فصل: مَتَى شُرِعَتْ صَلَاةُ الْخَوْفِ:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: زاد المعاد في هدي خير العباد (نسخة منقحة)



.فصل بِئْرُ مَعُونَةَ:

وَفِي هَذَا الشّهْرِ بِعَيْنِهِ وَهُوَ صَفَرٌ مِنْ السّنَةِ الرّابِعَةِ كَانَتْ وَقْعَةُ بِئْرِ مَعُونَةَ وَمُلَخّصُهَا أَنّ أَبَا بَرَاءٍ عَامِرَ بْنَ مَالِكٍ الْمَدْعُوّ مُلَاعِبَ الْأَسِنّةِ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الْمَدِينَةَ فَدَعَاهُ إلَى الْإِسْلَام فَلَمْ يُسْلِمْ وَلَمْ يَبْعُدْ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَوْ بَعَثْتَ أَصْحَابَك إلَى أَهْلِ نَجْدٍ يَدْعُونَهُمْ إلَى دِينِك لَرَجَوْتُ أَنْ يُجِيبُوهُمْ. فَقَالَ إنّي أَخَافُ عَلَيْهِمْ أَهْلَ نَجْد فَقَالَ أَبُو بَرَاءٍ: أَنَا جَارٌ لَهُمْ فَبَعَثَ مَعَهُ أَرْبَعِينَ رَجُلًا فِي قَوْلِ ابْنِ إسْحَاقَ. وَفِي الصّحِيحِ أَنّهُمْ كَانُوا سَبْعِينَ وَاَلّذِي فِي الصّحِيحِ هُوَ الصّحِيحُ. وَأَمّرَ عَلَيْهِمْ الْمُنْذِرَ بْنَ عَمْرٍو- أَحَدَ بَنِي سَاعِدَةَ الْمُلَقّبَ بِالْمُعْنِقِ لِيَمُوتَ- وَكَانُوا مِنْ خِيَارِ الْمُسْلِمِينَ وَفُضَلَائِهِمْ وِسَادَاتِهِمْ وَقُرّائِهِمْ فَسَارُوا حَتّى نَزَلُوا بِئْرَ مَعُونَةَ وَهِيَ بَيْنَ أَرْضِ بَنِي عَامِرٍ وَحَرّةِ بَنِي سُلَيْمٍ فَنَزَلُوا هُنَاكَ ثُمّ بَعَثُوا حَرَامَ بْنَ مِلْحَانَ أَخَا أُمّ سُلَيْمٍ بِكِتَابِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلَى عَدُوّ اللّهِ عَامِرِ بْنِ الطّفَيْلِ فَلَمْ يَنْظُرْ فِيهِ وَأَمَرَ رَجُلًا فَطَعَنَهُ بِالْحَرْبَةِ مِنْ خَلْفِهِ فَلَمّا أَنْفَذَهَا فِيهِ وَرَأَى الدّمَ قَالَ فُزْتُ وَرَبّ الْكَعْبَةِ ثُمّ اسْتَنْفَرَ عَدُوّ اللّهِ لِفَوْرِهِ بَنِي عَامِرٍ إلَى قِتَالِ الْبَاقِينَ فَلَمْ يُجِيبُوهُ لِأَجْلِ جِوَارِ أَبِي بَرَاءٍ بَنِي سُلَيْمٍ فَأَجَابَتْهُ عُصَيّةُ وَرِعْلٌ وَذَكْوَانُ فَجَاءُوا حَتّى أَحَاطُوا بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقَاتَلُوا حَتّى قُتِلُوا عَنْ آخِرِهِمْ إلّا كَعْبَ بْنَ زَيْدِ بْن النّجّارِ فَإِنّهُ ارْتَثّ بَيْنَ الْقَتْلَى فَعَاشَ حَتَى قُتِلَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَكَانَ عَمْرُو بْن أُمَيّةَ الضّمْرِيّ وَالْمُنْذِرُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ فِي سَرْحِ الْمُسْلِمِينَ فَرَأَيَا الطّيْرَ تَحُومُ عَلَى مَوْضِعِ الْوَقْعَةِ فَنَزَلَ الْمُنْذِرُ بْنُ مُحَمّدٍ فَقَاتَلَ الْمُشْرِكِينَ حَتّى قُتِلَ مَعَ أَصْحَابِهِ وَأُسِرَ عَمْرُو بْنُ أُمَيّةَ الضّمْرِيّ فَلَمّا أَخْبَرَ أَنّهُ مِنْ مُضَرَ جَزّ عَامِرٌ نَاصِيَتَهُ وَأَعْتَقَهُ عَنْ رَقَبَةٍ كَانَتْ عَلَى أُمّهِ وَرَجَعَ عَمْرُو بْنُ أُمَيّةَ فَلَمّا كَانَ بِالْقَرْقَرَةِ مِنْ صَدْرِ قَنَاةٍ نَزَلَ فِي ظِلّ شَجَرَةٍ وَجَاءَ رَجُلَانِ مِنْ بَنِي كِلَابٍ فَنَزَلَا مَعَهُ فَلَمّا نَامَا فَتَكَ بِهِمَا عَمْرٌو وَهُوَ يَرَى أَنّهُ قَدْ أَصَابَ ثَأْرًا مِنْ أَصْحَابِهِ وَإِذَا مَعَهُمَا عَهْدٌ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَمْ يَشْعُرْ بِهِ فَلَمّا قَدِمَ أَخْبَرَ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِمَا فَعَلَ فَقَالَ لَقَدْ قَتَلْتَ قَتِيلَيْنِ لَأَدِيَنّهُمَا.

