كتاب: مجمع الأمثال **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الأمثال **


1587- ارْكَبْ لِكُلِّ حالٍ سِيسَاءهُ‏.‏

السِّيسَاء‏:‏ ظهرُ الحمار، ومعناه اصبر على كل حال‏.‏

1588- ارْضَ مِنَ المَرْكَبِ بِالتَّعْلِيقِ‏.‏

أي ارْضَ من عظيم الأمور بصغيرها‏.‏ يضرب في القَنَاعة بإدراك بعض الحاجة، والمركب‏:‏ يجوز أن يكون بمعنى الركوب أي ارْضَ بدَلَ ركوبك بتعليق أمتعتك عليه، ويجوز أن يراد به المركوب، أي ارْضَ منه بأن تتعلق به في عُقْبتك ونَوْبتك‏.‏

1589- أَرِقْ عَلَى خَمْرِكَ أَوْ تَبَيَّنْ‏.‏

أي رَقِّقْهَا بالماء لئلا تذهب بعقلك، أو تَبَيَّنْ فانْظُرْ ما تصنع‏.‏

1590- رُبَّ مُخْطِئَةٍ مِنَ الرَّامي الذَّعَّافِ‏.‏

أي رب رَمْيَة مخطئة من الرامي القاتل من قولهم ‏"‏ذَعَفَه‏"‏ إذا سقاه الذعَاف، وهو ‏[‏ص 302‏]‏ السم القاتل، وهذا قريب من قولهم ‏"‏قَدْ يَعْثُرُ الجَوَاد‏"‏‏.‏

1591- رُبَّ شَدٍّ فِي الكُرْزِ‏.‏

يقال‏:‏ إن فارساً طَلَبه عَدُوٌّ وهو على عقوق، فألقت سليلها وعَدَا السليلُ مع أمه، فنزل الفارس وحمله في الجوالق، فرهَقَه العدو وقال له‏:‏ ألْقِ إليَّ الفَلُوَّ، وقال هذا القول، يعني أنه ابن منجبين‏.‏

يضرب لمن يُحْمَدُ مَخْبره‏.‏

1592- رُبَّ حَثِيثٍ مَكِيثٌ‏.‏

يقال‏:‏ مَكَثَ فهو ماكِث ومَكِيث‏.‏ يضرب لمن أراد العَجَلة فحَصَل على البطء‏.‏

1593- رِجْلاَ مُسْتَعِيرٍ أَسْرَعُ مِنْ رِجْلَىْ مُؤَدٍّ‏.‏

يضرب لمن يُسْرِع في الاستعارة ويبطئ في الردِّ‏.‏

1594- رُبَّ شانِئَةٍ أَحْفَى مِنْ أُمٍّ ‏.‏

يعني أنها تُعْنَى بطلب عيوبك فعِنَايتها أشَدُّ من عناية الأم، لأن الأم تُخْفِي عَيْبَكَ فتبقى عليه، وهي تظهره فتتهذب بسببها‏.‏

1595- رُبَّ أَخٍ لَكَ لَمْ تَلِدْهُ أُمُّكَ‏.‏

يعني به الصديق، فإنه ربما أرْبى في الشفقة على الأخ من الأب والأم‏.‏

1596- رُبَّ رَيْثٍ يُعْقِبُ فَوْتاً‏.‏

هذا مثل قولهم ‏"‏في التأخير آفات‏"‏ أي ربما أخِّرَ أمرٌ فيفوت‏.‏

1597- رُبَّ طَلَبٍ جَرَّ إِلَى حَرَبٍ‏.‏

أي ربما طلب المرءُ ما فيه هلاكُ مالِهِ، ومثلُه‏:‏

1598- رُبَّ أُمْنِيَّةٍ، جَلَبَتْ مَنِيَّة‏.‏

ويروى ‏"‏نَتَجَتْ منيةً‏"‏ ومثلهما‏:‏

1599- رُبَّ طَمَعٍ أَدْنَى إِلىَ عَطَبِ‏.‏

وقريب مما تقدم قولهم‏:‏

1600- رُبَّ نَارِكَيٍّ خِيلَتْ نَارَ شَيٍّ‏.‏

وقال‏:‏

لاتَتْبَعَنْ كُلَّ دُخَانٍ تَرَى * فالنَّارُ قَدْ تُوقَدُ لِلْكَيَّ

1601- رُبَّمَا كانَ السُّكُوتُ جَوَاباً‏.‏

هذا كقولهم ‏"‏تَرءكُ الجواب جَوَابٌ‏"‏ قال أبو عبيد‏:‏ يقال ذلك للرجل الذي يجلُّ خَطَره عن أن يكلم بشيء، فيجاب بترك الجواب‏.‏

1602- رُبَّمَا أَعْلَمُ فأَذَرُ‏.‏

أي ربما أعلم الشيء فأذره، لما أعرف من سوء عاقبته‏.‏ ‏[‏ص 303‏]‏

1603- رَأَى الكَوَاكِبَ مُظْهِراً‏.‏

يقال ‏"‏أظْهَرَ‏"‏ إذا دخَلَ في وقت الظهيرة‏.‏ يضرب لمن دُهِىَ فأظلم عليه يومُه‏.‏

1604- رَضِيَ مِنَ الوَفَاءِ بِاللَّفَاءِ‏.‏

الوَفَاء‏:‏ التوفية، يقال‏:‏ وَفَّيْتُه حقَّه تَوْفِية ووَفَاء، واللَّفاء‏:‏ الشيء الحقير، يقال‏:‏ لَفَّاه حَقَّه إذا بَخَسه، فاللَّفَاء والوفاء مصدران ‏(‏يعني أنهما يدلان على معنى المصدر، وإن كان كل منهما - عند النحاة - اسم مصدر كالكلام والسلام والبيان، بمعنى التكليم والتسليم والتبيين‏)‏ يقومان مقام التوفية والتلفية‏.‏

