فصل: تفسير الآية رقم (37):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (16):

{قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا (16)}
{قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الفرار إِن فَرَرْتُمْ مِّنَ الموت أَوِ القتل وَإِذاً} إن فررتم {لاَّ تُمَتَّعُونَ} في الدنيا بعد فراركم {إِلاَّ قَلِيلاً} بقية آجالكم.

.تفسير الآية رقم (17):

{قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (17)}
{قُلْ مَن ذَا الذي يَعْصِمُكُمْ} يجيركم {مِّنَ الله إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءاً} هلاكاً وهزيمة {أَوْ} يصيبكم بسوء إن {أَرَادَ} الله {بِكُمْ رَحْمَةً} خيراً {وَلاَ يَجِدُونَ لَهُمْ مِّن دُونِ الله} أي غيره {وَلِيّاً} ينفعهم {وَلاَ نَصِيراً} يدفع الضُّرَّ عنهم.

.تفسير الآية رقم (18):

{قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18)}
{قَدْ يَعْلَمُ الله المعوقين} المثبّطين {مِنكُمْ والقآئلين لإخوانهم هَلُمَّ} تعالَوا {إِلَيْنَا وَلاَ يَأْتُونَ البأس} القتال {إِلاَّ قَلِيلاً} رياء وسمعة.

.تفسير الآية رقم (19):

{أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (19)}
{أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ} بالمعاونة جمع شحيح: وهو حال من ضمير (يأتون) {فَإِذَا جَآءَ الخوف رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدورُ أَعْيُنُهُمْ كالذى} كنظر أو كدوران الذي {يغشى عَلَيْهِ مِنَ الموت} أي سكراته {فَإِذَا ذَهَبَ الخوف} وحيزت الغنائم {سَلَقُوكُم} آذوكم أو ضربوكم {بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الخير} أي الغنيمة يطلبونها {أولئك لَمْ يُؤْمِنُواْ} حقيقة {فَأَحْبَطَ الله أعمالهم وَكَانَ ذلك} الإِحباط {عَلَى الله يَسِيراً} بإرادته.

.تفسير الآية رقم (20):

{يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (20)}
{يَحْسَبُونَ الأحزاب} من الكفار {لَّمْ يَذْهَبُواْ} إلى مكة لخوفهم منهم {وَإِن يَأْتِ الأحزاب} كرّة أخرى {يَوَدُّواْ} يتمنوا {لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الأعراب} أي كائنون في البادية {يَسْئَلُونَ عَنْ أَنبَائِكُمْ} أخباركم مع الكفار {وَلَوْ كَانُواْ فِيكُمْ} هذه الكرّة {مَّا قَاتَلُواْ إِلاَّ قَلِيلاً} رياء وخوفاً من التعيير.

.تفسير الآية رقم (21):

{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)}
{لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ} بكسر الهمزة وضمها {حَسَنَةٌ} اقتداء به في القتال والثبات في مواطنه {لِمَنْ} بدل من {كَانَ يَرْجُواْ الله} يخافه {واليوم الأخر وَذَكَرَ الله كَثِيراً} بخلاف من ليس كذلك.

.تفسير الآية رقم (22):

{وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22)}
{وَلَمَّا رَءَا المؤمنون الأحزاب} من الكفار {قَالُواْ هذا مَا وَعَدَنَا الله وَرَسُولُهُ} من الابتلاء والنصر {وَصَدَقَ الله وَرَسُولُهُ} في الوعد {وَمَا زَادَهُمْ} ذلك {إِلاَّ إِيمَانًا} تصديقاً بوعد الله {وَتَسْلِيماً} لأمره.

.تفسير الآية رقم (23):

{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23)}
{مِّنَ المؤمنين رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عاهدوا الله عَلَيْهِ} من الثبات مع النبي صلى الله عليه وسلم {فَمِنْهُمْ مَّن قضى نَحْبَهُ} مات أو قُتل في سبيل الله {وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ} ذلك {وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً} في العهد، وهم بخلاف حال المنافقين.

.تفسير الآية رقم (24):

{لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (24)}
{لِّيَجْزِىَ الله الصادقين بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ المنافقين إِن شَآءَ} بأن يميتهم على نفاقهم {أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ الله كَانَ غَفُوراً} لمن تاب {رَّحِيماً} به.

.تفسير الآية رقم (25):

{وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (25)}
{وَرَدَّ الله الذين كَفَرُواْ} أي الأحزاب {بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُواْ خَيْراً} مرادهم من الظفر بالمؤمنين {وَكَفَى الله المؤمنين القتال} بالريح والملائكة {وَكَانَ الله قَوِيّاً} على إيجاد ما يريده {عَزِيزاً} غالباً على أمره.

.تفسير الآية رقم (26):

{وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26)}
{وَأَنزَلَ الذين ظاهروهم مّنْ أَهْلِ الكتاب} أي قريظة {مِن صَيَاصِيهِمْ} حصونهم، جمع صيصة وهو ما يُتحصن به {وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرعب} الخوف {فَرِيقاً تَقْتُلُونَ} منهم وهم المقاتلة {وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً} منهم: أي الذراري.

.تفسير الآية رقم (27):

{وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (27)}
{وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وديارهم وأموالهم وَأَرْضاً لَّمْ تَطَئُوها} بعد وهي خيبر: أُخذت بعد قريظة {تَطَئُوهَا وَكَانَ الله على كُلِّ شَئ قَدِيراً}.