.غَزْوَةُ بَنِي النّضِيرِ:

فَكَانَ هَذَا سَبَبُ غَزْوَةِ بَنِي النّضِيرِ فَإِنّهُ خَرَجَ إلَيْهِمْ لِيُعِينُوهُ فِي دِيَتِهِمَا لِمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ مِنْ الْحِلْفِ فَقَالُوا: نَعَمْ وَجَلَسَ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعَلِيّ وَطَائِفَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَاجْتَمَعَ الْيَهُودُ وَتَشَاوَرُوا وَقَالُوا: مَنْ رَجُلٌ يُلْقِي عَلَى مُحَمّدٍ هَذِهِ الرّحَى فَيَقْتُلَهُ؟ فَانْبَعَثَ أَشْقَاهَا عَمْرُو بْنُ جِحَاشٍ لَعَنَهُ اللّهُ وَنَزَلَ جِبْرِيلُ مِنْ عِنْدِ رَبّ الْعَالَمِينَ عَلَى رَسُولِهِ يُعْلِمُهُ بِمَا هَمّوا بِهِ فَنَهَضَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ وَقْتِهِ رَاجِعًا إلَى الْمَدِينَةِ ثُمّ تَجَهّزَ وَخَرَجَ بِنَفْسِهِ لِحَرْبِهِمْ فَحَاصَرَهُمْ سِتّ لَيَالٍ وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْمَدِينَةِ ابْنَ أُمّ مَكْتُومٍ وَذَلِكَ فِي رَبِيعٍ الْأُولَى.

.تَحْرِيمُ الْخَمْرِ:

قَالَ ابْنُ حَزْمٍ: وَحِينَئِذٍ حُرّمَتْ الْخَمْرُ وَنَزَلُوا عَلَى أَنّ لَهُمْ مَا حَمَلَتْ إبِلُهُمْ أَكَابِرُهُمْ كَحُيَيّ بْنِ أَخْطَبَ وَسَلَامِ بْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ إلَى خَيْبَرَ وَذَهَبَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ إلَى الشّامِ وَأَسْلَمَ مِنْهُمْ رَجُلَانِ فَقَطْ يَامِينُ بْنُ عَمْرٍو وَأَبُو سَعْدِ بْنُ وَهْبٍ فَأَحْرَزَا أَمْوَالَهُمَا وَقَسّمَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَمْوَالَ بَنِي النّضِيرِ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوّلِينَ خَاصّةً لِأَنّهَا كَانَتْ مِمّا لَمْ يُوجِفْ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ بِخَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ إلّا أَنّهُ أَعْطَى أَبَا دُجَانَةَ وَسَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ الْأَنْصَارِيّيْنِ لِفَقْرِهِمَا.

