فصل: تفسير الآية رقم (102):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (86):

{أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (86)}
{أُولَئِكَ الذين اشتروا الحياة الدنيا بالاخرة} بأن آثروها عليها {فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ العذاب وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} يمنعون منه.

.تفسير الآية رقم (87):

{وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)}
{وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا موسى الكتاب} التوراة {وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بالرسل} أي أتبعناهم رسولاً في إ ثر رسول {ءاتَيْنَا عِسَى ابن مريمالبينات} المعجزات كإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص {وأيدناه} قوّيناه {بِرُوحِ القدس} من إضافة الموصوف إلى الصفة أي الروح المقدّسة جبريل لطهارته يسير معه حيث سار فلم تستقيموا {أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى} تحب {أَنفُسَكُمْ} من الحق {استكبرتم} تكبرتم عن اتباعه؟ جواب {كلما} وهو محل الاستفهام، والمراد به التوبيخ {فَفَرِيقًا} منهم {كَذَّبْتُمْ} كعيسى {وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ} المضارع لحكاية الحال الماضية أي: قتلتم كزكريا ويحيى؟

.تفسير الآية رقم (88):

{وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ (88)}
{وَقَالُواْ} للنبي استهزاء {قُلُوبُنَا غُلْفٌ} جمع أغلف أي مغشاة بأغطية فلا تعي ما تقول قال تعالى: {بَلِ} للإضراب {لَّعَنَهُمُ الله} أبعدهم من رحمته وخذلهم عن القبول {بِكُفْرِهِمْ} وليس عدم قبولهم لخلل في قلوبهم {فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ} (ما) زائدة لتأكيد القلة أي إيمانهم قليل جداً.

.تفسير الآية رقم (89):

{وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89)}
{وَلَمَّا جَاءهُمْ كتاب مّنْ عِندِ الله مُصَدّقٌ لّمَا مَعَهُمْ} من التوراة: هو القرآن {وَكَانُواْ مِن قَبْلُ} قبل مجيئه {يَسْتَفْتِحُونَ} يستنصرون {عَلَى الذين كَفَرُواْ} يقولون: اللهم انصرنا عليهم بالنبيّ المبعوث آخر الزمان {فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ} من الحق وهو بعثة النبيّ {كَفَرُواْ بِهِ} حسداً وخوفاً على الرياسة، وجوابـ (لمّا) الأولى دل عليه جواب لمّا الثانية {فَلَعْنَةُ الله عَلَى الكافرين}.

.تفسير الآية رقم (90):

{بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90)}
{بِئْسَمَا اشتروا} باعوا {بِهِ أَنفُسَهُمْ} أي حظها من الثواب، (وما) نكرة بمعنى (شيئاً) تمييز لفاعلـ (بئس) والمخصوص بالذمّ {أَن يَكْفُرُواْ} أي كفرهم {بِمَا أنزَلَ الله} من القرآن {بَغِيّاً} مفعول له (ليكفروا) أي: حسداً على {أَن يُنَزّلُ الله} بالتخفيف والتشديد {مِن فَضْلِهِ} الوحي {على مَن يَشَاء} للرسالة {مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءو} رجعوا {بِغَضَبٍ} من الله بكفرهم بما أنزل والتنكير للتعظيم {على غَضَبٍ} استحقوه من قبل بتضييع التوراة والكفر بعيسى {وللكافرين عَذَابٌ مُّهِينٌ} ذو إهانة.

.تفسير الآية رقم (91):

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91)}
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ءامِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ} القرآن وغيره {قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا} أي التوراة قال تعالى: {وَيَكْفُرونَ} الواو للحال {بِمَا وَرَاءَهُ} سواه أو بعده من القرآن {وَهُوَ الحق} حال {مُصَدِّقاً} حال ثانية مؤكدة {لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ} لهم {فَلِمَ تَقْتُلُونَ} أي قتلتم {أَنبِيَاءَ الله مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} بالتوراة وقد نهيتم فيها عن قتلهم؟ والخطاب للموجودين في زمن نبينا بما فعل آباؤهم لرضاهم به.

.تفسير الآية رقم (92):

{وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92)}
{وَلَقَدْ جَاءَكُم موسى بالبينات} بالمعجزات كالعصا واليد وفلق البحر {ثُمَّ اتخذتم العجل} إلهاً {مِن بَعْدِهِ} من بعد ذهابه إلى الميقات {وَأَنتُمْ ظالمون} بإتخاذه.