يضرب لمن رضي بالتافه الذي لا قَدْرَ له دون التام الوافر‏.‏

1605- أَرْسِلْ حَكِيماً وأَوْصِهِ‏.‏

أي أنه وإن كان حكيما فإنه يحتاج إلى معرفة غرضِكَ‏.‏ وبضده يقال‏:‏

1606- أرْسِلْ حَكِيماً ولاَ تُوصِهِ‏.‏

أي هو مستغنٍ بحكمته عن الوصية‏.‏

قالوا‏:‏ إن هذين المثلين للقمان الحكيم، قالهما لابنه‏.‏

1607- الرَّشْفُ أنْقَعُ‏.‏

أي أذْهَبُ وأقْطَعُ للعطش‏.‏ والرَّشْفُ‏:‏ التأني في الشرب‏.‏ يضرب في ترك العَجَلة‏.‏

1608- الرُّغْبُ شُؤْمٌ‏.‏

يعني أن الشَّرَه يعود بالبلاء، يقال‏:‏ رَغِب رَغباً فهو رَغِيبٌ، والرغيب أيضاً‏:‏ الواسعُ الجوفِ، وأكثر ما يستعمل في ذم كثرة الأكل والحرصِ عليه‏.‏

1609- الرَّفِيقَ قَبْلَ الطَّرِيق‏.‏

أي حَصِّلِ الرفيق أولا واخْبُرْهُ، فربما لم يكن موافقا ولا تتمكن من الاستبدال به‏.‏

1610- الرَّاويِةُ أحَدُ الشَّاتِمَيْنِ‏.‏

هذا مثل قولهم ‏"‏سَبَّكَ مَنْ بَلَّغَكَ‏"‏

1611- رَكِبْتُ هَجَاجِي فَرَكِبَ هَجَاجَهُ‏.‏

يقال‏:‏ ركبَ فلانٌ هَجَاجَ غير مُجْرىً ‏(‏غير مجرى‏:‏ معناه غير منون‏)‏ وهَجَاجِ مثلَ قَطَامِ، إذا ركبَ رأسَه‏.‏

يضرب للرجلين إذا تَدَارَيَا، أي ركبتُ باطلي فركْب باطلَه‏.‏

1612- ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ أرْعَاظُ النَّبْلِ‏.‏

يضرب لمن طلب شيئاً فلم يصل إليه‏.‏ ‏[‏ص 304‏]‏

1613- رُبَّ فَرَسٍ دُونَ السَّابِقَةِ‏.‏

يضرب عند الترضية بالقَنَاعة بما دون المنى‏.‏

1614- رَكِبَتْ عَنْزُ بِحِدْجٍ جَمَلاَ‏.‏

عَنْز‏:‏ امرأة من طَسْم سُبِيَتْ فحملت في هَوْدج، يهزؤن بها، والتقدير‏:‏ ركبت عنز جملا مع حِدْج، أو جملا سائرا بحدج، وقد ذكرت الكلام فيه في باب الشين عند قوله ‏"‏شر يوميها وأغْوَاهُ لها‏"‏‏.‏

1615- أرْخِ عِنَاجَهُ يُدَالِكَ‏.‏

العِناج‏:‏ العَنْجُ، وهو أن تثني بالزمام، والمُدَالاَةُ‏:‏ المُدَاراة والرفق، أي ارْفُقْ به يتابعك، وذلك أن الرجل إذا ركب البعيرَ الصَّعْبَ وعَنَجَه بالزمام لم يتابعه، ويجوز أن يكون ‏"‏يُدَالِكَ‏"‏ من الدَّلْوِ وهو السير الرويد، يقال‏:‏ دَلَوْتُ الناقَةَ، أي سيرتُهَا سيراً رويداً، وقال‏:‏

لا تَقْلُوَاهَا وادْلُوَاهَا دَلْوَا * إِنَّ مَعَ الْيَوْمِ أَخَاهُ غَدْوَا

1616- أرَوَغَاناً يَاثُعَال، وقَدْ عَلِقْتَ بالْحِبَال‏؟‏

ثعالة‏:‏ الثعلب‏.‏

يضرب لمن يُرَاوغ وقد وجَبَ عليه الحق‏.‏

1617- ارْفَعْ بِاسْتِ مُمْجِرٍ ذَاتِ وَلَدٍ‏.‏

الممجر من الشاء‏:‏ التي لا تستطيع أن تَنْهَضَ بولدها من الهُزَال‏.‏

يضرب للرجل العاجز يُضَيَّقُ عليه أمره فلا يستطيع الخروجَ منه فيقال لك أعِنْهُ‏.‏

1618- رَمَاهُ اللّه بِالطُّلاَطِلَةِ وَالْحُمَّى المُمَاطِلَةِ‏.‏

الطُّلاَطلة‏:‏ الداء العُضَال لا دواء له، وقال أبو عمرو‏:‏ هو سقوط اللَّهَاة‏.‏

يضرب هذا لمن دُعِيَ عليه، أي رماه اللّه بالداهية‏.‏

1619- أرَى خَالاً وَلاَ أرَى مَطَرَا‏.‏

الخَالُ‏:‏ السحاب يُرْجى منه المطر‏.‏

يضرب للكثير المالِ لا يُصَاب منه خير‏.‏

1620- رَكُوضٌ فِي كُلِّ عَرُوضٍ‏.‏

العَرُوضُ‏:‏ الناحية‏.‏ يضرب لمن يَمْشي بين القوم بالفَسَاد‏.‏

1621- رَجَعْتَ وخَسْأً وَذَمًّا‏.‏

يضرب لمن يرجع عن مطلوبه خائباً مذموما، ونصب ‏"‏خَسْأ وذما‏"‏ بالواو التي بمعنى مع، أي رجعت مع خسء وذم‏.‏

