فصل: إعراب الآيات (25- 27):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن



.إعراب الآيات (25- 27):

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (25) أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (26) فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما نَراكَ إِلاَّ بَشَراً مِثْلَنا وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ وَما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبِينَ (27)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (أرسلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(نا) ضمير فاعل (نوحا) مفعول به منصوب (إلى قوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (أرسلنا)، والهاء ضمير مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل والياء ضمير في محلّ نصب اسم إنّ اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جر متعلّق ب (نذير) وهو خبر إنّ مرفوع (مبين) نعت لنذير مرفوع.
جملة: (أرسلنا...) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم وجوابها لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّي لكم نذير...) في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.. والقول المقدّر حال من (نوحا).
(أن) حرف تفسير، (لا) ناهية جازمة (تعبدوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (إلّا) أداة حصر (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (إنّي) مثل الأول (أخاف) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (عليكم) مثل لكم متعلّق ب (أخاف)، (عذاب) مفعول به منصوب (يوم) مضاف إليه مجرور (أليم) نعت ليوم مجرور.
وجملة: (لا تعبدوا...) لا محلّ لها تفسيرية.
وجملة: (إنّي أخاف...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (أخاف...) في محلّ رفع خبر إنّ.
الفاء عاطفة (قال) فعل ماض (الملأ) فاعل مرفوع (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت للملأ، (كفروا) فعل ماض وفاعله (من قوم) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل كفروا والهاء مضاف إليه (ما) نافية (نرى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن والكاف ضمير مفعول به (إلّا) أداة حصر (بشرا) مفعول به ثان منصوب، (مثل) نعت ل (بشرا) منصوب و(نا) ضمير مضاف إليه، الواو عاطفة (ما نراك) مثل الأولى (اتّبع) فعل ماض والكاف مفعول به (إلّا) مثل الأولى (الذين) موصول في محلّ رفع فاعل، (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أراذل) خبر مرفوع و(نا) ضمير مضاف إليه (بادي) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (اتّبع)، (الرأي) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (ما نرى) مثل الأولى (لكم) مرّ إعرابه متعلّق بمحذوف مفعول به ثان ل (نرى)، (على) حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من فضل- نعت تقدّم على المنعوت- (من) حرف جرّ زائد (فضل) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به أوّل (بل) حرف إضراب (نظنّكم) مثل نراك، والضمّة ظاهرة (كاذبين) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الياء.
وجملة: (قال الملأ...) لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّرة.
وجملة: (كفروا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (ما نراك (الأولى) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (ما نراك (الثانية) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: (اتّبعك إلّا الذين...) في محلّ نصب مفعول به ثان ل (نراك) الثانية.
وجملة: (هم أراذلنا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (ما نرى....) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: (نظنّكم كاذبين) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(أراذل)، جمع أرذل- بضمّ الذال- وهو جمع رذل- بسكونها- صفة مشتقّة غلبت عليها الاسميّة ولا يكاد يذكر الموصوف معها، كالأبطح والأبرق. وقيل (أراذل) هو جمع أرذل زنة أكبر فهو ليس جمع الجمع، ووزن أراذل أفاعل.
(بادي)، إمّا من فعل بدأ وزنه فاعل أي بادئ ثمّ خفّفت الهمزة فانقلب ياء لانكسار ما قبله.. أو هو من فعل بدا يبدو وزنه فاعل، وفيه إعلال بقلب الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها أصله بادو.. وفي كلا الاعتبارين هو مصدر مثل العافية والعاقبة.
(الرأي)، وهو الرؤية بالعقل كما الرؤية بالعين.. انظر الآية (13) من سورة آل عمران.
البلاغة:
التعريض: في قوله تعالى: (فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما نَراكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنا وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ). وغرضهم هنا منه التعريض بأنهم أحق منه بالنبوة وأن اللّه لو أراد أن يجعلها في أحد لجعلها فيهم، وقد زعم هؤلاء أنهم يحجون نوحا من وجهين: أحدهما أن المتبعين أراذل ليسوا قدوة ولا أسوة، والثاني أنهم مع ذلك لم يتروّوا في اتباعه، ولا أمعنوا الفكرة في صحة ما جاء به، وإنما بادروا إلى ذلك ارتجالا وفي غير فكرة ولا رويّة.
الفوائد:
- (أن) وما فيها من وجوه الإعراب:
ورد في هذه الآية قوله تعالى: {أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ} (أن) في هذه الآية، فيها ثلاثة أوجه، سنوردها ونبين ما يترتب على ما بعدها من إعراب:
1- أن: حرف تفسير، ولا ناهية جازمة، والفعل بعدها مجزوم.
2- أن: مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن، ولا ناهية جازمة، والفعل بعدها مجزوم. والتقدير أنه لا تعبدوا إلا اللّه.
3- أن حرف ناصب، ولا نافية لا عمل لها، والفعل تعبدوا منصوب بأن.

