فصل: الآيات (26: 28)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


 الآية 23 - 25

أخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه‏}‏ قال‏:‏ التزقت الواو بالصاد، وأنتم تقرؤونها ‏{‏وقضى ربك‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك، عن ابن عباس رضي الله عنهما،

وأخرج أبو عبيد وابن منيع وابن المنذر وابن مردويه من طريق ميمون بن مهران، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ أنزل الله هذا الحرف على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم ‏"‏ووصى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه‏"‏ فالتصقت إحدى الواوين بالصاْد، فقرأ الناس ‏{‏وقضى ربك‏}‏ ولو نزلت على القضاء، ما أشرك به أحد‏.‏

وأخرج الطبراني، عن الأعمش قال‏:‏ كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقرأ ‏"‏ووصى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير، عن حبيب بن أبي ثابت رضي الله عنه قال‏:‏ أعطاني ابن عباس رضي الله عنهما مصحفا فقال‏:‏ هذا على قراءة أبي بن كعب رضي الله عنه، فرأيت فيه ‏"‏ووصى ربك‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر، عن قتادة قال‏:‏ في حرف ابن مسعود رضي الله عنه ‏"‏ووصى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه‏"‏‏.‏

وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر، عن الضحاك بن مزاحم رضي الله عنه أنه قرأها ‏"‏ووصى ربك‏"‏ قال‏:‏ إنهم ألصقوا إحدى الواوين بالصاد فصارت قافا‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏وقضى ربك‏}‏ قال‏:‏ أمر‏.‏

وأخرج ابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه‏}‏ قال‏:‏ عهد ربك أن لا تعبدوا إلا إياه‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن الحسن رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏وبالوالدين إحسانا‏}‏ يقول‏:‏ برا‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف‏}‏ فيما تميط عنهما من الأذى الخلاء والبول، كما كانا لا يقولانه، فيما كانا يميطان عنك من الخلاء والبول‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي رضي الله عنه في الآية قال‏:‏ ‏{‏لا تقل لهما أف‏}‏ فما سواه‏.‏

وأخرج الديلمي، عن الحسن بن علي - رضي الله عنهما - مرفوعا، لو علم الله شيئا من العقوق أدنى من ‏{‏أف‏}‏ لحرمه‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن عروة رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏وقل لهما قولا كريما‏}‏ قال‏:‏ لا تمنعهما شيئا أرادا‏.‏

وأخرج عبد الرزاق في المصنف، عن الحسن رضي الله عنه أنه سئل ما بر الوالدين‏؟‏ قال‏:‏ أن تبذل لهما ما ملكت، وأن تطيعهما فيما أمراك به، إلا أن يكون معصية‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة، عن الحسن رضي الله عنه أنه قيل له‏:‏ إلام ينتهي العقوق‏؟‏ قال‏:‏ أن يحرمهما ويهجرهما ويحد النظر إلى وجههما‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن الحسن رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏وقل لهما قولا كريما‏}‏ قال‏:‏ يقول‏:‏ يا أبت، يا أمه، ولا يسميهما بأسمائهما‏.‏

وأخرج ابن مردويه، عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه شيخ فقال‏:‏ ‏"‏من هذا معك‏؟‏‏"‏ قال‏:‏ أبي‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏لا تمشين أمامه، ولا تقعدن قبله، ولا تدعه باسمه، ولا تستب له‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن زهير بن محمد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏وقل لهما قولا كريما‏}‏ قال‏:‏ إذا دعواك فقل لهما لبيكما وسعديكما‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏وقل لهما قولا كريما‏}‏ قال‏:‏ قولا لينا سهلا‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن أبي الهداج التجيبي قال‏:‏ قلت لسعيد بن المسيب رضي الله عنه كل ما ذكر الله في القرآن من بر الوالدين فقد عرفته إلا قوله‏:‏ ‏{‏وقل لهما قولا كريما‏}‏ ما هذا القول الكريم‏؟‏ قال ابن المسيب‏:‏ قول العبد المذنب للسيد الفظ‏.‏

وأخرج البخاري في الأدب المفرد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن عروة في قوله‏:‏ ‏{‏واخفض لهما جناح الذل من الرحمة‏}‏ قال‏:‏ تلين لهما حتى لا يمتنعا من شيء أحباه‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏واخفض لهما جناح الذل من الرحمة‏}‏ يقول اخضع لوالديك كما يخضع العبد للسيد الفظ الغليظ‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن عطاء بن أبي رباح رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏واخفض لهما جناح الذل من الرحمة‏}‏ قال‏:‏ لا ترفع يديك عليهما إذا كلمتهما‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن عروة رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏واخفض لهما جناح الذل من الرحمة‏}‏ قال‏:‏ إن أغضباك، فلا تنظر إليهما شزرا، فإنه أول ما يعرف غضب المرء بشدة نظره إلى من غضب عليه‏.‏

وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان، عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما بر أباه من حد إليه الطرف‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن زهير بن محمد - رضي الله عنه - في قوله‏:‏ ‏{‏واخفض لهما جناح الذل من الرحمة‏}‏ قال‏:‏ إن سباك أو لعناك، فقل رحمكما الله غفر الله لكما‏.‏

وأخرج ابن جرير، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه قرأ ‏{‏واخفض لهما جناح الذل‏}‏ بكسر الذال‏.‏