1622- رُبَّ فَرْحَةٍ تَعُودُ تَرْحَةً‏.‏

يعني أن الرجل يولَدُ له الولدُ فيفرح، ‏[‏ص 305‏]‏ وعسى أن يعود فرحه إلى ترح لجناية يجنيها أو ركوبِ أمرٍ فيه هلاكُه‏.‏

1623- رُبَّ جُوعٍ مَرِيء‏.‏

يضرب في ترك الظلم، أي لا تظلم أحداً فتتخم‏.‏

1624- رَمانِي مِنْ جُولِ الطَّوِىِّ‏.‏

الجُول والجَالُ‏:‏ نواحي البئر مِن داخِلٍ أي رماني بما هو راجع إليه‏.‏

1625- رَكِبَ عُودٌ عُوداً‏.‏

يعنون السهم والقوس‏.‏

1626- رُبَّ كَلِمَةٍ سَلَبَتْ نِعْمَةً‏.‏

يضرب في اغتنام الصَّمْتِ‏.‏

1627- رَتْواً يُحْلَبُ الأبْكَارُ‏.‏

قال الأموي‏:‏ رَتَوْتُ بالدَّلْو، أي مددتُها مدّاً رفيقا، والأبكار جمع بِكر، وهي من الإبل الناقة التي ولدت بطناً واحداً ونصب رَتْواً على المصدر، أي ارفق رفقا يلحق الأتباع‏.‏

1628- رُبَّ مَلُومٍ لاَ ذَنْبَ لَهُ‏.‏

هذا من قول أكْثَمَ بن صَيْفي، يقول‏:‏ قد ظهر للناس منه أمر أنْكَرُوه عليه، وهم لا يعرفون حجته وعذره، فهو يُلاَم عليه، وذكروا أن رجلا في مجلس الأحنف بن قيس قال‏:‏ ليس شيء أبغض إليَّ من التمر والزبد، فقال الأحنف‏:‏ رُبَّ مَلُوم لا ذنب له‏.‏

1629- ارْضَ مِنَ العُشْبِ بِالْخُوصَةِ‏.‏

هذا مثل قولهم ‏"‏ارْضَ من المركب بالتعليق‏"‏‏.‏

والخوصة‏:‏ واحدة الخوص، وهي وَرَق النخل والعرفج، يقال‏:‏ أخْوَصَتِ النخلة، وأخْوَصَ العرفج، إذا تفطر بوَرَق‏.‏

يضرب في القناعة بالقليل من الكثير‏.‏

1630- الرَّيْعُ مِنْ جَوْهَرِ البَذْرِ‏.‏

يقال‏:‏ رَاعَ الطعامُ يَرِيعُ وأرَاعَ يُرِيع، إذا صارت له زيادة في العَجْن والْخَبْز‏.‏

يضرب للفرع الملائم للأصل‏.‏

1631- الرِّفْقُ يُمْنٌ والْخُرْقُ شُؤْمٌ‏.‏

اليمن‏:‏ البركة، والرِّفْقُ‏:‏ الاسمُ من رَفَقَ به يَرْفُق، وهو ضد العُنْف، والذي في المثل من قولهم ‏"‏رَفُقَ الرجلُ فهو رَفِيق‏"‏ وهو ضد الخُرْق من الأخْرَقِ، وفي الحديث ‏"‏ما دَخَلَ الرفقُ شيئاً إلا زانه‏"‏ أراد به ضد العنف‏.‏

يضرب في الأمر بالرفق والنهي عن سوء التدبير‏.‏

1632- الرُّومُ إِذَا لَمْ تُغْزَ غَزَتْ‏.‏

يعني أن العدو إذا لم يقهر رام القهرَ، وفي هذا حَضٌّ على قهر العدو‏.‏ ‏[‏ص 306‏]‏

1633- أُرِيدُ حِبَاءَه وَيُرِيدُ قَتْلِي‏.‏

هذا مَثَل تمثل به أمير المؤمنين عليّ كرم اللّه وجهه حين ضربه ابنُ مُلْجَم لعنه اللّه، وباقي البيت‏:‏ عَذِيرَكَ من خَلِيلِكَ مِنْ مُرَاد*

1634- رُبَّ طَرْفٍ أفْصَحُ مِنْ لِسَانٍ‏.‏

هذا مثل قولهم ‏"‏البغض تُبْدِيه لك العينان‏"‏‏.‏

1635- رُبَّ كَلِمَةٍ تَقُولُ لِصَاحِبِهَا دَعْنِي‏.‏

يضرب في النهي عن الإكثار مخافة الإهجار‏.‏

ذكروا أن نلكا من ملوك حِمْيَر خرج مُتَصَيِّداً معه نديم له كان يُقَرِّبه ويكرمه، فأشرف على صخرة مَلْساء ووقَف عليها، فقال له النديم‏:‏ لو أن إنسانا ذُبِحَ على هذه الصخرة إلى أين يبلغ دمه‏؟‏ فقال الملك‏:‏ اذبحوه عليها ليرى دمه أين يبلغ، فذبح عليها، فقال الملك‏:‏ رُبَّ كلمة تقول لصاحبها دعني‏.‏

1636- رُبَّ ممْلُولٍ لاَ يُسْتَطَاعُ فِرَاقُهُ‏.‏

1637- رُبَّ رَأْسٍ حَصِيدُ لِسَانٍ‏.‏

الْحَصِيد بمعنى المحصود‏.‏

يضرب عند الأمر بالسكوت‏.‏

1638- رُبَّ ابْنِ عَمٍّ لَيْسَ بابْنِ عَمٍّ‏.‏

هذا يحتمل معنيين‏:‏ أحدهما أن يكون شكاية من الأقارب، أي رب ابن عم لا ينصرك ولا ينفعك، فيكون كأنه ليس بابنِ عم، والثاني أن يريد رُبَّ إنسان من الأجانب يهتم بشأنك ويستحي من خذلانك فهو ابن عم مَعنىً وإن يكن ابن عم نسباً، ومثله في احتمال المعنيين قولهم‏:‏ ‏"‏رُبَّ أخٍ لك لم تلده أمك‏"‏‏.‏

