فصل: 93- سئل فضيلة الشيخ: عن حكم قول (فلان المغفور له) و (فلان المرحوم) ؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المناهي اللفظية **


 89- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن قول ‏(‏إن فلان له المثل الأعلى‏)‏‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ هذا لا يجوز على سبيل الإطلاق، إلا لله - سبحانه وتعالى - فهو الذي له المثل الأعلى، وإما إذا قال‏:‏ ‏(‏فلان كان المثل الأعلى في كذا وكذا‏)‏ وقيده فهذا لا بأس به‏.‏

 90- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ ما حكم قوله ‏(‏دفن في مثواه الأخير‏)‏‏؟‏

فأجاب قائلا‏:‏ قول القائل ‏(‏دفن في مثواه الأخير‏)‏ حرام ولا يجوز لأنك إذا قلت في مثواه الأخير فمقتضاه أن القبر آخر شيء له، وهذا يتضمن إنكار البعث ومن المعلوم لعامة المسلمين أن القبر ليس آخر شيء، إلا عند الذين لا يؤمنون باليوم الآخر، فالقبر آخر شيء عندهم، أما المسلم فليس آخر شيء عنده القبر قد سمع أعرابي رجلا يقرأ قوله - تعالى‏:‏ ‏{‏أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُر حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ‏}‏ ‏[‏سورة التكاثر، الآية ‏(‏1‏)‏‏]‏ ‏.‏ وقال‏:‏ ‏(‏والله ما الزائر بمقيم‏)‏ لأن الذي يزور يمشي فلابد من بعث وهذا صحيح‏:‏

لهذا يجب تجنب هذه العبارة ولا يقال عن القبر أنه المثوى الأخير، لأن المثوى الأخير إما الجنة وإما النار يوم القيامة‏.‏

 91- وسئل عن قول‏:‏ ‏(‏مسيجيد، مصحيف‏)‏‏؟‏

فأجاب قائلا‏:‏ الأولى أن يقال المسجد والمصحف بلفظ التكبير لا التصغير، لأنه قد يوهم الاستهانة به‏.‏

 92- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن إطلاق المسيحية على النصرانية‏؟‏ والمسيحي على النصراني‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ لا شك أن انتساب النصارى إلى المسيح بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، فإن إيمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم إيمان بالمسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام،لأن الله - تعالى - قال‏:‏ ‏{‏وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ‏}‏ ‏[‏الصف‏:‏ 6‏]‏، لم يبشرهم المسيح عيسى ابن مريم بمحمد صلى الله عليه وسلم، إلا من أجل أن يقبلوا ما جاء به لأن البشارة بما ينفع لغو من القول لا يمكن أن تأتي من أدنى الناس عقلا، فضلا عن أن تكون صدرت من عند أحد الرسل الكرام أولو العزم عيسى ابن مريم، عليه الصلاة والسلام، وهذا الذي بشر به عيسى ابن مريم بنى إسرائيل هو محمد صلى الله عليه وسلم، وقوله‏:‏ ‏{‏فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ‏}‏ ‏[‏الصف‏:‏ 6‏]‏‏.‏ وهذا يدل على أن الرسول الذي بشر به قد جاء ولكنهم كفرو به وقالوا هذا سحر مبين، فإذا كفرو بمحمد صلى الله عليه وسلم، وحين إذا لا يصح أن ينتسبوا إليه فيقولوا إنهم مسيحيون، إذ لو كانوا حقيقة لآمنوا بما بشر به المسيح ابن مريم لأن عيسى ابن مريم وغيره من الرسل قد أخذ الله عليهم العهد والميثاق أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، كما قال الله - تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 81‏]‏‏.‏ قال‏:‏ ‏{‏أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 81‏]‏‏.‏ والذي جاء مصدقًا لما معهم هو محمد صلى الله عليه وسلم، لقوله - تعالى‏:‏ ‏{‏وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 48‏]‏‏.‏