وأخرج، عن عاصم الجحدري رضي الله عنه مثله‏.‏

وأخرج البخاري في الأدب المفرد، عن أبي مرة مولى عقيل‏:‏ أن أبا هريرة - رضي الله عنه - كانت أمه في بيت وهو في آخر، فكان يقف على بابها ويقول‏:‏ السلام عليك يا أمتاه ورحمة الله وبركاته فتقول‏:‏ وعليك يا بني، فيقول‏:‏ رحمك الله كما ربيتني صغيرا، فتقول‏:‏ رحمك الله كما بررتني كبيرا‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق علي، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا‏}‏ ثم أنزل الله بعد هذا ‏(‏ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى‏)‏ ‏(‏التوبة، آية 113‏)‏‏.‏

وأخرج البخاري في الأدب المفرد وأبو داود وابن جرير وابن المنذر من طرق، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏وإما يبلغن عندك الكبر‏}‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏كما ربياني صغيرا‏}‏ قد نسختها الآية التي في براءة ‏(‏ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين‏)‏ ‏(‏التوبة آية 113‏)‏ الآية‏.‏

وأخرج ابن المنذر والنحاس وابن الأنباري في المصاحف، عن قتادة رضي الله عنه قال‏:‏ نسخ من هذه الآية حرف واحد، لا ينبغي لأحد من المسلمين أن يستغفر لوالديه إذا كانوا مشركين، ولم يقل ‏{‏رب ارحمهما كما ربياني صغيرا‏}‏ ولكن ليخفض لهما جناح الذي من الرحمة، وليقل لهما قولا معروفا‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏(‏ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين‏)‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏ربكم أعلم بما في نفوسكم‏}‏ قال‏:‏ تكون البادرة من الولد إلى الوالد، فقال الله‏:‏ ‏{‏إن تكونوا صالحين‏}‏ أي تكون النية صادقة ببرهما ‏{‏فإنه كان للأوابين غفورا‏}‏ للبادرة التي بدرت منه‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏إنه كان للأوابين‏}‏ قال‏:‏ الرجاعين من الذنب إلى التوبة، ومن السيئات إلى الحسنات‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏للأوابين‏}‏ قال‏:‏ للمطيعين المحسنين‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏للأوابين‏}‏ قال‏:‏ للتوابين‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال‏:‏ الأواب، التواب‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن مردويه، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏الصلاة على وقتها‏"‏ قلت‏:‏ ثم أي‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏ثم بر الوالدين‏"‏ قلت‏:‏ ثم أي‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏ثم الجهاد في سبيل الله‏"‏‏.‏

وأخرج البخاري في الأدب المفرد، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ رضا الله في رضا الوالد، وسخط الله في سخط الوالد‏.‏

وأخرج أحمد والبخاري في الأدب المفرد وأبو داود والترمذي وحسنه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال‏:‏ قلت يا رسول الله، من أبر‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أمك‏.‏ قلت‏:‏ من أبر‏؟‏ قال‏:‏ أمك‏.‏ قلت‏:‏ من أبر‏؟‏ قال‏:‏ أمك‏.‏ قلت‏:‏ من أبر‏؟‏ قال‏:‏ أباك، ثم الأقرب فالأقرب‏"‏‏.‏

وأخرج البخاري في الأدب المفرد والبيهقي، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه أتاه رجل فقال‏:‏ إني خطبت امرأة فأبت أن تنكحني، وخطبها غيري فأحبت أن تنكحه، فغرت عليها فقتلتها، فهل لي من توبة‏؟‏ قال‏:‏ أمك حية‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ تب إلى الله، وتقرب إليه ما استطعت‏.‏ فذهبت فسألت ابن عباس - رضي الله عنهما - لم سألت عن حياة أمه‏؟‏ فقال‏:‏ إني لا أعلم عملا أقرب إلى الله من بر الوالدة‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وابن ماجة والبيهقي، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ أتى رجل نبي الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ما تأمرني‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏بر أمك، ثم عاد فقال‏:‏ بر أمك، ثم عاد فقال‏:‏ بر أمك، ثم عاد الرابعة فقال‏:‏ بر أباك‏"‏ وأخرج البخاري في الأدب المفرد، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ ما من مسلم له والدان يصبح إليهما محسنا إلا فتح الله له بابين - يعني من الجنة - وإن كان واحد فواحد، وإن أغضب أحدهما، لم يرض الله عنه، حتى يرضى عنه‏.‏ قيل‏:‏ وإن ظلماه‏؟‏ قال‏:‏ وإن ظلماه‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري في الأدب المفرد ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن المنذر والبيهقي، عن أبي هريرة رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم - قال‏:‏ ‏"‏لا يجزي ولد والده، إلا أن يجده مملوكا فيشتريه قيعتقه‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبخاري في الأدب والحاكم وصححه والبيهقي، عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال‏:‏ جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبايعه على الهجرة، وترك أبويه يبكيان قال‏:‏ ‏"‏فارجع إليهما وأضحكهما كما أبكيتهما‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريد الجهاد، فقال‏:‏ ‏"‏ألك والدان‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ ففيهما فجاهد‏"‏‏.‏

وأخرج البخاري في الأدب ومسلم والبيهقي، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏رغم أنفه رغم أنفه رغم أنفه قالوا يا رسول الله‏:‏ من‏؟‏ قال‏:‏ من أدرك والديه عند الكبر أو أحدهما فدخل النار‏"‏‏.‏

وأخرج البخاري في الأدب والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان، عن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏من بر والديه طوبى له زاد الله في عمره‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبخاري في الأدب والبيهقي، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه أبصر رجلين، فقال‏:‏ لأحدهما ما هذا منك‏؟‏ فقال أبي، فقا‏:‏ لا تسمه‏.‏ وفي لفظ لا تدعه باسمه، ولا تمش أمامه، ولا تجلس قبله حتى يجلس، ولا تستب له‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين‏"‏‏.‏