.نُزُولُ سُورَةِ الْحَشْرِ:

وَفِي هَذِهِ الْغَزْوَةِ نَزَلَتْ سُورَةُ الْحَشْرِ هَذَا الّذِي ذَكَرْنَاهُ هُوَ الصّحِيحُ عِنْدَ أَهْلِ الْمَغَازِي وَالسّيَرِ.

.غَزَوَاتُهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَعَ الْيَهُودِ:

وَزَعَمَ مُحَمّد بْنُ شِهَابٍ الزّهْرِيّ أَنّ غَزْوَةَ بَنِي النّضِيرِ كَانَتْ بَعْدَ بَدْرٍ بِسِتّةِ أَشْهُرٍ وَهَذَا وَهْمٌ مِنْهُ أَوْ غَلَطٌ عَلَيْهِ بَلْ الّذِي لَا شَكّ فِيهِ أَنّهَا كَانَتْ بَعْدَ أُحُدٍ وَاَلّتِي كَانَتْ بَعْدَ بَدْرٍ بِسِتّةِ أَشْهُرٍ هِيَ غَزْوَةُ بَنِي قَيْنُقَاعٍ وَقُرَيْظَةُ بَعْدَ الْخَنْدَقِ وَخَيْبَرُ بَعْدَ الْحُدَيْبِيَةِ وَكَانَ لَهُ مَعَ الْيَهُودِ أَرْبَعُ غَزَوَاتٍ أَوّلُهَا: غَزْوَةُ بَنِي قَيْنُقَاعٍ بَعْدَ بَدْرٍ وَالثّانِيَةُ بَنِي النّضِيرِ بَعْدَ أُحُدٍ وَالثّالِثَةُ قُرَيْظَةُ بَعْدَ الْخَنْدَقِ وَالرّابِعَةُ خَيْبَرُ بَعْدَ الْحُدَيْبِيَةِ.
فَصْلٌ:
وَقَنَتَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى الّذِينَ قَتَلُوا الْقُرّاءَ أَصْحَابَ بِئْرِ مَعُونَةَ بَعْدَ الرّكُوعِ ثُمّ تَرَكَهُ لَمّا جَاءُوا تَائِبِينَ مُسْلِمِينَ.

.فصل غَزْوَةُ ذَاتِ الرّقَاعِ:

.مَتَى شُرِعَتْ صَلَاةُ الْخَوْفِ:

صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِنَفْسِهِ غَزْوَةَ ذَاتِ الرّقَاعِ وَهِيَ غَزْوَةُ نَجْدٍ فَخَرَجَ فِي جُمَادَى الْأُولَى مِنْ السّنَةِ الرّابِعَةِ وَقِيلَ فِي الْمُحَرّمِ يُرِيدُ مُحَارِبَ وَبَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ غَطَفَانَ وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْمَدِينَةِ أَبَا ذَرّ الْغِفَارِيّ وَقِيلَ عُثْمَانَ بْنَ عَفّانَ وَخَرَجَ فِي أَرْبَعِمِائَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ. وَقِيلَ سَبْعِمِائَةٍ فَلَقِيَ جَمْعًا مِنْ غَطَفَانَ فَتَوَاقَفُوا وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمْ قِتَالٌ إلّا أَنّهُ صَلّى بِهِمْ يَوْمَئِذٍ صَلَاةَ الْخَوْفِ هَكَذَا قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ السّيَرِ وَالْمَغَازِي فِي تَارِيخِ هَذِهِ الْغَزَاةِ وَصَلَاةِ الْخَوْفِ بِهَا وَتَلَقّاهُ النّاسُ عَنْهُمْ وَهُوَ مُشْكِلٌ جِدّا فَإِنّهُ قَدْ صَحّ أَنّ الْمُشْرِكِينَ حَبَسُوا رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ عَنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ حَتّى غَابَتْ الشّمْسُ وَفِي السّنَنِ ومُسْنَدِ أَحْمَدَ وَالشّافِعِيّ رَحِمَهُمَا اللّهُ أَنّهُمْ حَبَسُوهُ عَنْ صَلَاةِ الظّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فَصْلَاهُنّ جَمِيعًا وَذَلِكَ قَبْلَ نُزُولِ صَلَاةِ الْخَوْفِ وَالْخَنْدَقُ بَعْدَ ذَاتِ الرّقَاعِ سَنَةَ خَمْسٍ. وَالظّاهِرُ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَوّلُ صَلَاةٍ صَلّاهَا لِلْخَوْفِ بِعُسْفَانَ كَمَا قَالَ أَبُو عَيّاشٍ الزّرَقِيّ: كُنّا مَعَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِعُسْفَانَ فَصَلّى بِنَا الظّهْرَ وَعَلَى الْمُشْرِكِينَ يَوْمَئِذٍ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَقَالُوا: لَقَدْ أَصَبْنَا مِنْهُمْ غَفْلَةً ثُمّ قَالُوا: إنّ لَهُمْ صَلَاةً بَعْدَ هَذِهِ هِيَ أَحَبّ إلَيْهِمْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَأَبْنَائِهِمْ فَنَزَلَتْ صَلَاةُ الْخَوْفِ بَيْنَ الظّهْرِ وَالْعَصْرِ فَصَلّى بِنَا الْعَصْرَ فَفَرّقَنَا فِرْقَتَيْنِ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَهْلُ السّنَنِ. وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ نَازِلًا بَيْنَ ضَجَنَانَ وَعُسْفَانَ مُحَاصِرًا لِلْمُشْرِكَيْنِ فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ إنّ لِهَؤُلَاءِ صَلَاةً هِيَ أَحَبّ إلَيْهِمْ مِنْ أَبْنَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ أَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ ثُمّ مِيلُوا عَلَيْهِمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً فَجَاءَ جِبْرِيلُ فَأَمَرَهُ أَنْ يُقَسّمَ أَصْحَابَهُ نِصْفَيْنِ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ التّرْمِذِيّ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَلَا خِلَافَ بَيْنَهُمْ أَنّ غَزْوَةَ عُسْفَانَ كَانَتْ بَعْدَ الْخَنْدَقِ وَقَدْ صَحّ عَنْهُ أَنّهُ صَلّى صَلَاةَ الْخَوْفِ بِذَاتِ الرّقَاعِ فَعُلِمَ أَنّهَا بَعْدَ الْخَنْدَقِ وَبَعْدَ عُسْفَانَ وَيُؤَيّدُ هَذَا أَنّ أَبَا هُرَيْرَةَ وَأَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ شَهِدَا ذَاتَ الرّقَاعِ كَمَا فِي الصّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي مُوسَى أَنّهُ شَهِدَ غَزْوَةَ ذَاتِ الرّقَاعِ وَأَنّهُمْ كَانُوا يَلُفّونَ عَلَى أَرْجُلِهِمْ الْخِرَقَ لَمّا نُقِبَتْ. وَأَمّا أَبُو هُرَيْرَةَ فَفِي الْمُسْنَدِ والسّنَنِ أَنّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ سَأَلَهُ هَلْ صَلّيْتَ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ صَلَاةَ الْخَوْفِ؟ قَالَ نَعَمْ قَالَ مَتَى؟ قَالَ عَامَ غَزْوَةِ نَجْدٍ.