وخلاصة القول أن نسبة النصارى إلى المسيح عيسى ابن مريم نسبة يكذبها الواقع، لأنهم كفروا ببشارة المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام وهو محمد صلى الله عليه وسلم، وكفرهم به كفر بعيسى ابن مريم، عليه الصلاة والسلام‏.‏

 93- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن حكم قول ‏(‏فلان المغفور له‏)‏ و ‏(‏فلان المرحوم‏)‏ ‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ بعض الناس ينكر قول القائل ‏(‏فلان المغفور له، وفلان المرحوم‏)‏ ويقولون‏:‏ إننا نعلم هل هذا الميت من المرحومين المغفور لهم أو ليس منهم‏؟‏ وهذا الإنكار في محله إذا كان الإنسان يخبر خبرا أن هذا الميت قد رحم أو غفر له،لأنه لا يجوز أن نخبر أن هذا الميت قد رحم،أو غفر له بدون علم قال الله - تعالى-‏:‏ ‏{‏وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ‏}‏ ‏[‏الإسراء‏:‏ 36‏]‏‏.‏ لكن الناس لا يريدون بذلك الأخبار قطعًا، فالإنسان الذي يقول المرحوم الوالد، المرحومة الوالدة ونحو ذلك لا يريدون بهذا الحزم أو الأخبار بأنهم مرحومون، وإنما يريدون بذلك الدعاء أن الله - تعالى - قد رحمهم والرجاء، وفرق بين الدعاء والخبر، ولهذا نحن نقول فلان رحمه الله، فلان غفر الله له، فلان عفا الله عنه، ولا فرق من حيث اللغة العربية بين قولنا ‏(‏فلان المرحوم‏)‏ و ‏(‏فلان رحمه الله‏)‏ لأن جملة ‏(‏رحمه الله‏)‏ جملة خبرية، والمرحوم بمعنى الذي رحم فهي أيضا خبرية، فلا فرق بينهما أي بين مدلوليهما في اللغة العربية فمن منع ‏(‏فلان المرحوم‏)‏ يجب أن يمنع ‏(‏فلان رحمه الله‏)‏‏.‏

على كل حال نقول لا إنكار في هذه الجملة أي في قولنا ‏(‏فلان المرحوم، وفلان المغفور له‏)‏ وما أشبه ذلك لأننا لسنا نخبر بذلك خبرا ونقول أن الله قد رحمه، وأن الله قد غفر له، ولكننا نسأل الله نرجوه فهو من باب الرجاء والدعاء وليس من باب الإخبار، وفرق بين هذا وهذا‏.‏

 94- سئل فضيلة الشيخ ‏:‏ عن هذه العبارة ‏(‏المكتوب على الجبين لابد تراه العين‏)‏‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ هذا وردت فيه آثار أنه يكتب على الجبين ما يكون على الإنسان، لكن الآثار هذه ليست إلى ذلك في الصحة، بحيث يعتقد الإنسان مدلولها فالأحاديث الصحيحة أن الإنسان يكتب عليه في بطن أمه أجله، وعمله، ورزقه، وشقي أم سعيد‏.‏

 95- سئل فضيلة الشيخ ‏:‏ عن قول الإنسان إذا خاطب ملكا ‏(‏يا مولاي‏)‏‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ الولاية تنقسم إلى قسمين‏:‏

القسم الأول‏:‏ ولاية مطلقة وهذه لله عز وجل كالسيادة المطلقة، وولاية الله بالمعنى العام شاملة لكل أحد قال الله - تعالى -‏:‏‏{‏ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 62‏]‏‏.‏ فجعل له سبحانه الولاية على هؤلاء المفترين،وهذه ولاية عامة،وأما بالمعنى الخاص فهي خاصة بالمؤمنين المتقين قال الله - تعالى -‏:‏‏{‏ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ‏}‏ ‏[‏محمد‏:‏ 11‏]‏‏.‏ قال الله - تعالى -‏:‏ ‏{‏أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ‏}‏ ‏[‏يونس‏:‏ 63‏]‏‏.‏ وهذه ولاية خاصة‏.‏

