِي، وَخَلْقِي، وَزُوَّارِي، وَالْمُتَحَابُّونَ فِي جَلاَلِي مِنْ غَيْرِ أَنْ يَرَوْنِيَ أَطْعِمُوهُمْ، فَيُطْعِمُونَهُمْ، ثُمَّ يَقُولُ‏:‏ فَكِّهُوهُمْ، ثُمَّ يُؤْتَوْنَ بِفَاكِهَةٍ فِيهَا مِنْ كُلِّ شَهْوَةٍ وَلَذَّةٍ وَرِيحٍ طَيِّبَةٍ، ثُمَّ يَقُولُ الرَّبُّ‏:‏ اسْقُوهُمْ، فَيُؤْتَوْنَ بِآنِيَةٍ لاَ يُدْرَى الْإِنَاءُ أَشَدُّ بَيَاضًا، أَوْ مَا فِيهِ‏؟‏ ثُمَّ يَقُولُ‏:‏ اكْسُوهُمْ، فَيُؤْتَوْنَ بِثَمَرَةٍ تَخُدُّ الأَرْضَ كَثَدْيِ الأَبْكَارِ مِنَ النِّسَاءِ، فِي كُلِّ ثَمَرَةٍ سَبْعُونَ حُلَّةً، لاَ تُشْبِهُ الْحُلَّةُ أُخْتَهَا، ثُمَّ يَقُولُ‏:‏ طَيِّبُوهُمْ، فَتَهُبُّ رِيحٌ فَتَمْلَؤُهُمْ مِسْكًا أَذْفَرَ، لاَ بَشَرَ شَمَّ مِثْلَهُ، فَيَقُولُ‏:‏ اكْشِفُوا لَهُمُ الْغِطَاءَ، وَبَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى وَبَيْنَ أَدْنَى خَلْقِهِ مِنْهُ سَبْعُونَ أَلْفَ حِجَابٍ مِنْ نُورٍ، لاَ يَسْتَطِيعُ أَدْنَى خَلْقِهِ مِنْهُ مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ إِلَى أَدْنَى حِجَابٍ مِنْهَا، فَتُرْفَعُ تِلْكَ الْحُجُبُ، فَيَقَعُ الْقَوْمُ سُجَّدًا مِمَّا يَرَوْنَ مِنْ عَظَمَةِ اللَّهِ تَعَالَى، فَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ ارْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ، فَلَسْتُمْ فِي دَارِ عَمَلٍ، بَلْ أَنْتُمْ فِي دَارِ نِعْمَةٍ وَمُقَامٍ، فَلَكُمْ مِثْلُ الَّذِي أَنْتُمْ فِيهِ، وَمِثْلُهُ مَعَهُ، هَلْ رَضِيتُمْ عَبِيدِي‏؟‏ فَيَقُولُونَ‏:‏ رَضِينَا رَبَّنَا إِنْ رَضِيتَ عَنَّا، فَيَرْجِعُ الْقَوْمُ إِلَى مَنَازِلِهِمْ، وَقَدْ أُضْعِفُوا مِنَ الْجَمَالِ وَالأَزْوَاجِ وَالْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ، وَكُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِهِمْ عَلَى ذَلِكَ النَّحْوِ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذَا شَيْءٌ إِلَى جَانِبِهِ قَدْ أَضَاءَ عَلَى صِمَاخَيْهِ لَهُ مِنَ الْجَمَالِ، فَيَقُولُ‏:‏ مَنْ أَنْتَ‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ أَنَا الَّذِي قَالَ اللَّهُ تَعَالَى‏:‏ وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ إِلَى كُلِّ عَبْدٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، مَعَ كُلِّ مَلَكٍ إِنَاءٌ لاَ يُشْبِهُ صَاحِبَهُ، وَعَلَى إِنَائِهِ شَيْءٌ لاَ يُشْبِهُ صَاحِبَهُ، يَتَشَاوَرُونَ أَيُّهُمْ يُؤْخَذُ مِنْهُ، يَقُولُونَ‏:‏ هَذَا أَرْسَلَ بِهِ إِلَيْكَ رَبُّكَ، وَهُوَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلاَمَ، قَالَ‏:‏ وَلَيْسَ مِنْ عَبْدَيْنِ تَوَاخَيَا فِي اللَّهِ تَعَالَى إِلاَّ وَمَنْزِلاَهُمَا مُتَوَاجِهَانِ، يَنْظُرُ الْعَبْدُ إِلَى أَقْصَى مَنْزِلِ أَخِيهِ، غَيْرَ أَنَّهُمْ إِذَا أَرَادُوا شَيْئًا مِنْ شَهَوَاتِ النِّسَاءِ، أُرْخِيَتْ بَيْنَهُمُ الْحُجُبُ‏.‏