.تَرْجِيحُ الْمُصَنّفِ أَنّ ذَاتَ الرّقَاعِ كَانَتْ بَعْدَ خَيْبَرَ:

وَهَذَا يَدُلّ عَلَى أَنّ غَزْوَةَ ذَاتِ الرّقَاعِ بَعْدَ خَيْبَرَ وَأَنّ مَنْ جَعَلَهَا قَبْلَ الْخَنْدَقِ فَقَدْ وَهِمَ وَهْمًا ظَاهِرًا وَلَمّا لَمْ يَفْطَنْ بَعْضُهُمْ لِهَذَا ادّعَى أَنّ غَزْوَةَ ذَاتِ الرّقَاعِ كَانَتْ مَرّتَيْنِ فَمَرّةً قَبْلَ الْخَنْدَقِ وَمَرّةً بَعْدَهَا عَلَى عَادَتِهِمْ فِي تَعْدِيدِ الْوَقَائِعِ إذَا اخْتَلَفَتْ أَلْفَاظُهَا أَوْ تَارِيخُهَا وَلَوْ صَحّ لِهَذَا الْقَائِلِ مَا ذَكَرَهُ وَلَا يَصِحّ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ يَكُونَ قَدْ صَلّى بِهِمْ صَلَاةَ الْخَوْفِ فِي الْمَرّةِ الْأُولَى لِمَا تَقَدّمَ مِنْ قِصّةِ عُسْفَانَ وَكَوْنِهَا بَعْدَ الْخَنْدَقِ وَلَهُمْ أَنْ يُجِيبُوا عَنْ هَذَا بِأَنّ تَأْخِيرَ يَوْمِ الْخَنْدَقِ جَائِزٌ غَيْرُ مَنْسُوخٍ وَأَنّ فِي حَالِ الْمُسَايَفَةَ يَجُوزُ تَأْخِيرُ الصّلَاةِ إلَى أَنْ يَتَمَكّنَ مِنْ فِعْلِهَا وَهَذَا أَحَدُ الْقَوْلَيْنِ فِي مَذْهَبِ أَحْمَدَ رَحِمَهُ اللّهُ وَغَيْرِهِ لَكِنْ لَا حِيلَةَ لَهُمْ فِي قِصّةِ عُسْفَانَ أَنّ أَوّلَ صَلَاةٍ صَلّاهَا لِلْخَوْفِ بِهَا وَأَنّهَا بَعْدَ الْخَنْدَقِ. فَالصّوَابُ تَحْوِيلُ غَزْوَةِ ذَاتِ الرّقَاعِ مِنْ هَذَا الْمَوْضِعِ إلَى مَا بَعْدَ الْخَنْدَقِ بَلْ بَعْدَ خَيْبَرَ وَإِنّمَا ذَكَرْنَاهَا هَاهُنَا تَقْلِيدًا لِأَهْلِ الْمَغَازِي وَالسّيَرِ ثُمّ تَبَيّنَ لَنَا وَهْمُهُمْ وَبِاَللّهِ التّوْفِيقُ. وَمِمّا يَدُلّ عَلَى أَنّ غَزْوَةَ ذَاتِ الرّقَاعِ بَعْدَ الْخَنْدَقِ مَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حَتّى إذَا كُنّا بِذَاتِ الرّقَاعِ قَالَ كُنّا إذَا أَتَيْنَا عَلَى شَجَرَةٍ ظَلِيلَةٍ تَرَكْنَاهَا لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَسَيْفُ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مُعَلّقٌ بِالشّجَرَةِ فَأَخَذَ السّيْفَ فَاخْتَرَطَهُ فَذَكَرَ الْقِصّةَ وَقَالَ فَنُودِيَ بِالصّلَاةِ فَصَلّى بِطَائِفَةٍ رَكْعَتَيْنِ ثُمّ تَأَخّرُوا وَصَلّى بِالطّائِفَةِ الْأُخْرَى رَكْعَتَيْنِ فَكَانَتْ لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ وَلِلْقَوْمِ رَكْعَتَانِ وَصَلَاةُ الْخَوْفِ إنّمَا شُرِعَتْ بَعْدَ الْخَنْدَقِ بَلْ هَذَا يَدُلّ عَلَى أَنّهَا بَعْدَ عُسْفَانَ وَاللّهُ أَعْلَمُ.