1639- رَزَمَةً وَلاَ دِرَّةً‏.‏

الرَّزَمَةُ‏:‏ حَنينُ الناقة، والدِّرَّة‏:‏ كثرة اللبن وسيلانه‏.‏ يضرب لمن يعد ولا يفي‏.‏

1640- رُدَّ الْحَجَرَ مِنْ حَيْثُ جاءَكَ‏.‏

أي لا تَقْبل الضَّيْمَ وارْمِ مَنْ رَمَاك‏.‏

1641- رَكَضَ ما وَجَدَ مَيْدَاناً‏.‏

أي رَكَضَ مدة وجدانه المَرْكَضَ‏.‏ يضرب لمن تعدَّى حدَّ القَصْد‏.‏

1642- رُبَّ طَمَعٍ يَهْدِى إِلَى طَبَعٍ‏.‏

الطبع‏:‏ الدَّنَسُ، قال الشاعر‏:‏

لا خَيْرَ في طَمَع يَهْدِي إلى طَبَعٍ * وَغُفَّةٌ مِنْ قِوَامِ العَيْشِ تَكْفِينِي ‏[‏ص 307‏]‏

1643- رَبَاعِي الإبِلِ لاَ يَرْتَاع مِنَ الْجَرَسِ‏.‏

هذا مثل تبتذله العامة، والرباعي‏:‏ الذي ألقى رَبَاعِيَتَه من الإبل وغيرها، وهي السن التي بين الثَّنِيَّة والناب، يقال‏:‏ رَبَاع مثل ثمَان، والأنثى رَبَاعِية، قال العجاج يصف حماراً وحشياً‏:‏

رَبَاعِياً مُرْتَبِعاً أوْ شوقباً*

ويطلق على الغنم في السنة الرابعة، وعلى البقر والحافر في الخامسة، وعلى الخف في السابعة‏.‏

يضرب لمن لقى الخطوبَ، ومارَسَ الحوادثَ‏.‏

1644- رُبَّمَا أصَابَ الأَعْمَى رُشْدَهُ‏.‏

أي ربما صادف الشيء وَفْقَه من غير طلب منه وقصد، وكثيراً ما يقولون ‏"‏بما أصاب الأعمى رشده‏"‏ مكان ‏"‏ربما‏"‏ قال حسان‏:‏

إنْ يكُنْ غَثَّ من رَقَاشِ حَدِيثٌ * فَبِمَا تأكُلُ الحدِيثَ السَّمِينَا

قالوا‏:‏ أراد ربما، قلت‏:‏ يجوز أن تكون الباء في قوله‏:‏ ‏"‏فبما تأكل‏"‏ باء البدل كما يقال‏:‏ هذا بذاك، أي بدله، يقول‏:‏ إن غثَّ حديثها الآن فببدل ما كنت تسمع السمين من حديثها قبل هذا، ومثله قول ابن أخت تأبط شراً يرثي خاله‏:‏

فلئن فَلَّتْ هُذَيلٌ شَبَاه * لَبِمَا كان هُذَيْلاً يفلُّ

وُبمَا يتركهم في مناخ * جعجع ينقب فيه الأظَل‏.‏

1645- أُرَيْنب مُقْرَنْفِطَهْ، عَلَى سَوَاءِ عُرْفُطَهْ‏.‏

أُرَيْنب‏:‏ تصغير أرنب، وهي تؤنث، والاقرنفاط‏:‏ الانقباض، ومنه قول الرجل لامرأته وقد شاخا‏:‏

يا حبذا مُقْرَنْفَطُك * إذ أنا لا أفرِّطُك

فقالت‏:‏

ياحَبَّذَا ذَبَاذِبُكَ * إذ الشَّبَابُ غالبك

وهذه أرنب هَرَبَتْ من كلب أو صائد فعلت شجرة عُرْفُطة، وسَوَاء الشيء‏:‏ وسَطُه‏.‏

يضرب لمن يستتر بما ليس يستره‏.‏

1646- رَماهُ اللّه بأَحْبَى أقْوَس‏.‏َ

أي بالداهية، والأحبى الأقوس‏:‏ الداهي المُمَارس من الرجال، تقول العرب‏:‏ قالت الأرنب‏:‏ لا يدرِينِي - أي لا يختلني - إلا الأحْبَي الأقْوَسُ، الذي يبدرني ولا يَيْأس‏.‏

قلت‏:‏ الأحبى‏:‏ أفعل من الحَبْوِ، وهو الصائد الذي يَحْبُو للصيد، والأقوس‏:‏ المُنْحَنِيُّ ‏[‏ص 308‏]‏ الظهر، وهو من صفة الصائد أيضاً، فصار اسماً للداهية، فلذلك نكَّره، وبعضهم يروى ‏"‏رماه اللّه بأحوَى‏"‏ بالواو كما يقال ‏"‏رماه اللّه بأحوى ألوى‏"‏ هذا من الحي واللَّيِّ، أي بمَنْ يجمع ويمنع، ومنه‏:‏ ‏"‏لَيُّ الواجِدِ ظُلْمٌ‏"‏‏.‏

1647- رُبَّ حَمْقَاءَ مُنْجِبَة‏.‏

يقال ‏"‏أَنْجَبَ الرجلُ‏"‏ إذا كانت أولاده نُجَباء، وأنجبت المرأة‏:‏ ولدت نَجِيباً‏.‏

قال ابن الأعرابي‏:‏ أربعة مَوْقَى‏:‏ كلابُ بن ربيعة بن عامر بن صَعْصعة، وعِجْل بن لُجَيْم، ومالك بن زيد مَنَاة بن تميم، وأَوْسُ بن تغلب، وكلهم قد أَنْجَبَ‏.‏