وأخرج سعيد وابن أبي شيبة وأحمد والنسائي وابن ماجة والحاكم وصححه والبيهقي، عن معاوية بن جابر، عن أبيه قال‏:‏ أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أستشيره في الجهاد، فقال‏:‏ ‏"‏ألك والدة‏؟‏ قال نعم‏.‏ قال‏:‏ اذهب فالزمها فإن الجنة قد عند رجليها‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق، عن طلحة رضي الله عنه أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله، إني أريد الغزو، وقد جئت إليك أستشيرك‏؟‏ فقال‏:‏ ‏"‏هل لك من أم‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ فالزمها فإن الجنة عند رجليها، ثم الثانية، ثم الثالثة‏"‏ كمثل ذلك‏.‏

وأخرج ابن مردويه والبيهقي، عن أنس - رضي الله عنه - أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ إني أشتهي الجهاد ولا أقدر عليه، فقال‏:‏ ‏"‏هل بقي أحد من والديك‏؟‏ قال‏:‏ أمي، قال‏:‏ فتق الله فيها، فإذا فعلت ذلك فأنت حاج ومعتمر ومجاهد، فإذا دعتك أمك فاتق الله وبرها‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏لنومك على السرير بين والديك تضحكهما ويضحكانك أفضل من جهادك بالسيف في سبيل الله‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم والبيهقي، عن خداش بن سلامة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصي امرأ بأمه ثلاث مرار، وأوصي امرأ بأبيه مرتين، وأوصي امرأ بمولاه الذي يليه، وإن كان عليه منه أذى يؤذيه‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه والبيهقي، عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏الوالد وسط أبواب الجنة، فاحفظ ذلك الباب، أو ضيعه‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال‏:‏ قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم ‏"‏إني أراني في الجنة، فبينا أنا فيها إذ سمعت صوت رجل بالقرآن، فقلت‏:‏ من هذا‏؟‏ قالوا‏:‏ حارثة بن النعمان، كذلك البر كذلك البر‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي، عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏نمت فرأيتني في الجنة، فسمعت قارئا، يقرأ، فقلت من هذا‏؟‏ ‏"‏قالوا‏:‏ حارثة بن النعمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ كذلك البر كذلك البر كذلك البر‏"‏ قال‏:‏ وكان أبر الناس بأمه‏.‏

وأخرج البيهقي، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ مر رجل له جسم - يعني خلقا - فقالوا‏:‏ لو كان هذا في سبيل الله‏!‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لعله يكد على أبوين شيخين كبيرين، فهو في سبيل الله‏.‏ لعله يكد على صبية صغار، فهو في سبيل الله‏.‏ لعله يكد على نفسه ليغنيها عن الناس، فهو في سبيل الله‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي، عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من أحب أن يمد الله في عمره، ويزيد في رزقه، فليبر والديه وليصل رحمه‏"‏‏.‏

‏(‏يتبع‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏

‏(‏تابع‏.‏‏.‏‏.‏ 1‏)‏‏:‏ الآية 23 - 25‏.‏‏.‏‏.‏ ‏.‏‏.‏‏.‏

وأخرج البيهقي، عن ابن عباس رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال‏:‏ ‏"‏ما من ولد بار ينظر إلى والديه نظرة رحمة، إلا كتب الله له بكل نظرة حجة مبرورة‏"‏ قالوا‏:‏ وإن نظر كل يوم مائة مرة‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ الله أكبر وأطيب‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏إذا نظر الولد إلى والده - يعني - فسر به، كان للولد عتق نسمة‏"‏ قيل‏:‏ يا رسول الله، وإن نظر ثلاثمائة وستين نظرة‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏الله أكبر من ذلك‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ النظر إلى الوالد عبادة، والنظر إلى الكعبة عبادة، والنظر إلى المصحف عبادة، والنظر إلى أخيك حبا له في الله عبادة‏.‏

وأخرج البيهقي وضعفه، عن ابن عباس رضي الله عنهما‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من قبل بين عيني أمه كان له سترا من النار‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله، إني أذنبت ذنبا عظيما فهل لي من توبة‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ألك والدان قال‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ ألك خالة‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ فبرها إذن‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي عن أم أيمن رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بعض أهل بيته فقال‏:‏ لا تشرك بالله وإن عذبت وإن حرقت، وأطع ربك ووالديك وإن أمراك أن تخرج من كل شيء فاخرج، ولا تترك الصلاة متعمدا، فإنه من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله، إياك والخمر، فإنها مفتاح كل شر، وإياك والمعصية، فإنها تسخط الله، لا تنازعن الأمر أهله، وإن رأيت أنه لك، لا تفر من الزحف، وإن أصاب الناس موت، وأنت فيهم فاثبت، أنفق على أهلك من طولك، ولا ترفع عصاك عنهم وأخفهم في الله عز وجل‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والبخاري في الأدب وأبو داود وابن ماجة والحاكم وصححه والبيهقي، عن أبي أسيد رضي الله عنه قال‏:‏ كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل‏:‏ يا رسول الله، هل بقي علي من بر أبوي شيء بعد موتهما أبرهما به‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم‏.‏ خصال أربع‏:‏ الدعاء لهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما‏"‏‏.‏

وأخرج البخاري في الأدب ومسلم وأبو داود والترمذي وابن حبان والبيهقي، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إن أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولي الأب‏"‏‏.‏

وأخرج البخاري في الأدب، عن عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - قال‏:‏ والذي بعث محمد بالحق، إنه لفي كتاب الله، لا تقطع من كان يصل أباك، فتطفئ بذلك نورك‏.‏