4621- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ جِئْتُ أَزُورُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَإِذَا هُوَ يُوحَى إِلَيْهِ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا‏:‏ نَاوِلِينِي رِدَائِي، فَخَرَجَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا فِيهِ قَوْمٌ لَيْسَ فِي الْمَسْجِدِ قَوْمٌ غَيْرُهُمْ، فَجَلَسَ فِي نَاحِيَةِ الْقَوْمِ، حَتَّى إِذَا قَضَى الْمُذَكِّرُ تَذْكِرَتَهُ قَرَأَ‏:‏ تَنْزِيلَ السَّجْدَةَ، فَعَجَزَ النَّاسُ عَنِ الْمَسْجِدِ، فَأَرْسَلَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِلَى أَهْلِهَا‏:‏ احْضُرُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَقَدْ رَأَيْتُ مِنْهُ شَيْئًا لَمْ أَرَهْ، قَالَ‏:‏ فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ أَطَلْتَ السُّجُودَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ‏:‏ سَجَدْتُ شُكْرًا لِرَبِّي فِيمَا أَعْطَانِي مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُمَّتُكَ أَكْثَرُ وَأَطْيَبُ فَاسْتَكْثِرْ لَهُمْ، حَتَّى قَالَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدِ اسْتَوْعَبَتْكَ أُمَّتُكَ‏.‏

4622- حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عِيسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ‏:‏ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ عُكَّاشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ فَقَالَ رَجُلٌ آخَرُ‏:‏ ادْعُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ، ثُمَّ سَكَتَ الْقَوْمُ سَاعَةً، وَتَحَدَّثُوا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ‏:‏ لوْ قُلْنَا‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْهُمْ، فَقَالَ‏:‏ سَبَقَكُمْ عُكَّاشَةُ وَصَاحِبُهُ، إِنَّكُمْ لَوْ قُلْتُمْ لَقُلْتُ، وَلَوْ قُلْتُ لَوَجَبَتْ‏.‏

4623- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا، قَالُوا‏:‏ زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ‏:‏ لِكُلِّ رَجُلٍ سَبْعُونَ أَلْفًا، قَالُوا‏:‏ زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَانَ عَلَى كَثِيبٍ فَحَثَا بِيَدِهِ، قَالُوا‏:‏ زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ هَذِهِ، فَحَثَا بِيَدَيْهِ، قَالُوا‏:‏ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَبْعَدَ اللَّهُ مَنْ دَخَلَ النَّارَ بَعْدَ هَذَا‏.‏

4624- حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ أُنَيْسَةَ بِنْتِ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، عَنْ أَبِيهَا، أَن ّالنَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى زَيْدٍ يَعُودُهُ مِنْ مَرَضٍ كَانَ بِهِ، فَقَالَ‏:‏ لَيْسَ عَلَيْكَ مِنْ مَرَضِكَ هَذَا بَأْسٌ، وَلَكِنْ كَيْفَ بِكَ إِذَا عُمِّرْتَ بَعْدِي فَعَمِيتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِذًا أَحْتَسِبُ وَأَصْبِرُ، قَالَ‏:‏ إِذًا تَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، قَالَ‏:‏ فَعَمِيَ بَعْدَمَا مَاتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ رَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ بَصَرَهُ، ثُمَّ مَاتَ‏.‏