.تفسير الآية رقم (93):

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)}
{وَإِذْ أَخَذْنَا ميثاقكم} على العمل بما في التوراة {وَ} قد {رَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطور} الجبل حين امتنعتم من قبولها ليسقط عليكم وقلنا {خُذُواْ مَا ءاتيناكم بِقُوَّةٍ} بجدّ واجتهاد {واسمعوا} ما تؤمرون به سماع قبول {قَالُواْ سَمِعْنَا} قولك {وَعَصَيْنَا} أمرك {وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ العجل} أي خالط حبه قلوبهم كما يخالط الشراب {بِكُفْرِهِمْ قُلْ} لهم {بِئْسَمَا} شيئاً {يَأْمُرُكُم بِهِ إيمانكم} بالتوراة من عبادة العجل {إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} بها كما زعمتم المعنى: لستم بمؤمنين لأن الإيمان لا يأمر بعبادة العجل، والمراد: آباؤهم أي فكذلك أنتم لستم بمؤمنين بالتوراة وقد كذبتم محمداً والإيمان بها لا يأمر بتكذيبه.

.تفسير الآية رقم (94):

{قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآَخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (94)}
{قُلْ} لهم {إِن كَانَتْ لَكُمُ الدار الأخرة} أي الجنة {عِندَ الله خَالِصَةً} خاصة {مّن دُونِ الناس} كما زعمتم {فَتَمَنَّوُاْ الموت إِن كُنْتُمْ صادقين} تعلق بتمنّيه الشرطان على أنّ الأوّل قيد في الثاني أي إن صدقتم في زعمكم أنها لكم ومن كانت له يؤثرها والموصل إليها الموت فتمنوه.

.تفسير الآية رقم (95):

{وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95)}
{وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} من كفرهم بالنبي المستلزم لكذبهم {والله عَلِيمٌ بالظالمين} الكافرين فيجازيهم.

.تفسير الآية رقم (96):

{وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96)}
{وَلَتَجِدَنَّهُمْ} لام قسم {أَحْرَصَ الناس على حياة و} أحرص {مِنَ الذين أَشْرَكُواْ} المنكرين للبعث عليها لعلمهم بأنّ مصيرهم النار دون المشركين لإنكارهم له {يَوَدُّ} يتمنى {أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ} (لو) مصدرية بمعنى (أن) وهي بصلتها في تأويل مصدر مفعولـ (يودّ) {وَمَا هُوَ} أي أحدهم {بِمُزَحْزِحِهِ} مبعده {مِّنَ العذاب} النار {أَن يُعَمَّرَ} فاعل مزحزحه أي تعميره {والله بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} بالياء والتاء فيجازيهم. وسأل ابن صوريا النبي أو عمر عمن يأتي بالوحي من الملائكة فقال جبريل فقال هو عدوّنا يأتي بالعذاب ولو كان ميكائيل لآمنا لأنه يأتي بالخصب والسلم فنزل:

.تفسير الآية رقم (97):

{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97)}
{قُلْ} لهم {مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ} فليمت غيظاً {فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ} أي القرآن {على قَلْبِكَ بِإِذْنِ} بأمر {الله مُصَدّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} قبله من الكتب {وهدى} من الضلالة {وبشرى} بالجنة {لِلْمُؤْمِنِينَ}.

.تفسير الآية رقم (98):

{مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)}
{مَن كَانَ عَدُوّا لّلَّهِ وَمَلئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ} بكسر الجيم وفتحها بلا همز جَبْريل وبه بياء جَبْرَئيل ودونها جَبْرَئل {وميكال} عطف على الملائكة من عطف الخاص على العام وفي قراءة {ميكائيل} بهمز وياء ميكائل وفي أخرى بلا ياء {فَإِنَّ الله عَدُوٌّ للكافرين} أوقعه موقع (لهم) بياناً لحالهم.

.تفسير الآية رقم (99):

{وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99)}
{وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ} يا محمد {آيَاتٍ بَيّنَاتٍ} أي واضحات، حال. ردّ لقول ابن صوريا للنبي: ما جئتنا بشيء {وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الفاسقون}.

.تفسير الآية رقم (100):

{أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (100)}
{أ} كفروا بها {وكُلَّمَا عاهدوا} الله {عَهْداً} على الإيمان بالنبي إن خرج، أو النبي أن لا يعاونوا عليه المشركين {نَّبَذَهُ} طرحه {فَرِيقٌ مّنْهُمُ} بنقضه، جوابـ (كلّما) وهو محل الاستفهام الإنكاري {بَل} للانتقال {أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ}.