1648- رَمَى الكَلاَمَ عَلَى عَوَاهِنِهِ‏.‏

إذا لم يُبَال أصاب أم أخطأ‏.‏

قلت‏:‏ أصل هذا التركيب يدلُّ على سهولة ولين وقلة عَنَاء في شيء ومنه العِهْن المَنْفُوش، ورجل عاهن‏:‏ أي كسلان مُسْتَرْخٍ، والعواهن‏:‏ عروق في رحم الناقة، ولعل المثل يكون من هذا، أي أن القائل من غير روية لا يعلم ما عاقبة قوله كما لا يعلم ما في الرحم‏.‏

1649- رُبَّمَا أرَادَ الأَحْمَقُ نَفْعَكَ فَضَرَّكَ‏.‏

يضرب في الرَّغْبة عن مخالطة الجاهل‏.‏

1650- رَكِبَ عُرْعُرَهُ‏.‏

إذا أساء خلقه، وهذا كما يقال ‏"‏ركِبَ رأسه‏"‏ وعُرْعُرة الجبل والسَّنَام‏:‏ أعلاه ورأسُه‏.‏

1651- رَجَعَ عَلَى حَافِرَتِهِ‏.‏

أي الطريق الذي جاء منه، وأصله من حافِرِ الدابة، كأنه رجع على أثر حافره‏.‏

يضرب للراجع إلى عادته السوء‏.‏

1652- رَفَعَ بِهِ رَأْساً‏.‏

أي رضي بما سمع وأصاخ له، أنشد ابن الأعرابي في هذا المعنى‏:‏

فَتًى مثلُ صَفْو الماء ليس بِبَاخِلٍ * بشيء ولا مُهْدٍ مَلاَما لباخِلِ

ولا قَائلٍ عَوْرَاءَ تُؤْذِى جليسَه * ولا رافعٍ رأساً بَعْورَاءِ قائِلٍ

ولا مُظْهِرٍ أحدوثَةَ السوء مُعْجَباً * بإعلانها في المجلس المُتَقَابِلِ

أي في أهل المجلس‏.‏

وحكى أن محمد بن زُبَيْدَة حبَس أبا نُوَاس في أمرٍ، فكتب إليه من الحَبس‏:‏ ‏[‏ص 309‏]‏

قل للخليفة‏:‏ إنني * حَيٌّ، أراك بكل باس

مَنْ ذا يَكُون أبا نُوَا * سِك إذْ حَبَسْتَ أبا نُوَاس

إنْ أنْتَ لم تَرْفَعْ به * رأساً هُدِيتَ فَنِصْفَ رَاسِ

قال‏:‏ فلم يرفع بما كتبت إليه رأساً، ولم يُبَالِ بي، ومكثت في الحبس ثلاثة أشهر‏.‏

1653- رمَاهُ اللّه بأَفْعَى حَارِيَة‏.‏

الأفعى‏:‏ حية يقال لمذكرها الأفْعُوَان، وهي أفعل قد ينون، كما يقال‏:‏ ‏"‏أَرْوًى‏"‏ بالتنوين والحارية‏:‏ التي نَقَصَ جسمها من الكبر، يقال‏:‏ حَرَى يَحْرِى حَرْياً، وفلان يحرى كما يحرى القمر، أي ينقص، يقال‏:‏ إن الأفعى الحارية لا تطنى، أي لا تبقى لَدِيغَهَا، بل تقتل من ساعها‏.‏

1654- رمَاهُ اللّه بالصُّدَامِ وَالأَوْلَقِ وَالْجُذاَمِ‏.‏

الصُّدَام‏:‏ داء يأخذ في رؤوس الدواب قال الجوهري‏:‏ هو الصِّدَام بالكسر، وقال الأزهري‏:‏ بالضم‏.‏ قلت‏:‏ وهذا هو القياس، لأن الأدواء على هذه الصيغة وردت مثل الزُّكَام والسُّعَال والْجُذَام والصُّدَاع والخُرَاع وغيرها، والأوْلَقُ‏:‏ الْجُنُون، وهو فَوْعَل، لأنه يقال ‏"‏رجُلٌ مُؤَوْلَقٌ‏"‏ أي مجنون، قال الشاعر‏:‏

وَمُؤَوْلَقٍ أَنْضَجْتُ كيَّةَ رأسِهِ * فَتَرَكْتُهُ ذَفِراً كرِيح الْجَوْرَبِ

ويجوز أن يكون وزنه أفعل، لأنه يقال‏:‏ أُلِقَ الرجل فهو مألوق، أي جُنَّ فهو مجنون‏.‏ والْجُذَام‏:‏ داء تتقرَّح منه الأعضاء وتتعفَّن، وربما تساقَطُ، نعوذ باللّه منه ومن جميع الأدواء‏.‏

والمثلُ من قول كثير بن المطلب بن أبي وَدَاعة‏.‏

قال الرياشي‏:‏ كتب هشام إلى والي المدينة أن يأخذ الناسَ بسبِّ علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه، فقال كثير‏:‏

لَعَنَ اللّه من يَسُبُّ حُسَيْناً * وأخاه من سُوقَةٍ وإمَامِ

ورَمَي اللّه من يَسُبُّ عليّاً * بصُدَامٍ وَأَوْلَقٍ وَجُذَامِ

طِبْتَ بيتاً وطاب أَهْلُكَ أهْلاً * أَهْلِ بَيْتِ النبي والإسْلاَمِ

رَحْمَةُ اللّه والسَّلاَمُ عليكم * كلَّما قام قائم بسَلاَمِ

يأْمَنُ الطيرُ والظَّباءُ ولا يأ * مَنُ رَهْطُ النبيِّ عند المقامِ

قال‏:‏ فحبسه الوالي، وكتب إلى هشام ‏[‏ص 310‏]‏ بما فعل، فكتب إليه هشام يأمره بإطلاقه، وأمر له بعطاء‏.‏