.تفسير الآية رقم (28):

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28)}
{ياأيها النبى قُل لأزواجك} وهُنَّ تسع وطلبن منه من زينة الدنيا ما ليس عنده {إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الحياة الدنيا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ} أي متعة الطلاق {وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً} أطلقكنّ من غير ضرار.

.تفسير الآية رقم (29):

{وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29)}
{وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الله وَرَسُولَهُ والدار الأخرة} أي الجنة {فَإِنَّ الله أَعَدَّ للمحسنات مِنكُنَّ} بإرادة الآخرة {أَجْراً عَظِيماً} أي الجنة، فاخترن الآخِرَة على الدنيا.

.تفسير الآية رقم (30):

{يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)}
{يانسآء النبى مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بفاحشة مُّبَيِّنَةٍ} بفتح الياء وكسرها: أي بُيِّنَتْ، أو هي بينة {يضاعف} وفي قراءة {يضعَّف} بالتشديد، وفي أخرى {نُضَعِّف} بالنون معه ونصب العذاب {لَهَا العذاب ضِعْفَيْنِ} ضعفي عذاب غيرهنّ: أي مثليه {وَكَانَ ذلك عَلَى الله يَسِيراً}.

.تفسير الآية رقم (31):

{وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31)}
{وَمَن يَقْنُتْ} يطع {مِنكُنَّ للَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالحا نُؤْتِهَآ أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ} أي مثلَيْ ثواب غيرهنّ من النساء، وفي قراءة بالتحتانية في تعمل ونؤتها {وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً} في الجنة زيادة.

.تفسير الآية رقم (32):

{يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32)}
{يانسآء النبى لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ} كجماعة {مِّنَ النسآء إِنِ اتقيتن} الله فإنكنّ أعظم {فَلاَ تَخْضَعْنَ بالقول} للرجال {فَيَطْمَعَ الذي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} نفاق {وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً} من غير خضوع.

.تفسير الآية رقم (33):

{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)}
{وَقَرْنَ} بكسر القاف وفتحها {فِي بُيُوتِكُنَّ} من القرار، وأصله: اقررن، بكسر الراء وفتحها من قررت بفتح الراء وكسرها، نقلت حركة الراء إلى القاف وحذفت مع همزة الوصل {وَلاَ تَبَرَّجْنَ} بترك إحدى التاءين من أصله {تَبَرُّجَ الجاهلية الأولى} أي ما قبل الإسلام من إظهار النساء محاسنهن للرجال، والإِظهار بعد الإِسلام مذكور في آية {وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [24: 31] {وَأَقِمْنَ الصلاة وَءَاتِينَ الزكواة وَأَطِعْنَ الله وَرَسُولَهُ إِنِّمَا يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرجس} الإِثم يا {أَهْلَ البيت} أي نساء النبي صلى الله عليه وسلم {وَيُطَهِّرَكُمْ} منه {تَطْهِيراً}.

.تفسير الآية رقم (34):

{وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34)}
{واذكرن مَا يتلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ ءايات الله} القرآن {والحكمة} السنة {إِنَّ الله كَانَ لَطِيفاً} {خَبِيراً} بجميع خلقه.

.تفسير الآية رقم (35):

{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35)}
{إِنَّ المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات} المطيعات {والصادقين والصادقات} في الإِيمان {والصابرين والصابرات} على الطاعات {والخاشعين} المتواضعين {والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فُرُوجَهُمْ والحافظات} عن الحرام {والذاكرين الله كَثِيراً والذاكرات أَعَدَّ الله لَهُم مَّغْفِرَةً} للمعاصي {وَأَجْراً عَظِيماً} على الطاعات.

.تفسير الآية رقم (36):

{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36)}
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى الله وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن * تَكُونُ} بالتاء والياء {لَهُمُ الخيرة} أي الاختيار {مِنْ أَمْرِهِمْ} خلاف أمر الله ورسوله: نزلت في عبد الله ابن جحش وأخته زينب، خطبها النبي صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة فكرها ذلك حين علما لظنّهما قبلُ أنّ النبي صلى الله عليه وسلم خطبها لنفسه، ثم رضيا للآية {وَمَن يَعْصِ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضلالا مُّبِيناً} بيِّنا، فزوّجها النبي صلى الله عليه وسلم لزيد، ثم وقع بصره عليها بعد حين فوقع في نفسه حبها وفي نفس زيد كراهتها، ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أُريد فراقها فقال: «أمسك عليك زوجك» كما قال تعالى.

.تفسير الآية رقم (37):

{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37)}
{وَإِذْ} منصوب بـ (اذكر) {تَقُولُ لِلَّذِى أَنعَمَ الله عَلَيْهِ} بالإِسلام {وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ} بالإِعتاق: وهو زيد بن حارثة، كان من سبي الجاهلية، اشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وأعتقه وتبناه {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ واتق الله} في أمر طلاقها {وَتُخْفِى فِي نِفْسِكَ مَا الله مُبْدِيهِ} مظهره من محبتها وأن لو فارقها زيد تزوّجتها {وَتَخْشَى الناس} أن يقولوا تَزَوَّج زوجة ابنه {والله أَحَقُّ أَن تخشاه} في كل شيء وتزوّجها ولا عليك من قول الناس، ثم طلقها زيد وانقضت عدّتها. قال تعالى: {فَلَمَّا قضى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً} حاجة {زوجناكها} فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم بغير إذن وأشبع المسلمين خبزاً ولحماً {لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى المؤمنين حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَآئِهِمْ إِذَا قَضَوْاْ مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ الله} مقضيُّه {مَفْعُولاً}.