.تفسير الآية رقم (101):

{وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101)}
{وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ الله} محمد صلى الله عليه وسلم {مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مّنَ الذين أُوتُواْ الكتاب كتاب الله} أي التوراة {وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ} أي لم يعملوا بما فيها من الإيمان بالرسول وغيره {كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} ما فيها من أنه نبي حق أو أنها كتاب الله.

.تفسير الآية رقم (102):

{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102)}
{واتبعوا} عطف على نبذ {مَا تَتْلُواْ} أي تلت {الشياطين عَلَى} عهد {مُلْكِ سليمان} من السحر وكانت دفنته تحت كرسيه لما نُزِعَ ملكه أو كانت تسترق السمع وتضم إليه أكاذيب وتلقيه إلى الكهنة فيدوّنونه وفشا ذلك وشاع أنّ الجن تعلم الغيب فجمع سليمان الكتب ودفنها فلما مات دلت الشياطين عليها الناس فاستخرجوها فوجدوا فيها السحر فقالوا إنما ملككم بهذا فتعلموه ورفضوا كتب أنبيائهم. قال تعالى- تبرئة لسليمان ورداً على اليهود في قولهم انظروا إلى محمد يذكر سليمان في الأنبياء وما كان إلا ساحراً-: {وَمَا كَفَرَ سليمان} أي لم يعمل السحر لأنه كفر {ولكن} بالتشديد والتخفيف {الشياطين كَفَرُواْ يُعَلّمُونَ الناس السحر} الجملة حال من ضمير {كفروا} {وَ} يعلمونهم {مَا أُنْزِلَ عَلَى الملكين} أي أُلْهِمَاه من السحر وقرئ بكسر اللام الكائنين {بِبَابِلَ} بلد في سواد العراق {هاروت وماروت} بدل أو عطف بيان للملكين قال ابن عباس هما ساحران كانا يعلمان السحروقيل ملكان أُنْزِلاَ لتعليمه ابتلاء من الله إلى الناس {وَمَا يُعَلّمَانِ مِنْ} زائدة {أَحَدٍ حتى يَقُولاَ} له نصحاً {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ} بلية من الله إلى الناس ليمتحنهم بتعليمه فمن تعلمه كفر ومن تركه فهو مؤمن {فَلاَ تَكْفُرْ} بتعلمه فإن أبى إلا التعليم علماه {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرّقُونَ بِهِ بَيْنَ المرء وَزَوْجِهِ} بأن يُبَغِّضَ كلاًّ إلى الآخر {وَمَا هُمْ} أي السحرة {بِضَارّينَ بِهِ} بالسحر {مِنْ} زائدة {أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ الله} بإرادته {وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ} في الآخرة {وَلاَ يَنفَعُهُمْ} وهو السحر {وَلَقَدْ} لام قسم {عَلِمُواْ} أي اليهود {لِمَنِ} لام ابتداء معلقة لما قبلها (وَمَنْ) موصولة {اشتراه} اختاره أو استبدله بكتاب الله {مَا لَهُ فِي الأخرة مِنْ خلاق} نصيب في الجنة {وَلَبِئْسَ مَا} شيئاً {شَرَوْاْ} باعوا {بِهِ أَنفُسَهُمْ} أي الشارين: أي حظها من الآخرة إن تعلموه حيث أوجب لهم النار {لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} حقيقة ما يصيرون إليه من العذاب ما تعلموه.

.تفسير الآية رقم (103):

{وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103)}
{وَلَوْ أَنَّهُمْ} أي اليهود {ءامَنُواْ} بالنبي والقرآن {واتقوا} عقاب الله بترك معاصيه كالسحر، وجوابـ (لو) محذوف: أي لأثيبوا دل عليه {لَمَثُوبَةٌ} ثواب وهو مبتدأ واللام فيه للقسم {مّنْ عِندِ الله خَيْرٌ} خبره مما شروا به أنفسهم {لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} أنه خير لما آثروه عليه.

.تفسير الآية رقم (104):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)}
{ياأيها الذين ءامَنُواْ لاَ تَقُولُواْ} للنبي {راعنا} أمر من (المراعاة) وكانوا يقولون له ذلك وهي بلغة اليهود سب من (الرعونة) فسُرُّوا بذلك وخاطبوا بها النبيَّ فنُهي المؤمنون عنها {وَقُولُواْ} بدلها {انظرنا} أي انظر إلينا {واسمعوا} ما تؤمرون به سماع قبول {وللكافرين عَذَابٌ أَلِيمٌ} مؤلم هو النار.