1655- رَمَاهُ اللّه بلَيْلَةٍ لاَ أُخْتَ لَهَا‏.‏

أي بليلة يَمُوتُ فيها‏.‏

1656- رَمَاُه اللّه بِدَيْنِهِ‏.‏

يعنون به الموتَ، لأن الموت دَيْنٌ على كل أحد سيقضيه إذا جاء متقاضيه‏.‏

1657- رَمَاهُ اللّه مِنْ كُلِّ أكَمَةٍ بِحَجَرٍ‏.‏

يقال هذا في الدعاء على الإنسان‏.‏

1658- ارْبِطْ حِمَارَكَ إنهُ مُسْتَنْفِرُ‏.‏

يقال‏:‏ رَبَطَ يَرْبُطُ وَيَرْبِطُ، واستنفر بمعنى نَفَرَ، ويكون بمعنى أنفر‏.‏

يضرب لمن يؤذي قومه‏.‏

ومعناه‏:‏ كُفَّ فقد عِرْتَ في شتم قومك ‏(‏عار الفرس ونحوه يعير عيرا - من باب ضرب - إذا انفلت وذهب ههنا وههنا من مرحه، أو هام على وجهه لا يثنيه شيء‏)‏ كما يَعيِرُ الحمار عن مربطه‏.‏

1659- أرِنِي حَسَناً أُرِكْهُ سَمِيناً‏.‏

يقولون‏:‏ قال رجل لرجل‏:‏ أَرِنِي حسناً، فقال‏:‏ أريكه سميناً، يعني أن الحُسْنَ في السِّمَن، وهذا كقولهم‏:‏ قيل للشحم‏:‏ أين تذهب‏؟‏ قال‏:‏ أقوِّمُ المُعْوَجَّ‏.‏

1660- رُبَّ كَلِمَةٍ أفَادَتْ نِعْمَةً‏.‏

هذا ضد قولهم ‏"‏ربَّ كلمةٍ سلَبت نعمة‏"‏‏.‏

1661- رُبَّمَا أصَابَ الغَبِيُّ رُشْدَهُ‏.‏

الغَبَاوة‏:‏ الحُمْق‏.‏ ضرب في التسليم والرضا بالقدر‏.‏

1662- رُبَّ بَعِيدٍ لاَ يُفْقَدُ بِرُّهُ، وَقَرِيبٍ لا يُؤْمَنُ شَرُّهُ‏.‏

1663- الرَّقِيقُ جَمَالٌ وَليْسَ بمَالٍ‏.‏

وهذا كما قالوا‏:‏ اشْتَرِ الموَتَان، ولا تشتر الحيوان‏.‏

1664- رُبَّ عَالِمٍ مَرْغُوبٌ عَنْهُ، وَجَاهِلٍ مُسْتَمَعٌ مِنْهُ‏.‏

1665- رُبَّ عَزِيزٍ أذَلَّهُ خُرْقُهُ، وَذَلِيلٍ أعَزَّهُ خُلُقُهُ‏.‏

1666- رُبَّ مُؤْتَمَنٍ ظَنِينٌ، وَمُتَّهَمٍ أمِينٌ‏.‏

1667- رُبَّ شَبْعَانَ مِنَ النِّعَمِ، غَرْثَانُ مِنَ الكَرَمِ‏.‏

1668- ارْتَجَنَتْ الزُّبْدَةُ‏.‏

الارتجان‏:‏ اختلاطُ الزُّبْدَة باللبن، فإذا خلَصَت الزبدة فقد ذهب الارتجان‏.‏

يضرب للأمر المُشْكِل لا يهتدَى لإصلاحه‏.‏ ‏[‏ص 311‏]‏

1669- رَمَى بِسَهْمِهِ الأَسْوَدِ والمُدَمَّى‏.‏

أصل هذا المثل أن الجَمُوحَ أخا بني ظَفَر بَيَّتَ بني لَحْيَان، فهُزم أصحابه وفي كِنانته نَبْل مُعلم بسواد، فقالت له امرأته‏:‏

أين النَّبْلُ التي كنت ترمي بها‏؟‏ فقال‏:‏

قالت خليدة لمَّا جئتُ زائرهَا * هلاَّ رَمَيْتَ ببَعْضِ الأْسُهم السود

والمدمَّي‏:‏ الملطَّخ بالدم‏.‏

يضرب للرجل لا يبقى في الأمر من الجد شيئاً‏.‏

1670- رَعْداً وبَرْقا والجهَامُ جافِرُ‏.‏

يقال‏:‏ جفَلَ السحابُ وجَفَر، إذا أراق ماءه، ونصب رَعْداً وبَرْقاً على المصدر، أي يرعد رعدا ويبرق برقا‏.‏ يضرب لمن يتزيَّا بما ليس فيه‏.‏

1671- رَأيْتُ أرْضاً تَتَظَالَمُ مِعْزاهَا‏.‏

أي‏:‏ تتناطح من سمنها وكثرة عُشْبها‏.‏ يضرب لقوم كَثُرتْ نعمتهم ولذَّتْ معيشتهم فهم يَبْطَرونها‏.‏

1672- أرَانِي غَنِيًّا ما كُنْتُ سَويّاً‏.‏

يعني أن الغني في الصحة، وهذا يروى عن أكْثَمَ بن صَيْفي‏.‏

1673- الرِّفْقُ بُنَيُّ الحلْمِ‏.‏

أي مثلُه، وينشد‏:‏

يا سعد يا ابْنَ عملي يا سَعْدُ * هل يُرْوِيَنْ ذَوْدَكَ نَزْعٌ مَعْدُ

وساقيانِ سَبِطٌ وجَعْدٌ*

أراد بقوله ‏"‏يا ابن عملي‏"‏ يا من يعمَل مثلَ عملي‏.‏

1674- رُبَّمَا دَلَّكَ عَلَى الرَّأْيِ الظَّنُونَ‏.‏

قال الفراء‏:‏ يراد ربما أصاب المتهَمُ في عقله الضعيفُ في رأيه شاكلَةَ الصوابِ إذا استشير، والظَّنُون‏:‏ كل ما لم يُوثَقْ به من ماء أو غيره‏.‏ وقال أبو الهيثم‏:‏ الظَّنُون من الرجال الذي يُظَن به الخيرُ فلا يوجَد كذلك‏.‏

1675- أرَادَ مَا يُحْظِينِي فَقَالَ ما يَعْظِينِي‏.‏

الإحظاء‏:‏ أن تجعله ذا حُظْوة ومنزلة، والعَظْى‏:‏ الرمْىُ، يقال‏:‏ عظاه يَعْظِيه ‏(‏في القاموس أنه أجوف واوي، يقال عظاء يعظوه عظوا، فلعل هذه لغة أخرى‏)‏ عَظْيا، ولقي فلان ما عَجَاه وما عَظَاه، إذا لقى شدةً، ولقَّاه اللّه ما عَظَاه، أي ما ساءه‏.‏

يضرب للرجل ينصح صاحبه فيخطئ فيقول له ما يَغِيظه ويسوءه‏.‏

1676- أُرْوِيَّةٌ تَرْعَى بِقاعٍ سَمْلَقٍ‏.‏

الأروية‏:‏ الأنثى من الأوْعَال، وهي ‏[‏ص 312‏]‏ ترعى في الجبال، والقاعُ‏:‏ الأرضُ المستوية، والسَّمْلَق والسلق‏:‏ المطمئنّ من الأرض‏.‏

يضرب لمن يُرَى منه ما لم يُرَ قبلُ من صلاح أو فساد‏.‏

1677- ارْمِ فَقَدْ أفَقْتَهُ مَرِيشاً‏.‏

يقال‏:‏ أفَقْتَ السهمَ إذا وضَعْتَ فُوقه في الوتَر‏.‏

يضرب لمن تمكَّن من طَلِبته‏.‏

1678- رَحْلٌ يَعَضُّ غارِباً مَجْرُوحاً‏.‏

الغاربُ‏:‏ أعلى السَّنام، يقال‏:‏ عَضَّه وعَضَّ به وعَضَّ عليه‏.‏

يضرب لمن هو في ضبق وضَنْك فألْقى غيره عليه ثقْلَه‏.‏

1679- رَازَلَكَ القُنْفُذُ أُمَّ جابِرٍ‏.‏

الرَّوْزُ‏:‏ الاختبار، وأم جابر‏:‏ امرأة كانت دَمِيمةً‏.‏ يقول‏:‏ إن القنفذ اختَبَر لأجلك هذه المرأة، يعني أنها في حركاتها ودَمَامتها مثل القنفذ فقد بين القنفذ لك صفتها‏.‏

يضرب لمن يَدُلُّك تصرفه على ما في قلبه من الضعن‏.‏

1680- رَأْسٌ لِشَوْرٍ ما يُطارُ نُعرَتُهُ‏.‏

شَوْر‏:‏ اسم رجل، والنُّعَرة‏:‏ ذباب يتعرض للحمير وسائر الدواب فيدخل أنفها‏.‏

يضرب لمن أصَرَّ على جَهْله فلا يزجره زجر ناصح‏.‏

1681- أرْوَاحُ وَجْرَى كُلُّهَا دَبُورُ‏.‏

يقال‏:‏ ريح وأرْوَاح ورِيَاح وأرْيَاح، فمن قال أرواح بناه على أصله، ومن قال أرياح بناه على لفظ الريح، ووَجْرَى‏:‏ موضع بالشأم قريب من أرمينية فيه برد شديد، يقال‏:‏ إن ريح الشمال فيها لا تفتر، والدَّبور‏:‏ ريح تأتي من جانب القبلة، وهي أخبث الأرواح، يقال‏:‏ إنها لا تلقح شجرا ولا تنشئ سحابا‏.‏ يضرب لمن كلُّه شر‏.‏

1682- رَتَوْتَ بِالغَرْبِ العَظِيمِ الأثْجَلِ‏.‏

الرَّتْو‏:‏ الخطو، والغَرْب‏:‏ الدَّلو العظيمة، والاَثْجَلُ‏:‏ الواسع‏.‏

يضرب لمن يحتمل المشاق والأمور العظيمة ناهضاً بها‏.‏

1683- رَمَاهُ بِسُكاتِهِ‏.‏

أي رماه بما أسكته، يعني بداهية دَهْيَاء‏.‏

1684- رُبَّ قَوْلٍ يُبْقِى وَسْماً‏.‏

قالوا‏:‏ إن أول مَنْ قال ذلك أعرابي، وكان رَثَّ الحال، فقال له رجل‏:‏ يا أعرابي، واللّه ما يسرني أن أبيتَ لك ضيفاً، قال الأعرابي‏:‏ فواللّه لو بتَّ ضيفاً لي لأصبحت ‏[‏ص 313‏]‏ أبْطَنَ من أمك قبل أن تلدك بساعة، إنا إذا أخْصَبْنا فنحن آكَلُ للمأدوم، وأعطى للمحروم، ولَرُبَّ قول يبقى وَسْما، قد رَدَّه منا فعال تَحْسِم ذما، فذهبت من قوله مثلا‏.‏