القسم الثاني‏:‏ ولاية مقيدة مضافة، فهذه تكون لغير الله ولها في اللغة معاني كثيرة منها الناصر، والمتولي للأمور، والسيد، قال الله - تعالى - ‏{‏وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ‏}‏ ‏[‏التحريم‏:‏ 4‏]‏‏.‏ وقال، صلى الله عليه وسلم ‏(‏من كنت مولاه فعلي مولاه‏)‏ وقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إنما الولاء لمن أعتق‏)‏‏.‏

وعلى هذا فلا بأس أن يقول القائل للملك‏:‏ مولاي بمعنى سيدي ما لم يخشَ من ذلك محذور‏.‏

 96- وسئل فضيلة الشيخ ‏:‏ يحتج بعض الناس إذا نهي عن أمر مخالف للشريعة أو للآداب الإسلامية ‏(‏الناس يفعلون كذا‏)‏‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ هذا ليس بحجة لقوله - تعالى-‏:‏ ‏{‏وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 116‏]‏‏.‏

ولقوله‏:‏ ‏{‏وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ‏}‏ ‏[‏يوسف‏:‏ 103‏]‏‏.‏ والحجة فيما قاله الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم أو كان عليه السلف الصالح‏.‏

 97- وسئل فضيلة الشيخ ‏:‏ عن قول الإنسان لضيفه‏:‏ ‏(‏وجه الله إلا أن تأكل‏)‏‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ لا يجوز لأحد أن يستشفع بالله - عز وجل - إلى أحد من الخلق، فإن الله أعظم وأجل من أن يستشفع إلى خلقه وذلك لأن مرتبة المشفوع إليه أعلى من مرتبة الشافع والمشفوع له، فكيف يصح أن يجعل الله - تعالى- شافعا عند أحد‏؟‏ ‏!‏‏.‏

 98- سئل الشيخ ‏:‏ عن قولهم ‏(‏هذا نوء محمود‏)‏ ‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ هذا لا يجوز وهو يشبه قول القائل مطرنا بنوء كذا وكذا الذي قال فيه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يرويه عن الله - عز وجل -‏:‏ ‏(‏من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فهو كافر بي مؤمن بالكوكب‏)‏ ‏.‏

والأنواء ما هي إلا أوقات لا تحمد ولا تزم، وما يكون فيها من النعم والرخاء فهو من الله - تعالى - وهو الذي له الحمد أولا وآخرًا وله الحمد على كل حال ‏.‏

 99- وسئل فضيلة الشيخ ‏:‏ - حفظه الله -‏:‏ عن قول ‏(‏لا حولة الله‏)‏‏؟‏

فأجاب قائلا‏:‏ قول ‏(‏لا حولة الله‏)‏، ما سمعت أحدا يقولها وكأنهم يريدون ‏(‏لا حول ولا قوة إلا بالله‏)‏، فيكون الخطأ فيها في التعبير، والواجب أن تعدل على الوجه الذي يراد بها، فيقال‏:‏ ‏(‏لا حول ولا قوة إلا بالله‏)‏‏.‏

 100- سئل فضيلة الشيخ ‏:‏ ما رأيكم في هذه العبارة ‏(‏لا سمح الله‏)‏‏؟‏

فأجاب قائلا‏:‏ أكره أن يقول القائل ‏(‏لا سمح الله‏)‏ لأن قوله ‏(‏لا سمح الله‏)‏ ربما توهم أن أحدا يجبر الله على شيء فيقول ‏(‏لا سمح الله ‏)‏ والله - عز وجل - كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لا مكره له‏)‏‏.‏ قال الرسول صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لا يقول أحدكم اللهم أغفر إن شيءت، اللهم ارحمني إن شيءت، ولكن ليعزم المسألة، وليعظم الرغبة فإن الله لا مكره له، ولا يتعاظمه شيء أعطاه‏)‏ والأولى أن يقول‏:‏ ‏(‏لا قدر الله‏)‏ بدلا من قوله‏:‏ ‏(‏لا سمح الله‏)‏ لأنه ابعد عن توهم ما لا يجوز في حق الله ـ تعالى ـ ‏.‏