وأخرج الحاكم والبيهقي من طريق محمد بن طلحة، عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق‏:‏ أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال لرجل من العرب كان يصحبه - يقال له عفير - يا عفير، كيف سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الود‏؟‏ قال سمعته يقول‏:‏ ‏"‏الود يتوارث، والعداوة كذلك‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري والحاكم والبيهقي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏لا يدخل الجنة عاق، ولا ولد زنا، ولا مدمن خمر، ولا منان‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة والنسائي والبيهقي، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا يدخل الجنة عاق والديه، ولا منان، ولا ولد زنية، ولا مدمن خمر، ولا قاطع رحم، ولا من أتى ذات رحم‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي وضعفه، عن طلق بن علي قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏لو أدركت والدي أو أحدهما وأنا في صلاة العشاء، وقد قرأت فيها بفاتحة الكتاب، فنادى يا محمد، لأجبتهما لبيك‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي وضعفه من طريق الليث بن سعد حدثني يزيد بن حوشب الفهري، عن أبيه‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏لو كان جريج الراهب فقيها عالما، لعلم أن إجابته أمه أفضل من عبادته ربه‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي عن مكحول قال‏:‏ إذا دعتك والدتك وأنت في الصلاة فأجبها، وإذا دعاك أبوك فلا تجبه حتى تفرغ من صلاتك‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة، عن محمد بن المنكدر رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إذا دعتك أمك في الصلاة فأجبها، وإذا دعاك أبوك فلا تجبه‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والبيهقي، عن أبي مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من أدرك والديه أو أحدهما ثم دخل النار من بعد ذلك، فأبعده الله وأسحقه‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والبيهقي، عن سهل بن معاذ، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من العباد عباد لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولا يطهرهم‏"‏ قيل‏:‏ من أولئك يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏المتبرئ من والديه رغبة عنهما، والمتبرئ من ولده، ورجل أنعم عليه قوم فكفر نعمتهم وتبرأ منهم‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن أشد الناس عذابا يوم القيامة من قتل نبيا، أو قتله نبي، أو قتل أحد والديه، والمصورون، وعالم لم ينتفع بعلمه‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه وتعقبه الذهبي والبيهقي والطبراني والخرائطي في مساوئ الأخلاق من طريق بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، عن أبيه عن جده أبي بكرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة، إلا عقوق الوالدين، فإنه يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات، ومن رايا رايا الله به، ومن سمع سمع الله به‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي، عن طاوس رضي الله عنه قال‏:‏ إن من السنة أن توقر أربعة‏:‏ العالم، وذو الشيبة، والسلطان، والوالد‏.‏ قال‏:‏ ويقال أن من الجفاء‏:‏ أن يدعو الرجل والده باسمه‏.‏

وأخرج عبد الرزاق والبيهقي، عن كعب رضي الله عنه أنه سئل عن العقوق ما تجدونه في كتاب الله عقوق الوالدين‏؟‏ قال‏:‏إذا أقسم عليه لم يبره، وإذا سأله لم يعطه، وإذا ائتمنه خان، فذلك العقوق‏.‏

وأخرج البيهقي، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ثلاث دعوات مستجابات‏:‏ دعاء الوالد على ولده، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي، عن محمد بن النعمان يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من زار قبر أبويه أو أحدهما في كل جمعة غفر له وكتب برا‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي، عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن الرجل ليموت والداه وهو عاق لهما فيدعو لهما من بعدهما، فيكتبه الله من البارين‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي، عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن العبد يموت والداه أو أحدهما، وإنه لهما عاق فلا يزال يدعو لهما ويستغفر لهما حتى يكتبه الله بارا‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي عن الأوزاعي رضي الله عنه قال‏:‏ بلغني أن من عق والديه في حياتهما ثم قضى دينا إن كان عليهما و استغفر لهما ولم يستسب لهما كتب بارا، ومن بر والديه في حياتهما ثم لم يقض دينا إن كان عليهما ولم يستغفر لهما واستسب لهما كتب عاقا‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من أصبح مطيعا لله في والديه أصبح له بابان مفتوحان من الجنة، وإن كان واحدا فواحدا، ومن أمسى عاصيا لله في والديه أصبح له بابان مفتوحان من النار، وإن كان واحدا فواحدا‏"‏ فقال رجل‏:‏ وإن ظلماه‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏وإن ظلماه وإن ظلماه وإن ظلماه‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي، عن المنكدر بن محمد بن المنكدر رضي الله عنه قال‏:‏ كان أبي يبيت على السطح يروح على أمه، وعمي يصلي إلى الصباح، فقال له أبي ما يسرني أن ليلتي بليلتك‏.‏

وأخرج ابن سعد وأحمد في الزهد والبيهقي، عن عبد الله بن المبارك قال‏:‏ قال محمد بن المنكدر، بات عمر أخي يصلي، وبت أغمز رجل أمي، وما أحب أن ليلتي بليلته‏.‏

وأخرج ابن سعد، عن محمد بن المنكدر‏:‏ أنه كان يضع خده على الأرض ثم يقول لأمه‏:‏ يا أمه، قومي فضعي قدمك على خدي‏.‏

وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي، عن طاوس قال‏:‏ كان رجل له أربعة بنين فمرض فقال أحدهم‏:‏ إما أن تمرضوه، وليس لكم من ميراثه شيء، وأما أن أمرضه وليس لي من ميراثه شيء، قالوا‏:‏ بل مرضه وليس لك من ميراثه شيء، فمرضه فمات ولم يأخذ من ماله شيئا، فأتي في النوم فقيل له‏:‏ ائت مكان كذا وكذا، فخذ منه مائة دينار، فقال في نومه أفيها بركة‏؟‏ قالوا‏:‏ لا‏.‏ فأصبح فذكر ذلك لامرأته، فقالت له خذها، فإن من بركتها‏:‏ أن تكتسي منها وتعيش بها، فأبى، فلما أمسى أتي في النوم فقيل له‏:‏ ائت مكان كذا وكذا فخذ منه عشرة دنانير، فقال‏:‏ فيها بركة‏؟‏ قالوا‏:‏ لا، فأصبح فذكر ذلك لامرأته، فقالت له مثل ذلك، فأبى أن يأخذها، فأتي في النوم في الليلة الثالثة‏:‏ أن ائت مكان كذا وكذا فخذ منه دينارا، فقال‏:‏ أفيه بركة‏؟‏ قالوا‏:‏ نعم‏.‏ فذهب فأخذ الدينار، ثم خرج به إلى السوق، فإذا هو برجل يحمل حوتين، فقال بكم هذان، فقال بدينار، فأخذهما منه بالدينار، ثم انطلق، فلما دخل بيته شق الحوتين فوجد في بطن كل واحد منهما درة لم ير الناس مثلها، فبعث الملك بدرة ليشتريها، فلم توجد إلا عنده، فباعها بوقر ثلاثين بغلا ذهبا، فلما رآها الملك قال‏:‏ ما تصلح هذه إلا بأخت، فاطلبوا مثلها وإن أضعفتم‏.‏ قال‏:‏ فجاؤوا فقالوا‏:‏ عندك أختها نعطيك ضعف ما أعطيناك‏؟‏ قال‏:‏ أو تفعلون‏؟‏ قالوا‏:‏ نعم‏.‏ فأعطاهم أختها بضعف ما أخذوا الأولى‏.‏

وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي، عن يحيى بن أبي كثير رضي الله عنه قال‏:‏ لما قدم أبو موسى وأبو عامر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعوه وأسلموا‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏ما فعلت امرأة منكم تدعى كذا وكذا‏؟‏ قالوا تركناها في أهلها‏.‏ قال‏:‏ فإنها قد غفر لها‏.‏ قالوا‏:‏ بم يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ببرها والدتها‏"‏ قال‏:‏ كانت لها أم عجوز كبيرة، فجاءهم النذير‏:‏ إن العدو يريد أن يغير عليكم الليلة، فارتحلوا ليلحقوا بعظيم قومهم، ولم يكن معها ما تحتمل عليه، فعمدت إلى أمها، فجعلت تحملها على ظهرها، فإذا أعيت وضعتها، ثم ألصقت بطنها ببطن أمها، وجعلت رجليها تحت رجلي أمها من الرمضاء حتى نجت‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع شاب فقلنا‏:‏ لو كان هذا الشاب جعل شبابه ونشاطه وقوته في سبيل الله، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم مقالتنا‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏وما في سبيل الله، إلا من قتل، ومن سعى على والديه، فهو في سبيل الله، ومن سعى على عياله، فهو في سبيل الله، ومن سعى على نفسه يغنيها فهو في سبيل الله تعالى‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم، عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ قلت يا رسول الله، أي الناس أعظم حقا على المرأة‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏زوجها‏.‏ قلت‏:‏ فأي الناس أعظم حقا على الرجل‏.‏ قال‏:‏ أمه‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم عن علي رضي الله عنه‏:‏ سمعت رسول الله يقول‏:‏ لعن الله من ذبح لغير الله، ثم تولى غير مولاه، ولعن الله العاق لوالديه، ولعن الله من نقض منار الأرض‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ‏"‏عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم، وبروا آبائكم تبركم أبناؤكم، ومن أتاه أخوه متنصلا فليقبل ذلك منه محقا كان أو مبطلا، فإن لم يفعل لم يرد على الحوض‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم، عن جابر رضي الله عنه مرفوعا ‏"‏بروا آباءكم‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والحاكم وصححه، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه‏:‏ إن رجلا هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏قد هاجرت من الشرك - ولكنه الجهاد - هل لك أحد باليمن‏؟‏ قال‏:‏ أبواي قال‏:‏ أذنا لك‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ فارجع فاستأذنهما، فإن أذنا لك مجاهد، وإلا، فبرهما‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد في الزهد، عن وهب بن منبه رضي الله عنه أن موسى عليه الصلاة والسلام سأل ربه عز وجل فقال‏:‏ يا رب، بم تأمرني‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏بأن لا تشرك بي شيئا‏"‏ قال‏:‏ وبم‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏وتبر والدتك‏"‏ قال‏:‏ وبم‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏وبوالدتك قال‏:‏ وبم‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏وبوالدتك‏"‏ قال وهب بن منبه رضي الله عنه‏:‏ إن البر بالوالدين يزيد في العمر، والبر بالوالدة ينبت الأصل‏.‏

وأخرج أحمد في الزهد، عن عمرو بن ميمون رضي الله عنه قال‏:‏ رأى موسى عليه السلام رجلا عند العرش، فغبطه بمكانه، فسأل عنه فقالوا‏:‏ نخبرك بعمله، لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله، ولا يمشي بالنميمة، ولا يعق والديه‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏أي رب، ومن يعق والديه‏"‏‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏يستسب لهما حتى يسبا‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والترمذي وصححه وابن ماجة، عن أبي الدرداء رضي الله عنه‏:‏ أن رجلا أتاه فقال‏:‏ إن امرأتي بنت عمي وإني أحبها، وإن والدتي تأمرني أن أطلقها، فقال‏:‏ لا آمرك أن تطلقها، ولا آمرك أن تعصي والدتك، ولكن أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته يقول‏:‏ ‏"‏إن الوالدة أوسط باب من أبواب الجنة‏"‏ فإن شئت فأمسك وإن شئت فدع‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة، عن الحسن رضي الله عنه قال‏:‏ للأم ثلثا البر وللأب الثلث‏.‏

