سورة الزخرف - تفسير تفسير السيوطي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الزخرف)


        


{فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41) أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ (42) فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43)}
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون} قال: قال أنس رضي الله عنه: ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقيت النقمة، فلم يُرِ الله نبيه في أمته شيئاً يكرهه حتى قُبِضَ، ولم يكن نبي قط إلا وقد رأى العقوبة في أمته، الا نبيكم صلى الله عليه وسلم رأى ما يصيب أمته بعده، فما رؤي ضاحكاً منبسطاً حتى قبض.
وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان من طريق حميد، عن أنس بن مالك رضي الله عنه في قوله: {فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون} الآية. قال: أكرم الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يريه في أمته ما يكره، فرفعه إليه وبقيت النقمة.
وأخرج ابن مردويه عن عبد الرحمن بن مسعود العبدي قال: قرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه هذه الآية {فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون} قال: ذهب نبيه صلى الله عليه وسلم وبقيت نقمته في عدوه.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون} قال: لقد كانت نقمة شديدة، أكرم الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يريه في أمته ما كان من النقمة بعده.
وأخرج ابن مردويه من طريق محمد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن جابر بن عبد الله: «عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون} نزلت في علي بن أبي طالب، أنه ينتقم من الناكثين والقاسطين بعدي».
وأخرج ابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {أو نرينك الذي وعدناهم} الآية قال: يوم بدر.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {إنك على صراط مستقيم} قال: على الإِسلام.


{وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44)}
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان من طرق، عن ابن عباس رضي الله عنهما {وإنه لذكر لك ولقومك} قال: القرآن شرف لك ولقومك.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير، عن قتادة رضي الله عنه {وإنه لذكر لك} يعني القرآن، ولقومك، يعني من اتبعك من أمتك.
وأخرج الشافعي وعبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي، عن مجاهد في قوله: {وإنه لذكر لك ولقومك} قال: يقال ممن هذا الرجل؟ فيقال: من العرب، فيقال: من أي العرب؟ فيقال: من قريش، فيقال: من أي قريش؟ فيقال: من بني هاشم.
وأخرج ابن عدي وابن مردويه، عن علي وابن عباس قالا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل بمكة، ويعدهم الظهور، فإذا قالوا لمن الملك بعدك؟ أمسك، فلم يجبهم بشيء، لأنه لم يؤمر في ذلك بشيء حتى نزلت {وإنه لذكر لك ولقومك} فكان بعد إذا سئل قال: لقريش، فلا يجيبونه حتى قبلته الأنصار على ذلك.
وأخرج الطبراني وابن مردويه، عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: كنت قاعداً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «الا إن الله علم ما في قلبي من حبي لقومي، فشرفني فيهم فقال: {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون} فجعل الذكر والشرف لقومي في كتابه، ثم قال: {وأنذر عشيرتك الأقربين} [ الشعراء: 214] {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين} [ الشعراء: 215] يعني قومي، فالحمد لله الذي جعل الصديق من قومي، والشهيد من قومي، ان الله قلب العباد ظهراً وبطناً، فكان خير العرب قريش، وهي الشجرة المباركة التي قال الله في كتابه {ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة} [ إبراهيم: 24] يعني بها قريشاً {أصلها ثابت}يقول: أصلها كَرَمٌ، {وفرعها في السماء}، يقول: الشرف الذي شرفهم الله بالإِسلام الذي هداهم له وجعلهم أهله. ثم أنزل فيهم سورة من كتاب الله بمكة {لإِيلاف قريش} [ قريش، الآية: 1-4] إلى آخرها» قال عدي بن حاتم: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عنده قريش بخير قط، إلا سره حتى يتبين ذلك السرور للناس كلهم في وجهه، وكان كثيراً ما يتلوا هذه الآية {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون}.


{وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آَلِهَةً يُعْبَدُونَ (45)}
أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن سعيد بن جبير في قوله: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} قال: ليلة اسري به لقي الرسل.
وأخرج ابن المنذر، عن ابن جريج في قوله: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} قال: بلغنا أنه ليلة أسري به أري الأنبياء، فأري آدم، فسلم عليه وأري مالكاً خازن النار، وأري الكذاب الدجال.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون} قال: سل أهل التوراة والإِنجيل هل جاءت الرسل إلا بالتوحيد؟ وقال: في بعض القراءة {واسأل من أرسلنا إليهم رسلنا قبلك}.
وأخرج عبد بن حميد من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس {واسأل من أرسلنا قبلك من رسلنا} قال: سل الذين أرسلنا إليهم قبلك من رسلنا.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر، عن مجاهد قال: كان عبد الله يقرأ {واسأل الذين أرسلنا إليهم قبلك من رسلنا} قال: في قراءة ابن مسعود {واسأل الذين يقرأون الكتاب من قبل} مؤمني أهل الكتاب.
وأخرج ابن جرير، عن ابن زيد في قوله: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} قال: جمعوا له ليلة أسري به ببيت المقدس.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6