.قِصّةُ بَيْعِ جَابِرٍ جَمَلَهُ مِنْهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ:

وَقَدْ ذَكَرُوا أَنّ قِصّةَ بَيْعِ جَابِرٍ جَمَلَهُ مِنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَتْ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ الرّقَاعِ. وَقِيلَ فِي مَرْجِعِهِ مِنْ تَبُوكَ وَلَكِنْ فِي إخْبَارِهِ لِلنّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي تِلْكَ الْقَضِيّةِ أَنّهُ تَزَوّجَ امْرَأَةً ثَيّبًا تَقُومُ عَلَى أَخَوَاتِهِ وَتَكْفُلُهُنّ إشْعَارٌ بِأَنّهُ بَادَرَ إلَى ذَلِكَ بَعْدَ مَقْتَلِ أَبِيهِ وَلَمْ يُؤَخّرْ إلَى عَامِ تَبُوكَ واللّهُ أَعْلَمُ.

.حِرْصُ الصّحَابَةِ عَلَى إتْمَامِ الصّلَاةِ:

وَفِي مَرْجِعِهِمْ مِنْ غَزْوَةِ ذَاتِ الرّقَاعِ سَبَوْا امْرَأَةً مِنْ الْمُشْرِكِينَ فَنَذَرَ زَوْجُهَا أَلّا يَرْجِعَ حَتّى يُهْرِيقَ دَمًا فِي أَصْحَابِ مُحَمّدٍ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَجَاءَ لَيْلًا وَقَدْ أَرْصَدَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ رَجُلَيْنِ رَبِيئَةً لِلْمُسْلِمِينَ مِنْ الْعَدُوّ وَهُمَا عَبّادُ بْنُ بِشْرٍ وَعَمّارُ بْنُ يَاسِرٍ فَضَرَبَ عَبّادًا وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلّي بِسَهْمٍ فَنَزَعَهُ وَلَمْ يُبْطِلْ صَلَاتَهُ حَتّى رَشَقَهُ بِثَلَاثَةِ أَسْهُمٍ فَلَمْ يَنْصَرِفْ مِنْهَا حَتَى سَلّمَ فَأَيْقَظَ صَاحِبَهُ فَقَالَ سُبْحَانَ فَقَالَ إنّي كُنْتُ فِي سُورَةٍ فَكَرِهْتُ أَنْ أَقْطَعَهَا.

.الرّدّ عَلَى مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ:

وَقَالَ مُوسَى بْنُ عقبة في مَغَازِيهِ: وَلَا يُدْرَى مَتَى كَانَتْ هَذِهِ الْغَزْوَةُ قَبْلَ بَدْرٍ أَوْ بَعْدَهَا أَوْ فِيمَا بَيْنَ بَدْرٍ وَأُحُدٍ أَوْ بَعْدَ أُحُدٍ. وَلَقَدْ أَبْعَدَ جِدّا إذْ جَوّزَ أَنْ تَكُونَ قَبْلَ بَدْرٍ وَهَذَا ظَاهِرُ الْإِحَالَةِ وَلَا قَبْلَ أُحُدٍ وَلَا قَبْلَ الْخَنْدَقِ كَمَا تَقَدّمَ بَيَانُهُ.