وأخرج أحمد وابن ماجة، عن أبي الدرداء رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر ولا مكذب بقدر‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة، عن الحسن رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏بر الوالدين يجزئ من الجهاد‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قيل له‏:‏ ما حق الوالد على الولد‏؟‏ قال‏:‏ لو خرجت من أهلك ومالك ما أديت حقهما‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وهناد، عن علي بن أبي طالب قال‏:‏ إذا مالت الأفياء، وراحت الأرواح، فاطلبوا الحوائج إلى الله، فإنها ساعة الأوابين، وقرأ ‏{‏فإنه كان للأوابين غفورا‏}‏‏.‏

وأخرج هناد، عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏فإنه كان للأوابين غفورا‏}‏ قال‏:‏ الأواب الذي يذنب، ثم يستغفر، ثم يذنب، ثم يستغفر، ثم يذنب ثم يستغفر‏.‏

وأخرج هناد، عن عبيد بن عمير رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏فإنه كان للأوابين غفورا‏}‏ قال‏:‏ الأواب الذي يتذكر ذنوبه في الخلاء، فيستغفر منها‏.‏

 الآية 26 - 28

أخرج البخاري في تاريخه وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏وآت ذا القربى حقه‏}‏ قال‏:‏ أمره بأحق الحقوق، وعلمه كيف يصنع إذا كان عنده، وكيف يصنع إذا لم يكن، فقال‏:‏ ‏{‏وإما تعرضن عنهم إبتغاء رحمة من ربك‏}‏ قال‏:‏ إذا سألوك وليس عندك شيء انتظرت رزقا من الله ‏{‏فقل لهم قولا ميسورا‏}‏ يقول‏:‏ إن شاء الله يكون شبه العدة‏.‏ قال‏:‏ سفيان رحمه الله والعدة من النبي صلى الله عليه وسلم دين‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏وآت ذا القربى حقه‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ هو أن تصل ذا القرابة، وتطعم المسكين، وتحسن إلى ابن السبيل‏.‏

وأخرج ابن جرير، عن علي بن الحسين رضي الله عنه أنه قال لرجل من أهل الشام‏:‏ أقرأت القرآن‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ أفما قرأت في بني إسرائيل‏؟‏ ‏{‏وآت ذا القربى حقه‏}‏ قال‏:‏ وإنكم للقرابة الذي أمر الله أن يؤتى حقه‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي رضي الله عنه في الآية‏.‏ قال‏:‏ كان ناس من بني عبد المطلب يأتون النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه، فإذا صادفوا عنده شيئا أعطاهم، وإن لم يصادفوا عنده شيئا سكت لم يقل لهم نعم، ولا، لا‏.‏ والقربى، قربى بني عبد المطلب‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر، عن الحسن رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏وآت ذي القربى حقه والمسكين وابن السبيل‏}‏ قال‏:‏ هو أن وتوفيهم حقهم إن كان يسيرا، وإن لم يكن عندك ‏{‏فقل لهم قولا ميسورا‏}‏ وقل لهم الخير‏.‏

وأخرج البخاري في الأدب المفرد وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏وآت ذى القربى حقه‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ بدأ فأمره بأوجب الحقوق، ودله على أفضل الأعمال إذا كان عنده شيء‏.‏ فقال‏:‏ ‏{‏وآت ذي القربى حقه والمسكين وابن السبيل‏}‏ وعلمه إذا لم يكن عنده شيء كيف يقول‏.‏ فقال‏:‏ ‏{‏وإما تعرضن عنهم إبتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا‏}‏ عدة حسنة كأته قد كان، ولعله أن يكون إن شاء الله ‏{‏ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك‏}‏ لا تعطي شيئا ‏{‏ولا تبسطها كل البسط‏}‏ تعطي ما عندك ‏{‏فتقعد ملوما‏}‏ يلومك من يأتيك بعد، ولا يجد عندك شيئا ‏{‏محسورا‏}‏ قال‏:‏ قد حسرك من قد أعطيته‏.‏

وأخرج البخاري في الأدب، عن كليب بن منفعة رضي الله عنه قال‏:‏ قال جدي يا رسول الله، من أبر‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أمك وأباك وأختك وأخاك ومولاك الذي يلي ذاك حق واجب ورحم موصولة‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والبخاري والبخاري في الأدب وابن ماجة والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان، عن المقدام بن معد يكرب - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إن الله يوصيكم بأمهاتكم، ثم يوصيكم بآبائكم، ثم يوصيكم بالأقرب فالأقرب‏"‏‏.‏

وأخرج البخاري في الأدب، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ ما أنفق الرجل نفقة على نفسه وأهله يحتسبها، إلا آجره الله فيها، وابدأ بمن تعول، فإن كان فضل فالأقرب الأقرب، وإن كان فضل فناول‏.‏

وأخرج البخاري في الأدب والبيهقي في شعب الإيمان واللفظ له، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏احفظوا أنسابكم تصلوا أرحامكم، فإنه لا بعد للرحم إذا قربت، وإن كانت بعيدة، ولا قرب لها إذا بعدت، وإن كانت قريبة، وكل رحم آتية يوم القيامة أمام صاحبها تشهد له بصلته إن كان وصلها، وعليه بقطيعته إن كان قطعها‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان، عن ابن مسعود رضي الله عنه أن أعرابيا قال‏:‏ يا رسول الله، إني رجل موسر، وإن لي أما وأبا وأختا وأخا وعما وعمة وخالا وخالة، فأيهم أولى بصلتي‏؟‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك أدناك‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والحاكم والبيهقي، عن أبي رمثة التيمي تيم الرباب قال‏:‏ أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب ويقول‏:‏ ‏"‏يد المعطي العليا أمك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك أدناك‏"‏‏.‏