 101- سئل فضيلة الشيخ غفر الله له‏:‏ ما حكم قول ‏(‏لا قدر الله‏)‏‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ ‏(‏لا قدر الله‏)‏ معناه الدعاء بأن الله لا يقدر ذلك، والدعاء بأن الله لا يقدر هذا جائز، وقول ‏(‏لا قدر الله‏)‏ ليس معناه نفي أن يقدر الله ذلك، إذ أن الحكم لله يقدر ما يشاء، لكنه نفى بمعنى الطلب فهو خبر بمعنى الطلب بلا شك، فكأنه حين يقول ‏(‏لا قدر الله‏)‏ أي أسأل الله أن لا يقدره، واستعمال النفي بمعنى الطلب شائع كثير في اللغة العربية وعلى هذا فلا بأس بهذه العبارة‏.‏

 102- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن قول بعض الناس إذا مات شخص ‏{‏يا أيتها النفس المطمئنة أرجعي إلى ربك راضية مرضية‏}‏‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ هذا لا يجوز أن يطلق على شخص بعينه، لأن هذه شهادة بأنه من هذا الصنف‏.‏

 103- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ ما رأيكم في قول بعض الناس ‏(‏يا هادي، يا دليل‏)‏‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ ‏(‏يا هادي، يا دليل‏)‏ لا أعلمهما من أسماء الله، فإن قصد به الإنسان الصفة فلا بأس كما يقول اللهم يا مجري السحاب، يا منزل الكتاب وما أشبه ذلك، فإن الله يهدي من يشاء و‏(‏الدليل‏)‏ هنا بمعنى الهادي‏.‏

 104- وسئل غفر الله له‏:‏ عن قول بعض الناس ‏(‏يعلم الله كذا وكذا‏)‏‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ قول ‏(‏يعلم الله‏)‏ هذه مسألة خطيرة حتى رأيت في كتب الحنفية أن من قال عن شيء يعلم الله والأمر بخلافه صار كافرا خارجا عن الملة، فإن قلت ‏(‏يعلم أني ما فعلت هذا‏)‏ وأنت فاعله بمقتضى ذلك أن الله يجهل الأمر، ‏(‏يعلم الله أني ما زرت فلانا‏)‏ وأنت زائره صار الله لا يعلم بما يقع، ومعلوم أنا من نفا ع الله العلم فقد كفر، ولهذا قال الشافعي - رحمه الله في القدرية قال‏:‏ ‏(‏جادلوهم بالعلم فإن أنكروه كفروا، وإن أقروا خصموا‏)‏ ا‏.‏ هـ‏.‏ والحاصل أن قول القائل ‏(‏يعلم الله‏)‏ إذا قالها والأمر على خلاف مع قال فإن ذلك خطير جدا وهو حرام بلا شك‏.‏ أما إذا كان مصيبا، والأمر على وفق مع قال فلا بأس بذلك، لانه صادق في قوله ولأن الله بكل شيء عليم كما قال الرسل في سورة يس‏:‏ ‏{‏قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ‏}‏ ‏[‏يس‏:‏ 16‏]‏‏.‏

 105- وسئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن قول‏:‏ ‏(‏على هواك‏)‏ وقول بعض الناس في مثل مشهور‏:‏ ‏(‏العين ما ترى والنفس ما تشتهي‏)‏‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ هذه الألفاظ ليس فيها بأس إلا أنها تقيد بما يكون غير مخالف للشرع، فليس الإنسان على هواه في كل شيء تراه، المهم أن هذه العبارة حيث هي لا بأس بها لكنها مقيدة بها بما لا يخالف الشرع‏.‏

تم بحمد لله - تعالى - وشكره وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن

تبعهم بإحسان إلى يوم الدين‏.‏