.فصل غَزْوَةُ بَدْرٍ الْآخِرَةُ:

وَقَدْ تَقَدّمَ أَنّ أَبَا سُفْيَانَ قَالَ عِنْدَ انْصِرَافِهِ مِنْ أُحُدٍ: مَوْعِدُكُمْ وَإِيّانَا الْعَامُ الْقَابِلُ بِبَدْرٍ فَلَمّا كَانَ شَعْبَانُ وَقِيلَ ذُو الْقِعْدَةِ مِنْ الْعَامِ الْقَابِلِ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لِمَوْعِدِهِ فِي أَلْفٍ وَخَمْسِمِائَةٍ وَكَانَتْ الْخَيْلُ عَشَرَةَ أَفْرَاسٍ وَحَمّلَ لِوَاءَهُ عَلِيّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللّهِ بْنَ رَوَاحَةَ فَانْتَهَى إلَى بَدْرٍ فَأَقَامَ بِهَا ثَمَانِيَةَ أَيّامٍ يَنْتَظِرُ الْمُشْرِكِينَ وَخَرَجَ أَبُو سُفْيَانَ بِالْمُشْرِكِينَ مِنْ مَكّةَ وَهُمْ أَلْفَانِ وَمَعَهُمْ خَمْسُونَ فَرَسًا فَلَمّا انْتَهَوْا إلَى مَرّ الظّهْرَانِ- عَلَى مَرْحَلَةٍ مِنْ مَكّةَ- قَالَ لَهُمْ أَبُو سُفْيَانَ: إنّ الْعَامَ عَامُ جَدْبٍ وَقَدْ رَأَيْتُ أَنّي أَرْجِعُ بِكَمْ فَانْصَرَفُوا رَاجِعِينَ وَأَخْلَفُوا الْمَوْعِدَ فَسُمّيَتْ هَذِهِ بَدْرَ الْمَوْعِدِ وَتُسَمّى بَدْرَ الثّانِيَةِ.

.فَصْلٌ فِي غَزْوَةِ دُومَةِ الْجَنْدَلِ:

وَهِيَ بِضَمّ الدّالِ وَأَمّا دَوْمَةُ بِالْفَتْحِ فَمَكَانٌ آخَرُ. خَرَجَ إلَيْهَا صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي رَبِيعٍ الْأَوّلِ سَنَةَ خَمْسٍ وَذَلِكَ أَنّهُ بَلَغَهُ أَنّ بِهَا جَمْعًا كَثِيرًا يُرِيدُونَ أَنْ يَدْنُوَا مِنْ الْمَدِينَةِ وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً وَهِيَ مِنْ دِمَشْقَ عَلَى خَمْسِ لَيَالٍ فَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْمَدِينَةِ سِبَاعَ بْنَ عُرْفُطَةَ الْغِفَارِيّ وَخَرَجَ فِي أَلْفٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَمَعَهُ دَلِيلٌ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ يُقَالُ لَهُ مَذْكُورٌ فَلَمّا دَنَا مِنْهُمْ إذَا هُمْ مُغَرّبُونَ وَإِذَا آثَارُ النّعَمِ وَالشّاءِ فَهَجَمَ عَلَى مَاشِيَتِهِمْ وَرُعَاتِهِمْ فَأَصَابَ مَنْ أَصَابَ وَهَرَبَ مَنْ هَرَبَ وَجَاءَ الْخَبَرُ أَهْلَ دُومَةِ الْجَنْدَلِ فَتَفَرّقُوا وَنَزَلَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِسَاحَتِهِمْ فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا أَحَدًا فَأَقَامَ بِهَا أَيّامًا وَبَثّ السّرَايَا وَفَرّقَ الْجُيُوشَ فَلَمْ يُصِبْ مِنْهُمْ أَحَدًا فَرَجَعَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلَى الْمَدِينَةِ وَوَادَعَ فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ.