وأخرج الطبراني والحاكم والشيرازي في الألقاب والبيهقي، عن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن الله عز وجل ليعمر للقوم الديار ويكثر لهم الأموال وما نظر إليهم منذ خلقهم بغضا‏"‏ قيل يا رسول الله، وبم ذلك‏:‏ قال‏:‏ ‏"‏بصلتهم أرحامهم‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي وابن عدي وابن لال في مكارم الأخلاق وابن عساكر، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إن أهل البيت إذا تواصلوا أجرى الله عليهم الرزق، وكانوا في كنف الرحمن عز وجل‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي وابن جرير والخرائطي في مكارم الأخلاق من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إن أعجل الطاعة ثوابا صلة الرحم، حتى إن أهل البيت ليكونون فجارا، فتنمو أموالهم ويكثر عددهم إذا وصلوا الرحم، وإن أعجل المعصية عقابا، البغي، واليمين الفاجرة، تذهب المال، وتعقم الرحم، وتدع الديار بلاقع‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة، عن ثعلبة بن زهدم رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو يخطب - ‏"‏يد المعطي العليا، ويد السائل السفلى، وابدأ بمن تعول، أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك فأدناك‏"‏‏.‏

وأخرج البزار وأبو يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال‏:‏ لما نزلت هذه الآية ‏{‏وآت ذي القربى حقه‏}‏ دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فأعطاها فدك‏.‏

وأخرج ابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ لما نزلت ‏{‏وآت ذي القربى حقه‏}‏ أقطع رسول الله فاطمة فدكا‏.‏

وأخرج ابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من يعطي وكيف يعطي وبمن يبدأ فأنزل الله ‏{‏وآت ذي القربى حقه والمسكين وابن السبيل‏}‏ فأمر الله أن يبدأ بذي القربى، ثم بالمسكين وابن السبيل ومن بعدهم‏.‏ قال‏:‏ ‏{‏ولا تبذر تبذيرا‏}‏ يقول الله عز وجل‏:‏ ولا تعط مالك كله فتقعد بغير شيء‏.‏ قال‏:‏ ‏{‏ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك‏}‏ فتمنع ما عندك، فلا تعطي أحدا ‏{‏ولا تبسطها كل البسط‏}‏ فنهاه أن يعطي إلا ما بين له‏.‏ وقال له‏:‏ ‏{‏وأما تعرضن عنهم‏}‏ يقول‏:‏ تمسك عن عطائهم ‏{‏فقل لهم قولا ميسورا‏}‏ يعني قولا معروفا، لعله أن يكون، عسى أن يكون‏.‏

وأخرج أحمد والحاكم وصححه، عن أنس أن رجلا قال‏:‏ يا رسول الله إني ذو مال كثير وذو أهل وولد وحاضرة، فأخبرني كيف أنفق وكيف أصنع‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏تخرج الزكاة المفروضة، فإنها مطهرة تطهرك، وتصل أقاربك، وتعرف حق السائل، والجار المسكين‏"‏ فقال‏:‏ يا رسول الله، أقلل لي‏؟‏ قال‏:‏ ‏{‏فآت ذي القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا‏}‏ قال‏:‏ حسبي رسول الله‏.‏

وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة والبخاري في الأدب وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان، عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏ولا تبذر تبذيرا‏}‏ قال‏:‏ التبذير، إنفاق المال في غير حقه‏.‏

وأخرج ابن جرير، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ كنا أصحاب محمد نتحدث أن التبذير النفقة في غير حقه‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور والبخاري في الأدب وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏إن المبذرين‏}‏ قال‏:‏ هم الذين ينفقون المال في غير حقه‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏ولا تبذر تبذيرا‏}‏ يقول‏:‏ لا تعط مالك كله‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال‏:‏ من السرف، أن يكتسي الإنسان ويأكل ويشرب مما ليس عنده، وما جاوز الكفاف فهو لتبذير‏.‏

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال‏:‏ ما أنفقت على نفسك وأهل بيتك في غير سرف ولا تبذير، وما تصدقت فلك، وما أنفقت رياء وسمعة، فذلك حظ الشيطان‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر، عن عطاء الخراساني رضي الله عنه قال‏:‏ جاء ناس من مزينة يستحملون رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏لا أجد ما أحملكم عليه‏"‏ ‏(‏تولوا وأعينهم تفيض من الدمع‏)‏ ‏(‏التوبة، آية 92‏)‏ حزنا ظنوا ذلك، من غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله ‏{‏وإما تعرضن عنهم إبتغاء رحمة من ربك‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ الرحمة، الفيء‏.‏

وأخرج ابن جرير من طريق عطاء الخراساني، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏إبتغاء رحمة‏}‏ قال‏:‏ رزق‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏وإما تعرضن عنهم إبتغاء رحمة من ربك ترجوها‏}‏ قال‏:‏ إنتظار رزق الله‏.‏

وأخرج ابن جرير، عن الضحاك رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏وإما تعرضن عنهم‏}‏ يقول‏:‏ لا تجد شيئا تعطيهم ‏{‏إبتغاء رحمة من ربك‏}‏ يقول‏:‏ إنتظار رزق الله من ربك، نزلت فيمن كان يسأل النبي صلى الله عليه وسلم من المساكين‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن الحسن رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏فقل لهم قولا ميسورا‏}‏ قال‏:‏ لينا سهلا، سيكون إن شاء الله تعالى فأفعل، سنصيب إن شاء الله فأفعل‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏فقل لهم قولا ميسورا‏}‏ يقول‏:‏ قل لهم نعم وكرامة، وليس عندنا اليوم، فإن يأتنا شيء نعرف حقكم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏قولا ميسورا‏}‏ قال‏:‏ قولا جميلا، رزقنا الله وإياك بارك الله فيك‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏فقل لهم قولا ميسورا‏}‏ قال‏:‏ العدة‏.‏ قال سفيان‏:‏ والعدة من رسول الله دين، والله أعلم‏.‏