1685- رُبَّ زَارِعٍ لِنَفْسِهِ حاصِدٌ سِوَاهُ‏.‏

قال ابن الكلبي‏:‏ أول مَنْ قال ذلك عامر بن الظَّرِب، وذلك أنه خَطَب إليه صَعْصَعة بن معاوية ابنَته، فقال‏:‏ يا صعصعة إنك جئْتَ تشترِي مني كَبِدِي وأرْحَمَ ولدي عندي منَعْتُك أو بعتك، النكاحُ خيرٌ من الأيْمَة، والحسيب كفء الحسيب، والزوج الصالح يعد أبا، وقد أنكحتك خَشْيَةَ أن لا أجد مثلك، ثم أقبل على قومه فقال‏:‏ يا معشرَ عَدْوَان أخرجت من بين أظهركم كريمَتكم على غير رَغْبة عنكم، ولكن مَنْ خُطَّ له شيء جاءه، رب زارع لنفسه حاصد سواه، ولولا قَسْم الحظوظ على غير الحدود ما أدرك الآخر من الأول شيئاً يعيش به، ولكن الذي أرسل الْحَيَا أنبت المَرْعَى ثم قسمه أكْلاً لكل فَمٍ بَقْلَة ومن الماء جرعة، إنكم ترون ولا تعلمون، لن يرى ما أصِفُ لكم إلا كلُّ ذي قلب وَاعٍ، ولكل شيء راعٍ، ولكل رزق ساعٍ، إما أكْيَسُ وإما أحْمَق، وما رأيت شيئاً قط إلا سمعت حِسَّه، ووجَدْتُ مَسَّه، وما رأيت موضوعاً إلا مصنوعاً، وما رأيت جائيا إلا داعيا ولا غانما إلا خائبا، ولا نعمة إلا ومعها بؤس، ولو كان يميت الناسَ الداءُ لأحياهم الدواء، فهل لكم في العلم العليم‏؟‏ قيل‏:‏ ما هو‏؟‏ قد قلتَ فأصبت، وأخبرتَ فصدقت، فقال‏:‏ أموراً شَتَّى، وشيئاً شيا، حتى يرجعع الميت حياً، ويعود لاشيء شيئاً، ولذلك خلقت الأرض والسماء، فتولوا عنه راجعين، فقال‏:‏ وَيْلُمِّها نصيحةً لو كان مَنْ يقبلها‏.‏

1686- ارْقُبِ البَيْتَ مِنْ راقِبِهِ‏.‏

أي احفظ بيتَكَ من حافظه، وانظر مَنْ تخلَّف فيه‏.‏

وأصله أن رجلا خلَّف عبده في بيته فرجَعَ وقد ذهب العبدُ بجميع أمتعته، فقال هذا، فذهب مثلا‏.‏

1687- رُبَّ جِزَّةٍ عَلَى شَاةِ سُوءٍ‏.‏

الجِزَّة‏:‏ ما يُجَز من الصوف‏.‏ يضرب للبخيل المستغني‏.‏

1688- رُبَّ مُسْتَغْزِرٍ مُستَبْكِئٍ‏.‏

يقال‏:‏ استغزرته، أي وجدته غَزيراً، وهو الكثير اللبن، واستبكأتُهُ‏:‏ أي وجدته بَكِيّاً، وهو القليل اللبن‏.‏ ‏[‏ص 314‏]‏

يضرب لمن استقلَّ إحسانك إليه وإن كان كثيراً‏.‏

1689- رَجَعَ عَلَى قَرْوَاهُ‏.‏

أي على عادته، وهو فَعْلَى من قَرَوْته أي تتبعته‏.‏

يضرب لمن يرجع إلى طَبْعه وخُلُقه‏.‏

1690- رُبَّ عَيْنٍ أَنَمُّ مِنْ لِسَانٍ‏.‏

هذا كقولهم‏:‏ ‏"‏جَلَّى محبٌّ نَظَره‏"‏ وكقولهم ‏"‏شَاهِدُ اللَّحْظِ أَصْدَقُ‏"‏ ‏.‏

1691- رُبَّ حَالٍ أَفْصَحُ مِنْ لِسَانٍ‏.‏

هذا كما قيل ‏"‏لسان الحال أبين من لسان المقال‏"‏‏.‏

1692- رَحِمَ اللّه مَنْ أَهْدَى إِلَيَّ عُيُوبِي‏.‏

قاله عمر بن عبد العزيز رحمه اللّه تعالى‏.‏

1693- رِزْقُ اللّه لاَ كَدُّكَ‏.‏

أي لا ينفعك كدُّكَ إذا لم يقدَّر لك، قال الأصمعي‏:‏ أي أتاك الأمر من اللّه لا من أسباب الناس، وهذا كما قال الشاعر‏:‏

هَوِّنْ عَلَيْكَ فإنَّ الأمُورَ* بكفِّ الإلهِ مَقَاديرُهَا

فَلَيْسَ بآتيكَ مَنْهِيُّهَا * ولا قاصِر عنكَ مأمُورُهَا

1694- رُمِىَ فُلاَنٌ بِرِيشِهِ عَلَى غَارِبِه‏.‏

يضرب لمن خُلِّى ومراده لا يُنَازعه فيه أحد وهذا يروى عن عائشة رضي اللّه عنها، أنها قالت ليزيد بن الأصم الهلالي ابن أخت ميمونة رضي اللّه عنها زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ذهَبَتْ واللّه ميمونة، ورمى بريشك على غاربك‏.‏

قلت‏:‏ يمكن أن يكون هذا من قولهم ‏"‏أعطاه مائة برشها‏"‏ قال أبو عبيدة‏:‏ كانت الملوك إذا حَبَوْا حِباء جعلوا في أسنمة الإبل ريشَ نعامٍ ليعرَفَ أنها حِباء الملك، وأن حكْم ملكه ارتفع عنها، فكذلك هذا المُخَلَّى ورأيه ارتفع عنه حكم غيره‏.‏

والرواية الصحيحة في هذا المثل ‏"‏رُمِيَ فلان برَسَنِهِ على غاربه‏"‏ وعلى هذه الرواية لا حاجة لنا إلى شرحه وتفسيره‏.‏

1695- رَبٌّ يُؤَدِّبُ عَبْدَهُ‏.‏

قاله سعد بن مالك الكناني للنعمان بن المنذر، وقد ذكرتُ قصته في الباب الأول عند قولهم ‏"‏إن العصا قُرِعَتْ لذي الْحِلْم‏"‏‏.‏