.فَصْلٌ فِي غَزْوَةِ الْمُرَيْسِيعِ (غَزْوَةِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ):

وَكَانَتْ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبَبُهَا: أَنّهُ لَمّا بَلَغَهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّ الْحَارِثَ بْنَ أَبِي ضِرَارٍ سَيّدَ بَنِي الْمُصْطَلِقِ سَارَ فِي قَوْمِهِ وَمَنْ قَدَرَ عَلَيْهِ مِنْ الْعَرَبِ يُرِيدُونَ حَرْبَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَبَعَثَ بُرَيْدَةَ بْنَ الْحُصَيْبِ الْأَسْلَمِيّ يَعْلَمُ لَهُ ذَلِكَ فَأَتَاهُمْ وَلَقِيَ الْحَارِثَ بْنَ أَبِي ضِرَارٍ وَكَلّمَهُ وَرَجَعَ إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَأَخْبَرَهُ خَبَرَهُمْ فَنَدَبَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ النّاسَ فَأَسْرَعُوا فِي الْخُرُوجِ وَخَرَجَ مَعَهُمْ جَمَاعَةٌ مِنْ الْمُنَافِقِينَ لَمْ يَخْرُجُوا فِي غَزَاةٍ قَبْلَهَا وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْمَدِينَةِ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَقِيلَ أَبَا ذَرّ وَقِيلَ نُمَيْلَةَ بْنَ عَبْدِ اللّهِ اللّيْثِيّ وَخَرَجَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِلَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ شَعْبَانَ وَبَلَغَ الْحَارِثَ بْنَ أَبِي ضِرَارٍ وَمَنْ مَعَهُ مَسِيرَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَقَتْلَهُ عَيْنَهُ الّذِي كَانَ وَجّهَهُ لِيَأْتِيَهُ بِخَبَرِهِ وَخَبَرِ الْمُسْلِمِينَ فَخَافُوا خَوْفًا شَدِيدًا وَتَفَرّقَ عَنْهُمْ مَنْ كَانَ مَعَهُمْ مِنْ الْعَرَبِ وَانْتَهَى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلَى الْمُرَيْسِيعِ وَهُوَ مَكَانُ الْمَاءِ فَضَرَبَ عَلَيْهِ قُبّتَهُ وَمَعَهُ عَائِشَةُ وَأُمّ سَلَمَةَ فَتَهَيّئُوا لِلْقِتَالِ وَصَفّ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَصْحَابَهُ وَرَايَةُ الْمُهَاجِرِينَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ الصّدّيقِ وَرَايَةُ الْأَنْصَارِ مَعَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَتَرَامَوْا بِالنّبْلِ سَاعَةً ثُمّ أَمَرَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَصْحَابَهُ فَحَمَلُوا حَمْلَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَكَانَتْ النّصْرَةُ وَانْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ وَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ وَسَبَى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ النّسَاءَ وَالذّرَارِيّ وَالنّعَمَ وَالشّاءَ وَلَمْ يُقْتَلْ مِنْ الْمُسْلِمِينَ إلّا رَجُلٌ وَاحِدٌ هَكَذَا قَالَ عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ خَلَفٍ فِي سِيرَتِهِ وَغَيْرُهُ وَهُوَ وَهْمٌ فَإِنّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمْ قِتَالٌ وَإِنّمَا أَغَارَ عَلَيْهِمْ عَلَى الْمَاءِ فَسَبَى ذَرَارِيّهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ كَمَا فِي أَغَارَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلَى بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَهُمْ غَارُونَ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ....

.زَوَاجُهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ:

وَكَانَ مِنْ جُمْلَةِ السّبْيِ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ سَيّدِ الْقَوْمِ وَقَعَتْ فِي سَهْمِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ فَكَاتَبَهَا فَأَدّى عَنْهَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَتَزَوّجَهَا فَأَعْتَقَ الْمُسْلِمُونَ بِسَبَبِ هَذَا التّزْوِيجِ مِائَةَ أَهْلِ بَيْتٍ مَنْ بُنِيَ الْمُصْطَلِقِ قَدْ أَسْلَمُوا وَقَالُوا: أَصْهَارُ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ.