فصل: (التشهد بعد التسمية في الوضوء):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تحفة الأبرار بنكت الأذكار النووية (نسخة منقحة)




.مقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، هذه نكت مهمة علقتها على كتاب الأذكار لشيخ الإسلام محيي الدين النووي رضي الله تعالى عنه عند قراءتي له التقطتها من الأمالي عليه لحافظ العصر أبي الفضل ابن حجر، وضممت إليه أشياء من غيرها تسمى تحفة الأبرار بنكت الأذكار.

.[شروط العمل بالحديث الضعيف]:

1- قوله: قال العلماء من المحدثين والفقهاء وغيرهم: يجوز ويستحب العمل في الفضائل والترغيب والترهيب بالضعيف ما لم يكن موضوعا.
ذكر الحافظ ابن حجر لذلك ثلاثة شروط:
أحدها: أن يكون الضعيف غير شديد فيخرج ما انفرد بحديثه راو من المكذبين، والمتهمين بالكذب ومن فحش غلطه، نقل العلائي الاتفاق عليه.
الثاني: أن يكون مندرجا تحت أصل عام فيخرج ما يخترع بحيث لا يكون له أصلا.
الثالث: أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته لئلا ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله بل يعتقد الاحتياط. قال: وهذان الأخيران ذكرهما الشيخ عز الدين بن عبد السلام وصاحبه ابن دقيق العيد.

.[استحباب الجلوس في حلق الذكر]:

2- قوله: ويكفي في ذلك حديث ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مررتهم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: وما رياض الجنة يا رسول الله؟ قال: حلق الذكر فإن لله تعالى سيارات من الملائكة يطلبون حلق الذكر، فإذا أتوا عليهم حفوا بهم».
قال الحافظ ابن حجر في أماليه على الأذكار: لم أجده في حديث ابن عمر ولا بعضه لا في الكتب المشهورة ولا الأجزاء المنثورة، ولكن وجدته من حديث جابر بمعناه مختصرا. قال أحمد والترمذي وحسنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر».
وأخرج أبو نعيم في الحلية من طريق يوسف القاضي حدثنا محمد بن أبي بكر، ثنا زائدة بن أبي الرقاد ثنا زياد النميري، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: وأين لنا برياض الجنة في الدنيا؟ قال: إنها في مجالس الذكر».
وأخرج أبو نعيم أيضا من طريق الحسن بن سفيان، ثنا محمد بن أبي بكر، ثنا زائدة بن أبي الرقاد عن زياد النميري عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن لله سيارة من الملائكة يطلبون حلق الذكر فإذا أتوا عليهم حفوا بهم وبعثوا رائدهم إلى السماء إلى رب العزة سبحانه فيقولون وهو أعلم: أتينا على عباد من عبادك يعظمون آلاء آلاءك، ويتلون كتابك، ويصلون على نبيك ويسألونك لآخرتهم ودنياهم، فيقول: غشوهم رحمتي هم القوم لا يشقى جليسهم».
قلت: الظاهر أن الحديثين حديث واحد لاتحاد الرواة لجمع النووي بينهما، واختصر بقية الحديث، وأراد أن يقول حديث أنس فسبق قلمه إلى ابن عمر.

.[الذاكرون الله كثيرا والذاكرات]:

3- قوله: روي: «المفردون» بتشديد الراء وتخفيفها.
قال الحافظ: الراء مفتوحة وقيل مكسورة.
4- قوله: وقد جاء في حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا ركعتين جميعا كتب في الذاكرين والذاكرات» هذا حديث مشهور.
قال الحافظ ابن حجر: قول الشيخ هذا حديث مشهور يريد شهرته على الألسنة لا أنه مشهور اصطلاحا، فإنه من أفراد علي بن الأقمر، عن الأغر.
5- قوله: رواه أبو داود والنسائي، وابن ماجه.
قال الحافظ ابن حجر: هو كما قال، لكنهم ذكروا أبا هريرة مع أبي سعيد فما أدري لما حذفه فإنهما عند جميع من أخرجه مرفوعا، وأما من أفرد أبا سعيد فإنه أخرجه موقوفا.

.[فضل الذكر]:

6- قوله: وروينا في صحيح مسلم عن أبي مالك الأشعري.
قال الحافظ إلا الترمذي فوقع في روايته عن الحارث بن الحارث الأشعري فإن كان محفوظا فالحديث من مسند الحارث، وهو يكنى أبا مالك، وفي الصحابة من الأشعريين ممن يكنى أبا مالك كعب بن عاصم، وآخر اسمه عبيد، وآخر اسمه مشهور بكنيته مختلف في اسمه، وقد جعل أصحاب الأطراف هذا الحديث من روايته، وما وقع عند الترمذي يأبى ذلك.
7- قوله: «ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم».
أخرج البزار هذا بلفظ العلي العظيم، بدل العزيز الحكيم.
قوله: قال البرقاني: ورواه شعبة، وأبو عوانة، ويحيى القطان، عن موسى الذي رواه مسلم عن جبهته.
قال الحافظ ابن حجر: رواية شعبة عن أحمد والنسائي بالواو كما قال وهو عند أحمد عن الثلاثة الذين ذكرهم في موضعين أحدهما بلفظ: «ويمحص عنه ألف سيئة» والثاني باللفظ الذي ذكره مسلم.

.[ما يقول إذا استيقظ من منامه]:

8- قوله: روينا في كتاب ابن السني بإسناد صحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا استيقظ أحدكم فليقل: الحمد لله الذي رد علي روحي وعافاني في جسدي وأذن لي بذكره».
قال الحافظ ابن حجر: أخرجه الترمذي، والنسائي فما أدري لما أغفل المصنف عزوه إليهما، واقتصر على عزوه إلى ابن السني.
قال: وأما قوله: إنه صحيح الإسناد ففيه نظر فإنه أفراد محمد بن عجلان وهو صدوق لكن في حفظه شيء، وخصوصا في روايته عن المقبري عن المقبري، فالذي ينفرد به من قبيل الحسن، وإنما يصحح له من يدرج الحسن في الصحيح، وليس ذلك من رأي الشيخ.

.[استحباب التيامن في الطهور واللباس والطعام]:

9- قوله: وروينا في سنن أبي داود وغيره بالإسناد الصحيح عن عائشة قالت: كانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليمنى لطهوره وطعامه، وكانت اليسرى لخلائه وما كان من أذى.
قال الحافظ ابن حجر: رجاله أخرج لهم مسلم فالإسناد على شرط الصحة كما قال المصنف، لكنه جزم في الخلاصة بأنه حديث صحيح، وتردد في شرح المهذب فقال: صحيح أو حسن، والتحرير أنه حسن، فإنه فيه علتين الاختلاف على سعيد بن أبي عروبة في وصله وإرساله، وفيه زيادة واو على السند الموصول، فإن أبا داود أخرجه أولا من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد بن أبي عروبة، عن أبي معشر وهو زياد بن كليب، عن إبراهيم النخعي، عن الأسود هو ابن يزيد النخعي عن عائشة، ثم أخرجه من رواية عيسى بن يونس بإسقاط الأسود، وأخرجه البيهقي من رواية محمد بن أبي عدي، عن سعيد، عن رجل لم يسم، عن أبي معشر، ورجح الدارقطني في العلل هذه الرواية فصار الحديث بسبب ذلك ضعيفا من أجل المبهم، وسعيد مع كونه مدلسا وقد عنعنه، فإنه ممن اختلط. وإنما قلت: إن الحديث حسن لاعتضاده بالحديث الذي بعده انتهى.

.[ما يقول حال خروجه من بيته]:

10- قوله: روينا عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من بيته قال: «بسم الله توكلت على الله، اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل، أو أزل أو أزل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي» حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي والنسائي، وابن ماجه.
قال الحافظ ابن حجر: جمع الشيخ هذه الزيادة في سياق الحديث ولا وجود لها مجموعة في الكتب الأربعة التي عزاه إليها.

.[ما يقول إذا دخل بيته]:

11- قوله: وروينا في كتاب ابن السني عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رجع من النهار إلى بيته يقول: «الحمد لله الذي كفاني وآواني، والحمد لله الذي أطعمني وسقاني، والحمد لله الذي من علي، أسألك أن تجيرني من النار» إسناده ضعيف.
قال الحافظ ابن حجر: ليس في رواته من ينظر في حاله إلا الرجل المبهم الراوي له عند ابن عمر وقد وجدت له شاهدا أخرجه ابن أبي شيبة والبزار من حديث عبد الرحمن بن عوف فالحديث حسن.

.[ما يقول إذا استيقظ في الليل وخرج من بيته]:

12- قوله: «إلا النظر إلى السماء» فهو في صحيح البخاري دون مسلم.
قال الحافظ ابن حجر: بل ثبت ذلك في مسلم أيضا، وسبب خفاء ذلك على الشيخ أن مسلما جمع طرق الحديث كعادته، فساقها في كتاب الصلاة، وافرد طريقا منها في كتاب الطهارة، وهي التي وقع عنده فيها التصريح بالنظر إلى السماء، ووقع ذلك أيضا في طريقين آخرين مما ساقه في كتاب الصلاة لكنه اقتصر في كل منهما على بعض المتن فلم يقع فيهما التصريح بهذه اللفظة وهي في نفس الأمر عنده فيهما.
وأما البخاري فلم يقع عنده التقييد يكون ذلك عند الخروج من البيت، وليس في شيء من الطرق الثلاثة التي أشرت إليها التصريح بالقراءة إلخ السورة، وإنما ورد ذلك في طرق أخرى ليس فيها النظر إلى السماء، لكن الحديث في نفس الأمر واحد، فذكر بعض الرواة ما لم يذكر في بعض.

.[النهي عن الذكر والكلام على الخلاء ]:

13- قوله: وعن المهاجر بن قنفذ إلى قوله: رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه بأسانيد صحيحة.
قال الحافظ ابن حجر: فيه نظر إذ ليس له إلا إسناد واحد عند من ذكر.

.[ما يقول إذا خرج من الخلاء]:

14- قوله: يقول: «غفرانك، الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني» ثبت في الحديث الصحيح في سنن أبي داود والترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «غفرانك» وروى النسائي، وابن ماجه باقية.
قال الحافظ ابن حجر: هذا يوهم أنه حديث واحد اختصره بعضهم وليس كذلك، بل قوله: غفرانك أخرجه أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه كلهم عن عائشة، والكلام الذي بعده أخرجه النسائي من حديث أبي ذر وابن ماجه من حديث أنس.

.[التسمية في الوضوء]:

15- قوله: ثبت عند أحمد بن حنبل أنه قال: لا أعلم في التسمية في الوضوء حديثا ثابتا.
قال الحافظ ابن حجر: لا يلزم من نفي العلم ثبوت العدم، وعلى التنزيل لا يلزم من نفي الثبوت ثبوت الضعف، لاحتمال أن يراد بالثبوت الصحة، فلا ينتفي الحسن، وعلى التنزيل لا يلزم من نفي الثبوت على كل فرد نفيه من المجموع.
16- قوله: فمن الأحاديث حديث أبي هريرة.
17- قوله: من رواية سعيد بن زيد أخرجه الترمذي والدارقطني.
وقال البخاري: إنه أحسن أحاديث الباب.
18- قوله: وأبي سعيد.
قال الحافظ ابن حجر: هو حديث حسن أخرجه أحمد، والترمذي والدارمي، وابن ماجه، والحاكم وصححه، وعن إسحاق بن راهويه أنه أصح أحاديث الباب.
19- قوله: وعائشة، وأنس بن مالك، وسهل بن سعد.
قال الحافظ ابن حجر: وورد أيضا من حديث علي أخرجه ابن عدي في الكامل وأبي سبرة أخرجه البغوي في معجم الصحابة، وابن مسعود وابن عمر أخرجهما البيهقي.
قال أبو الفتح اليعمري: أحاديث الباب إما صريح غير صحيح، وإما صحيح غير صريح.
قال ابن الصلاح: يثبت بمجموعها ما يثبت به الحديث الحسن.

.[التشهد بعد التسمية في الوضوء]:

20- قوله: قال بعض أصحابنا وهو الشيخ أبو الفتح نصر المقدسي الزاهد: يستحب للمتوضئ أن يقول في ابتداء وضوئه بعد التسمية: «أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد أن محمد عبده ورسوله» وهذا الذي قاله لا بأس به، إلا أنه لا أصل له من جهة السنة، ولا نعلم أحدا من أصحابنا وغيرهم قال به.
قال الزركشي في الخادم: قال به شيخه سليم الرازي وقبلهما الصيمري.
وقال الحافظ ابن حجر في أماليه: أخرج جعفر المستغفري، قال الحافظ في كتاب الدعوات من طريق سالم بن أبي الجعد، عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد يقول إذا توضأ: بسم الله، ثم قال لكل عضو: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، ثم قال إذا فرغ من وضوئه: اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء».
هذا حديث غريب، وفيه تعقب على المصنف في قوله: إن التشهد بعد التسمية لم يرد انتهى.

.[ما يقوله بعد الفراغ من الوضوء]:

21- قوله: وروي: «سبحانك اللهم وبحمدك» إلخ النسائي في اليوم والليلة بإسناد ضعيف.
قال الحافظ ابن حجر: هذا يوهم أن الزيادة في حديث عقبة عن عمر كما في الذي قبله وليس كذلك، بل هي حديث مستقل عن أبي سعيد الخدري وسنده مغاير لسند عقبة في جميع رواته.
قال: وأما وصف الإسناد بالضعف ففيه نظر فقد أخرجه النسائي، ثنا يحيى بن محمد بن السكن، ثنا يحيى بن كثير أبو غسان العنبري، ثنا شعبة عن أبي هاشم الرماني، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري، ويحيى بن كثير ثقة من رجال الصحيحين، وكذا من فوقه إلى الصحابي، وأما شيخ النسائي فهو ثقة أيضا من شيوخ البخاري، ولم ينفرد به فقد أخرجه الحاكم من وجه آخر عن يحيى بن كثير فالسند صحيح بلا ريب، وإنما اختلف في رفع المتن ووقفه، فالنسائي جرى على طريقته في الترجيح بالأحفظ والأكثر فلذلك في رفع المتن ووقفه، فالنسائي جرى على طريقته في الترجيح بالأحفظ والأكثر فلذلك حكم عليه بالخطأ إذ قال بعد تخريجه: هذا خطأ، ثم أخرجه عن بندار، عن غُندر، عن شعبة به موقوفا، وأما على طريقة المصنف تبعا لابن الصلاح وغيره فالرفع عندهم مقدم لما مع الرافع من زيادة العلم، وعلى تقدير القول بالطريقة الأخرى فهذا ما لا مجال للرأي فيه فله حكم الرفع.
22- قوله: قال الشيخ نصر المقدسي: ويقول مع هذه الأذكار: «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد» ويضم إليه: «وسلم».
قال الحافظ ابن حجر: لم يصرح بكونه حديثا وأظن قوله ويضم من كلام الشيخ المصنف، وقد ورد في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء شيء.
أخرج ابن عدي والبيهقي من طريق يحيى بن هاشم، عن الأعمش عن ابن مسعود سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا تطهر أحدكم فليذكر اسم الله» الحديث وفيه: «فإذا ما فرغ من وضوئه فليشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وليصل علي فإذا قال ذلك فتحت له أبواب الرحمة».
قال البيهقي بعد تخريجه: يحيى بن هشام متروك، ولا أعلم رواه غيره.
قال الحافظ: بل تابعه محمد بن جابر اليمامي، عن الأعمش.
أخرجه أبو الشيخ في كتاب الثواب من طريقه مقتصرا على أواخره، وفيه المقصود.
ومحمد بن جابر أصلح حالا من يحيى بن هاشم وتابعه عمرو بن شمر الجعفي الكوفي، عن الأعمش أخرجه الإسماعيلي في جمعه حديث الأعمش كرواية محمد بن جابر، وعمرو متروك.
وأخرج أبو بكر بن أبي عاصم، والطبراني من طريقه عبد المهيمن بن العباس بن سهل بن سعد، عن أبيه، جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا وضوء لمن لا يصلي علي» وقد ذكر الشيخ في شرح المهذب لفظ الشيخ نصر فقال: قال الشيخ نصر: ويقول مع ذلك صلى الله عليه وسلم على محمد وعلى آل محمد فصح ما ظننته أن قوله: ويضم إليه من كلام المصنف، وكأنه ظن أن مستند الشيخ نصر أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مطلوبة في الدعاء، والذكر المشهور ليشتمل على الدعاء، فشرع فيه، ويحتمل أن يكون مستند الشيخ ورود الأمر بالصلاة عليه اللهم صل على محمد وعلى آل محمد فذلك لم يذكر السلام والعلم عند الله.

.[الدعاء على أعضاء الوضوء]:

23- قوله: وأما الدعاء على أعضاء الوضوء فلم يجئ فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ ابن حجر: كرر ذلك بنحوه في كثير من كتبه فقال في التنقيح: ليس فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال في الروضة: لا أصل له ولم يذكره الشافعي والجمهور.
وقال في شرح المهذب: لا أصل له، ولا ذكره المتقدمون.
وقال في المنهاج: وحذفت دعاء الأعضاء إذ لا أصل له.
وقد تعقبه صاحب المهمات فقال: ليس كذلك بل روي بمن طرق منها عن أنس رواه ابن حبان في تاريخه في ترجمة عباد بن صهيب، وقد قال أبو داود أنه صدوق قدري.
وقال أحمد: ما كان بصاحب كذب.
قال الحافظ: لو لم يقل فيه إلا هذا لمشى الحال، ولكن بقية ترجمته عند ابن حبان، كان يروي المناكير عن المشاهير حتى يشهد المبتدى في هذه الصناعة أنها موضوعة.
اعترض قوله: لا أصل له بأنه روي في تاريخه ابن حبان من حديث أنس فلعله أراد لا أصل له صحيحا.
وأما السبكي فوافق النووي، وابن النقيب حكى كلام النووي في تصحيح المهذب، ولم يتعقبه بشيء.
وقال الأذرعي في المتوسط: لا ينبغي تركه، ولا يعتقد أنه سنة، فإن الظاهر أنه لم يثبت فيه شيء.
وقد جمع الحفاظ في عمل اليوم والليلة كتبا مطولة كالنسائي، والطبراني، والبيهقي، وابن السني وغيرهم ولم يذكروا ذلك، والظاهر أن الشيخ أراد أنه لم يصح فيها حديث، كما قاله ابن الصلاح. انتهى.
وأولى ما اعتمد عليه في ذلك قول النووي وابن حجر فقد كانا إمامي الحفاظ في عصرهما، والمرجع في الحديث إليهما، وليس في المعترضين المذكورين أحد في درجة الحفظ، والحديث الذي رواه ابن حبان في تاريخه عن أنس من قسم الواهي الشديد الضعف الذي لا يعمل به في فضائل الأعمال، كما تقدم نقل الاتفاق على ذلك في أول الكتاب، وقد أخرجه ابن الجوزي في الأحاديث الواهية وقال: اتهم به ابن حبان عباد بن صهيب، واتهم به الدارقطني الراوي عن عباد أحمد بن هاشم. انتهى.
وقد ألفت جزأ سميته الإغضاء عن دعاء الأعضاء بسطت فيه الكلام بسطا شافيا، وما أحسن صنع الإمام الرافعي حيث قال: ورد بها الأثر عن السلف الصالحين فعزاه إلى السلف كما صنع النووي في الأذكار ولم يعزوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد كان الرافعي من كبار أئمة الحديث وحفاظه.
وأخبرني من أثق به أن الحافظ ابن حجر قال: الناس يظنون أن النووي أعلم بالحديث من الرافعي وليس كذلك، بل الرافعي أفقه في الحديث من النووي ومن طالع أماليه وتاريخه وشرح المسند له تبين له ذلك انتهى، وأمر كما قال.
24- قوله: وقد روى النسائي، وصاحبه ابن السني في كتابيهما عمل اليوم والليلة بإسناد صحيح عن أبي موسى الأشعري قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوئه إلى قوله: وكلاهما محتمل.
قال الحافظ ابن حجر: رواه الطبراني في الكبير من رواية مسدد، وعارم والمقدمي كلهم، عن معتمر ووقع في روايتهم فتوضأ ثم صلى، ثم قال: وهذا يدفع ترجمة ابن السني حيث قال: باب ما يقوله بين ظهراني وضوئه لتصريحه بأنه قاله بعد الصلاة، ويدفع احتمال كونه بين الوضوء والصلاة.
قال: وأما حكم الشيخ على الإسناد بالصحة ففيه نظر لأن أبا مجلز لم يلق سمرة بن جندب، ولا عمران بن حصين فيما قاله علي بن المديني، وقد تأخر بعد أبي موسى ففي سماعه من أبي موسى نظر وقد عهدن منه الإرسال عمن لم يلقه.

.[ما يقوله إذا توجه إلى المسجد]:

25- قوله: وعطية أيضا ضعيف.
قال الحافظ: ضعف عطية إنما جاء من قبيل التشييع ومن قبيل التدليس وهو في نفسه صدوق وقد أخرج له البخاري في الأدب المفرد، وأخرج له أبو داود عدة أحاديث ساكتا عليها، وحسن له الترمذي عد أحاديث بعضها من أفراد فلا يظن أنه مثل الوازع، فإنه متروك باتفاق، وقال فيه ابن معين والنسائي: ليس بثقة.
وقال الحاكم: روى أحاديث موضوعة.
وقال ابن عدي: أحاديثه كلها غير محفوظة.
وحديث أبي سعيد المشار إليه حسن أخرجه أحمد، وابن ماجه، وابن خزيمة في كتاب التوحيد، ورواه أبو نعيم في كتاب الصلاة، وقال في روايته عن عطية: حدثني أبو سعيد فأمن بذلك تدليس عطية.
قال الحافظ: وعجبت للشيخ كيف اقتصر على سوق رواية بلال دون أبي سعيد، وعلى عزو رواية أبي سعيد لابن السني دون ابن ماجه وغيره.