.إعراب الآيات (28- 31):

{قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ (28) وَيا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالاً إِنْ أَجرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (29) وَيا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (30) وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْراً اللَّهُ أَعْلَمُ بِما فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ (31)}.
الإعراب:
(قال) فعل ماض، والفاعل هو (يا) أداة نداء (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة والياء المحذوفة للتخفيف مضاف إليه الهمزة للاستفهام (رأيتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(تم) ضمير فاعل بمعنى أخبروني، ومفعول رأيتم محذوف دلّ عليه لفظ البيّنة بعد الشرط أي أرأيتم البيّنة (إن) حرف شرط جازم (كنت) فعل ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط.. والتاء اسم كان (على بيّنة) جارّ ومجرور خبر كنت (من ربّ) جارّ ومجرور نعت لبيّنة والياء ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (آتى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف والنون للوقاية والياء ضمير مفعول به، والفاعل هو (رحمة) مفعول به ثان منصوب (من عند) جارّ ومجرور نعت لرحمة والهاء ضمير مضاف إليه الفاء عاطفة (عمّيت) فعل ماض مبنيّ للمجهول.. والتاء للتأنيث، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هي- أي البيّنة- (على) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (عمّيت)، الهمزة للاستفهام (نلزم) مضارع مرفوع و(كم) ضمير مفعول به والواو زائدة هي حركة إشباع الميم و(ها) ضمير مفعول به ثان. والفاعل نحن للتعظيم الواو واو الحال (أنتم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ اللام حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كارهون) وهو خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يا قوم...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أرأيتم...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (كنت على بيّنة...) لا محلّ لها اعتراضيّة وقعت بين الفعل ومفعوله.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
وجملة: (آتاني رحمة...) لا محلّ لها اعتراضيّة بين جملة كنت على بيّنة وجملة عمّيت المعطوفة عليها.
وجملة: (عمّيت عليكم) لا محلّ لها معطوفة على جملة كنت على بيّنة.
وجملة: (أنلزمكموها) في محلّ نصب مفعول به ثان ل (رأيتم).
وجملة: (أنتم لها كارهون) في محلّ نصب حال من ضمير الخطاب مفعول الفعل.
الواو عاطفة (يا قوم) مثل الأولى (لا) نافية (أسأل) مضارع مرفوع و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل أنا (عليه) مثل عليكم متعلّق بحال من (مالا) وهو مفعول به ثان منصوب (إن) حرف نفي (أجري) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدرة على ما قبل الياء.. والياء مضاف إليه (إلّا) أداة حصر (على اللّه) جارّ ومجرور خبر المبتدأ الواو عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنا) ضمير منفصل في محلّ رفع اسم ما الباء حرف جرّ زائد (طارد) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (الذين) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (ملاقو) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو، وحذفت النون للإضافة (ربّهم) مضاف إليه مجرور.. والهاء مضاف إليه، والميم لجمع الذكور الواو عاطفة (لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك والياء ضمير في محلّ نصب اسم لكنّ (أرى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل أنا (قوما) مفعول به ثان منصوب (تجهلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
وجملة: (يا قوم...) في محلّ نصب معطوفة على جملة النداء الأولى.
وجملة: (لا أسألكم...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (أن أجري...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (ما أنا بطارد...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (إنّهم ملاقو...) لا محلّ لها تعليلية لعدم الطرد.
وجملة: (لكنّي أراكم...) لا محل لها معطوفة على التعليليّة الثانية أو على جملة جواب النداء المعطوفة ما أنا بطارد.
وجملة: (أراكم...) في محلّ رفع خبر لكنّ.
وجملة: (تجهلون) في محلّ نصب نعت ل (قوما).
الواو عاطفة (يا قوم) مثل الأولى (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ينصر) مضارع مرفوع والنون نون الوقاية والياء ضمير مفعول به (من اللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينصر) بتضمينه معنى يمنع ويحمي (أن) حرف شرط جازم (طردت) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. والتاء فاعل و(هم) ضمير مفعول به الهمزة للاستفهام الفاء عاطفة (لا) نافية (تذكّرون) مثل تجهلون وقد حذف إحدى التاءين للتخفيف.
وجملة النداء: (يا قوم) في محلّ نصب معطوفة على جملة النداء الأولى.
وجملة: (من ينصرني...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (ينصرني...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (طردتهم) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه الكلام المتقدّم.
وجملة: (تذكّرون) لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة مستأنفة أي أتجهلون فلا تذكّرون...
الواو عاطفة (لا أقول) مثل لا أسأل (لكم) مثل لها متعلّق ب (أقول)، (عندي) ظرف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء، متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، والياء مضاف إليه (خزائن) مبتدأ مؤخّر مرفوع (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (لا أقول) مثل لا أسأل (إنّي) مثل إنّهم (ملك) خبر إنّ مرفوع الواو عاطفة (لا أقول) مثل لا أسأل اللام حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أقول)، (تزدري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (أعين) فاعل مرفوع و(كم) ضمير مضاف إليه، والعائد محذوف أي تزدريهم (لن) حرف ناصب وناف (يؤتي) مضارع منصوب و(هم) ضمير مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (خيرا) مفعول به ثان منصوب (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (أعلم) خبر مرفوع الباء جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما و(هم) مضاف إليه (إنّي) مثل إنّهم (إذا) حرف جواب لا عمل له اللام هي المزحلقة (من الظالمين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ.
وجملة: (لا أقول (الأولى)...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء الأول أو الثاني (لا أسألكم).
وجملة: (عندي خزائن...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (لا أعلم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا أقول.
وجملة: (لا أقول (الثانية) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا أقول الأولى.
وجملة: (إنّي ملك) في محلّ نصب مقول القول الثاني.
وجملة: (لا أقول (الثالثة) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا أقول الأولى.
وجملة: (تزدري أعينكم...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لن يؤتيهم اللّه...) في محلّ نصب مقول القول الثالث.
وجملة: (اللّه أعلم...) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (إنّي.. لمن الظالمين) لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(طارد)، اسم فاعل من (طرد) الثلاثيّ، وزنه فاعل.
(تزدري)، فيه إبدال التاء دالا وأصله تزتري، جاءت التاء بعد الزاي قلبت دالا، وكذا شأن التاء في كلّ حال تأتي بعد الزاي، وزنه تفتعل.
البلاغة:
الاستعارة التبعية: في قوله تعالى: (فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ) أي أخفيت، حيث شبه خفاء الدليل بالعمى، في أن كلا منهما يمنع الوصول إلى المقاصد. وقيل: الكلام على القلب، والأصل فعميتم عنها، كما تقول العرب: أدخلت القلنسوة في رأسي، ومنه قول الشاعر:
ترى الثور فيها يدخل الظل رأسه

وقوله تعالى: (فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ) وفي هذه الآيات فن رفيع من فنون البديع، وهو الجمع مع التقسيم. وهو أن يجمع المتكلم بين شيئين أو أكثر، ثم يقسم ما جمع. وفي هذه الآيات رد على ما أورده من شبه، حيث قالوا (ما نَراكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنا وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ وَما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبِينَ) فرد عليهم ردا يمكن إرجاعه إلى ما أوردوه من شبه، فكأنه يقول: إن كان نفيكم الفضل عني متعلقا بفضل المال والجاه، فأنا لم أدّعه، ولم أقل لكم إن خزائن اللّه عندي حتى تنازعوني في ذلك وتنكروه.
الفوائد:
1- الكلمة الموحية:
ورد في هذه الآية قوله تعالى: {أَنُلْزِمُكُمُوها} وقد جاءت هذه الكلمة في سياق خطاب نوح عليه الصلاة والسلام إلى قومه، وقد أعرضوا عن الهدى، وصممّوا على رفض الهدى والإسلام، لذا فإن نوحا عليه الصلاة والسلام أحس بالصعوبة الشديدة في إبلاغهم الهداية، بل هي مستحيلة، وكأنك ترغم إنسانا على شيء وهو كاره له نافر منه، فجاءت كلمة (أنلزمكموها) بلفظها المديد أولا، وقد حشر فيها الضميران الكاف (وها)، وأشبعت حركة الميم التي هي ضمة فأصبحت واوا ثانيا، وورود الاستفهام الاستنكاري في بدايتها ثالثا، وجرس حروفها وإيقاعها رابعا، لتتضافر هذه العوامل، وترسم معنى الإكراه ومحاولة إبلاغ الشيء بصعوبة شديدة إلى من يرفضه ويأباه، ولو وضعنا بديلا عنها أنلزمكم إياها لتلاشى ذلك الجرس والإيقاع الذي كان لها، وضعفت فيها القوة التي كانت تؤديها فهذا سرّ من أسرار الإعجاز، وهو أن كلام اللّه عز وجل- بتنسيقه وتأليفه وترتيبه واختياره- يتميز بروح قوية سارية تمنحه قوة وحيوية، وتميزه عن كلام البشر، فيغدو الفرق بعيدا بعيدا بين كلام الخالق والمخلوق، كالفرق بين تمثال أصم جامد وبين بشر ناطق عاقل حيّ.
2- الأنبياء أفضل أم الملائكة؟
ورد في هذه الآية قوله تعالى على لسان نوح عليه الصلاة والسلام: (وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ). وقد استدل بعضهم بهذه الآية على تفضيل الملائكة على الأنبياء قال: لأن نوحا عليه الصلاة والسلام قال: (وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ) لأن الإنسان إذا قال أنا لا أدعي كذا وكذا لا يحسن إلا إذا كان ذلك الشيء أفضل وأشرف من أحوال ذلك القائل، فلما قال نوح عليه الصلاة والسلام هذه المقالة وجب أن يكون الملك أفضل منه. والجواب: أن نوحا عليه الصلاة والسلام، قال هذه المقالة في مقابلة قولهم ما نَراكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنا، لما كان في ظنهم أن الرسل لا يكونون من البشر إنما يكونون من الملائكة، فأعلمهم بأن هذا ظن باطل وأن الرسل إلى البشر إنما يكونون من البشر، فلهذا قال سبحانه وتعالى: (وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ) ولم يرد أن درجة الملائكة أفضل من درجة الأنبياء.