 الآية 29 - 30

أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر، عن يسار بن الحكم رضي الله عنه قال‏:‏ أتى رسول الله بزمن العراق، وكان معطاء كريما، فقسمه بين الناس، فبلغ ذلك قوما من العرب، فقالوا‏:‏ أنأتي النبي صلى الله عليه وسلم فنسأله‏؟‏ فوجدوه قد فرغ منه، فأنزل الله ‏{‏ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك‏}‏ قال‏:‏ محبوسة ‏{‏ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما‏}‏ يلومك الناس ‏{‏محسورا‏}‏ ليس بيدك شيء‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن المنهال بن عمر وقال‏:‏ بعثت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بابنها فقالت‏:‏ قل له اكسني ثوبا، فقال‏:‏ ما عندي شيء، فقال‏:‏ ارجع إليه فقل له اكسني قميصك، فرجع إليه فنزع قميصه فأعطاه إياه‏.‏ فنزلت ‏{‏ولا تجعل يدك مغلولة‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج ابن جرير، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ جاء غلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إن أمي تسألك كذا وكذا‏؟‏ فقال‏:‏ ‏"‏ما عندنا اليوم شيء‏"‏ قال‏:‏ فتقول لك اكسني قميصك، فخلع قميصه فدفع إليه، فجلس في البيت حاسرا‏.‏ فأنزل الله ‏{‏ولا تجعل يدك مغلولة‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج ابن مردويه، عن أبي أمامة رضي الله عنه‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة‏:‏ وضرب بيده، ‏"‏أنفقي ما ظهر ‏[‏‏؟‏‏؟‏‏]‏ كفى‏"‏ قالت‏:‏ إذا لا يبقى شيء‏.‏ قال ذلك‏:‏ ثلاث مرات، فأنزل الله تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تجعل يدك مغلولة‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏{‏ولا تجعل يدك مغلولة‏}‏ قال‏:‏ يعني بذلك البخل‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك‏}‏ قال‏:‏ هذا في النفقة‏.‏ يقول‏:‏ لا تجعلها مغلولة، لا تبسطها بخير ‏{‏ولا تبسطها كل البسط‏}‏ يعني التبذير ‏{‏فتقعد ملوما‏}‏ يلوم نفسه على ما فاته من ماله‏.‏ ‏{‏محسورا‏}‏ ذهب ماله كله‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن الحسن رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط‏}‏ قال نهاه عن السرف والبخل‏.‏

وأخرج ابن المنذر، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏فتقعد ملوما محسورا‏}‏ قال‏:‏ ملوما عند الناس محسورا من المال‏.‏

وأخرج الطستي، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له‏:‏ أخبرني عن قوله‏:‏ ‏{‏ملوما محسورا‏}‏ قال مستحيا خجلا قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ أما سمعت قول الشاعر‏:‏

ما فاد من مني يموت جوادهم * إلا تركت جوادهم محسورا

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏الرفق في المعيشة خير من نض التجارة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن عدي والبيهقي، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من فقه الرجل أن يصلح معيشته‏"‏ قال‏:‏ ‏"‏وليس من حبك الدنيا طلب ما يصلحك‏"‏‏.‏

وأخرج ابن عدي والبيهقي، عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏من فقهك رفقك في معيشتك‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏الإقتصاد في التفقه نصف المعيشة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبيهقي، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله عليه وسلم‏:‏ ما عال من اقتصد‏"‏‏.‏

وأخرج ابن عدي والبيهقي، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما عال مقتصد قط‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي، عن عبد الله بن شبيب رضي الله عنه قال‏:‏ يقال حسن التدبير مع العفاف خير من الغنى مع الإسراف‏.‏

وأخرج البيهقي، عن مطرف رضي الله عنه قال‏:‏ خير الأمور أوسطها‏.‏

وأخرج الديلمي، عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏التدبير نصف المعيشة، والتودد نصف العقل، والهم نصف الهرم، وقلة العيال أحد اليسارين‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد في الزهد، عن يونس بن عبيد رضي الله عنه قال‏:‏ كان يقال‏:‏ التودد إلى الناس نصف العقل، وحسن المسألة نصف العلم، والإقتصاد في المعيشة يلقي عنك نصف المؤنة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن زيد رضي الله عنه قال‏:‏ ثم أخبرنا كيف يصنع بنا فقال‏:‏ ‏{‏إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر‏}‏ ثم أخبر عباده أنه لا يرزؤه ولا يؤدوه أن لو بسط الرزق عليهم، ولكن نظرا لهم منه فقال تبارك وتعالى ‏{‏ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير‏}‏ قال‏:‏ والعرب إذا كان الخصب وبسط عليهم أسروا وقتل بعضهم بعضا‏!‏ وجاء الفساد وإذا كان السنة شغلوا عن ذلك‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن الحسن رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر‏}‏ قال‏:‏ ينظر له، فإن كان الغنى خيرا له أغناه، وإن كان الفقر خيرا له أفقره‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن الحسن رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر‏}‏ قال‏:‏ يبسط لهذا مكرا به، ويقدر لهذا نظرا له‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن زيد قال‏:‏ كل شيء في القرآن يقدر فمعناه يقلل‏.‏