4625- حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، شَكَّ زُهَيْرٌ‏:‏ مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا يُرَدُّونَ إِلَى سِتِّينَ سَنَةً، لاَ يَزِيدُونَ عَلَيْهَا أَبَدًا فِي الْجَنَّةِ، وَكَذَلِكَ أَهْلُ النَّارِ‏.‏

4626- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى الْكُلاَعِيُّ، قَالَ‏:‏ أَتَيْتُ الْمِقْدَامَ بْنَ مَعْدِي كَرِبَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا أَبَا يَزِيدَ، إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ لَمْ تَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ سُبْحَانَ اللَّهِ، وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُ وَأَنَا أَمْشِي مَعَ عَمِّي، فَأَخَذَ بِأُذُنِي هَذِهِ، فَقَالَ لِعَمِّي‏:‏ أَتَرَى هَذَا يَذْكُرُ أُمَّهُ أَوْ أَبَاهُ‏؟‏ فَقُلْنَا لَهُ‏:‏ حَدِّثْنَا بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْهُ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ يُحْشَرُ السِّقْطُ إِلَى الشَّيْخِ الْفَانِي، أَبْنَاءَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِينَ فِي خَلْقِ آدَمَ، وَحُسْنِ يُوسُفَ، وَقَلْبِ أَيُّوبَ، جُرْدًا مُكَحَّلِينَ، قُلْتُ‏:‏ فَكَيْفَ بِالْكَافِرِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ يُعَظَّمُ لِلنَّارِ حَتَّى يَصِيرَ جِلْدُهُ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، وَحَتَّى يَصِيرَ كُلُّ نَابٍ مِنْ أَنْيَابِهِ مِثْلَ أُحُدٍ‏.‏

39- باب آخر من يدخل الجنة

4627- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولاً فِيهَا‏:‏ رَجُلاً كَانَ يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُزَحْزِحَهُ عَنِ النَّارِ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ كَانَ بَيْنَ ذَلِكَ، فَقَالَ‏:‏ أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ بَابِ الْجَنَّةِ، فَقِيلَ‏:‏ يَا ابْنَ آدَمَ أَلَمْ تَسْأَلْ أَنْ تُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ يَا رَبِّ وَمَنْ مِثْلُكَ‏؟‏ أَدْنِنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَيُدْنِي مِنْهَا، فَينْظُرُ إِلَى شَجَرَةٍ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَبِّ أَدْنِنِي مِنْهَا، أَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا، وَآكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا، فَقَالَ‏:‏ يَا ابْنَ آدَمَ أَلَمْ تَقُلْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ يَا رَبِّ وَمَنْ مِثْلُكَ‏؟‏ فَأَدْنِنِي مِنْهَا، فَرَأَى أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَبِّ أَدْنِنِي مِنْهَا، فَقَالَ جَلَّ جَلاَلُهُ‏:‏ يَا ابْنَ آدَمَ أَلَمْ تَقُلْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ يَا رَبِّ وَمَنْ مِثْلُكَ‏؟‏ فَأَدْنِنِي، فَقِيلَ لَهُ‏:‏ اعْدُ، فَلَكَ مَا بَلَغَتْهُ قَدَمَاكَ وَرَأَتْ عَيْنَاكَ، قَالَ‏:‏ فَيَعْدُو، حَتَّى إِذَا بَلَّحَ، يَعْنِي أَعْيَا، قَالَ‏:‏ يَا رَبِّ هَذَا لِي وَهَذَا‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ لَكَ مِثْلُهُ وَأَضْعَافُهُ، فَيَقُولُ‏:‏ قَدْ رَضِيَ عَنِّي رَبِّي، فَلَوْ أَذِنَ لِي فِي كِسْوَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِطْعَامِهِمْ لأَوْسَعْتُهُمْ‏.‏

تم بحمد الله تعالى وبفضله